Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - التواق للمعرفة

صفحات: 1 ... 21 22 23 [24] 25 26 27 ... 105
346
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخي عبدالله علي
اخي alwd4u

اشكر لكما المرور الكريم ..
الشكر الجزيل على الاهتمام والتواصل ...

مع اعذب التحيات
اخوكم / التواق للمعرفة

347
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بوركت اخي العزيز.. وجزاك الله كل خير ..

تقبل اعذب التحيات
اخوك / التواق للمعرفة

348
منتدى علوم البيئة / الصرف الصحي
« في: مايو 04, 2004, 11:25:45 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 ويزيدك عافيه اخي الكريم...
اشكرك على الاهتمام..
تحياتي
اخوك / التواق للمعرفة




349
منتدى علوم البيئة / المياه في الوطن العربي
« في: مايو 04, 2004, 11:23:00 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الشكر الجزيل لك اخي الفاضل على اهتمامك..

تحياتي
اخوك / التواق للمعرفة

350
السلامعليكم ورحمه الله وبركاته

سبحــــــــــــــــــــــــــــان الله ...
بوركت اخي العزيز ..وجزاك الله كل خير ..

تقبل اعذب التحيات
اخوك / التواق للمعرفة

351
منتدى علم الكيمياء / كيمياء النواة
« في: مايو 04, 2004, 11:15:28 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

'<img'> '<img'>  ويزيدك عافيه اخي العزيز..

اشكرلك مرورك الكريم ..

اشكرك على الاهتمام
..

تحياتي
اخوك / التواق للمعرفة

352
تتكون مجموعة محميات المجال الحيوي الحالية في دول شمال إفريقيا العربية من:
-               تونس: زمبرة و زمبريتا : منظومات بيئية من الزيتون البري أو العرعر الفينيقي أو نباتات إلفملحية. إشكل: منظومات بيئية من الزيتون البري  فوق الهضبة ترافقه نباتات أخرى مثل الخروب و بطم لانتيسك والعرعر الفينيقي والفربيون والعوسج وغيرها، أومنظومات المناطق الرطبة على ضفاف البحيرة. الشعانبي: منظومات بيئية من البلوط الأخضرأوالصنوبر الحلبي أو العرعر الفينيقي. بوهدمة: منظومات بيئية من الطلح.
-                               الجزائر: جرجورة: منظومات بيئية من الشوح النوميدي أو الأرز. تاسيلي: منظومات بيئية من الطلح. القلعة: منظومات بيئية من البلوط الفليني أو البلوط الأخضر أو بلوط الزان أو البلوط القرمزي أو الزيتون البري.
-                               المغرب : أركان: منظومات بيئية من أركان أو العرعر البربري أو الغرعر الفينيقي أو البلوط الأخضر أو الطلح المغربي.
إضافة إلى هذه الأنواع المشكلة للمنظومات البيئية المتواجدة بالمحميات السالفة الذكر تصادف نباتات أخرى سنذكر البعض منها في هذا العمل. كما سنتطرق إلى أنواع أخرى تعيش بمحميات أو منتزهات قد تصير محميات المجال الحيوي.
إنه من المؤكد أن لكل الأنواع النباتية أكثر من دور في شتى المجالات كإنتاج الخشب أو الفلين أو العلف أو الصمغ أو الألياف أو الثمار أو مواد طبية أو عطرية أو إنتاج العسل أو تحسين المراعي أو تثبيت التربة أو الكثبان الرملية أو تخصيبها أو محاربة الانجراف أو التصحر أو الزينة إلى غير ذلك من تلطيف الهواء وتنقيته. لكننا لا ندري إلا القليل جدا من جل الفوائد التي تمنحها لنا النباتات. و لهذا يتحتم علينا القيام بدراسات إيتنونباتية للتعرف على القسط الأكبر من الاستعمالات الحالية و الماضية للنباتات، و كذلك بدراسات تمكننا من استخدامات جديدة بغية رد الاعتبار لنباتات لا نوليها حاليا أي قيمة.
 الصنوبريات Abietaceae أو Pinaceae :
الصنوبر الحلبي Pinus halepensis :
شجرة يصل ارتفاعها إلى 25م. جذعها متفرع وله قشرة ملساء ورمادية في الصغر ثم تشقق ويصير لونها داكن. أوراق مزدوجة رقيقة، طولها يتراوح مابين 6 و 12 سم. ثمار بيضية الشكل محمولة بأعناق طولها 2-1 سم ومائلة إلى الأسفل، طول البذور من 6 إلى 9 مم.

المنطقة المتوسطية، من الممكن استعمالها في التشجير في البيومناخات شبه الرطبة وشبه الجافة الدافئة والمعتدلة (الشعانبي).

خشب النجارة، خشب الخدمات، حطب، فحم، قطران.

الشوح انوميدي Abies numidica  :
شجرة يصل ارتفاعها إلى 40م. جذعها مستقيم وله قشرة ملساء ورمادية في الصغر ثم تشقق ويصير لونها داكن. أوراق إبرية فردية.

نوع قبسي خاص بمحمية جرجورة كما هو الشأن بشبيهه الشوح المغربي Abies maroccana  الخاص بمنتزه تالسمطان بشمال المغرب وأنواع أخرى بالمنطقة المتوسطية في البيومناخات  الرطبة الباردة.

خشب النجارة، خشب الخدمات، قطران، تطبيب شعبي.

الأرز الأطلسي Cedrus atlantica  :
شجرة قد يصل ارتفاعها إلى  أزيد من 50م. جذعها مستقيم وله قشرة ملساء ورمادية في الصغر ثم تشقق ويصير لونها داكن. أوراق منفردة أو مجتمعة في كويكبات. ثمار بيضية الشكل.

منظومات جد محدودة بالجزائر و شاسعة بالمغرب في البيومناخات شبه الرطبة والرطبة الباردة (نادر بجرجورة و سائد في منتزهات وطنية و محميات أخرى بالجزائر و خاصة بالمغرب).

خشب رفيع و ثمين يستخدم في نجارة الأثاث الممتاز، خشب الخدمات، قطران، تطبيب شعبي.

السرويات Cupressaceae :
العرعر الأحمر Juniperus phoenicea :
شجيرة أو شجرة قصيرة القامة من 3 إلى 6م، جذع مستقيم، ذو قلف رمادي يميل لونه إلى الوردي. عليه قشور شريطية ورقية الملمس. التاج الخضري هرمي الشكل مفتوح. الأوراق متقابلة حرشفية حادة توجد على قاعدتها من الناحية الخلفية غدة زيتية بيضاوية الشكل. تكون الأوراق في الصغر إبرية. الأكواز المذكرة مستديرة بيضاوية الشكل مصفرة اللون طولها 3-2 مم ، الأكواز المؤنثة تتكون من 4-3 أزواج من الحراشيف محمرة اللون بنية إلى قرمزية شبه مستديرة قطرها 8-4 مم، وتحوي 3-2 بذور. البذور مفلطحة أو مثلثة الشكل .

المنطقة المتوسطية  : بيومناخات جافة وشبه جافة عموما وشبه رطبة في بعض المناطق الساحلية (زمبرة و زمبريتة، إشكل، الشعانبي، جرجورة، القلعة، أركان).

خشب البناء والصناعة التقليدية والحطب، قطران، المحافظة على التربة .

الســـرو Cupressus :
أوراق حرشفية صغيرة ، متقابلة، ملصقة وملتحمة جزئيا مع الأغصان المغطاة كليا.

                  ¨ السرو الأطلسي C. atlantica :

شجرة يصل ارتفاعها إلى 40م. ذات مظهر مخروطي. الفروع رقيقة ومتدلية، الأوراق حرشفية متدلية وكليلة (مستديرة الطرف) ذات لون فضي. المخروطات كروية الشكل، صغيرة 22-18 مم.

نوع قبسي مغربي. للتشجير بدون ري في المناطق شبه الجافة وشبه الرطبة والرطبة الدافئة والمعتدلة والباردة (قريب من أركان).

خشب النجارة والبناء والخدمات، الزينة، المحافظة على التربة .

                  ¨ السرو الصحراوي C. dupreziana  :

نوع نادر جدا  إذ أنه ممثل ببعض الأفراد فقط و هو قبسي لتاسيلي

خشب النجارة والبناء والخدمات، تطبيب شعبي، الزينة،.

  

العرعر البربري : Tetraclinis articulata
شجرة يبلغ ارتفاعها 25 م. مظهر تاجها هرمي في الصغر ثم يصير فارعا منعرجا في الكبر. الجذع مستقيم وذو قرف رمادي مفتتوح فيصير لونه داكن، ومشقق طولانيا. الأوراق حرشفية دائمة، متقابلة، حلقية ومغطية للغصن، غير متساوية: 2 عريضتان، و 2 ضيقتان الأكواز المذكرة مجمعة في أطراف الأغصان القصيرة، والمؤنثة على أغصان جانبية. المخروطات كروية الشكل ومكونة من 4 حراشيف خشبية على شكل قلب. البذور صغيرة وتحمل جناحين جانبيين.

غابات شاسعة بالمغرب و محلية بالجزائر و تونس في بيومناخات شبه جافة وشبه رطبة دافئة ومعتدلة(أركان).

خشب الصناعة التقليدية، والبناء والخدمات، والحطب، القطران، و الدباغة، والصمغ.

البلوطيات  Fagaceae  
جنس البلوط Quercus ممثل بعدة أنواع شجرية، كروية التاج، ولها أوراق صلبة بالنسبة للبعض ((Q.suber,  Q. coccifera, Q. rotundifolia أو لينة متساقطة للبعض الأخر(Q. faginea, Q. pyrenaica, (Q. afares تتميز بثمارها البلوطية.

 تشكل غابات شاسعة بشمال إفريقيا في المناطق شبه الرطبة و الرطبة الدافئة و المعتدلة و الباردة (الشعانبي، القلعة، جرجورة، أركان و محميات و منتزهات أخرى عديدة)

تلعب دورا جد مهم: خشب الصناعة التقليدية والخدمات، فلين، حطب، ثمار، دباغة، تطبيب شعبي.

الرمراميات (Chenopodiaceae ( = Salsolaceae :
القـــطـــــــف Atriplex :
شجيرات لها لون أخضر فضي.

Atriplex halimus  : شجيرة لها أوراق قلبية الشكل.

ينتشر في المناطق الصحراوية والجافة وشبه الجافة(زمبرة و زمبريتة، إشكل، الشعانبي، بوهدمة، القلعة، تاسيلي، أركان).

نبات رعوي و طبي.

صــــالـــصـــــــولا  Salsola ssp.  :
يشمل هذا الجنس عدة أنواع تعيش في المناطق الجافة والصحراوية، نذكر منها :

§   Salsola vermiculata  : نبات شجيري لا يتعدى 80 سم. أوراقه متبادلة، طويلة ولها طرف حاد. أجنحة الثمرة كبيرة وملونة.

في المناطق الصحراوية من المحيط الاطلسي إلى الخليج العربي.

§   Salsola tetragona  : نبات شجيري لا يتعدى ارتفاعه 50 سم, أوراقه متقابلة، قصيرة، حرشفية، رمادية، زغبية، كثيفة علـى الغصــن. الغصون إمـا رباعية الزوايا (S. tetragona) أو شبه اسطوانية (S. tetrandra).

في المناطق الصحراوية من المحيط إلى شبه الجزيرة العربية.

§   Salsola longifolia  : شجيرة يبلغ ارتفاعها 2م. أوراق متبادلة، خضراء، ملساء، ثلاثية المقطع. ثمار عديدة الأجنحة.

في المناطق الصحراوية من المحيط  الاطلسي إلى آسيا الصغرى.

رعوية، تثبيت الكثبان الرملية.

Anabasis  :
أنواع شجيرية تتميز بأغصان مفصلية تكاد تكون عديمة الأوراق. الأزهار انفرادية في إبط كل ورقة.

الثمار محاطة بثلاثة أجنحة نتجت عن نمو ثلاثة من خمس سبلات الكأس .

شائعة على الأتربة الصخرية أو الرملية للمناطق الصحراوية.

البعض منها رعوي، طبية .

 البطباطيــات Polygonaceae  :
                 §عبــــل، أرطـــــــة  Calligonum comosum  :

شجيرة صغيرة يبلغ ارتفاعها 2م. سيقانها متخشبة بنية اللون، الفروع حديثة النمو خضراء اللون. الأوراق دقيقة الحجم، سريعة التساقط فتبدو النبتة كأنها عديمة الأوراق. الأزهار صغيرة الحجم بيضاء فضية اللون، تتواجد في مجموعات قليلة العدد على النموات الحديثة. الثمار محمرة اللون ومكسوة بشعيرات طويلة. البذور صفراء صغيرة الحجم .

المناطق الصحراوية من المحيط الاطلسي إلى آسيا الصغرى، على الأراضي الرملية .

رعوية، تثبيت الكثبان الرملية القارية .

الطــرفيـــــات  Tamaricaceae  :
أثــــــل ، طرفـــــاء  Tamarix aphylla (= T. articulata)  :
شجيرة يتجاوز ارتفاعها 10م ، ذات جذع خشبي قائم. قلف القروع المعمرة بني محمر أو رمادي اللون. الفروع الحديثة خضراء اللون مفصلية الشكل. الأوراق دقيقة الحجم حرشفية الشكل، حوافها ملتحمة خضراء رمادية اللون، توجد عليها غدد ملحية. الأزهار وردية اللون أو بيضاء تتواجد في نورات راسيمية بسيطة طرفية طولها 10-3 سم. الأزهار شبه جالسة توجد لها قنابات وحيدة مثلثة الشكل. الثمار علبية صغيرة الحجم .

من حوض البحر المتوسطي والمحيط الأطلسي إلى باكستان والهند .

مصد الرياح ، حطب، خشب النجارة والبناء، الدباغ، تطبيب شعبي، تثبيت الكثبان الرملية القارية .

 الكباريــــــات  Capparaceae   :
 إكــلــيـــن ، ســــــداد ، تـنـــضـــــــب  Capparis decidua  :
شجيرة أو شجرة صغيرة يبلغ ارتفاعها 5م ، كثيرة التفرع، فروعها متهدلة ضعيفة وهي خضراء اللون يوجد عليها أزواج من الأشواك الصغيرة المقوسة. عديمة الأوراق. الأزهار محمرة اللون في مجموعات قليلة العدد. الثمار بيضاوية مستديرة الشكل .

المناطق المدارية من المحيط الأطلسي إلى الهند .

رعوية، ثمارها تؤكل، تثبيت الكثبان الرملية، التزيين .

 الـــكــبـــــــار  Capparis spinosa  :
شجيرة صغيرة متفرعة، فروعها طويلة ومتهدلة ومكسوة بزغب على أطرافها. الأوراق صلبة قلبية الشكل. البتلات بيضاء. الأسدية ذات خيوط حمراء.

المناطق المتوسطية والمدارية من المحيط الأطلسي إلى آسيا الصغرى (زمبرة و زمبريتة، إشكل، الشعانبي، القلعة، أركان).

الأزرار الزهرية تخلل لاستهلاكها من طرف  الإنسان، زينة، تطبيب شعبي.

 أتـــيـــل ، مـــــــــرع ، ســــــــــرح  Maerua crassifolia  :
شجيرة صغيرة يبلغ ارتفاعها 5م ، دائمة الخضرة، لها ساق قائمة ملساء رمادية مبيضة اللون. الأوراق ملعقية الشكل، أطرافها مستديرة ومكسوة بزغب خفيف، تترتب في مجموعات على الفروع المعمرة وانفراديا على الفروع الحديثة النمو. الأزهار صغيرة الحجم صفراء ومخضرة اللون تتواجد في مجموعات تنمو من آباط الأوراق. الثمار علبية محززة .

المناطق الصحراوية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي .

رعوية ، الثمار تؤكل، خشب جيد، أغصان تستعمل لتنقية الاسنان .

الـسـبوتــيــــات  Sapotaceae  :
                   §أركـــــــــــــان  Argania spinosa  :

شجرة مشوكة يبلغ ارتفاعها 10م . ذات جذع مشقق طولانيا ذات فروع وأغصان عديدة. الأوراق متبادلة. صلبة رمحية أو ملعقية الشكل. الأزهار مجتمعة في آباط  الأوراق، ذات 5 سبلات مزغبة، و 5 بتلات مخضرة. الثمار لوزية أو عنبية الشكل .

قبسية للجنوب الغربي من المغــــرب (أركان) .

رعوية، خشب الخدمات، التدفئة، استخراج زيت يؤكل من طرف الإنسان أو يستعمل في صناعة مواد التجميل .

 الخــروبيــات  Cesalpinaceae  :
 خـــروب ، خــرنـــوب ، قرانيـــــط  Ceratonia siliqua  :
شجرة دائمة الخضرة يبلغ ارتفاعها 15م, تاجها مستدير وكثيف. الأوراق مركبة ريشية تتكون من 4-2 أزواج من الوريقات البيضاوية الشكل. الأزهار صغيرة الحجم معلقة تتجمع في نورات ابطية متطاولة ومنتصبة. الثمار قرون طولها مابين 20-10 سم. سوداء اللون عند النضج .

المنطقة المتوسطية وفي بعض الجبال من المنطقة الإفريقية وشبه جزيرة العرب(زمبرة و زمبريتة، إشكل، الشعانبي، القلعة، أركان).

تؤكل الثمار وتصنع بها عدة أصناف من المواد الغذائية والدوائية، والعلفية للماشية. خشب جيد، استخدامات طبية، حطب، رعي، عسل.

 السنطيــــات  Mimosaceae  :
 طلــــح  Acacia albida (=Faidherbia albida)  :
شجرة كبيرة يبلغ ارتفاعها 10م . التاج الخضري كبير ومفتوح القلف رمادي باهت قشري سهل التقشير . الفروع الحديثة مبيضة اللون. الأشواك غليظة بيضاء مستقيمة. الأوراق خضراء رمادية اللون، مكونة 10-3 أزواج  من الوريقات التي تتركب من 23-7 زوجا من الوريقات الصغيرة. الأزهار بيضاء. الثمار قرون صفراء طولها من 15-8 سم.

المناطق الصحراوية و المدارية.

رعوية، خشب جيد يصلح للنجارة وصناعة الفحم والأدوات المنزلية، السياجات . صيانة التربة.

تمات ، سمــــر  Acacia ehrenbergiana  :
شجيرة صغيرة لايتعدى ارتفاعها 4م ، كثيرة التفرع، تنشأ الفروع من قاعدة الشجيرة. الأوراق مركبة ريشية متضاعفة تتكون من 4-1 أزواج من الوريقات المركبة التي تتكون من 12-8 زوجا  من الوريقات الصغيرة الملساء. الأشواك مستقيمة وطويلة يبلغ طولها 8 سم. نورات كروية الشكل صفراء اللون. القرون طويلة ونحيفة ومنجلية الشكل  تتخصر عند مواثع البذور.

افريقيا المدارية من المحيط الأطلسي (حنوب المغرب) إلى شبه الجزيرة العربية .

رعوية، تربية النحل، حطب، فحم، مصد للرياح.

 طلـــح  Acacia tortilis  :
شجرة ارتفاعها يصل إلى 12م أو أكثر، ذات سيقان متفرعة تعطي مظلة. التاج مسطح من الأعلى. الفروع بنية رمادية تحمل أشواكا بيضاء مستقيمة يصل طولها إلى 6 سم كما توجد أيضا أشواك قصيرة مقوسة لايتعدى طولها 1,5 سم. الأوراق مركبة ريشية متضاعفة تتكون من 8-4 أزواجا من الوريقات المركبة التي تتكون من 12-5 زوجا من الوريقات الصغيرة المستطيلة. النورات كروية بيضاء محمولة على أعناق طويلة. القرون نحيفة ملتوية بنية يصل طولها إلى 15 سم .

افريقيا الشمالية والمدارية من المحيط الأطلسي إلى آسيا الصغرى (بوهدمة، تاسيلي).

رعوية، حطب، فحم، خشب الخدمات،تطبيب شعبي، تقبيت الكتبان الرملية .

طـــلــــح مغربي  Acacia gummifera  :
شجرة صغيرة يصل ارتفاعها إلى 4م. الأوراق مركبة ريشية متضاعفة. الأزهار صفراء في نورات كروية الشكل. القرون طويلة مستقيمة وقليلة التخصر، تشبه قرون الفاصوليا الخضراء ,

قبسية مغربية (أركان).

خشب نجارة الأثاث الرفيع، رعوية، حطب، أسيجة، تطبيب شعبي.

 الفراشيات أو الفوليات  Fabaceae = Papilionaceae :
 خروب الكـــــلاب   Anagyris foetida   :
شجيرة قائمة لايتجاوز ارتفاعها 2م، كثيرة الأوراق. الأوراق مركبة من 3 وريقات. الأزهار خضراء مصفرة كبيرة الحجم يصل طولها إلى 3,5 سم، توجد على البتلة الخارجية القصيرة بقعة بنية اللون. للأزهار رائحة غير مقبولة وهي تنبت على الفروع الخشبية المعمرة، القرون كبيرة الحجم مفلطحة يصل عرضها 2 سم. البذور بنفسجية اللون .

المنطقة المتوسطية وشبه الجزيرة العربية (إشكل، الشعانبي، القلعة، أركان).

حطب ، تثبيت الأتربة .

رتــــم أبيـــــض  Retama raetam  :
شجيرة لاتتعدى 2م . جد متفرعة. فروعها طويلة. الأوراق السفلية ثلاثية الوريقات، والأخرى بسيطة. نورات عنقودية وجانبية. أزهار بيضاء مجتمعة في مجموعات من 10-5 في عناقيد. القرون بيضاوية الشكل .

الكثبان الرملية والوديان في المناطق الصحراوية (بوهدمة، تاسيلي).

 الآسيــــات  Myrtaceae  :
 آس ، ريحــــــان  Myrtus communis  :
شجيرة دائمة الخضرة لا تتعدى 2م ، كثيرة التفرع. الأوراق كثيفة، جلدية الملمس، خضراء اللون، لها رائحة قوية، بسيطة معنقة بيضاوية مستطيلة . الأزهار بيضاء تنمو انفراديا من آباط الأوراق. الثمار لبية مسودة اللون عند النضج .

المنطقة المتوسطية وآسيا الصغرى (القلعة).

ادخلت في عدة مناطق للتزيين في الحدائق والمنتزهات، طبية، عطرية.

القاتيـــــات  Celastraceae :
ثـــرة ، دبــــــلاب ، ثـــــــــران  Maytenus senegalensis  :
شجيرة يبلغ ارتفاعها 4م . اللحاء رمادي اللون بمسحة محمرة. توجد على الفروع أشواك متفاوتة الشكل. الأوراق خضراء باهتة بيضاوية متطاولة  أو مستديرة. الأزهار صغيرة تتواجد في نورات سيمية انفرادية أو في مجموعات. الثمار علبية صغيرة .

المنطقة المتوسطية من المغرب واسبانيا إلى افريقيا الاستوائية وشبه الجزيرة العربية وآسيا الغربية (أركان).

خشب الصناعة التقليدية والأدوات، التطبيب التقليدي، رعوية.

فصيلة الفربيونيات  Euphorbiaceae  :
                  ¨ خـــــــــروع  Ricinus communis  :

شجيرة تصل إلى 4 م. أوراق كبيرة مفصصة.

المناطق الساحلية (المحميات الساحلية).

تثبيت الكثبان الرملية . زيت الخروع .

                   ¨فــربـيــــــون  Euphorbia  :

جنس يشمل عددا كبيرا من الأنواع، منها الصبارية الشكل مثل E... resinifera, E. echinus,. E. beaumeriana في جنوب غرب المغرب، ومنها الشجيرات ذات الأوراق مثل       E.. balsamifera و E. regis-jubae.

جنوب غرب المغرب (أركان).
طبية، عسل، مطاط نباتي، تثبيت الأتربة.

العنابيات  Rhamnaceae  :
                   ¨سدر ، عنــا ب   Ziziphus  :

يشمل هذا الجنس عدة أنواع :

Z. lotus,  Z. vulgaris,  Z. spina-cristi   : شجيرات أو أشجار صغيرة مشوكة.

  المناطق الجافة و شبه الجافة (إشكل، الشعانبي، بوهدمة، تاسيلي، أركان).

ثمار، طبية، رعوية، عسل.

البطميــــات  Anacardiaceae  :
البطم الأطلسي Pistacia atlantica .

شجرة كبيرة كروية التاج متساقطة الأوراق.

المنطقة المتوسطية والصحراء وآسيا الغربية(إشكل، الشعانبي، أركان). .

خشب النجارة والخدمات، رعوية، طبية.

الســمــــــاق  Rhus  :
عدة أنواع شجيرية مشوكة تعيش في المناطق الجافة وشبه الجافة .

- السماق الثلاثي  Rhus oxyacantha  .

- السماق الخماسي   Rhus pentaphylla .

المناطق الجافة و شبه الجافة من المنطقة المتوسطية و الصحراوية (إشكل، الشعانبي، بوهدمة، تاسيلي، أركان).

رعوية، دباغة، طبية.

الزقوميــــات  Balanitaceae  :
                   ¨الزقوم ، إهليج ، صر ، إكلين  Balanites aegyptiaca  :

شجرة شوكية صغيرة ترتفع إلى 6م . القلف سميك بني مصفر اللون. الأوراق مركبة من وريقتين مستديرتين. الأزهار صفراء مخضرة. الثمار بيضاوية بنية مصفرة .

المناطق الجافة من المغرب إلى الهند (الصحراء المغربية).

خشب الأثاث والدعائم. الثمار تؤكل، البذور تعطي زيتا يؤكل، طبية.

الدفليـــــات  Apocynaceae  :
                   ¨دفلــــــــة  Nerium oleander  :

شجيرة أو شجرة صغيرة. أزهار وردية.

المنطقة المتوسطية والصحراوية (كل المحميات).

الزينة، طبية.

 الصــقــــلابيــــــات  Asclepiadaceae    :
                      ¨عشــــر ، عشـــــار   Calotropis procera  :

شجيرة قائمة يصل ارتفاعها 5م. الساق خشبية، خشبها لين. الفروع ذات قلف بني مصفر سميك فليني. الأوراق متبادلة كبيرة غضة بيضاوية، حوافها كاملة، خضراء باهتة. النورات مظلية الشكل. الثمار بيضاوية منتفخة خضراء باهتة  تحتوي على عدد كبير من البذور.

المناطق المدارية من افريقيا من المحيط إلى شبه الجزيرة العربية وآسيا الغربية (أركان).

قطن لحشو الوسائد ، حبال، طواقات شباك الصيد، التطبيب.

                                           ¨ أم لبينة  Periploca laevigata  :

شجيرة متسلقة ملساء، جد متفرعة، ذات أوراق لحمية. نورات سميمية.

المناطق شبه الجافة والجافة والصحراوية من شمال افريقيا (أركان).

رعوية، طبية.

الشــفويـــــات  Lamiaceae  :
أعشاب حولية أو معمرة، أو شجيرات ، أو متسلقة، ذات سيقان رباعية الزوايا، ذات أوراق بسيطة، متقابلة. النورات سيمية أو راسيمية. الأزهار خنثية وغير منتظمة. التويج على شكل شفتين، وأهمها أنواع الزعتر Thymus أو Origanum وإكليل الجبل Rosmarinus.

أجناس وأنواع تنتشر عموما في المنطقة المتوسطية (كل المحميات).

طبية، عطرية، عسل، زينة.

 الزيتونيـــات Oleacea :
                 ¨زيتــــون بـــــري  Olea :

 O. oleaster  : المنطقة المتوسطية (زمبرة و زمبريتة، إشكل، الشعانبي، القلعة، أركان)   .O. maroccana  : نوع قبسي مغربي في الجنوب الغربي من المغرب (أركان). O. laperrini  : نوع صحراوي (تاسيلي).

كل هذه الأنواع تصلح لتحسين ضروب الزيتون المغروس، طبية، خشب الصناعة التقليدية، زيت.

المركبـــات Compositae= Asteraceae  :
                  ¨ تــــازارت نإيفيــــــس Warionia saharae  :

شجيرة قد تصل إلى 3م، ذات قلف فليني. الفروع قصيرة . الأوراق عريضة خضراء داكنة، ملساء، متموجة على حوافها، لها رائحة قوية. النورات هامية عرضها 4-3 سم, الأزهار صفراء كلها أنبوبية .

المناطق الصحراوية لشمال افريقيا العربية(أركان).

تطبيب تقليدي، عطرية .

                                 ¨Senecio anteuphorbium  :

نبات عصاري، ذو فروع غليضة اسطوانية، وأوراق سميكة. أزهار بيضاء أو صفراء باهتة .

المناطق شبه الجافة والجافة والصحراوية من جنوب المغرب(أركان).

طبية،زينة.

                 ¨شـــــيـــــــــح  Artemisia   :

يحتوي هذا الجنس على عدة أنواع تعيش في المناطق شبه الرطبة وشبه الجافة والجافة والصحراوية (الشعانبي، بوهدمة، أركان).

رعوية، تطبيب تقليدي، عطرية.

 الأسليــــات Juncaceae  :
                 ¨ســـمـــار ، أســـــــــــل  Juncus :

جنس يشمل عدة أنواع تستعمل أوراقها لصناعة الحصائر والأثاث الخفيف (بجانب المياه في كل المحميات).

 النجيليــات: Poaceae= Graminae
                                 ¨Rottboellia hirsuta  :

معمر من 60-20 سم، سنبلة بيضاء حريرية ذات محور مزغب .

شائع في المناطق الصحراوية .

تثبيت الأتربة الرملية، رغوية.

                                 ¨Cymbopogon schoenanthus :

سيقان عديدة. وقصيرة في باقات كثيفة تتكون من عدة خلفات، ذات رائحة ليمونية .

المناطق شبه الجافة والجافة والصحراوية ( الشعانبي، بوهدمة، تاسيلي، أركان).

رعوية ، عطرية .

                 ¨ثــمــام ، ام ركبـــة  Panicum turgidum :

باقة كثيفة مكونة من سيقان متفرعة، ومنتفخة في العقد. الأوراق فضية وتحمل أغمدة بيضاء مصفرة. عناقيد مركبة قصيرة.

شائع في ارجاء المناطق الصحراوية مع تشكيلات الطلح (بوهدمة، تاسيلي).

رعوي ، تثبيت الأتربة الرملية .

                 ¨حلفـــــــاء Stipa tenacissima :

نبات يشكل باقات كثيفة ذات أوراق طويلة وصلبة. النورات طويلة  سيقان طويلة .

المناطق الجافة وشبه الجافة بالهضاب العليا لإقريقيا الشمالية ( الشعانبي، أركان)..

رعوية ، عجين الورق، صناعة الحصائر.

                 ¨سبــــــــــاط  Aristida pungens  :

نبات معمر له أوراق طويلة ومنتهية بشوكة.

شائع على الكثبان الرملية الصحراوية(بوهدمة، تاسيلي).

رعوي ، تثبيت الكثبان الرملية .

الأكافيـــات  Dracenaceae :
                 ¨أجكــــال Dracaena draco :

شجرة يتجاوز ارتفاعها 10م. لها جذع يتفرع من الأعلى إلى ثلاثة فروع. تنمو الأوراق متزاحمة على أطراف الغصون.

جنوب المغرب والجزر الخالدة (أركان).

(منقول ...)

353
منتدى علوم البيئة / المياه في الوطن العربي
« في: أبريل 27, 2004, 11:13:47 مساءاً »
يكتسب موضوع المياه أهمية خاصة في الوطن العربي بالنظر لمحدودية المتاح منها كمياه الشرب وطبقاً للمؤشر الذي يفضي الى ان أي بلد يقل فيه متوسط نصيب الفرد فيه من المياه سنوياً عن 1000- 2000 متر مكعب يعتبر بلداً يعاني من ندرة مائية، وبناءً على ذلك فان 13 بلداً عربياً تقع ضمن فئة البلدان ذات الندرة المائية. وهذه الندرة في المياه تتفاقم باستمرار بسبب زيادة معدلات النمو السكاني العالية. ويوضح تقرير البنك الدولي لسنة 1993 ان متوسط نصيب الفرد السنوي من الموارد المائية المتجددة والقابلة للتجدد في الوطـن العربي (مع استبعاد مخزون المياه الكامنة في باطن الأرض) سيصل الى 667 مترا مكعبا في سنة 2025 بعدما كان 3430 مترا مكعبا في سنة 1960، أي بانخفاض بنسبة 80%. أما معدل موارد المياه المتجددة سنوياً في المنطقة العربية فيبلغ حوالي 350 مليار متر مكعب، وتغطي نسبة 35% منها عن طريق تدفقات الأنهار القادمة من خارج المنطقة، إذ يأتي عن طريق نهر النيل 56 مليار متر مكعب، وعن طريق نهر الفرات 25 مليار متر مكعب، وعن طريق نهر دجلة وفروعه 38 مليار متر مكعب. وتحصل الزراعة المروية على نصيب الأسد من موارد المياه في العالم العربي، حيث تستحوذ في المتوسط على 88%، مقابل 6.9% للاستخدام المنزلي، و5.1% للقطاع الصناعي. وقد حدد معهد الموارد العالمية منطقة الشرق الأوسط بالمنطقة التي بلغ فيها عجز المياه درجة الأزمة، وأصبحت قضية سياسية بارزة، خاصة على امتداد أحواض الأنهار الدولية.
وقد غدا موضوع المياه مرشحاً لإشعال الحروب في منطقة الشرق الأوسط وفقاً لتحليل دوائر سياسية عالمية، خاصة ان اغلب الأقطار العربية لا تملك السيطرة الكاملة على منابع مياهها. فأثيوبيا وتركيا وغينيا وإيران والسنغال وكينيا وأوغندا وربما زائير ايضاً هي بلدان تتحكم بحوالي 60% من منابع الموارد المائية للوطن العربي. ويدور الحديث الآن حول ارتباط السلام في الشرق الأوسط بالمياه بعد اغتصاب إسرائيل لمعظم نصيب دول الطوق العربي من المياه. كما ان بعض الدول أخذت تتبنى اقتراحاً خطيراً للغاية يتمثل في محاولات إقناع المجتمع الدولـي بتطبيق اقتراح تسعير المياه، وبالتالي بيع المياه الدولية. ويقع على رأس هذه الدول تركيا وإسرائيل. والأخطر من ذلك تبني بعض المنظمات الدولية (كالبنك الدولي ومنظمة الفاو) لتلك الاقتراحات، متناسين حقيقة الارتباط الوثيق بين الأمن المائي والأمن الغذائي من جهة، والأمن القومي العربي من جهة أخرى.
وفي كلمة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبد المجيد في مؤتمر الأمن المائي في القاهرة جاء: «إن قضية المياه في الوطن العربي تكتسب أهمية خاصة نظراً لطبيعة الموقع الاستراتيجي للامة العربية، حيث تقع منابع حوالي 60% من الموارد المائية خارج الأراضي العربية، مما يجعلها خاضعة لسيطرة دول غير عربية، وما يزيد الأمر تعقيداً يكمن فيما يعانيه الوطن العربي من فقر مائي يصل في وقت قريب الى حد الخطر مع تزايد الكثافة السكانية وعمليات التنمية المتواصلة».
وذكر عبد المجيد ثلاثة تحديات على العرب مواجهتها لحل مشكلة المياه وهي:
اولاً: قضية مياه نهري دجلة والفرات وكيفية حل ما هو قائم حالياً بين تركيا وسوريا والعراق من جهة، وبين كل من سوريا والعراق من جهة أخرى.
ثانياً: مطامع إسرائيل التي اتهمها باستخدام المياه كعنصر أساسي في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تشكل المياه أحد أهم عناصر الاستراتيجية الإسرائيلية سياسياً وعسكرياً وذلك لارتباطها بخططها التوسعية والاستيطانية في الأراضي العربية. وتشمل تلك الأطماع في الموارد المائية العربية نهر الأردن وروافده ونهر اليرموك وينابيع المياه في الجولان وانهار الليطاني والحاصباني والوزاني في لبنان. إضافة الى سرقة إسرائيل للمياه الجوفية في الضفة الغربية وقطاع غزة لمصلحة مستوطناتها الاستعمارية.
ثالثاً: كيفية مواجهة مخاطر الشح المتزايد في مصادر المياه العربية والمترافقة مع التزايد السكاني والتي تتطلب مواجهتها بذل الجهود العربية المشتركة سياسياً واقتصادياً وعلمياً، من اجل تحديد الأولويات في توزيع الموارد المائية وترشيد استثمارها، بالإضافة الى تنمية الوعي البيئي لمخاطر التلوث، وتطوير التقنيات المستخدمة والاعتماد على الأساليب التكنولوجية الحديثة في الري ومعالجة التصحر ومشروعات تكرير وتحلية المياه التي سوف تشهد المرحلة المقبلة تزايداً على استخدامها واستثمارها.
ثم جدد الدكتور عبد المجيد الدعوة لعقد «قمة عربية بشأن المياه لدراسة جميع الجوانب المتعلقة بالأمن المائي العربي».
وإذا كان الواقـع المائي صعباً في الوطن العربي حيث لا يتجاوز نصيبه من الإجمالي العالمي للأمطار 1.5% في المتوسط بينما تتعدى مساحته 10% من إجمالي يابسة العالم، فان واقع الحال في المشرق العربي يبدو اكثر تعقيداً، إذ لا يتعدى نصيبه 0.2 % من مجمل المياه المتاحة في العالم العربي، في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات الاستهلاك بشكل كبير. فخلال الفترة 1980-1990 تضاعف الطلـب على المياه لأغراض الزراعة في دول مجلس التعاون ثماني مرات، رغبة منها في تحقيق الاكتفاء الذاتي بالنسبة لبعض المواد الغذائية، كما ازداد الاستهلاك المنزلي بمقدار ثلاثة أمثاله، خلال نفس الفترة، بسبب تحسن مستوى المعيشة. وأهمية موضوع المياه محلياً، بل وإقليمياً، تكمن في الواقع في صـلاته المباشرة بجهود التنمية بوجه عام، وبصلاته الوثيقة بالقطاع الزراعي بوجه خاص، والواقع ان سياسات الدعم الحكومي للقطاع الزراعي تعتبر أحد ابرز الأسباب المؤدية الى مشاكل استنزاف الميـاه الجوفية. إلا ان تلك الصلات لا تتوقف عند ذلك الحد، بل تمتد لتطال موضوعات عدة، ربما انطوى كل منها على تحد، كالبيئة والموارد الطبيعية وحتى عجز الميزانية العامة للدولة.
وفي دراسة عن مستقبل المياه في المنطقة العربية توقعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، ظهور عجز مائي في المنطقة يقدر بحوالي 261 بليون م3 عام 2030، فقد قدرت الدراسة الأمطار التي هطلت في الدول العربية بنحو 2238بليون م3 يهطل منها 1488بليون م3 بمعدل 300 ملم على مناطق تشكل 20% من مساحة الوطن العربي ونحو 406 بلايين م3 تهطل على مناطق اكثر جفافاً يتراوح معدل أمطارها بين 100 و 300 ملم بينما لا يتجاوز هذا المعدل 100 ملم في المناطق الأخرى. وأوضحت الدراسة التي نـاقشها وزراء الزراعة والمياه العرب ان الوطن العربي يملك مخزوناً ضخماً من الموارد المائية غير المتجددة يعتبر احتياطاً استراتيجياً ويستثمر منه حالياً حوالي 5%. وتقدر كمية المياه المعالجة والمحلاة بنحو 10.9 بلايين م3 سنوياً منها 4.5 بلايين م3 مياه محلاة و6.4 بلايين م3 مياه صرف صحي وزراعي وصناعي. أما بالنسبة للحاجات المائية المستقبلية فهي مرتبطة بمعدلات الزيادة السكانية في العالم العربي التي أصبحت بين الأعلى في العالم. فمن المتوقع ان تصل الى 735 مليون نسمة عام 2030 مقابل 221 مليون نسمة عام 1991. ولتضييق الفجوة القائمة بين الموارد المائية المتاحة والحاجات المستقبلية، اقترحت الدراسة محورين للحل: يتمثل الأول في تنمية مصادر مائية جديدة واستثمار مصادر مائية جوفية ممثلة في أحواض دول عدة. أما الحل الثاني فيتمثل في ترشيد استخدامات المياه وحمايتها .
ومن ذلك يتضح ان على الدول العربية ان تعطي موضوع تنمية الموارد المائية والمحافظة عليها الأولوية القصوى عند وضـع استراتيجيتها الأمنيـة، ويجب ان يكون موضوع «الأمن المائي» على راس قائمة الأولويات، وذلك بسبب قلة الموارد المائية التقليدية، مما يستدعي العمل الجاد على المحافظة على هذه الموارد ومحاولة تنميتـها وكذلك إيجاد موارد مائية جديدة. وخصوصاً ان معظم منابع الأنهار بيد دول غير عربية مما لا يعطيـها صفة المورد الآمن، كما ان المياه الجوفية، في اغلب الدول العربية، محدودة ومعظمها غيـر متجدد (ناضب) لعدم توفر موارد طبيعية متجددة كالأمطار تقوم على تغذية هذه المكامن وتزيد من مواردها. لذلك يجب أن ينصب اهتمام القائمين على إدارة الموارد المائية على المحافظة على موارد المياه الجوفية وزيادة كمياتها، بل وتحسين نوعيتها واعتبارها مخزونا استراتيجيا في مكامن آمنة. وقد لخص الدكتور سامر مخيمر البدائل المطروحة لتجاوز الفجوة المائية الحالية ما بين العرض والطلب (الموارد المائية المتاحة والاحتياجات الفعلية للاستهلاك) في المنطقة العربية فيما يلي:
1- ترشيد استهلاك الموارد المائية المتاحة.
2- تنمية الموارد المائية المتاحة.
3- إضافة موارد مائية جديدة.
فبالنسبة الى ترشيد الاستهلاك هناك عدة أساليب يمكن إتباعها مثل: رفع كفاءة وصيانة وتطوير شبكات نقل وتوزيع المياه، تطوير نظم الري، رفع كفاءة الري الحقلي، تغيير التركيب المحصولي وكذلك استنباط سلالات وأصناف جديدة من المحاصيل تستهلك كميات اقل من المياه، وتتحمل درجات أعلى من الملوحة.
أما بالنسبة الى تنمية الموارد المائية المتاحة ، فهناك عدة جوانب يجب الاهتمام بها مثل: مشروعات السدود والخزانات وتقليل المفقود من المياه عن طريق البخر من أسطح الخزانات ومجاري المياه وكذلك التسريب من شبكات نقل المياه.
أما بخصوص إضافة موارد مائية جديدة، وهو الموضوع الأهم من وجهة نظرنا وخصوصاً لدول الخليج العربية، فيمكن تحقيقه من خلال محورين:
اولاً: إضافة موارد مائية تقليديـة مثل المياه السطحية والمياه الجوفية، حيث ان هناك أفكارا طموحة في هذا المجال مثل جر جبال جليديـة من المناطق القطبية وإذابتها وتخزينها، ونقل الفائض المائي من بلد الى آخر عن طريق مد خطوط أنابيب ضخمة وكذلك إجراء دراسات واستكشافات لفترات طويلة لإيجاد خزانات مياه جوفية جديـدة. ولكن جميع هذه الأفكار هي في الواقع أفكار مكلفة للغاية وتحتاج الى وقت طويل لتطبيقها عملياً بالإضافة الى أنها لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر أمن للمياه.
ثانياً: إضافة موارد مائية غير تقليدية (اصطناعية) ويمكن تحقيق ذلك عن طريق استغلال موردين مهمين هما مياه الصرف الصحي ومياه التحلية. ولعل هذا الموضوع هو من أهم المواضيع التي يجب على الدول الفقيرة بالموارد المائية الطبيعية، ومنها دول الخليج العربية، الاهتمام بها والتركيز عليها كمصدر أساسي ومتجدد (غير ناضب) للميـاه. فمياه الصرف، سواءً الصناعي أو الزراعي او الصحي، يمكن معالجتها بتقنيات حديثة وإعادة استخدامها في ري الأراضي الزراعية وفي الصناعة وحتى للاستخـدام الآدمي (تحت شروط وضوابط معينة) بدلاً من تصريفها دون معالجة الى المسطحات المائية مما يتسبب في مشاكل بيئية خطيرة تؤدي إلى هدر مصدر مهم من مصادر الثروة المائية. ولعل تزايد اهتمام الدول الغنية بالموارد المائية، مثل الدول الأوروبية وأميركا، والمتمثل في المبـالغ الطائلة التي تنفق سنويـاً بهدف تحسين تقنيات معالجة هذه المياه وإعادة استخدامها لهو الدليل القاطع على أهمية هذا المورد وعلى ضرورة اهتمام الدول الفقيرة به والعمل على توفيره كمصدر إضافي للموارد المائية.
أما بالنسبة لمياه التحلية، فمما لا شك فيه ان معظم الدول العربية هي دول ساحلية مما يعطيها ميزة وجود مصدر للمياه بكميات لا حدود لها يمكن تحليتها والاعتماد عليها كمورد إضافي، بل في بعض الدول مثل الدول الخليجية كمصـدر أساسي للمياه. فعلى سبيل المثال تمثل مياه البحر المحلاة اكثر من 75% من المياه المستخدمة في دول الخليج العربية بينما ترتفع النسبة إلى 95% في دولة الكويت.
وتمتاز موارد مياه التحلية عن الموارد الطبيعية بالتالي:
* اصبح بالإمكان اعتبارها مورداً مائياً يعتمد عليه لتوفير المياه العذبة كما هو متبع الآن في منطقة الخليج.
* يمكن إقامتها في مواقع قريبة من مواقع الاستهلاك مما يؤدي الى توفير إنشاء خطوط نقل مكلفة جداً.
* يمكن اعتبارها ضماناً أكيدا لتلافي نقص الموارد المائية، بغض النظر عن واقع الدورة الهيدرولوجية وتقلباتها.
* تحتاج الى تكلفة رأسماليـة منخفضة لكل وحدة سعة مقارنة بتكلفة إقامة وتشغيل منشآت تقليدية مثل السدود، ولكنها تحتاج الى تكلفة تشغيلية أعلى بكثير.
* تتألف من معدات ميكانيكية، ولذلك فمـن المتوقع ان يستمر تطوير كفاءتها واقتصادياتها.
* لها القدرة على معالجة وتحويل مياه البحر والمياه المالحة الأخرى الى مياه ذات نوعية ممتازة صالحة للشرب ، ولذلك فهي تخلو من عوائق سياسية أو اجتماعية أو قانونية كتلك العوائق التي تتعلق باستغلال الموارد الطبيعية المشتركة مثل الأنهار.
* متوفرة بأحجام متنوعـة وتقنيات مختلفة بحيث يمكن استخدام المناسب منها للغرض المطلوب لتلبية احتياجات المياه.
* مناسبة اكثر لعمليات تنظيم تمويل مشاريعها مقارنة بعمليات تمويل المشاريع المائية التقليدية.
* فترة إنشائها اقصر بكثير من فترة إقامة خطوط نقل مياه من مناطق نائية.
لذا فان على القائمين على تخطيط الموارد المائية في كافة أنحاء العالم ان يأخذوا موارد مياه التحلية في اعتبارهم لتؤدي الأغراض التالية:
* مصدر مائي متكامل قائم بذاته ويمكن استخدامه كذلك كمصدر مياه عذبة إضافي لتكملة موارد المياه التقليدية.
* مورد أساسي للاعتماد عليه في حالات الطوارئ خاصة في مواسم الجفاف وعدم توفر مياه كافية.
* مورد بديل لنقل المياه عبر مسافات طويلة.
* تقنية يعتمد عليها لتحسين ودعم نوعية المياه المتوفرة.
* مصدر مائي لنوعية مياه مناسبة جداً لتطبيقات صناعية وغيرها من الأغراض.
* تقنية مناسبة لمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي وإزالة جميع الملوثات ومسببات الأمراض.

ومن لغط القول الحديث بان تحلية المياه مكلفة أو مكلفة جداً دون الأخذ بالاعتبار الأوضاع السياسية والجغرافية واقتصاديات موارد المياه البديلة. فعلى سبيل المثال فان العديد من الدول تفضل ان يتوفر لديها موارد مائية ذاتية تفي بكافة احتياجاتها مهما كان الثمن. وقد طرحت أفكار عديدة لنقل المياه بواسطة الأنابيب وعبر أقطار متعددة، ولكن لم يطبق أي منها لاعتبارات اقتصادية أو سياسية- جغرافيـة. وقد أظهرت دراسة أعدت من قبل مفوضية الطاقة النووية في فيينا عام 1992 بان تكلفة نقل المياه بواسطة ناقلات النفط من أوروبا الى تونس تزيد على دولار أميركي واحد لكل متر مكعب، كما أظهرت نفس الدراسة بان تكلفة نقل المياه بواسطة الأنابيب لمسافة تزيد عن 300 كم أعلى من تكلفة إنتاجها بواسطة طرق التحلية.
وفي المناطق التي تعاني من نقص شديد في المياه العذبة، تعتبر هذه السلعة ثمينة جداً وذات أهمية استراتيجية، وقد اكتسبت صفة السلعة الاستراتيجية لكونها ذات أهمية حيوية وسلعة نادرة، حالها في ذلك حال السلع الاستراتيجية الأخرى التي تتصف بالندرة والحاجة الحيوية لها مثل النفط وبعض المعادن الثمينة. والسلع الاستراتيجية المذكورة تتصف بخواص مشتركة أهمها:
1-  الحاجة الى توفيرها وتخزينها.
2- الحاجة الى أعمال بحث وتطوير لتقليل استخدامها والمحافظة عليها ومعالجتها وإعادة استخدامها.
3-  البحث عن موارد لبدائلها.
ومن هذا المنطلق، فان على أصحاب القرار ان يأخذوا باعتبارهم مورد تحلية المياه كبديل جديد، وعليهم أن يقوموا بتقييم البدائل بما فيها التحلية، وان يضعوا توصياتهم بناء على تحليل فني واقتصادي وجغرافي وسياسي يجعل من السهل على صاحب القرار اختيار البديل المناسب للتزود بالمياه العذبة مشمولاً بأقل التكاليف واضمن الوسائل وأفضلها من وجهة نظر سياسية - جغرافية.

شكلت المياه في مسيرة الإنسانية عاملاً مهماً في ظهور الحضارات وتقدمها، لما يشكله الماء من حالة استقطاب للأفراد وللجماعات مهدت لإقامة المجتمع وإرساء أسسه وإيجاد اللبنة الأولى لقيامه من خلال إقامة التجمعات السكانية بالقرب من الموارد المائية الطبيعية، ولم تتوقف حاجة الإنسان للمياه عند حدود الاستخدام الشخصي بما يمثله من حجر الزاوية مع الهواء في بقاء الحياة ولا عند أهمية الاستقطاب والتجمع، بل تعدته لتشمل كل مجالات الحياة في النقل والزراعة والصناعة وتربية الحيوانات وغيرها وبقدر ما تشكله المياه من نقاط التقاء وتواصل بين المجتمعات والحضارات، كانت هناك أيضاً حواجز طبيعية حافظت على بناء الحضارة لمجتمعات عديدة من تأثير العوامل الخارجية المدمرة أو منعت وجمدت مجتمعات أخرى بدائية. الحضارات العظيمة التي قامت في العراق ومصر مثلاً على مر التاريخ الطويل لهذين البلدين، سعى الإنسان فيهما بإرادته القوية إلى توظيف العناصر والظروف الموضوعية، حيث حباهما الخالق بالأساسيات المتمثلة بالأرض والماء والمناخ فانتقلت من حالتها السلبية إلى حالة إيجابية أي إلى حضارة.
ومعروف أن المياه تغطي اكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية لكن بالرغم من كل ذلك فان الصالح منها للاستخدام يبقى قليلاً مع تزايد الحاجة إليه ويقدر الحجم الكلي للماء بحوالي 1360 متراً مكعباً، 97% من هذا الحجم موجود في البحار و 2% مجمد في الطبقات الجليدية وبذلك فلم يبق غير 1% موزع على الأنهار والمسطحات المائية الداخلية غير المالحة والتي يحتاجها الإنسان في تلبية حاجاته إلى الشرب والري والى كثير من الصناعات.
وهذا يسوقنا إلى موضوع ارتباط نشوء الحضارات بالموارد المائية وإلى الحديث عن البقعة الجغرافية المسماة (عراق) كمثال لذلك الارتباط والتي تعني في العربية كلمة (الشاطئ) حيث انها كانت تشكل منطقة جذب للعديد من الأقوام الذين سكنوها وشادوا فيها أرقى الحضارات نظراً لما تتمتع به من وفرة في المياه وخصوبة في الأرض يشار إليها بالبنان وادى إلى تسميتها بأرض السواد حيث أشارت الكتابات المسمارية القديمة إلى تلك الجهود الكبيرة التي بذلها العراقيون القدماء في إقامة السدود وكذلك شق القنوات والأنهر وذلك لدرء خطر الفيضانات وزراعة اكبر قدر من المساحات الممكنة من الأرض حتى غدت هذه الأرض من أغنى دول المنطقة زراعياً وبذلك ولد قانون ينظم استخدام المياه في هذه البقعة من العالم حيث يعتبر نهر الفرات الذي يمر في هذه المنطقة من أهم الأنهار في العالم نظراً لأهميته التاريخية حيث نشأت على ضفافه أول حضارة يرجع تاريخها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد هي الحضارة السومرية ولكن هناك أقواماً أخرى سكنت على ضفاف الفرات قبل هذا التاريخ حيث ان الأساطير تذكر لنا ان أول موطئ قدم للإنسان في التاريخ كان في هذه البقعة من العالم.
إن نهر الفرات أحد انهر الفردوس الأربعة التي وردت في سفر التكوين حيث انه يحمل مع توأمه نهر دجلة مياه الحياة ويشكلان أصل الحضارات التي ازدهرت في أرض ما بين النهرين منذ الأزمنة السحيقة.
وللدلالة على ارتباط الأنهار، بما تمثله من كونها موارد طبيعية، مع الحضارات ونشوئها نذكر قول الباحث فكتور كوزين: »اعطني خريطة لدولة ما ومعلومات وافية عن تلك الدولة من ناحية موقعها ومناخها ومائها ومظاهرها الطبيعية الأخرى ومواردها وإمكاناتها الطبيعية بعد ذلك سيكون بإمكاني على ضوء كل ذلك ان احدد لك وفقاً لهذه المعلومات أي نوع من الإنسان يمكن ان يعيش في هذه الدولة وأي دور يمكن ان تلعبه هذه الدولة في التاريخ وكذلك الدور الذي يلعبه الإنسان الذي يعيش ضمن هذه الدولة«. ليس هذا الحكم قائماً على مجرد الصدفة بل هو قائم على أساس الضرورة التي تحتمها البيئة ولا ينطبق ذلك على فترة واحدة محددة من تاريخ حياة الدولة بل ينطبق على جميع مراحلها وفتراتها.
لقد ورث السومريون من أسلافهم العبيديين منظومة ري متكاملة وقاموا بتطوير هذه المنظومة لدرء فيضانات نهر الفرات دون تدمير مزروعاتهم وأقاموا أول سد عرفه التاريخ وهو السد الغاطس الذي انشأه (أبو ناتم) أحد ملوك لكش وذلك في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد على الجداول الرئيسية في لكش المسماة (كيرسو) وقد وجد في مقبرة الملكة سميراميس ملكة آشور مخطوطة يعود تاريخها إلى 2200 سنة قبل الميلاد تتحدث على لسانها بقولها: (انني استطعت كبح جماح النهر القومي ليجري وفق رغبتي وسقت ماءه لاخصاب الأراضي التي كانت من قبل بوراً غير مسكونة).
وفي سنة 2400 قبل الميلاد انشأ (انيمتنا) سداً آخراً لدرء فيضان الفرات حيث كان اهتمام البابليين عظيماً بالزراعة بعد ان ورثوا عن أسلافهم حضارة متكاملة كان أساسها الزراعة وقد عانوا كما عانى أقرانهم من طغيان الفرات - حيث ورد ذلك في كتاباتهم - واهتم حمورابي في 1792 قبل الميلاد بشؤون الري واستخدم البابليون منخفض الحبانية وابو دبس لدرء فيضان الفرات واتسم عهد الكلدانيين أيضاً بتطوير منظومات المياه من نهر الفرات وقد استمر سكنة ضفاف الفرات في تطوير الري والاعتناء بالزراعة وما من حضارة ازدهرت في العهد القديم إلا وكانت الزراعة أحد أركانها الأساسية.
عند سقوط الدولة العباسية على يد (هولاكو) في عام 1258 والذي دمر بغداد وخرب السدود وشبكات الري تراجعت الزراعة بشكل كبير ورافق كل ذلك المجاعة والموت والأمراض التي حصدت أعداداً كبيرة من سكان الفرات في حين أسهم تخريب السدود في حدوث الفيضانات التي جلبت الخراب والموت لاهالي بغداد وكان هذا تحديداً في أعوام 1621، 1633، 1656، 1786، 1822، 1831، 1892، 1895 وهناك بعض الدراسات أجريت خلال القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر حول نهر الفرات كان أبرزها رحلة (جيزاني) الأولى ما بين 1830- 1831 في نهر الفرات وكان هدف الرحلة تسيير السفن البخارية عبر نهر الفرات للنقل التجاري وفي عام 1836 اعيدت المحاولة من جديد وتم خلالها التوصل إلى عدم صلاحية نهر الفرات للملاحة وفي عام 1908 استكملت رحلة (جيزاني) من خلال السير وليم كوكس الذي انتدبته الحكومة العثمانية لاجل تطوير مشاريع الري في العراق مثل: مشروع سدة الهندية، مشروع بحيرة الحبانية، مشروع سد الفلوجة، مشروع وادي الثرثار، وهذه المشاريع في مجموعها تقع جنوب مدينة بغداد.
وفقاً لهذا يتبين لنا انه لم تسبق حضارة ضفاف الفرات أية حضارة أخرى في حوض الفرات ولم تستثمر مياه الفرات بقدر استثمارها في صنع الحضارات في العراق ولم تسكن مجموعة بشرية في حوض الفرات في التاريخ القديم والحديث بحجم المجموعات البشرية في العراق.
ان نهر الفرات يقع بين خطي عرض 31-41 درجة شمالاً ويبلغ اكبر امتداد له في العراق مسافة 1200 كم وهكذا فان الفرات مرتبط تاريخياً بأرض العراق.
كان دور الماء ومنذ الأزل بالغ الأهمية في تحديد استقرار التجمعات البشرية وكان أحد عوامل الصراع الذي بدأ مع بداية الخليقة لكنه لم يصل في أحواله إلى ما نحن عليه الآن ومستقبلاً كمصدر للصراعات والمساجلات والحروب فالماء سر الحياة وهو سر التكوين وبداية الخليقة وتاريخياً تذكر لنا جميع الأساطير ان الماء هو الوجود ومنه انبثق كل شيء وما دوّنه البابليون في ملحمة التكوين البابلية (الاينو ما ايليش) مطلع الألف الثاني قبل الميلاد لا يختلف في هذا السياق عما جاء في الأساطير السومرية.
وقد كان البابليون يعتقدون ان للفرات إلهاً وحينما يغضب على رعيته يعاقبهم بالطوفان وكانت هذه الرعية تنذر إليه وتتضرع له لئلا يغضب عليها وقد عثر على رقيم بابلي فيه خطاب موجه إلى نهر الفرات ومما جاء فيه:
(أيها النهر يا خالق كل شيء، حينما حفرتك الآلهة العظام قد أقاموا أشياء طيبة على شطآنك وانعموا عليك بفيض من المياه لا نظير له والنار والغضب والجلال والرهبة، أنت الذي تقضي في قضايا الناس).

أزمــة الميـــاه في المنطقـــة
إن المياه تغطي أكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية إلا أن الصالح منها للاستخدام يبقى ضئيلاً مع الحاجة إليه ولأن المياه غير موزعة على حسب الحاجات فقد برزت أزمات ومشاكل عديدة في هذا الجانب وفي معظم أنحاء العالم ومنها الدول العربية.
إن معظم الدول العربية ستعاني - مستقبلاً - من أزمة حادة في المياه وهذه هي الصورة الحقيقية التي تستدعي دعم كفاية الموارد المائية في تلبية متطلبات الموازنة مع عدد السكان الآخذ بالازدياد.
إن الوضع المائي في المنطقة والعالم حرج بسبب حدة الخلافات حول تقسيم المياه، مما أثار قلقاً دولياً حيال هذه المسألة، انعكس وبشكل واضح في عدة مناسبات وفي عدة مؤتمرات عقدت لدراسة هذه المشكلة وامكانية وضع الحلول المناسبة لها، فقد عقد مؤتمر (قمة الأرض) في (ريودوجانيرو) في البرازيل ومؤتمر (برلين) ومؤتمر السكان في »القاهرة« وكذلك مؤتمر (اسطنبول) وغيرها من المؤتمرات التي تكررت فيها تحذيرات منظمة الأمم المتحدة للعالم من نقص المياه والتلوث البيئي في المدن الكبرى على وجه الخصوص.
فقد أشار التقرير الافتتاحي لمؤتمر إسطنبول إلى أن أكثر من مليار ونصف المليار (من البشر) سيواجهون في العام (2025) ظروفاً تهدد حياتهم وصحتهم بالخطر إذا لم يتم إتخاذ تدابير جذرية لحل المشكلات المتفاقمة في هذا المجال وانعكاسات ذلك على زيادة الفقر والتشرد والبطالة وانهيار القيم الاجتماعية لمجاميعهم الكبيرة.
لقد قدر التقرير عدد الوفيات الناتجة من تناول مياه الشرب الملوثة في كافة مدن العالم الثالث بعشرة ملايين حالة وفاة سنوياً ولا تقتصر شحة المياه على مدن المنطقة بل تشمل مدناً أوروبية عديدة حيث تقدر إحصائيات الأمم المتحدة عدد الذين لا يحصلون على مياه الشرب الصحية بأكثر من مليار إنسان.
إن سبب هجرة اكثر من 25 مليون إنسان سنوياً هو تدهور ظروف الحياة وانهيار التوازن البيئي في أماكن سكناهم حتى صار هؤلاء يسمون بـ(لاجئي البيئة) نظراً لارتباط هجرتهم بعوامل التصحر والجفاف والتلوث وزيادة مشاكل البطالة والفقر.
ان علماء المناخ والمتخصصين يقرعون ناقوس الخطر من ارتفاع حرارة الأرض حيث يعتقد ان هناك علاقة مباشرة له بحالات الجفاف في المناطق التي لم تشهد حالات جفاف من قبل كالشمال الأوروبي.
كما إن الأمم المتحدة خصصت يوماً في السنة هو يوم 22 آذار أطلقت عليه اسم اليوم العالمي للمياه بهدف جلب انتباه العالم إلى المخاطر الناجمة عن إهمال قضية المياه أو العبث بها. ولقد تم انشاء المجلس العالمي للمياه كأكبر منظمة غير حكومية تعنى بدراسة الشؤون المائية بما فيها شحتها والمحافظة على نوعيتها وإيجاد وتطوير أسس وأطر موحدة عالمياً لمعالجة المشكلة المائية برمتها.
إن المشكلة كبيرة جداً وتستدعي الاهتمام حيث يعاني 40% من سكان الأرض موزعين في 89 بلداً من درجات متفاوتة من شحه المياه وللتغلب على هذه المشكلة نشر البنك الدولي لشؤون البيئة تقريراً مفاده: إن المجتمع الدولي قد رصد مبلغاً مقداره (600) مليار دولار وهو رقم خيالي قياساً مع إمكانيات الدول الفقيرة لتأمين الحصول على المياه. والتي تعد اكثر قرباً من مواطن أزمة المياه وتلوثها.
ويبرز التقرير نفسه أن الشرق الأوسط والشمال الافريقي هما اكثر مناطق العالم تعرضاً لنقص المياه البالغ 40% للشخص الواحد وسترتفع النسبة إلى حوالي 80% في العام (2025) حيث ستبلغ حاجة الفرد (6670) متراً مكعباً في السنة بعد ان كانت (3430) متراً مكعباً في 1960.
ان الخصائص الديموغرافية والسياسية هي التي تجعل منطقتي الشرق الأوسط والشمال الافريقي محط اهتمام الدراسات حول مشكلة المياه فسكان المنطقة يشكلون 5% من مجمل سكان الأرض في حين تمثل المياه المتجددة المتاحة للاستعمال 1% فقط من مجموع مياه الأرض العذبة وتقدر حصة الفرد الواحد من المياه بحوالي 1250 متراً مكعباً في السنة علماً ان التوزيع السكاني بين بلدان المنطقة هذه لا يتناسب مع توزيع المياه في حين ترتفع نسبة النمو السكاني إلى 3% في السنة الواحدة.
ان هذا الواقع يسبب وبشكل واضح زيادة في المنافسة للحصول على الكميات المطلوبة من المياه لتحقيق مستوى حياة صحية معقولة أما في وقتنا الحالي فيقدر البنك الدولي عدد السكان الذين لا يحصلون على مياه شرب صحية في المنطقة بـ (45) مليون وعدد السكان المحرومين من أنظمة الصرف الصحي بـ(8) ملايين نسمة ويتوقع أن ترتفع هذه الأرقام بسرعة تزامناً مع سرعة التزايد السكاني وتلكؤ التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدان.
إن تلكؤ التنمية الاقتصادية والاجتماعية يؤدي بالضرورة إلى إفقار مئات عديدة من السكان.بل إن جميع من يعملون في مجالات البيئة وبمختلف مشاريعهم يركزون على شعار أساسي هو: (فكر كونياً وانشط محلياً) ومعلوم ان هذا ليس شعاراً اعتباطياً أو عشوائياً بل انه شعار يضع مسؤولية حماية البيئة على عاتق الإنسان كفرد وكمجتمع، فإضافة إلى المسؤوليات التي تتحملها الدول يلعب الأفراد والمجاميع المحلية المختلفة دوراً أساسياً في العمل على منع التلوث والحفاظ على جمال البيئة ونقائها بما ينسجم وحجم الدور المطلوب في هذا الشأن ولما فيه خير الإنسان الذي حباه الله جل جلاله بهذه النعمة والكثير من النعم.
لابد لنا من إضاءة جانب المشكلة في منطقتنا ولعل هناك من يفكر وهو محق بان المنطقة تتميز بانتهاكات مفجعة لحقوق الإنسان، والحروب تجعل التفكير بالبيئة شيئاً من الترف، ان هذه المنطوقة صحيحة ولكن لا بد من معرفة ان العمل في سبيل البيئة النقية لا ينفصل عن النضال من اجل الحقوق الإنسانية للإنسان والعيش بكرامة وحرية.
ان الإنسان المعاصر لا يستطيع ولا يمكن له مهما ضاق مجال اختصاصه ان يعيش منعزلاً عن مصير الآخرين، فمثلاً نرى أن تعاون الدول المتشاطئة لابد منه لتجنب الكوارث التي من الممكن ان تحل بشعوبها نتيجة الخلافات ومن ثم الأحتراب على تقسيمات الحصص المائية لكل من تلك الدول علماً ان العالم في بدايات القرن المقبل سيتعرض الى انفجار سكاني وبطبيعة الحال سيؤدي هذا الانفجار السكاني إلى زيادة في استهلاك كل شيء وفي مقدمة ذلك المياه الضرورية للزراعة والاستعمال البشري.
ان العوامل المؤثرة والمحركة للأزمة حول المصادر المائية بين الدول لم تتمحور حول جانب واحد كالجانب الاقتصادي أو السياسي بل تتداخل الجوانب مع بعضها بحيث ان الفصل بين محركات الأزمة يسبب أزمة لوحده وهذا عائد إلى تشابك المصالح الأقليمية والدولية وبروز مظاهر النظام العالمي الجديد.
إن ضمان استمرارية تدفق المياه هو أحد الأهداف الحيوية والأساسية لأية دولة، وقد احتلت مسألة الأمن المائي خلال السنوات الأخيرة الماضية المكانة الأولى في سلم الأولويات واصبح الحديث عنها لا يقل عن أهمية الحديث عن الأمن العسكري ويكاد يزداد الأمر تعقيداً بالنسبة للشرق الأوسط وخاصة الجزء العربي منه الذي تشكل الصحراء فيه حوالي 43% من مساحته في حين لا تتجاوز نسبة الأراضي الصالحة للزراعة فيه الـ4،9% من إجمالي مساحته ويرى المحللون بان ندرة المياه في المنطقة هذه قد تؤدي إلى احتمال توتر الأوضاع ونشوب حروب إقليمية في المستقبل.

صـــراع الميـــاه
وقد تتمحور المشكلة حول الجدلية القائمة بين محدودية الموارد المائية وازدياد الحاجة الى الماء في مختلف البلدان، إضافة إلى ذلك تخلف طرق الاستهلاك المائي وغياب التخطيط الاستراتيجي له في منطقتنا. مع الأخذ بنظر الاعتبار زيادة نسبة النمو السكاني إلى 3% عن معدلاته.
إن الدور السياسي والاستراتيجي والاقتصادي سيزداد خلال العقود المقبلة على مستوى العالم بصفة عامة وتشير كل الدلائل إلى أن مستقبل المياه في المنطقة هو في غاية الخطورة؛ حتى أن الكل يجمع على أن الصراع على المياه هو السمة التي سوف يتميز بها العقد القادم في المواجهة بين العرب وإسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى بين العرب ودول الجوار المتمثلة بتركيا واثيوبيا باعتبار أن تركيا تمتلك أطول حدود مع دولتين هما سوريا والعراق وتشترك معهما في منابع دجلة والفرات، كما إن أثيوبيا ينبع منها نهر النيل الذي يخترق اراضي دولتين عربيتين هما السودان ومصر.
إن ما يثير في هذا الأمر هو التحرك الإسرائيلي والدور الذي تلعبه الصهيونية باتجاه التحالف مع دول المنبع للتنسيق معها لإشعال الأزمة بين دول المنطقة ومن ثم الهائها عن هدف الصراع الحقيقي.
ان إدراك الصهيونية العالمية المتمثلة بدويلة إسرائيل لمدى أهمية المياه للمنطقة هو المحور الذي تبني عليه سياساتها المستقبلية حيالها؛ عالمةً بأن الوطن العربي تصل مساحته إلى 9% من اجمالي مساحة العالم ويضم تجمعاً بشرياً يعد الخامس في العالم، في حين لا تتجاوز موارده المائية الـ74% من الموارد المائية في العالم وبذلك تكون موارده المائية غير كافية لسد حاجته.
وعليه فان الأمن المائي العربي سيحتل موقعاً متقدماً على قائمة أولويات ومكونات الأمن القومي العربي خلال السنوات القليلة القادمة وان مشكلة المياه ستبقى إحدى معوقات التوصل إلى سلام حقيقي في الشرق الأوسط وربما ستشكل الحالة هذه الورقة المهمة في الصراع بين المنطقة وإسرائيل.

النمو السكاني وتطوير الموارد المائية في الشرق الأوسط
مثلما هو معروف فان الحاجة إلى المياه تزداد طردياً مع الزيادة السكانية في العالم، فحصة الفرد السنوية من المياه تتعلق بحجم الاستخدام المنزلي وبمقدار الاستثمارات الزراعية والصناعية في البلد ولكن يتحدد ذلك بوفرة المياه المتجددة سنوياً ومما لاشك فيه إن هناك اعتبارات أخرى قد تلعب دوراً في هذا التجديد.
تحدد الحاجات المائية ببعض العوامل منها النمو السكاني حيث تزداد الحاجات المائية بزيادة عدد السكان وهذه تترافق حتماً مع زيادة المساحات المزروعة والتي بدورها تحتاج إلى حجم اكبر من المياه لاغراض الري.
إن هذه الزيادة المطلوبة للزراعة تتعلق كذلك بنوع الزراعة وكذلك حجم تطور وسائل الري الحديثة بالإضافة إلى الموقع الجغرافي. فمثلاً في البلدان الحارة تكون متطلبات الري اكبر منها في المناطق الباردة وتتوقف حصة الفرد السنوية من المياه على وفرة المياه ومقدار الاستخدام.
ومن العوامل المهمة الأخرى التي تحدد الحاجات المائية هو مستوى تطور القطاع الزراعي الذي يعتمد على طرق الري لان الطرق التقليدية أصبحت متخلفة لانها تسبب هدراً كبيراً للمياه، فعلى سبيل المثال ان المياه التي تلزمنا لري هكتار واحد من الأرض المزروعة لو سقيناه بالطرق التقليدية لاحتجنا إلى 12 ألف متر مكعب في حين أننا لو استخدمنا الطرق الحديثة لري نفس المساحة فلا يلزمنا لذلك غير 7500 متر مكعب وهذا يتعلق كذلك بنوع النبات المزروع فكلما كانت النباتات شرهة للمياه زادت الحاجات المائية؛ لهذا فلابد من اختيار نوع وصنف النبات قبل الزراعة لغرض حساب احتياجاته وعلى سبيل المثال فانه يلزمنا لانتاج طن واحد من القمح 5000 متر مكعب في حين يلزمنا لانتاج طن واحد من القطن 7500 متر مكعب ونفس الحالة تنطبق على القطاع الصناعي فمثلاً نحتاج لانتاج طن واحد من الورق إلى 100 ألف غالون من الماء بينما نحتاج لانتاج طن واحد من الالمنيوم إلى 98.300 غالون من الماء، والحديد يتطلب 62.600 غالون للطن الواحد.
أما العامل الثالث الذي يحدد الحاجات المائية فهو درجة التحضر السكاني ففي البلدان المتقدمة تكون حصة الفرد اليومية من المياه مرتفعة قياساً مع الدول النامية فمثلاً في الولايات المتحدة تكون حصة الفرد 568 وفي الدنمارك 340 وفي اليابان 303 لترات في اليوم الواحد وتعتمد هذه الحاجات على حجم المدن، وفي القرى والضواحي يكون حجم الاستهلاك المائي اقل.
إن نسبة التحضر في البلدان لا بد من أخذها بنظر الاعتبار في احتساب الاحتياجات المائية فنسبة التحضر في العراق قياساً بعدد سكانه مرتفعة لذلك فان متطلبات السكان أكبر، وحصة الفرد في تركيا تتجاوز الـ4000 متر مكعب سنوياً في حين لا تزيد في كل من سوريا والعراق عن 1700، 2400 متر مكعب سنوياً على التوالي.
ومثلما نعرف فان حاجة القطاع الزراعي للمياه تعتبر الأكبر بين القطاعات الأنتاجية خاصة في دول العالم النامي التي يشكل الانتاج الزراعي القسم الأعظم من انتاجها القومي وبالطبع تختلف متطلبات الانتاج تبعاً للمساحة والاصناف النباتية وطرق الري إضافة إلى نسبة العاملين بالقطاع لذا فان هذه الحاجات المائية تشير بشكل واضح إلى حدوث أزمة بالمياه في الشرق الأوسط يمكن ان تجر المنطقة إلى حروب بسبب نقص المياه وزيادة الطلب والذي يعود إلى زيادة عدد السكان وتراجع مناسيب موارد المياه عن معدلاتها السابقة إضافة إلى عامل التلوث للبيئة المائية لذا فالحاجة باتت ماسة إلى تطوير الموارد المائية وتقنينها عبر الاستخدام الأمثل لهذه الموارد ولقد حظيت أبحاث تطوير الموارد المائية باهتمام المختصين الباحثين باعتبارها الحل الأمثل لزيادة هذه الموارد إضافة إلى تلافي الصراعات والحروب المحتملة التي قد تحدث بسبب نقص المياه وقد أسفرت بعض الاقتراحات والدراسات عن إيجاد حلول لتطوير الموارد المائية في المنطقة وذلك عبر بناء شبكات لنقل المياه إلى دول المنطقة التي تعاني أزمة حقيقية في مواردها الحالية أو في المستقبل وقد لاقى البعض من هذه الاقتراحات الترحيب في دول المنطقة في حين لاقى القسم الأخر منها جملة من الانتقادات بسبب الكلفة العالية أو بسبب عدم إمكانية تنفيذ المشاريع لأسباب سياسية تتعلق بالاعتبارات الاستراتيجية لدول المنطقة. هذا إضافة إلى خشية دول المنطقة من استخدام المياه كسلاح ضدها مستقبلاً من قبل الدول المصدرة للمياه أو الدول التي تمر عبرها شبكة المياه نظراً لعدم وجود ضمانات دولية كافية وملزمة تردع الدول التي قد تقوم باستخدام المياه كسلاح ضد دول أخرى فالقانون الدولي لازال قاصراً وليس له صفة الالزام للدول الموقعة عليه.
ومن هذه المشاريع:
أولاً  مشروع سحب كتل جليدية من القطب إلى دول الخليج، فالقسم الاعظم من المياه العذبة يقع ضمن المنطقة المتجمدة من الكرة الأرضية وهو غير قابل للاستخدام في الوقت الحاضر على الأقل لذلك يقترح البعض استغلال هذه الموارد وذلك عبر سحب كتل من الجبال الجليدية من القطب الجنوبي إلى دول المنطقة عبر البحار وبعد ذلك تذويب هذه الكتل واستغلالها باعتبارها مياهاً عذبة، لكن هذا الاقتراح لم يلق القبول التام نظراً لكلفته العالية إضافة إلى ذوبان القسم الأكبر منه أثناء فترة النقل عبر البحار وبسبب فارق درجات الحرارة العالية واختلاف المناطق.
أما المشروع الآخر فهو النقل البحري للمياه من الباكستان إلى دول الخليج، وذلك يتم بواسطة البواخر العملاقة وهذا المشروع المقترح يمكن ان نقول عنه انه قابل للتنفيذ في حال انخفاض الكلفة بالقياس بتحلية مياه البحر الذي تعتمده دول الخليج، وكذلك هناك مشروع ثالث وهو مد خط أنابيب بطول 70 كم عبر البحر العربي بعمق 600 متر تحت سطح البحر لنقل المياه بمعدل 520 الف متر مكعب باليوم من نهر منغوي الباكستاني إلى الإمارات العربية المتحدة وتمت دراسة هذا المشروع من قبل شركة بريطانية.
ومن بين المشاريع الأخرى مد خط أنابيب بين إيران وقطر لنقل المياه من نهر الإيراني إلى قطر وذلك لغرض تعزيز العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي ولكن هذا المشروع معطل ولم يباشر به مثل باقي المشاريع للمخاوف التي تحاول الولايات المتحدة إثارتها لدى قيادات المنطقة من الدور الإيراني في المنطقة.
أما المشروع الآخر فهو مشروع مد شبكة أنابيب من تركيا إلى دول المنطقة وهو الذي يسمى بمشروع أنابيب السلام الذي اقترحته تركيا لتزويد دول المنطقة بستة ملايين متر مكعب يومياً من مياه نهر سيحون وجيحون وما يعيق تنفيذ المشروع هو الكلفة العالية له والعامل السياسي. أما مشروع مد خط الأنابيب بين السعودية والسودان على ان يتم ذلك عبر البحر الأحمر لتزويد السعودية بالمياه من نهر النيل فممكن أن نقول عنه بأنه مشجع لكن حرب الخليج الثانية التي أهدرت الكثير من الأموال حالت دون تنفيذ هذا المشروع رغم أن كلفة نقل متر مكعب واحد من المياه تعادل 29 سنتاً وهو اقل من كلفة تحلية مياه البحر إضافة إلى ان السودان دولة عربية لا تسعى مستقبلاً لاستخدام المياه كسلاح ضد دولة عربية أخرى كما يعتبر المشروع خطوة نحو التكامل الاقتصادي ويساعد في حل مشكلة السودان الاقتصادية.
إضافة إلى ما ذكرنا من مشاريع مقترحة فإن هناك مشروعين آخرين جرى التفكير بهما الأول هو مد خط أنابيب من العراق إلى الأردن حيث جرت مباحثات بين الجانب الأردني والجانب العراقي حول أمكانية مد خط أنابيب من نهر الفرات إلى الهضبة الشمالية للاردن لكن الشكوك أحاطت بالجدوى الاقتصادية للمشروع وامكانية تمويله نتيجة طول المسافة ووعورة التضاريس وارتفاع التكاليف حيث بينت الدراسة لهذا المشروع ان تكاليفه ستكون بحدود المليار دولار لنقل 160 مليون متر مكعب سنوياً وان كلفة نقل المتر المكعب الواحد من مياه الفرات إلى الأردن تقدر بنحو نصف دولار في الخط الشرقي وبنحو دولار واحد في الخط الغربي.
والمشروع الأخير هو مد أنابيب من العراق الى الكويت حيث قامت بأول دراسة لهذا المشروع شركة بريطانية عام 1953 وفي بداية السبعينات باشرت شركة سويدية بدراسة المشروع تبعتها أخرى فرنسية في مطلع الثمانينات وقدرت الدراسة أن يتم نقل ما يعادل 6165 متراً مكعباً من المياه يومياً منها 1850متراً مكعباً من شط العرب و 4315 متراً مكعباً من نهر دجلة وقد وقعت الكويت في آذار 1989 اتفاقية مع العراق لنقل المياه من جنوب العراق بحجم يتراوح ما بين 550 -1200 مليون غالون يومياً أي ما يعادل 5,2 مليون متر مكعب باليوم كمرحلة أولى وفي المرحلة الثانية بحجم 700 مليون غالون يومياً من مياه الشرب، 500 مليون غالون باليوم للري وتقدر كلفة المشروع بـ5،1 مليار دولار ومدة التنفيذ تستغرق 10 سنوات ولكن المشروع جمد في حينه بسبب الحرب العراقية - الإيرانية ومن ثم حرب الخليج الثانية إضافة إلى الابتزاز الذي مارسه النظام العراقي مع الكويت لغرض تنفيذ المشروع.
هذه مجمل المشاريع المطروحة والتي كان الغرض منها نقل المياه إلى دول المنطقة وهناك تصورات أخرى حول إمكانية استغلال ناقلات البترول العملاقة لنقل المياه وذلك عن طريق ضخ كتلة من غطاء النايلون البلاستيكي ضمن خزاناتها لغرض تغطية جدران الخزانات الداخلية ولابد من استغلال الأنابيب الحالية لنقل المياه بين دول المنطقة بعد إجراء التعديل اللازم عليها. كذلك هناك تصورات حول تحويل نهري سيحون وجيحون ليصبا في نهر الفرات ومن خلاله يتم نقل المياه إلى دول الخليج عبر العراق وذلك بكلفة اقل، بواسطة تنفيذ مشروع أنابيب السلام وكذلك تقليل نسب التبخر من المسطحات المائية باستخدام مواد زيتية او مواد بلاستيكية لتغطية المسطحات المائية الكبيرة بغية تقليل نسبة التبخر.
والدراسة في هذا المجال لازالت تلاقي الفشل وذلك لان الأمواج في البحيرات والأنهار تكسر الغشاء الزيتي الرقيق وتبدده مما يحول دون أداء مهمته.
كما ان الظروف السياسية بعد حرب الخليج الثانية وانقسام دول المنطقة ولجوئها إلى إقامة علاقات خارجية على حساب الدول المجاورة الأخرى، والتدخل العسكري والتواجد الدائم للقوات الاجنبية في المنطقة جعل مجمل هذه المشاريع بحكم المؤجلة إلى حين تغيير الظروف الحالية، كما إن الدول الخليجية التي كان باستطاعتها تنفيذ مثل هذه المشاريع تعاني حالياً من عجز في ميزانياتها، ووجود أولويات في قوائم هذه الميزانيات السنوية جعل من هذه المشاريع ليست مؤجلة فحسب وإنما ملغية.

كيـــف نتعــامـل مع أزمــة الميـــاه
وبعد أن استقصينا جوانب الأزمة، والمشاريع العملية وغير العملية المقترحة لحلها، لا بد أن نعرج على كيفية التعامل مع مشكلة قائمة في أكثر الدول الإسلامية ولا سيما المنطقة العربية عموماً، مع وجود فائض مائي في بعض هذه الدول، والذي يمكن من خلاله إيجاد نوع من التوازن في التوزيع حسب حاجات هذه الدول، كما إن أغلب الدول التي تعاني أو ستعاني من نقص المياه في المستقبل القريب هي من الدول الغنية بالبترول، وبإمكان هذه الدول توظيف هذه الثروة في سبيل توفير موارد المياه لمناطقها وضمان مستقبلها في سد هذه الحاجة الضرورية لإدامة الحياة فيها.
ومن المؤسف أن بعض الدول الإسلامية الغنية بالمياه وتحت ضغوط خارجية حاولت أن تجعل من هذه النعمة ورقة ابتزاز - كما ذكرنا في مثال تركيا - ضد الدول الإسلامية الأخرى، وأطلقت بعض التصريحات الرسمية التي تطالب صراحة بمبادلة الماء بالبترول!
وقد طرح بعض العلماء المعاصرين حلولاً لأزمة المياه والآثار التي تترتب عليها (راجع كتاب: البيئة للإمام محمد حسن الشيرازي) حيث عرض لجوانب هامة لهذه الأزمة، كقضايا التلوث المائي وتقسيم

354
منتدى علوم البيئة / سوسة النخيل الحمراء
« في: أبريل 27, 2004, 11:07:35 مساءاً »
يعتبر النخيلPhoenix dactylifera L.  من أقدم أشجار الفواكه في العالم حيث أنها ذُكرت في القرآن والإنجيل. ويقدر عدد النخيل في العالم بحوالي مائة (100) مليون منها أثنين وستون (62) مليون مزروعة بالعالم العربي. أن بلد منشأ النخيل غير معروف بالتحديد ولكن البعض يعتقد أن بلد المنشأ هو بابل بالعراق والبعض الآخر يعتقد أنه دارين أو الهفوف بالمملكة العربية السعودية وآخرون يعتقد أنه جزيرة حرقان بالبحرين.

        وتعتبر النخلة من الأشجار المعمرة ويمكن أن يصل عمرها إلى مائة وخمسون (150) عاماً. كما أن حملها للثمار يتم خلال خمسة (5) أعوام من زراعة الفسيلة. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أهم المناطق لإنتاج التمر في العالم.

        تعتبر سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل بالمملكة العربية السعودية وكثير من دول العالم مثل الهند (الموطن الأصلي)، الباكستان، أندونيسيا، الفلبين، بورما، سيرلانكا، تايلند، العراق، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت، قطر، سلطنة عمان، جمهورية

مصر العربية، المملكة الأردنية الهاشمية، أسبانيا، إيران، اليابان وغيرها …. وتم اكتشاف أول إصابة بها في المملكة في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية في بداية عام 1987م. ثم انتشرت بعد ذلك في المناطق المختلفة وأصبحت أخطر آفة تهدد النخيل بها وكذلك في دول الخليج العربي الأخرى ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أنواع النخيل الذي يصاب بسوسة النخيل الحمراء:
Date Palm, Coconut Palm, Nigbong Plam, Oil Palm, Ornamental Palm, Palmyra Palm, Royal Palm, Sago Palm, Sedang Palm, Sugar Palm, Talipot Palm, Wild Date (Toddy) Plam.

أنواع أخرى من السوس يصيب أنواع النخيل المختلفة:
Rhynchophorus bilineatus, Rhynchophorus cruentatus, Rhynchophorus palmarum, Rhynchophorus papuanus, Rhynchophorus phoenicis, Rhynchophorus schach, Rhynchophorus vulneratus.
وصف سوسة النخيل الحمراء:  
        يمكن تسمية سوسة النخيل الحمراء "بالعدو الخفي" حيث تقضي جميع أطوارها (بيض، يرقات، عذارى، حشرات كاملة) بداخل جذع النخلة حيث لا يمكن لهذه الآفة إكمال دورة حياتها على أنواع أخرى من الأشجار غير النخيل.

        تعيش جميع أطوار سوسة النخيل الحمراء متجمعة داخل جذع النخلة الواحدة (حيث يمكن لخمسين (50) أو اكثر من أطوارها المختلفة العيش معاً). ويقدر عدد أجيالها في العام بحوالي 3 أجيال ويمكن حدوث تداخل لهذه الأجيال.
دورة حياة سوسة النخيل الحمراء:
تضع الأنثى في المتوسط حوالي 300 بيضة على جذع النخلة في الفتحات المختلفة الناجمة عن الحفارات الأخرى أو عن الخدمات الزراعية. يفقس البيض خلال 2-5 أيام عن يرقات صغيرة الحجم عديمة الأرجل والتي بدورها تشق طريقها إلى داخل الجذع حيث تتحرك عن طريق تقلص عضلات الجسم. وتتغذى هذه اليرقات على الأنسجة الطرية حيث ترمي بالألياف خلفها. فترة الطور اليرقي يتراوح ما بين 1-3 أشهر. وتتعذر اليرقات بداخل شرانق بيضاوية الشكل تنسجها من الألياف.

        تخرج الحشرات الكاملة بعد انقضاء فترة التعذر التي تتراوح ما بين 14-21 يوماً. وتقدر دورة حياة سوسة النخيل الحمراء بحوالي 4 أشهر.

 

وصف طور البيضة:
        البيض كريمي اللون وبيضاوي الشكل. متوسط حجم البيضة يقدر بحوالي 2.6 ملم في الطول و1.1 ملم في العرض.



وصف طور اليرقة:
        اليرقة كاملة النمو لحمية بيضاوية الشكل وعديمة الأرجل وذات لون بني مصفر ورأسها بني اللون. بينما اليرقات حديثة الفقس ذات لون أبيض مصفر وبرأس بني اللون.

         يصل طول اليرقة كاملة النمو إلى حوالي 50 ملم بعرض يصل إلى 20 ملم. والرأس بني اللون الذي ينحني إلى الأسفل ولها وأجزاء فم قوية تستطيع بها الحفر واختراق جذع النخلة. كما أنها تحتاج إلى أجواء رطبة ومظلمة كما هو الحال بداخل جذع النخلة.

        ويعتبر الطور اليرقي هو الأخطر حيث يتغذى على الأنسجة الحية بداخل جذع النخلة مما يؤدي إلى موت النخلة.



وصف الشرنقة وطور العذراء:
        عندما تقترب اليرقة من التعذر فأنها تنسج شرنقة من ألياف النخيل. وتكون الشرنقة بيضاوية الشكل ويصل طولها إلى حوالي 60 ملم وعرضها يصل إلى 30 ملم.

        في البداية يكون لون العذراء كريمي ويتحول في المراحل الأخيرة إلى اللون البني. وينحني الرأس إلى البطن ويصل الخرطوم إلى ساق الزوج الأمامي من الأرجل. أما قرون الاستشعار والعيون المركبة فتكون واضحة. ويصل متوسط طول العذراء إلى 35 ملم بعرض 15 ملم.



وصف طور الحشرة الكاملة:
        يميل لون الحشرة الكاملة إلى البني المحمر ولها خرطوم طويل ويتراوح طول الحشرة الكاملة ما بين 35-40 ملم وعرضها ما بين 12-14 ملم. بينما يصل طول الرأس وقرنا الاستشعار إلى ثلث (3/1) طولها.

        يحمل الخرطوم في نهايته أجزاء فم قارضة وقرنا الاستشعار بقرب قاعدته والخرطوم بني محمر اللون من الجهة العلوية وبني مسمر من الجهة السفلية ويتميز خرطوم الذكر عن خرطوم الأنثى بوجود مجموعة من الزغب على سطحه العلوي. العيون المركبة سوداء اللون ومفصولة عن بعضهما عند قاعدة الخرطوم.

        الحلقة الصدرية الأولى ذات لون بني محمر ويوجد عليها عدداً من البقع السوداء المختلفة في أشكالها وأحجامها وعددها.

        الأجنحة الأمامية ذات لون أحمر قاتم ولا تغطي البطن بإكمالها ولها القدرة على الطيران.

ذكر                       أنثى

Female                               Male



خطورة سوسة النخيل الحمراء وأهميتها الاقتصادية:  
        تفضل سوسة النخيل الحمراء مهاجمة النخيل الذي يقل عمره عن عشرون (20) عاماً حيث أن جذع النخلة يكون غض وسهل اختراقه. وتعتبر هذه الآفة من أخطر الآفات التي تصيب النخيل.

الطور اليرقي للسوسة هو الأخطر حيث يتغذى على الأنسجة الحية بداخل جذع النخلة مما يؤدي إلى موتها. كما أنه لا يمكن رؤية اليرقات وضررها الذي تحدثه في بداية الإصابة حيث أنها تعيش بداخل الجذع. بالإضافة إلى أن الضرر الذي يحدث كبير جداً حيث يمكن ليرقة واحدة إحداث ضرراً لا يستهان به. أن الضرر الحقيقي الذي تحدثه هذه الآفة للنخلة هو موت النخلة.

 أعراض الإصابة على النخيل:
يصعب معرفة مراحل بداية الإصابة حيث أن اليرقات تكون بداخل الجذع ولا يمكن رؤيتها خارج الجذع كما لا يمكن مشاهدة الضرر مباشرة. ولكن يمكن معرفة المراحل المتأخرة من الإصابة وذلك بمشاهدة خروج الإفرازات الصمغية البنية اللون وذات الرائحة الكريه جداً من جذع النخلة وكذلك مشاهدة الأنسجة المقروضة والتي تشبه إلى حداً ما نشارة الخشب متساقطة على الأرض حول النخلة. بالإضافة إلى ملاحظة الذبول والاصفرار على السعف.
  

الأعراض المتأخرة للإصابة

Symptoms of late infestation
أماكن إصابة النخيل:
        تضع الأنثى بيضها في الشقوق والجروح والفتحات الموجودة على النخلة. أيضاً في إبط السعفة ومكان فصل الفسيلة. ويمكن لسوسة النخيل الحمراء أن تهاجم أي جزء من جذع النخلة بما فيها قمة النخلة "الجمارة".
طرق المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء:
* الحجر الزراعي  

        نقل فسائل النخيل من المناطق المصابة إلى المناطق الغير مصابة يعتبر عاملاً  مهماً في انتشار سوسة النخيل الحمراء. ولكن التطبيق الصارم لقوانين الحجر الزراعي الداخلي والخارجي يعتبر من أهم العوامل التي تساعد في مكافحة هذه الآفة والحد من انتشارها.

 * العمليات أو الخدمات الزراعية

نظافة بساتين النخيل أيضاً تعتبر من أهم العوامل للمكافحة حيث أن:


   1)     نظافة قمة النخلة "الجمارة" باستمرار وحماية إبط السعف من المواد العضوية المتحللة.

   2)     تجنب جرح النخلة.

   3)     عند قطع السعف يجب أن يُقطع على مسافة 120 سم من القاعدة.

   4)     تجنب جرح النخلة.

   5)     عند قطع السعف يجب أن يُقطع على مسافة 120 سم من القاعدة.

   6)     عدم ترك بقايا النخيل.

   7)  استخدام مبيدات الفطريات المناسبة لعلاج الإصابة بفطريات تعفن الأوراق والبراعم حيث أنها تجعل النخلة مهيئة للإصابة بالسوسة.

   8)     التخلص من النخيل المهمل والنخيل الميت وذلك بتقطيعه إلى أجزاء صغيرة وحرقها.

  

* المكافحة الميكانيكية

        التخلص من النخيل الميت والنخيل المهمل والنخيل المصاب بشدة فيجب تقطيع جذع النخيل إلى أجزاء صغيرة وذلك للتخلص من الأطوار المختلفة من السوسة بداخل جذع النخيل المصاب على أن تحرق جميع الأجزاء.

 * استخدام المصائد الفرمونية الغذائية لجذب سوسة النخيل الحمراء

        يُعتبر جذب وصيد أعداد الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء من أهم العوامل لتقليل أعداد هذه الآفة كما يؤدي استخدام هذه المصائد إلى:

 أ) التخلص من أعداد كبيرة من الآفة.

ب) للدلالة على وجود الآفة.

أن أفضل الوسائل لمكافحة سوسة النخيل الحمراء هو استعمال الفرمون التجمعي مع قطع من جذع النخيل أو قطع من قصب السكر المغمورة بمحلول المبيد المناسب في المصيدة السعودية (التي هي عبارة عن سطل سعة خمسة لترات مع أربعة فتحات جانبية بالقرب من حافة السطل العلوية بطول 2.5 سم وعرض 1 سم على أن يعلق الفرمون التجمعي بوسط غطاء).

المكافحة الحيوية أو البيولوجية

        لا يوجد عدو طبيعي فعّال يمكن استخدامه في المكافحة الحيوية أوالبيولوجية لسوسة النخيل الحمراء في الوقت الحاضر.

 * المكافحة الكيماوية

         الوقاية: أن الجروح الناجمة عن عمليات الخدمات الزراعية وغيرها تعتبر من الأماكن المفضلة لإناث سوسة النخيل الحمراء لوضع بيضها. لذا فأن معالجة هذه الجروح بالمبيدات الكيماوية المناسبة وكذلك غمر النخلة أيضاً بهذه المبيدات تعتبر إحدى الطرق لمنع دخول الآفة إلى النخلة.

  
         العلاج: إذا حُددت الإصابة المبكرة فيمكن تطبيق عمليات العلاج وذلك بإزالة المناطق المصابة وتنظيفها من أي من طور من أطوار هذه الآفة ومن ثم رشها بأحد المبيدات المناسبة ووضع خليط من الطين مع المبيد على هذه المناطق لحمايتها.

 * الإرشاد والتدريب

        لتطبيق المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، فأن تعاون المزارع مهم جداً لإنجاح برنامج المكافحة المتكاملة وذلك بتعريفه على هذه الآفة ومدى خطورتها وأيضاً بتدريبه على إجراء عمليات المكافحة المختلفة بنفسه شخصياً وكذلك العاملين معه.

        أن الطريقة الوحيدة الناجحة في الوقت الراهن لمكافحة سوسة النخيل الحمراء هو الإزالة والتخلص من النخيل المصاب وذلك بقطع جذع النخيل المصاب والتخلص من جميع أطوار الآفة المختلفة حيث أن حرق جذع النخلة بدون تقطيع لا يفي بالغرض المطلوب حيث أن أطوار الآفة الموجودة بوسط الجذع لا تتأثر ويمكنها إكمال دورة حياتها. لذا لا بد من تقطيع أجزاء النخيل المصاب إلى قطع صغيرة ومن ثم حرقها.




355
منتدى علوم البيئة / الصرف الصحي
« في: أبريل 27, 2004, 10:56:14 مساءاً »
هو التخلص من كل مخلفات الإنسان، سواءً كانت ناتجة من استخدام منزلي في الغسل والتنظيف، أو من استخدام شخصي مثل الاستحمام، بالإضافة إلى الفضلات والقاذورات. وكما تحتوي مياه الصرف الصحي على فضلات الإنسان ومخلفاته، فهي تحتوي كذلك على نسبة كبيرة من الكيماويات السامة، التي يستخدمها الإنسان في الغسل والنظافة والتخلص من الحشرات.

        وتحتوي مياه الصرف الصحي، كذلك، على نسبة عالية من الأملاح، فبول الإنسان، مثلاً، يحتوي على نسبة عالية من اليوريا، والأملاح الضارة بالجسم، التي يتخلص منها بطرحها إلى الخارج. كذا يحتوي البول، في بعض الأحيان، على بويضات لبعض الطفيليات، مثل البلهارسيا، وبعض أنواع الميكروبات. أما الغائط، ففضلاً عن احتوائه على مخلفات الطعام والمواد الصلبة، التي لا يستطيع الجسم هضمها، فإنه يحتوي على البكتيريا والفيروسات المعوية، ومنها: فيروس شلل الأطفال، بالإضافة إلى بيض وأطوار كثير من الطفيليات.

        ويتخلص الإنسان من مياه الصرف الصحي، بوسائل عدة، منها: صرفها في المسطحات المائية، مثل: البحار والمحيطات، أو صرفها في الصحاري والأراضي غير المسكونة. إلا أن التخلص من مياه الصرف الصحي، التي لم تعالج بشكل سليم، يؤدي، في كثير من الأحيان، إلى عودة الملوثات إلى الإنسان، مع مياه الشرب، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المختلفة.

        فبالنسبة إلى الصرف في المجاري والمسطحات المائية، فإن وصول كميات كبيرة، من المواد العضوية المنصرفة في مياه الصرف الصحي، إلى مياه الأنهار، يؤدي إلي تنشيط البكتيريا المحللة، وازدياد أعدادها، فاستهلاكها، استطراداً، لكميات كبيرة من الأوكسجين، المذاب في الماء. ويؤدي استهلاك الأوكسجين، إلى ازدهار أنواع أخرى من البكتيريا اللاهوائية، التي يمكنها تحليل المواد العضوية، في غياب الأوكسجين، منتجة غازات عطنة، مثل كبريتيد الهيدروجين السام للأحياء المائية، التي تعيش في الأنهار.

        إلا أنه، ومع تقدم التقنية العلمية، واكتمال بناء محطات المعالجة، قلت نسبة التلوث، الناتج من الصرف الصحي، عما كانت عليه في السبعينيات.

        أما بالنسبة إلى التخلص من مياه الصرف الصحي، في الصحاري، والمناطق غير المسكونة، فإن ذلك يؤدى إلى تلوث الهواء، خصوصاً في المناطق المجاورة. كما قد تتسرب مياه الصرف الصحي في المخزون الجوفي، فتلوث المياه الجوفية. وقد تحمل الرياح بعض الجراثيم، الموجودة في مياه الصرف، إلى المناطق السكنية المجاورة، فتعمل على انتشار العدوى والأوبئة.

        ويسمى النظام، الذي يتخلص من خلاله من هذه المخلفات، "نظام الصرف الصحي" (Sewage System) ويختلف نظام الصرف الصحي، تبعاً لاختلاف درجة رقي المجتمع الإنساني. ففي المدن الحديثة، يتكون نظام الصرف الصحي من شبكة أنابيب، تبدأ من المنازل والأبنية، تجمع مياه الصرف الصحي، وتتسع هذه الأنابيب شيئاً فشيئاً، مع تجمعها، بعضها مع بعض، حتى تتحول إلى أنفاق كبيرة، يطلق عليها "أنفاق المجاري"، أو"أنفاق الصرف الصحي"، التي تنتهي في محطات معالجة الصرف الصحي (الشكل الرقم 1). وفي محطات الصرف الصحي، تزال الشوائب العالقة، ويتخلص من المواد السامة الموجودة في تلك المياه، وتقتل الجراثيم والميكروبات. وبذا، تصبح هذه المياه المعالجة، آمنة، لصرفها في البحر أو صرفها في البر، أو استخدامها لري الأشجار، أو غسل الطرق.

        أما نظام الصرف الصحي، في الريف، فيتكون من خزانات ملحقة بالمنازل الريفية، يطلق عليها "خزانات الصرف" أو "خزانات النزح". وغالباً، ما تبنى هذه الخزانات من الخرسانة، أسفل المنزل الريفي، حيث تستقبل مياه الصرف الصحي. وتتعرض الفضلات الموجودة في الخزانات، إلى عمل البكتيريا، التي تحلل المواد العضوية، إلى غازات وفضلات، يطلق عليها "الدُّبَال"، فيما يخرج الماء المختلط بالفضلات، والذي يطلق عليه "سائل الصرف الصحي"، إلى التربة المحيطة بخزان الصرف، من طريق الخاصية الشعرية. وينزح خزان الصرف، على فترات، عند امتلائه بالدبال، الذي ينقل إلى محطات معالجة الصرف الصحي.

الشكل الرقم (1): رسم توضيحي لبعض الخطوات المتبعة

في معالجة مياه الصرف الصحي



معالجة مياه الصرف الصحي
        تُعالج مياه الصرف الصحي، لغرضين أساسيين. أولهما، حماية البيئة من التلوث المتوقع حدوثه، نتيجة صرف هذه المياه، بما تحتويه من سموم وميكروبات. وثانيهما، توفير استخدام المياه العذبة النقية، للاستهلاك الآدمي، وحفظ موارد المياه النقية؛ إذ إن المياه المعالجة، تستخدم في الزراعة، وري الأراضي.

        وتتكون مياه الصرف، في أغلب الأحوال، مما يزيد على 95 % ماء، والباقي مواد عالقة، ومواد عضوية، ومعادن ثقيلة وأملاح معدنية، وبعض العناصر، مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.

        ومياه الصرف الصحي، غالباً ما تكون خليطاً من مياه الصرف الناتج من الاستعمالات، والأغراض المنزلية اليومية، ومياه الاستعمالات الصناعية، ومياه الأمطار، التي تسربت في شبكة الصرف الصحي العامة.

         ويمكن تبسيط فكرة معالجة مياه الصرف الصحي، بأنها عملية تسريع لعمليات التحلل الطبيعية، للمواد العضوية، مع فصل المكونات الصلبة والملوثات الكيماوية.

        وتُعالج مياه الصرف الصحي، في معظم المدن، من خلال عملية مبسطة، تتضمن ثلاث مراحل. وقد تتطلب بعض المدن مرحلة أخرى متقدمة، للحصول على درجة تنقية عالية، وذلك لاستخدام الماء الناتج، في بعض الاستخدامات، مثل ري المزروعات.  

مراحل معالجة مياه الصرف الصحي:
المرحلة التمهيدية
        يفصل، في هذه المرحلة، ويزال ما تراوح بين 5 و10 % من المواد العضوية، القابلة للتحلل، بالإضافة إلى كمية تراوح بين 2 و20 % من المواد العالقة الأخرى. ولا تُعد إزالة هذه النسبة من الشوائب، كافية لإعادة استعمال الماء، في أي من الأغراض. لذا، فإن الماء الناتج من هذه المرحلة، ينقل إلى المرحلة التالية (الشكل الرقم 2). وفي هذه المرحلة، تمرر مياه الصرف الصحي على خلاطات، لتحويل الفضلات العضوية، كبيرة الحجم، إلى فضلات أصغر حجماً. ثم يمر الخليط من خلال شبكات ومرشحات ومناخل، للتخلص من الفضلات غير العضوية. بعد ذلك، تجمع مياه الصرف في أحواض أولية، لتشبيع الخليط بالأكسجين، اللازم لعمليات التكسير العضوي، فيما بعد.

الشكل الرقم (2): شكل توضيحي لخطوات

المرحلة التمهيدية والمعالجة الابتدائية


المعالجة الابتدائية (Primary Treatment)
        في هذه المرحلة، يُزال ما بين 35 و50 % من المواد العضوية، القابلة للتحلل، بالإضافة إلى ما بين 50 و70 % من المواد العالقة.

        وتترسب المواد الصلبة في أحواض خاصة، يطلق عليها "أحواض الترسيب"، مكونة طبقة طينية سوداء، أسفل الحوض، يطلق عليها "الوحل". وتطفو المواد الدهنية والزيوت والشحوم، على سطح طبقة الوحل، لتُزال بعملية، يطلق عليها "القشط". أما المواد العالقة، فتزال من على سطح الأحواض.

المعالجة الثانوية (Secondary Treatment)
        وفيها تعالج مياه الصرف الصحي معالجة بيولوجية، أي أنها تُجرى باستخدام كائنات حية، من طريق تنمية البكتريا الهوائية، القادرة على التهام المواد الصلبة وتحليلها، بالإضافة إلى هضم المواد العضوية، الموجودة في مياه الصرف، وتحويلهما إلى طاقة وماء وثاني أكسيد الكربون. وغالباً ما تُجرى هذه العمليات، في أحواض أو برك وبحيرات ضحلة، ذات مياه ساكنة، لا توجد فيها تهوية. أو قد تُمد هذه الأحواض والبرك بتهوية صناعية، من خلال ماكينة لدفع هواء جوي في مياه الصرف، لتوفير الأكسجين اللازم للبكتريا. وتكون معدلات التحلل البيولوجي في هذه الحالة منخفضة.

        إلا أنه يمكن الإسراع من عمليات التحلل البيولوجي، من خلال إجراء تحريك مستمر لمياه الصرف الصحي، في الأحواض، أو إضافة بعض أنواع البكتريا المحللة، ذات المقدرة العالية على تحليل المواد العضوية. وبعد إتمام هذه العملية، يمرر السائل إلى خزان الترسيب الثانوي، أو النهائي، حيث يستقر الوحل في القاع، بينما ينقل السائل إلى المرحلة التالية.

        ويجمع "الوحل"، الناتج من المراحل، التمهيدية والابتدائية والثانوية، وينقل إلى "خزان هضم الوحل". لتتولّى البكتيريا تكسير المواد العضوية المعقدة، وتحويلها إلى مواد أقل تعقيداً، ويصاحب هذه العملية انطلاق غاز الميثان، الذي يستخدم مصدراً للوقود. ويجمع الوحل، المتبقي من هذه العملية، ويجفف، ويستخدم كمخصبات للتربة. ويمكن، من خلال المعالجة الثانوية، إزالة 90 % من المواد العضوية، القابلة للتحلل، ونحو 85 % من المواد العالقة (الشكل الرقم 3) .

شكل توضيحي لخطوات المعالجةالثانوية


المعالجة الثلاثية (Tertiary Treatment) أو المعالجة المتقدمة
        وفي هذه المرحلة، يُجرى عديد من العمليات الكيماوية، للتخلص من مختلف الملوثات، التي لم يُتخلص منها، في المراحل السابقة، مثل الفسفور، والنيتروجين، والمواد العضوية الذائبة، وبعض العناصر السامة. وينتج من هذه المرحلة ماء، على مستوى عال من النقاء؛ إذ يُزال نحو 100 % من المواد العالقة الصلبة، والنيتروجين، والفوسفور، والزيوت العالقة والدهون (الجدول الرقم 1). وتتضمن هذه العمليات: التخثر الكيماوي، والترسيب، والترشيح الرملي، والامتصاص الكربوني، والتبادل الأيوني، والتناضح العكسي .

شكل توضيحي لخطوات المعالجة الثانوية

        وتُضاف مركبات الحديد والألومنيوم والكالسيوم، إلى ماء الصرف الصحي، فينتج، عند ذلك، تغير في صفات الماء،  بما يؤدي إلى تلاصق الجسيمات، العالقة في سائل الصرف الصحي، بعضها ببعض، مكونة كتلاً صلبة أكبر حجماً، تترسب، فيُتخلص منها. وتسمى هذه العملية "عملية التخثر الكيماوي بغرض الترسيب" (Chemical Coagulation and Sedimentation).

        ثم يمرر سائل الصرف الصحي، على مرشحات، تحتوي على طبقات من الرمل، سمكها نحو نصف متر. وتسمى هذه العملية "عملية الترشيح الرملي" (Sand Filtraing).

        وللتخلص من الروائح الكريهة، يمرر سائل الصرف الصحي، على خزانات، تحتوي على الفحم الناشط، الذي يتحد بجزيئات الرائحة الكريهة. ويتبقى، في النهاية، أملاح، بتركيزات عالية، يُتخلص منها بعمليات التبادل، الأيوني والأسموزي العكسي.

        ولقتل الميكروبات المعدية، يوضع الكلور، بتركيز 100 ملجم/ لتر، لمدة تراوح بين 15 و120 دقيقة. وبذلك، يتحول سائل الصرف الصحي ، إلى مياه نقية، خالية من السمية والعدوى (الشكل الرقم 4).

الشكل الرقم (4): شكل توضيحي لخطوات المعالجة المتقدمة


استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة
        يمكن استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، بديلاً من المياه العذبة النقية، في ري الأشجار، واستصلاح الأراضي الزراعية، والمزارع السمكية، وري الخضراوات، التي لا تؤكل نيئة. ولا يقتصر استخدام المياه المعالجة، على ري الأشجار والزراعة فقط، بل يتعداهما إلى عديد من الاستخدامات الأخرى، مثل  الشرب. كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1956، حينما تعرض بعض المناطق، في ولاية كانساس، للجفاف، مما حدا بمدينة شانوت، في الولاية، إلى معالجة نحو 4 آلاف متر مكعب، يومياً، واستخدامها في الشرب. كما أنشئت محطة معالجة متقدمة، في مدينة ويندهوك، في ناميبا، عام 1968 لمد المدينة بنحو 50 % من مياه الشرب.

        وتستخدم المياه المعالجة، كذلك، في عديد من المشروعات الترفيهية، مثل إنشاء مسطحات مائية، لممارسة الرياضات المائية، وصيد الأسماك، والسباحة. كما تُضخ مياه الصرف الصحي المعالجة، في بعض المناطق الساحلية، لوقف دخول المياه المالحة إلى الطبقات الحاملة للمياه (الخزان الجوفي)، كما حدث في ولايتي كاليفورنيا ونيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية

        وجدير بالذكر، أن مياه الصرف المعالجة، قد ازداد استخدامها، في الآونة الأخيرة؛ وذلك لانخفاض نفقتها، مقارنة بنفقة إنتاج المياه النقية.

الجدول الرقم (1): متوسط نسبة إزالة بعض الملوثات، الموجودة

في مياه الصرف الصحي، باستخدام وسائل المعالجة المختلفة

الطريقة
 معالجة ابتدائية

%
 معالجة ثانوية ( عملية الحمأة المحفزة )

%
 معالجة متقدمة باستخدام
 
عنصر الإزالة
 المرشحات الرملية

%
 امتصاص كربوني بعد التبادل الأيوني

%
 أكسدة كيماوية وتناضح عكسي

%
 
الأكسجين
 38
 83
 88
 98
 100
 
المواد العالقة الصلبة
 53
 91
 99
 100
 100
 
نتروجين الأمونيا
 18
 70
 80
 100
 100
 
الفوسفور
 27
 60
 83
 100
 100
 
الكربون العضوي
 34
 89
 90
 100
 100
 
الزيوت والدهون
 65
 94
 94
 97
 100
 
العكر
 31
 90
 97
 100
 10




356
منتدى علم الكيمياء / الـــورق
« في: أبريل 27, 2004, 10:50:49 مساءاً »
عرف الإنسان التدوين والتسجيل منذ قديم الأزل، واستخدَّم الحجارة، والأشجار، والمعادن، لهذا الغرض، فازدانت جدران المعابد بأخبار الانتصارات العسكرية وأهم الأحداث، وسُكَّت على العملات أسماء الحكام.

          ثم كان أن استحدث الإنسان مادة جديدة للتدوين، هي الورق، دخل بها عصراً جديداً. وقد تباينت المواد المستخدمة في إنتاج الورق باختلاف الأمم والعصور؛ فبدأ الفراعنة باستخدام نبات البردي ( Papyrus )، ومنه اشتق لفظ الورق باللغة الإنجليزية ( Paper)

          ثم قام الصينيون بصناعته من عجينة مُشكلَّة من ألياف القنب، ولحاء شجر التوت، والخرق البالية، حيث كانت تخمر، ثم تفرد لتجف، وتستخدم للكتابة عليها.

          وبعد الميلاد ظهرت أنواع مختلفة من الورق، فاستخدم الأنجلوساكسون لحاء شجر الزان. أما الرومان والإغريق، فقد استخدموا أنواعاً رقيقة من جلود الماعز وصغار الأبقار في كتابة الصكوك.

          وعند وصول الفتح الإسلامي لأواسط آسيا، اتصل المسلمون بالحضارة الصينية، وأخذوا عنها صناعة الورق. فأنشأ المسلمون مصنعاً للورق في سمرقند عام 751.

          ومنذ ذلك الحين انتشرت صناعة الورق في ربوع الخلافة الإسلامية، شأنها في ذلك شأن أي صناعة حضارية عرفها المسلمون وطوروها، فأنشأ هارون الرشيد  مصنعا للورق في بغداد  مستعيناً بالمهرة من عمال تلك الصناعة القادمين من سمرقند. ثم ما لبثت صناعة الورق أن انتشرت وازدهرت فأنشأ المسلمون مصانع للورق في مصر والمغرب العربي.

          ولم تعرف أوروبا صناعة الورق إلا على أيدي المسلمين، حيث قاموا بتشييد مصنع للورق بمدينة فالينسيا بالأندلس عام 1100، ثم في مدينة فبريانو بصقلية عام 1276.

          ومنهما انتقلت تلك الصناعة إلي باقي أوروبا، فظهرت صناعة الورق في تورين بإيطاليا عام 1348، وعرفتها ألمانيا عام 1391، ثم المملكة المتحدة في القرن الخامس عشر.

          وفى نهاية القرن الثامن عشر لاحظ عالم الطبيعة الفرنسي رينيه أنطوان دي ريمور (René Antoine de Réamure ) أن بعض أنواع الدبابير تبني أعشاشها من مادة شبيهة بالورق المقوى، وبتتبع هذه الدبابير، وجد أنها تقوم بالتهام لب الأخشاب، ومضغه، ثم بناء أعشاشها منه، فقام- منذ ذلك الحين- باستبدال لب الأخشاب بالألياف والخرق؛ حيث كان يتم استخلاص لب الأخشاب من أشجار الغابات، ثم يخلط بالماء حتى يصبح عجيناً، ثم يفرد ويجفف فيصير ورقاً (الشكل الرقم 1).

          ولكي يتم استخلاص اللب من الأشجار لابد من إذابة المادة اللاحمة لألياف الخشب، والمعروفة باسم (اللجنين)، وكانت عملية الإذابة في بادئ الأمر تتم باستخدام حجارة مستديرة ضخمة تشبه الرحى، تُدفع خلالها جذوع الأشجار، ونتيجة للاحتكاك الشديد تنتج حرارة كافية لإذابة اللجنين.

          أما الآن فقد أصبحت الحرارة تنتج من عملية تسخين أولي لجذوع الأخشاب، ثم تدفع قطع الخشب  بين أقراص دوارة ذات سرعات عالية، فينتج عن ذلك تفتيت الخشب إلى ألياف.

          وفي خمسينيات القرن التاسع عشر استطاع الكيميائي الأمريكي بنيامين تلجمان ( Benjamin C. Tilghman ) أن يستخلص اللب بمعالجة مسحوق الخشب بمحلول حمض الكبريتوز تحت البخار الساخن. وفى عام 1883، قام المخترع الألماني كارل دول (Carl Dohl) بإضافة كبريتات الصوديوم إلى الصودا الكاوية في عملية استخلاص لب الأخشاب، الأمر الذي أنتج نوعاً ملائماً لصناعة الورق المقوى الذي اُستخدم في تصنيع صناديق الكرتون والعبوات الورقية المختلفة.

          وفي بعض مصانع الورق يتم الجمع بين الطريقتين السابقتين؛ إذ تضاف مواد كيميائية، ثم يدفع الخليط الناتج إلى الأقراص الدوارة لفصل الألياف.

          ومع التطور المستمر في صناعة الورق، أصبحت عملية الاستخلاص تتم باستخدام وسائل أكثر تعقيداً، ويتم التحكم فيها باستخدام الحاسوب.

          وبعد إتمام عملية الاستخلاص، يُدْخل اللب في عملية التكرير، بواسطة إمراره خلال شرائح دوارة داخل مصفاة التكرير؛ فينتج عن ذلك تحلل جدر خلايا ألياف الخشب، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين ألياف أكثر مرونة. وبتكرار هذه العملية عدة مرات يتم الحصول على ورق ذي جودة أعلى. وبعد ذلك يتم غسل اللب، وترشيحه، وتجفيفه، ثم إضافة بعض المواد المبيضة.




وتقسم الأخشاب المستخدمة في صناعة الورق إلى نوعين:

الأول : أخشاب لينة: مثل أخشاب شجر الصنوبر، والأناناس، والتنوب. وتتميز هذه الأخشاب بأليافها الطويلة؛ ولذا تُستخدم في صناعة معظم أنواع الورق.

الثاني أخشاب صلبة: مثل أخشاب شجر الصمغ، والحور، والقيقب، والبلوط. وتتميز هذه الأخشاب بأليافها القصيرة. ويستخدم لب هذه الأخشاب في صناعة أوراق الطباعة، والكتابة، والأنواع الفاخرة من الورق.

          ونظراً إلى فقر الكثير من دول العالم من الغابات، يلجأ عدد منها إلى إضافة قش الأرز والقمح إلى لب الأخشاب في تصنيع الورق.

          وبعد مرحلة التكرير تأتي مرحلة تشكيل العجينة على هيئة أفرخ. وقديماً كان ذلك يتم بطريقة يدوية، حتى جاء الفرنسي نيكولاس روبرت (Nicholas Robert )، في عام 1798 واستحدث البكرات لفرد عجينة اللب.

          وفى عام 1803، قام الأخوان الإنجليزيان هنري وسيلي فوردينيه (Fourdinier Brothers ) بتصنيع آلة عرفت باسم "آلة فوردينيه". حيث ظلت هي الآلة الأساسية في تصنيع الورق حتى يومنا هذا. ويبلغ عرض هذه الآلة عشرة أمتار، وطولها أكثر من مائة متراً، وتستطيع إنتاج فرخ متصل من الورق بعرض عشرة أمتار، وبسرعة تصل لأكثر من تسعمائة متر من الورق في الدقيقة الواحدة.

          وتُكَوَّن الأفرخ عن طريق نشر عجينة اللب فوق سير دائم الحركة والاهتزاز، حيث تؤدي إلى  تساقط الماء وانحساره عن العجينة بمساعدة آلات ماصة. تتبقى بعد ذلك حصيرة من الألياف شبه الجافة التي تعصر خلال أقراص دوارة، ثم تمرر على أسطوانة تجفيف مسخنة بالبخار فيزال معظم محتواها المائي. ثم تنعَّم أسطح الأفرخ المجففة بواسطة ضغطها بين أسطوانات آلة خاصة يطلق عليها "آلة التصقيل"، ثم تُطوى الأفرخ، وتلف - بعد ذلك - على بكرات.

          ومن الملاحظ أن الروابط الكيميائية التي تسبب قوة الورقة، وتماسكها تنشأ أساساً خلال مرحلة التجفيف، الأمر الذي يتطلب إجراء هذه المرحلة بكفاءة عالية.

          تختلف أنواع الورق تبعاً للطريقة المستخدمة في تصنيعه، وتبعاً للمعالجات الكيميائية التي تُجرى عليه خلال التصنيع. وعادة ما تختلف تلك الطريقة وهذه المعالجات باختلاف الغرض المراد استخدام الورق فيه. فعلى سبيل المثال، يصنع ورق الطباعة من الألياف المستخلصة بالطريقة الكيميائية، ويعالج لمنع تشرب الحبر أثناء الطباعة.

          أما أوراق التغليف، فيتم تلميعها وصقلها لتبدو لامعة براقة، كما أنها تعالج معالجة خاصة لتلافي تشربها بالسوائل. أما أوراق الدعاية والإعلان، فتغطى بطبقة خليط من الصلصال النقي والمواد اللاصقة.

          وتكون أوراق الكتابة العادية قليلة التكلفة، إذ تصنع من الألياف المستخلصة ميكانيكياً. أما المناديل الورقية وأوراق النشاف والصناديق الورقية، فتصنع من الألياف المعاد تصنيعها (Recycled Fibers ) .

ومن أكثر أنواع الورق رواجاً:

ورق الجرائد : وهو ورق خفيف قليل المتانة قصير العمر شديد التشرب للسوائل.

ورق المجلات: وهو يشبه ورق الجرائد، إلا أنه يتميز عنه بلمعانه الواضح.

ويصنع كلا النوعين من اللب المستخلص بالطريقة الكيميائية.

ورق الطباعة: يصنع من اللب المستخلص بالطريقة الكيميائية كذلك، إلا أنه يضاف إلى عجينته أنواعٌ من الخِرَق، ثم يعاد معالجة العجينة كيميائياًّ. ويتميز هذا النوع بمقاومته الشديدة للرطوبة وقلة امتصاصه للسوائل.

ورق الكرتون : ويوجد منه نوعان:

- النوع المضلع : ويتكون من عدة طبقات، ويُستخدم لإنتاج صناديق التعبئة.

- النوع الرمادي : ويصنع بتجفيف عجينة اللب المستخدمة فيه بأفران خاصة، بدلاً من أسطوانات التجفيف، ويُستخدم في تجليد المطبوعات المختلفة.

          الورق المقوى: ويعالج اللب المستخدم في تصنيعه بمواد كيميائية مختلفة، ويُطْلَى بطبقات من الشمع، حيث يستخدم في تغليف المواد الغذائية.

          وأولى دول العالم في إنتاج الورق هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا إذ يصل إنتاجهما مجتمعَيْن إلى 40% من الإنتاج العالمي. وعلى الرغم من غزارة إنتاجهما من الورق، إلاّ أن استهلاكهما المتزايد يصل إلى حد استهلاك معظم الإنتاج، واستيراد الورق من مناطق أخرى من العالم.

357
منتدى علوم البيئة / المد الاحمر ..ظاهره بيئيه مخربه
« في: أبريل 27, 2004, 03:04:46 صباحاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جم شكري لك اخي العزيز على اهتمامك ..

بوركت ..وجزاك الله كل خير ...

تحياتي
اخوك / التواق للمعرفة

358
'<img'> '<img'> '<img'>

359
منتدى علوم البيئة / علوم البيئة في سؤال و جواب
« في: أبريل 27, 2004, 03:01:35 صباحاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الشكر الجزيل لك اخيتي الكريمه al_sairafy25  على الموضوع ..

في انتظار المزيد مما في جعبتك ...

تحياتي
اخوك / التواق للمعرفة

360
منتدى علوم البيئة / الإسلام والبيئة
« في: أبريل 27, 2004, 02:59:15 صباحاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

شكرا لك اخيتي الفاضله على الموضوع الشيّق .
.

باركك الله وجزاك كل خير ...

تحياتي
اخوك / التواق للمعرفة

صفحات: 1 ... 21 22 23 [24] 25 26 27 ... 105