المنتديات العلمية

المنتديات العلمية => منتدى علوم البيئة => الموضوع حرر بواسطة: التواق للمعرفة في سبتمبر 28, 2003, 10:32:24 مساءاً

العنوان: الحرارة والضوء يكفلان حياة أكثر صحة
أرسل بواسطة: التواق للمعرفة في سبتمبر 28, 2003, 10:32:24 مساءاً
الحرارة والضوء يكفلان حياة أكثر صحة

يبقى تلوث الجرح واحداً من أكثر أسباب الوفاة بعد العمليات الجراحية فحتى لدى المرضى الذين يخضعون لجراحة «نظيفة» لا تشمل الجهاز التنفسي


أو الهضمي أو البولي التناسلي العرضة للتلوث يقدر متوسط نسبة الاصابة بالتلوث بعد الجراحة بنحو 5 إلى 10% هذا ولم تظهر المضادات الحيوية الوقائية حتى الآن فعالياتها في الحد من خطر الاصابة بالتلوث بعد الجراحة النظيفة.


وقد أظهرت ابحاث حديثة ان الحرارة والضوء قد يكونان الحل لمشكلة التلوث التي تظهر بعد الجراحة. فقد اكتشف فريق طبي في مستشفى نورث تيز الجامعي في ستوكتون اون تيز بشمال شرقي انجلترا من خلال دراسة أجراها على 420 مريضاً ان تدفئة المرضى لمدة 30 دقيقة قبل الجراحة يخفف من خطر الاصابة بتلوث الجرح بعد العملية الجراحية وذلك بنسبة تفوق الـ 60%.


وفي الاطار نفسه طور فريق آخر من جامعة كوينز في بلفاست في ايرلندا الشمالية بوليمراً ذكيا يمكنه التجاوب مع نور يعبر الجسم فيتغير شكله ليؤمن الأدوية أو المضادات الحيوية من غلاف البدلات أو القساطر المزدرعة المعرضة للاستعمار الجرثومي. وقرر فريق المستشفى الجامعي برئاسة البروفيسور ديفيد ليبر مع الدكتور اندرو ميللينغ اختبار تقنيتي تدفئة سابقتين للجراحة لمعرفة ما إذا كان بالامكان التخفيف من احتمال حصول تلوث بعد العملية الجراحية من خلال منع تباطؤ الدورة الدموية المحيطية وهذا التباطؤ يمكن ان يحصل قبل الجراحة أو أثناءها أو بعدها مباشرة وذلك بسبب عوامل عدة كالقلق السابق للجراحة والامتناع الطويل عن الأكل والأدوية المخدرة والجهد الناجم عن الجراحة.


أما الدراسة التي تناولت 420 مريضاً ممن خضعوا لجراحة الثدي أو توسع الأوردة أو الفتاق فقد تم فيها توزيع هؤلاء المرضى على ثلاث فئات، أعطيت الفئة الأولى علاجاً معيارياً فيما خضعت الفئة الثانية لتدفئة موضعية بواسطة ضمادة مسخنة توضع على مكان الشق لمدة 30 دقيقة على الاقل قبل الجراحة، اما الفئة الثالثة فخضعت لتدفئة عامة لفترة مماثلة بواسطة بطانية محشوة بالهواء الساخن.


وقد اظهرت النتائج ان تلوث الجرح حصل في 14% من حالات المرضى غير الخاضعين للتدفئة مقابل 5% من حالات المرضى الخاضعين للتدفئة من الفئتين على السواء علما بأن نصف المرضى، سواء خضعوا للتسخين ام لم يخضعوا له تناولوا مضادات حيوية بعد الجراحة.


خلص البروفيسور ليبر والدكتور ميللينغ وزملاؤهما الى ان التدفئة السابقة للجراحة يمكن ان تكون بديلاً عن المضادات الحيوية الوقائية اذ انها تجنب من المخاطر الناجمة عن المضادات الحيوية كاصابة المرضى بالحساسية ومقاومة البكتيريا لهذه المضادات ويمكن ان يكون لطريقة التدفئة هذه السابقة للجراحة بحكم انخفاض كلفتها وبساطتها اهمية خاصة في مناطق من الدول النامية حيث ترتفع احيانا مخاطر الاصابة بالتلوث او مقاومة المضادات الحيوية.


والبوليمر الذي طوره الفريق الذي يقوده الدكتور كولن ماك كوي والسيدة لويز دونيللي من كلية الصيدلة في جامة كوينز في بلفاست لم يدخل بعد مرحلة التطبيق لكنه يعد بمعالجة مشكلة تلوث حديثة اخرى على قدر كبير من الاهمية تتمثل في حالات التلوث التي تحصل في محيط الادوات الطبية المزروعة تحت الجلد بما فيها القساطر «انابيب معدنية أو مطاطية تدخل في مجرى البول لتفريغ المثانة».


ان وجود مركب يمكن تحفيزه من دون اللجوء الى العملية الجراحية لتأمين المضادات الحيوية موضعيا حول النسيج الحي المزروع لدى ظهور اول بوادر التلوث يمكن ان يكون ذا فائدة قيمة في تفادي مثل هذه التلوثات، يعتمد المركب الذي طوره الدكتور ماك كوي ودونيللي على المزج بين نوعين من البوليمر يستعمل احدهما كجل مائي «غرواني مائي هلامي القوام» اي بوليمر متقاطع يمتص ويحتفظ بالماء من ان يذوب وهي خاصية تستعمل في تطبيقات معينة كالعدسات اللاصقة.


اما المركب الآخر فهو عبارة عن خلية حساسة للضوء قابلة للبلمرة وعندما يتبلمر المركبان معا يشكلان بوليمراً متحداً يتغير شكله عند تعرضه للاشعة فوق البنفسجية ويحدث عندها عزماً ثنائي القطب واسعاً.


هذا يعني ان البوليمر المتحد يصبح مزوداً بشحنة كهربائية كبيرة ويؤدي الى تكون شبكة تمتص المياه وتنتفخ لتوسع مسام الشبكة وتسمح بانتشار الدواء الذي تحتوي عليه، يشار الى ان الاشعة فوق البنفسجية لها وحدها دون سواها هذا المفعول فالضوء المرئي او الحرارة لهما مفعول معاكس اذ انهما يسببان تقلص الجل المائي الذي يطبق باحكام على محتواه.


ويمكن استعمال البوليمر المتحد الحساس للضوء في تغليف قسطر او اي جهاز آخر كقالب يزرع في اي مكان تحت الجلد يمكن ان يطاله شعاع فوق البنفسجي فعال. وبوليمر الجل المائي المستعمل بات الآن يستعمل على نطاق واسع كغلاف مطابق حيويا للادوات الطبية، فالجهاز الذي وضعه ماك كوي ودونيللي يمكن تطويره ليوفر عقاقير اخرى الى جانب المضادات الحيوية ولاستعماله في ظروف اخرى.