بسم الله الرحمن الرحيم
أالأخوة الأفاضل بعد أن تناولت في المشاركة السابقة والذي أتمنى أن نكون قد استفدنا وقد عرفنا ولو أساسيات أو معنى هذه المادة (كيمياء الحفز) ...
وسوف أستعرض اليوم معكم موضوع أخر من هذه المادة ويتمثل بدراسة العامل الحفاز ونشاطه والعوامل المؤثرة على فعاليته .
العامل الحفاز يحدد اتجاه التفاعل :ـ
نجد أن معظم التفاعلات المحفزة تكون لها طبيعة خاصة تختلف عنها بالنسبة للتفاعلات غير المحفزة ، وللتعرف على هذه الطبيعة ، نأخذ على سبيل المثال ، التحلل الحراري لثنائي ايثيل أيثر .
فقد وجد أن مركب ثنائي ايثيل إيثر ، يتحلل حرارياً في عدم وجود العامل الحفاز ، ليعطي النواتج ، ميثان ، وإيثيلين ، وأول أكسيد الكربون ، طبقاً للمعادلة التالية:
C2H5 O C2H5 CH4 + ½ CH2 = CH2 + CO
ولكن في وجود العامل الحفاز ( اليود ) فإن ثنائي إيثيل أثير يتحلل حرارياً بسرعة كبيرة ( تعادل 10.000 مرة في وجود العامل الحفاز ) حيث يعطي نواتج جديدة تختلف عن تحلله في عدم وجود العامل الحفاز . وهذا يؤكد حدوث تفاعل في ميكانيكية التفاعل ، والتي يمكن توضيحها على النحو التالي :ـ
يكون اليود مع جزيء ثنائي إيثيل إيثر مركبات وسيطة :
C2H5 OC2H5 C2H5I + HI + C2H4 O
C2H5 I + H I C2H6 + I2
C2H4 O CH4 + CO
ويمكن تمثيل التفاعل الكلي :ـ
C2H5 O C2H5 + I2 C2H6 + CH4 +CO + I2
ويلاحظ أنه في ذلك التفاعل المحفز قد تكون الإيثان ، وقد تم استرجاع العامل الحفاز مرة أخرى .
وبالمقارنة في طاقة التنشيط لكل من التفاعلات غير المحفزة ، والتفاعلات المحفزة ، وجد أنها تأخذ القيم ( 51800 ) سعر حراري / مول ، و( 17800 ) سعر حراري / مول ، وكما هو واضح بأنها أكبر بنحو ( ثلاث مرات ) في حالة التفاعلات غير المحفزة .
وفي هذه العمليات المذكورة آنفاً ، نجد أن تأثير العامل الحفاز ، يؤدي إلى اختزال طاقة التنشيط وبالتالي إلى زيادة سرعة ( تعجيل ) التفاعل .
نشاطية العامل الحفاز :ـ
تتحدد نشاطية العامل الحفاز بالتركيب الإلكتروني لذرات مادة العامل الحفاز ، وبترتيب الذرات للمتفاعلات الموجودة على سطح العامل الحفاز يعتقد أن العيوب الموجودة في الشبكة البلورية للعامل الحفاز الصلب ، وعدم انتظام التركيب البلوري تكون ما يسمى بـِ"المراكز النشطة" .
تعتمد فعالية العامل الحفاز على عدة عوامل أهمها :
1. التركيب الكيميائي للعامل الحفاز .
2. المساحة السطحية للعامل الحفاز .
3. نوعية وكمية الشقوق والمسافات الموجودة بالعامل الحفاز .
4. تركيز وطريقة توزيع العامل الحفاز عند الاستعمال .
ويمكن لسطوح بعض العوامل الحفازة أن يتغير الدور الذي تقوم به نتيجة إضافة بعض المواد ، فإذا كانت المادة المضافة في وجود العامل الحفاز تزيد وتعجل التفاعل بمعدل أكبر سميت هذه المادة " منشط الحفز " لأنها تزيد من نشاطية العامل الحفاز ، وتجعله يؤثر على معدل التفاعل بدرجة أكبر ، ويجب ملاحظة أن مادة " منشط الحفز " لا تلعب أي دور إذا أضيفت بمفردها وفي غياب العامل الحفاز فهذه المادة لا تؤثر على معدل التفاعل ، ولكنها تؤثر على فاعلية العامل الحفاز نفسه .
ففي تخليق النشادر على سبيل المثال : وجد أن إضافة كميات قليلة من البوتاسيوم أو الفاناديوم تزيد من نشاطية الحديد المستخدم كعامل حفاز ، مما يعجل التفاعل ويجعله يسير بسرعة أكبر ، مع ملاحظة أنه إذا أضيف البوتاسيوم أو الفاناديوم بمفرده ، وفي غياب العامل الحفاز ( الحديد ) لا يكون له أي دور على الإطلاق في تحفيز التفاعل .
وعلى جانب آخر ، توجد مواد إذا أضيفت إلى التفاعل المحفز فإنها تثبط ، وتبطأ هذا التفاعل ، نتيجة تأثيرها السلبي على نشاطية العامل الحفاز ، وتسمى هذه المواد
" مسممات الحفز " فقد وجد أن ( الكبريت ) مثلاً من شأنه أن يعيق عمل أكاسيد الحديد كمادة حفازة تساعد على زيادة سرعة تفاعل النيتروجين مع الهيدروجين في صناعة النشادر .
كذلك وجود ( الرصاص ) في وقود السيارات يعيق عمل المادة الحافزة التي تزود بها بعض السيارات للتحكم بغازات العادم ، لذا يجب استخدام الوقود الخالي من الرصاص في السيارات المزودة بالمحفزات المقاومة للتلوث .
وكذلك فقد وجد أن كميات قليلة من ( الزرنيخ ) تقلل نشاطية وقدرة البلاتين كعامل حفاز عند تحضير ثالث أكسيد الكبريت من ثاني أكسيد الكبريت :
SO2 + O2 2SO3
حيث تتكون " زرنيخات البلاتين " التي تترسب على سطح البلاتين ، وتعمل كحاجز أو مانع يوقف النشاط الحفزي لمعدن البلاتين .
وتتميز العوامل الحفازة بنوعيتها في النشاطية ففي بعض الأحيان يمكن لمادة ما أن تحفز تخليق مجموعة من النواتج من بعض المتفاعلات بينما يمكن لمادة أخرى أن تحفز تخليق مجموعة أخرى من النواتج ، وذلك من المتفاعلات السابقة نفسها .
والمثال على ذلك :
يمكن لخليط من أول أكسيد الكربون والهيدروجين أن يتفاعلا ، لينتجا مخلوطاً من الهيدروكربونات أحدهما هو الميثان ( CH4 ) عند استخدام النيكل كعامل حفاز :ـ
CO + 3H2 CH4 + H2O
في حين يتكون الميثانول ( الحكول الميثيلي ) نتيجة اتحاد أول أكسيد الكربون ، والهيدروجين عندما يستخدم خليطاً من أكاسيد الخارصين والكروم ، طبقاً للمعادة التالية:ـ
CO + H2 CH3 OH
لمن يمر على مواضيعي ( أ.ع وس و ش ) والى كل القراء
* كل الحب والتقدير للجميع مع خالص الدعوات