هذه صورة التقتطها المركبة كاسيني للقمر تيتان ، وتظهر الصورة " تيتان " محاط بطبقتين ، الطبقة الخارجية تظهر وانها " متفككة " ويبدو انها " عائمة " فوق الغلاف الجوي للقمر تيتان.
وكشفت عمليات المراقبة أنه خلافا للاعتقاد الذي كان سائدا من ذي قبل، فإن سطح القمر تيتان ليس مغطى بالكامل بالمواد العضوية السائلة والصلبة التي تتناثر في غلافه الجوي.
ونقلت مجلة ساينس عن كاوتلين جريفيث من مختبر الأقمار والكواكب في جامعة أريزونا الأمريكية قولها إن «الانعكاسات الصادرة عن سطح تيتان تبدو مثل تلك الموجودة في القمر جانيميد التابع لكوكب المشتري. وهذا أمر محير نوعا ما لأن الاعتقاد السائد هو أن سطح تيتان مليء بالمواد العضوية».
وتبلغ كثافة الغلاف الجوي لتيتان عشرة أضعاف ما هو موجود في الأرض، حيث تغطي غلاف ذلك القمر غازات النيتروجين والميثان والإيثان.
ويؤدي ذلك إلى تكوُّن ضباب كثيف من الهيدروكربونات في الطبقات العليا من الغلاف الجوي لتيتان، نتيجة لاختراق الميثان بأشعة الشمس.
ويبلغ سُمْك هذا الضباب مستويات أعلى بكثير من أسوأ حالات اختلاط الضباب والأدخنة في المدن، أي ما يسمى بـ (Smog).
وقد استحال اختراق ذلك الضباب باستخدام كاميرات كانت على متن المركبتين الفضائيتين (بايونير) و(فويوجر) أثناء تحليقهما في المنظومة التابعة لزحل في أواخر عقد السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن العشرين.
غير أن الطبيعة شبه المعتمة لغلاف تيتان الجوي ناجمة عن تفاعلات كيماوية غنية تقع على سطح ذلك القمر.
وقال جوناثان لوناين، وهو عالم في مختبر الأقمار والكواكب في جامعة أريزونا، إن غاز الميثان يتشبع بالسوائل في تيتان خلال دورة شبيهة بالدورة المائية على الأرض.
غير أن علماء آخرين يرجحون أن الميثان الموجود في هذا القمر ناجم عن أنشطة جيولوجية.
وتقول جريفيث:«إذا ما تصورنا أن غلاف تيتان الجوي موجود طوال عمر هذا القمر البالغ 4.6 ملايين سنة، فإنه يمكن أن تتراكم فوق السطح طبقة ركامية سمكها 800 متر».
وتمضي قائلة: «من هنا فإنه قد يتبادر إلى الذهن سؤال حول ما إذا كان السطح مغطى بسائل أم بركامات صلبة، بحيث لا نستطيع معها رؤية الجليد أو الصخور الموجودة تحتها».
وقال العلماء إنهم باستخدام «نوافذ» ضوء بالأشعة الحمراء قادرة على بلوغ السطح أو مناطق تقع وسط طبقات الميثان السميكة، قد خلصوا إلى أن جزءا كبيرا من سطح تيتان مغطى بصخور جليدية عارية.
ويقول هؤلاء العلماء إن: «الطيف الصادر عن تيتان شبيه بنظيره في القمر جانيميد الذي يطغى عليه الجليد».
وكان المسبار هابل قد التقط في العام 1994 أولى الصور لسطح القمر تيتان، ومنذئذ بدأت ترد صور أخرى أظهرت أنه توجد في تيتان مناطق شاسعة ذات لون داكن.
ويقول هؤلاء العلماء «إنه ليس من الواضح ما هي طبيعة الشيء الداكن، لكن ثمة احتمالا لأن يكون مكونا من السوائل العضوية والطبقات التراكمية. وتشير الصور والخلاصات التي توصلنا لها إلى أن المادة العضوية تتحرك على السطح بحيث تترك الصخور الجليدية مكشوفة».