وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
عزيزتي جنين.. ما لي أرى حديثك يعلوه التشاؤم والسوداوية؟!
الحياة أجمل من هكذا !
اقتباس |
أريد أن أعرف هل نهايتي سوف تكون كأي فتاة تتزوج وتلتهي بأبنائها وزوجها وينتهي الموضوع, لكي لا أجهد نفسي الآن في محاولة سبر غور الأمور إذا كنت لن أستفيد منها وأنشغل بشيء أخر فائدته أكبر.. |
وهل الزواج نهاية طريق العلم؟
نعم ستكون لديك مسؤوليات لم تعهديها ستأخذ من وقتك وجهدك، ولكن هذا لا يعني التوقف وإنما التقليل. لا تفكري كثيرًا في هذا واستمري في سعيك للتعلم، وصدقيني يمكنك الاستمرار حتى بعد ذلك.
اقتباس |
ما أشعر به من قصور في إدراكي والبطأ في الإستيعاب, هل سببه أني أشتت إنتباهي في أكثر من موضوع ( حيث تارة أبحث في الجسيمات الأولية,وتارة في المغناطيسية وأخر في الميكانيكا, واليوم في الكهربائية div , curl ) فلا أركز في شيء واحد أم أن ذلك له حكمة ما؟؟(فلو نظرت للإلكترون لرأيت إمكانية تطبيق جميع ماسبق عليه) و إطلاعي على هذه المواضيع لم يكن بالصدفة بل بوجود مسببات.... |
بالأمس كنت أحدِّث أختي عنك وأقول لها أن هذه طريقتك في تنمية معلوماتك ولكني لا أحبذ هذه الطريقة (رغم أني أتمنى أن أصبح مثلك) لأني أشعر بالتشتت.
دائمًا أفكر في ما الذي علي فعله لأنمي حصيلتي العلمية، خاصة في بعض المجالات التي لا أفقه فيها شيئًا، وآخر ما توصلت إليه أن أستمر في دراستي وما أنويه مستقبلاً، وإلى جانب ذلك أدرس كتاب serwey (دراسة مفصلة، لا أترك نقطة إلا وأستوعبها) ولو بمعدل بطييييء، ولو استغرق الأمر 10 سنوات (شايفة الطموح!)
هذه الفكرة طرأت لي عندما كنت أقرأ فيه قبل يومين، وكعادتي عندما أقرأ فيه أتحسر على الكنوز التي يحتويها هذا الكتاب. حقيقة لا أدري إن كانت هذه الفكرة صائبة، كنت أنتظر بدء الدراسة لأستشير إحدى الدكتورات.. (ما رأياك أن تكون لنا في الأسبوع القادم إن شاء الله جلسة مع إحدى الدكتورات لاستشارتها؟)
لا تظني أنك وحدك تشعرين بعدم وضوح الرؤية، كلنا كذلك!
ولكن مع ذلك... ولأني أؤمن أن المحبط لا ينتج، وأن التفاؤل والأمل والحماس هو الدافع للإنتاج، فلا داعي أن نُحمّل أنفسنا فوق طاقتها، ولننظر إلى مستوانا مقارنة بما أُعطي لنا!!
لست من النوع الذي يحمل الأنظمة التعليمية أخطاءه، ولكن لو نظرنا بشيء من الواقعية، بعض المقررات درسناها بطريقة كأننا لم ندرسها!! ولا داعي لأن نلوم أنفسنا أننا لم نعلم أنفسنا من الكتب لأن ليس هذا هو المطلوب منا ! وإلا لجلسنا في بيوتنا وتعلمنا !
لا تقسي على نفسك كثيرًا وتحمليها المسؤولية.. نعم نحن مقصرون، ولكن ليس كل الخلل بسببنا..
أنفسنا بحاجة إلى شيءٍ من أمل..!
لنكن على ثقة بأن لدينا طاقات وقدرات، ولكنها لم تُصرف بشكل صحيح ليس بسببنا! فلو وثقنا بأنفسنا نستطيع الآن أن نوّجه طاقاتنا إلى الاتجاه الصحيح..
اقتباس |
أم سببه أن إمكانياتي العقلية محدودة جداً أقل من آمالي وقد فطرت على ذلك, فيجب علي أن أعرف قدراتي ولا أحمل نفسي فوق طاقتها؟؟؟ -أم أني أستعجل النتيجة وأريد أن أستوعب بسرعة؟؟؟؟ وجميع من وصولوا لنتيجة قد مرو بما مررت به؟؟ |
كثيرًا ما أفكر وأقيم نفسي.. وآخر ما توصلت إليه هو -لاحظي أنه رؤية شخصية قاصرة-..
تأملت في المواد التي درستها، واخترت إحداها والتي أراها تمثل نموذجًا مثاليًا: المادة جدًا ممتعة، الدكتورة شرحها رائع، ذاكرتُ المادة بشكل جيد، حققت فيها الامتياز ولله الحمد.. ولكن تعالي الآن بعد مضي أكثر من سنة واسأليني سؤالاً يتطلب فهمًا عميقًا.. لن أستطيع إجابتك !
فليس المطلوب من خريجة البكالوريس أن تفهم كل دقائق الفيزياء بكل مجالاتها فهمًا دقيقًا عميقًا.... وإنما على مر السنين يأتي هذا الفهم، بشرط أن تستمري في طريقك ولا تتوقفي. كيف تستمري؟ لم أصل بعد إلى الطريقة المناسبة، ولكني سأسعى جاهدة لأرسم لنفسي طريقًا واضحًا إن شاء الله.
اقتباس |
أتمنى وجود عقلية ءأمن بتفكيرها من ماشهدته لها من نتائج تقيمني وتدلني وترشدني |
لدينا دكتورات رائعات، استفيدي من خبراتهن وتجاربهن، وإن كنت لا ترين أنهن نموذجًا مثاليًا..
استشيرهن لأنهن مررن بأعمارنا ويعرفن شعور التشتت الذي نشعر به.
وصدقيني.. أن تجربي طريقة ولا تصلح، فتغيريها، وتخطئي، وتتعثري، وتتعلمي من خطأك، وتظلي تشعرين بأنك لا تدرين هل أنت تسيرين في الطريق الصحيح.... هكذا ستتكون لديك قناعات وخبرات، وتختاري أنت ما يناسبك، فقط لا تقلقي كثيرًا وعيشي بنفسية مرتاحة.
تذكرت كلامًا قرأته لابن الجوزي رحمه الله، يتحدث عن علو همته حيث أنه يطمح لنيل كل العلوم وتصنيف المصنفات وقيام الليل وتعليم الناس، بالإضافة إلى طلب الأولاد والاستمتاع بالمستحسنات وطلب المطاعم والمشارب... والعمر يقصر عن كل هذا...
وفي آخر حديثه قال عبارة أعجبتني كثيرًا:
"ربما كانت الحيرة في الطلب دليلاً إلى المقصود.
وها أنا أحفظ أنفاسي من أن يضيع منها نفس في غير فائدة.
وإن بلغ همي مراده، وإلا؛ فنية المؤمن أبلغ من عمله"
أريحي نفسك وتفائلي، والمهم أن تسعي...
أما بخصوص (إنتاج أجيال أفضل) فإن هذا ليس هو الهدف الأساسي، وإنما عندما رأيت كيف وصلت العام الماضي خاصة إلى أقصى درجات الإحباط رغم كل الحماس والطموح الذي دخلت به، وأيقنت أني وإن كنت مقصرة إلا أني لست السبب، فعرفت لِمَ شعوبنا لا تنتج كثيرًا، فأردت ألا تتكرر المأساة مع كل الأجيال القادمة، ويستمر هدر الطاقات، حيث أن إنسان واحد أو إنسانين قادران على تحطيم أجيااال إن لم يؤديا أمانتهما !
.
.
حديثٌ طويلٌ وربما متشتت... أتمنى أن أكون قد وُفقت.
أصدق الدعوات لكِ بالتوفيق في الدارين، وثقي أنك ستقدمين شيئًا للعالم يومًا ما..
تحياتي