بسم الله الرحمان الرحيم ..
اننا لن نستطيع معالجت المشكلات التي تواجهنا ما لم نستطيع من معالجة طرق تفكيرنا
والتخلص من القصور الفكري , ما دامت هي الطريقة الوحيدة التى نستخدمها في معالجة كل شي
فأن الاسس العميقة لكل مشكلاتنا قابعة في عقولنا ونفوسنا ..
اليك بعض نماذج القصور الفكري .
1_ التســــرع في اصدار الاحكام
في عقولنا مخزون ضخم من الحقائق المتعلقة بالناس والاحداث . ففلان محتال وفلان كسول وفلان ماهر وفلان مسلم متعصب ( ارهابي ) وغيرها من الاحكام الضالمة , ليس هناك ادلة
( موثوقة ) لتعميمها والايمان بها والعمل عليها , لاكنها راسخة جدا ومن العسير تغيرها , وتلك الصور الذهنية تحدد مشاعر الناس وتوجة سلوكهم وردود افعالهم . سيكون من المفيد جدا حين تسمع
حكما ان لا تستند لأي احصاء وتعتمد علية دون ان تحاول التعرف على النماذج الاخر المخالفة لذالك الحكم , وستجد انذاك نماذج اخرى معاكسة تختلف عما هوا شائع , وستتمكن في ذالك الحين من كسر
بعض القيود التي تكبل عقلك .
2_ الأعتقـــــــاد المغلق
حينما تكون اعتقادا ما فأن القوى ( الغير واعية ) فيك تحشد امامك كل الادلة والبراهين التي تقويه
امرا غير قابل للجدل , كثير من الاشخاص وبعد هاذا الاعتقاد حين تأتيهم معلومات تناقض مانتهو الية , فأنهم يحاولون البعد عن التغيرات التي تقتضيها المعلومات الجديدة والافلات منها , ويحاولون
جديا تحويرها والتشكيك بها وأسقاطها من اعتبارهم .
اذا قيل لك ان فلان صديقك سريع البديهة بالعمل الناجح بأنه بطيئ الاستيعاب خارجا لايعرف
النجاح في امورة الخاصة فأنك غالبا لن تقبل هاذي المعلومة بل وستسقطها وتشكك بها , وتقول من صرح بذالك الحكم ليس على علما به , مع انه ومن الوارد جدا يكون ذالك صحيح . انا لا ادعو
الى ان تغير رأيك عند كل معلومه لديك لانه من الممكن ان لاتكون صحيحة , لا كن مااصر علية
هوا ان تأخذ مايخالف تصورك وأحكامك بجدية أكثر وتحللها فمن الممكن ان تكون صحيحة .
3_ ســــــــوء تفسير الامور
كثير مانجد في سلسلة حياتنا اليومية التي نخوضها اناس يعتمدون في تفسير على عامل واحد
وهاذا من اكثر الامراض الفكرية انتشارا .
على سبيل المثال إن فلان منحرف لانه نشئ يتيم الوالدين ولم يلقى التربية الصالحة ,
أما فلان فهو متفوق في الدراسة لانة متفرغ لها . ولو اننا قمنا بفحص ذالك عن كثب لوجدنا كم هائل من الايتام ذوي اخلاق عالية وسلوك حسن , وكثير من الابناء المتفرغين للدراسة ومع ذالك يفشلون
هاذا ان لم ينحرفون .
ان سوء تفسير الظواهر وحصرها في عامل واحد هو الذي يقبع خلف عدد لاينتهي من التفسيرات
الخاطئة والمشكلات التي لانهاية لها , بسبب تفسيرات محتملة ليست قطعية .
4_ عجـــــز تقيم المعلومات
قدرة الناس على معرفة مزايا الاشياء على نحو دقيق محدودة وقدرتهم على مناقشة الافكار محدودة
اكثر . لذالك يتشبثون بلامور التي تساعدهم على ايستيعاب مايرغبون بأستيعابة . من هنا اصبح
الناس يشعرون بعدم القدرة على الالمام بكافة الامور بشكل أوضح فيلجئون لغيرهم ليساعدوهم على
ذالك .
على سبيل المثال اذا بهرت بطيبة شخص ينتمي لفئة جماعية معينة , فليس من المستبعد أن يرتسخ في ذهنك ان اهل ذالك الشخص كلهم طيبون . أو اذا اجتذب احد مندوبي المبيعات اهتمامك بحديثة
البارع وطريقة استخدامة للصور التوضيحية , ففي الغالب ستصدق مايقولة عن منتجة . وقد وقع كثير
من الاشخاص ضحاية لستخدامهم عقاقير تخلصهم من السمنة والصلع , كان بسبب انبهارهم بالشرح
العلمي لميزاتها وخصائصها .
هاذا كله يلزمنا من جعل عقولنا متيقظة دائما . وان نتعلم كيفيت تقيم المعلومات الواردة الينا ..
5_ المبــــــالغة
بعض الاشخاص يميل الى تضخيم المواقف فهم يتوقعون الاسوء دائما . وهناك من ينجذب
الى تعميم الافترضات فلأن شئ وقع فهاذا يعني انه سيقع دائما , كأن يكذب شخص في خبر ما
حكم علية بأنه ( لا يصدق )
والبعض الاخر يبالغ في اعطاء الاحداث البسيطة اهمية أكثر مما تستحق , وهو من حين لاخر
يقلل من قيمة الامور الاكثر أهمية ..
( مــــــــــــــــلخص )
نحن لاندرك الاشياء والاحداث بطريقة مباشرة , وأنما ندركها عبر وسيط فكري ونفسي , مما يجعل
رؤيتنا لها اكثر خصوصية , وبتالي الوقوع في الكثير من الخطأ .
القصور الفكري مرض واسع الانتشار بين جميع الفئات البشرية والبنية التحتية له بنية نفسية ,
فالادراك القاصر وضعف المحاكمة العقلية تدفع التفكير والسلوك على النحو الذي تدفع الية الاهواء والضروف النفسية والانطبعات الخاطئة .
غير ان القصور الفكري يأخذ شكل من أشكال عدم الاتزان , فترى بعض الاشخاص يتحولون من موقف لاخر على اساس كلمة او حركة في اغلب الاحيان تكون افتراضية - وهمية , فيصبح الصديق عدو والقريب بعيد
'> ...
والشكر والتقدير لكم