بدأت وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " في دراسة الحلول العملية للمشاكل التي ستعترض سبيل رواد رحلة المريخ التي ستستغرق ثلاث سنوات.
وذلك من خلال استعراض جملة الظروف التي سيمرون بها صحياً ونفسياً وجسدياً، مع الحاجة إلى أخذ قرارات في أمور مصيرية خلال تلك الفترة الطويلة تتعلق بالحياة والموت والجنس.
وقد طرحت الناسا تلك التساؤلات في كتيب داخلي ناقشت فيه قضايا وفاة الرواد على متن مركبة الفضاء أو ارتفاع استهلاكهم لموارد الرحلة المحدودة أو حاجتهم لممارسة الجنس خاصة وأن الرحلات في الغالب تضم طاقما مختلطا جنسياً.
ويتضمن الكتيب إرشادات توضح كمية الإشعاعات المسببة للسرطان التي من المسموح أن يتعرض لها الرواد خلال الرحلة الطويلة وساعات العمل القصوى أسبوعياً.
وتحاول ناسا تحديد موقفها من قضايا أخلاقية شائكة ترتبط بتحديد أولوية سلامة الركاب أو نجاح المهمة، وهي قضايا ستشغل حيزاً مهماً من النقاش العلمي والأخلاقي على حد سواء.
وستكون تلك المعضلة الأولى من نوعها أمام الوكالة، حيث أن التجربة الأقرب إلى هذا الواقع والمتمثلة برواد محطة الفضاء الدولية تحمل حلولها بنفسها، حيث من الممكن لأي من أفراد طاقم المحطة المرضى أو الجرحى العودة خلال ساعات إلى الأرض على متن عربة الفضاء الروسية سيوز.
ويلفت الكتيب إلى عدم جدوى الاعتماد على الاتصال الصوتي أو البصري مع القاعدة الأرضية في تلك الرحلة، على اعتبار أن بعد المسافة سيخلف هوّة اتصال زمنية لا تقل عن نصف ساعة وفقاً للأسوشيتد برس.
وهي فترة طويلة في حال كانت إصابة الرواد من النوع الذي يحصل نتيجة السفر الفضائي المتواصل، مثل الإصابة بالإشعاع أو خسارة كثافة العظم أو العضلات أو الوقوع فريسة الانعكاسات النفسية السيئة للوحدة.
وتدرس وكالة الفضاء الأمريكية إجراء عملية إستباقية للرواد من قبيل استئصال الزائدة الدودية أو حفظ بويضات الرائدات أو حيوانات الرواد المنوية على سبيل الاحتياط وذلك لتمكينهم من الحصول على أولاد أصحاء في حال تعرضهم لأي تشوه إشعاعي.
يذكر أن الناسا كانت قد أعلنت عزمها القيام برحلة مأهولة إلى كوكب المريخ تصل الكوكب بحلول العام 2037 في مهمة قد تستغرق ثلاث سنوات علماً أن خطط الوكالة المستقبلية تشمل بناء قاعدة مأهولة على القمر عام 2024.