كثيرون يرون أن الحلقات الغريبة التي تحيط بكوكب زحل التي يقدر عددها بعدة آلاف تحجب عن أعين العلماء الكثير من أسرار هذا الكوكب الفريد. بل ان هذه الحلقات في حد ذاتها لاتزال تشكل لغزا كبيرا أمام العلماء فعلى رغم أنهم يعلمون أن قطرها يصل إلى 250 ألف ميل وسمكها يصل في بعض المواضع إلى تسعة أمثال حجم الأرض إلا أنهم لم يجزموا بعد بسبب حدوث أوتكون تلك الحلقات منذ ما يقرب من 4 بلايين سنة.
والمعروف أن كوكب زحل إلى جانب تميزه بحلقاته الغريبة هذه فإنه يشتهر أيضا بأنه يدور حوله 18 قمرا.
ومن هذه الأقمار قمر يدعى (تيتان) وهو القمر الوحيد في المجموعة الشمسية الذي له غلاف جوي وهوما أغرى كثيرا من العلماء لإجراء الكثير من الأبحاث والتجارب والدراسات عليه لمعرفة إمكانية صلاحيته للحياة فهل يصبح تيتان أحد بدائل البشر للحياة بعد الأرض؟!
السطور التالية تبحث في أسرار «الكوكب ذي الحلقات والقمر ذي الغلاف الجوي»
سر حلقات زحل هو الكوكب السيار السادس ويحاط بمجموعة حلقات يصل قطرها إلى 250 ألف ميل كما يصل سمكها في بعض المواضع إلى تسعة أمثال حجم الأرض ولم يجزم العلماء بسبب حدوث هذه الحلقات ولكنهم يعتقدون أنها تكونت منذ نشأة الكوكب من 4 بلايين سنة فعندما بدأ زحل يأخذ شكله من سحابة دوارة من الغازات والغبار لم تنجذب بعض دقائق الغبار إلى الكتلة المتكونة ربما لأنها كانت خفيفة جدا واستمرت تتدور حول الكوكب حتى يومنا هذا.
ويقول العلماء أن معظم دقائق التراب الدوارة التي كونت زحل أحيطت بالجليد لأنها بعيدة جدا عن الشمس فلا تستفيد من حرارتها وتجمعت تدريجيا مع بعضها البعض في أثناء دورانها لتكون كتلة أكبر مثلما تفعل رقائق الجليد حين تتحول إلى كرات ثلجية بتأثير الضغط وفي أثناء نشأة زحل نشأت أيضا حلقاته وظلت بعض دقائق الغبار المغلفة بالجليد بالقرب من الكواكب تحت تأثير جاذبيته واستمرت تدور حوله ورتبت نفسها في حلقات مركزية.
تيتان هو أكبر أقمار كوكب زحل الثمانية عشر وهو القمر الوحيد في المجموعة الشمسية الذي له غلاف جوي والعلماء الذين خططوا لرحلات فويجر عام 1978 استهدفوا دراسة إمكانية هذا الغلاف لدعم الحياة على هذا القمر واعتقد بعضهم أن هواءه يشبه الغلاف الجوي الذي كان موجودا على الأرض منذ بدء الحياة من 4 بلايين سنة (الأرض الأولى).
وأثبتت أبحاث ودراسات العلماء لغلاف قمر تيتان أنه خليط من غازات مختلفة ليس بينها بخار الماء وأن سطحه الذي تصل درجة حرارته إلى (5289ف) يحتفظ بالماء متجمدا ولكن غلافه الجوي غني ببعض الكيماويات التي تساعد الحياة على الأرض.
وقد يتم اكتشاف حياة في قاع بحاره حيث تكون درجة الحرارة أعلى.ويصف العلماء قمر تيتان بأنه قمر غائم ويقولون أن سطحه يختفي تحت ضباب برتقالي يبلغ سمكه بضع مئات من الأميال وقد تمكن العلماء على الرغم من ذلك من أخذ صورة له بواسطة (فويجر1) كما تمكنوا من مسح سطحه بالرادار.
ويصفه العلماء أيضا بأنه عالم برتقالي بارد حيث يقولون انه قد يحتوي تحت غلافه النيتروجين السميك على قارات من الصخور والجليد وثاني أكسيد الكربون المتجمد وسط بحار من الإيثان السائل اللزج ذي اللون البني المحمر التي تكونت من أمطار سحب الميثان وقد تظهر خلال غيومه البرتقالية أحيانا الحلقات العملاقة لزحل.
مركبات عضوية
وأثبتت دراسات وبحوث العلماء أن هواء تيتان يختلف عن هواء الأرض الأولى بالفعل ولكنه يحوي مركبات عضوية مثل الايثان والميثان والبروبان والايثيلين.
وأشارت البحوث والدراسات التي أجريت حول قمر تيتان أنهم لاحظوا شرارة في غلاف تيتان تشبه البرق في هواء الأرض الأولى المكون من الميثان والنشادر وجزئيات الهيدروجين وبدراسة هذه الشرارة وجد أنها كونت أحماضا أمينية أساسية للحياة.
والسؤال المهم الذي طرحه العلماء بعد دراسة قمر تيتان وغلافه هو: هل يمكن أن تنشأ حياة على تيتان؟.. الرد على هذا السؤال أشارت إليه إحدى التجارب الشهيرة التي أجريت عام 1953 التي أثبتت أن شرارات البرق في غلاف تيتان التي تشبه البرق في هواء الأرض منذ 4 بلايين سنة تربط جزئيات معينة لتكون أحماضا أمينية وهذه الأحماض تمثل الكتل البنائية للخلايا الحية كما أن جوتيتان وهو الأكبر برودة من جو الأرض الأولى غني ببعض الكيماويات التي تساعد الحياة على الأرض.
ورغم أن رحلة فويجر قد كشفت عن عدم وجود حياة على سطح القمر تيتان إلا أن العلماء أكدوا أن تيتان يحوي المواد اللازمة لتكوين الخلايا الحية ويأمل العلماء أن تؤدي التجارب التي تجرى على تيتان إلى التعرف على كيفية نشأة الحياة على الأرض