إعصار «كاترينا» وظاهرة الاحتباس الحراري
اتهم وزير البيئة الالماني يورجن تريتن الاميركيين بتحمل المسؤولية عن إعصار «كاترينا» المدمر بسبب رفض بلادهم الحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ويأتي ذلك بعد ان قال مسؤولون وصحف محلية اميركية ان اكثر من 10 ألاف شخصا قتلوا في ولاية مسيسيبي من جراء الاعصار، مشيرين الى ان عدد الضحايا يمكن ان يرتفع بعد رفع آثار الدمار. وقال تريتن، عضو حزب الخضر الالماني، لقناة «زد دي إف» التلفزيونية الالمانية امس «تزايد معدل وقوع هذه الاحداث الطبيعية لا يمكن شرحه إلا من خلال ارتفاع درجة حرارة الارض الذي يسببه البشر». وقارن الوزير بين ألمانيا التي حدت انبعاث غازات الاحتباس الحراري بنسبة 18.5 بالمائة منذ عام 1990 والولايات المتحدة التي يتزايد انبعاث تلك الغازات منها. وتابع «يتسبب مواطن أميركي واحد في انبعاث كمية من غازات الاحتباس الحراري تزيد على متوسط ما يسببه المواطن الاوروبي بمرتين ونصف المرة». وكانت الحكومة الالمانية قد انتقدت الرئيس الاميركي بشدة عندما رفض التصديق على اتفاقية كيوتو الخاصة بمكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض. وقد تكشفت أبعاد كارثة واسعة النطاق في ساحل خليج المكسيك امس بعد ان اجتاحه الاعصار «كاترينا»، اذ اغرقت السيول المنتجعات والاراضي المنخفضة في مدينة نيو اورليانز. ومن المتوقع ان ترتفع أعداد القتلى مع تمشيط فرق الانقاذ ووصولها للمناطق المنكوبة التي ضربها الاعصار. وألحق الاعصار القاتل أضرارا وصلت الى حد الكارثة بطول الساحل بعد ان ضرب ولاية لويزيانا برياح بلغت سرعتها 224 كيلومترا في الساعة ثم اجتاح مسيسيبي وألاباما وغرب فلوريدا. وخلف الاعصار وراءه العديد من المباني المهدمة والزوارق والسيارات المدمرة واقتلع الاشجار وأغرق المدن بالسيول. وقال المسؤولون في ولاية مسيسيبي ان معظم القتلى لقوا حتفهم حين اجتاحت امواج المد الشواطئ ودخلت في عمق اليابسة لمسافة كيلومتر ونصف الكيلومتر. وقال هيلي باربر حاكم ولاية مسيسيبي «الولاية تعرضت لضربة كبيرة على السواحل».