المكوكان في حالة جهوزية
فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- في خطوة غير مسبوقة نقل خبراء وكالة أبحاث الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" المكوك "إنديفور" إلى منصة الإطلاق بأمل "عدم إطلاقه" في "مهمة إنقاذ" وذلك في حال تعرض طاقم المكوك "أتلانتيس" لضرر ما ويحتاجون لوسيلة تقلهم في طريق العودة للأرض.
طاقم "أتلانتيس" المؤلف من سبعة رواد الذين سينطلقون إلى الفضاء في العاشر من الشهر المقبل، هم في آخر مهمة إصلاح للتلسكوب العملاق "هابل" الموجود في الخدمة منذ 18 عاماً.
هذه المجازفة كانت قد ألغيت عندما تم اقتراحها لأول مرة قبل عدة سنوات باعتبارها خطرة جداً.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس أن المخاطر هي كالتالي: في حال تعرض "أتلانتيس" لضرر عند إطلاقه أو في طريقه للفضاء، فإن الرواد لن يكونوا على متن محطة الفضاء الدولية حيث يمكنهم البقاء آمنين لأسابيع قبل إيجاد وسيلة لإرجاعهم للأرض.
كذلك يمكن أن تتقطع السبل بالرواد على متن المكوك وهم في موقع التلسكوب "هابل" حيث تقدر "ناسا" إمكانية بقاءهم على قيد الحياة لمدة 25 يوماً فقط، إذ أن الأوكسجين هو أول عنصر سيفقدونه.
لهذا تحتاج "ناسا" إلى خطة بديلة للمساندة، والسبيل الوحيد لذلك تحضير المكوك "إنديفور" مع طاقم من أربعة رواد لإطلاقهم للفضاء في مهمة "الإنقاذ" ما أن تحدد الوكالة وجود خطر يتهدد رواد "أتلانتيس" في رحلة العودة.
والجمعة قامت "ناسا" بوضع "إنديفور" على منصة الإطلاق وعلى بعد ميل من "أتلانتيس" الذي يستعد للانطلاق في مهمته في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
يُذكر أنها المرة الأولى منذ العام 2001 التي يتم فيها شغل منصتين لناسا لرحلتين للفضاء بفارق زمني قصير بينهما، وربما الأخير أيضاً.
من جهتهم يقول رواد "أتلانتيس" إن الحاجة لخطة إنقاذ ضعيفة جداً، معلنين استعدادهم للانطلاق إلى "هابل" حتى لو لم يكن هناك خطة بديلة للمساندة.
ومنذ استئناف "ناسا" برنامجها للفضاء في أعقاب كارثة تحطم المكوك "كولومبيا" عام 2003 ومقتل رواده السبعة، لجأت دوماً لخطة بديلة في حال حدوث أي خلل أو ضرر قد يعرض حياة الرواد للخطر، إلا أن جميع رحلاتها لمحطة الفضاء الدولية في الفضاء الخارجي تكللت بالنجاح.
غير أن مهمة "هابل" لا توفر ملاذا آمنا للرواد، وهذه إحدى الأسباب وراء إلغاء مهمة إصلاحه عام 2004، بعد ان اعتبر مدراء الوكالة المهمة بالخطيرة جداً.
