الدب القطبي
الدب القطبي هو نوع من أنواع الدببة يتواجد في منطقة القطب الشمالي والاسكا وكندا وروسيا والنروج و جرينلاند و ما حولها ويعرف أيضا بالدب الأبيض أو الدب الشمالي .يعتبر الدب القطبي من الحيوانات المهددة بالإنقراض ، لا توجد إحصاءات دقيقة عن العدد الإجمالي للدببة القطبية في العالم ولكن البعض يقدر أعدادها بحوالي 22,000 - 25,000 ويعيش حوالي 60% منها في كندا .
للدب القطبي قدرة فائقة في تقدير الأعماق و المسافات ولديه حاسة شم قوية وبإمكانه الجري بسرعة تصل إلى 55 كم في الساعة ، كل هذه الصفات بالإضافة إلى اللون الأبيض لفروة الدب التي تمنح القدرة على التخفي فوق الثلج جعلت من الدب القطبي صيادا ماهرا . تعتبر الدببة القطبية من أكلة لحوم الحيوانات الضخمة كالفقمة، وهي مهيأة للعيش في بيئة جليدية ، حيث أن لديها خمسة مخالب طويلة ومنحنية تساعدها على عدم الإنزلاق ولها وسائد من الفراء في باطن القدم يساعد على تدفئة القدمين . يعد الدب القطبي من أمهر الدببة في مجال السباحة وهي أقل حجما من الدببة البنية الضخمة ولها رأس اصغر حجماً إلا ان عنقها أكثر طولاً وأقل سمكاً من معظم الانواع الاخرى .
اعتبر حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية من الحيوانات المهددة بالانقراض وذلك بسبب انحسار موطنه بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.هناك دراسات أجريت مؤخرا وأفادت بأن معدلات بقاء صغار الدببة القطبية على قيد الحياة انخفضت مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عاما ويعزي الباحثون سبب انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض مما أدى إلى ذوبان أجزاء كبيرة من الكتل الجليدية قبالة سواحل شمال الاسكا مما قلص المساحة التي تبحث فيها الدببة عن الطعام عند حافة الكتل الجليدية . إستنادا إلى سيمور لاكسون من جامعة كوليدج لندن فإن سمك الجليد في القطب الشمالي تقلص بنحو 40% خلال الخمسين عاما الأخيرة يعتقد معظم علماء البيئة بأن تقلص سمك بحار الجليد تهدد بيئة الدب القطبي .
هناك أسماء عديدة للدب في اللغة العربية منها الفلحس وأبو جهينة وأبو قتادة، وجمع دب هو دببة ودباب وأدباب. ويطلق على انثاه الجهبر والجهيزة والدبة ، أما ولده فيسمى الجرو والديسم والهجرس في حين يسمى صوته السحيف والقهقاع. ويسمى بيت الدب الجحر . وفي الامثال العربية يضرب المثل في الدب في السمن والفطنة ويقال أسمى أو أفطن من دب .
تتزاوج الدبة القطبية كل 3 سنوات يقوم الذكر بترك الأنثى بعد التزاوج وتمضي الأم فترة الشتاء في بيتها الثلجي ، ترضع صغارها بحليب دسم جداً يساعدهم على الاحتفاظ بالدفء وعندما يصبح عمر الصغار 3 أشهر ، فإنهم يغادرون البيت الثلجي مع الأم لكي يتعلموا المهارات الجديدة ، و يظل الصغار مع الأم إلى أن تصبح أعمارهم حوالي 28 شهراً . تتفرق العائلة خلال الصيف الثاني بعد الولادة ، عندما تقوم الأم بترك صغارها ليواجهوا الحياة وحدهم .
في منتصف عام 2006 قام مستكشفان أميركيان ( لوني دوبري وأريلك لارسن) يقطع مسافة (1100) ميل سيرا على الأقدام، وباستخدام زورق خفيف عبر المحيط القطبي الشمالي لاختبار عمق وكثافة الجليد خلال الصيف بمهمة استمرت أشهر الصيف في القطب الشمالي، بهدف جمع معلومات عن موطن الدب القطبي الذي يعتبر ضحية لارتفاع درجة حرارة الأرض. أطلق المستكشفان على مخططهما أسم "'مشروع الجليد الرقيق 2006 إنقاذ الدب القطبي"' والذي بدآ في كندا، ثم إلى القطب الشمالي ثم إلى جرينلاند .
الصفات الجسدية*يتراوح وزن الذكر البالغ 300 - 600 كيلوغرام وتكون الإناث عادة أخف وزنا ، 190 - 300 كغم ، بينما يتراوح وزن الجرو الحديث الولادة من 600 - 700 غم. تشير مصادر أخرى ان الوزن قد يصل إلى 770 كغم ، بصورة عامة يزن الدب القطبي ضعف وزن النمر السايبيري . يعتبر الدب الذي تم صيده في ألاسكا عام 1960 والذي كان وزنه 880 كغم الأثقل حسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
*يتراوح طول الذكر البالغ 2.4 - 2.6 متر وطول الأنثى 1.9 - 2.1 متر ، ويصل طول الجرو الحديث الولادة إلى 30 - 35 سينتمتر، وتشير بعض المصادر إلى ان أطول دب قطبي تم تسجيل طوله بصورة موثقة بلغ من الطول 3.7 مترا .
*فرو الدب القطبي هو في الحقيقة شفاف يسمح للضوء بالمرور وهذه الشفافية يجعل لون الفرو متراوحا بين الأبيض الناصع إلى الأصفر او البني الفاتح إعتمادا على فصل السنة وزاوية إنعكاس الضوء. شعر فرو الدب عبارة عن خيوط عديمة اللون ومجوفة شبيهة بإنبوب اختبار دقيق .
*الأطراف الخلفية أطول من الأطراف الأمامية ويوجد في كل قدم 5 مخالب مقوسة و حادة، يبلغ طول القدم 30 سم ، الأقدام الأمامية مدورة بينما الأقدام الخلفية اقرب إلى الشكل البيضوي وللدب القطبي وسائد من الفراء في باطن قدمه، مما يساعد على تدفئة القدمين و المشي على الثلج. يبلغ طول ذيل الدب القطبي 7 - 12 سينتمتر فقط.
*حجم الرأس صغير مقارنة ببقية الجسم ، الأنف أسود اللون . للدب القطبي 42 سنا حادا علما ان للدب نزعة إلى إبتلاع الغذاء أكثر من مضغه . لون العينين بني غامق وللدب القطبي أذان صغيرة مقارنة بالدبب الأخرى .
السلوك الإجتماعي*من يوليو حتى ديسمبر عندما لاتقوم الدببة بالصيد فإنها ترتاح او تنام 87% من وقتها حيث إن إنعدام الجليد يعيق عملية الصيد في تلك الشهور.
*في الأيام الحارة تتمدد الدببة على ظهورها في الثلج وفي الأيام الباردة يتكور الدب ويغطى أنفه. تنام الدببة القطبية حوالي 7 - 8 ساعات يوميا .
*الدب يضع باطن قدمه على الارض في كل خطوة ضارباً الارض بعقب القدم أولا كما يفعل الانسان وبإمكانها الوقوف و المشي لمسافات قصيرة.
*تعيش الدببة القطبية بصورة منعزلة أغلب الأحيان ويعتبر التزاوج او تواجد الأم مع صغارها من الحالات النادرة التي يشاهد فيها دب قطبي مع آخر.
*تولد أغلب جراء الدب خلال فترة السبات الشتوي للأم ويتراوح عدد المواليد عادة بين 2 - 4. وتبقى الجراء مع الام لمدة عام أو عامين وتعلمها الام سبل الصيد.
*أثناء الصيف تأكل الدببة كميات محدودة من التوت والأعشاب، كما أنها تهاجم أعشاش الطيور كالبط والنورس وتستطيع التهام بقايا الحيتان والأسماك الميتة .
*من المحتمل ان ينقرض الدب القطبي في غضون 100 عام بسبب سخونة الارض ويعتقد ان القطب الشمالي قد يكون خالياً من الجليد في منتصف القرن 21.
التكاثرتتزاوج الدببة القطبية في فصل الربيع ويكون إلتقاء الذكر بالأنثى إلتقاءا قصير الأمد غرضه التزاوج فقط حيث يترك الذكر الأنثى بعد عملية التزاوج . تحدث معظم عمليات التزاوج بين شهري ابريل و مارس. لأن الأنثى تتزاوج مرة واحدة كل 3 سنوات فإن التنافس بين الذكور للتزواج من الإنثى يكون شديدا ويقدر الباحثين بان 3 ذكور يتنافسون على أنثى واحدة وتتزاوج الأنثى من الدب الأقوى او الأكبر حجما الذي بمقدوره بسط سيطرته على الدب الأخرى المتنافسة.
تقوم الدبة الحاملة بالتحضير لفترة حمل طويلة حيث لايمكنها مغادرة جحرها طيلة فترة الحمل فتقوم بعمليات صيد مكثفة لتخزن كمية كافية من الشحوم التي ستحتاجها في فترة الحمل و السبات الشتوي . تقوم الدبة الحاملة ببناء جحر ثلجي على مبعدة 8 كيلومترات من الساحل. تبلغ معدلات الوفاة لصغار الدببة القطبية حوالي 10 % - 30% .
* يبلغ الذكور مرحلة النضج الجنسي في سن السادسة بينما تبلغ الأناث مرحلة النضج الجنسي بين سن الرابعة و الخامسة من العمر.
* يتراوح فترة الحمل حوالي 8 شهور ويولد الصغار عادة في بداية فصل الشتاء في جحر ثلجي تقوم ببناءه الأم . تولد أغلب جراء الدب خلال فترة السبات الشتوي للأم وعادة ما تلد الانثى جروين في الولادة الواحدة ويتراوح عدد المواليد عادة بين مولود واحد وأربعة مواليد.
* تولد الجراء صغيرة جداً حيث يزن الواحد منها بين ربع ونصف كيلوغرام فقط، كما تولد الجراء مغلقة العينين وبلا فراء ثم تفتحهما بعد شهرين الولادة وعندها يبدأ الفراء الكثيف والناعم يكسو جسم الصغير . يبلغ طول الجرو عند الولادة 30 سم ويبقى سنتين مع امه ويبلغ نضجه الجنسي بين السنة الثالثة والسنة الرابعة .
* ترضع الأم حليبها لصغارها لفترة تصل إلى سنتين وتبدأ الصغار بالمشي بعد حوالي شهر ونصف من الولادة وبإمكان الصغار تناول أطعمة أخرى بالإضافة إلى الحليب بحلول الشهر الرابع او الخامس.
* بعد عملية التزاوج يبقى الذكر مع الأنثى لفترة أسبوع واحد او أكثر بقليل . بإمكان ذكر الدب القطبي من القيام بعملية التزاوج مع أكثر من أنثى واحدة خلال موسم التزاوج الواحد
* عند بلوغ الصغار عمر 3 أشهر تكون الصغار مستعدة للخروج من الجحر الثلجي وتبلغ وزنها حينئذ 10 - 15 كغم وبعد عدة أسابيع من تأقلم الصغار على ضروف المحيط الخارجي تبدأ الأم مع صغارها برحلة على المياه المتجمدة لتعليم الصغار سبل الصيد
الصيديعتمد الدب القطبي بصورة رئيسية على الفقمة التي تحتاج إلى فتحات الجليد كي تتنفس ولكن الدب القطبي يأكل كل ما بإستطاعته صيده و قتله من طيور و حيتان و السرطان و القندس و السنجاب وقوارض أخرى. في بعض الأحيان يقوم الدب القطبي بصيد ثدييات قطبية تعرف بالمسكوكس وهي شبيهة بالماعز ولكن كل الحيوانات المذكورة بإستثناء الفقمة تعتبر صيدها من قبل الدب القطبي أمرا نادرا بسبب تواجد تلك الحيوانات في أجواء أكثر حرارة مما يتحمله الدب القطبي .
بسبب إعتماد الدب القطبي على صيد و تناول كميات كبيرة من الحيوانات لبحرية فإنها تلتهم كمية ضخمة من فيتامين أي المخزون في كبد تلك الحيوانات والتي يخزنها الدب القطبي بالتالي في كبده وهناك حالات لتسمم الإنسان بجرعة عالة من فيتامين أي بسبب تناوله كبد دب قطبي يعتبر الدب القطبي صيادا ماهرا حيث يختبئ بالقرب من فتحة جليدية لساعات طويلة إلى ان يظهر فقمة للتنفس بالقرب من الفتحة الجليدية وفي بعض الأحيان يتمكن الدب من التسلل إلى وكر الفقمات النائمة حيث تتوقف عن الحركة والتنفس عندما يلاحظ ان إحدي الفقمات قد فتحت عينيها وتستمر بالتقدم عند إغلاق الفقمات أعينها .
يتناول الدب القطبي الجلد و الشحم فقط من فريسته ويترك اللحم او العضلات والأعظاء وهذا يؤدي إلى تقليل نسبة مادة اليوريا بالدم الذي يرتفع مع إزدياد نسبة اللحوم والبروتينات وبالتالي يكون هناك حاجة اقل لشرب الماء وتكون كمية الطاقة المخزونة من تناول الشحوم كافية لحفظ الدب القطبي لطاقته للأيام طويلة. عادة ما يقوم الدب القطبي بإصطياد فقمة مرة كل خمسة أيام .
سلالات الدب القطبيالعديد من المصادر تشير إلى عدم وجود سلالات للدب القطبي ولكن مصادر أخرى تشير إلى وجود سلالتين من الدب القطبي وهما Ursus maritimus maritimus و Ursus maritimus marinus إستنادا إلى و . يعتقد ان عائلة الدبيّات وعائلة الراكونيات كانت من ضمن عائلة كبيرة واحدة قبل حوالي 300 مليون سنة ولكن العائلتين إنقسمتا ويعتقد ان الدب الأنديزي Andean Bear الذي يعتبر من أجداد الدب القطبي قد ظهرت في عائلة الدبيات قبل حوالي 13 مليون سنة . إستنادا إلى المتحجرات فإن الدب القطبي بشكله الحالي قد ظهر وتفرع من عائلة الدب البني قبل حوالي 200،000 سنة ويستند الباحثون على التغييرات التي طرأت على الحفريات التي تحتوي الطواحن من أسنان الدبب القطبية والتي بدأت بالإختلاف التدريجي عن أسنان الدبب الجوزية اللون منذ حوالي 10،000 - 20،000 سنة .
في مايو 2006 أثبتت اختبارات الحمض الريبي النووي منقوص الأوكسجين أن دبا أبيض قتل في كندا على فروته بقع بنية هو أول دب هجين من تزاوج دببة قطبية ودببة بنية في البراري ويعتقد العلماء ان الدب القتيل كان سليل أب بني و أم قطبية ويعتبر هذه الحادثة أول تزاوج موثق بين دب قطبي ودب بري حيث لحد تلك اللحظة لم تكن هناك وجود للدببة الهجينة من أبوين بني وقطبي إلا في حدائق الحيوان ويعود سبب ذلك إلى أنه من النادر جدا أن يلتقي هذان النوعان ولكن إرتفاع درجات الحرارة في المنطقة القطبية جعل هذا اللقاء ممكنا بسبب مغامرة الدبب القطبية بالعبور إلى مناطق الدب البني و العكس لقلة مصادر الطعام . يقترح البعض إطلاق اسم الدب البنقطبي على الهجين وآخرون اقترحوا اسم نانولاك وهو اسم يجمع بين اسمي الدب القطبي والبني عند مواطني الإنويت في كندا .