السلام عليكم ورحمة الله
أنا لست خبيراً في هذا الموضوع , ولكن عندي رأي أود طرحه والمشاركة به .
ولكن سؤالي أولاً , كيف ندرك ونحس ونشعر بالأشياء حولنا , فمثلاً لو كانت يدك مرفوعة في الهواء فإن شعورك سيكون مختلفاً عما لو كانت يدك موضوعة على طاولة ومختلفاً عنه لو كانت يدك موضوعة على بالون مملوء بالماء ....وهكذا , هل السيال العصبي المنتقل من اليد إلى الدماغ يشفر مختلف هذه المشاعر المختلفة إلى لغة الدماغ ليدركها الشخص بعد ذلك ؟ وهل أثناء وضع اليد وبقائها على الطاولة مثلاً لمدة ساعة سيبقى السيال العصبي ( المشفر ) الذي ينتقل من اليد إلى الدماغ مستمراً دون انقطاع لكي يبقى الشخص مدركاً لهذه الطاولة وشاعراً بها حتى إذا ما رفع يده أو نقلها إلى جسم آخر , سيتوقف السيال العصبي الذي كان ينقل الشعور بالطاولة ليحل محله سيال ( مشفر ) آخر ينقل الشعور بالجسم الجديد للدماغ بلغة يفهمها , مثلاُ صلب , خشن , منتشر على كافة مساحة الكف , بارد , ساكن ... كلها مشفرة بلغة يفهمها الدماغ وتبقى مستمرة في الانتقال من اليد للدماغ ؟؟؟ هل هذه السيالات العصبية والعقل وحده هو الذي يسبب لنا الشعور والإدراك ؟ ولكن الحيوانات ليس لديها عقل ولكنها تشعر وتدرك ما حولها ؟ وهل المجنون لا يدرك ما حوله ولا يشعر ؟ إذا كان الأمر كذلك واستطاع العلم تفسير أو( فك شيفرة ) الأنسان ومشاعره وكيفية إدراكه , فأين هو سر الله إذن في هذا الأنسان الذي هو كله من أعظم معجزات الله تعالى . إن ذلك لن يكون أبداً لأننا تجاهلنا اللب والجوهر والأساس الذي يسبب لنا الشعور والإدراك الذي نعرف ونشعر , إنها الروح , نعم الروح التي هي سر الله في كل كائن حي على وجه هذه الأرض , إنها الروح التي توجد في كل أنحاء الجسد وليس لأحد أن يحدد موضعها إلا واضعها . فاجتماع الروح والعقل يسبب لنا الإدراك والشعور كما نحسه وندركه نحن . أما الانتقال إلى عالم آخر وإدراكه والشعور به إنما يتطلب نقل الروح أولاً إلى ذلك العالم ولا حاجة لنقل الجسد , ومثال ذلك كما نعلم الحلم أثناء النوم فمن معتقداتنا أن النائم كالميت تخرج روحه إلى ما شاء الله بقدرته أن تخرج ثم تعود له عند استيقاظه إن شاء الله ذلك , وبالتالي كان الحلم بمثابة الانتقال إلى عالم آخر تحقق بخروج الروح وانتقالها بمشيئة الله تعالى وقدرته , وكذلك الانتقال إلى عالم وحياة أخرى بعد الممات , فالأساس الذي ينتقل إنما هو تلك الروح العجيبة . لذا أعتقد أن فكرة نقل الإنسان إلى عالم آخر لن تتحقق إلا بنقل الروح أولاً .
وإن سألت ما هي الروح ؟ وما هي الجسيمات التي تحملها ؟ وما هي سرعتها ؟ وكيف تسبب لنا الإدراك والشعور ؟ وأين توجد في الجسد ؟ وكيف يمكننا نقل المعلومات إليها وتوجيهها وإيهامها بعالم خيالى تدركه وتشعر به ؟ فكل ذلك يجيب عليه العالم الخبير تعالى بقوله : (( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )) سورة الإسراء الآية 85 . من أمر ربي : أي من علم ربي أو من إبداعه . فهو وحده الله القادر على نقلها وتوجيهها وجعلها تدرك وتشعر وتفسر ما حولها كما يشاء . فإن كان الأمر كذلك فالتفكير والبحث فيه مستحيل بل حرام . ومن أراد اختبار صحة وإعجاز القرآن , فليجرب .
ملاحظة : هذا كله اجتهاد شخصي , لا أعلم أين أصبت وأين أخطأت , ولعل كل ما أفكر به خاطئاً . من حيث أن نقل الأنسان وشعوره إلى عالم آخر لا يحتاج إلى نقل الروح , مع صعوبة اعتقادي بذلك . وكل ذلك قابل للنقاش والدحض .
هذا والله تعالى أعلم وأخبر