الله يعافيك اخي الاحيائي ...
'>
التوزيع العــــــام للصحراء في العـــــــالم .
(( صحراء اخرى ))
ثمة صحراوان: صحراء طبيعية, وصحراء البشر.
أمّا الأولى, فهي ذلك النظام البيئي الطبيعي, الذي يمثّل ملمحاً رئيساً من الشكل العام لكوكبنا, الأرض. وأمّا الصحراء الثانية, فهي تلك التي يصنعها البشر, بإدارتهم غير الرشيدة لأنشطتهم الحياتية المختلفة, التي يقوم عليها المجتمع الإنساني, فيحيلون الأرض الخضراء (مراعي أو أراضي زراعية), بإهمالهم لها, وتخاذلهم عن حمايتها, إلى صحراء, فلا يجد ذلك (الغول) المسمّى بالتصحّر, صعوبة في الاستيلاء عليها!
أنقل لكم إحصائية مزعجة, تقول إن التصحّر يُهلك 20 ألف ميل مربع من الأراضي الخضراء, سنوياً, فيحيلها إلى قفار رملية جدباء, كما أنه - في كل سنة أيضاً - يحاول اختراق مساحة أخرى, تقدّربحوالي 70 ألف ميل مربع, يتربص بها, متحيّنا الفرصة, فإذا غفلت أعين أصحابها عن حمايتها, ضربها الجدب, وأغرقتها الرمال.
إن التصحر يعني البؤس, يحلّ بالملايين من سكان الأرض, فيضطرهم إلى هجر مواطنهم الأصلية, بحثا عن أراض جديدة, تعطيهم طعاما. إن هذا (الوباء الطبيعي) يزيد عدد الجوعى في العالم بمقدار 33 ألف جائع, كل يوم!
والتصحر مشكلة ذات طابع عالمي, إذ تؤثر على 70 دولة من مجموع دول العالم, وتشير الإحصائيات إلى أنّ هذه الدول السبعين قد فقدت ما يقرب من 185 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة, في الربع الأخير من القرن العشرين. ويحذّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة والتنمية من أن سبل الحياة لما يقرب من 900 مليون آدمي, معرّضة للخطر, بسبب التصحر.
الجدير بالذكر, أنه - استجابة لبعض البنود التي اتفق عليها زعماء العلم في قمة الأرض (ريو 1992) - وبعد سنتين فقط من تلك القمة, وقّع ممثلو 87 دولة, في باريس, اتفاقية لتوفير الدعم المالي لبرامج صون خصوبة الأراضي الزراعية وحمايتها من التصحر, وستصبح تلك الاتفاقية معاهدة دولية, إذا اكتمل عدد الدول المصدقة عليها, ليصبح 50 دولة.
(( الفتى الذي هزم البلاستيك ))
(جيم باور), صبى فى السادسة عشرة من عمره, يعيش فى بلدة صغيرة, تابعة لولاية (أيوا) الأمريكية, لا يزيد عدد سكانها على مائتى ألف نسمة, ومع ذلك, فإن كمية الفوارغ البلاستيكية, المتخلِّفة عن أنشطتهم الاستهلاكية, كبيرة جداً, يعجز النظام القائم لجمع القمامة فى البلدة عن التعامل معها. وحتى الجانب من هذه المخلَّفات البلاستيكية, الذى يجمعه عمال النظافة, يتراكم فى مستودعات القمامة, ويبقى على حاله, ولا أمل فى أن يتحلل, لعشرات السنين القادمة.
اهتم الفتى ( باور) بالمشكلة, واتصل بمصنع للبلاستيك, اتفق معه على توريد المخلفات البلاستيكية, لإعادة استخدامها فى تصنيع أدوات بلاستيكية نافعة, مثل أوانى جمع القمامة; كما اتفق مع أحد المتاجر الكبيرة فى بلدته على أن يضع أمام مدخله وعاءً ضخماً, ليكون مركزاً لاستقبال المخلفات البلاستيكية. ولقيت الفكرة استجابة طيبة, وازداد عدد مراكز استقبال المخلفات إلى ثلاثة, جمعت 25 طناً من المهملات والفوارغ البلاستيكية, فى سنة واحدة. ولم تلبث فكرة جيم باور أن تحولت إلى مشروع كبير, فاختفت المخلفات البلاستيكية من قمامة البلدة, وتحولت إلى المصنع, لإعادة تدويرها. وكان للمشروع مردوده الإضافى, إذ انخفضت كمية الطاقة الكهربية, التى تستهلكها صناعة البلاستيك بالمنطقة, إذ كان البلاستيك الخام الجديد يتطلب طاقة أكبر فى مراحل تصنيعه. أما المردود غير المنظور, فيتمثل فى منع مزيد من البلاستيك الخام من اقتحام البيئة, فى صورة سلع جديدة, تستخدم لفترة ثم تهمل, وقد لا تجد فتيً مثل (جيم باور) يهتم بتخليص موطنه منها!
(( اندثار 90% من اسماك العالم الكبيرة ))
أظهرت دراسة دولية جديدة مدى التأثير المفجع لاستنزاف أعمال الصيد غير المنظم على بعض الأحياء البحرية, واندثار 90 في المائة من أسماك المحيطات الكبيرة خلال نصف القرن الماضي.
ورسمت الدراسة, التي استغرقت زهاء الأعوام العشرة, ونشرت في مجلة العلوم الدولية (الطبيعية), صورة قاتمة لمستقبل أنواع عديدة من الكائنات البحرية الكبيرة مثل أسماك القرش, وأبو سيف والتونا.
وتشير الدراسة, التي اعتمدت على بيانات سابقة يعود تاريخها إلى 47 عاما مضت, إلى أن التراجع المذهل بدأ مع مستهل ثورة صناعة صيد الأسماك المنظم في أوائل الخمسينيات.
وسيؤدي الصيد غير المنظم إلى انقراض أنواع محددة من فصائل الأسماك يصعب التكهن بآثاره البيئية.
ويبدو التراجع في أنواع فصائل الأسماك واضحاً للعيان, وسريعاً في آن واحد, مع اقتحام أساطيل سفن صيد الأسماك للمحيطات والبحار.
ويحذر بعض علماء الأحياء البحرية من أن الأسماك الكبيرة قد تجد مصير الديناصورات المأساوي نفسه.
ويأمل العلماء في أن تؤدي نتائج الدراسة حول أبعاد الكارثة التي ستلحق بالثروات البحرية إلى إيقاظ كل الحكومات وجماعات الحفاظ على البيئة, فضلا عن قطاع صيد وتصنيع الأسماك.
(( جهاز للتنبؤ بالانهيارات الجليدية ))
يعكف علماء في سويسرا على تطوير جهاز إلكتروني للتنبؤ بالانهيارات الجليدية, في ما يعد خطوة مهمة لتقليل خسائر هذه الانهيارات التي تقع دون إنذار.
ويلقى أكثر من 150 شخصا مقتلهم ويصاب الآلاف سنويا في انهيارات جليدية تقع فجأة وتكتسح متزلجين ومتسلقي جبال ومشاة.
وفي الوقت الحالي يتطلب التنبؤ بانهيار جليدي حفر مقطع عرضي بعمق متر واحد في الجزء المشتبه فيه لفحص طبقات الجليد وتحديد المكان الذي يمثل خطورة, وهو الذي توجد به طبقات جليدية خفيفة فوق الثلج أو وجود حبيبات جليدية خشنة.
ولكن قد لا يتعين اللجوء لهذه الطريقة إذا ما ثبتت كفاءة الجهاز الجديد الذي يقوم علماء من المعهد الاتحادي السويسري لأبحاث الجليد والانهيارات الجليدية بتطويره واختباره في الولايات المتحدة والهند والنمسا.
والجهاز الجديد هو جهاز معدني تلسكوبي صغير شبيه بهوائي راديو السيارة لقياس اختراقية المواد شبه الصلبة, وعند إدخاله في الجليد بمعدل سنتيمترين في الثانية فإنه يعطي قياسات كاملة لكثافة الجليد الذي يمر خلاله. وسيصبح بمقدور المتزلجين على الجليد تقويم خطر الانهيار بسرعة أكبر وكل ما يتعين عليهم فعله هو فهم قراءات الجهاز.
ــــــــــــــــــــــــــــ
اخوكم/ العــــــربي ...
'>