Advanced Search

المحرر موضوع: القيادة في الإسلام  (زيارة 3220 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يونيو 27, 2006, 11:40:14 صباحاً
زيارة 3220 مرات

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
القيادة في الإسلام
« في: يونيو 27, 2006, 11:40:14 صباحاً »
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أسعد الله أوقاتكم بكل خير أخواني و أخواتي الأعزاء

يسعدني أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع و هو (( القيادة في الإسلام ))

تمهيد :-
القيادة ظاهرة اجتماعية ذات جذور عميقة تتصل بطبيعة الإنسان ، و تراثه الثقافي ، و مشاركته لمن حوله في مجتمعه ، فالوجود المشترك لشخصين أو أكثر يخلق نوعا من الحاجة إلى من ينظم العلاقات القائمة بينهم و في هذه الحالة يتولى أحدهم القيادة . و هي فن يكتسب و ينمى و يمارس بدرجات مختلفة من قبل أي شخص مؤهل لتحقيق غاية أو تنفيذ مهمة معينة ، و يعرف الفن بأنه نوع من المهارة الناتجة عن التجربة أو الدراسة أو المراقبة ، فابستطاعة أي شخص أن يكتسب فن القيادة و ينميها بدرجات إذا وجه بصورة صحيحة ، و كان يتمتع بالإمكانيات العقلية و البدنية الضرورية ، و بذلك تتأثر مقدرة الفرد على القيادة برغبته في الدراسة و التمرين و تطبيق أساليب القيادة الصحيحة .
و القيادة أمر تحتمه الشريعة الإسلامية من واقع مصدريها الأساسيين القرآن الكريم و السنة النبوية ، و تحتمه الطبيعة البشرية التي خلقها الله و خلق فيها غريزة حب الاجتماع و التعاون لما فيه مصلحة مشتركة .
إن الإداري المسلم يستشعر وجوب القيادة لأن قدوته الأولى قد حث على ذلك ، و أكد على أهميتها و من ذلك قوله صلى الله عليه و سلم :-
1. ما رواه الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم )) .
2. ما رواه أبو داود من حديث أبي سعيد رضي الله عنه و أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم )) .
و من الحدثين نستنبط أن القيادة واجبة في أمر الثلاثة الأشخاص فما بال العشرات أو أكثر من ذلك مع تعدد المسؤوليات و المؤسسات و تداخلها . إذا لا بد من قيادة رئيسية تسود المجتمع و توجهه إلى ما فيه خيره و استقراره ، و هذه الأمر ينسحب على الإدارة الإسلامية في أي مستوى من المستويات ، و أي عمل من الأعمال فلابد من قائد يختار أو يعين ليقود سير العملية الإدارية إلى الهدف المرسوم لها .

مفهوم القيادة في الإسلام :-
القيادة في الإسلام كل من يتولى شيئا من أمور المسلمين العامة ، فالخليفة و عماله و قادة جيوشه و القضاة و رؤساء الشرطة و الوزراء ، و غيرهم ممن يقومون بأعمال عامة في الدولة الإسلامية هم المعنيون بكلمة القيادة .
و هم بما خولهم الله من سلطة و بما أعطاهم المسلمون من ثقة عليهم من العبْ أكثر مما على غيرهم من المسلمين ، و هم للدولة كالقلب للإنسان إذا صلحوا صلحت الأمة و إذا فسدوا كان القضاء الذي لا قيام بعده حتى يعودوا إلى شرع الله .
و القائد في الإسلام صاحب مدرسة و رسالة ، و يدرك تمام الإدراك أن قيامه بإعداد أجيال من القادة من أسمى واجباته ، و أمانة في عنقه ، فنراه يقبل على أداء الواجب و على الوفاء بالأمانة بكل حماس و إخلاص و حيوية دافقة . و لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم الأسوة الحسنة ، فلقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم هو المعلم الذي تنزل عليه الوحي برسالة الإسلام ليبلغها للناس ، و صاحب المدرسة التي تخرج منها قادة أمم ، و أبطال حرب و رجال إصلاح ، و علماء و فلاسفة و رواد حضارة . و لم يكن هذا الإنجاز أمرا يسيرا أو هينا ، يكفي أن نقارن بين حال العرب قبل الإسلام و حالهم بعده حتى تدرك السر في ذلك التحول الكبير .

أركان القيادة في الإسلام :-
ترتكز القيادة في الإسلام على أسس راسخة الجذور و المعاني سواء من القرآن الكريم أو من السنة النبوية ، و من أهم هذه الأركان التي يجب أن يعتمد عليها القائد الإداري المسلم ما يلي :-
1. الشورى :-
الشورى ركن و أمر أكده القرآن الكريم في مواقع عديدة ثم عمل بها قدوتنا صلى الله عليه و سلم .
و من القرآن الكريم الآيات التالية :-
أ. قوله تعالى : (( و أمرهم شورى بينهم )) .
ب.و قوله تعالى : (( و شاورهم في الأمر )) .
ج. و قوله تعالى : (( و قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ، ما كنت قاطعت أمرا حتى تشهدون )) .
و غير ذلك من الآيات كثير و كلها تشير للقائد المسلم أن يجعل الشورى نصب عينيه و لا يتردد .
و لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة فقد كان عمله و تطبيقه للشورى أكثر فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم )) . و أحداث غزوة بدر و الخندق فيها أمثلة للشورى النبوية العملية .

2. القدوة الحسنة :-
لابد للقائد الإداري أن يكون عمليا ، و هذا ما أقصده من أن يكون قدوة حسنة ، فلابد أن ينزل إلى الميدان مع من هم تحت إمرته ليشاهدوا أنه أول من يرفع العبْ ، و يتحمل المسؤولية . و القدوة تكون في الخلق ، و المعاملة ، و في السلوك العملي . و خير مثل قدوتنا صلى الله عليه و سلم  فما أمر بشيء إلا كان أول من عمل به ، و ما نهى عن شيء إلا كان أول من ينزجر عنه .

3. المؤمن كيس فطن :-
هذا حديث شريف يعد ركنا من أركان القيادة ، فالقائد المسلم لابد أن يكون واسع الأفق و الإدراك لما يدور حوله ، و لما يريد تنفيذه من خطط و مشاريع و أهداف ، مدرك فطن للنتائج المترتبة على العملية الإدارية التي يشرف على تنفيذها ، فعليه أن يكون كما قال القائد الأول صلى الله عليه و سلم : (( المؤمن كيس فطن )) .
و إذا علم من تحت قيادته بما يمتاز من الكياسة و الفطنة زادت به الثقة و مالت إليه الأفئدة ، و استطاع تحقيق الأهداف بخير و سلام .

4. الكفاءة الإدارية :-
و تعد الكفاءة الإدارية ركن مهم ، فعلى القائد المسلم العمل الجاد و المستمر في تنميتها ، و من وسائل ذلك ما يلي :-
أ. العلم و التزود به . قال تعالى : (( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكروا أولوا الألباب )) .
ب. التزود بالخبرات التي مرت بها الإدارات المماثلة للإطلاع على نتائجها و الإفادة منها .
ج. التدريب و هو التزود بالمعارف علميا و عمليا حتى يكون في مقدمة موظفيه – معرفة و عملا – و بذلك يستشار و يشار إليه بالبنان .

مباديء و صفات القائد في الإسلام :-
1. الشجاعة الشخصية و الجلد :-
الشجاعة هي من الخواص العقلية التي تشعر بالخوف من الخطر أو الانتقاد و لكنها تمكن الإنسان من الاستمرار في مواجهة ذلك بهدوء ، و التصرف كما يجب في الظروف الحرجة ، مع تحمل الآلام و الجهد و المشاق ، فيجب على القائد أن يتمتع بالشجاعة الأدبية و البدنية و الوقوف على جانب الحق مهما كانت الظروف ، و مهما كانت المعارضة شديدة .

2. كمال الأخلاق ، و حسن العشرة ، و عزة النفس :-
يجب أن يكون القائد خلوقا ، و يتعود على عزة النفس و الكرامة .

3. الصبر مع قوة الاحتمال ، و الثبات على المبدأ بإرادة قوية و ثابتة :-
الصبر في الشدائد من أقوى أساليب كسب النصر و الوصول إلى الهدف النهائي ، و القائد يجب أن لا يجزع و لا يخاف و لا تهن قوته .
قال تعالى : (( يا أيها الذين أمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين )) .

4. بعد النظر :-
و هو توقع للأعمال المقبلة بمعنى إدراك الأمور قبل وقوعها مع ضرورة تفكير القائد بكافة الاحتمالات القريبة و البعيدة ، و إدخال أسوء الاحتمالات في حساباته .

5. الشخصية و التواضع :-
و يكون عن طريق تقدير النفس و احترامها ، و عدم الكبر ، و عدم إحاطة النفس بالمظاهر الكاذبة .

6. التوزان و الاعتماد على النفس :-
الحياة معاناة قاسية تتطلب قدرا كبيرا من التوازن النفسي ، و الاعتماد على على النفس ، و ذلك بالسيطرة على الأعصاب ، و معالجة المواقف بهدوء و اتزان بدون تشنج و معاناة ، و يؤدي الاعتماد على النفس إلى التأكد من تأدية الواجب بالشكل الصحيح ، و تنفيذ المقاصد بإرادة قوية و ذكاء و فعالية . و قد يعمل التوازن الانفعالي للقائد على تآلف المجموعة و التفافها حول قائدها .

7. الثقة و المحبة المتبادلتان :-
الثقة والمحبة من الصفات الهامة و الضرورية للقائد لتحسين العلاقة بينه و بين مرؤوسيه ، فعلى القائد أن يمارس اللطف و الشدة ، و أن يبدوا ودودا أمام مرؤوسيه ، يتحدث إليهم و يزورهم في مختلف الأوقات ، يخفف عنهم احتياجاتهم إذا كان لديهم أي منها ، و يجب أن لا يعاملوا بطريقة استبدادية .
فالثقة و المحبة تنمي " روح الجماعة " ، و توحد الجميع نحو الهدف المشترك للوصول إلى المهمة بأعلى كفاءة . و إن روح الجماعة في أي عمل شبيهة بروح الفريق التي يتمتع بها فريق كرة القدم الفائز ، و الأهمية هنا للجماعة و ليست للقائد أو أي شخص آخر ، و هي شيء معد ينتشر من خلال المؤسسة كوميض البرق ، و روح الجماعة بها طاقة و نشاط نظرا لأن بامكانها أن تصبح جوهرا للحيوية التي تعزز الاطمئنان و الولاء و الكبرياء و الثقة و الوحدة و الأخوة .

8. روح الدعابة :-
الهشاشة و البشاشة و الابتسام من صفات القائد الناجح ، و لكن يجب أن يكون دأب القائد فيها كدأبه في جميع مزاياه يعطي كل مزية حقها و لا يأخذ من حق غيرها ليعطيها .

9. تحمل المسؤولية و تنميتها في المرؤوسين :-
الشعور بالمسؤولية يدخل ضمن مفهوم الواجب ، فيجب على القائد أن يتحمل المسؤولية عن كل ما يفعله مرؤوسيه أو ما ينتج عنهم من تقصير ، مع أن هناك إلتزاما أدبيا من قبل القائد حول تعاونه مع الآخرين و معاونتهم في تنفيذ مهامهم .
و تنمية المسؤولية لدى المرؤوسين تتم بعدة وسائل منها :-
أ. العمل على حسب التسلسل القيادي .
ب. تبليغ المرؤوسين ماذا يجب عمله دون بيان طريقة العمل ، و تحميلهم مسؤوليات النتائج .
ج. تهيئة الفرص لأكبر عدد ممكن من الأفراد للمارسة واجبات القيادة .
د. السرعة في الاعتراف بإنجازات المرؤوسين عند إظهارهم الإبداع في عملهم .
هـ. التأكد من أن المهام تسند حسب المقدرة و الكفاءة .
و. النصح و المساعدة لمن هم تحت الرئاسة عند طلبهم لها .
ز. العدل بين المرؤوسين .

10. معرفة القائد لنفسه ، و لرجاله ، و لعمله :-
يجب على القائد أن يعرف نفسه ، فالإنسان الذي لا يعرف نفسه و مميزاتها ، و لا يعرف قدراتها و حدودها ، لا يرجى أن يكون قائدا .كما يجب عليه معرفة رجاله تماما ، و يعرف نفسياتهم جيدا .

11. القرار الصحيح و السريع :-
إن مفهوم القرار هو الاختيار المدرك بين البدائل المتاحة في وقت معين لتحقيق هدف محدود .
و هناك عدة وسائل لتطبيق هذا المبدأ ، منها :-
أ. تنمية عملية التسلسل المنطقي بالتمرين المتواصل في تقدير الموقف .
ب. التخطيط لكل حدث متوقع حسب الظروف و الوقت .
ج. الأخذ بالنصيحة ، و الاقتراحات الواردة من قبل المرؤوسين قبل اتخاذ القرار .
د. تعميم القرار في وقت يفسح المجال للمرؤوسين لعمل الخطة الضرورية .
هـ. تشجيع التقديرات و التخطيط المشترك .
و. التأكد من أن المرؤوسين على علم بسياستك و خططك الحالية .
ز. الأخذ بعين الاعتبار تأثير القرار على المرؤوسين .

هذا و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ،،،،
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير

يونيو 27, 2006, 04:04:38 مساءاً
رد #1

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
القيادة في الإسلام
« رد #1 في: يونيو 27, 2006, 04:04:38 مساءاً »
السلام عليكم

جزاك الله كل خير اخي العزيز ابو ابراهيم

'<img'>

يونيو 28, 2006, 05:20:30 صباحاً
رد #2

Ibrahim-sa

  • عضو مشارك

  • ***

  • 254
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
القيادة في الإسلام
« رد #2 في: يونيو 28, 2006, 05:20:30 صباحاً »
ماشاء الله تبارك الله..

وضعت النقاط على الحروف ..

كثيراً مانتكلم عن التجارب الغربية في هذا المجال ( ولا نخفي ذلك ) الا ان الاسلام قد دلنا عليه عن طريق نبيه عليه افضل الصلوات واتم التسليم لاخير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه..

اخي الاحيائي لك خالص التحيات والشكر..

يونيو 28, 2006, 11:18:19 صباحاً
رد #3

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
القيادة في الإسلام
« رد #3 في: يونيو 28, 2006, 11:18:19 صباحاً »
شكرا لمروركما أخوي العزيزين أبي يوسف و إبراهيم

 '<img'>
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير