16
منتدى علوم الفلك / الضغط والدافعة
« في: يونيو 24, 2008, 07:59:30 مساءاً »
لا تثريب عليكم، اليوم يغفر لكم الله؛ الاسم يدل على المسمى، إسمي أسماح فكيف لا تكون شيمتي السماح، والسماح من شيمة المسلمين.
اخي العزيز، أود أحكي إليك حدوثة لن تتعبك، بل تفتح امامك الباب المسدود، اسمعني بقلبك، وعقلك، لا بالعاطفة والشفقة والحنان...
لقد كنت على وشك انتهاء أطروحتي، وسقط بين يدي من طرف زملائي في الجامعة كتابا لنقس الكاتب: محمد معمري، فرفضت قراءته، ولكن مع إلحاح الزملاء وإصرارهم لبّيت الرغبة، وينتهي الكتاب بفصل تحت عنوان: منهجية البحث العلمي على شكل دائرة فأثار انتباهي هذا الموضوع فعكفت عليه بالقراءة والإعادة ربما قرأت هذا الفصل بالذات أكثر من 40 مرة... فماذا حدث!؟
قبل أن أقول ماذا حدث اقرأ وتمعن جيدا في هذه المنهجية باختصار لأن هذا الفصل طويل جدا وتتخلله عدة جداول ورسومات:
عندما أريد أن أبحث في موضوع ما، سواء أكان رسالة، أو أطروحة، أو بحثا، أوكتابا... فلابد من أن أضع نصب أعيني رؤية، وهذه الرؤية تحتم عليّ الإجابة عن ثلاثة أسئلة وهي:
1- ماذا سأكتب؟
2- لماذا سأكتب؟
3- لمن سأكتب؟
ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة أضع جدولا رأسه يحمل رؤيتي، ثم خانة تحمل عهدي وشروطي في البحث، ومن بين الشروط التي ذكرها: يجب أن أبحث في كل العلوم دون أن أرفض، أو أستهجن، أو أضعّف أية فكرة، وإن شئت انطلقت بفكرة مسبقة ألا وهي: الكل على صواب، والكل خاطئ وأنا أبحث عن الحقيقة...
ثم الخانة الموالية تحمل منهجية تمويل بحثي حسب الإمكانيات، ولا يصح لي ان أقف إن لم تتوفر لي الإمكانيات، بل أبد بما هو موجود دون أن أشغل فكري بالخصاص حتى أقف عليه...
ثم الخانة الموالية: خانتة المستجدات والتكوين المستمر؛ وهنا تكمن القصة حيث يقول: من بين الموضوع الذي أشتغل عليه قد تحدثت عنه الفلسفة، ولكن أنا اختصاصي ليس هو الفلسفة، قال: يجب علي أن أتكون في هذا الموضوع بالذات عن طريق أساتذة الفلسفة، ومشاركة الطلبة أو الباحثين، وذووا هذا الاختصاص، ولا يمكنني أن أقف، أو أكتب حتى أمر من كل الدوائر الآتية ذكرها...
ومن هنا ينتقل إلى شرح بسيط حيث يقول: إذا أردت أن أكتب موضوعا من منظور علمي لا يجب علي التقيد بهذا الشرط، لأنه ببساطة يمثل الهرم، أي: أن العلم في قمة الهرم، وبحثي في وسط الهرم، وأنا في أسفل الهرم؛ فكلما أردت أن أكتب شيئا يجب علي الصعود إلى قمة الهرم، فإن لم أجد شيئا حتما أصاب بالإحباط، أو القلق... لهذا يجب تحطيم هذا الهرم ورسم دائرة مركزها عنوان بحثي، وفي محيطها دوائر كل العلوم: دائرة القرآن الكريم، دائرة السنة، دائرة العلوم - فيزياء، كيمياء، فلك، جيولوجية... ، دائرة الفلسفة - فلسفة، فكر إسلامي، فكر صوفي - ، دائرة الديانات، دائرة الأساطير، دائرة الميثولوجيا، دائرة الاعتقادات.
هذه الدوائر يجب علي أن أضع لها جدولا زمنيا للبحث في كل مادة، والتكوين في كل مادة...
ثم ينتقل إلى دائرة أخرى مركزها عنوان البحث وفي محيطها دائرة الأساتذة، ودائرة الطلبة، ودائرة الباحثين، ودائرة الخبراء أو العلماء حسب ما يتطلبه الموضوع؛ وكذلك أضع لها جدولا زمنيا حتى أتمكن بالاتصال بكل دائرة في الوقت المناسب...
ثم ينتقل إلى دائرة مركزها عنوان بحثي وفي محيطها دائرة المكتبات، دائرة المجلات والصحف، دائرة البرامج الإذاعية، دائرة شبكة الانترنيت، وكذلك أضع لكل دائرة جدولا زمنيا...
هذه المراحل كلها يُسمّيها تقميشا، ومن هذا التقميش يستنتج ما يمكن استنتاجه، ويستنبط ما يمكن استنباطه، ويدوّن ما يمكن تدوينه دون أن ألقي بالباقي في سلة المهملات؛ يقول أتركها كمراجع أعود إليها بين الفينة والأخرى لأنني حتما سهوت عن شيء مهم.. وبالعودة يحصل ما لم يكن في الحسبان...
ثم ينتقل إلى دائرة مركزها عنوان بحثي، علما بأن الرؤية لا تفارقني في أية لحظة، وفي محيطها دائرة الاستنتاج، ودائرة الاستنباط، ودائرة التدوين، أي ما كتبته نقلا عن أصحابه بطريقة الجددة، وهذه الدائرة أو المرحلة سمّاها دائرة التفاعل، حيث قال: هنا يجب علي أن أتفاعل مع الكل، وما أحصل عليه هو الحصيلة؛ وهذا لا يكفي، بل يجب أن أنتقل إلى دائرة أخرى وهي دائرة مركزها عنوان بحثي، وفي محيطها دائرة الآيات الكونية، ودائرة الآيات النفسية، ودائرة الحصيلة؛ فهنا يقول: إن كانت رؤيتك هي العطاء كل ما هو جديد وينفع الناس..فهنا جني الثمار، هنا تسطع شمسك، ويلمع نجمك...ومن هنا ينتقل بنا إلى الدائرة الأخيرة في مركزها عنوان بحثي الذي أضيف إليه المنظور الذي سأكتب فيه، وفي المحيط دائرة الكتابة المسودة، دائرة التصحيح، دائرة التقديم، أو الطبع، أو هما معا إن كان الباحث لا يزال طالبا...
أخي العزيز، هذا الفصل فلب لي موازين حياتي حيث توقفت عن تقديم أطروحتي، وغيرت عنوانها، وتتبعت هذه المنهجية.. فعانيت الأمرّين، من كثرة البحث والعلوم، ولكن فجأة وأنا في مسيرتي على نفس الوثيرة بدأ يتضح لي أنه كلما انتقلت مثلا من موضوع الفلسفة إلى موضوع الفيزياء أجد نقسي في جهل مطلق كأنني لم أدرس في عمري ولو يوما واحدا! هذا ما زاد في تشددي لأواكب مسيرة هذه المنهجية لأنها فتحت لي آفاقا، وعالما جديدا لم أكن أحلم به...
هذا ما جعلني أبحث في موضوع الوجود مقارنة بين العلم، والإعجاز العلمي،والفكر الصوفي، فلم أكن أحلم يوما أنني سوف أقرأ التوراة، والإنجيل، والفلسفة المسيحية، والمعتقدات التي لم أسمع بها في حياتي، وبالتالي يمكن القول أنني لم أندم على الأطروحة التي رفضت أن أقدمها، بل ندمت على انني لم أقرأ هذا الكتاب في الوقت المناسب.. ومهما يكن أقول أنني اجتزت الصعاب، والآن دخلت في دائرة شبكة الانترنيت، فهيا بنا إلى العمل يا أخي العزيز، لأن مصداقية العمل يبرره نجاحه، أليس كذلك، لأن هناك فصول أخرى لم أطرحها بعد نظرا لما حصل، وأقول حصل خيرا وهذا دليل الخير لأنه لو دخلنا في الوهلة الأولى في النقاش ما تطرقت إلى هذا الموضوع قط...
أسماح يونس
اخي العزيز، أود أحكي إليك حدوثة لن تتعبك، بل تفتح امامك الباب المسدود، اسمعني بقلبك، وعقلك، لا بالعاطفة والشفقة والحنان...
لقد كنت على وشك انتهاء أطروحتي، وسقط بين يدي من طرف زملائي في الجامعة كتابا لنقس الكاتب: محمد معمري، فرفضت قراءته، ولكن مع إلحاح الزملاء وإصرارهم لبّيت الرغبة، وينتهي الكتاب بفصل تحت عنوان: منهجية البحث العلمي على شكل دائرة فأثار انتباهي هذا الموضوع فعكفت عليه بالقراءة والإعادة ربما قرأت هذا الفصل بالذات أكثر من 40 مرة... فماذا حدث!؟
قبل أن أقول ماذا حدث اقرأ وتمعن جيدا في هذه المنهجية باختصار لأن هذا الفصل طويل جدا وتتخلله عدة جداول ورسومات:
عندما أريد أن أبحث في موضوع ما، سواء أكان رسالة، أو أطروحة، أو بحثا، أوكتابا... فلابد من أن أضع نصب أعيني رؤية، وهذه الرؤية تحتم عليّ الإجابة عن ثلاثة أسئلة وهي:
1- ماذا سأكتب؟
2- لماذا سأكتب؟
3- لمن سأكتب؟
ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة أضع جدولا رأسه يحمل رؤيتي، ثم خانة تحمل عهدي وشروطي في البحث، ومن بين الشروط التي ذكرها: يجب أن أبحث في كل العلوم دون أن أرفض، أو أستهجن، أو أضعّف أية فكرة، وإن شئت انطلقت بفكرة مسبقة ألا وهي: الكل على صواب، والكل خاطئ وأنا أبحث عن الحقيقة...
ثم الخانة الموالية تحمل منهجية تمويل بحثي حسب الإمكانيات، ولا يصح لي ان أقف إن لم تتوفر لي الإمكانيات، بل أبد بما هو موجود دون أن أشغل فكري بالخصاص حتى أقف عليه...
ثم الخانة الموالية: خانتة المستجدات والتكوين المستمر؛ وهنا تكمن القصة حيث يقول: من بين الموضوع الذي أشتغل عليه قد تحدثت عنه الفلسفة، ولكن أنا اختصاصي ليس هو الفلسفة، قال: يجب علي أن أتكون في هذا الموضوع بالذات عن طريق أساتذة الفلسفة، ومشاركة الطلبة أو الباحثين، وذووا هذا الاختصاص، ولا يمكنني أن أقف، أو أكتب حتى أمر من كل الدوائر الآتية ذكرها...
ومن هنا ينتقل إلى شرح بسيط حيث يقول: إذا أردت أن أكتب موضوعا من منظور علمي لا يجب علي التقيد بهذا الشرط، لأنه ببساطة يمثل الهرم، أي: أن العلم في قمة الهرم، وبحثي في وسط الهرم، وأنا في أسفل الهرم؛ فكلما أردت أن أكتب شيئا يجب علي الصعود إلى قمة الهرم، فإن لم أجد شيئا حتما أصاب بالإحباط، أو القلق... لهذا يجب تحطيم هذا الهرم ورسم دائرة مركزها عنوان بحثي، وفي محيطها دوائر كل العلوم: دائرة القرآن الكريم، دائرة السنة، دائرة العلوم - فيزياء، كيمياء، فلك، جيولوجية... ، دائرة الفلسفة - فلسفة، فكر إسلامي، فكر صوفي - ، دائرة الديانات، دائرة الأساطير، دائرة الميثولوجيا، دائرة الاعتقادات.
هذه الدوائر يجب علي أن أضع لها جدولا زمنيا للبحث في كل مادة، والتكوين في كل مادة...
ثم ينتقل إلى دائرة أخرى مركزها عنوان البحث وفي محيطها دائرة الأساتذة، ودائرة الطلبة، ودائرة الباحثين، ودائرة الخبراء أو العلماء حسب ما يتطلبه الموضوع؛ وكذلك أضع لها جدولا زمنيا حتى أتمكن بالاتصال بكل دائرة في الوقت المناسب...
ثم ينتقل إلى دائرة مركزها عنوان بحثي وفي محيطها دائرة المكتبات، دائرة المجلات والصحف، دائرة البرامج الإذاعية، دائرة شبكة الانترنيت، وكذلك أضع لكل دائرة جدولا زمنيا...
هذه المراحل كلها يُسمّيها تقميشا، ومن هذا التقميش يستنتج ما يمكن استنتاجه، ويستنبط ما يمكن استنباطه، ويدوّن ما يمكن تدوينه دون أن ألقي بالباقي في سلة المهملات؛ يقول أتركها كمراجع أعود إليها بين الفينة والأخرى لأنني حتما سهوت عن شيء مهم.. وبالعودة يحصل ما لم يكن في الحسبان...
ثم ينتقل إلى دائرة مركزها عنوان بحثي، علما بأن الرؤية لا تفارقني في أية لحظة، وفي محيطها دائرة الاستنتاج، ودائرة الاستنباط، ودائرة التدوين، أي ما كتبته نقلا عن أصحابه بطريقة الجددة، وهذه الدائرة أو المرحلة سمّاها دائرة التفاعل، حيث قال: هنا يجب علي أن أتفاعل مع الكل، وما أحصل عليه هو الحصيلة؛ وهذا لا يكفي، بل يجب أن أنتقل إلى دائرة أخرى وهي دائرة مركزها عنوان بحثي، وفي محيطها دائرة الآيات الكونية، ودائرة الآيات النفسية، ودائرة الحصيلة؛ فهنا يقول: إن كانت رؤيتك هي العطاء كل ما هو جديد وينفع الناس..فهنا جني الثمار، هنا تسطع شمسك، ويلمع نجمك...ومن هنا ينتقل بنا إلى الدائرة الأخيرة في مركزها عنوان بحثي الذي أضيف إليه المنظور الذي سأكتب فيه، وفي المحيط دائرة الكتابة المسودة، دائرة التصحيح، دائرة التقديم، أو الطبع، أو هما معا إن كان الباحث لا يزال طالبا...
أخي العزيز، هذا الفصل فلب لي موازين حياتي حيث توقفت عن تقديم أطروحتي، وغيرت عنوانها، وتتبعت هذه المنهجية.. فعانيت الأمرّين، من كثرة البحث والعلوم، ولكن فجأة وأنا في مسيرتي على نفس الوثيرة بدأ يتضح لي أنه كلما انتقلت مثلا من موضوع الفلسفة إلى موضوع الفيزياء أجد نقسي في جهل مطلق كأنني لم أدرس في عمري ولو يوما واحدا! هذا ما زاد في تشددي لأواكب مسيرة هذه المنهجية لأنها فتحت لي آفاقا، وعالما جديدا لم أكن أحلم به...
هذا ما جعلني أبحث في موضوع الوجود مقارنة بين العلم، والإعجاز العلمي،والفكر الصوفي، فلم أكن أحلم يوما أنني سوف أقرأ التوراة، والإنجيل، والفلسفة المسيحية، والمعتقدات التي لم أسمع بها في حياتي، وبالتالي يمكن القول أنني لم أندم على الأطروحة التي رفضت أن أقدمها، بل ندمت على انني لم أقرأ هذا الكتاب في الوقت المناسب.. ومهما يكن أقول أنني اجتزت الصعاب، والآن دخلت في دائرة شبكة الانترنيت، فهيا بنا إلى العمل يا أخي العزيز، لأن مصداقية العمل يبرره نجاحه، أليس كذلك، لأن هناك فصول أخرى لم أطرحها بعد نظرا لما حصل، وأقول حصل خيرا وهذا دليل الخير لأنه لو دخلنا في الوهلة الأولى في النقاش ما تطرقت إلى هذا الموضوع قط...
أسماح يونس