المنتديات العلمية

المنتديات العلمية => منتدى علوم الأرض => الموضوع حرر بواسطة: marwan في ديسمبر 15, 2004, 05:09:08 صباحاً

العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 15, 2004, 05:09:08 صباحاً
أبو حامد الغرناطي (473-565هـ / 1080 -1170م)
أبو حامد محمد بن عبد الرحيم المازني القيسي الغرناطي الأندلسي الإقليشي القيرواني عالم الأرض والجغرافيا والرحالة عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي .
ولد أبو حامد الغرناطي بغرناطة عام 473 هـ / 1080 م ، وعاش في مدينة إقليش وتلقي العلم على شيوخها ، ثم رحل إلي المشرق وكان ذلك عام 508 هـ / 1115 م ، فرحل إلي الإسكندرية ثم القاهرة وهناك درس على شيوخ جامعة الأزهر ثم عاد إلى وطنه وكانت تلك رحلته الأولى التي تلتها رحلات أخرى كثيرة سجلها بعناية في كتبه. وجمع بعض المال ، وفي عام 511هـ / 1117 م قام برحلة ثانية إلى جزيرة سردينين وصقلية ثم إلى الإسكندرية مرة أخرى والقاهرة ثم استأنف رحلته شرقا .
وتذكر الموسوعات أنه قد استقر في بغداد أربع سنوات وكان ذلك في عام 516هـ / 1122 م وحضر هناك دروس المحدث الكبير أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وكذلك أبي صادق مرشد بن يحيي المديني ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي . وكان الغرناطي في بغداد تحت رعاية الوزير الأديب الفقيه يحيي بن هبيرة الذي أكرمه وأمده بالمال، فألف الغرناطي لمكتبة هذا الوزير كتاب : المغرب عن بعض عجائب المغرب ، ثم انتقل راحلا عبر البلاد التي في شرقي بغداد فزار أبهر في إيران عام 524هـ / 1130 م ، ثم انتقل وعبر بحر قزوين شمالي إيران ووصل سخسين على نهر الفولجا الأوسط عام 525هـ / 1131 م . وفي عام 530هـ / 961 م ذهب إلى بلاد الفولجا الأدنى . وبعد خمسة عشر عاما ذهب إلى باشغرد في بلاد المجر في عام 545هـ / 1150 م ثم تركها عام 553هـ /964 م عائدا إلى سخسين ، وذهب إلى خوارزم ثم قصد مكة المكرمة قاصدا أداء فريضة الحج 555هـ /966 م ثم عاد إلى بغداد مرة أخرى و ذكرت الموسوعات أنه كان في الموصل عام 557هـ /1162 م وتوجه منها إلى حلب ثم دمشق حيث توفي هناك عام 565هـ / 1170 م وقد تجاوز السبعين من عمره .
ومؤلفات أبي حامد الغرناطي تنتمي إلى المصنفات الكوزموغرافية وتعني الجغرافيا بأوسع معانيها أي الكتابة عن الكون من وجهة نظر جغرافية ، فقد كان أبو حامد الغرناطي يهتم بذكر المعلومات والملاحظات التي رآها أثناء رحلاته عن الأقطار التي يتحدث عنها، بل إنه يصف البلدان وصفا دقيقا ذاكرا حدودها وسكانها وكافة المعلومات عنها، وكذلك العجائب والأساطير الخاصة بتلك الأقطار .

ومما يروى في كتبه مقابلاته مع الناس الذين رأوا فنار الإسكندرية في صورته التامة وما يحكى عنها من أساطير .  


وقد حفلت كتابات أبي حامد الغرناطي بمعلومات دقيقة عن جهات شرقي ووسط قارة أوربا ولاسيما بلاد المجر ولعل من أهم الجغرافيين المسلمين الذين تحدثوا عن شعوب حوض الفولجا الأدنى ومنطقة بحر الخزر قارة آسيا كان أبا حامد الغرناطي. وقد اهتم العلماء الروس خاصة برحلة أبي حامد الغرناطي إلى بلاد الفولجا الأوسط والأدنى، وكذلك حديثه عن شعوب القوقاذ ومازال كتابه : تحفة الألباب ونخبة الإعجاب الذي ألفه بالموصل عام 557هـ / 1162 م يظفر باهتمام المستشرقين، وبخاصة مستشرقو روسيا لما فيه من معلومات دقيقة وعجائب عن تلك المناطق .
ومن مؤلفاته الأخرى: كتاب نخبة الأذهان في عجائب البلدان ، وكتاب عجائب المخلوقات وكتاب تحفة الكبار فى أسفار البحار .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 15, 2004, 05:18:52 صباحاً
ابن الأكفاني (000-749هـ /000 -1348م)
محمد بن إبراهيم المصري بن ساعد الأنصاري شمس الدين أبو عبد الله السنجاري، طبيب، وعالم جواهر، اشتهر في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي ولد في بلدة سنجار بالعراق وإليها نسب. كان أبوه يمتهن حرفة صناعة الأكفان فعرف بابن الأكفاني. طلب العلم فتفوق في عدة فنون وأتقن الرياضيات والحكمة، فكان إماما في الفلك والهندسة والحساب. كما كان من أفضل علماء عصره وأعلمهم بدراسة العقاقير الطبية وأنجحهم في مداواة الناس، ومستحضرا للتواريخ والأخبار، وحافظا للأشعار، وله في فنون الآداب تصانيف كثيرة.
انتقل ابن الأكفاني إلى مصر لدراسة الطب في فترة ازدهرت فيها الحياة الاقتصادية في عهد السلطان الناصر محمد الذي صار يتجمع لمناصرته أمراء المماليك المصريين، بعد فترة فتن ودسائس عانت فيها البلاد الفوضى والفساد، مع انخفاض فيضان النيل الذي تلفت بسببه الزراعة، وقلت المحاصيل، ونفق الكثير من الماشية والدواب، وارتفعت الأسعار. فلما تولى السلطان الناصر محمد الحكم واستقر له واحدا وثلاثين عاما قضاها في إصلاح أحوال البلاد، والنهوض بها أنشأ القناطر، وشق الترع الجديدة لزيادة الرقعة الزراعية، وأشرف على بناء الجسور لحماية البلاد من الفيضانات، وأوقف الأوقاف للمساجد و البيمارستانات .
وقد غذى هذه النهضة الحضارية العلماء والشيوخ الذين استطاعوا الهرب من العراق ومن المشرق الإسلامي فرارا من بطش المغول وعسفهم، كما لجأ إلى مصر والشام كذلك أفاضل العلماء الذين هاجروا من المغرب الإسلامي فرارا من بطش الفرنجة في الأندلس، ومن عدم الاستقرار في بلاد المغرب العربي وشمال أفريقية. وقد نزل هؤلاء جميعا على مصر والشام، حيث أكرموا ورتبت لهم الأرزاق التي تكفل لهم عيشة كريمة نظير قيامهم بالتدريس وبوظائف القضاء.
هاجر ابن الأكفاني من العراق مع جموع العلماء النازحين إلى مصر والشام، فاستقر به الحال في القاهرة ، حيث أكرموا. ولما كان له ما يؤهله كطبيب ويملك من الصفات الكثيرة بين نظرائه فقد أسند إليه رئاسة البيمارستان المنصوري . ومنذ توليه المنصب عرف عنه أنه شديد النظر لا يدخل شيء في البيمارستان إلا بعد عرضه عليه، فإن أجازه اشتراه الناظر، وإن ل م يجزه لم يشتره البتة. وهذا اطلاع كبير وخبرة تامة لأن البيمارستان يحتاج لكل شيء يدخل في الطب بالإضافة إلى معرفة الأصناف من الجرار والقماش والآلات وأنواع العقاقير. وقد كان الأطباء يحضرون إليه فيذكرون ما وقع لهم من الخلل في أثناء عملهم فيرشدهم إلى الصواب ويدلهم على إصلاح ذلك الفساد.
ولقد اشتهر ابن الأكفاني بطرقه المتميزة في علاج المرضى، فكان يستجهل أطباء عصره ويستبعد معالجتهم، ويستبعد كريه صفاتهم. فيقول: "أنا أعالج بما لم يستكره لهذه الأدوية التي يصفها الأطباء. وأعطي القدر اليسير مما يستطاب فيقوم مقام الكثير مما يعطونه مما لا يستطاب، ويكون ما أعطيته من نوع الغذاء وهو يقوم مقام الدواء".

حكى القاضي ضياء الدين يوسف بن الخطيب فقال: احتجت إلى استفراغ فعرضت ما بي على الأطباء واستوصفتهم فقالوا: هذا يحتاج إلى خمسة أيام تتقدم قبل استعماله دواء. وشرعوا في وصف دواء يشتمل على عقاقير كثيرة كريهة، فلم أجد لي قابلية على ما قالوه، فقلت لابن الأكفاني فقال: يحصل القصد، ثم أتاني ببرنية (إناء) فيها شراب حماض وقال: كلما أردت قيام مجلس ألعق من هذا الشراب لعقة، قال: ولعقت منه تسع لعقات فقمت تسعة مجالس، وزال ما كنت أشكوه، ثم كنت في كل حين ألعق من ذلك الشراب وكلما لعقت لعقة قمت مجلسا لا يخالف عدد اللعقات. ولم يخرم معي هذا.  


عرف ابن الأكفاني بما له من ذهن فكان متوقد الذكاء له سرعة ما لها روية، وذاكرة قوية، فكان يقرأ عليه قطعة من كتاب إقليدس في الهندسة، فيحلها بلا كلفة، كأنما هو ممثل بين عينيه، ويسرد باقي الكلام سردا، ثم يضع الشكل في حروفه على الرمل في التخت، وكان يحل علوم نصير الدين الطوسي بأجل عبارة. أما في الطب فكان إمام عصره، وغالب طبه بخواص ومفردات يأتي بها وما يعرفها أحد، وأما الأدب فهو فريد فيه، يفهم نكته ويذوق غوامضه، حتى عرف بمتعة حديثه، وفكاهة محاضراته. وكان يحفظ من الشعر شيئا كثيرا إلى الغاية، من شعر العرب والمولدين والمحدثين والمتأخرين، ويعرف العروض والبديع جيدا. كما كان كثير الاطلاع على أحوال الناس وتراجمهم ووقائعهم ممن تقدمه وممن عاصره. وكان يأتي بأحدث الأخبار دائما وأحوال البلاد بما لم يطلع عليه الديوان.
ولقد اتصف ابن ا لأكفاني بجوار علمه بتجمله في بيته وملبسه ومركبه. فكان يرتدي البزة الفاخرة والخيل المسومة. وما زال ابن الأكفاني يعيش في رغد من العيش حتى كانت وفاته في الطاعون الذي حل بالعالم الإسلامي عام 749هـ / 1248 م.
ترك ابن الأكفاني عددا من المؤلفات في معارف شتى من أهمها: كتاب إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد وهو موسوعة علمية مختصرة ، وكتاب الدر النظيم في أحوال العلوم والتعليم ، وكتاب نخب الذخائر في معرفة الجواهر ، وكتاب اللباب في الحساب . ومن مؤلفاته في الطب: كتاب غنية اللبيب عند غيبة الطبيب ، وكتاب كشف الرين في أمراض العين ، وكتاب روضة الألباء في أخبار الأطباء ، وكتاب نهاية القصد في صناعة الفصد .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 15, 2004, 05:19:48 صباحاً
ابن الوردي (691 - 749هـ / 1291 - 1348م)
عمر بن المظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس ابن الوردي الكندي . كنيته زين الدين ولقبه أبو حفص طبيب وعالم أرض وجغرافي وباحث في علم النبات و مؤرخ . شاعر عاش في أواخر القرن السابع الهجري وأوائل القرن الثامن الهجري / أواخر القرن الثالث عشر الميلادي وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي .
ولد ابن الوردي بمعرة النعمان وهي مدينة على الطريق بين حماة جنوبا و حلب شمالا عام 691هـ / 1291 م، وقد سافر إلى حماة وتلقى العلم هناك على أيدي هبة الله بن البارزي وتعلم علم الطب والنبات هناك ودرس كتاب الدينوري ، وكان شاعرا جيد الفطرة يعشق ارتجال الشعر، وسافر إلى حلب وتولى القضاء فيها ولم تذكر كتب تاريخ العلوم أو الموسوعات الكثير عن حياة ابن الوردي وتوفي هناك عام 749هـ / 1348 م .
وقد تنوعت اهتمامات ابن الوردي ما بين التاريخ والطب وعلم النبات والجغرافيا فكان له كتاب في التاريخ بعنوان : تتمة المختصر أو تاريخ ابن الوردي وهو ذيل على تاريخ أبى الفداء ، وله رسالة في الطب ، ولعل أشهر ما تميز به ابن الوردي أنه كان عالما من علماء الزراعة فكتب كتابا بعنوان : منافع النبات والثمار والبقول والفواكه وقد صنف في هذا الكتاب تلك الأنواع تصنيفا دقيقا ذاكرا فيه أقسام النباتات والثمار والبقول والفواكه بأسمائها وصفاتها وفوائدها المختلفة ومواقيت زراعتها ومحصولها وكيفية الحفاظ عليها وجنيها، فكان من أهم الكتب العربية في علم الزراعة ومن كتبه الهامة الأخرى ولعل أهمها كتاب : خريدة العجائب وفريدة الغرائب ،وقد صنف هذا الكتاب في حلب وبحث فيه عن أنواع النباتات وخاصة نباتات المغرب الأقصى ومنها قصب السكر وبحث كذلك المعادن والحيوان والبلدان فكان كتابا جامعا بين الجغرافيا الطبيعية وعلم الزراعة ، ومن كتبه الأخرى التي تناول فيها قارة إفريقيا وبلاد العرب والشام كتابه فرائض وفوائد وزود هذا الكتاب بخريطة لسائر هذه الأراضي ، ويعتبر المستشرقون ابن الوردي من أهم علماء الزراعة العرب إذ أنه اهتم برصد النباتات وأصنافها رصدا جغرافيا وزراعيا دقيقا .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 15, 2004, 05:20:23 صباحاً
ابن بطوطة (703-779هـ / 1304 -1377م)

 صورة من رحلة ابن طوطة  

محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله اللواتي الطنجي، ويعرف بابن بطوطة الجغرافي الرحالة الفقيه. عاش في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي.
ولد ابن بطوطة بمدينة طنجة عام 703 هـ /1304 م وبها حفظ القرآن الكريم ودرس علوم اللغة وعلم الفرائض (المواريث)، وصار مرشحا لأن يكون قاضيا ولصغر سنه آنذاك آثر ابن بطوطة أن يبدأ حياته بالذهاب إلى مكة المكرمة للحج ولم يكن له من العمر سوى اثنين وعشرين عاما. فغادر طنجة عام 725هـ /1324 م وكانت تلك رحلته الأولى عاد بعدها إلى مدينة فاس عام 750هـ /1349 م، وكان قد بلغ من العمر سبعا وأربعين سنة. ثم شده الحنين للأسفار ورؤية أقطار العالم الإسلامي فقام برحلته الثانية من مدينة فاس إلى بلاد الأندلس وعاد منها إلى المغرب عام 753هـ /1352 م. ولم يلبث أن غادر المغرب إلى بلاد السودان الغربي في رحلة ثالثة وبعد زيارته للساحل الإفريقي الغربي ووسط قارة أفريقيا عاد إلى المغرب عام 775هـ /1354 م. ولم يغادر ابن بطوطة المغرب مرة أخرى.

 خريطة لرحلة ابن بطوطة  

وفي المغرب راح ابن بطوطة يروي للناس في مسجد فاس أطرافا من أخبار رحلاته الثلاث حتى فتن الناس به وعندئذ دعاه السلطان أبو عنان المريني إليه وقربه منه وطلب منه أن يملي قصة رحلاته بتمامها على وزيره الشاعر محمد بن جُزَيّ الكلبي فأملاها عليه وصاغها ابن جُزَيّ بأسلوبه في كتاب بعنوان: تحفة النظار في عجائب الأمصار وهو الكتاب الذي اشتهر بعنوان: رحلة ابن بطوطة .
وقد كشف ابن بطوطة في رحلته الكثير من المعلومات عن شخصيته وعن مودته لرجال الدين عامة وللفقراء في أنحاء الدنيا.
وكانت رحلة ابن بطوطة من أوسع الرحلات العربية التي تناولت العالم الإسلامي شرقا وغربا ومرورا بقارة إفريقيا و قارة آسيا التي كشف فيهما عن الكثير من المعلومات الجغرافية والتاريخية عن مناطق في هاتين القارتين كانت تسود عنها الخرافات والأساطير فكشف عن العادات الخاصة والتقاليد لأصحاب تلك المناطق وقد تحرى فيها عن صدق ودقة المعلومات فلم يسجل إلا ما رآه بالفعل، وكان يبحث وينقب عما يختلف فيه من أخبار، وقد أكد الدارسون لهذه الرحلة دقة ما رواه ابن بطوطة من معلومات بالمراجعة لكل ما ذكره عن بلاد وأقطار الدنيا في زمانه بقارتي آسيا وأفريقيا، ولم ينس ابن بطوطة تسجيل المعالم الأثرية الهامة بتلك البلاد وما حكي عنها من حكايات.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 15, 2004, 05:22:45 صباحاً
ابن جبير (540-614هـ / 1145 -1217م)
محمد بن أحمد بن جبير وكنيته أبو الحسن ولقبه الكناني الشاطبي البلنسي ويعرف بابن جبير الجغرافي الرحالة الأديب ناثر وشاعر. عاش في القرنين السادس والسابع الهجريين / الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين.
ولد ابن جبير بمدينة بلنسية بالأندلس عام 540هـ /1145 م، وينحدر من أسرة عربية عريقة سكنت الأندلس عام 123هـ /740 م قادمة من المشرق مع القائد المشهور بَلْج بن بشر بن عياض، وكان اسم جبير من الأسماء المحببة إلى أسرته فقد حمله الكثيرون قبله من رجال أسرته ولذلك شهر به. وكان والده يعمل موظفا بمدينة شاطبة فأتم ابن جبير دراسته بعد أن أتم حفظه للقرآن الكريم بمدينة بلنسية على يد أبي الحسن بن أبي العيش، وفي شاطبة درس ابن جبير علوم الدين على يد أبيه وشغف بها لكن ميوله برزت أيضا في علم الحساب، وفي العلوم اللغوية والأدبية وخاصة في الشعر فقد كان فيه موهوبا. ويسرت له هذه الميول النجاح في الأوساط الرسمية لدولة الموحدين بالأندلس فشغل منصب كتاب وكاتم السر لحاكم غرناطة أبي سعيد عثمان بن عبد المؤمن، ولم يلبث ابن جبير أن كسب في الأندلس شهرة عريضة ككاتب وشاعر تروى له وتغنى قصائد متفرقة.
وحين بلغ ابن جبير الأربعين من عمره عزم على القيام بالحج وكانت تلك رحلته الأولى، فاستأذن حاكم غرناطة وغادر مدينة غرناطة مع صديقه أحمد بن حسان. وقد حرص ابن جبير في رحلته للأراضي الحجازية على تقييد يوميات رحلته منذ اليوم الأول لركوبه متن البحر من مدينة سبتة على ظهر سفينة رومية كانت في طريقها إلى مدينة الإسكندرية كما حرص على تسجيل خط سير الرحلة وأحداثها البرية والبحرية ومشاهداته الجغرافية وما يصل إليه من معلومات تاريخية عن المدن والجزر والطرق البرية والبحرية والمواني التي ينزل بها أو يركب منها ويذكر لذلك تواريخ محددة لأيام رحلته مما أفاض على رحلته صفات علمية دقيقة، واستغرقت تلك الرحلة عامين.
وكانت رحلته الثانية إلى الأراضي الحجازية أيضا عام 585هـ /1189 م حين بلغه نبأ فتح صلاح الدين لبيت المقدس، وقد استمرت رحلته الثانية مدة عامين ثم قام ابن جبير برحلة ثالثة وأخيرة إلى المشرق بدأها عام 601هـ /1204 م، وكان حزينا لوفاة زوجته وقد نظم فيها ديوانا من الشعر وكان قد بلغ آنذاك الثالثة والسبعين من عمره،وقد أمضى ابن جبير أكثر من عشرة أعوام في هذه الرحلة تنقل فيها بين مكة الم كرمة و القدس و القاهرة والإسكندرية مشتغلا في هذه المدائن بالتدريس والأدب ومراجعة ما كتبه من أخبار رحلته الأولى مدققا فيها وباحثا ومراجعا وظل يراجعها ويضيف إليها إلى أن توفي بمدينة الإسكندرية عام 514هـ /1217 م. فكانت رحلته بعنوان: تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار ، وقد اشتهرت رحلته باسم: رحلة ابن جبير وهي حصاد رحلاته الثلاثة، ومن أدق ما كتب عن المنطقة الشرقية في ذلك الزمان.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: الأحيائي الصغير في ديسمبر 15, 2004, 08:54:56 مساءاً
الله يعطيك العافية أخي العزيز "" مروان ""

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب

 :)
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 16, 2004, 07:17:09 مساءاً
السلام عليكم

شكرا لك اخي العزيز

ابن حوقل (000-367هـ / 000 -978م)

 خريطة وسط آسيا وما وراء النهر لابن حوقل  

أبو القاسم محمد بن حوقل النصيبيني الحوقلي البغدادي. عالم جغرافي ورحالة اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في بلدة نصيبين الواقعة في منطقة الجزيرة (فيما بين النهرين دجلة والفرات في الجزء الواقع في الأراضي التركية حاليا إلى الشرق من ماردين). فدرس العلوم الأساسية ولكن ولعه بكثرة السفر قد طغى عليه فعمل بالتجارة.
بدأ ابن حوقل جولاته في العالم الإسلامي عام 331هـ / 943 م فجابه من مشارقه إلى مغاربه، ومن شماله إلى جنوبه. كان ابن حوقل يسعى وراء أسفاره إلى تحقيق غرض مزدوج. فقد كان من جهة يريد توسيع مداركه ومعرفته في البلاد، ومن جهة أخرى كان يعمل على تدبير أموره المالية من خلال التجارة. وعند وصوله إلى بغداد عام 340هـ / 952 م التقى ابن حوقل الإصطخري الذي رافقه في السفر. وكان ابن حوقل ملما بما كتبه الجغرافيون السابقون له ودرسه دراسة جيدة، وكان يرتحل ومعه نسخ من أعمالهم. وقد عرض ابن حوقل ملاحظاته عن كتاب الإصطخري عليه فأعجب به، وكلّفه بتنقيحه.
وافق ابن حوقل على المهمة التي كلّفه بها صديقه، وبدأ رحلته التي استغرقت (28) عاما طاف خلالها بلاد البربر في شمال إفريقيا والأندلس الإسلامية وجزيرة صقلية والعراق وفارس. وجاءت معلوماته عن هذه المناطق في غاية الدقة عما أورده الإصطخري. فلقد أورد ابن حوقل وصفا كاملا للمدن الكبرى والحياة بها والخراج فيها وأنهارها وبحارها والمسافات بين هذه المدن وطرق القوافل التجارية الكبرى وآثارها. كما ضمن الحدود السياسية لكل إقليم وخريطته التي وضع عليها التضاريس والجبال والصحاري والسهول، وكان يقيس المسافة بالشهور.
وكان ابن حوقل يقيم عدد السكان بكل إقليم عن طريق حصر عدد المصلين بالكنائس والمساجد بكل مدينة كان يحل بها. وانفرد عن غيره من الجغرافيين بأنه كان يرسم خرائطه دون تقليده لغيره أو اتباع أسلوبهم واستغل في رسم هذه الخرائط خبراته ومشاهداته في رحلاته.
ولقد نقح ابن حوقل المعلومات التي ذكرها الإصطخري في كتابه. وعلى الرغم من محافظته على الشكل والتبويب الأصلي للكتاب، فقد طرأت عليه تحسينات مهمة. وكان تعديل ابن حوقل يتناول خصوصا الفصول التي ك رّسها الإصطخري لمصر والمغرب والأندلس وصقلية والعراق وبلاد ما وراء النهرين.
سجل ابن حوقل جميع ملاحظاته في كتاب صورة الأرض ، ويعرف بعنوان المسالك والممالك وقد أهدى منه نسخة إلى سيف الدولة الحمداني عند مروره بحلب . ولقد استفاد من أعمال ابن حوقل عدد كبير من الجغرافيين كالشريف الإدريسي ، وابن خرداذبة، واليعقوبي، وقدامة، والمسعودي ، والدمشقي، وأبو الفدا، وابن ماجد .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 16, 2004, 07:17:35 مساءاً
ابن رُسْتَة (القرن 3 هـ / 10 م)
أحمد بن عمر وكنيته "أبو علي" والمعروف بابن رستة ، فلكي وعالم أرض عاش في القرن الثالث الهجري / العاشر الهجري، لم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاد دقيق أو تاريخ وفاة له، والحق أن المعلومات عن حياة العالم ابن رستة تكاد أن تكون مجهولة، ولكنه من المعروف عنه أنه عاش في أصفهان ، وأنه حج إلى مكة المكرمة عام 290هـ / 902 م .
وقد اطلع ابن رستة على كتب التراث العربي في الفلك وعلوم الأرض، وتأثر في مؤلفاته الجغرافية والفلكية بابن خرداذبه، وأبي معشر الفلكي، و يعد من أهم أساتذة العالم القزويني ، ويعتبر ابن رستة من أوائل علماء الفلك الذين اهتموا بأبعاد القمر والنجوم السيارة عن الأرض. ومن بين الكواكب التي اهتم بدراستها ابن رستة كوكب زحل ، وكوكب الزهرة مقدرا أبعاد كوكب الزهرة عن مركز الأرض في الحضيض والبعد الأوسط و الأوج واقترب كثيرا من التقدير الحديث في استخراج البعد في الأوج أكثر من البعد في الحضيض، وكان ذلك في كتابه: كتاب في القول في الأجرام والأبعاد .
وقد اهتم ابن رستة بالجغرافيا الطبيعية، وكان ذلك في موسوعته الجغرافية الفلكية: الأعلاق النفيسة التي تحدث فيها عن البلدان التي رحل إليها فاهتم اهتماما خاصا بدراسة المناخ وسماته والمعالم الجغرافية الهامة مثل الأنهار ، وظاهرة المد والجزر ، واهتم كذلك بدراسة الجغرافيا الفلكية التي تعتمد على دراسة الأبعاد، ودرس كذلك صورة الأرض وكرويتها وهيئتها ومركزها وحجمها، ووصف أقاليمها فقد كان ينتمي إلى المدرسة الإقليمية في علم الجغرافيا العربية، فكان بذلك من أوائل العلماء العرب الذين أثروا في أوربا بإنجازاتهم في الربط بين الجغرافيا وحسابات الفلك.
ويعد مصنفه الأعلاق النفيسة من المصنفات الأولى في علم الجغرافيا التي اهتم بها المستشرقون الغربيون، إذ أن ابن رستة كان دقيقا في ملاحظاته دائم الاختبار لها معتمدا على المشاهدة والحساب الدقيق، ويرجح أنه قد ألف هذا المصنف عام 310 هـ /923 م ، وكان ابن رستة حذرا في كتابته وبخاصة في آرائه الفلكية وذلك لخوفه الشديد وحرصه على ألا يعتمد على التنجيم في دراسته العلمية فقد كان يرفضه.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 16, 2004, 07:18:07 مساءاً
ابن سعيد المغربي (610-685هـ / 1214 -1286م)
نور الدين أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك بن سعيد، عالم جغرافي ورحالة اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولد في قلعة يحصب من أعمال غرناطة . وكانت هذه القلعة التي ظلت ردحا من الزمن مقرا لإمارة بني سعيد تحمل أيضا اسم قلعة بني سعيد.
كان عبد الملك جد علي معروفا بولعه بالآداب وفنون الشعر، وكان إلى جانب ذلك فارسا مغوارا ذاع اسمه وارتفعت شهرته في أكثر من موقعة من المواقع الفاصلة التي اشتبكت فيها جيوش الموحدين والمرابطين. وقد ظل عبد الملك مواليا للمرابطين حتى ثارت عليهم الأندلس في سنة 569هـ / 1174 م، حين التجأ إلى قلعته فتحصن بها وقتا من الزمان، ثم انضم إلى عبد المؤمن صاحب دولة الموحدين حينما استتب له الأمر. وبقي عبد الملك عاملا على القلعة حتى توفي. وأما ابنه موسى فقد ظل على طاعة الموحدين حتى ثار عليهم المتوكل بن هود ورفع لواء العباسيين فانضم إليه موسى فولاه أعمال الجزيرة الخضراء. ولما قتل ابن هود في سنة 635هـ / 1238 م وتشتتت جيوشه، لم يؤثر هذا الحادث على موسى الذي كان قد دعم مركزه السياسي وأصبحت إمارته تتمتع بشيء من الاستقلال الذاتي.
كان موسى رجلا تقيا عالما لا يكاد يفرغ من تصريف شئون إمارته حتى ينطلق إلى مكتبة قصره التي كانت تزخر بالكتب القيمة فيعكف على الدرس والكتابة. وقد ذكر ابنه علي شغف أبيه بالعلم ومواظبته على الدرس.

ذكر ابن سعيد في ذكر شغف والده بالعلم فقال: "ومما شاهدت من عجائبه أنه عاش 67 عاما ولم أره يوما يتخلى عن مطالعة كتاب أو كتابة ما يخلد له، حتى إن أيام الأعياد لا يخليها من ذلك. ولقد دخلت عليه في يوم عيد وهو في جهد عظيم من الكتب، فقلت له: يا سيدي أفي هذا اليوم لا تستريح؟ فنظر إلي كالمغضب وقال: أظنك لا تفلح أبدا. أترى الراحة في غير هذا. والله لا أحسب راحة تبلغ مبلغها. ولوددت أن الله يضاعف عمري حتى أتم كتاب المغرب على غرضي."  


وقد روى علي حادثة تظهر مدى تعلق موسى بالعلم وتدلنا بوضوح على أن شخصية العالم فيه قد تغلبت على ما يحيط بالولاة والأمراء عادة من مظاهر الأبهة والسلطان.

يقول علي في ذكر شغف أبيه بالكتب "بلغه ذات يوم أن شخصا يملك كتابا يحتوي على أخبار وشعر وشعراء دولة بني عبد المؤمن فأرسل إليه برغبته في استعارة الكتاب. ولكن الرجل أجاب بأن عليه يمينا أن لا يخرج الكتاب من بيته، إنه إن أراد -أي موسى- مطالعته فما عليه إلا أن يقصد إلا بيته. قال علي: فلما سمع والدي بذلك ضحك وقال: سر معي فقلت له ومن يكون هذا حتى نمشي إليه على هذه الصورة؟ فقال لي: إني لا أمشي إليه ولكن أمشي إلى الفضلاء الذين تضمنت الكراريس أشعارهم وأخبارهم. أتراهم لو كانوا أحياء مجتمعين في موضع أنفت أن أمشي إليهم؟ قلت لا. قال فإن الأثر يغني عن العين فمشينا إلى منزل الرجل."  


وأما علي الذي شهد النور لأول مرة في هذا المحيط الذي يمتزج فيه نفوذ السلطان بجلال العلم، فقد كان والده حريصا على أن يتيح له تربية وثقافة ممتازة تتفق مع التقاليد السائدة في عائلته. وكانت إشبيلية عاصمة الأندلس الأدبية والسياسية في ذلك الوقت أفضل مكان لتحقيق هذه الغاية. وهكذا أرسل علي بن سعيد إلى إشبيلية حيث قضى ردحا من شبابه يتلقى العلم على رجال من أعلام اللغة والأدب مثل ابن علي الشلوبين والأعلم البطليوسي وابن عصفور وغيرهم.
ولما عاد ابن سعيد إلى مسقط رأسه ضم جهوده إلى جهود والده واشترك الاثنان في إتمام كتاب المغرب في حلي المغرب الذي كان جده عبد الملك قد شرع في تأليفه. وكان موسى يثق في مقدرة ابنه وكفاءته وهو في هذه السن ثقة كبيرة. وذلك لأنه إلى جانب إشراكه في هذا العمل الأدبي الذي كان موسى يعتز به كثيرا، فقد عينه خليفة له بل وسلم إليه مقاليد الأمور في الإمارة بالفعل وقتا من الزمن.
وفي عام 638هـ / 1241 م قرر موسى السفر برفقة ابنه إلى المشرق لأداء فريضة الحج. وفي ربيع الأول من السنة التالية وصلا إلى الإسكندرية حيث استقر موسى فيها بينما واصل علي رحلته، مزودا بنصائح والده، في اتجاه القاهرة . وهناك اتخذ لنفسه مقرا في مصر القديمة.
وفي القاهرة استقبل علي في الأوساط الأدبية والعلمية بالحفاوة والترحيب. ثم أنه لم يلبث أن أحاط نفسه بنخبة من الأصدقاء من خير من كانت مصر تعتز بهم في ذلك الوقت من الشعراء. وكان علي يتردد على منزل قاضي القضاة أبي المكارم محمد ابن عين الدولة واختلط بالفقيه قطب الدين أبي بكر محمد بن أحمد القسطلان، كما اصطفى لرفقته من الشعراء ناصر الدين الحسن بن شاور، وناصر بن ناهض الحصري الل خمي، وابن مطروح والبهاء زهير، وجمال الدين أبو الحسين الجزار. وكانت تربطه بالأخير صلات من الصداقة الوطيدة التي طالما كانت مبعث الدفء والأنس في نفس ابن سعيد.
قضى ابن سعيد الفترة الأولى من إقامته في الفسطاط بين زيارة المكتبات والمعالم الأثرية والتردد على مجالس العلماء والأدباء. وبعد إقامة بضع سنوات في مصر توفي موسى بن سعيد. وبفقده خسر ابن سعيد آخر صلة حية بينه وبين وطنه وعالمه الخاص.
عندها قرر ابن سعيد الارتحال فسافر إلى بغداد وبلغها قبل أن تكتسحها جيوش التتر. وهناك أقام سنوات يتردد على مكتبات المدينة التي كانت تزيد عن الثلاثين مكتبة ثم رحل عنها قاصدا إلى حلب في رفقة أحد أبناء المدينة وهو المؤرخ المعروف ابن النديم.
ولما وصل ابن سعيد إلى حلب قصد إلى قصر الناصر حاملا معه قصيدة نظمها في مدحه جريا على عادة الشعراء. وحينما قدم إليه القصيدة طلب إليه الملك أن يقرأها بصوته الجميل. وكانت هذه هي المناسبة التي خلع فيها هذا الملك الجليل على ابن سعيد لقب "البلبل"! وفي قصر الناصر حيث عاش ابن سعيد عدة سنوات اختلط بكبار شعراء المملكة وعلمائها الذين كانوا يحتلون مراكز الصدارة في مجلس الملك. ومن حلب قصد ابن سعيد إلى دمشق لزيارة عاصمة الأمويين وبعد ذلك اتجه إلى البصرة وبلغ في تطوافه إلى حدود الفرس.
وفي عام 652هـ / 1254 م ذهب ابن سعيد إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ثم قفل راجعا إلى المغرب والتحق في تونس ببلاط أبي عبد الله المستنصر، حيث أقام بضع عشرة سنة. وقد كان بلاط المستنصر غاصًّا بالكتاب والشعراء والعلماء الذين كانوا قد هاجروا من الأندلس واستوطنوا تونس. وفي أخريات أيامه بتونس ضاق علي بن سعيد بالدسائس والمناورات التي كانت تحاك حوله في كل مناسبة، وبلغ به الأمر أن منعه المستنصر حتى من الخروج من مملكته حين أعرب عن رغبته في ذلك. وأخيرا تم الصلح بينهما وانطلق ابن سعيد هاربا فاتجه مرة أخرى إلى المشرق عام 666هـ / 1268 م. وفي هذه الرحلات زار ابن سعيد أرمينيا وأقام فيها ردحا من الزمن في ضيافة هولاكو إمبراطور التتر الذي كان صدى فتوحاته لا يزال يدوي في الشرق والغرب. وقد ظل ابن سعيد في ترحاله هذا حتى وافته المنية عن عم ر يناهز 75 عاما.
ترك ابن سعيد حوالي أربعمائة مصنف في التاريخ والجغرافيا والأدب. ولكن لسوء الحظ لم يصلنا منها إلا عدد قليل من العناوين وقطع من بعض الأسفار وعدد صغير من الكتب لا يزال بعيدا عن متناول الجمهور. ولكن رجالا من طبقة ابن خلدون والمقري وأبو الفدا، قد اقتبسوا من مؤلفاته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة صفحات كانت هي التي لفتت إليه أنظار العلماء في الأزمنة الحديثة.
ومن أهم مؤلفات ابن سعيد التي وصلتنا في التاريخ كتاب اختصار القدح المعلى في التاريخ المحلى ، وكتاب المغرب في حلي المغرب ، وفي الجغرافيا له كتاب بسط الأرض في الطول والعرض ، وكتاب الجغرافيا . وفي الأدب له كتاب الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة ، وكتاب المرقصات والمطربات .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: ابو يوسف في ديسمبر 16, 2004, 09:44:39 مساءاً
السلام عليكم

شكرا لك اخي العزيز مروان

:)
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 17, 2004, 01:04:11 صباحاً
السلام عليكم

الاخ أبو يوسف وطبعا الاخ الاحيائي الكبير شكرا لمروركم



ابن فضلان ( ق 4هـ / 10 م )

 خريطة تصور رحلة ابن فضلان  

أحمد بن فضلان بن العباسي بن راشد بن حماد. الجغرافي الرحالة الفقيه وقد كتب في النبات وبخاصة في البلاد التي زارها. وقد عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين. ولم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم له تاريخ ميلاد ولا وفاة ولا سيرة حياة.
وكان ابن فضلان على ثقافة دينية واسعة وأدب رفيع وأسلوب جميل، وعلى ورع وخلق وحب لنشر الإسلام وصدق في الحديث والأخبار، وعلى سنه المتقدمة وما فيه من سذاجة وبراءة فقد اختاره الخليفة العباسي الثامن عشر المقتدر بالله سفيرا له لدى ملك الصقالبة من سكان الشمال في أوربا على أطراف نهر الفولجا ولهذه السفارة التي قام بها ابن فضلان قصة.

فقد أرسل بلغار نهر الفولجا (نهر أشل عند العرب) وفدا إلى الخليفة المقتدر بالله يرأسه عبد الله بن باشتو الخزي من قبل ملك الصقالبة ، وطلب رسول هذا الملك من الخليفة المقتدر أن يرسل لملك الخزر بعثة من قبله تفقهه وشعبه في الدين، وتعرفه شرائع الإسلام وتنشئ له في عاصمته مسجدا به منبر تقيم عليه الدعوة للخليفة العباسي، وتبني له حصنا يتحصن به من ملوك الخزر المناوئين له والذين يفرضون عليه وعلى شعبه المسلم الجزية واتخذ المقتدر العدة لهذه الرحلة إلى عاصمة ملك الصقالبة، واختار رجال بعثته في هذه الرحلة سوسن الرُّسي رئيسا لها، وتُكين التركي الذي يجيد لغة الأتراك في البلاد التي ستمر بها البعثة في طريقها إلى نهر الفولجا، وبارس الصقلبي الذي يجيد لغة الصقالبة، ومعهم ابن فضلان كفقيه على خلق ذي خبرة.  


وغادر ابن فضلان بغداد عام 309 هـ /921 م ودليله هو رسول ملك الصقالبة، وصحب ابن فضلان بعثة الخليفة المقتدر من بغداد متجها شرقا ثم شمالا مارا بإقليم الجبال فهمذان فالري (قرب مدينة طهران) ونيسأبور ومرو، واتجه مع البعثة إلى نهر جيحون (آموداريا الآن) إلى أن بلغ مدينة بخارى، والتقى ابن فضلان في هذه الرحلة بالعالم الجغرافي الشهير الجيهاني وزير السامانيين، ثم تابع ابن فضلان رحلته مع البعثة في الطريق إلى خوارزم عند بحر آرال وعبر هضبة أوست أورت ثم نهر إيما (يابق عند العرب) حتى وصل إلى حوض نهر الفولجا ومدينة جانبان عاصمة ملك الصقالبة 310 هـ /922 م بعد رحلة استمرت في الذهاب أحد عشر شهرا لاقى فيها ابن فضلان ورجال البعثة مصاعب جمة وأهوالا مذهلة.
وإثر ع ودة ابن فضلان إلى بغداد بعد أن حقق مع رجال البعثة الغاية من سفرهم عكف ابن فضلان على تأليف كتاب: رسالة ابن فضلان في وصف الرحلة إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة وقد سجل ابن فضلان أحداث الرحلة ومشاهدها من بلاد وأماكن وأنهار في وصف جميل بارع يضعه في الصف الأول من الرحالة الجغرافيين الأدباء، فجمع بذلك بين فن الرحلات والجغرافيا الطبيعية. ولم يكتب ابن فضلان شيئا عن تاريخ عودته مع البعثة أو خط سير رحلة العودة، ربما لأنه عاد من نفس خط ذهاب البعثة، وربما كانت لرسالته خاتمة ضاعت مع سيرة حياة ابن فضلان نفسها. وفي هذه الرسالة قدم ابن فضلان صورة حية لعصره وللظروف السياسية في العالم الإسلامي، وللعلاقات بين بلاد الإسلام والبلاد المجاورة لها أواسط آسيا، أو الأصقاع البعيدة التي كانت تمثل أطراف العالم المتمدن في ذلك العصر مثل حوض نهر الفولجا. وتحفل رسالة ابن فضلان بمادة إثنوجرافية جميلة جزيلة الفائدة، ومتنوعة بصورة فريدة، فقد اهتم في رسالته بعدد القبائل التركية البدوية المنتشرة في فيافي آسيا الوسطى، وبعدد الشعوب التي كانت تلعب آنذاك دورا أساسيا في تاريخ أوربا الشرقية مثل شعوب البلغار والروس والخزر ،فكان ابن فضلان من أوائل الجغرافيين العرب الذين وصفوا الأماكن المجهولة جغرافيا وسكانيا في قارة آسيا .
و تحدث ابن فضلان عن النباتات التي شاهدها في البلاد التي زارها أو مر بها، وعن الدواب والمتاع والسلاح في أسلوب قصصي سلس ولغة حية مصورة وروح دعابة غير متعمدة تتمثل فيما رواه من نوادر الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وقد قدم ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ملخصا لرحلة ابن فضلان في حديثه عن مدينة مشهد وهي المدينة التي عثر بها على مخطوط رسالة ابن فضلان.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 17, 2004, 01:05:03 صباحاً
ماجد (000- حوالي 986هـ / 000 -1578م)
شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمرو السعدي النجدي الملقب بـ"أسد البحر"، عالم بحار اشتهر في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. ولد في جلفار (بلد بعمان حاليا) على الخليج العربي فعرف البحر منذ نعومة أظافره.
نشأ في أسرة ربابنة فقد كان أبوه ربانا يلقب بربان البرين (أي البر والبحر)، وكان جده هو الآخر ملاحا مشهورا. ولقد هيئت هذه الظروف لابن ماجد تولي قيادة المركب تحت رعاية أبيه وهو بعد حدث صغير لم يتجاوز سن العاشرة. وكان أبوه دائما يحثه على مراقبة عامل الدفة. ولما جاوز السابعة عشر من عمره تولى مسئولية المركب والقياس مسئولية تامة.
تحصل ابن ماجد على قسط نافع من علوم الحساب الهندي والعربي والزنجي، وحساب أهل جاوة والصين منذ أن كان حدثا يافعا، مما مكنه من مقارنة قياسات الآخرين. وكان نشاطه مرموقا على ساحل الزنج وفي جزر الهند، حتى أصبح اسم ابن ماجد فيه على لسان ربابنة المحيط الهندي والخليج العربي.
وتعود شهرة ابن ماجد الحقيقية أنه هو المرشد الذي قاد أسطول فاسكو دي جاما البرتغالي إلى الهند، بعد أن انقطع الطريق بالأميرال البرتغالي عند جزر ماليندي. وكانت سواحل المحيط الهندي وجزره معروفة جيدا لربابنة العرب بصفة عامة ولابن ماجد بصفة خاصة. وعندما التقى الأميرال البرتغالي فاسكو دي جاما مع ابن ماجد في ماليندي، حدثت بينهم مناقشات عن طريق مترجم برتغالي يجيد العربية، وقد اندهش دي جاما من سعة علم ابن ماجد بأمور البحر. وازدادت دهشة دي جاما عندما أطلع ابن ماجد على أسطرلاب خشبي كبير قطره نحو 60 سنتيمترا كان يأخذ به أرصاده وعلى بوصلة ملاحية، فلم يبد ابن ماجد أي دهشة لما رأى، بل على العكس اندهش دي جاما عندما أطلعه ابن ماجد على أسطرلاب عربي من المعدن وعلى آلالات مربعة وأخرى مثلثة من الخشب كان يأخذ بها أرصاده وكذلك على خرائط ملاحية عربية موضح عليها خطوط الطول والعرض، تختلف عن تلك الخرائط البرتغالية التي تتبع خرائط بطليموس القديمة. ولقد أدرك دي جاما ساعتها أنه أمام كنز ثمين لا يمكن التفريط فيه فاصطحب ابن ماجد معه في رحلته التي أقلعت بعد يومين تماما من مقابلتهما.
ولما وصلت البعثة إلى كلكتا أرسل دي جاما أحد أعوانه مع ابن ماجد لمقابلة رجال الجمارك ليخبرهم بمجيئه وقضى ابن ماجد مع هذا الرجل ليلته عند صديق له من مفتشي الجمارك يدعى أبا سعيد كان على صلة وثيقة به في مكان خارج كلكتا يدعى "كايوكات". ولقد أقام ابن ماجد في كلكتا بضعة أسابيع عاد بعدها إلى بلده مارا بمكة المكرمة قاصدا الحج عام 875هـ / 1498 م. وكان آنذاك شيخا قد تجاوز الستين.
ترك ابن ماجد عددا من المؤلفات كتب أغلبها بعد أن جاوز الأربعين من عمره. وأغالب هذه المؤلفات هي أرجوزات وضعها ابن ماجد على فترات مختلفة يصف فيها رحلاته، إلا أن أشهر مؤلفاته وأكثرها قيمة في علم البحار وهو كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 17, 2004, 01:05:47 صباحاً
ابن ماسويه (000-244هـ / 000 -858م )

 صفحة من كتاب محنة الأطباء  

يحيى بن ماسويه أبو زكريا الجوزي الحراني البغدادي عالم موسوعي بالطب والنبات والصيدلة، وناقل مترجم، وعالم أرض. عاش في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي.
ولد ابن ماسويه في مدينة جندسأبور، ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد له. انتقل ابن ماسويه مع أبيه الخبير بالصيدلة إلى مدينة بغداد ودرس هناك الطب والصيدلة على يد أبيه والعلماء الآخرين في بيمارستان بغداد، وأتقن اللغات السريانية واليونانية والفارسية كأنه واحد من أبنائها إلى جانب العربية، وصار من أطباء قصر الخلافة وبيمارستان بغداد. وقد خدم من الخلفاء العباسيين - كطبيب ومترجم - الرشيد والمأمون والمعتصم والمتوكل، وقلده الرشيد منصب رئيس لمترجمي الكتب القديمة في بيت الحكمة ببغداد، ثم جعله المأمون رئيسا لبيت الحكمة عام 215هـ /830 م، وفي مدينة بغداد أسس ابن ماسويه أول كلية للطب في العالم الإسلامي، وقد عاش ابن ماسويه عمره كله متنقلا بين مدينتي بغداد وسامراء.
وكان ابن ماسويه مهتما بعلم التشريح ومارسه على الحيوانات، ومن أهمها القرود التي كان يربيها في حديقة قصره ببغداد باعتبارها من الحيوانات القريبة التكوين من الإنسان. ومن كتبه في هذا العلم كتاب: تركيب خلق الإنسان وأجزائه وعدد أعضائه ، وكان يقام في قصره مجلس علم يحضره شيوخ الطب وعلماؤه يتشاورون ويتجادلون في المسائل الطبية مما أشاع جوا علميا في بغداد. ويعد ابن ماسويه أول مَن تعرف على مرض السَّبل القرني وهو من أمراض العيون، وقد أدرك طبيعته الالتهابية، ووصف صورته السريرية، وهو أقدم وصف لطبيعة هذا المرض. كما يعد ابن ماسويه أول مَن وضع كتابا عن مرض الجذام بعنوان : في الجذام .
ولابن ماسويه كتب عديدة في الطب من أهمها: معرفة الكحالين وهو أقدم كتاب طبي عربي كتب بأسلوب السؤال والجواب، وقد اختصر فيه كل أمراض العيون إلى زمانه لكي يساعد الطلاب في كلية الطب التي أنشأها عند تقدمهم للامتحان لنيل لقب طبيب عيون. وكتاب: دغل العين وهو بدوره أقدم كتاب تعليمي في العربية في طب العيون. وفي الطب النفسي ألف كتابا عن الماليخوليا وأسبابها ، وفي الطب النظري وفروعه ألف كتاب: مختصر في معرفة أجناس الطب . وله كتاب: في تركيب الأدوية المسهلة و يتناول الأدوية المسهلة وأنواعها وإصلاحها، وخواص كل دواء منها ومنفعته. وكتاب: ذكر خواص مختارة على ترتيب العلل وكتاب: جواهر الطبيب المفردة بصفاتها ومعادنها . وكتاب: ماء الشعير ، وكتاب: خواص الأغذية والبقول والفواكه واللحوم والألبان . وله في علوم الأرض، وبخاصة علم الجواهر كتاب: الجواهر وصفاتها وصفات الغواصين عليها والتجار بها ، وقد عدد في هذا الكتاب الجواهر وأنواعها، وبخاصة الماس و الياقوت .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 20, 2004, 02:52:54 صباحاً
الشريف الإدريسي (493-560هـ / 1099 -1165م)

 الإقليم الثاني الهند من كتاب أنس المهج  

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الحسني القرطبي والمعروف بالشريف الإدريسي، أحد علماء الجغرافية والنبات الذين اشتهروا في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد بثغر سبتة المغربية، وهي مدينة جميلة شمال المغرب الأقصى على مضيق جبل طارق (ومازالت تحت الاستعمار الأسباني إلى اليوم). ونسبة الشريف الإدريسي تعود إلى جده إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب. أما القرطبي فلأنه قضى معظم حياته الدراسية في قرطبة ، ويسمى أحيانا بالصقلي لأنه أمضى فترة من الزمن في صقلية.
انتقل الشريف الإدريسي إلى قرطبة بالأندلس وكانت آنذاك تابعة للمغرب الأقصى تحت حكم المرابطين. فتلقى فيها العلوم واهتم منها خاصة بالجغرافية التي أبدع فيها. ثم بدأ سياحته وهو ابن ستة عشر عاما، فتجول في بلاد شمال أفريقية وعرف مدنها وقراها، وزار بعض المدن الشاطئ الفرنسي، وبعض مدن الشاطئ الإنجليزي الواقع على المحيط الأطلنطي. ثم رحل إلى الشرق فزار مصر والشام وتجول في سائر بلاد آسيا الصغرى وهدف من وراء ذلك زيادة التحصيل والتوسع في الدراسة وكان ذلك خلال عام 510 هـ / 1116 م.
وقد امتاز الإدريسي أثناء دراسته بذكائه الخارق وتواضعه النادر، وثقافته العالية في شتى المعارف من رياضية وهندسية وجغرافية وفلكية وطبيعية وسياسية، بالإضافة إلى معرفته بالطب ومنافع الأعشاب وأماكنها وأشكالها.
وعندما ذاع صيت الإدريسي، دعاه الملك روجر الثاني حاكم صقلية النورماني الذي استولى عليها من يد المسلمين. وكانت الثقافة الإسلامية ما زالت مزدهرة في الجزيرة حيث كانت صقلية بوضعها الجغرافي المتوسط في بحر الروم مركزا للتبادل التجاري وملتقى للفكر العالمي. وتعتبر صقلية كشقيقتها الكبرى الأندلس همزة الوصل بين العالم الإسلامي والعالم النصراني في أوروبا. والجدير بالذكر أن الشريف الإدريسي كان صاحب مواهب جذابة إلى درجة أن الكثير من علماء النصارى المتعصبين اتهموا روجر الثاني ملك صقلية باعتناقه الدين الإسلامي، وذلك بسبب تقديره النادر النظير للشريف الإدريسي وإعجابه بالثقافة الإسلامية رغم انتمائه للنصرانية.
وقد لاحظ ملك صقلية روجر الثاني نبوغ الشريف الإدريسي فطلب منه أن يؤلف له كتاب شاملا يحتوي على المعلومات الضرورية في الجغرافية، فصنف الإدريسي كتابا بعنوان نزهة المشتاق في اختراق الآفاق وضع فيه كل المعلومات الجديدة التي اعتمد في جمعها على خبرته الشخصية، وعلى تقارير الرحالين الذين أوفدهم الملك روجر لهذا الغرض إلى مختلف الديار والبلدان. فجاء الكتاب متميزا في بابه كما ميزه أيضا أن الإدريسي قد رسم سبعين خريطة عن العالم تميزت بدقتها المتناهية عند مقارنتها مع أي مجموعة أخرى من الخرائط المعاصرة. ومن بين سماتها الرائعة اعتبار الإدريسي كروية الأرض في زمن ساد فيه الاعتقاد بأنها مسطحة.
اعتمد الإدريسي على المؤلفات الجغرافية المتيسرة في زمانه. فانتقد بعضها بناء على مقارنات عقدها بين المعلومات الواردة في كتب أسلافه من العلماء المسلمين، وعلق على هذه المؤلفات وشرح الكثير من النقاط الغامضة فيها. كما أضاف وصفا لرحلاته حدد فيها منابع نهر النيل والحيوانات المتواجدة في هذه المناطق ووصف المناطق المحيطة به، وميز حدود البحيرات الاستوائية التي فشل فيها علماء أوروبا. واعتنى في وصفه للبلدان بذكر الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والعادات والتقاليد والملابس والأزياء. علاوة على ذلك فقد قدم الإدريسي وصفا موجزا للأرض وتصورها على شكل كرة طول محيطها اثنان وعشرون ألفا وتسعمائة ميل وهو ما يعادل 42185 كيلو متر وهذا الرقم ليس بعيدا عن محيطها الحقيقي وهو 40068 كيلو متر. وصنع كرة فضية نقش فوقها خريطته الشهيرة للعالم المعروف آنذاك.
قام الشريف الإدريسي بأبحاث أخرى كثيرة في مختلف فروع المعرفة مثل الجيولوجيا والفيزياء. ولكن أبرز ما اهتم به سوى الجغرافية هو علم النبات، وخاصة الأعشاب الطبية. فقد درس الإدريسي تطوراتها، وقدم دراسة مقارنة بين النبات في بلاد الأندلس والمغرب ومصر والشام، وبلاد الروم، وقادته اهتماماته المكثفة في صفات الأعشاب إلى اكتشاف بعض الأدوية التي لعبت دورا عظيما في علم الصيدلة. وقد تميز منهجه العلمي في علم النبات أنه كان يذكر الأسماء المطابقة للنباتات في لغات مختلفة، كما أنه فرق بين الاصطلاحات الإغريقية واليونانية بسبب إقامته الطويلة في صقلية، حيث كانت الإغريقية لا تزال هي لغة الكلام الدراج عند بعض السكان. وقد كان الإدريسي يركز على خواص الأدوية من حيث منافعها وآثارها الضارة. كما نبه على كثير من العقاقير لم يذكرها ديسقوريدس، لأن أكثر هذه الأدوية لم تكن في بلاده. وبلغ ما أحصي من هذه المفردات حوالي (125) نباتا.
ترك الإدريسي عددا من المؤلفات منها كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (الكتاب الروجري) وهو أشهر أعماله، وكتاب أنس المهج وحدائق الفرج في علم جميع الأرض ، وكتاب الجامع لصفات أشتات النبات ، وكتاب الأدوية المفردة ، وكتاب الصيدلة ، وكتاب المسالك والممالك ، وكتاب سعادة الرجال وغبطة النفوس . هذا بالإضافة إلى مصور لأشكال الكرة الأرضية مع الشروح الوافية، وخرائط للعالم مع التعليقات عليها.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 20, 2004, 02:53:42 صباحاً
الإصطخري (000-340هـ /000 -951م)

 أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري عالم الأرض والجغرافيا الرحالة عاش في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي .



ولد الإصطخرى بمدينة إصطخر وهي مدينة برسيبوليس القديمة في فارس، ولكن الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم لم تحدد عام ميلاده وكذلك لم تذكر شيئا عن سيرة حياته إلا أنه من المعروف أنه كان رحالة زار الكثير من أقطار العالم الإسلامي . فقد زار أكثر أقطار آسيا حتى بلغ المحيط الهندي، ودخل الهند وتوفي بها عام 340هـ / 951 م، وقد تأثر الإصطخري بعالم الجغرافيا السابق عليه ابن خرداذبة صاحب كتاب المسالك والممالك وهو نفس العنوان الذي استخدمه الإصطخري في مؤلفه الجغرافي الهام ، وكذلك في كتابه الآخر : كتاب الأقاليم كما أنه اعتمد على كتاب البلخي : تقويم البلدان فماثل الإصطخري كتاب البلخي في مخططه ولكن بتوسع ومراجعة وتصحيح كثير مما جاء به ، وقد اعتمد في كتابه على الخرائط ومن أبرز تلك الخرائط خريطة بحر قزوين التي شهد المستشرقون بدقتها .

  

وقد قام الإصطخري برحلاته هذه طلبا للعلم والمعرفة في الأقاليم الإسلامية فوصفها بإطناب ، ووصف الإصطخري العالم الإسلامي من خلال تقسيمه إلي أقاليم (عشرين إقليما) وقد تحدث عن الإقليم ليس بوصفه نطاقا يضم عددا من درجات خطوط العرض ، ولكن بوصفه منطقة جغرافية واسعة ، وقد تحدث في البداية عن الربع المعمور من الأرض وأبعاده ثم البحار ، ثم بدأ بوصف جزيرة العرب والخليج العربي مع المحيط الهندي والسند والهند وأنهار سجستان ، والمغرب مع الأندلس وصقلية ، ومصر وبلاد الشام وبحر الروم والجزيرة وإيران الجنوبية والوسطي والشمالية مع أرمينيا ، وآذربيجان وبحر الخزر ومدن برطس في تخوم البحر المذكور وأعمالها وكورها وجبالها وأنهارها وعمائرها ، ويختم بحثه بوصف بلاد ما وراء النهر أي التركستان . ويذكر الإصطخري عن كل قطر كل المعلومات التي تتعلق بالحدود والمدن والمسافات وطرق المواصلات وغيرها من المعلومات الاقتصادية وكذلك السكانية . فكان الإصطخري من أوائل علماء الجغرافيا الذين جمعوا بين الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السكانية في كتبهم .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 20, 2004, 02:54:14 صباحاً
البكري (000-487هـ /000 -1094م)
عبد الله بن عبد العزيز بن محمد بن أيوب بن عمرو وكنيته أبو عبيدة والمعروف بالبكري نسبة إلى قبيلته العربية "بكر" ، ويعرف أيضا بالمرسي نسبة إلى بلدته الأندلسية "مُرْسِية". جغرافي فقيه لغوي نسابة، عاش في القرن الخامس الهجري / الثاني عشر الميلادي.
البكري أقدم جغرافي أندلسي وصلت إلينا مؤلفاته، ولد بمدينة مرْسِية بالأندلس ولم تحدد له الموسوعات أو كتب تأريخ العلوم تاريخ ميلاده، وكانت قبيلته بكر ذات شأن عظيم في غربي الأندلس بين القبائل العربية، فقد كان جده محمد بن أيوب واليا على شلطيش (مدينة في الجنوب الغربي من الأندلس) ونجح في الاستقلال بالمدينة عن الخلافة الأموية في فترة الاضطراب التي يسميها المؤرخون عهد ملوك الطوائف، ولكن ابنه عبد العزيز عجز بعد وفاته أن يثبت لهجمات المعتضد فاضطر إلى تسليم المدينة . وحمل أمواله وفر سرا هو وولده عبد الله البكري وذهبا إلى قرطبة ، وكانت قرطبة مستقلة في ذلك الوقت يحكمها طبقة من الأعيان بزعامة أسرة بني جهور.
أتم البكري دراسته في قرطبة على يد أشهر علماء قرطبة ومن بينهم أبو مروان بن حيان، ولما توفي أبوه عام456هـ /1064 م التحق بخدمة محمد بن معن أمير المرية الذي رحب به في مجلسه وجعله من صفوة خلصائه. وتابع البكري دروسه بقرطبة. وفي عام 478هـ /1085 م سافر البكري إلى إشبيلية في صحبة المتعمد بصفته سفير أمير المرية إلى مراكش ليطلب العون من يوسف بن تاشفين على نصارى قشتالة. وظل يتنقل بين مدن الأندلس والمغرب عائدا إلى قرطبة بين حين وآخر فقد كان يهوى السفر والترحال إلى أن توفي عام 487هـ /1094 م، ودفن بمقبرة أم سلمة بقرطبة، وقد نال البكري تقدير المعاصرين له عالما وأديبا فقد كان شاعرا تحفظ أشعاره، وكذلك كانت مؤلفاته في فقه اللغة والأدب تحظى بمكانة عالية وخلدت ذكراه بين الناس ومنها: كتاب في أعلام نبوة نبينا محمد . شفاء عليل العربية . الأمثال السائرات ، وهو شرح لكتاب الأمثال لابن سلام. كتاب اللآلي على كتاب الأمالي .
أما مؤلفاته الجغرافية التي ذاعت في العالم العربي فمن أهمها كتاب: المسالك والممالك ، ومن أغراضه أن يكون دليلا للمسافرين، وهو كتاب من أمهات المصنفات العربية في الجغرافيا، وقد كان الكتاب يتكون من عدة مجلدات عن مسلمي العالم الإسلامي في القرن الخامس ال هجري / الحادي عشر الميلادي، وقد نقل عنه كثير من المصنفين المتأخرين، ومع الأسف لم يصلنا من هذا الكتاب إلا أخبار شمالي افريقيا وصفحات من تاريخ الأندلس.
وكتاب المسالك والممالك ينتمي لما يمكن أن يسمى بالجغرافيا البلدانية كما يدعوها مؤرخو العلوم، وكما يتضح في هذا الكتاب فقد كان البكري مهتما بالوصف الدقيق للأقاليم التي ذكرها وهي أقاليم: الجزيرة، الشام، فلسطين، مصر، تونس، المغرب، الأندلس. وتحدث عن ممالك الهند والصين والسند والسودان، وذكر بدقة جغرافية المدن، ووصف خواص تلك المدن من حدود ومعادن وصناعات ومنتجات، والمدن المجاورة لها والأبعاد بينها، وقد اهتم اهتماما خاصا بأسماء الأقطار والمدن وما يربط بينها من طرق مواصلات وأخبار أهلها، وصفات الأرض وتضاريسها، والأقاليم السبعة والبحار و الأنهار ، والعجائب التي ترويها الشعوب. وقد تجاوز البكري في كتابه هذا الأفكار الأسطورية عن تكوين الأرض وتقسيمها ما بين معمور وغير معمور، مما جعل كتابه متميزا بين الكتب العربية للجغرافيا الوصفية للبلدان.
ومن كتب البكري الهامة الأخرى كتاب: معجم ما استعجم ، وهو كتاب يدل على اهتمام البكري بأسماء البلدان، فهو بمثابة معجم للبلدان المشكوك في أسمائها، وقد استفاد فيه من خبرته بالفن والأدب، فقد كان يرجع فيه دائما إلى نصوص الشعر القديم وما ورد في المصنفات التاريخية القديمة. وله كتاب في النبات بعنوان: أعيان النبات والأشجار الأندلسية ، وهو كتاب مبني على ملاحظات البكري ومراقبته للنبات في الأندلس. وقد استفاد منه ابن البيطار .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 20, 2004, 02:54:53 صباحاً
البيروني (362-440هـ / 973 -1048م)

 رسالة في صنعة الأسطرلاب  

أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، فيلسوف ومؤرخ ورحالة وجغرافي ولغوي وشاعر، وعالم في الرياضيات والطبيعيات والصيدلة. اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في قرية من ضواحي مدينة كاث عاصمة دولة خوارزم. ولكن لا يعرف نسبته على وجه التحديد، كما أشار هو نفسه بقوله "أنا في الحقيقة لا أعرف نسبتي... ولا أعرف من كان جدي".
رحل البيروني عن مسقط رأسه وهو في العشرين من عمره، حيث ظهرت عبقريته في علوم كثيرة، وتفتحت على مختلف فروع العلم. وعندما سمت مكانته العلمية، وارتفعت منزلته الأدبية، بدأت تتنافس عليه العروش والقصور. فتبناه أولا بناة الحكمة والعلم من بني سامان ببخارى ، حيث ذاع صيته، وقدرت مكانته العلمية والأدبية عندهم، وتوثقت صلته بهم. وهناك تعرف على الشيخ الرئيس ابن سينا الذي زامله قرابة عشرين عاما. فانتظما معا في المذاكرة والمناظرة، وتبادل الآراء والرسائل، وعلت مكانتهما عند الأمير نوح بن منصور الساماني، الذي ازدانت مكتبته بنفائس وذخائر مؤلفاتهما.
وفي عام 388هـ / 998 م. تألق نجم الأمير الأديب الحكيم قأبوس بن وشمكير أمير جرجان الملقب بشمس المعالي، حيث أخذ ينافس آل سامان على جذب هذين النجمين اللذين كانا يضيئان قصور آل سامان ببخارى. فأخذ الأمير شمس المعالي يطلب من أبي الريحان الانتقال إليه ، لكنه رفض وفاءًا لآل سامان الذين كان ملكهم يومئذ يضطرب تحت الفتن والدسائس الداخلية والحروب الخارجية مع ملوك كاشغر في الشرق، وملوك غزنة في الغرب.
وعندما سقط ملك السامانيين خرج أبو الريحان مستصحبا معه ابن سينا إلى جرجان تلبية لرغبة أميرها شمس المعالي الذي أحسن ضيافتهما، وطابت نفسهما بالإقامة في قصره ، حيث كان يهتم بجهابذة العلم وعباقرة الحكمة وعمالقة الأدب. وفي هذا القصر كتب البيروني كتابه الآثار الباقية من القرون الخالية وأهداه إلى شمس المعالي.
وفي جرجان قابل البيروني أيضا أستاذه في الطب أبا سهل عيسى. وظلا معا حتى قامت الثورة العسكرية التي أطاحت بعرش شمس المعالي وأتت على حياته فخرج البيروني راجعا إلى وطنه خوارزم. وهناك استقر في مدينة جرجانية أصبحت فيما بعد ع اصمة خوارزم. وهناك اشتغل البيروني في مجمع العلوم الذي أسسه أمير خوارزم مأمون بن مأمون. وفي هذا المجمع قابل البيروني العالم مسكويه ، وانضم إليه لاحقا زميل رحلته ابن سينا.
وفي خوارزم أقام البيروني سبع سنوات في خدمة الأمير مأمون، حيث أصبحت له عند الأمير مكانة كبيرة، وقدرًا عظيما، إذ عرف الأمير مكانته من العلم، فاتخذه مستشارا له، وأسكنه معه في قصره، وكان يبدي له مظاهر الاحترام والتقدير.
وفي عام 407هـ / 1016 م. قام بعض جنود الأمير مأمون بثورة ضده وقتلوه، مما أدى إلى دخول صهره محمود بن سبكتكين الغزنوي خوارزم للانتقام من القتلة، وضم البيروني إلى حاشيته، وانتقل معه إلى بلده غزنة.
لازم البيروني السلطان محمود الغزنوي في كل رحلاته وغزواته. ومن خلال هذه الرحلات دخل البيروني الهند مع السلطان محمود في غزواته لهذه البلاد والتي بلغت سبع عشرة غزوة في المنطقة الشمالية الغربية من الهند، واستمرت حتى سنة 414 هـ / 1024 م. ولقد صاحب البيروني السلطان الغزنوي ثلاث عشرة مرة، مما أتاح له أن يحيط بعلوم الهند وتعلم من لغاتها السنسكريتية، إلى جانب إجادته العربية، والفارسية، واليونانية، والسريانية، فاستطاع أن يتوصل إلى المراجع الرئيسية. وهو ما كان ما يريده البيروني.
ولكن الأمور لم تساعد البيروني كثيرا، إذ لم يكن السلطان محمود الغزنوي من المهتمين بالعلم كثيرا، لذا كان عديم الاهتمام بأحاديث البيروني ومحاضراته. ولحسن حظه أن هذا الأمر لم يدم كثيرا، إذ ما لبث أن اعتلى عرش البلاد أكبر أولاد السلطان وهو مسعود الغزنوي وكان ذا رغبة مشتعلة، وبصيرة نافذة لتقبل العلوم ودراسة أسرارها. فأعطى البيروني المكانة اللائقة وقدم له ما يحتاجه من معونة أثناء بقائه في الهند. وعندما رجع البيروني من الهند ليستقر في قصر الأمير مسعود، أهدى له كتابه الشهير القانون المسعودي في الهيئة والنجوم.
ولما حمل البيروني هذه الهدية إلى السلطان مسعود، أراد السلطان أن يكافئه على هذه الهدية الثمينة، فأرسل له ثلاثة جمال محملة من نقود الفضة ، فردها أبو الريحان البيروني قائلا: إنه إنما يخدم العلم للعلم لا للمال. كما ألف البيروني كتابا آخر وهو الدستور وأهداه إلى شقي ق الأمير مودود بن محمود الغزنوي. ولقد بقي البيروني في غزنة، ولم يغادرها منقطعا إلى الدرس والبحث والعلم والتأليف حيث كتب معظم مؤلفاته الشهيرة.
ولقد كان البيروني مجتهدا في البحث لدرجة أن أحد أصدقائه كان يزوره وهو مريض جدا ، فسأله البيروني عن موضوع سبق أن ناقشه فيه. فقال له صديقه: أفي هذه الحالة؟ فرد البيروني: يا هذا أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرا من أن أتركها وأنا جاهل بها. فدار النقاش بينهما حتى اقتنع البيروني ثم خرج صديقه، وفي الطريق سمع عن وفاة البيروني. فكانت وفاته عام 440هـ / 1048 م عن عمر يناهز الثمانين.
وتعود شهرة البيروني الحقيقية إلى مؤلفاته الغزيرة التي تظهر علمه الوافر ونبوغه الفكري بالإضافة إلى انتمائه الديني الواضح في كل كتابته التي يزينها دائما بآيات القرآن الكريم. ويظهر انتماؤه إلى الإسلام ولغة القرآن بقوله في مقدمة كتابه الصيدنة في الطب : "ديننا والدولة عربيان توءمان، يرفرف على أحدهما القوة الإلهية وعلى الآخر اليد السماوية؛ وكم احتشد طوائف من التوابع، وخاصة منهم الحيل والديلم في إلباس الدولة جلابيب العجمة فلم تنفق لهم في المراد سوق. ومادام الأذان يقرع آذانهم كل يوم خمسا؛ وتقام الصلوات بالقرآن العربي المبين خلف الأئمة صفا صفا؛ ويخطب به لهم في الجوامع بالإصلاح كانوا لليدين والفم، وحبل الإسلام غير منفصم ، وحصنه غير منثلم ".
كتب البيروني في شتى المعارف فألف في حقل الرياضيات والفلك والطب والصيدلة، والآداب والجغرافيا والتاريخ. ولكن أكثر اهتمامه قد تركز على الفلك والرياضيات والطبيعيات. ففي علم الفلك برهن البيروني على حقائق علمية هامة منها مساحة الأرض ونسبتها للقمر ، وعن أن الشمس هي مركز الكون الأرضي، وعن بعد الشمس عن القمر، وعن مساحة الأرض ونسبتها للقمر، وبعدها عن جرم الشمس وأبعاد المجموعة الشمسية عن الأرض، وبعد الكوكب عن الآخر في المجموعة وهو أول من قال إن الشمس هي مركز الكون الأرضي مخالفا كل ما كان سائدا في وقته من آراء تتفق كلها على أن الأرض هي مركز الكون. كما أثبت أن أوج الشمس غير ثابت. وقد استطاع ب ناء على أربعة أرصاد في المواسم الأربعة أن يحسب مقدار هذه الحركة بواسطة الحساب التفاضلي، وقد كان المقدار النهائي الذي أثبته الفلكيون المسلمون لهذه الحركة هو (12.09) ثانية في السنة، وهو تحديد يختلف قليلا عن المقدار المثبت في العصر الحاضر وهو (11.46) ثانية في السنة. كما رصد الكسوف والخسوف وشرح بطريقة واضحة، الشفق والغسق. وحسب محيط الأرض بدقة فائقة ، وحدد القبلة التي يتجه إليها المسلمون عند أداء صلاتهم ، مستعملا نظرياته الرياضية. ومن المسائل المعروفة باسم البيروني مسائل عديدة ، منها التي لا تحل بالمسطرة والفرجار ، مثل: محاولة قسمة الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية ، وحساب قطر الأرض، وأن سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت .
وقد أولى البيروني عناية كبيرة لعلم الجبر فدرس مؤلفات محمد بن موسى الخوارزمي وفهمها فهما تاما ، وأضاف إليها الكثير من التعليقات ، كما درس المعادلة الجبرية ذات الدرجة الثالثة وطورها بحلوله الهندسية والتحليلية. وحل المعادلة المشهورة في القرون الوسطى (س3 = 1 3س)، وحصل على نتيجة مرضية لجذورها مقربة للغاية إلى ستة منازل عشرية. واشتهر ببرهان القانون المعروف بجيب الزاوية مستخدما المثلث المستوى.
وفي حقل الكيمياء اتفق البيروني مع الكندي في رفض ادعاء القائلين بإمكانية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب ، وأنكر سعيهم وراء الإكسير. وقد انصبت اهتماماته على دراسة عدة صناعات كانت قائمة في زمنه، كطلاء الأواني الفخارية، وتحضير الفولاذ المعد لصنع السيوف ، واستخلاص الزئبق من الزنجفر. وعرف بعض الطرائق الكيمياوية الهامة كالتصعيد، والتسامي، والتقطير، والتشميع، والترشيح إضافة إلى تحضير عدد من المركبات الكيمياوية.
ويعرف أبو الريحان البيروني أيضا بالصيدلاني المحترف بجمع الأدوية واختيار الأجود من أنواعها مفردة ومركبة على أفضل التراكيب التي خلدها له مبرزو أهل الطب ، وهذه أولى مراتب صناعة الطب ، إذا كان الترقي فيها من أسفل إلى أعلى.
ترك البيروني ما يقارب ثلاثمائة مؤلف من بين كتاب ورسالة بشتى اللغات. منها حوالي (183) مؤلفا باللغات العربية من أشهرها بخلاف ما ذكر كتاب ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ، وكتاب الجماهر في معرفة الجواهر ، وكتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم ، وكتاب تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن ، ورسالة استيعاب الوجوه الممكنة في صنعة الأسطرلاب . وكتاب رؤية الأهلة ، ومقالة في تحديد مكان البلد باستخدام خطوط الطول والعرض ، وكتاب المسائل الهندسية ، ورسالة في معرفة سمت القبلة ، ورسالة في الميكانيكا والأيدروستاتيكا .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 20, 2004, 02:56:08 صباحاً
التيفاشي (580-651هـ / 1184 -1253م)
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف التيفاشي، عالم معادن اشتهر في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد في تيفاش إحدى قرى مدينة قفصة التونسية (تابعة الآن لمدينة قسطنطينة بالجزائر).
نشأ التيفاشي في أسرة ذات جاه وحسب، وشغل منصب القضاء، كما شغله أبوه من قبل. وكان التيفاشي أديبا وشاعرا، ملما بكثير من علوم عصره، بارعا في علم المعادن، محبا للسفر؛ للحصول على المعلومات الدقيقة من مصادرها.
زار التيفاشي عددا من المدن الإسلامية فقصد القاهرة أولا قادما من موطنه، ثم توجه إلى دمشق ، ثم بغداد . وفي جميع توقفاته كان يلتقي بالمتخصصين في تشكيل الجواهر وتجارتها أمثال القاضي الحسيب معين الدين بن ميسر كبير المعدنين، والشريف الجوهري، وأبي سهل عيسى بن يحيى الجوزجاني أستاذ ابن سينا . وفي لقاءاته هذه كان التيفاشي يدون كل ما يقوله هؤلاء المتخصصون من أوصاف للأحجار وأماكن تواجدها، ثم ينتقل بعدها للجلوس مع التجار ليتعرف على أثمان هذه المعادن وقيمتها.
ولم يكتف التيفاشي بمعادن بلاد العرب فقط، بل زار أرمينية وفارس باحثا عن مواضع الأحجار مما لا يوجد في بلاد العرب. وفي خلال جولاته هذه كان التيفاشي يقف على امتحان الجواهر بنفسه مما عرفه من المتخصصين.
ولقد تميز التيفاشي بمنهجه العلمي المميز الذي انعكس على مؤلفاته. فكان حريصا على توضيح الأسس التي قام عليها منهجه التجريبي في دراسة المعادن والأحجار بعيدا عن الخرافات والأساطير التي تداخلت مع معارف الإغريق والرومان، والتي ارتبطت كثيرا بالجن والشياطين.
عاد التيفاشي إلى القاهرة بعد الانتهاء من رحلاته، حيث استقر فيها وبدأ في تدوين كتابه الشهير أزهار الأفكار في جواهر الأحجار وقد انتهى من تأليفه عام 640هـ / 1242 م، أي قبل أحد عشر عاما من وفاته. ولقد توفي التيفاشي في القاهرة عن عمر يناهز السبعين عاما.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 20, 2004, 02:56:41 صباحاً
الدمنهوري (1101-1192هـ / 1689 -1778 م)
أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن خيام المعروف بالدمنهوري وبشيخ الأزهر. عالم بهندسة الري واستنباط المياه وحفر الآبار وطبيعة التربة، وعالم الزراعة والطبيب. عاش في القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي.
ولد الدمنهوري بمدينة دمنهور بمصر عام 1101 هـ /1689 م، وفي رواية أخرى ضعيفة عام 1090 هـ، أما عام وفاته فقد اتفقت الموسوعات عليه وهو عام 1192هـ /1778 م. ودرس الدمنهوري الفقه والحديث واللغة بالجامع الأزهر، وكان عالما مسموع الكلمة بين حكام عصره، وصاحب مكانة بين أوساط شعبه. وتعلم الدمنهوري على يد كبار علماء الأزهر ومنهم: الميداني ومحمد الغمري والزيادي والشهاب. وتولى الدمنهوري مشيخة الأزهر بعد وفاة الشيخ محمد الحفني. وقد برع الدمنهوري في علوم الطب والفلك والكيمياء ودرس أصول الكتب فيها.
يعد مؤرخو العلوم الدمنهوري من أوائل علماء الهيدرولوجيا، ومن أهم مؤلفاته : رسالة عين الحياة في علم استنباط المياه وهي رسالة تبحث في علم استخراج المياه الجوفية، وأماكن تواجدها وطرق استخراجها حسب طبيعة الأرض وتشكل طبقاتها، كما أنها تتضمن شروحا لمفهوم الدورة الهيدرولوجية للمياه، وتضمنت الرسالة لوحة لمعرفة القبلة،واشتملت على جداول لمهاب الرياح والكرة الأرضية، وقد استفاد الدمنهوري في هذه الرسالة من خبرته الفلكية لتحديد الأمارات الدالة على المياه الجوفية، وكذلك استفاد من خبرته الرياضية.
وللدمنهوري كتاب في علم التشريح بعنوان: القول الصريح في علم التشريح ، وفي الطب رسالة خاصة بعنوان: الكلام اليسير في علاج المقعدة والبواسير ، ومن كتبه في علم الحساب: إحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد ، وله مؤلفات أخرى في علم اللغة والفقه منها: إرشاد الماهر إلى علم الجواهر في علم الحروف والأسماء وهو كتاب يبحث في خواص الحروف العربية مفردة ومركبة. وكتاب منتهى الإدارات في تحقيق الاستعارات . و الفيض العظيم في معنى القرآن الكريم .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: الأحيائي الصغير في ديسمبر 20, 2004, 09:11:33 مساءاً
الله يعطيك العافية أخي العزيز "" مروان ""

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب

 :)
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: وليد الطيب في ديسمبر 25, 2004, 12:08:44 صباحاً
السلام عليكم

مجهود كبير جدا جدا  .. ,

اشكرك اخي مروان  .. . ,

شكرا
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 25, 2004, 04:54:20 صباحاً
السلام عليكم

الاخوين الاحيائي  ووليد جزاكم الله خيرا


السجزي (000-415هـ /000 -1024)
أحمد بن محمد بن عبد الجليل السِّجْزي ، رياضي وفلكي عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي.
والسجزي من علماء الرياضة والفلك المشهورين في تاريخ الحضارة الإسلامية. ولم تذكر الموسوعات وكتب تاريخ العلوم عام ميلاده، ولكنها اختلفت في عام وفاته ما بين عامي 415هـ /1204 م، و 416 هـ /1025 م، وقد أجمع معظم مؤرخي العلوم بعد تحقيق المعلومات المتاحة عن حياته على أنه توفي عام 415هـ /1024 م. ولقب السجزي نسبة لبلده سجستان شرقي إيران. وقد عاصره البيروني وتحدث البيروني عنه مبجلا إياه في كتبه.
يعد الباحثون السجزي أول مَن تحدث عن حركة الأرض وذلك عندما أبدع الأسطرلاب الزورقي المبني على أن الأرض متحركة تدور حول محور لها، وكذلك الفلك السبعة السيارة وما تبقى من الفلك ثابت. وقد وصف في إحدى مؤلفاته آلة تعرف بها الأبعاد، وشرح تركيبها وطرق عملها، والكتاب بعنوان مقدمة لصنعة آلة تعرف بها الأبعاد . وللسجزي ما يزيد عن أربعين كتابا ورسالة، ناقش فيها العديد من المسائل العلمية.
درس السجزي بعناية قطوع المخروط وتقاطعها مع الدائرة. وقد اهتم اهتماما خاصا بالهندسة، وبخاصة في شكلها التعليمي، فكانت بعض كتبه تأخذ هيئة إجابات عن أسئلة مطروحة، ومن أهمها: رسالة في جواب مسائل هندسية ، و أجوبة على مسائل هندسية .
ودرس كذلك صفات بعض الأشكال الهندسية في كتبه، ومنها: خواص الأعمدة في المثلث ، رسالة في خواص الدائرة ، رسالة في كيفية تصور الخطين اللذين يقربان ولا يلتقيان ، رسالة في خواص الأعمدة الواقعة في النقطة المعطاة إلى المثلث المتساوي الأضلاع . وكان يحرص على مناقشة الأمور الهندسية والرياضية مع العلماء الآخرين، وقد ناقش كثيرا من آراء إقليدس في كتبه ومن أهمها: رسالة في الشك في الشكل الثالث والعشرين ويقصد به الشكل الثالث والعشرين من المقالة الحادية عشرة من كتاب الأصول لإقليدس. و ثبت براهين بعض الأشكال في كتاب الأصول ، وناقش كذلك أرخميدس في كتابه المأخوذات وذلك في رسالته التي تضمنت جوابا عن المسألة التي سئل فيها عن بعض الأشكال المأخوذة من كتاب المأخواذات.
ومن أهم كتبه الرياضية : رسالة في تحصيل إيقاع النسبة المؤلفة الاثنى ع شر في الشكل القطاع المسطح بدرجة واحدة وكيفية الأصل الذي تتولد منه هذه الدرجة وقد ألفه عام 389هـ /998 م.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 25, 2004, 04:55:01 صباحاً
السرخسي (000 - 286هـ / 000 - 899م)
أحمد بن محمد بن مروان السرخسي، المعروف بابن الفرائقي وابن الطيب عالم الأرض الرياضي الطبيب الفلكي. عاش في القرن الثالث الهجري - التاسع الميلادي.
ولد السرخسي بمدينة سرخس بخراسان، ونشأ بها وتلقى تعليمه الأول، حيث حفظ للقرآن الكريم وتعلم مبادئ الرياضيات، ثم شد رحاله إلى مدينة بغداد ، وسعى لتلقي العلم على يد الكندي العالم الموسوعي الفيلسوف، وصار واحدا من أنبغ تلاميذه، وعد من أهم العلماء الموسوعيين فقد كان شاعرا ومحدثا وطبيبا وفلكيا ورياضيا. وفي الفن كان مؤلفا موسيقيا ذواقة يعرف الموسيقى نظريا وعمليا، وكان من علماء المنطق. وحين ذاع صيته اختير ليكون معلما للمعتضد في شبابه الأول، فقد كان السرخسي متفننا أيضا في علوم القدماء والعرب وآدابهم، كما كان حسن المعرفة جيد القريحة بليغ اللسان، ويعده المؤرخون أوحد زمانه في علمي النحو والشعر.
كان السرخسي حسن العشرة، مليح النادرة، ظريفا، محبا للفكاهة، وحين دخل المعتضد سن الرجولة كان السرخسي من أهم ندمائه وأصدقائه المقربين، وحين ولي المعتضد الخلافة عام 279هـ - 901م ولاه منصب الحسبة في بغداد، فقد كان يثق به ويفضي إليه بأسراره ويستشيره في أمور الحكم. وعلى الرغم من ذلك كانت تغلب على السرخسي طيبة القلب فكان لا يعرف المجاملة مما أدى إلى غضب حاشية المعتضد عليه فدبروا له حيلة جعلت المعتضد يغضب عليه ويأمر بسجنه ومصادرة أمواله. وقد توفي السرخسي عام 286هـ - 899م قتلا بيد أحد أعوان المعتضد دون إذن منه بذلك.

يحكى أن المعتضد خرج على رأس جيش ليسترد مدينة آمد بديار بكر، فاستغل المساجين الذين كانوا بالمطامير في بغداد الفرصة فهربوا ورفض السرخسي أن يهرب معهم، ومع ذلك عندما قبض على المساجين وأمر صاحب الشرطة أن يقتلوا قتل معهم السرخسي  


وقد فقدت معظم كتب السرخسي في كافة العلوم، ولم يبق إلا القليل منها، وقد اهتم السرخسي بعلوم الأرض خاصة، فكانت معظم كتبه مؤلفة فيها. ومن أهم الظواهر الطبيعية التي اهتم بها السرخسي المناخ وأثره على السكان والحياة. وكذلك تكلم عن الجبال .
ومن أهم مؤلفات السرخسي في علم الأرض: أحداث الجو . منفعة الجبال . الضباب . المسالك والممالك . برد أيام العجوز .
وفي الرياضيات: الأرثماطيقي في ا لأعداد والجبر والمقابلة.
وفي الفلك: المدخل إلى صناعة النجوم . اختلاف الأزياج .
وفي الطب: المدخل إلى صناعة الطب . البول . الرد على جالينوس في الطعم المر . مقالة في البهق والنمش والكلف . رسالة في الخضابات المسودة للشعر .
وله في علم الموسيقى: الموسيقى الكبير . الموسيقى الصغير . المدخل إلى علم الموسيقى .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 25, 2004, 04:55:40 صباحاً
العُمَري (700-749هـ / 1300 -1348م)
أحمد بن يحيى بن فضل الله بن يحيى بن دعجان بن خليفة ولقبه شهاب الدين وكنيته أبو العباس والمعروف بالعمري. الجغرافي والمؤرخ والباحث في علوم الأرض والعلوم الطبيعية من معدن ونبات وحيوان. عاش في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي.
وينتسب العمري لأسرة سورية تنحدر من سلالة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ومن ذلك نسبهم العمري. ولد العمري بدمشق عام 700هـ /1300 م. وأتم دراسته بها قبل أن يستقر بالقاهرة عام 731هـ /1332 م مع والده الذي كان كاتبا عند السلطان المملوكي الملك الناصر، وتنقل العمري بين الإسكندرية والحجاز ودمشق. وقد ربطته تقاليد أسرته بعمل الدواوين،وقد تتلمذ العمري على أساتذة بارزين في مختلف العلوم ومنهم: برهان الدين بن الفركاح، وعلى أحد علماء البلاغة البارزين وهو شهاب الدين الحلبي، وغيرهم من العلماء. وقد تولى منصب القضاء بالقاهرة، ثم عين رئيسا بعد أبيه لديوان الإنشاء في عهد السلطان الناصر. وفي عام 737هـ /1337 م كان عضوا في بعثة الحج المصرية. وقد فقد مكانته لحدة طباعه عام 738هـ /1338 م. وقد أمضى بقية حياته في دمشق حتى أدركته الوفاة عام 748هـ /1347 م بسبب الربو.
وقد كان العمري متمتعا بثقافة واسعة المدى وبذوق أدبي مرهف، وبلغت مؤلفاته الأدبية أحد عشر مصنفا تشتمل على رسائل ودواوين، وله كتاب بعنوان: فواصل السحر في فضائل آل عمر . وكتاب: دمعة الباكي ، و قلائد العقيان . وأهم مؤلفات العمري كتاب: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار وهو موسوعة مكونة من أربعة عشر مجلدا ، وهو من الكتب العمدة في الكتب الجغرافية استفاد منه الكثير من العلماء. وفيه موضوعات شتى منها وصف الأرض وسكانها وحيواناتها وأقطارها ومساكنها وما فيها من أنهار وجبال وبحار وبحيرات ومبان، فضلا عن استطرادات تاريخية وأدبية يندر وجود مثلها عند سواه بالإضافة إلى تراجم الكثير من رجالات الإسلام.
وينقسم مصنف العمري الضخم إلى قسمين، وينقسم أولهما بدوره إلى شطرين، ويعالج الجغرافيا العامة والإمبراطوريات الكبرى،وقد ترجمت منه الفصول الخاصة بقارة إفريقيا إلى الفرنسية باستثناء مصر. أما القسم الثاني فينقسم إلى قسمين ويعالج تاريخ الأمم قبل وبعد الإسلام. وكتاب العمري يدل على ثقافته الواسعة ونظراته الصائبة فقد افترض وجود قارة أمريكا قبل اكتشافها بقر ن ونصف.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في ديسمبر 25, 2004, 04:56:17 صباحاً
القزويني (600-682 هـ / 1203 -1283م)

 عجائب المخلوقات للقزويني (1)  

زكريا بن محمد بن محمود الكوفي القزويني، عالم موسوعي اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي ولد في بلدة قزوين الواقعة في شمال إيران من أسرة ينتهي نسبها إلى الإمام مالك بن أنس الأنصاري النجادي صاحب المذهب المالكي.
هاجر القزويني إلى العراق لكي يتتلمذ على يد كبار العلماء هناك أيام الخليفة المستعصم آخر بني العباس، فبرز في العلوم الشرعية، وتولى منصب القضاء في مدينتي واسط والحلة في العراق، فكان حجة في علم القضاء، وبقي بهذا المنصب حتى دخل المغول بغداد .
ترك القزويني العراق إلى دمشق حيث استوطن فيها، وقد عرف بين علمائها بالعشاب لأنه كان يعرف تماما خصائص النباتات الطبية. كما ظهرت عبقريته كعالم متميز في علم الجغرافيا الفلكية. ولقد تميز القزويني في جميع مؤلفاته بمعلوماته الغزيرة التي اعتاد أن يستقيها من المشاهدة والمعاينة، فكان يتحرى في أكثر ما يذكر الصدق والأمانة العلمية. وكان منهجه في البحث ممزوجا بالطابع الديني، فكثيرا ما يستشهد في كلامه بآيات قرآنية وأحاديث نبوية. فكان بعيدا كل البعد عن الخرافات والأوهام التي كان لها دور عظيم في عصره، إذ عاش القزويني في فترة صعبة كانت الأمة العربية والإسلامية تعاني فيها من الخرافات والشعوذة، وتعاني من حالة تفكك وتمزق يرثى لها. كما حرص القزويني كذلك أن يحلل الأفكار العلمية لكبار العلماء المحببة إلى الأنفس والمتجاوبة مع رغبات علماء عصره. وقد بلغ الأوج في تبسيطه للعلوم من أجل عامة الناس.

من أقواله المأثورة: إن الإنسان إذا لم يصب في أول مرة فليدرس الأسباب ثم يعيد تجربته، فإن هذا هو السبيل إلى النجاح. إذا وجدت مغناطيسا لا يجذب فلا تفقده خاصية الجذب بل ابحث عن العائق في عدم جذبه للحديد.  



 عجائب المخلوقات للقزويني (2)  

ترك القزويني عددا من المؤلفات الموسوعية من أهمها كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ، كتاب آثار البلاد وأخبار العباد . وقد نال القزويني شهرة عظيمة بهذين الكتابين، حيث صارا مرجعين يعتمد عليهما علماء العلوم ليس فقط في العالم العربي والإسلامي ولكن في جميع أرجاء المعمورة. وقد انفرد هذان الكتابان بما يحتويانه من معلومات جمة ومفيدة للباحث وللدارس على السواء. ومن مؤلفاته الأخرى الهامة كتاب الأقاليم ، وكتاب البلدان
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 06, 2005, 06:17:58 صباحاً
المراكشي (000-660هـ / 000 -1261م)
الحسن بن علي بن عمر المراكشي عالم الفلك والرياضي والجغرافي والمؤقت. عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي.
لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد المراكشي. ومن المعروف أنه من علماء المغرب وولد بمراكش ، ويتضح من مؤلفاته أنه قد اطلع على الكتب المصادر اليونانية والعربية في علوم الفلك والرياضة والجغرافيا. ومن أهم من اعتمد عليهم من العلماء الخوارزمي و البوزجاني و البيروني و جابر بن أفلح وقد اشتهر المراكشي بصنع الساعات الشمسية.
وللمراكشي العديد من الإنجازات العلمية من أهمها: أنه أول من استخدم الخطوط الدالة على الساعات المتساوية على الخريطة، أي خطوط الطول. ويقول عنه سيديو في كتابه: خلاصة تاريخ العرب معلقا على إنجازه هذا الذي سجله في كتاب له بعنوان: جامع المبادئ والغايات في علم الميقات : "000 بها أول استعمال للخطوط الدالة على الساعات المتساوية. فإن اليونان لم يستعملوها قط، وقد فصل صناعة الدالة على الساعات الزمانية الدالة المسماة أيضا بالساعات القديمة والمتفاضلة، واستعمل خواص القطوع المخروطية في وصف أقواس البروج الفلكية، وحسب خطوط المعادلة، ومحاور تلك المنحنيات لمعرفة عرض محل الشمس وانحرافها، وارتفاع الربع الميقاتي 00". وفي هذا الكتاب تناول المراكشي موضوعات في الحساب وصنع الآلات، وفي حساب المثلثات ، وحلول مسائل بطريق الجبر والمقابلة، والساعات الشمسية، وحلولا بطريق الرسم والتخطيط لبعض المسائل الفلكية.
ومن إنجازات المراكشي الأخرى في هذا الكتاب أنه كتب تفاصيل كثيرة عن 240 نجما رصدها عام 622هـ /1263 م، ووضع جدولا يضمها جميعا، وفيها أيضا جداول للجيب لكل نصف درجة. ومن إنجازات المراكشي العلمية أنه رسم خريطة جديدة للمغرب العربي وصحح أخطاء القدماء فيها، وبخاصة خريطة بطليموس. ووضع تقديرا صحيحا لطول البحر المتوسط بـ 42 درجة، وهو تقدير صحيح لم يسبقه أحد إليه، فكان التقدير السابق لبطليموس 62 درجة، وعند بعض الجغرافيين العرب كان 54 درجة. وقد اعترفت كافة كتب تاريخ العلوم الغربية بمنجزات المراكشي وأشادت به كعالم من أهم العلماء الذين صححوا معلومات علمية مغلوطة، وبخاصة عن طول البحر المتوسط وخريطة المغرب، ثم ذكرت أثر اكتشافاته هذه على أوربا بوصفها خطو ة هامة ودقيقة في تاريخ العلم. ومن مؤلفاته الأخرى: تلخيص العمل في رؤية الهلال .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 06, 2005, 06:18:49 صباحاً
المسعودي (000-345هـ / 000 -956م)
أبو الحسين علي بن الحسين بن علي الشافعي المسعودي. مؤرخ وجغرافي ورحالة، اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في بغداد لأسرة عربية أصيلة، حيث يمتد نسبه إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
درس المسعودي في بغداد وبها نشأ وترعرع، واهتمت أسرته بتعليمه وتثقيفه، وتنشئته نشأة عربية إسلامية. وكانت بغداد حينئذ مركزا ثقافيا هاما، وقد ضمت بجوار مكتباتها وما حوته عددا كبيرا من العلماء والفقهاء والأدباء. ولذا أتيحت للمسعودي فرصة أن يتلقى قسطا وافرا من العلم والثقافة.
ولكن المسعودي مال منذ حداثته إلى الترحال، كما أراد أن ينمي ثقافته ويزيد من معلوماته بالمشاهدة والمعاينة بعد أن انتهى من القراءة والاطلاع. ولقد دفعه إلى ترحاله أيضا أن بغداد في عصرها العباسي الثاني قد بدأت تمر بفترة سياسية قلقة، فرأى المسعودي أن يرحل بعيدا عن هذه الاضطرابات، وأن يكون أكثر حرية في تدوين تاريخ هؤلاء الخلفاء.
بدأ المسعودي رحلته عام 309هـ / 921 م، فغادر بغداد إلى الأطراف الشرقية من الدولة العباسية، فطاف ببلاد فارس وكرمان، واستقر فترة في اصطخر. وكانت هذه البلاد مرتبطة ارتباطا وثيقا بالدولة العباسية. وبعد عام واحد رحل المسعودي إلى الهند وملتان والمنصورة، ثم عطف إلى كنباية فصيمور فسرنديب (سيلان). ومنها ركب البحر مصاحبا بعض التجار إلى بلاد الصين، وجاب المحيط الهندي، وزار جزائره وموانيه، وقد توقف في كل من مدغشقر وزنجبار، ثم عاد في نهاية رحلته إلى عمان.
أما الرحلة الثانية للمسعودي فكانت عام 314هـ / 926 م. إلى ما وراء أذربيجان وجرجان، ثم رحل بعدها إلى بلاد الشام وفلسطين. وفي عام 332هـ / 944 م. رحل المسعودي إلى أنطاكية، وزار ثغور الشام، ثم عاد إلى البصرة . ولكنه عاود الرحيل إلى بلاد الشام واستقر فترة في دمشق .
كان المسعودي في جميع رحلاته يدون ملاحظاته بتأن تام، فلم يكن رحالة يطوف البلاد للتنزه، بل كان يستقصي الحقائق التاريخية والجغرافية، معتمدا على الروايات والملاحظة. وهذا ما دعاه إلى تقسيم جولاته على مرحلتين. فكان في كل مرة يستوفي فيها معلوماته يقوم بتبيضها، فيحذف منها غير الموثق ، ف تميزت مدوانته بالدقة والعمق، وتفوق بذلك على كثير من الرحالة الذين كانوا يدونون كل ما يسمعونه من روايات وأساطير وخرافات دون تحقيق.
وفي نهاية رحلاته صرف المسعودي سنواته العشر الأخيرة متنقلا بين سورية ومصر، إلى أن شعر بحاجته إلى الاستقرار فاستقر بمدينة الفسطاط بمصر وتوفي فيها عام 345هـ / 956 م.
ترك المسعودي عددا كبيرا من المؤلفات، حوت أخبار رحلاته ومشاهداته وتجاربه، ولكن معظمها كان مصيره الضياع، فلم يبق منها إلا أجزاء قليلة. ومن هذه المؤلفات كتاب المقالات في أصول الديانات ، وكتاب حدائق الأذهان في أخبار آل محمد عليه الصلاة والسلام ، وكتاب مزاهر الأخبار وظرائف الآثار ، وكتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الدائرة ، وكتاب القضايا والتجارب . أما مؤلفاته التي بقيت ونال بها شهرة واسعة كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر ويضم تاريخ المعمورة بدءا بهيئة الأرض وما عليها من معالم، ومرورا بأخبار الملوك وسير الأنبياء. وكتاب التنبيه والإشراف وهو جامع لألوان متعددة من الثقافات والعلوم.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 06, 2005, 06:19:46 صباحاً
المقدسي (335- حوالي 381هـ / 946 -991م)
شمس الدين أبو عبيد الله محمد بن أحمد ابن أبي بكر البناء المقدسي. جغرافي ورحالة، اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد بمدينة بيت المقدس ومنه جاءت نسبته المقدسي. ويرجع أصله إلى أسرة عربية وكان جده أبو بكر بناء مشهورا، وهو الذي بنى ميناء عكا وحائطها واسمه مكتوب عليه، ومنه جاءه لقبه.
هاجر المقدسي إلى دمشق ، وبها نشأ وترعرع حيث تلقى فيها علومه الأولى. وما ان تعد العشرين بقليل حتى انتقل إلى العراق طلبا للفقه. وفيها اشتهر قارئا عارفا بالقراءات، وكان يفضل قراءة ابن عامر وهي قراءة أهل الشام، ويقرأ بها. وكان يختلف إلى العلماء ويدرس على الفقهاء وكتبة الحديث والقراء. كما تعلم الشعر ونظمه.
كان الهدف الذي وضعه المقدسي نصب عينيه أن يعمل شيئا مفيدا كما ذكر هو " يحيي به ذكره وينفع الخلق ويرضي الرب ". ووجد أن هذا الهدف يمكن تحقيقه بتصنيف كتاب في وصف الأقاليم الإسلامية في ذلك العصر، دون الاستناد إلى كتب المتقدمين ممن سبقه في هذا المجال، بل عن تجربة ومعاينة حية.
طاف المقدسي في أنحاء الممالك الإسلامية من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، ومن القسطنطينية إلى جنوب الجزيرة العربية. ولم يترك إقليما إلا دخله عدا الأندلس. وكان المقدسي في أثناء رحلاته يمكث في البلدة فترة قصيرة، وقد تطول أحيانا ، يسجل فيها مشاهداته وملاحظاته، ثم يجتمع بالناس على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم ومشاربهم، وحسب أعمالهم واتجاهاتهم وأفكارهم، فيسأل ويجمع ويدون كل هذه المعلومات. ولقد عانى كثيرا في رحلاته هذه من التعب والمشقة ، حتى أنه يذكر " لم يبق شيء مما يلحق المسافرين إلا وقد أخذت منه نصيبا غير الكدية وارتكاب الكبيرة ".
وفي نهاية رحلته، وبعد عناء طويل، استطاع المقدسي أن يضع كتابا بالهدف الذي أراده. فكان كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم الذي أنهاه عام 375هـ / 985 م. وقد بلغ الأربعين من عمره. ولقد أودع المقدسي في كتابه من الخرائط المزينة، والحجج الموثقة، والحكايات المحققة، ما جعل المقدسي يحتل مكانا مرموقا بين مشاهير الجغرافيين المسلمين.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 06, 2005, 06:20:33 صباحاً
الهَمْداني (280-345هـ / 893 -956م)
أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، الملقب بلسان اليمن، كيميائي وفلكي وجغرافي ومؤرخ وفيلسوف وأديب وشاعر اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في صنعاء من أسرة يمنية يمتد نسبها إلى قبيلة هَمْدَانَ إحدى القبائل القحطانية.
ترك الهمداني صنعاء قاصدا مكة المكرمة في شبابه طالبا الجوار هناك فأطال الإقامة فيها. وهناك تلقى العلم عن بعض علمائها كالخضر بن داود، وأبي علي الهجري. فنبغ في الحديث والفقه والتاريخ، ثم ما لبث أن رجع إلى اليمن فنزل صعدة، وفيها درس على يد أشهر مشايخ اليمن هو الأوساني الحميري محمد بن عبد الله. كما عكف الهمداني على دراسة علم الحديث، والشعر، وعلم الأنساب، ومعرفة مواقع البلدان، ثم قرأ كتب القدماء في الفلسفة، ونال بها شهرة جعلته ثاني العلماء العرب الذين اشتهروا بالفلسفة بعد الكندي .
عاش الهمداني فترة صراع بين تيارات سياسية مختلفة، فكان الأئمة الزيديون يسيطرون على اليمن، وقد انضم لمؤازرتهم بعض القبائل اليمنية. وعلى الطرف الآخر كان الأمراء اليعفريون وقاعدتهم صنعاء وقد انضم لنصرتهم معظم قبائل اليمن التي كانت تسيطر عليهم العصبية القبلية. وبين هؤلاء وهؤلاء كان هناك أمراء آخرون من رؤساء القبائل يميلون مع هذه الفئة تارة، ومع الفئة الثانية تارة أخرى. وكان من نتائج هذا الانقسام أن أشعلت العصبية القبلية الحرب بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية، ووجد الهمداني نفسه في وسط هذا الصراع باعتباره قحطاني النسب.
شارك الهمداني في الحروب التي قامت بها بعض القبائل لإزالة مُلك الناصر الزيدي. فأوذي الهمداني بسبب ذلك من قبل الإمام الناصر لدين الله ملك منطقة صعدة التي كان يسكنها الهمداني، فخرج إلى صنعاء فكتب الناصر إلى واليها أسعد بن يعفر فسجنه بها. ولقد سجن الهمداني سنة 319هـ / 931 م ، ثم أخرج وأعيد إلى السجن مرة أخرى، ثم هرب منه، فكانت مدة سجنه 649 يوما.
وبعد هروبه من السجن ظل الهمداني يتنقل بين البلاد فترة طويلة حتى ضعف نفوذ الحكام الذين كانوا يسيطرون على اليمن في عهده، وانتهى به الترحال إلى الاستقرار في بلدة ريدة التي تقع وسط بلاد قبيلته همدان، حيث يقيم أهله، فبقي فيها إلى أن توفي عا م 345هـ / 956 م عن عمر يناهز الخامسة والستين عاما.
ترك الهمداني تراثا علميا ضخما يقرب من ثلاثة وعشرين كتابا في مختلف فروع المعرفة. فوضع في الجغرافيا كتاب صفة جزيرة العرب ويعتبر من أهم المصنفات العربية في دراسة جغرافيا شبة الجزيرة العربية لما يضمه من وصف لليمن وتهامة والحجاز، وقد استفيد منه في الثمانينات من القرن العشرين في اكتشاف مناجم الفضة والخارصين في جبال اليمن. وصنف في التاريخ والآثار والأنساب كتاب الإكليل الذي ضم فيه أيضا آداب الحِمْيَريِّين. وفي الكيمياء صنف كتاب الجوهرتين العقيقيتن المائعتين الصفراء والبيضاء وهو في تعدين الذهب والفضة.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: الأحيائي الصغير في يناير 06, 2005, 09:21:04 صباحاً
الله يعطيك ألف ألف عافية أخي العزيز "" مروان ""

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب


 :)
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 16, 2005, 04:02:17 صباحاً
بيري ريس (000-960هـ / 000 -1554م)

 خريطة أمريكا الجنوبية من كتاب بحرية  

الريس محيي الدين بيري، عالم ملاحة، قائد البحرية المصرية والأسطول المصري في عصر الخلافة العثمانية، اشتهر في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي. ولد في مدينة غاليبولي بتركيا، حيث كانت المركز الإداري للبحرية العثمانية، اشترك مع عمه الريس كمال في الحرب البحرية الطويلة التي دارت بين العثمانيين والبنادقة من عام 903هـ / 1498 م حتى 907هـ / 1502 م، وقد استفاد بيري من هذا خبرة حربية بحرية كبيرة. كما حصل في عام 905هـ / 1500 م على لقب (ريس) ومكنه ذلك من قيادة سفينة عسكرية أثناء حصار العثمانيين لقلعة مودون وهي واحدة من أهم قلاع مدينة البندقية.
ترجع بداية الريس بيري مع الدولة العثمانية عندما كان يعمل متطوعا في مهاجمة القوات البحرية الصليبية (قرصانا). فاشترك بجانب عمه في هذه العمليات البحرية وكذلك في الاستيلاء على بعض الموانئ والإغارة على سواحل جنوب فرنسا، وسردينيا وكورسيكا. ولقد اشترك الريس كمال في حركة نصرة مسلمي غرناطة عندما طلب أهلها العون والمساعدة من الدولة العثمانية ضد الظلم الواقع عليهم من القوط عام 890 / 1486 م. فقاد سفنا عثمانية تطوعت لذلك، وتوجه بها إلى غرب البحر المتوسط. ولما مات الريس كمال خلفه في القيادة خير الدين الذي اشتهر في أوروبا باسم بارباروسا،. وعندما نجح خير الدين في الاستيلاء على مركب فرنسي كبير وأراد إرساله إلى إستانبول مع بعض الهدايا إلى السلطان العثماني ليعلمه بنشاطه في البحر المتوسط، لم يجد خير الدين غير الريس بيري رسولا إلى إستانبول. فأعجب السلطان بايزيد الثاني ببيري، وأنعم عليه بسفينتين. ثم ضمه السلطان إلى القوات البحرية النظامية العثمانية فلم يعد بحارا متطوعا، واشترك في العمليات العسكرية للدولة أثناء الحرب العثمانية التي قادها السلطان سليم الأول عامي 923-924هـ / 1516 -1517م ضد المماليك في بلاد الشام ومصر. كما اشترك في الفتح العثماني لمصر ورسم خريطة لمصب نهر النيل.
وفي عام 930هـ / 1524 م اصطحب الصدر الأعظم العثماني إبراهيم باشا معه الريس بيري مرشدا له إلى مصر، في زيارته لها لكي يحل الخلاف الذي قام بين واليها ودفتر دارها ، فتحرك من العاصمة العثمانية بأسطول قوامه عشر سفن حربية. ولم يتمكن هذا الأسطول من الوصول إلى مصر، بسبب العواصف الشديدة، فاتخذ الصدر الأعظم الطريق البري إلى مصر، ورافقه الريس بيري قائد الأسطول. وأثناء الطريق وجد الفرصة في أن يعرض على الصدر الأعظم مباشرة أعماله العلمية. فتوسط له إبراهيم باشا عندما أنجز بيري كتابه لمقابلة السلطان سليمان القانوني.
وأثناء زيارة الصدر الأعظم إبراهيم باشا لمصر أعطاه سلمان - وكان قبطانا تركيا يعمل في مصر - تقريرا هاما يقول فيه: "إن البرتغاليين قد استولوا على تجارة منطقة الخليج العربي وحرموا الأهالي هناك من العمل بها، بل إنهم أخذوا المواد التجارية هناك وأرسلوها إلى بلادهم وأن هؤلاء البرتغاليين يتحكمون في تجارة البهارات، وأنهم استولوا أيضا على تجارة الخليج العربي مع الهند والبلاد الأخرى، وأن هؤلاء البرتغاليين قد بعثوا بأسطول قوي إلى مياه الهند، وقال الريس سلمان في هذا التقرير إن من الممكن بسهولة إنهاء النفوذ البرتغالي هناك". بعد ذلك بمدة صدر مرسوم بتعيين فرهاد بك قائد الأسطول البحري المصري واليا على اليمن، ومرسوم آخر بتعيين الريس بيري محله، قائدا للقوات البحرية المصرية العثمانية، وكان هذا التعيين عام 953هـ / 1547 م.
أبحر الريس بيري من ميناء السويس عام 957هـ / 1551 م. بمنصبه الجديد وفتح ميناء عدن واستولى على قلعتها بعد هجوم بحري عنيف، وترك فيها حامية برية وعاد إلى السويس، فأعجب ذلك كل من داود باشا والي مصر، وكذلك السلطان العثماني في إستانبول.
وقد دفع هذا النجاح البحري بيري، إلى أن يقوم في نفس العام، بقيادة ثلاثين سفينة -من مختلف الأحجام- من أسطول مصر البحري، وتوجه إلى جدة ثم إلى عدن، ثم تمكن من فتح قلعة مسقط، ثم حاصر هرمز وضربها ضربا شديدا بالمدافع، لكن المقاومة البرتغالية كانت أشد وبالتالي استعصت هرمز على الفتح بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى منه. فاتجه الريس بيري بأسطوله هذا من مياه هرمز إلى البصرة ومكث هناك مدة. وإذا به يعلم فجأة أن الأسطول البرتغالي في طريقه إلى البصرة ، ولم يكن يتوقع هذا، ولم يكن يملك القوة البحرية الكافية لمواجهته فأسرع بالانسحاب من مياه البصرة بثلاث سفن كانت هي القريبة من أوامره، ولم يتمكن من استدعاء بقية سفنه التي كانت تتجول في مياه الخليج. وأمام ميناء البحرين تحطمت واحدة من سفنه الثلاث وغرقت، وعاد إلى قاعدته مصر بسفينتين فقط عليهما ما استطاع نقله من غنائم معاركه في الخليج قبل انسحابه.
ترتب على انسحاب بيري ريس وخسارته أمام البرتغاليين أن أرسل قوباز باشا رسالة إلى والي مصر يخبره بالواقعة، وبأن الريس بيري قد ترك السفن الباقية من أسطوله تواجه مصيرها، فقام والي مصر بدوره بإبلاغ النبأ إلى إستانبول، وقال أيضا في بلاغه أنه قبض على الريس بيري بعد عودته إلى السويس. فجاء رد إستانبول سريعا وحاسما: "يأمر السلطان سليمان بدق عنق قائد البحرية الريس بيري، وتصادر كل ثروته لصالح بيت المال، وعلى ذلك أعدم في مصر عام 960هـ / 1552 م.
وتعود شهرة بيري رئيس العلمية إلى أنه قدم أهم عمل خرائطي عثماني يشمل خارطة للعالم، اعتمد في وضعها على (43) خريطة منها عشرون من عهد بطليموس وما بعده، وثمانية منها كانت خرائط تسمى جعفرية من صنع جغرافيين مسلمين، وأربعة منها كانت خرائط جديدة رسمها البرتغاليون وإحداها كانت خريطة كولومبوس، وجميع هذه الخرائط تتسم بالدقة المتناهية. أما أشهر خرائطه فهي الخريطة التي تظهر جزءا من الأمريكتين، وهي أول خريطة دقيقة عن العالم الجديد ترسم بهذا الشكل. وقد أثبت فيها بيري ريس وجود خمس مراكز بارزة على المحيط الأطلنطي، بعد أن حول جميع الخرائط إلى مقياس رسم واحد، كما رسم جبال على شكل كروكي والأنهار مبينة بخطوط سميكة، أما المناطق المنخفضة فقد وضحت بنقط حمراء، ولون المدن والقلاع باللون الأحمر، والأماكن الخالية من الناس بخطوط. كما استعمل وردتا بوصلة واحدة في الشمال والأخرى في الجنوب، بدلا من خطوط الطول والعرض، وجعل كل وردة مقسمة إلى ( 32 ) جزءا. أما الخطوط التي تمتد بين أقطار الوردتين والمقاييس فتستخدم في قياس المسافات بين الموانئ. ولقد أودع بيري ريس جميع خرائطه في كتابه بحرية الذي يعد أشهر كتب الملاحة البحرية التي وصلتنا من القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 16, 2005, 04:24:45 صباحاً
سليمان المهري (كان حيا 917هـ / 1511 م)
سليمان بن أحمد بن سليمان المهري ربان بحري وعالم فلكي اشتهر في القرن التاسع والعاشر الهجري / الخامس والسادس عشر الميلاديين. ولد سليمان في بلدة سقطري من بلاد اليمن حيث يمتد نسبه إلى قبيلة مهرة بن حيدان من قضاعة.
عرف المهري كربان خبير في البحار على طول الساحل الجنوبي لحضرموت، فقد جاب المهري سواحل أفريقيا الشرقية وسواحل الهند وجزر الملايو ووصف خطوط الملاحة لهذه الجزر، فقد تتلمذ المهري على مؤلفات ابن ماجد إلا أنه أضاف الكثير إلى علم البحار. ولقد صحح المهري الأرقام الخاصة بالأخنان الأربعة الأولى في الجداول البحرية التي أوردها ابن ماجد فقدمها على شكل كسور تقريبية مستخدما طريقة أرباع الجيب. كما رتب المهري بشكل منطقي المسافات البحرية الموافقة للارتفاعات المختلفة المقاسة بالأصابع لتحديد مواضع الأمكنة على الخريطة البحرية لابن ماجد بالنسبة لخط الزوال الأولي. ولقد بلغ الفارق بين الموقع الذي حدده المهري لجزيرة لاسوند وبين الذي أعطاه ابن ماجد لهذا الموقع مقدار إصبعين.
وقد أظهرت مؤلفات المهري المتنوعة خبرته في مجال علم البحار والتي كانت عونا كبيرا لمن جاء من بعده من العلماء، وكان من أشهر هؤلاء الذين استعانوا بمؤلفات سليمان المهري الريس بيرى .
ترك المهري العديد من المؤلفات في علم البحار والفلك من أهمها: كتاب العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية ، وكتاب المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر ، والأرجوزة السبعية ، وكتاب قلادة الشموس واستخراج القواعد ، وكتاب تحفة الفحول في تمهيد الأصول في الفلك .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 16, 2005, 04:25:14 صباحاً
شيخ حطين (654-727هـ /1256 -1327م)

 الحقل المغناطيسي  

محمد بن أحمد أبو بكر الأنصاري الدمشقي ولقبه شمس الدين وكنيته أبو عيد والمعروف بشيخ حطين وبشيخ الربوة. عالم الزراعة والجغرافي وعالم الأرض. عاش في القرنين السابع والثامن الهجريين / الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين.
ولد شيخ حطين بدمشق عام 654هـ /1256 م، وكان فكها ذكيا فطنا له القدرة على الدخول في كل علم فقد كان عالما موسوعيا، وولي جامع الربوة وهو جامع في ضاحية من ضواحي دمشق، وعاش بها معظم حياته. وتوفي بصفد عام 727هـ /1327 م وهو في طريقه للعودة إلى دمشق. وشيخ حطين جغرافي ناقش العديد من الأفكار حول شكل الأرض، وتحدث عن الأقاليم السبعة وفصول السنة والآثار القديمة، ثم تناول القارات الثلاث الباقية في نطاقات ثلاثة متوازية، ووصفها من حيث أشكالها التضاريسية وأوصافها وسماتها ومعادنها وجواهرها ونباتاتها، واهتم اهتماما خاصا بالعالم الإسلامي، وذلك في كتابه: نخب الدهر في عجائب البر والبحر .
وكان شيخ حطين من أكثر الجغرافيين المتأخرين اهتماما بموضوع الأنهار . فقد أفرد في كتابه: نخبة الدهر في عجائب البر والبحر فصلا ضافيا عن أنهار العالم الإسلامي وذكر كل ما يتعلق بها من معلومات . ولم تشمل شروحه الكلام عن طوبوغرافية الأنهار فحسب ، بل تعدتها إلى شرح نظام الدورة المائية . ويمكن القول إن الدمشقي كان من الجغرافيين القلائل الذين خاضوا في هذا الموضوع النظري ، وأن شروحه لا تختلف كثيرا عن الشروح الحديثة لأطوار الدورة المائية .
واهتم الدمشقي بالمعادن وكان الذهب أكثر المعادن التي اهتم بها، وذكر أن الذهب هو مغناطيس الزئبق فإذا اقتربا من بعضهما البعض جذب الزئبق الذهب إليه وامتزج به، ومن هنا يتضح اهتمام شيخ حطين بفكرة المغناطيس وتلك القوة الجاذبة له، بل إنه تحدث عنه حديثا خاصا. وقد ذكرت كتب تاريخ العلوم أن شيخ حطين قد اهتم اهتماما خاصا بحفر الآبار واستخراج المياه، وكذلك السموم، والأنواء، والثروة الحيوانية. ولشيخ حطين كتاب في علم الزراعة بعنوان: الدر الملتقط في علم فلاحتي الروم والنبط وهو كتاب مكون من فهرس وأربع مقالات في تسعة وثلاثين بابا، وهو كتاب جامع لأنواع الزراعة عند الروم والنبط وغيرهما مستفيدا فيه من كتب العلماء السابقين من بابليين وروم وهنود وع رب. وله كتاب في علم الفراسة بعنوان: كتاب السياسة في علم الفراسة ألفه في أوائل حياته في دمشق.
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 16, 2005, 04:25:49 صباحاً
عطارد البابلي ( 000-206 هـ / 000 -821م )
عطارد بن محمد البابلي البغدادي كاتب وفلكي وحاسب وعالم من علماء الأرض تخصص في علم الجواهر خاصة. عاش في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي.
ذكرت كتب تاريخ العلوم أن عطارد البابلي من أقدم العلماء المسلمين الذين تخصصوا في علم الأحجار الكريمة، فكانت مؤلفاته من الكتب الأصول في هذا العلم، ولكن تاريخ حياته غير معروف فكل ما ذكرته الموسوعات وكتب تاريخ العلوم أنه ولد في بغداد، وتوفي عام 206هـ /821 م. ولعطارد البابلي كتابان في علم الأحجار أهمهما كتاب: منافع الأحجار وهو أول كتاب مفرد يبحث في علم الأحجار الكريمة وقد ذكر ذلك سارتون، ويشتمل هذا الكتاب على دراسة لخواص الأحجار الكريمة وأنواعها وأماكن وجودها، وأبدى فيه اهتماما خاصا بالماس ، وقد استفاد منه العلماء المسلمون التالون له فقد ذكره الرازي في كتابه: الحاوي في الطب والتداوي . وله كتاب آخر في علم المعادن بعنوان: الجواهر والأحجار ، وقد ظن بعض الباحثين أنه نسخة أخرى لكتاب منافع الأحجار ولكن بعد البحث والتنقيب اكتشف أنه كتاب تال في هذا العلم مكمل لمباحث الكتاب الأول باستفاضة.
ولعطارد البابلي اهتمام خاص بعلم الفلك وقد ألف فيه عددا من الكتب، بعضها في عمل بعض آلات الرصد الفلكية ومنها: العمل بذات الحلق ، و العمل بالأسطرلاب ، وقد درس عطارد البابلي الكواكب السيارة وحركتها حول الأرض وأبعادها، وذلك في كتابه: تركيب الأفلاك ، وله زيج بعنوان الزيج الكافي . ومن أهم كتبه العلمية الأخرى كتاب بعنوان: الأنوار المشرقة في عمل المرايا المحرقة .
العنوان: سلسة علماء الارض العرب
أرسل بواسطة: marwan في يناير 16, 2005, 04:26:32 صباحاً
ياقوت الحموي (574 -626هـ / 1178 -1229م)
ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي شهاب الدين رحالة جغرافي أديب شاعر لغوي، ولد ببلاد الروم، وهو عربي الأصل من مدينة حماة ، وقد أسر الروم والده في غارة لهم على مدينة حماة، ولم يستطع الحمدانيون فداءه مثل غيره من العرب فبقي أسيرا بها وتزوج من فتاة رومية فقيرة أنجبت "ياقوتا". وانتقل إلى بغداد وهو طفل، وكان واليه التاجر عسكر بن أبي نصر البغدادي، وعامله عسكر معاملة الابن، وقد حفظ القرآن الكريم في مسجد متواضع هو المسجد الزيدي بحارة ابن دينار على يد مقرئ جيد وتعلم القراءة والكتابة والحساب، وحين أتقن ياقوت القراءة والكتابة راح يتردد على مكتبة مسجد الزيدي يقرأ بها الكتب وكان إمام الجامع يشجعه ويعيره الكتب ليقرأها.
وعلمه عسكر شئون التجارة وعمل معه بمتجره، وسافر معه إلى عدة بلاد وكانت أولى أسفاره إلى جزيرة كيش في جنوب الخليج العربي، وكانت جزيرة شهيرة في وقتها بالتجارة. وتوالت أسفار ياقوت إلى بلاد فارس والشام والجزيرة العربية وفلسطين ومصر، وحين اطمأن عسكر لخبرته بالتجارة مكث في بغداد وكان ياقوت يسافر بمفرده وكان أثناء رحلاته يدون ملاحظاته الخاصة عن الأماكن والبلدان والمساجد والقصور والآثار القديمة والحديثة والحكايات والأساطير والغرائب والطرائف.
وفي عام 597هـ -1200م ترك ياقوت تجارة عسكر وفتح دكانا متواضعا بحي الكرخ ينسخ فيه الكتب لمن يقصده من طلاب العلم، وجعل جدران الدكان رفوفا يضع بها ما لديه من الكتب التي اشتراها أثناء رحلاته أو الكتب التي نسخها بيده من مكتبة مسجد الزيدي. وكان في الليل يفرغ للقراءة، وأدرك ياقوت أهمية التمكن من اللغة والأدب والتاريخ والشعر فنظم لنفسه أوقاتا لدراسة اللغة على يد ابن يعيش النحوي، والأدب على يد الأديب اللغوي العُكْبُري.
وعندما بلغ ياقوت خمسا وعشرين سنة وتمكن من العلوم المختلفة وشعر أن خبراته الجغرافية قد نضجت عاود السفر مرة أخرى، وعمل في تجارة الكتب، فزار فارس ولقي علماءها وأدباءها وسافر إلى الشام وزار موطنه الأصلي حماة. وزار نيسأبور وتزوج هناك ومكث عامين، ولكنه لم يستطع الاستقرار طويلا فعاود السفر وتجارة الكتب مرة أخرى بين مدائن خراسان، ومر بمدينة هراة وسرخس ومرو، وكانت مدينة جميلة، فقرر أن يمكث بها فهي مركز ثقافي هام، وكان ياقوت يختبر ما يسمعه من أخبار عن المدينة فقد سمع مثلا عن أهالي مرو أن هم بخلاء، ولكنه وجدهم ليني الأخلاق، يؤثرون الاقتصاد والاعتدال ويكرهون الإسراف وفي مرو وضع عددا من الكتب، وبدأ في إنجاز مشروعه الكبير لتأليف معجم جغرافي يدون به أسماء البلدان وما سمعه ورآه عنها محققا أسماءها ذاكرا لموقعها الدقيق مراعيا الدقة والتحقيق ذاكرا خطوط الطول والعرض وموضحا لتاريخها وحكاياتها وأخبارها، وهو: معجم البلدان
ومع اجتياح المغول لمرو هرب ياقوت الحموي إلى الموصل وأنجز بها معجم الأدباء، وسافر بعد ذلك إلى حلب وكان في رعاية واليها الوزير والعالم المؤرخ الطبيب القفطي الذي رحب به وجعل له راتبا من بيت المال وقد كان ياقوت معجبا بالوالي لعلمه فقد قرأ كتبه في بغداد، وقضى ياقوت في حلب خمس سنوات أنهى فيها الكتابة الأولى لمعجم البلدان وكان قد بلغ من العمر خمسة وأربعين عاما.

ويروى أن سبب تأليف ياقوت لهذا المعجم أن سائلا قد سأله عن موضع سوق حُباشة بالضم ولكنه نطقها بالفتح وأصر على صحة نطقه وتحقق ياقوت من صحة نطق الاسم فتأكد من صواب نطقه هو للاسم فقرر أن يضع معجما للبلدان.  


وعاود ياقوت السفر مرة أخرى إلى سورية وفلسطين ومصر وكان يودع دائما المعلومات الجديدة التي يجمعها في معجمه فظل يصحح فيه ويضبطه إلى أن حان أجله عام 626هـ -1229م في حلب، وقد طلب من صديقه المؤرخ ابن الأثير أن يضع نسخة من كتابه في مكتبة مسجد الزيدي ببغداد الجامع الذي شهد أولى مراحله التعليمية. وقد طلب القفطي منه أن يختصر المعجم لكنه رفض لاعتقاده أن الاختصار يشوه الكتب ويفقدها الكثير من قيمتها العلمية.
ومن أهم مؤلفاته في الجغرافيا: مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع . و المشترك وضعا من أسماء البلدان والمختلف صقعا من الأقاليم . و معجم البلدان .
ومن مؤلفاته الأخرى: معجم الأدباء . المقتضب في النسب . أنساب العرب . أخبار المتنبي .