السلام عليكم
من قديم الزمن .. كان بعض الناس هوايات جميلة ، واهتمام خاص ، بملاحظة كل ما يجري حولهم من أمور وكان لهم فيها تفكير وتساؤل .
ومن هذه الأمور الغريبة ما لا حظوة من قوى خارقة لبعض الحشرات ، وتسائلوا : لو إن تلك الحشرات أصبحت بحجم الإنسان مثلا .. فماذا سيكون من أمرها وقوتها ؟ وقالوا : لو إن حشرة أصبحت في حجم حصان لا استطاعت إن تجر عدة عربات بكل سهولة .. وقالوا : لو إن البرغوث أصبح في حجم غزال ، لاستطاع أن يقفز إلى أعلى عمارة بالقاهرة ثم يعود إلى الأرض بارتياح تام ..
ولنلق نظرة على هذا العالم الغريب من المخلوقات فقد لاحظ احد العلماء أثناء دراسته لمستعمرة من مستعمرات النمل ، إن حجرا صغيرا وقع على باب المستعمرة ، وجاءت نملة تسعى فوجدت الحجر يسد الباب فما كان منها إلا إنها رفعته بين فكيها وألقت بة بعيدا .
وتعجب العالم من قوتها فأسرع والتقط النملة والحجر ووزن النملة فوجد وزنها 0.0028 من الجرام ، ثم وزن الحجر فوجده 0.1454 من الجرام ، وبعملية حسابية بسيطة ظهر إن النملة استطاعت أن تحمل حجرا اكبر من وزنها بنحو 52 مرة ..
ولو قدرنا وزنها بوزن الإنسان وقوتها بقوته ونظرنا إلى الأمور نظرة نسبية لاستطاع هدا الإنسان إن يحمل حجرا وزنة ثمانون قنطارا !
ونحن نشهد للحصان بالقوة .. ولكن إذا قورنت قوتة بقوة نحلة لوجدنا النحلة تتفوق علية إضعافا مضاعفة فالحصان يستطيع أن يرفع حملا يساوي نصف وزنة ولكن النحلة تستطيع أن ترفع ثقلا يفوق وزنها بأربع وعشرين مرة !
ولقد أجريت تجربة على نوع من البق الكبير أسمة " بتسي بج " لإثبات مدى قدرتة على جر الأثقال .. فوجد أن هذا النوع من البق يستطيع أن يجر ثقلا بقدر وزنة بسبع مرات ونصف مرة مثل وزن البقة .. فهل يستطيع رجل أن يجر ثقلا وزنة خمسة قناطير ؟! الجواب : لا !
ثم جئ بنفس الحشرة وربطت إلى لعبة من لعب الأطفال وهي عبارة عن عربة صغيرة تسير بعجلات ووضع فيها بعض الحصى والأحجار حتى بلغ وزنها 175 جراما ..
ثم أطلقت الحشرة بعربتها الصغيرة فجرتها ورائها بسهولة تامة . وبمقارنة هذه القوة بقوة الإنسان - أو بمعنا أخر – لو إن الحشرة أصبحت بحجم الإنسان لاستطاعت أن تجر عربة حمولتها 140 قنطارا .
وأعجب من هذا .. فقد استطاعت نحلة أن تجر عجلة وزنها 300 مرة مثل وزن النحلة وبعمل نسبة بينها وبين الإنسان فان علية أن يجر 420 قنطارا .
وأجريت تجارب على بعض الخنافس الكبيرة فوجد إنها تستطيع أن تحمل أثقالا ضخمة بالنسبة لوزنها .. فهناك حشرة اسمها " هرقل " استطاعت أن تحمل قدر وزنها 850 مرة ، وتسير بحمولتها في يسر ونحن نتساءل لو أن فيلا استطاع أن يجاريها في قوتها .. فكم تكون حمولته ؟ .. ستكون حمولته نحو 50 ألف قنطار .
وقد قال بعض العلماء لو إن الحشرات اشتركت في بطولة قفز لانتزعت الكأس بجدارة من أي إنسان أو حيوان إذا كانت هذه المقارنة على أساس الوزن .
ولو أراد إنسان أن يجاري حشرة ( فرسه النبي ) في قوة قفزها بالنسبة لجسمها لاستطاع الإنسان في قفزة واحدة أن يقطع 600 قدم أي طول ملعبين متجاورين من ملاعب كرة القدم .. فهل منا من يستطيع ؟!
والبرغوث جن صغير .. ونحن نشهد له بالمهارة في سرعة القفز وارتفاعه فطول رجل البرغوث 0.05 من البوصة وبالرغم من هذا يستطيع أن يقفز مسافة طولها 13 بوصة وارتفاعها 8 بوصات ولو جاراة إنسان في ذلك لبلغ مدى قفزته 700 قدم وارتفاعه 450 قدما .
ولنلق بعد هذا نظرة على الأرقام التي توصل إليها أبطال العالم في القفز .. فقد سجل جيسي اونز عام 1936 الرقم القياسي وكان مدى القفزة 26 قدما وثلاث بوصات ونصف البوصة .. وفي عام 1952 سجل والتر دافيز قفزة بلغ ارتفاعها ستة أقدام وثمانية بوصات وثلث بوصة .
هذا عن الأرقام القياسية التي توصل إليها أبطال العالم , فإذا قارناها بالحيوانات التالية .. نجد إنها انتزعت منه البطولة عن جدارة.
فالغزال ذو الذنب الأبيض تبلغ مدى قفزته 40 قدما وارتفاعها 8اقدام والكانجارو تبلغ مدى قفزته 32 قدما وارتفاعها 9 أقدام .
والحصان تبلغ مدى قفزته 27 قدما و ارتفاعها 8.5 قدم إما الحشرات فتستطيع أن تطير إلى مسافات طويلة.. فقد لوحظ الجراد وهو يعبر البحار, وتستطيع الفراشات الصغيرة أن تهاجر من جزيرة إلى أخرى دون توقف.. حتى ولو كان بينهما بحر يبلغ اتساعه 600 ميل .
ولو انطلقت حشرة اسمها (( ألزفافه)) من محطة القاهرة مع قطار سريع بدون توقف لاستطاعت هذه ألزفافه أن تصل إلى الإسكندرية قبل أن يصلها قطارنا السريع !
ولنلق نظرة على القوى والطاقات التي تستهلكها الحشرات عندما تقوم بمجهودها الضخم .
فالإنسان يستهلك طاقة معينة عندما يكون في راحة تامة .. وهذه الطاقة تكفي فقط للقيام بالعمليات الحيوية التي تتم في جسمه ..وهذه هي الطاقة الأساسية .. ولكن عندما يقوم الإنسان بأعنف مجهود ممكن أن ترتفع طاقتة – تبعا لهذا المجهود – إلى عشرين مرة طاقتة الأساسية أي أثناء راحته ونومه .. لكن هذا المجهود العنيف لا يستطيع أن يقوم بة الإنسان إلا لفترة قصيرة .
إما الجراد – مثلا – التي تعبر البحار فان مجهودها يرتفع إثناء الطيران إلى خمسين مرة قدر طاقتها الأساسية .. وليس هذا فقط .. بل يستمر المجهود إلى ساعات طويلة .. وقد تصل إلى أيام دون توقف !
ولا ننسى كذلك إن بعض الحشرات تضرب بأجنحتها أثناء الطيران وتصل هذه الضربات إلى المئات في الثانية الواحدة !
ولنطوي السر على هذه المخلوقات التي تعيش معنا .. . ., ,
عجائب المخلوقات _ عبد المحسن صالح
و . هـ
شكرا