المنتديات العلمية

المنتديات العلمية => منتدى علوم البيئة => الموضوع حرر بواسطة: التواق للمعرفة في يناير 25, 2005, 07:57:41 مساءاً

العنوان: جنة عدن استحالت خراباً
أرسل بواسطة: التواق للمعرفة في يناير 25, 2005, 07:57:41 مساءاً
بغداد، 29 أيلول (IPS) – يشير الكتاب المقدس إلى أن الأهوار العراقية كانت يوماً ما جنة عدن. الجنة و إن وجدت يوماً فقد اختفت الآن، و كذلك هي الحال مع أهوار العراق.
تنتشر الأهوار على رقعة مساحتها 20.000 كيلومتر مربع جنوبي العراق و هي قد تشكلت مع التقاء نهري دجلة و الفرات قبيل اندفاعهما معاً باتجاه الخليج العربي.

اليوم، أكثر من 70% من الأهوار جافة و أقل من 10% من تعداد سكانها الذي بلغ مليوناً يوما ما قد بقوا فيها. الناس الذين اعتادوا المعيشة على الصيد و زراعة الرز و صناعة القصب لم يعد لديهم ما يكتسبون به قوتهم اليومي.
يلقى اللوم عادةً على الرئيس السابق صدام حسين لبنائه السدود التي حولت المياه من النهرين إلى مناطق أخرى خلال التسعينيات. و قد أشار البعض إلى أنه قد فعل ذلك عقاباً للشيعة الذين عارضوه بعد حرب الخليج الثانية عام 1991.
يقول إسماعيل الزائر الذي لا يزال يعيش هناك أن "صدّام قد قتل الأهوار و دمّر جميع سبل الحياة فيها". مع انقطاع مصادر المياه، اضطر السكان للعيش كلاجئين في إيران أو في مناطق أخرى من العراق. أكثر اللاجئين كانوا من الشيعة الذي قد سبق لهم الاختباء في المستنقعات للنجاة من العقوبات الصارمة التي فرضها صدام بعد انتفاضتهم.
حقيقةً، لا يمكن إلقاء كل اللوم على صدام حسين. فقد سبق لأسلاف صدام حسين إعداد الخطط منذ خمسينيات القرن الماضي لبناء السدود بهدف تحويل المياه عن الأهوار. حتى أن البعض كان يؤكد أن هذا الأمر حتمي، في حين أن آخرين يشيرون إلى أن الماء المحوّل لم يوفر الناتج الزراعي المطلوب.
بعض السدود التي تم بناؤها في عهد صدام لتحويل المياه لا تزال في مكانها، في حين تم إغلاق السدود الأخرى.
ترى أسرة إسماعيل الزائر بصيص أمل الآن و هي تعمل من أجل إعادة الأهوار على ما كانت عليه. يقول إسماعيل: "سوف يستغرقنا الأمر كثيراً من الوقت، كثيراً من الجهد، و لكننا سننجح".
إن الوسائل التي يتم بها ذلك قد لا تكون بالضرورة هي الفضلى فقد قام الأهالي بخرق السدود و الحواجز في العديد من المواضع للسماح للماء بالتدفق باتجاه الأهوار مرةً أخرى. و قد تم غمر ما يقارب خمس مساحة الأهوار مرة أخرى بهذه الطريقة بالرغم من أن الماء في معظمه ملوث وفقاً لتقارير محلية.
تسعى العديد من المنظمات الدولية بما فيها برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP لتأهيل مناطق من الأهوار بدعم من دول مانحة مثل اليابان و إيطاليا و كندا. و لكنهم حذرون جداً مع أي طرح يتناول تأهيل كامل مساحة الأهوار.
تقول مونيك باربوه من UNEP في حديث هاتفي من باريس مع IPS: "في الوقت الحالي، نحن لا نقوم بإجراء تغييرات واسعة في الأهوار. إن هذا المشروع طويل الأمد و يعتمد على توجهات الحكومة العراقية و يتطلب رأي العديد من الوزارات حول القرارات الهامة و المكلفة".
يعتمد القرار حول الأهوار على توجهات حكومة العراق المستقبلية بخصوص كيفية توزيع مياه دجلة و الفرات، و إنشاء محطات معالجة للمياه، و المتطلبات التي سيستلزمها الإنتاج الزراعي على وجوب تحويل مياه النهرين.
تقول باربوه" "لقد قامت الحكومة بتشكيل هيئة مشتركة، و لكن لا يزال الوقت مبكراً كثيراً عليهم لاتخاذ أية قرارات".
بعض من الخطوات المبكرة باتجاه تأهيل الأهوار تتضمن إعداد مشاريع لمعالجة و تطهير الماء. مع غياب الماء العذب فقد ازدادت الملوحة و تلوثت المياه بالنفايات. وفّرت اليابان 11 مليون دولار للـ UNEP من أجل مشروع التأهيل لتأمين المياه النظيفة و تأهيل الموئل الذي سيقوم بتصفية الماء بشكل طبيعي.
حالما يتم تناول هذه القضايا سوف يكون على الحكومة أن تحدد كيفية توفير الماء مرةً أخرى للمناطق الجافة. لقد كانت الأهوار تفيض عادةً بين شباط/فبراير و نيسان/إبريل بالمياه العذبة المتدفقة من النهرين لتقوم بغسل المياه المالحة المتجمعة بقية العام. لقد كانت تتم معالجة النهرين بشكل ملائم و كانت المياه تنساب من خلال السدود.
ما لم يتم إحياء توزع المياه هذا فإن البديل الوحيد قد يكون بجلب المياه عن طريق الخليج العربي، و هذا الأمر سيكون مكلفاً في المعالجة و الإمداد.
حسني جاسم محمد، أستاذ سابق في الدراسات البيئية بجامعة بغداد، يقول للـ IPS: "مكلف أم لا، يجب علينا أن نجد حلاً إذا كنا نفكر بالآثار البيئية للأهوار. الأهوار هي نظم بيئية فريدة فهي توفر المأوى للطيور المهاجرة و الموطن للأسماك. الأراضي الرطبة توفر الحياة لجميع الأجناس التي قد تموت بدونها".
سوف يكون التأهيل مهمة اقتصادية هامة بالإضافة إلى أنها قضية بيئية. تقول باربوه: "لقد استعملت الأهوار لتوفير العمل و الرفاهية لمئات آلاف الناس. إذا كان بالإمكان إعادة الناس إلى أنماط حياتهم التقليدية فإن هذا يعني مقداراً أقل من المشاكل التي يفترض بالحكومة التعامل معها".
من بين مناطق الأهوار الرئيسية الثلاث الحويزة و الحمّار و الأهوار الوسطى، فإن الأهوار الوسطى هي أكثر من عانت و هي الآن جافة بشكل كامل تقريباً في حين أن الجزء الشمالي فقط من هور الحويزة على طول الحدود مع إيران قد حافظ على شكله الأصلي.



مترجم بتصرف
(بيمان بيجمان، إنترناشيونال برس سرفس)
العنوان: جنة عدن استحالت خراباً
أرسل بواسطة: الأحيائي الصغير في يناير 25, 2005, 08:42:27 مساءاً
الله يعطيك ألف ألف عافية أخي العزيز التواق

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب


 :)
العنوان: جنة عدن استحالت خراباً
أرسل بواسطة: ساكن الأفق في يناير 25, 2005, 08:52:42 مساءاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

عافاك الله أخي التواق للمعرفة وجزاك خيراً...

وأدعو للمغلوبين من للمسلمين في كل مكان بالنصرة وظهور الأمر..
العنوان: جنة عدن استحالت خراباً
أرسل بواسطة: التواق للمعرفة في يناير 25, 2005, 11:04:46 مساءاً
اللهم آمين أمين ....


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اخي العزيز .. الاحيائي الصغير ..
 اسعدني مرورك والتعليق .. شكرا لك ...

الاخ العزيز ساكن الافق ..
باركك الله وجزاك كل خير ...

شكرا لكما ....

:) :) :)


دمتم بخير
اخوكم - التواق