المنتديات العلمية

المنتديات العلمية => منتدى علم الإجتماع وعلم النفس والتربية => الموضوع حرر بواسطة: وليد الطيب في مارس 14, 2005, 02:51:27 مساءاً

العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في مارس 14, 2005, 02:51:27 مساءاً
السلام عليكم

قبل أيام كنتُ في مجلس لأحد الأقرباء وسألته إن كان ينوي الحج هذا العام، وقبل أن يجيب تدخل ابنه الصغير وقال: "يحج مين يا عم؛ آخر مرة راح فيها الحج لقيوه في مخيم التايهين".. وانفجر المجلس بالضحك وتملك الجميع قناعة فورية بأن هذا الطفل يملك ذكاء أكبر من سنه!!
وهذا التعليق الطريف يضم كل عناصر النكتة (أو الطرفة) النموذجية، فهي من قبيل السهل الممتنع حين نسمعها لأول مرة تجذبنا ببساطتها واختصارها البليغ. وقد تبدو سهلة في الظاهر ولكن أقل ما يقال عن "النكتة النموذجية" أنها تركيبة لغوية معقدة واستنباط شخصي بارع.. فالمرء يمكن أن يؤلف كتاباً (أو يكتب مقالاً) ولكن يصعب عليه تأليف نكته متوسطة المستوى. فالنكتة البارعة تتطلب مهارة في إبراز التناقضات، واللعب بالمفردات، واختلاق المواقف في أقل قدر من الكلمات.
ومن أساسيات النكتة الجيدة أن تكون مفاجئة ومختصرة وتتضمن تركيبة ذكية. وحين يبتكر شخص ما نكتة فورية (أثناء الحديث مثلاً) فهذا يعني انه امتلك في لحظة وجيزة أربع صفات عقلية هي: الذكاء، والادراك اللغوي، وسرعة البديهة، وفهم ردود الآخرين!!
@ أما الطرف الآخر (المتلقي) فيجب أن يتحلى بقدر معقول من الذكاء والادراك اللغوي لفهم آلية النكتة، فالذكاء والمعرفة ضروريان لفهم المفارقة (وإلا غدا كالحمار الذي ضحك ثاني يوم) في حين ان الادراك اللغوي مهم لفهم مغزى التلاعب بالألفاظ (فالجديد على لغة ما لا يفهم نكتة من قبيل: صعيدي جلس على قهوة.. أحرقته)!
والنكتة الجيدة قد تضم عدة مواقف ودلالات - كأن تكون مضحكة ولكنها ساخرة ومهينة في نفس الوقت-، وصاحب الذكاء الضعيف قد لا يميز إلا عنصراً واحداً ولا يشغل باله بالدلالات الباقية، فقد لا يلاحظ مثلاً أن السخرية والتشفي هما العنصر الأبرز في تعليق أحدهم: (إنه ليس نحيفاً وحسب، بل بإمكانه النظر من ثقب الباب بعينيه الاثنتين).. وفي المقابل يتطلب تعليق كهذا خيالاً واسعاً وذكاء في التركيب - وحين تأتي من طفل نضيف إليها عنصراً ثالثاً هو انفتاح الشخصية والنضج الاجتماعي..
وانتشار نسبة النكتة في بلد ما تشير إلى طبيعة الشعب والمزاج السائد فيه، فأول ما لفت انتباهي (في أول زيارة لي لمصر) مهارة رجل الشارع في ابتكار النكتة والمزايدة عليها مما يدل على ارتفاع مستوى "الذكاء الاجتماعي العام" والانفتاح بين الأفراد..
@ أما من الناحية الطبية فقد اتضح أن تضرر الفص الأمامي الأيمن من المخ يمنع المريض من فهم مغزى النكات المعقدة. وهذا أمر له دلالته الطبية لأن النكتة - كما قلنا - خليط من تراكيب لغوية ونفسية وعقلية بارعة، وحين يتضرر الجزء المختص من المخ يختل تركيب النكتة (لغوياً أو ذهنياً) فتصبح غير مفهومه بالنسبة للمصاب!!
وأذكر أن فريقاً من جامعة تورنتو الكندية قد توصل لهذه النتيجة (حسب الرياض 99/4/2) بعد دراسة ردود الفعل على نوعيات مختلفة من النكات (شفهية ومكتوبة ومباشرة ومعقدة). وكان أكثر من نصف المختبرين من المصابين نفسياً أو المتضررين في أدمغتهم. وقد اتضح ليس فقط علاقة النكتة بالذكاء، بل وأيضاً بشخصية الفرد ومعدل وعيه ومستوى ثقافته!!
.. من الأقوال المشهورة لرائد الفلسفة الفرنسية ديكارت "أنا أفكر إذاً أنا موجود".. وبتحوير بسيط يمكن القول:
أنا انكت، إذاً أنا ذكي وأتفاعل مع الآخرين!

شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في مارس 14, 2005, 02:55:54 مساءاً
السلام عليكم

معظم الدراسات التي تناولت الفكاهة بالتحليل ظلت تفتقر إلى الفكاهة, بل إن بعضها كان مغرقًا في ثقل الظل, لكن هذا المقال يحاول أن يتناول الضحك, تحليليًا, ولكن بمرح!

          كان هيروقليطس وديموقريطس, وهما من فلاسفة اليونان القديمة, يسيران معًا ويشاهدان سخافات الناس, فيضحك أحدهما ويبكي الآخر, فالاثنان يخرجان عواطفهما المكبوتة وانفعالاتهما في صورة تبدو وكأن أحدهما عكس الآخر. لكن الضحك كالبكاء وأحيانا ينقلب الضحك إلى بكاء والبكاء إلى ضحك, وما يفعله الفيلسوفان على اختلافهما في رد الفعل ضروري, لكنني أعتقد أن الضحك في بعض الأحيان وإزاء بعض المواقف أفضل من البكاء, وخاصة للرجال, وعندما كنت أعمل بالطب النفسي حاولت أن أصنع ارتباطا شرطيا عند بعض المرضى الحزانى مع الضحك عند حدوث المشاكل, فكنت أنصح المريض بأن يضحك من مشاكله وسوف يجد ما يضحك عليه طويلاً فالمشاكل هي لب الحياة وعمودها الفقري وقد خُلق الإنسان في كبد. كما أنني كنت أطلب من المريض المكتئب أن يجمع النكات والفكاهات والطرائف التي يسمعها أو يقرأها في كشكول كبير, ثم بعد ذلك يحاول أن يصنع صنيعها وينسج على منوالها.

أول علاج للاكتئاب في العالم

          سؤال هاجس: لماذا يضحك الإنسان إذا دغدغه أحد بأصابعه في بطنه بينما لا يضحك إذا قام هو بعملية الدغدغة بنفسه ولنفسه? سؤال حيّر البشرية من قديم. قام العلماء بتكوين ثلاث مجموعات, المجموعة الأولى قام فيها كل شخص بدغدغة زميله فضحك الجميع, وفي المجموعة الثانية قام كل شخص فيها بدغدغة نفسه فلم يضحك أحد, وفي المجموعة الثالثة تولى جهاز آلي دغدغة المجموعة فضحك من المجموعة الثالثة النصف فقط أما النصف الآخر فقد أضحك الجهاز.

          ويقول قانون التطور إن (البقاء للأصلح), لكن من هو الأصلح? لقد انقرض الديناصور وبقيت الذبابة فهل الذبابة أقوى وأصلح من الديناصور? أم أن الديناصور أقل مرحًا بينما الذبابة تظل تمرح طوال يومها? أثبتت البحوث الحديثة في مجال المخ والأعصاب أن قدرة الإنسان على الفكاهة والمرح والسخرية المهذبة هي التي تجعله الأرقى بين بني جنسه, فالبقاء ليس للأصلح, ولكن البقاء للأضحك أي الأكثر ضحكا وهو الأصلح.

          دراسات حديثة عن نشاط المخ بينما الإنسان يضحك: هناك دليل على أن الفصوص الأمامية مسئولة عن النكتة والفكاهة بينما تشارك مناطق المخ والتحكم الحركي في تنفيذ الاستجابة الطبيعية للضحك, مثل القهقهة والاستلقاء على القفا من الضحك, وضرب كف بكف, وفتح الفم وتوسيع الأشداق.

          في عام 1999 تم عمل دراسة تحليلية لمرضى بتلف في الفصوص الأمامية اليمنى حيث تتجمع معطيات الانفعال والمنطق والإدراك الحسي, وجد أن هؤلاء المرضى لا يستطيعون اختيار موضوعات الفكاهة ويجدون صعوبة في التحكم في مسارها وعادة ما يختارون الفكاهات الأكثر سخافة ومنافاة للعقل والأسلوب الكوميدي الرخيص, وتأتي الدعابة عادة خشنة رخيصة متدنية. صنع النكتة والضحك عليها يعتمد على وظائف المخ العليا.

          هل هناك علاقة بين إلقاء نكتة من إنسان والضحك عليها من قبل آخرين? هل هناك علاقة بين الفكاهة والضحك, وهل الفكاهة هي سبب الضحك? لاحظ بعض الباحثين أن من يلقون النكات على المستمعين يضحكون أكثر منهم ربما لكي يجعلوهم يضحكون بالعدوى, فالضحك بلا شك عدوى كما أن بعض الباحثين في علم النفس أقروا أن الفعل يسبق الانفعال فالإنسان يضحك على النكتة بمجرد إلقائها لأنه مهيأ لذلك قبل أن يستوعبها, كما أننا نضحك على النكات السخيفة والنكات القديمة التي سمعناها كثيرًا من قبل, والضحك قد يكون بسبب آخر غير النكتة التي ألقيت قبل الضحك مباشرة, فلربما كانت النكتة بمنزلة العامل الحفاز. أما السبب الحقيقي للضحك فهو التفاعل الاجتماعي, بدليل (الإنسان لا يضحك وحيدًا وإلا اتهم بالجنون) وعندما تكون وحيدًا قد تتحدث بصوت مرتفع لكنك لا تضحك بصوت مرتفع والنسبة بين ضحك الإنسان مع آخرين وضحكه وحيدًا هي 30 : 1.

شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في مارس 14, 2005, 02:56:56 مساءاً
السلام عليكم

فالضحك ليس استجابة غريزية فطرية للفكاهة كالإجفال عند الألم والرعشة عند البرد ولكنه شكل من أشكال الارتباط الاجتماعي الغريزي تقدح الفكاهة زناده.

          يقول المثل الشعبي المصري (الضحك من غير سبب قلة أدب) القراءة التجريدية للمثل لا تدعو لمنع الضحك, وإنما تدعو لاختلاق سبب للضحك, أي صنع موقف فكاهي من مواقف الحياة الصعبة ثم بعد ذلك يضحك الإنسان كيفما شاء, وفي صنع الموقف الفكاهي إعمال للعقل وتنشيط لخلايا المخ وتغيير الحالة النفسية من الاكتئاب للبهجة.

          الضحك والذكاء: الاستمتاع بالفكاهة والنكات التي تحتوي على رمز ولها مستويات عدة للفهم هو طبيعة للأذكياء, وكلما ازداد مُعامل الذكاء, استمتع الإنسان بالنكتة, بل إننا لا نضحك على النكتة بقدر ما نضحك إعجابًا بذكائنا على أننا فهمناها. يقول الفيلسوف هنري برجسون إن الإنسان لا يستطيع أن يضحك إلا في وجود غيره من الناس, بل إنه لا يستسيغ أصلاً الضحك حين يستبد به الشعور بالوحدة, إذ يبدو أن الضحك يحتاج دائما إلى أن يكون له صدى وأن يجد له تجاوبا مع الآخرين), فضحكنا دائما هو ضحك جماعة وليس ضحك أفراد, من حيث هم أفراد والضحك مع الجماعة يتخذ معنى أعمق من المعنى الفردي فهو يزيد الحدود ويقوي الروابط ويجعل الإنسان ينظر للحياة بمودة وللجنس البشري بمحبة.

          هل الإنسان هو فقط الذي يضحك? مادمت لا تعرف لغة الحيوان والطيور فلن تعرف أبدا إن كانت تضحك أم لا, لكن العلماء لم يقفوا مكتوفي الأيدي, فالبداية كانت مع داروين فقد قارن بين الأصوات المتكررة التي تنطقها القردة العليا عند دغدغتها, وبين ضحك الإنسان وقال بوجود تشابه بينهما. ولاحظ علماء آخرون حركات عند القردة أطلقوا عليها الوجه اللاعب, حيث تتكرر عملية الخفض لجفني العين والفتح للفم إلى أقصى اتساع فتنكشف الأسنان واعتبروا ذلك شبيهًا بالابتسام أما عالم الضحك (روبرت بروفين) فقد وجد اختلافًا واضحًا بين ضحك الإنسان وما يُعتقد أنه ضحك قردة الشمبانزي (وقد لا يكون ذلك كذلك) فالإنسان يضحك هاهاها والقردة العليا تضحك أهـ أهـ أهـ.

          مشكلات غير قابلة للحل: للإنسان الذي يعاني من مشكلة غير قابلة للحل أن يلجأ لوسائل ثلاث وهي أن يتكيف معها رغما عنه ويقبلها على مضض وهذه هي المرحلة الأولى, أما المرحلة الثانية فهي أن يتحملها ويتسامح معها وهي أفضل من المرحلة الأولى لأن التسامح مع المشكلة وتحملها هو تغلب عليها وقهر لها عكس التكيف حيث إنه في التكيف تظل المشكلة قائمة, تخبو حينا ويشتعل أوارها أحيانا, والمرحلة الثالثة هي التسامي على المشكلة وليست هذه في مقدور كل البشر فهي من أخلاق الملائكة, فماذا عن دور الفكاهة والمرح في هذا السياق? إن الفكاهة والضحك يساعدان الإنسان على قطع هذه المراحل الثلاث وتحقيقها, بل إن العالم إيزنك قال إن الضحك نوع سام من أنواع التكيف وهو كما سماه (التكيف السامي), وإذا كان ذلك كذلك فلا بد أن الضحك أيضا يحقق التحمل والتسامح.

          ويقول جان بياجيه عالم النفس الفرنسي الشهير إن الضحك كاللغة يؤدي لجميع الأفراد وظائف مشتركة تقرب فيما بينهم وله معان مشتركة ودلالات مشتركة, وكما أن هناك اختلافات في اللغة من وطن لآخر كذلك هناك اختلافات في الفكاهة والنكات من وطن لآخر, فما يضحك عليه شعب من الشعوب لا يضحك عليه شعب آخر وتعددت الفكاهة والضحك واحد.

          ويحتاج الوجدان الشعبي أو الجمعي الذي يتوارثه الأحفاد عن الأجداد إلى ما يذكيه, ويحافظ عليه متقدًا ينتقل من جيل إلى جيل, والفكاهة المتوارثة من أكثر الأشياء التي حافظت على الروح الجماعية للمشرق العربي وهناك دائما جحا

شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في مارس 14, 2005, 03:11:56 مساءاً
السلام عليكم

يقول نيتشه: إنني لا أعرف تمامًا لماذا كان الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يضحك? فإنه لما كان الإنسان هو أعمق الكائنات شعورًا بالألم كان لابد له أن يخترع الضحك. فالتعس هو الذي يضحك لكي يبدل بتعاسته الفرح, وليس من الغريب أن تنبع أجمل فكاهة من أعمق الناس حزنًا. واعتبر فرويد الفكاهة واحدة من أرقى الإنجازات النفسية للإنسان وتصدر عن آلية نفسية دفاعية في مواجهة العالم الخارجي المهدد للذات, وتقوم هذه الآلية الدفاعية بتحويل حالة الضيق إلى حالة المتعة. وينظر كذلك فرويد للنكتة على أنها قناع عدواني أو جنسي لكي يخفي الشخص حالات الإحباط الخاصة به.

          والضحك ليس دليلا على السرور, بل إن الضحك هو الذي يولد السرور والسعادة, فأنت إذا كنت حزينا وضحكت فسوف يتحول الحزن إلى سرور, لأن الفعل يسبق الانفعال ويصنعه, والضحك عمل الإرادة وفي وسع المرء أن يقرر أن يضحك. يقول جيمز لانج (لا نضحك لأننا مسرورون بل نحن مسرورون لأننا نضحك) ويقول مكدوجل (إذا كنا نشعر بالسرور حينما نضحك فإننا نشعر بالسرور لأننا نضحك), أما روبرت بروفين وهو عالم متخصص في دراسات الضحك فوجد أن 80% من الضحكات التي يطلقها الناس خلال حديثهم العادي ليس لها علاقة بالفكاهة, أما الـ20% الباقية فهي ترتبط بالفكاهة, وقد فسر مكدوجل الضحك كغريزة من الغرائز الأساسية للإنسان لكن هذه الغريزة ترتبط بمشاعر الضيق والألم أكثر من ارتباطها بمشاعر البهجة والفرح.

الفكاهة والفاكهة

          يقول مارسيل بانيول: القمع السياسي من شأنه ترويج النكات السياسية والتفاوت الطبقي يؤدي إلى انتشار القفشات الاجتماعية والسخرية من الأثرياء, والكبت الجنسي يساعد على ذيوع الدعابات الفاضحة والتوريات الماجنة, والفقر والجهل يعملان على ظهور الفكاهات العدوانية, على حين تساعد الثقافة على الارتفاع بمستوى الفكاهة الراقية التي لا تخلو من عنصري الذكاء والمعرفة. أذكر أنني أثناء عملي في الطب النفسي كان من ضمن الاختبارات التي نجريها على المرضى اختبار الأمثال الشعبية لكي نفهم من خلاله التفكير لدى المريض, وهل هو تفكير تجريدي أم تجسيدي لكنني كنت أستبدل بالأمثال الشعبية نكاتًا أقولها للمريض وأرى رد فعله وتفهمه للنكتة, وأطلب منه أن يلقي هو نكاتًا وكان هذا الاختبار يصلح أيضا ليس فقط للتفكير, وإنما للمزاج والانفعالات والذكاء وسمات الشخصية وحس الفكاهة. وهو لا يفيد المريض فقط تشخيصًا وعلاجَا وإنما يستفيد منه الطبيب أيضًا!

          في مسرحية شهيرة لممثل كوميدي مصري أذيعت مرات عدة, وقبل أن ينتهي أي مشهد فكاهي نفاجأ بانطلاق ضحكة نسائية مميزة طويلة, بعدها ينفجر باقي النظارة من الضحك وقد أصابتهم عدوى الضحك, وربما كانت هذه السيدة الضاحكة تعمل مع الفرقة المسرحية بوظيفة ضاحك أول وتتقاضى عن ذلك راتبًا, ومن المؤكد أن الوقت الذي يمر بين المشهد الفكاهي وانطلاق الضحكة الأولى لا يكفي لكي يستوعب الإنسان الموقف الفكاهي ويضحك له, فقد كانت الضحكة تنطلق قبل أن ينتهي المشهد بثوان ثم ينطلق وراءها الآخرون يضحكون لاشعوريًا, وربما كان المشهد لا يثير الضحك أو الابتسام.

          والإنسان كائن ضاحك والطرفة أو النكتة علاج نفسي مثلها مثل الحلم الذي يراه النائم, فهي قصيرة مكثفة مختزلة غير منطقية, وهي مثل الحلم تعمل على تكوين أشكال بديلة ذات طبيعة مماثلة, وتعبر عن شيء رمزي داخل الإنسان له شكله الظاهر ومحتواه الباطن, كما أنها تساعد الإنسان على إخراج عواطفه المكبوتة في صورة ضحك أو ابتسام, تلك العواطف المختزنة في العقل الباطن, والصحة النفسية للإنسان تتمثل في قدرته على صنع النكتة أو الموقف الفكاهي والتلاعب بالألفاظ حتى أثناء المأساة أو العمل الجاد العميق, وأذكر أنني يوم وفاة أمي في أحد المستشفيات الخاصة, وعند إخراج الجثمان, ذهبت لمدير المستشفى لدفع الحساب, فقدم لي مدير المستشفى تخفيضًا خاصًا باعتباري من الأطباء, فقلت له من خلال حزني العميق: إن الموت رخيص جدًا لديكم, وسوف آتي لأموت عندكم. يقول فرويد (إن الفكاهة ترتد بنا إلى تلك الحرية السعيدة المنطلقة التي كنا نستمتع بها أثناء الطفولة قبل أن تكون علينا رقابة أو رقيب). والفكاهة تساعد على الهرب المؤقت من قسوة الحياة وعناء الواقع, لكي نتمكن بعد ذلك من مواجهتهما, والفكاهة هي فن تحقيق المستحيل الذي لا تستطيع أن تحققه في الواقع, فتسخر منه أو تحققه بصورة فكاهية رمزية كما في الفكاهة أو النكت. إن الفكاهة والضحك هما استجابة أو رد فعل مهمته الأولى تحرير الطاقة المكبوتة الناتجة عن القلق والاكتئاب والتوتر, والإنسان الذي يعاني هو أكثر الناس قدرة على الضحك والفكاهة والسخرية والمرح.

اضحك تضحك لك الدنيا

          الفكاهة تذيب الفوارق بين الطبقات المختلفة, والإنسان عندما يضحك, فإنه يكون أقدر على البذل والعطاء من الإنسان المتجهم, وهناك مَثَل شامي يقول (طالع وجه البقرة قبل أن تحلبها), والضحك هو الربح الذي تتقاضاه فورًا وليس مؤجلاً من الحياة, ولأن الضحك معد, فهو يقوّي الروابط الاجتماعية بين الناس ويزيل الغضب والعدوان, والضحك يقوّي جهاز المناعة, فيقاوم الأمراض الجسمية ويعالج الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب, وهناك كلمة غربية تقول: (إذا كنت مازلت قادرًا على الابتسام, فإن الأمور سوف تتحسن حتمًا), والضحك ينشّط خلايا المخ فيجعل الإنسان قادرًا على أداء عمله, وهو يهيئ الجسم للاسترخاء العضلي, وللضحك وظيفة نفسية, وهي تحقيق التوازن العاطفي لدى الفرد, وتحقيق نوع من التكامل النفسي والاجتماعي لأنه لا يضحك وحيدًا. والضحك ظاهرة جمالية, والفكاهة تفاعل اجتماعي, فلابد من مرسل يلقي النكتة ومستقبل يتلاقى مع المرسل في الإحساس بالنكتة, والتواصل مهم جذًا في هذا التفاعل الاجتماعي, فقد تكون النكتة جميلة لكن مَن يلقيها ثقيل الظل, فلا يضحك أحد عليها, والعكس صحيح, وهناك مقولة غربية تفيد بـ: (إن الزوجة المحبة لزوجها لا يمكن أن تطهو طعامًا سيئًا), لأنه سوف يستطيب طعامها مادام يحبها أيّا كان هذا الطعام, وسوف تبذل هي قصارى جهدها في أن تسكب أنفاسها المحبة لزوجها في هذا الطعام, والطعام كما يقول المصريون (نفس) وما يسري على الطعام يسري على الفكاهة.

إبداع وحلم وفلسفة

          الدغدغة كالضحك تعبير عن نشاط اجتماعي, فالإنسان لا يضحك وحيدًا, ولا يدغدغ نفسه, وإذا فعل فلن يضحك, ومثل الفكاهة التي يُضحك فيها التناقض بين ما نتوقعه وما يحدث, فإن الدغدغة تحتوي على عنصر مؤكد من المفاجأة, وهذا العنصر هو الذي يجعل الإنسان يضحك عندما يدغدغه شخص آخر, ولا يضحك عندما يدغدغ نفسه, فهو يفتقد عنصري المفاجأة والتفاعل الاجتماعي, فالدغدغة نشاط اجتماعي يشبه اللعب يعتمد على المفاجأة والتنبيه الحسّي.

          والإنسان كائن حالم يحلم في المنام واليقظة, والأحلام مهمة جدًا للتوازن النفسي للإنسان, ولولا الأحلام لماتت الأنام, والنكتة تشبه الحلم الذي يهرب فيه الإنسان من قسوة الواقع وعمق الحقيقة, وهي مثله مكثفة مختزلة غير واقعية رمزية تعبّر عما يجول في العقل الباطن للإنسان من صراعات وطموح مجهض وآمال محبطة تتحقق بشكل أو بآخر في الحلم والنكتة, والنكتة مرتبطة باللاشعور وهي حيلة من الحيل البشرية الدفاعية التي يحتال بها الإنسان على تحقيق هدف من الأهداف أو بلوغ غاية من الغايات, كما يحتال في أحلامه على تحقيق ما تصبو إليه نفسه, فالإنسان يلجأ للنكتة إراديا, وللحلم لاإراديا عندما تصادفه مشاكل وعراقيل فيستريح نفسيًا وجسديًا.

          ومبدع النكتة قد يفوق مبدع الأشكال الأدبية والفنية في قدراته الإبداعية, فالنكتة قد ترتجل وتكون بنت لحظتها ووليدة ساعتها, والقدرات الإبداعية التي تتوافر في المبدع هي الأصالة والطلاقة والمرونة ومواصلة الاتجاه في أبعاده المختلفة والإحساس بالمشكلات وإذا أخذنا بنظرية الفنون جنون وأن المبدع يجب أن يكون عصابيًا أو مريضًا بمرض عقلي, فإن مبدع الفكاهة عادة يعاني من حزن دفين أو اكتئاب مقنّع, وخير مثال على هذا كاهن إنجليزي حرّ يدعى سيدني سميث ولد عام 1771, كان يؤلف النكات المضحكة عن فقره, نصحه الطبيب أن ينام على معدة خالية, فسأله سميث: معدة مَن? وكان يقول لابد من عملية جراحية لإنفاذ النكتة إلى رأس الاسكوتلندي. يقول سميث: إن مواطن السعادة متباينة, غامضة, ولكنني كثيرًا ما لمحتها بين الأطفال الصغار وبجوار المواقد وفي بيوت الريف أكثر من أي مكان آخر.

علوم وعلامات نفسية

          نظر الكسندر بين إلى الضحك كنوع من القوة, وربط جيمس سُلى بين الضحك واللعب, أما مكدوجل فقد فسر الضحك كغريزة من الغرائز الأساسية للإنسان, لكن هذه الغريزة ترتبط بمشاعر الضيق والألم أكثر من ارتباطها بمشاعر البهجة والفرح, أما فرويد فقد تكلم عن النكتة وعلاقتها باللاشعور والتشابه بين النكتة والحلم.

          وقد سخر الكاتب المسرحي أرستوفان من سقراط ومدرسته مر السخرية في مسرحية (السحب) وجعله أضحوكة الناس ومضغة الأفواه,  وذهب سقراط ليشاهد المسرحية ويضحك مع الضاحكين, وهكذا ضحك الناس مع سقراط ولم يضحكوا من سقراط.

          ويقول برناردشو إذا عجزت عن التخلص من وضاعة منبتك العائلي, فاجعله يبدو أمام الناس وكأنه يتراقص ضاحكًا. وكان برنارد شو شديد الفخر بعمه الذي انتحر بطريقة غير مسبوقة بأن وضع رأسه في حقيبة وأغلقها.

          وفي أواسط القرن العشرين في معهد علم النفس بباريس كان د.بيير فاشيه يلقّن طلبته دروسًا عملية في الضحك, وبعد محاضرة عن فائدة الضحك في إزالة القلق كان يدير إسطوانات مسجلة لجميع أنواع الضحكات هادئة وعالية وجوفاء وهستيرية, وكان أن انتشرت عدوى الضحك بين الحاضرين, واشتركوا جميعًا في أداء سيمفونية ضحك رائعة, فالضحك يتضاعف بالجماعة ويكثر.

علامات على طريق الضحك

لا تبك حتى لا يضحك عليك الآخرون, وإذا ضحكوا منك فاضحك معهم.
إن أجمل ضحكة هي التي تعقب مباشرة البكاء الطويل.
أنا أضحك إذن أنا موجود.
النكتة سلاح مَن لا سلاح له.
الابتسامة جواز المرور لقلوب الآخرين.
ابتسم دائمًا واضحك ثلاث مرات قبل الأكل وبعده, وقهقه مرة واحدة يوميًا.
إذا كان الضحك من غير سبب قلة أدب كما يقول المثل الشعبي, فإن الابتسامة دون سبب هي الأدب بعينه.
إذا لم تستطع أن تبكي وقد حزنك أمر, وعصتك الدموع, فاضحك ملء شدقيك, واستبدل بانفعال البكاء انفعال الضحك, فالانفعال إن لم يظهر أوجع وأمرض.


المصادر :   جريدة الرياض   2/16/2003 م   تشريح النكته  _ فهد عامر الاحمدي    .. . ,
            عالم المعرفه رقم 289   2003 يناير    _  الفكاهه و الضحك _  د . شاكر عبد الحميد   . . ,
            مجله العربي    2004 يناير  
             الثقافه النفسية   1993 تموز  _  التوحيدي وعلم نفس الضحــك  
            انيس منصور طبعه خامسة  2001   _ لعلك تضحك  

شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: shbely2004 في مارس 14, 2005, 04:12:54 مساءاً
السلام عليكم ..

اقتباس
(وإلا غدا كالحمار الذي ضحك ثاني يوم)

أي الحمار فهم معنى النكته في اليوم الثاني أنفجر ضاحكاً .
لكن على ما يبدو لي أنه مازال أفضل من غيره من ناحية
الفهم حيث حدثت هناك بعض الأمور لبعض المخلوقات
ولم يفهموا معانيها إلا بعد عشر سنوات .
أنظر الفرق الزمني .

على أية حال مشكور أخي وليد على هذا الموضوع .
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: ساكن الأفق في مارس 14, 2005, 08:12:52 مساءاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنت كاتب بارع أستاذي الكريم، وكتابتك رائعة. وإن كان لدي ما أضيفه، فهو كلمة سمعتها في برنامج تلفيزيوني حول هذا الموضوع، الضحك. ينقل البرنامج، في الحديث عن علاقة النكته بالوضع السياسي، حديث عالم من علماء هذا المجال، عن أفضل نكته سياسية سمعها. يقول إن هذه النكتة ذاعت بين الروس في ظل ظروف معينة قبل عدة سنوات، وتقول إن امرأة ذهبت إلى محل تجاري، لتسأل البائع: هل عندكم لبن؟ رد عليها البائع بدهشة وفرح: بالتأكيد. فقالت بارتباك: آه، نسيت. هذا هو المحل الذي ليس عنده جبن. المحل الذي ليس عنده لبن في الشارع المقابل!

يعلق البرنامج عليها بأنها منتشرة كثيرا بين الروس، رغم أنها لا تجد ذلك الانتشار عند غيرهم، مما يشير إلى علاقة الوضع السياسي بروعة النكتة وتأثيرها.

قد أعود ثانية لأضيف ما أتذكره. شكرا لك على هذه اللمسات الرائعة..  :)
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: سقراط في مارس 14, 2005, 08:36:08 مساءاً
شكرا أستاذنا الفاضل على هذه المعلومات النيرة والتي يعجز لساني عن الوصف



دائما قلمك متلألئ مشعا نوره مفيد ثمره.
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في مارس 16, 2005, 02:46:48 مساءاً
السلام عليكم

اشكركم على دعمكم النفسي و التشجيعي  . . . ,

و . هـ
شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في مارس 16, 2005, 02:48:09 مساءاً
السلام عليكم

هذة معلومات جديدة  . . ,
فوائد الضحك اليومي بالنسبة لجهاز القلب والشرايين تعادل فوائد التمارين الرياضية فيما يعزز الاكتئاب خطر الوفاة.

ميدل ايست اونلاين
اورلاندو (الولايات المتحدة) - من جان لوي سانتيني

اظهرت ابحاث اجراها فريقان طبيان ان الضحك مفيد للقلب في حين يعزز الاكتئاب مخاطر الوفاة، كما اكد الباحثون خلال مؤتمر "جمعية القلب الاميركية" السنوي المنعقد في اورلاندو في ولاية فلوريدا.

وتعادل فوائد الضحك اليومي بالنسبة لجهاز القلب والشرايين فوائد التمارين الرياضية، كما يقول الطبيب مايكل ميلر الذي اشرف على الابحاث مؤكدا ان الضحك ينشط الدورة الدموية.

اما الطبيبة وين جيانغ من جامعة كارولينا الشمالية فقد اكدت من جهتها ان الاكتئاب الذي يترافق عادة مع اسلوب حياة غير صحي يتمثل في الافراط في التدخين وشرب الخمر والاسراف في تناول العقاقير الطبية، يزيد خطر الوفاة بنسبة 44%، وذلك استنادا الى دراسة اجريت على حوالي ألف شخص تعرضوا لازمات في القلب والشرايين.

وقال ميلر "ان نسبة التغيير الكبيرة التي رصدت في بطانة الشرايين لدى الاشخاص الذين يضحكون مماثل الى حد كبير التغيير الذي نلحظه لدى الاشخاص الذين يمارسون نشاطا رياضيا شاقا".

لكنه اضاف "ان هذا لا يعني اننا ننصح بوقف التمارين الرياضية وانما ننصح بالضحك ربع ساعة يوميا مع ممارسة الرياضة ثلاث مرات اسبوعيا فذلك من شأنه ان يعود بفوائد ايجابية على القلب".

ولاجراء ابحاثه، عرض ميلر مقاطع من فيلمين احدهما فكاهي والثاني فيه توتر شديد، على مجموعة من عشرين رجلا وامراة من الشباب وجميعهم في صحة جيدة.

وبينت القياسات التي اجريت على المجموعة ان كمية الدماء التي تضخها الشرايين انخفضت بنسبة 35% لدى 14 شخصا من العشرين لدى مشاهدتهم الفيلم الثاني.

وبالمقابل، ارتفعت كمية الدم التي تضخها الشرايين بنسبة 22% لدى مجمل الأشخاص تقريبا (19 شخصا) لدى مشاهدتهم الفيلم الاول.

وقال ميلر امام المشاركين في المؤتمر "بما أن الغشاء الداخلي للشرايين هو المكان الاول التي تتشكل فيه الترسبات المسببة لتصلب الشرايين، وعلى ضوء الابحاث التي اجريناها، يمكننا القول بان الضحك يلعب دورا هاما في تقليص مخاطر الاصابة بازمة قلبية".

لكن ميلر لم يتمكن من تحديد السبب الفيسيولوجي الذي يجعل من الضحك امرا مفيدا للقلب.

وتساءل العالم "هل يحدث ذلك نتيجة حركة عضلات الحجاب الحاجز الفاصل بين القفص الصدري والجهاز الهضمي ام ان الضحك يؤدي الى افراز مادة كيميائية في النسيج العصبي مثل مادة اندورفين (المخففة للالم)".

لكنه اشار الى دور قد يلعبه اوكسيد النتروجين المعروف بانه يساعد في توسيع بطانة الشرايين.

واضاف "ان الضغط النفسي من شأنه تعطيل افراز هذه المادة ما قد يتسبب بتقلصات في الشرايين".

وقالت الطبيبة جيانغ ان "العلاقة بين الاكتئاب وزيادة خطر الوفاة مرتبطة بعوامل اخرى كالعمر والوضع الاجتماعي"، كون الشخص متزوجا ام يعيش بمفرده.

واضافت جيانغ "ان نصف الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية تقريبا يموتون بعد خمس سنوات من تشخيص مرضهم اما الذين يعانون من اكتئاب في الوقت نفسه فهم معرضون بنسبة اكبر (44%) للوفاة في وقت ابكر" اي قبل خمس سنوات.

ولم تتمكن جيانغ من تحديد الاسباب العلمية لهذه الظاهرة الا انها ربطت ذلك باسلوب حياة "خطر" يتبعه المكتئبون الذين "يدخنون في غالب الاحيان، وهم يتبعون نظاما غذائيا سيئا".

لكن اهمية البحثين المقدمين في اظهارهما اثر الوضع النفسي على صحة الانسان.

وكان علماء اميركيون نشروا دراسة في شهر شباط/فيراير الماضي في مجلة "نيو انغلند جورنال اوف مديسين" بينت وللمرة الاولى، وجود عوارض مرضية تصيب القلب مرتبطة بالمشاعر واطلقوا عليها اسم "مرض القلوب المحطمة


و . هـ
شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: جنين في مارس 16, 2005, 06:39:23 مساءاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

أخي وليد الطيبب,,
حقيقة كانت هناك لدي تعليقات كثيرة , ولكن أجدك عبرت عنها بإسلوبٍ أو بأخر مما أذهب الحاجة للكلام عنها..... ليس لي إلا ان أقول شكراً لك على مابذلته في هذا الموضوع من مجهود واضح....
   
من الفوائد الشخصية المرحة الكثيرة المزاح* المهذب,, أنه لا يعلم متى تكون جادة ومتى هي تمزح... فتستطيع أن توصل ماتريد من غير أن يستطيع أن يرد عليها أحد,, لأنه إذا رد.. وأخذها بحساسية سوف يظهر بمظهر الشخصية الهمجية التي لا تملك روح الفكاهه, والغالب أنها لا تفهم ولا يتوقع مايقصده صاحب النكتة أو التعليق لأنه يرمز له غالباً بالطيبة وصفاء النية >>>>> فأحياناً تحس بلؤم في بعض الشخصيات المرحة...

وأخيراً,, أحب أن أنوه عن حديث لرسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم* فيما معناه* ( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) كذلك كان عليه السلام إذا ضحك ترى ثناياه ( ولا يقهقه) ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

على فكرة نسيت أن أقول أني كثيراً ما أضحك( من دون صوت) أو أبتسم   لوحديـــــــــــ ( لفكرة تخطر ببالي, أو لتعليق لا أستطيع التصريح به خوفاً على مشاعر من أمامي, أو ذكرى عابرة , أوموقف ءألفه وأتخيله بنفسي>>>>> ما رأيك هل لدي هرمون الجنون الذي يزعمون  :)
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في مارس 17, 2005, 12:06:31 صباحاً
السلام عليكم

اشكرك اختي جنين . .. ,
يجب ان تعرفي ان اشرافك في منتدى الفيزياء لا يقل اهمية عن ردودك و مشاركاتك في منتدى علم النفس والتربية والاجتماع   . . ,

اما بالنسبة ..  ,
(على فكرة نسيت أن أقول أني كثيراً ما أضحك( من دون صوت) أو أبتسم   لوحديـــــــــــ ( لفكرة تخطر ببالي, أو لتعليق لا أستطيع التصريح به خوفاً على مشاعر من أمامي, أو ذكرى عابرة , أوموقف ءألفه وأتخيله بنفسي>>>>> ما رأيك هل لدي هرمون الجنون الذي يزعمون )

انتي بدون صوت ولوحدك . . ,
بسبب طبعي الساخر احيانا  . . ,
 انفجر من الضحك احيانا و امام الجميع بلا استشناء  .. . ,
انتي عاقله جدااا . . ,

و . هـ
شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: جنين في مارس 17, 2005, 04:53:04 مساءاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

اقتباس
يجب ان تعرفي ان اشرافك في منتدى الفيزياء لا يقل اهمية عن ردودك و مشاركاتك في منتدى علم النفس والتربية والاجتماع  


  أعذرني أخي لم أفهم مغزاك من هذا القول أو مناسبته؟؟؟!!! هل تقصد تقصيري أم ماذا؟؟!!

                                                           والسلام عليكم..
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في مارس 19, 2005, 02:22:26 صباحاً
السلام عليكم

يعني بكل بساطه و سهوله   .. . ,  

يعني احذرك من ان تحرمينا  من مواضيعك بسبب مسؤولية الاشراف  ..:D

مناسبته  .. . ,,

لاني لم اهنيك بالاشراف لمنتدى الفيزياء    .. ,

لم تقصري  .. ,
لكنه كلام تحذيري للمســـتقبل   ..  :D

لا تأخذي كل امورك بجدية و لا تتعمقي احيانا بالتفكير فيما يقال او يكتب   . . ,
لا نك ستتعبي كثيرااااا    . . ,
اسأليني انا :D

و . هـ
شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: جنين في مارس 19, 2005, 08:06:32 مساءاً
اقتباس
لكنه كلام تحذيري للمســـتقبل  


 :D  :D  الله يستــــــــــــتر..

اقتباس
لا تأخذي كل امورك بجدية و لا تتعمقي احيانا بالتفكير فيما يقال او يكتب  

 في الحقيقة أخي أني من قل الإهتمام أحياناً أوصف  بإنعدام الملاحظة  والامبالاة وتصبح موضوع ضحك في بعض المواقف, وأشاركهم في ذلك لأنه جد مضحك ( وهو الطابع الغالب) ...... ولكن أحياناً أخرى أيضاً أوصف بدقة ملفته للإنتباه , وجدية زائدة * غيرمحببة*  >>> وأعتقد أن ذلك يعتمد على النقاط التي أركزعليها, والأحوال المزاجية...>>>> وعلى أرض الواقع يخلق هذا الموضوع تناقض غريب مما يصعب تخيل أن أجمع بين الحالتين..

أم من ناحية مايقال أويكتب ,, فأني لا أحب أن أعلق على شي لم أفهمه, أو أشك في معناه >>>>>>> فما الضرر من طلب التوضيح إذا كان  ذلك ممكن..

                                                                والسلام عليكم..
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: أبو عمر في أبريل 09, 2005, 10:11:05 مساءاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أشكرك أخي الحبيب وليد على هذا الموضوع المتعوب عليه حقاً :)

 قرأت في أحد الكتب موضوعاً وكانت هذه العبارات منه فأردت أن أضيفها لعلها تأتي بفائدة :)

كتب رجل حكيم قبل آلآف السنين أمثاله الشهيرة فقال ( إن القلب المبتهج دواء جيد ، ولكن الروح المسحوقة تُجفف العظام )

وقد قيل أن الضحك أفضل دواء .. حتى إن أكثر المجلات شعبية في إحدى الدول ( الريدرز دايجست ) تحتوي على قسم خاص باسم ( الضحك أفضل دواء ) .

وقد جاء في الاختبارات الطبية منذ القديم وحتى الآن أن الضحك دواءٌ جيد .
وقد كتب جوش بيلينغز في القرن التاسع عشر أنه ( ليس هناك الكثير من الضحك في الدواء .. ولكن هناك مقدار كبير جداً من الدواء في الضحك ) .

وقد كتب الصحفي  نورمان كوزينز تجربته في العلاج بالضحك وقال في نهايتها ( لقد نجح ذلك ، لقد قمت باكتشاف الممتع وهو ان عشر دقائق من الضحك الحقيقي العميق لها تأثير مسكِّن ، وأنها تعطيني ما لا يقل عن ساعتين من النوم بدون ألم ) .

إن الضحك والمشاعر الإيجابية والأمل والتفاؤل والحب الإيمان جميعها علاجات نافذة ومضادات قوية ضد المرض والألم .
 
لك التقدير والاحترام أخي الحبيب :)
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: أبو عبدالرحمن في أبريل 10, 2005, 10:49:51 مساءاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال أخي محمد عمر أن هذا الموضوع (( متعوب عليه )) .. وأوافقه الرأي مع تحفظي الشديد على بعضه ..
قرات الموضوع بتمعن شديد لأن أسلوب كاتبه يعجزك أن تهمل ما استهللت قراءته .. ولكن

تلك الصادر التي استقيت منها المعلومات

اقتباس
المصادر :   جريدة الرياض   2/16/2003 م   تشريح النكته  _ فهد عامر الاحمدي    .. . ,
           عالم المعرفه رقم 289   2003 يناير    _  الفكاهه و الضحك _  د . شاكر عبد الحميد   . . ,
           مجله العربي    2004 يناير  
            الثقافه النفسية   1993 تموز  _  التوحيدي وعلم نفس الضحــك  
           انيس منصور طبعه خامسة  2001   _ لعلك تضحك  


لم أجد بينها القرآن الكريم ولا السنة المطهرة .. رغم ان الموضوع يتحدث عن جزء من سلوك الإنسان ــ الذي خلقه الله الحكيم الخبير ــ وصورة من ردود أفعاله .. رايت أسماء علماء من الغرب واستدلالات كثيرة لتعزيز المعلومة وتوكيدها .. غير أنه لم تتم الإشارة حتى ولو بالصدفة إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه "ولا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب"
ومن جميل المنقول ليكمل هذا الموضوع ويزدان بما يتواءم مع الفطرة التي فطر الناس عليها أن الضحك من خصائص الإنسان فالحيوانات لا تضحك؛ لأن الضحك يأتي بعد نوع من الفهم والمعرفة لقول يسمعه، أو موقف يراه، فيضحك منه.
ولهذا قيل: الإنسان حيوان ضاحك، ويصدق القول هنا: أنا أضحك، إذن أنا إنسان.

والإسلام -بوصفه دين الفطرة- لا يتصور منه أن يصادر نزوع الإنسان الفطري إلي الضحك والانبساط بل هو علي العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة، ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة باشة، ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة، التي لا تنظر إلي الحياة والناس إلا من خلال منظار قاتم أسود.

وأسوة المسلمين في ذلك هو: رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقد كان -برغم همومه الكثيرة والمتنوعة- يمزح ولا يقول إلا حقًا، ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.

يقول زيد بن ثابت، وقد طلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته له، فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، وقال: فكل هذا أحدثكم عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ؟ (رواه الطبراني بإسناد حسن كما في مجمع الزوائد "9/17").

وقد وصفه أصحابه بأنه كان من أفكه الناس في. (كنز العمال برقم 18400) .
وقد رأيناه في بيته -صلي الله عليه وسلم- يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلي أقاصيصهن، كما في حديث أم زرع الشهير في صحيح البخاري.
وكما رأينا في تسابقه مع عائشة رضي الله عنها، حيث سبقته مرة، وبعد مدة تسابقا فسبقها، فقال لها: هذه بتلك!

وقد روي أنه وطأ ظهره لسبطيه الحسن والحسين، في طفولتهما ليركبا، ويستمتعا دون تزمت ولا تحرج، وقد دخل عليه أحد الصحابة ورأي هذا المشهد فقال: نعم المركب ركبتما، فقال عليه الصلاة والسلام: "ونعم الفارسان هما"!
ورأيناه يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: "يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز" ! فبكت المرأة حيث أخذت الكلام علي ظاهره، فأفهمها: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء.

وتلا عليها قول الله تعالي في نساء الجنة: (إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارًا. عربًا أترابًا).(الواقعة: 35-37) والحديث أخرجه الترمذي في "الشمائل"، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي،وغيرهم، وحسنه الألباني في "غاية المرام")
وجاء رجل يسأله أن يحمله علي بعير، فقال له عليه الصلاة والسلام: "لا أحملك إلا علي ولد الناقة" ! فقال: يا رسول الله، وماذا أصنع بولد الناقة ؟ ! -انصرف ذهنه إلي الحوار الصغير- فقال: "وهل تلد إلا النوق" ؟ (رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح وأخرجه أبو داود أيضًا).

وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلي النبي -صلي الله عليه وسلم- فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: "ومن هو ؟ أهو الذي بعينه بياض" ؟ قالت: والله ما بعينه بياض فقال: "بلي إن بعينه بياضا" فقالت: لا والله، فقال -صلي الله عليه وسلم-: "ما من أحد إلا بعينه بياض" (أخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عبيدة بن سهم الفهري مع اختلاف، كما ذكر العراقي في تخريج الإحياء). وأراد به البياض المحيط بالحدقة.

وقال أنس: كان لأبي طلحة ابن يقال له أبو عمير، وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يأتيهم ويقول: "يا أبا عمير ما فعل النغير" ؟ (متفق عليه). لنغير كان يلعب به وهو فرخ العصفور.
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان عندي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وسودة بنت زمعة فصنعت حريرة -دقيق يطبخ بلبن أو دسم- وجئت به، فقلت لسودة: كلي، فقالت: لا أحبه، فقلت: والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك، فقالت، ما أنا بذائقته، فأخذت بيدي من الصحفة شيئًا منه فلطخت به وجهها، ورسول الله -صلي الله عليه وسلم- جالس بيني وبينها، فخفض لها رسول الله ركبتيه لتستقيد مني فتناولت من الصحفة شيئًا فمسحت به وجهي ! وجعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يضحك. (أخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة وأبو يعلي بإسناد جيد كما في تخريج الإحياء).

وروي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان رجلاً دميمًا قبيحًا، فلما بايعه النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء -ذلك قبل أن تنزل آية الحجاب- أفلا أنزل لك عن إحداهن فتتزوجها !، وعائشة جالسة تسمع، فقالت: أهي أحسن أم أنت ؟ فقال: بل أنا أحسن منها وأكرم، فضحك رسول الله -صلي الله عليه وسلم- من سؤالها إياه؛ لأنه كان دميمًا. (قال الحافظ العراقي: أخرجه الزبير بن بكار في الفكاهة من رواية عبد الله بن حسن مرسلاً أو معضلاً وللدارقطني نحو هذه القصة مع عيينة بن حصن الفزاري بعد نزول الحجاب من حديث أبي هريرة).

وكان -صلي الله عليه وسلم- يحب إشاعة السرور والبهجة في حياة الناس، وخصوصًا في المناسبات مثل الأعياد والأعراس.
ولما أنكر الصديق أبو بكر -رضي الله عنه- غناء الجاريتين يوم العيد في بيته وانتهرهما، قال له "دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد" ! وفي بعض الروايات: "حتي يعلم يهود أن في ديننا فسحة".
وقد أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد، وكان يحرضهم ويقول: "دونكم يا بني أرفدة" !
وأتاح لعائشة أن تنظر إليهم من خلفه، وهم يلعبون ويرقصون، ولم ير في ذلك بأسًا ولا حرجًا.

واستنكر يومًا أن تزف فتاة إلي زوجها زفافًا صامتًا، لم يصحبه لهو ولا غناء، وقال: "هلا كان معها لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو، أو الغزل". وفي بعض الروايات: "هلا بعثتم معها من تغني وتقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيونا نحييكم".
وكان أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- ومن تبعهم بإحسان في خير قرون الأمة يضحكون ويمزحون، اقتداءً بنبيهم -صلي الله عليه وسلم- واهتداء بهديه. حتي إن رجلاً مثل عمر بن الخطاب -علي ما عرف عنه من الصرامة والشدة- يروي عنه أنه مازح جارية له، فقال لها: خلقني خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام ! فلما رآها ابتأست من هذا القول، قال لها مبينًا: وهل خالق الكرام واللئام إلا الله عز وجل ؟؟

وقد عرف بعضهم بذلك في حياته -صلي الله عليه وسلم-، وأقره عليه، واستمر علي ذلك من بعده، وقبله الصحابة، ولم يجدوا فيه ما ينكر، برغم أن بعض الوقائع المروية في ذلك لو حدثت اليوم لأنكرها معظم المتدينين أشد الإنكار، وعدوا فاعلها من الفاسقين أو المنحرفين !
من هؤلاء المعروفين بروح المرح والفكاهة والميل إلي الضحك والمزاح النعيمان بن عمر الأنصاري، رضي الله عنه، الذي رويت عنه في ذلك نوادر عجيبة وغريبة.

وقد ذكروا أنه كان ممن شهد العقبة الأخيرة، وشهد بدرًا وأُحدًا، والخندق، والمشاهد كلها.
روي عنه الزبير بن بكار عددًا من النوادر الطريفة في كتاب "الفكاهة والمرح" نذكر بعضًا منها:
قال: وكان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشتري منها، ثم جاء بها إلي النبي -صلي الله عليه وسلم-، فيقول: ها أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها، أحضره إلي النبي -صلي الله عليه وسلم-، قائلا: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: "أو لم تهده لي" ؟ فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله، فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه.

وأخرج الزبير قصة أخري من طريق ربيعة بن عثمان قال: دخل أعرابي علي النبي -صلي الله عليه وسلم-، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلي اللحم ؟ ففعل، فخرج الأعرابي وصاح: واعقراه يا محمد ! فخرج النبي -صلي الله عليه وسلم- فقال: "من فعل هذا" ؟ فقالوا: النعيمان، فأتبعه يسأل عنه حتي وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفي تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلي النبي -صلي الله عليه وسلم- حيث هو فأخرجه فقال له: "ما حملك علي ما صنعت" ؟ قال: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك، ثم غرمها للأعرابي.

قال الزبير أيضا: حدثني عمي عن جدي قال: كان مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة، فقام في المسجد يريد أن يبول، فصاح به، الناس، المسجد المسجد، فأخذه نعيمان بن عمرو بيده، وتنحي به، ثم أجلسه في ناحية أخري من المسجد فقال له: بل هنا قال: فصاح به الناس فقال: ويحكم، فمن أتي بي إلي هذا الموضع ؟! قالوا نعيمان، قال: أما إن لله علي إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت ! فبلغ ذلك نعيمان، فمكث ما شاء الله، ثم أتاه يومًا، وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد، فقال لمخرمة: هل لك في نعيمان قال: نعم قال: فأخذه بيده حتي أوقفه علي عثمان، وكان إذا صلي لا يلتفت فقال: دونك هذا نعيمان، فجمع يده بعصاه، فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به: ضربت أمير المؤمنين، فذكر بقية القصة. (ذكر هذه القصص الحافظ ابن حجر في ترجمة نعيمان من كتابه: "الإصابة" نقلاً عن كتاب الزبير بن بكار في كتابه: "الفكاهة والمرح").

ومن الطرائف أن صحابيًا آخر من أهل الفكاهة والمزاح، استطاع أن يوقع نعيمان في بعض ما أوقع فيه غيره من "المقالب" كما في قصة سويبط بن حرملة معه، وكان ممن شهد بدرًا أيضًا، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة سويبط رضي الله عنه: وكان مزاحًا يفرط في الدعابة، وله قصة ظريفة مع نعيمان وأبي بكر الصديق -رضي الله عنهم-، نذكرها لما فيها من الظرف، وحسن الخلق.

وروي عن أم سلمة قالت: خرج أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في تجارة إلي بصري قبل موت النبي -صلي الله عليه وسلم- بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا قد شهدا بدرًا، وكان نعيمان علي الزاد، فقال له سويبط، وكان رجلاً مزاحًا، أطعمني فقال: لا حتي يجيء أبو بكر رضي الله عنه، فقال: أما والله لأغيظنك، فمروا بقوم فقال لهم سويبط: تشترون مني عبدًا ؟ قالوا: نعم، قال: إنه عبد له كلام، وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه، فلا تفسدوا علي عبدي، قالوا: بل نشتريه منك، قال: فاشتروه منه بعشر قلائص، قال: فجاءوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلاً، فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر، لست بعبد، قالوا: قد أخبرنا خبرك فانطلقوا به، فجاء أبو بكر رضي الله عنه، فأخبره سويبط فأتبعهم، فرد عليهم القلائص، وأخذه، فلما قدموا علي النبي -صلي الله عليه وسلم- أخبروه قال: فضحك النبي -صلي الله عليه وسلم- وأصحابه منها حولاً أخرجه ابن أبي شيبة وابن ماجة. وأخرجه أبو داود الطيالسي والروياني فجعلا المازح هو النعيمان والمبتاع سويباطًا، كما في ترجمته في "الإصابة").

موقف المتشددين:
ولا ريب أن هناك من الحكماء والأدباء والشعراء من ذم المزاح، وحذر من سوء عاقبته، ونظر إلي جانب الخطر والضرر فيه، وأغفل الجوانب الأخري.
قال بعضهم: المزاح مجلبة للبغضاء، مثلبة للبهاء، مقطعة للإخاء، وقيل: إذا كان المزاح أول الكلام كان آخره الشتم واللكام، وسئل الحجاج بن الفرية عن المزاح فقال: أوله فرح، وآخره ترح، وهو نقائص السفهاء مثل نقائص الشعراء، والمزاح فحل لا ينتج إلا الشر.
وقال مسعر بن كدام:
أما المزاحة والمراء فدعهما خلقان لا أرضاهما لصديق
وقيل:
لا تمازح صغيرًا فيجترئ عليك، ولا كبيرًا فيحقد عليك !
ونحوه قول الشاعر:
فإياك إياك المزاح فإنه يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: لا يكون المزاح إلا من سخف أو بطر، وقيل: المزاح يبدي المهانة ويذهب المهابة، والغالب فيه واتر، والمغلوب ثائر.
وقيل: احذر فلتات المزاح فسقطة الاسترسال لا تقال.

ولكن ما جاء عن الرسول -صلي الله عليه وسلم- وأصحابه أحق أن يتبع، وهو يمثل التوازن والاعتدال.
وقد قال لحنظلة حين فزع من تغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، واتهم نفسه بالنفاق: "يا حنظلة لو دمتم علي الحال التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن يًا حنظلة ساعة وساعة"، وهذه هي الفطرة، وهذا هو العدل.

روي ابن أبي شيبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لم يكن أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم- متحزقين ولا متماوتين. كانوا يتناشدون الأشعار، ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم علي شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون. (المصنف لابن أبي شيبة 8/711 بلفظ "منحرفين" بدل "متحزقين" والتصويب من غريب الحديث للخطابي 3/49).
والتحزق كما يقول الإمام الخطابي: التجمع وشدة التقبص.
وفي النهاية لابن الأثير: متحزقين: أي منقبضين ومجتمعين.

وسئل ابن سيرين عن الصحابة: هل كانوا يتمازحون ؟ فقال: ما كانوا إلا كالناس. كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر. (رواه أبو نعيم في: الحلية 2/275).
وبهذا يكون موقف أولئك النفر من المتدينين أو المتحمسين للدين، وعبوسهم وتجهمهم الذي ذكره الأخ السائل، لا يمثل حقيقة الدين في شيء، ولا يتفق مع هدي الرسول الكريم وأصحابه.
إنما يرجع إلي سوء فهمهم للإسلام، أو لطبيعتهم الشخصية، أو لظروف نشأتهم وتربيتهم.
وعلي كل حال، لا يجهل مسلم أن الإسلام لا يؤخذ من سلوك فرد أو مجموعة من الناس، يخطئون ويصيبون. والإسلام حجة عليهم، وليسوا هم حجة علي الإسلام، إنما يؤخذ الإسلام من القرآن والسنة الثابتة.
تفسير النصوص الموهمة لخلاف ذلك:
وأما النصوص الدينية التي ذكرها السائل، والتي فهم منها من فهم أن الإسلام يدعو إلي الحزن والاكتئاب والتجهم، فأود أن ألقي بعض الضوء عليها حتي لا نسيء فهمها، ونخرجها عن الإطار الذي أريد بها.

فقوله تعالي علي لسان قوم قارون له ناصحين: (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) لا يفهم منه ذم الفرح بإطلاق، بل الفرح المراد هنا -كما يدل عليه السياق- هو فرح الأشر والبطر والغرور والانتفاخ الذي ينسي صاحبه فضل الله عليه، وينسب كل فضل إلي نفسه، فهو فرح بغير الحق، كذلك الذي ذم به القرآن المشركين حين قال لهم بعد دخولهم النار: (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون). (غافر: 75).

وهو أشبه بفرح الذين سألهم النبي -صلي الله عليه وسلم- من اليهود عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وخرجوا من عنده فرحين بما صنعوا من الكتمان والكذب ولم يكتفوا بذلك، بل طلبوا الحمد علي أنهم سئلوا فأجابوا بالحقيقة وفيهم نزل قوله تعالي: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم). (آل عمران: 188).

ومثل ذلك فرح الذين غرهم علمهم المادي، فوقفوا عنده، ورفضوا ما جاء به الوحي، وفيهم جاء قول الله تعالي: (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون). (غافر: 83).

وقوله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" فالحديث واضح الدلالة علي أن المنهي عنه ليس مجرد الضحك، بل كثرته، وكل شيء خرج عن حده انقلب إلي ضده.
وأما وصفه -صلي الله عليه وسلم- "بأنه متواصل الأحزان" فالحديث ضعيف، والضعيف لا تقوم به حجة.
ويعارضه الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، أنه كان -صلي الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من الهم والحزن.

علي أن ذلك الحديث لو صح لأمكن تأويله أنه كان يمسي ويصبح وهو مشغول بهموم دعوته، وهموم أمته، وما أكثرها.
ولكنه مع هذا لم يضق قلبه الكبير عن المزاح والمداعبة، وإعطاء الفطرة حقها، والناس حقوقهم، وهذه هي الإنسانية الكاملة، والأسوة المثلي.

حدود المشروعية في الضحك والمزاح:
ومن هنا نقول: إن الضحك والمرح والمزاح أمر مشروع في الإسلام، كما دلت علي ذلك النصوص القولية، والمواقف العملية للرسول الكريم -صلي الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم-.
وما ذلك إلا لحاجة الفطرة الإنسانية إلي شيء من الترويح يخفف عنها لأواء الحياة وقسوتها، وتشعب همومها وأعبائها.
وفي هذا قال الإمام علي رضي الله عنه: "إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة".
وقال: "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلب إذا أكره عمي" !
كما أن هذا الضرب من اللهو والترفيه يقوم بمهمة التنشيط للنفس، حتي تستطيع مواصلة السير والمضي في طريق العمل الطويل، كما يريح الإنسان دابته في السفر، حتي لا تنقطع به.
وفي هذا يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: "إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوي لها علي الحق".

فمشروعية الضحك والمرح والمزاح لا شك فيها في الأصل، ولكنها مقيدة بقيود وشروط لابد أن تراعي:
أولها: ألا يكون الكذب والاختلاق أداة الإضحاك للناس، كما يفعل بعض الناس في أول إبريل -نيسان- فيما يسمونه "كذبة إبريل".
ولهذا قال -صلي الله عليه وسلم-: "ويل للذي يحدث فيكذب، ليضحك القوم، ويل له، ويل له، ويل له".
وقد كان -صلي الله عليه وسلم- يمزح ولا يقول إلا حقًا.

ثانيًا: ألا يشتمل علي تحقير لإنسان آخر، أو استهزاء به وسخرية منه، إلا إذا أذن بذلك ورضي.
قال تعالي: (يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان). (الحجرات: 11).

وجاء في الحديث الصحيح: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" رواه مسلم.
وذكرت عائشة أمام النبي -صلي الله عليه وسلم- إحدي ضرائرها، فوصفتها بالقصر تعيبها به، فقال: "يا عائشة، لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" قالت: وحكيت له إنسانًا -أي قلدته في حركته أو صوته أو نحو ذلك- فقال: "ما أحب أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا". (رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح).

ثالثا: ألا يترتب عليه تفزيع وترويع لمسلم.
فقد روي أبو داود عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: حدثنا أصحاب محمد -صلي الله عليه وسلم-، أنهم كانوا يسيرون مع النبي -صلي الله عليه وسلم- فقام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلي حبل معه فأخذه، ففزع فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يحل لرجل أن يروع مسلمًا".

وعن النعمان بن بشير قال: كنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في مسير، فخفق رجل علي راحلته -أي نعس- فأخذ رجل سهمًا من كنانته فانتبه الرجل، ففزع، فقال رسول الله: "لا يحل لرجل أن يروع مسلمًا" رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات. والسياق يدل علي أن الذي فعل ذلك كان يمازحه.
وقد جاء في الحديث الآخر: "لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعبًا ولا جادا" رواه الترمذي وحسنه.

رابعًا: ألا يهزل في موضع الجد، ولا يضحك في مجال يستوجب البكاء، فلكل شيء أوانه، ولكل أمر مكانه، ولكل مقام مقال. والحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب.
ومن ممادح الشعراء:
إذا جد عند الجد أرضاك جده وذو باطل إن شئت ألهاك باطله !
والباطل هنا يقصد به اللهو والمرح.
وقال آخر:
أهازل حيث الهزل يحسن بالفتي وإني إذا جد الرجال لذو جد !
وروي الأصمعي أنه رأي امراة بالبادية تصلي علي سجادتها خاشعة ضارعة فلما فرغت، وقفت أمام المرآة تتجمل وتتزين، فقال لها: أين هذه من تلك ؟
فأنشدت تقول:
ولله مني جانب لا أضيعه وللهو مني والبطالة جانب !
قال: فعرفت أنها امرأة عابدة لها زوج تتجمل له.

وقد قال أبو الطيب:
ووضع الندي في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندي
وفي الحديث: "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح والطلاق والعتاق".
وقد عاب الله تعالي علي المشركين أنهم كانوا يضحكون عند سماع القرآن وكان أولي بهم أن يبكوا، فقال تعالي: (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون. وأنتم سامدون). (النجم: 59-61).
وعاب علي المنافقين فرحهم وضحكهم لتخلفهم عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في غزوة تبوك وافتعالهم الأعذار الكاذبة للقعود مع الخوالف، فقال تعالي: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرًا لو كانوا يفقهون. فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيرًا جزاء بما كانوا يكسبون). (التوبة: 81، 82).

خامسًا: أن يكون ذلك بقدر معقول، وفي حدود الاعتدال والتوازن، الذي تقبله الفطرة السليمة، ويرضاه العقل الرشيد، ويلائم المجتمع الإيجابي العامل.
والإسلام يكره الغلو والإسراف في كل شيء، ولو في العبادة، فكيف باللهو والمرح ؟!
ولهذا كان التوجيه النبوي: "ولا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" فالمنهي عنه هو الإكثار والمبالغة.
وقد ورد عن علي رضي عنه قوله: "أعط الكلام من المزح، بمقدار ما تعطي الطعام من الملح".
وهو قول حكيم، يدل علي عدم الاستغناء عن المزح، كما يدل علي ضرر الإفراط فيه.

والمبالغة هي التي يخشي من ورائها الإلهاء عن الأعباء، أو تجريء السفهاء، أو إغضاب الأصدقاء، ولعل هذا المراد من حديث "لا تمار أخاك ولا تمازحه" رواه الترمذي.
فالمبالغة في المزاح كالمماراة، كلتاهما تؤدي إلي إيغار الصدور.
وقال سعيد بن العاص لابنه: "اقتصد في مزاحك، فالإفراط فيه يذهب البهاء، ويجريء عليك السفهاء، وتركه يقبض المؤانسين، ويوحش المخالطين".
وخير الأمور هو الوسط دائمًا وهو نهج الإسلام وخصيصته الكبري، ومناط فضل أمته علي غيرها. وهو الصراط المستقيم الذي ندعو الله أن يهدينا إليه، ويثبتنا عليه في الأقوال والآراء والأعمال والمواقف، اللهم آمين.
والله أعلم
-----------------
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: ابو يوسف في أبريل 11, 2005, 12:29:12 صباحاً
السلام عليكم

اخي الكريم وليد الطيب

جزاك الله كل خير

:)

اخي الكريم ابو عبد الرحمن

بارك الله فيك على جعل الصورة كاملة بما اوردته من الايات الكريمة والاحاديث الشريفة وقصص السلف الصالح

:)
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: rana في أبريل 13, 2005, 01:07:54 صباحاً
رسم الله الإبتسامة على وجوهكم جميعا بلا استثناء

وخصوصا لك أخي وليد يا طيب ....

وأسعدكم الله جميعا في الدنيا والآخرة ..

موضوع جذاب وروعة ...
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في سبتمبر 19, 2005, 12:38:38 صباحاً
السلام عليكم

اشكرك اخي ابوعبدالرحمن على تكمله النقص الرهيب في موضوعي    .. :)
و جعل الله ما كتبته في ميزان حسناتك   .. ,

شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في سبتمبر 19, 2005, 12:40:42 صباحاً
السلام عليكم

قرات هذا الخبر الجميل :D

شهدت العاصمة الألمانية برلين افتتاح أول مدرسة على مستوى العالم لتعليم «فن الضحك» وهي المدرسة التي ستسعى إلى تخفيف حدة الجدية والصرامة لدى المواطنين الألمان وإكسابهم روح الدعابة وخفة الظل. وقالت معلمة الضحك سوزان ماير إن من يلتحقون بالمدرسة ينخرطون في دورات دراسية تتضمن حصصا عملية تهدف إلى تعليمهم جميع أنماط وأشكال الضحكات, وخلال تلك الدورات يتم تشجيع الدارسين على ممارسة الضحك الجماعي والفردي مع القيام بالحركات الجسدية التي تتناسب مع كل ضحكة. وأضافت ماير قائلة: «هدفنا الأساسي هو أن نساعد الناس على ممارسة الضحك بشكل مقنع وصادق وأهم شيء هو الضحكة المقنعة التي تكون نابعة من القلب، خاصة هنا في ألمانيا التي أوشك شعبها على نسيان الضحك». وحول توقعاتها المستقبلية قالت ماير: «أتمنى أن أشهد افتتاح مدارس لتعليم الضحك في كل مكان بحيث تصبح ألمانيا موطنا للضحك الصادق وتصبح برلين عاصمة الضحك في أوروبا».  

شكرا:D
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: bioComputer في سبتمبر 19, 2005, 07:52:57 مساءاً
هههههههههه ... مكنتش اعرف ان الخك معقد كده !!!!!!!!

كل ده كلام عن الحك .. عينى وجعتنى !!!

شكرا لكم جمعياًًًًًًًًًًًًًً :)
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في سبتمبر 20, 2005, 11:27:51 مساءاً
السلام عليكم

سلامه عينك اخي bioComputer   :cool:

شكرا
العنوان: البقاء للأضحـــك  ...
أرسل بواسطة: وليد الطيب في يونيو 02, 2006, 01:33:24 صباحاً
السلام عليكم

قرات بحث علمي يوم الثلاثاء اضحك.. فالضحك يبعد عنك المراض!!
  
 
بين بحث طبى دنماركى ان المرح والضحك لا يساعدان فقط على تسهيل الحياة، بل يعملان ايضا على الاسراع فى الشفاء من بعض الامراض والوقاية من امراض اخرى .


وقال طبيب دنماركى اجرى البحث ان السعادة والمرح والضحك تلعب دورا كبيرا فى صحة الانسان، وان الضحك يعمل على الوقاية من بعض الامراض خاصة امراض القلب، مضيفا ان البحث برهن على وجود اختلاف كبير بين المرضى المرحين وغير المرحين فيما يتعلق بإخطار الاصابة بامراض القلب.


واضاف ان المرح والضحك يساعدان على تخفيف الالام ورفع قدرة الجسم على مقاومة الامراض.

 

هذا ومن جانب اخر ، ان مشاهدة فيلم كوميدي تدعم الطريقة التي تؤدي بها الأوعية الدموية وظائفها. دراسة حديثة قارنت بين آثار مشاهدة أفلام الكوميديا وأفلام الاثارة القول ان "التوتر أدى الى ابطاء سرعة تدفق الدم بنسبة 35 في المائة لكن الضحك زادها بنحو 22 في المائة".

وأجرى الفريق الأمريكي من كلية الطب بجامعة ماريلاند في بالتيمور دراسته على 20 متطوعا من الأصحاء غير المدخنين. يبلغ متوسط أعمارهم 33 عاما. وشاهد المتطوعون اما مشاهد من فيلم قد يسبب ضغطا ذهنيا واما مشاهد من فيلم قد يجعلهم يضحكون ونسبت (بي.بي.سي) الى مدير الوقاية من أمراض القلب بالمركز الطبي في جامعة ماريلاند مايكل ميلر الذي قاد الدراسة ان الضحك ربما يكون مهما في الحفاظ على هذا الغشاء بصحة جيدة. وتقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين". وربما كانت مزاولة التمارين ثلاث مرات أسبوعيا والضحك لمدة 15 دقيقة يوميا من الأشياء المفيدة للجهاز الدوري في الجسم".

هذا ومن جانب اخر، يرى الطب الصيني، أن ترطيب وتغذية الرئتين في موسم الجفاف أمر مهم للغاية ويقترح علينا ترطيب وتغذية الرئتين من خلال الإكثار من الضحك لتنشيط الرئتين.  

 ويؤكد الطب الصنين التقليدي على أن الضحك رياضة لرعاية الصحة، حيث أنه يوسع القفص الصدري وينشط الرئتين ويقوي عضلات الصدر ويزيل الحزن واختناق الصدر، ويربط بين الرئتين والكليتين ويفتح الشهية للطعام.  

 

ولم تكن هذه الدراسة هي الاولى من نوعها التي توصي بالضحك للكثير من الفوائد حيث كان هناك دراسة عديدة سابقة كان آخرها ما توصلت إليه دراسة يابانية بأن الضحك أثناء تناول الطعام يمنع ارتفاع مستوى السكر في الدم وبالتالي يحمي من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.  

 

وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة (لو جورنال سانتيه) الفرنسية أن تقلص العضلات الجوفية الناتج عن الضحك يزيد من استهلاك الجسم للطاقة كما أن الضحك يمكن أن يؤثر على إفراز الهرمونات في الدماغ وفي الغدد الصماء التي تشارك في تنظيم مستوى السكر في الدم.