السلام عليكم
كلنا يتعرض لخسارة يعظم وقعها او يصغر ,,
وعندما يتعرض رجل في الخامسة والخمسين من عمرة لنوبة قلبية و يضطر الى تغيير نمط
حياته فانه يخسر الخيارات المتاحة ,,
وعندما يفقد والدان ابنا فانهما يحرمان اغلى ما عندهما في العالم كله ,,
وعندما يفقد الناس من كل الاعمار اعزاء لهم بالطلاق او بالوفاة فانهم غالبا يشعرون
وكأنهم تعرضوا لعملية سطو ,,
قلة بيننا تعرف كيف تساعد نفسها لاجتياز المراحل المضطربة في الحياة !!!
الحزن عاطفة لا يفهم معناها كثيرون ,,
ان حال الحزن تدوم وقت ليس بقصير و الوقت اللازم يصعب تحديدة و يختلف باختلاف ظروف
كل محزون والذين يعايشون الموت البطىء او الانهيار التدريجي للعلاقة الزوجية
يعيشون مرحلة حداد مسبقة و يلفهم الحزن قبل انفصام العلاقة بوقت طويل و
تعقب الانفصام الفعلي اشهر و ربما اسابيع قليلة من الاضطراب العاطفي لا تلبث ان تقضي .
اما في حالات الموت المفاجىء او عندما يواجة المرء جراحات كبرى او حوادث تقعدة او
مآسي غير متوقعة فان الحداد عندئذ يدوم سنة او اكثر ,,
لكن التوقعات غير الصحيحة بان المحزون يستطيع التغلب على حزنه بسرعة فيتحول
فجأة انسانا مرحا يتابع حياته كالمعتاد تولّد فية شعورا بالقلق والذنب والشك في الذات
و تجعل التغلب على الحزن امراا بالغ الصعوبة ,,,,,,,
الهرب من الذكرى _ الحزن ليس مرض عقلي وان بدا كذلك احيانا فالارق و القلق والخوف
و الغضب و الانشغال بالذات وطغيان الافكار المحزنة على ماعداها ,,,
جميعها مشاعر تجعل الانسان يظن انه بدا يفقد عقلة و الواقع ان كلا من هذة المشاعر
هو مظهر طبيعي للحزن ومن المهم ان ندرك ذلك ,,,,,,,,,,,,
في مرحلة الحزن الاولى يترجح الفرد بين فترات من الهدوء و اخرى من الدموع و يرفض
ان يصدق ما جرى و تتملكة الحيرة ثم لا يلبث ان يصاب بانهيار يطغى على حياته كلها
طوال اشهر , كل ماحوله يذكرة بمأساته ,,
و الذين فقدوا زوجة او زوج يلاحظون جميع الازواج الذين يرونهم امامهم متشابكين الايدي
و وجوة السعداء حولهم في كل مكان يضاعف شعورهم بالعزلة ,,,
ينصب تفكير المحزونين على انفسهم و مشاعرهم من دون اي التفات الى
مشاعر سواهم ,,,
وهم عادة يتجنبون بعض الاشخاص والاماكن هربا من كل مايذكرهم بخسارتهم ريثما
تلتئم جروحهم و هذا مظهر مهم من مظاهر فقد عزيز ,,,,,,,,,,
كل فرد يحتاج الى معالجة حزنة بطريقتة الخاصة ,,
وان اكن انا مقتنع بان الحزن يخف عندما يصبح في وسع الانسان ان يعبر عنة بانفتاح
و المهم للشفاء من الحزن ان يكون هناك نوع من العمل لتنفيس الالم ,,,,,,,,
و تبادل الاحاديث مع الاصدقاء المخلصون هو بالنسبة الى غالبية الناس وسيلة فاعلة
لتنفيس العواطف المكبوتة و الشفاء من الاحزان ,,,
و حتى ان انت فضلت الانفراد و شعرت بالحرج في مشاطرة الاخرين آلامك الا ان قربهم
منك يوفر لك العزاء والسلوى و يجعلك تدرك
ان العزلة التي تفرضها على نفسك انما تزيد الامور سوءا فالاصدقاء يساعدون على الشفاء .
كذلك الايمان يمد الانسان بالقوة و يشكل طاقة خارقة تدفعة الى العمل
للتغلب على الاحزان ,,,,,,,,,,,,
القيام بنشاط ما عنصر مهم اخر من عناصر الشفاء الا ان تعبئة الذات ربما كانت صعبة
فالنشاطات و الاعمال المعتادة التي كانت تبعث السرور فيما مضى ربما بدت رتيبة مملة
و مع ذلك يبقى العمل العلاج الشافي و تحمل المسؤلية تجاة الاخرين يساعد المرء
على اكتشاف قوتة الذاتية فما عليك الا ان تظهر تعاطفا مع ذاتك و تتقبل محدوديتك
ليعود اداؤك تدريجيا الى ما كان ,,,,,
قد يصعب على الشخص المصاب بانهيار عصبي ان يقوم باي نشاط جسدي مع
ان ذلك ينعش القلب و النفس ,, انما علية ان يحض نفسه على الدوام حتى تعود
حياتة الى نمطها المعتاد ,,,,,,,,,
قدم اي عون الى شخص اخر لان ذلك يشعرك بانك نافع والتزامك عملا منتظما يفيد منه
سواك و ان يكن العمل مؤلما لك يكسبك احترام لذاتك و بعض الاعمال الصغيرة التي تعبر
عن اهتمام بالذات مفيد جداااا لك ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بعد انقضاء فترة الحزن الاولى يفيدك ان تنضم الى جماعة ما , فربما وجدت راحة في احد
المراكز الاجتماعية او في الجامعة ,,
احيانا يكون الشيء الوحيد الذي يبقينا متشبثين بالحياة هو معرفتنا ان الانسان قادر
على استخلاص العبر المفيدة من الاحداث المؤلمة ,,,
هناك ضابط علم الكثيرين كيف يتغلبون على مآسيهم الشخصية من خلال تجربته في
الحرب العالمية الثانية حيث اعتقل من النازيين و ابيدت عائلتة كلها حرقا لكنة وجد طريقة
تجعله متشبثا بالحياة يقول :
" عندما كانت تشتد علينا وطأة المعسكر كنت اطلق مخيلتي للعنان و اتصور
نفسي بعد الحرب محاضرا في جمع من الطلاب حول معنى الالم والمعاناة "
وهو كان قد عقد عزمة على حمل تلك الفظاعات و تحويلها خبرات ثمينة مرددا كلام
الفيلسوف الالماني فريدريك نيشة " ما لا يميتني يقويني "
و قد قرات في كتاب " نحن في حاجة الى تجاوز الاسئلة التي تركز على الماضي
و على الالم مثل : لماذا حصل لي هذا ؟ فنطرح بدلا منها الاسئلة التي تفتح المستقبل
مثل : انلاو قد حصل ذلك , ماذا عساي ان افعل ؟ "
قد يتعين عليك ان تتخلى عن الفكرة القائلة بانه لايحق لك ان تحزن لان احزان الاخرين
اعظم من احزانك واعمق ,,,
لكلنا ملء الحق في ان نحزن لا بل علينا النظر الى خسارتنا بجدية ,,
وحرمان المرء حزنه او تجاهلة اياة يؤذية بطرائق عدة ,,
و مواجهة الخسارة جزء من الطريقة التي نستعيد بها حريتنا ,,,,
لكل امرء الحق في ان يحزن ويتألم فلا تدعوا احزان الاخرين تحرمكم الآمكم .
شكرا