استخدامات الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة
1) الضفة الغربية
تبلغ المساحة الإجمالية للضفة الغربية حوالي 5822 كم2 [5]. ويتأثر استخدام الأراضي فيها بالعديد من العوامل البيئية والطبيعية مثل الطبوغرافيا، الجيولوجيا، المناخ، التربة وغيرها. إضافة الى الظروف السياسية والنشاط الإنساني المتمثل بإقامة المناطق السكنية وشق الطرق واقامة المصانع. هذه العوامل تؤثر بشكل واسع في توزيع المناطق الزراعية والمناطق السكنية والطرق ومختلف استعمالات الأراضي.
العوامل الطبيعية والبيئية
الطبوغرافيا - تتمثل المظاهر الطبوغرافية في الضفة الغربية بشكل أساسي بحفرة الإنهدام الآفرواسيوي ( منطقة الأغوار ) والسلاسل الجبلية الممتدة من شمال الضفة الى جنوبها.
الجيولوجيا - تتراوح أعمار الصخور المتكشفة في الضفة الغربية من العصر الجوارسي حتى العصر الرباعي، وهي مؤلفة بشكل أساسي من الحجر الكلسي والدولومايت إضافة الى القليل من الصخور النارية.
المناخ - يسود المناخ المعتدل في الضفة الغربية، إلا أن هناك عوامل هامة تلعب دوراً في إحداث مناخات متباينة مثل الموقع الجغرافي، التضاريس وتوزيع الضغط والرياح.
التربة - من أهم أنواع التربة السائدة في الضفة الغربية:
1- التربة الوردية الحمراء: وتنتشر بشكل واسع على المرتفعات والأحواض الجبلية التي تمتاز بمناخ رطب.
2- تربة غابات البحر المتوسط: منتشرة في الأحواض الجبلية.
3- تربة الرندزينا: تكثر هذه التربة في المناطق الجبلية.
4- التربة الفيضية: تنتشر في الأودية والوديان.
5- التربة البازلتية البنية: تغطي مساحات قليلة من الضفة الغربية بنسبة 0.3%.
6- التربة الصحراوية: تنتشر بشكل واسع في الأغوار.
الوضع السياسي
لأسباب سياسية وأيدلوجية تستمر إسرائيل في تجريد الفلسطينيين من حقوقهم ومواردهم الطبيعية، إذ تسيطر الآن على نحو 70% من أراضى الضفة الغربية. ومنذ الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية، الى ما بعد توقيع اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، قام الإسرائيليون وما زالوا بتغيير معالم الأرض الفلسطينية وذلك باستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي بحجة إقامة وتوسيع المستوطنات وشق الطرق. وبالإضافة الى حرمان الفلسطينيين من حقوقهم في المياه الجوفية والسطحية فما زالت القيود الإسرائيلية تحد من ري الأراضي الفلسطينية حيث أن هنالك 5.5% فقط من أراضى الضفة الغربية هي أراضي مروية في حين أن الأراضي المروية الإسرائيلية تصل الى 49%.
نماذج استخدامات الأراضي في الضفة الغربية
1) التجمعات السكنية الفلسطينية
تعتبر الخصائص السكانية للمجمتع من العناصر الأساسية التي تؤثر على البيئة بكافة عناصرها، وفي الأراضي المحتلة تلعب الأوضاع السياسية دوراً هاماً في التأثير على الحقائق السكانية، الأمر الذي يؤدي الى انعكاسات كبيرة على البيئة.
هنالك ما يقارب ألـ 590 تجمع سكاني فلسطيني في الضفة الغربية، تغطي هذه التجمعات مساحة 213.5كم2 [5]، موزعة على المرتفعات الجبلية والمنحدرات الغربية، وبشكل اقل في منطقة غور الأردن. ومازال التوسع العمراني في الضفة الغربية محدوداُ جداً بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على إصدار رخص البناء حيث تصل الكثافة السكانية في المدن الرئيسة في الضفة الغربية الى أكثر من 5000 شخص/كم2، وفي الأرياف تصل الى 1300 شخص/كم2.
استناداً الى اتفاقية أوسلو 2 الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقد تم تقسيم الضفة الغربية الى ثلاث مناطق:
مناطق أ : تشمل المدن الرئيسية في الضفة الغربية، وهي واقعة كلياً تحت السيطرة الفلسطينية، وتغطي هذه المناطق مساحة 2.8% (160.0كم2) من المساحة الإجمالية للضفة الغربية. جدول (4-1) يبين هذه المناطق ومساحة كل منها بما فيها مدينة القدس وضواحيها والتي لم تخضع بعد للسلطة الفلسطينية [5]
مناطق ب : تشمل هذه المناطق جميع القرى الفلسطينية والمدن الصغرى وتغطي مساحة 22.9% (1333.1كم2) من المساحة الإجمالية للضفة الغربية. وهي تخضع إدارياً للسلطة الفلسطينية بينما تخضع أمنياً للسيطرة الإسرائيلية .
مناطق ج : تشمل بعض المناطق السكنية الفلسطينية الى جانب المستعمرات الإسرائيلية والمناطق العسكرية، وتغطي هذه المناطق ما تبقى من مساحة الضفة الغربية، أي حوالي 4327.6كم2 (74.3%) من المساحة الإجمالية للضفة الغربية .
تتركز معظم المناطق السكنية الفلسطينية فوق أراضي زراعية، وفي السنوات الأخيرة شهدت المنطقة موجة بناء مكثفة تمت معظمها فوق هذه الأراضي. وبشكل عام فإن معظم المناطق السكنية الفلسطينية تقع فوق الأنواع التالية من التربة:
1- تربة الرندزينا البنية والرمادية.
2- التربة الوردية الحمراء (ترا روزا) وتربة الزندزينا البنية والرمادية.
3- التربة الفيضية.
وتعتبر هذه الأنواع من التربة الأكثر ملاءمة للأغراض الزراعية في الضفة الغربية. وبصورة عامة ونظراُ لطبيعة العلاقة الخاصة بين الإنسان الفلسطيني وأرضه وخصوصاً في القرية الفلسطينية حيث ارتباط الإنسان بأرضه عميق فإن تأثير المناطق السكنية على الأرض يكون قليلا في حين أن المستعمرات الإسرائيلية تعتبر دخيلة وتساهم بصورة كبيرة في تغيير الطبيعة الطوبغرافية للأرض.
) المناطق الزراعية
يحتل القطاع الزراعي مكانة هامة في بناء الاقتصاد الفلسطيني، إذ يشكل مصدر هام للإنتاج القومي حيث يساهم بنسبة 22% من هذا الإنتاج إضافة الى استيعابه للعديد من القوى العاملة المحلية (15%). وتحتل هذه المناطق 28.9% من مساحة الضفة الغربية منها حوالي 5.5% زراعة مروية [5]. وسيتم الحديث بمزيد من التفصيل عن الوضع الزراعي في الضفة الغربية وقطاع غزة في المجلدات اللاحقة.
3) المناطق الصناعية
أ) المناطق الصناعية الفلسطينية
هنالك سبعة مناطق صناعية موزعة في مختلف أرجاء الضفة الغربية، هذه المناطق ذات مساحة صغيرة جداً وفي اغلب الأحيان تكون محاذية تماماً للمناطق السكنية، والطرق المؤدية إليها ضيقة للغاية، إضافة الى عدم توفر البنية التحتية من شبكات الصرف الصحي ومحطات التنقية الأولية وشبكات المياه الخاصة وجمع النفايات الصلبة مما يؤدي الى سوء تصريف فضلات هذه المصانع مما ينعكس سلبياً على البيئة.
ب) المناطق الصناعية الإسرائيلية
يوجد هناك سبعة مناطق صناعية إسرائيلية في الضفة الغربية، ولكن لا يوجد معلومات دقيقة عن نوعية النشاطات الصناعية فيها،
4) مكبات النفايات
هنالك ما يزيد عن المائة مكب للنفايات موزعة في أنحاء الضفة الغربية. اكبر هذه المكبات يقع بالقرب من قرية ابوديس شرقي القدس، إذ يغطي ما مساحته 3000 دونم.
5) المحاجر
تتوزع المحاجر بشكل خاص في محافظات الخليل، بيت لحم، رام الله، نابلس وجنين. وبلاشك فإن هذه المحاجر تساهم في بناء الاقتصاد الفلسطيني، ولكن من الضروري أن لا نغفل عن الأضرار البيئية الناتجة عن وجود هذه المحاجر بحيث يجب اختيار المواقع المناسبة لها، هذا بالإضافة الى فرض الرقابة البيئية عليها.
ولكن الخطورة الكبرى تكمن في المحاجر الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية. حيث تقوم إسرائيل ببناء المحاجر في الضفة الغربية بغرض تخفيف المخاطر البيئية عنها وتدمير البيئة الفلسطينية. يوجد حالياً خمس محاجر إسرائيلية في الضفة الغربية، ثلاثة منها في محافظة الخليل وواحد في محافظة رام الله والخامس في محافظة نابلس، ومؤخراً قامت السلطات الإسرائيلية بعمل محجر سادس في محافظة رام الله هذا بالإضافة الى مصادرة حوالي 9685 دونم في وادي التين، 5 كم جنوب مدينة طولكرم لإقامة محجر جديد.
جدول (4-3): الأراضي المصادرة في وادي التين في محافظة طولكرم
النسبة المئوية
(%)
المساحة
(بالدونم)
الغرض من المساحة المصادرة
35,3
3415
المحاجر
56,6
5480
المنطقة الأمنية الفاصلة
7,3
710
مناطق خضراء
0,8
80
الطرق
100
9685
شكل (4-5): المحاجر الإسرائيلية في الضفة الغربية
6) المستعمرات الإسرائيلية
تعد المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية من اخطر المشاريع بسبب طبيعتها الاستراتيجية والحجم الهائل من الأراضي التي تهددها. فمنذ مؤتمر مدريد حتى أوسلو 1 استولت إسرائيل على 74 كم2 من أراضى الضفة الغربية. ومنذ أوسلو 1 حتى أوسلو 2 تم الاستيلاء على 59 كم2 ، ناهيك عن تدمير آلاف الدونمات من الأراضي بغرض شق الطرق الالتفافية. وقد سلكت إسرائيل وسائل عدة وأساليب مختلفة في الحصول على الأرض، فتارة إغلاق الأراضي بحجة الأمن وتارة للتدريب العسكري، وتارة مصادرة الأراضي بحجة أنها أملاك للدولة.
هناك على الأقل 193 مستعمرة إسرائيلية في الضفة الغربية، تحتل هذه المستعمرات مساحة 77.8كم2 من مساحة الضفة الغربية [5]. تتوزع هذه المستعمرات في جميع أنحاء الضفة الغربية وتتركز حول شرقي القدس وفي منطقة غور الأردن.
معظم المستعمرات في الضفة الغربية يتم بناؤها فوق قمم الجبال، وتحيط بالتجمعات الفلسطينية في محاولة لتضيق الخناق عليهم ومنعهم من التوسع والتطور، مثال على هذا الخناق مدينة بيت ولحم والقدس. حيث حرمت هذه المستعمرات الفلسطينيين من حقهم في استثمار واستخدام ما يقارب 27.83% من أراضيهم [5]، وقد زادت في الفترة الأخيرة الحملة الاستيطانية ومصادرة الأراضي ومن الأمثلة على ذلك:
1- مصادرة ما يقارب 9,685كم2 من أراضي قرى واد التين في محافظة طولكرم.
2- مصادرة ما يقارب 10كم2 شرقي منطقة طوباس.
3- مصادرة 0.5كم2 من أراضي قرى حوسان، الخضر وارطاس.
4- مصادرة أراضي جبل أبو غنيم البالغة 2.13كم2.
ومما يزيد من حدة المشكلة أن المستوطنات الإسرائيلية توضع فوق افضل أنواع التربة واكثرها ملاءمة لإغراض الزراعة.
كما أن ظاهرة الاستيطان تخلق الكثير من المشاكل البيئية مثل:
1- تقليل مساحة الأراضي المتاحة للتوسع العمراني مما يؤدي الى الازدحام السكاني.
2- نقص حاد في الأراضي الزراعية.
3- تقلص الأراضي الرعوية مما يؤدي الى ظهور الرعي الجائر وتراجع الثروة الحيوانية.
4- انتشار ظاهرة إنجراف التربة وظهور علامات التصحر.
7) الطرق
هناك 1255 كم من الشوارع الرئيسة في الضفة الغربية وهي التي تصل المدن الفلسطينية بعضها ببعض هذا بالإضافة الى بعض الطرق الداخلية الرئيسة و 2556 كم من الشوارع الثانوية الواصلة بين المدن والقرى والمكونة عادةً من ممر واحد للمركبات، هذه الطرق تشمل فقط الطرق الخارجية التي تصل محافظات الضفة الغربية مع القرى المجاروة، وتتميز هذه الطرق بوضعها السيئ حيث انه لم يتم توسيعها أو تعبيدها أو إجراء الإصلاحات عليها منذ زمن طويل.
الى جانب هذه الشبكة من الطرق هناك شبكة جديدة من الطرق الالتفافية التي تربط المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بعضها ببعض وبإسرائيل. هذه الشبكة من الطرق تشغل ما مساحته 31.8 كم2 بطول 212 كم، وتخطط السلطات الإسرائيلية لشق شبكة من الطرق بطول 374 كم وبالتالي ستلتهم ما يقارب 56كم2 من الأراضي التي تمر بها .
وبشكل عام تشكل الطرق الالتفافية الحالية والمخطط لها ما نسبته 1.5% من أراضى الضفة الغربية، وستترك هذه الطرق أضرارا بيئية على المزارعين تتمثل في مصادرة الأراضي الزراعية وقطع الأشجار وغيرها .
جدول (4-4) : الطرق الالتفافية في الضفة الغربية
المساحة (كم2)
الطول (كم)
النوع
31,8
212
الطرق المقامة
56,1
374
الطرق المخطط لها
78,9
586
المجموع
المصدر:[5]
المحميات الطبيعية
تعرف المحميات الطبيعية على أنها تلك المساحات من الأراضي التي يمنع فيها أي نشاط عمراني أو صناعي أو حتى زراعي بهدف المحافظة على الطبيعة والحياة البرية سواء كانت نباتية أو حيوانية من الانقراض.
ولقد اعتادت السلطات الإسرائيلية على إعلان جزء من أراضى الضفة الغربية على أنها محميات طبيعية وذلك لمنع الفلسطينيين من زراعتها واستخدامها لأي أغراض أخرى، وقد تكشفت النوايا الإسرائيلية حينما اصبح بعض هذه المحميات فيما بعد عبارة عن مستعمرات إسرائيلية. فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية عن 48 محمية طبيعية في الضفة الغربية بمساحة مقدارها حوالي 330.7 كم2 أي 5.68% من المساحة الإجمالية للضفة الغربية. هذه المحميات لم يتم بناؤها على أسس بيئية وتتوزع في المنحدرات الشرقية وفي غور الاردن، من هذه المحميات الحولة، وتل الدان، ومغارة سوريك، وتل القاضي، وسبسطية، وقرنوب، وعراد، والساخنة، وعين جدي، وبيسان، والفشخة وغيرها، إلا أن معظم هذه المحميات تم تحويلها فيما بعد الى مستعمرات إسرائيلية أو قواعد عسكرية إسرائيلية وبالتالي توضح هدف الإسرائيليين من إعلان هذه المحميات [5]. جداول (4-6)، (4-7) يبين المواقع المحمية و القواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
جدول (4-5): المستعمرات الإسرائيلية التي تم بناءها داخل المحميات الطبيعية
المحافظة
مساحة المستعمرة
(كم2)
اسم المستعمرة
اسم المحمية
نابلس
1,0643
ايلون مور
ناهل بيدان
0,1777
ياكير
نابلس/ طولكرم
0,0869
نوفيم
ناهل كانا
0,0969
جينوت شامرون
رام الله/ نابلس
0,2169
بيت اريا
ناهل شيلاالي
جنين
0,1835
ريحان
يعار ريحان
1,8262
المجموع
9) المناطق العسكرية
هنالك 71 منطقة عسكرية في الضفة الغربية تغطي مساحة 16.5كم2 ، أي ما نسبته 0.28% من المساحة الإجمالية للضفة الغربية. تتركز هذه المناطق في المنحدرات الشرقية وبالقرب من الخط الأخضر حول قرى رنتيس والزاوية وبيت دقو. وعلى الرغم من ان هذه المناطق ليست ذات أهمية زراعية، إلا أنها تشكل مناطق الرعي الرئيسية في الضفة الغربية. كما ان وجود هذه المناطق العسكرية يهدد الحياة البرية التي تمتاز بها هذه المناطق وذلك بفعل العربات والناقلات العسكرية الثقيلة والتدريبات العسكرية. شكل (4-6) يبين مواقع المحميات والمواقع العسكرية الإسرائيلية.
جدول (4-6): القواعد العسكرية التي تم بناءها داخل المحميات الطبيعية
المحافظة
مساحة القاعدة العسكرية(كم2)
المحمية
القدس، رام الله، اريحا
0,2105
ناهل برات
نابلس
0,0977
سيرتافا
نابلس
0,2856
هار كبير
نابلس
0,4338
طامون
نابلس
0,2069
هار كادي
1,2348
المجموع
10) الغابات
يوجد في الضفة الغربية 93 منطقة حرجية تغطي مساحة 51.6 كم2، اي ما نسبته 0.89% من المساحة الكلية للضفة الغربية معظمها يقع تحت السيطرة الإسرائيلية، وتوجد معظم هذه الغابات فوق أراضي ذات تربة خصبة وفي مناطق ذات ظروف مناخية ملائمة للزراعة [5]. هنالك العديد من المخاطر التي تهدد هذه الغابات ومنها ظاهرة قطع الاشجار بهدف الربح المادي كما هو الحال بالغابات المحيطة ببرك سليمان في محافظة بيت لحم، حيث تم قطع وحرق العديد من الاشجار في هذه المنطقة، مما سيؤدي الى إنجراف التربة والقضاء على الحياة البرية في هذه الغابات. شكل (4-7) يبين استخدامات الأراضي المختلفة في الضفة الغربية.
شكل (4-6): المحميات الطبيعية والمواقع العسكرية الإسرائيلية
2) قطاع غزة
مقدمة
يقع قطاع غزة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 363.06كم2 [5]. هذه المساحة الصغيرة لقطاع غزة والنمو السكاني المتزايد جعلها من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم، إذ تصل الكثافة السكانية في القطاع الى 2653 نسمة/كم2.
معظم أراضي قطاع غزة تستغل اليوم لأغراض الزراعة، حيث يشكل هذا القطاع حوالي 38.5% من المساحة الإجمالية للقطاع. وبشكل عام يمكن توزيع استخدامات الأراضي في قطاع غزة على النحو التالي:
1- البناء (البيوت، المصانع وغيرها) 22%.
2- الزراعة تشكل حوالي 38.5%.
3- استخدامات أخرى 25.5%.
4- أراضي غير مستغلة 14%.
وتتركز المناطق غير المستغلة في الحدود الشمالية والجنوبية من القطاع، وهي تتألف من الكثبان الرملية الساحلية والتي تميزت بالعديد من الخصائص، منها:
· إنها تتمتع بإنتاجية زراعية عالية.
· مناطق جيدة لتجميع مياه الأمطار.
· مناطق جيدة من ناحية سياحية.
ومن هذا المنطلق فإن هذه المناطق تعتبر أكثر ملائمة لأغراض الزراعة أكثر منها لأغراض البناء أو الصناعة، فالتربة الرملية تناسب أنواع مختلفة من المحاصيل، أضف الى ذلك المناخ الساحلي الذي يعد أكثر اعتدالا منه في مناطق أخرى. وما يهدد هذه المناطق حاليا هو إقامة مطار غزة الدولي إضافة الى النشاط الصناعي المتزايد.
العوامل المؤثرة في استخدامات الأراضي في قطاع غزة
العوامل الطبيعية والبيئية
هنالك العديد من العوامل البيئية والطبيعية التي تؤثر في استخدامات الأراضي في قطاع غزة منها:
المناخ- يقع قطاع غزة في منطقة انتقالية بين مناخ ساحل البحر المتوسط المعتدل والمناخ الصحراوي الجاف. وبشكل عام يسود المناخ الجاف صيفاً والمناخ الرطب شتاءً. وسيتم الحديث بمزيد من التفاصيل عن المناخ في فصول لاحقة.
التربة- من أهم أنواع التربة السائدة في قطاع غزة:
· الكثبان الرملية: التي تغطي منطقة ساحل البحر المتوسط، هذه التربة هي من نوع الغريسولز وهي مؤلفة بشكل رئيسي من المرو (الكوارتز). تنشأ هذه التربة من الرمال القادمة من صحراء سيناء وهي تلائم زراعة الدفيئات وزراعة الأنفاق.
· تربة اللويس: ينتشر هذا النوع من التربة في المنطقة الواقعة بين مدينة غزة ووادي غزة وهي مؤلفة بشكل أساسي من الرمال الطينية والصلصال.
· التربة الغرينية: تنتشر هذه التربة على منحدرات المنخفضات الشمالية بين وادي غزة ومنطقة بيت حانون (ايريز).
الطبوغرافيا- يعتبر السهل الساحلي من أبرز المعالم الطبوغرافية في قطاع غزة الذي تحده جبال الخليل من الشمال الشرقي وصحراء النقب في الجنوب الشرقي وصحراء سيناء في الجنوب. يتميز السهل الساحلي بوجود تلال الكركار التي يتراوح ارتفاعها بين 50-90م. يفصل هذه التلال عن بعضها البعض مجموعة من المنخفضات العميقة مثل وادي غزة. هذه الوديان امتلأت بالترسبات النهرية القادمة من التلال المحيطة. ويقطع السهل الساحلي مجموعة من الأنهار مثل وادي غزة، وادي الحليب ووادي السلقة.
الجيولوجيا- تتراوح أعمار الصخور المتكشفة في قطاع غزة من العصر الثلاثي حتى العصر الرباعي (الحديث). هذه التكشفات تشمل التكوينات التالية:
· تكوينات العصر الثالث: التي تتألف من الكونغلوميرات، الصلصال والمارل.
· تكوينات العصر الرباعي: وهي تقسم الى قسمين:
أ- تكوين الكركار البحري الذي يتألف من رمال كوارتزية يجمعها ملاط كلسي ومن أحجار رملية.
ب- تكوين الكركار القاري: يتألف من الأحجار الرملية ويمتاز بالتطابق المتصلب.
الأوضاع السياسية
لقد اعتاد الإسرائيليون خلال فترة احتلالهم لأراضي قطاع غزة الى ما بعد توقيع اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين على اقتطاع جزء كبير من هذه الأراضي وذلك لأسباب مختلفة منها:
· لإقامة المستوطنات.
· للأغراض الأمنية أو العسكرية
· شق الطرق الالتفافية.
وما تزال إسرائيل تسيطر على حوالي 22% من أراضي قطاع غزة، إضافة الى سيطرتها على الإمكانيات والموارد المائية. فبموجب الاتفاق الموقع بين الفلسطينيين والإسرائيليين فإنه يسمح للفلسطينيين بضخ المياه الواقعة ضمن منطقة قطاع غزة فقط دون أن يؤثر ذلك على المياه التي تضخ للمستوطنات. ويقدر معدل استهلاك الفرد الفلسطيني من المياه في قطاع غزة لكافة الأغراض بحوالي 120م3/سنة، في المقابل يستهلك المستوطن الإسرائيلي 2235 م3/سنة [8]. ومع النمو السكاني المتزايد في قطاع غزة فإن معدلات استهلاك الفرد الفلسطيني من المياه المتاحة سوف تتدنى الى حد كبير. إضافة الى ذلك فإن عمليات الضخ المكثف للمياه الجوفية من قبل الإسرائيليين سوف تزيد من نسبة ملوحة هذه المياه وهذا ما ينعكس سلباً على الأراضي الزراعية المروية.
نماذج استخدامات الأراضي في قطاع غزة
1) المناطق السكنية
تبلغ مساحة المناطق السكنية الفلسطينية في قطاع غزة حوالي 37.69 كم2 (حوالي10.4% من المساحة الإجمالية لقطاع غزة ) ، يستثنى من هذه المساحة مخيمات اللاجئين التي تبلغ مساحتها حوالي 9.25 كم2 [5]. هذا وقد أدت المساحة القليلة جداً لقطاع غزة الى نزوح العديد من الناس من أماكن سكناهم، كما أن النمو السكاني المتزايد جعلها من أكثر المناطق المكتظة بالسكان في العالم. واليوم يتألف قطاع غزة من العديد من التجمعات السكانية ومخيمات اللاجئين التي تشكل أكبر تجمع سكني، حوالي 230,000 نسمة. وتبلغ الكثافة السكانية في مخيم جباليا أعلى نسبة لها حيث تصل هذه النسبة الى حوالي 65,000 شخص يعيشون على مساحة 14 كم2 (4,643 نسمة/كم2) [8]، في حين أن الكثافة السكانية في المستعمرات الإسرائيلية في القطاع تصل الى 442 نسمة/كم2، أما إذا أخذنا مجمل المساحة الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة فإن الكثافة السكانية الإسرائيلية لا تتجاوز 50 نسمة/كم2.
أما الكثافة السكانية في المناطق الفلسطينية في قطاع غزة فيتوقع أن تزداد في غضون السنوات القليلة القادمة لتصل الى 3900/كم2 .
2) المناطق الزراعية
تشكل الزراعة العمود الفقري للإنتاج القومي في قطاع غزة، حيث تبلغ مساحة الاراضي الزراعية حوالي 139.75 كم2 أي ما نسبته38.5% من المساحة الاجمالية للقطاع [5]. ويعاني القطاع الزراعي في قطاع غزة من العديد من المشاكل منها:
1- القيود المفروضة على حركة المنتجات الزراعية.
2- ازدياد ملوحة المياه الجوفية وقلة الأمطار.
3- التوسع السكاني والنشاط الصناعي على حساب الأراضي الزراعية.
4- المنافسة الكبيرة مع الزراعة الإسرائيلية.
5- تفتت الملكيات الزراعية.
هذا وسيتم الحديث عن الواقع الزراعي في قطاع غزة بمزيد من التفصيل في المجلدات اللاحقة.
3) الطرق
مقارنة مع شبكة الطرق في الضفة الغربية، تعتبر طرق قطاع غزة في حالة سيئة جدا، فيما عدا القليل منها التي تستخدم من قبل المستوطنين والتي تربط بين التجمعات الاستيطانية في شمال وجنوب غرب قطاع غزة وإسرائيل. فمعظم الشوارع الداخلية في حالة سيئة وشبه مهملة. كذلك يفتقر قطاع غزة الى الطرق الزراعية، حيث أن معظم الطرق الزراعية لها مسالك ترابية تعيق النقل. ويبلغ طول شبكة الطرق في قطاع غزة حوالي 564.8كم [5]، ويمكن تصنيف هذه الشبكة الى:
1- الطريق السريع (Highway Road): التي يبلغ طولها حوالي 52.61كم، وهي تتوسط قطاع غزة حيث تبدأ من البريج والنصيرات مروراً بمدينة دير البلح ومستوطنة كفار داروم وتنتهي في مدينة خان يونس.
2- طرق معبدة ذات إتجاهين أو أكثر(Two or more lanes hard-surfaced road): يصل طولها الى حوالي 42.8كم.
3- طرق معبدة ذات إتجاه واحد (one-lane,hard-surfaced road): بطول 313.5كم.
4- طرق ثانوية ذات اتجاهين (Two -lane ,loose-surfaced road): بطول 155.9كم.
كذلك هنالك شبكة من الطرق الالتفافية التي تم شقها في قطاع غزة والتي تخترق المناطق الزراعية. وهي تربط منطقة إسرائيل بالمستعمرات في قطاع غزة، ويبلغ طول هذه الشبكة حوالي 22.7كم [5]، وهنالك ثلاث طرق التفافية رئيسية في قطاع غزة:
الطريق الأول: يصل منطقة إسرائيل بمستعمرتي نيتساريم أ،ب، ويبلغ طول هذا الشارع حوالي 7كم.
الطريق الثاني: يصل بين إسرائيل ومستعمرتي كيفار داروم ونيزير هازاني بطول 6.5كم.
أما الطريق الثالث: فيصل بين إسرائيل ومستعمرة موارغ بطول 9.2كم.
4) المستعمرات
هنالك ما يقارب 23 مستعمرة في قطاع غزة، تشغل ما مساحته (9.05 كم2 ) أي حوالي 2,5% من المساحة الإجمالية لقطاع غزة، وهي تتركز بشكل رئيسي في الأجزاء الجنوبية الغربية بمحاذاة ساحل البحر المتوسط وفي الأجزاء الشمالية من القطاع. توجد أغلب هذه التجمعات الاستيطانية فوق أراضي مؤلفة من كثبان رملية تلائم الأغراض الزراعية. وهنالك المزيد من المستعمرات التي تسعى السلطات الإسرائيلية لإقامتها والتي ستلتهم المزيد من الأراضي في قطاع غزة. حيث قامت السلطات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بمصادرة حوالي 500 دونم من الأراضي الزراعية القريبة من مستوطنة "نتسريم" شمالي مدينة خانيونس [5].
وتعد المشاريع الاستيطانية من أخطر المشاريع التي تهدد الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، حيث ستؤدي هذه المشاريع الى خلق العديد من المشاكل، فتقليص مساحة الأراضي الزراعية والتي تعتبر القطاع الاقتصادي الأهم في قطاع غزة، هذا بالإضافة الى تقليص مساحة الأراضي المخصصة للتوسع العمراني هي بعض المشاكل الناجمة عن هذه المصادرات.
5) المناطق العسكرية
هنالك ما يقارب آل 29 منطقة عسكرية في قطاع غزة، تتوزع في معظم أنحاء القطاع لا سيما في الأجزاء الشمالية والجنوبية. تشغل هذه المناطق ما مساحته 1.69كم2 ( 0.47% من المساحة الإجمالية) هذا وتستمر السلطات الإسرائيلية في توسيع هذه المناطق، حيث قامت في الفترة الأخيرة بتوسيع المناطق العسكرية المتواجدة غرب مخيم خانيونس [5].
6) المناطق الصناعية
لا يوجد في قطاع غزة مؤسسات صناعية كبيرة، ومعظم المصانع الموجودة في القطاع هي عبارة عن مصانع صغيرة توجد داخل البلديات أو على طول الطرق الرئيسية. من هذه المصانع منشآت الصلب والنجارة ومصانع التغليف وقد تم حديثا فتح مناطق صناعية في بيت حانون ومنطقة جباليا.
7) الغابات
لقد قامت السلطات الإسرائيلية بتدمير مساحات واسعة من الغابات في قطاع غزة، حيث لم تعد هناك مساحات بمعنى الغابة. ومعظم هذه الغابات مزروعة بأشجار الاكاسيا، الكينيا،لاثل البلدي، والتي تستخدم بشكل واسع لتثبيت الكثبان الرملية المتحركة.
المناطق الصفراء (Yellow Areas)
تحتل هذه المناطق ما مساحته 16.55كم2 ، أي حوالي 4.5%من المساحة الكلية لقطاع غزة.
9)الحزام الأمني
يفصل هذا الحزام منطقة القطاع عن إسرائيل ويشغل ما مساحته 58.21 كم2 أي حوالي 16% من المساحة الإجمالية لقطاع غزة.
يبين شكل (4-8) الاستخدامات المختلفة للأراضي في قطاع غزة.
شكل (4-8): إستخدامات المختلفة للأراضي في قطاع غزة