Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - التواق للمعرفة

صفحات: 1 ... 25 26 27 [28] 29 30 31 ... 105
406
منتدى علوم البيئة / بصمات الإنسان تملأ كوكب الأرض
« في: أبريل 13, 2004, 12:24:03 صباحاً »
نتائج رقمية:_

ومن ناحية أخرى، قدم العلماء نتائج رقمية حول تأثير الإنسان على الطبيعة وكلها تؤكد أنه كلما زاد عدد سكان المنطقة زادت تأثير الإنسان على الطبيعة الموجودة بها، والعكس صحيح.
وقد أوضحت النتائج أن أكبر مدن العالم مثل نيويورك ووبكين وكالكوتا مسئولة عن إحداث تأثيرات سلبية على الطبيعة التي كانت بها.
ولكن العلماء أكدوا أن الفرصة للحفاظ على الطبيعة لا تزال موجودة حتى في الأماكن التي تعرضت لتأثير إنساني قوي. وأشاروا إلى التقدم الذي أحرز في إحياء نهر هادسون، وفي الهند حيث تقاسم النمور الطبيعة مع مليار شخص.
      
ويمكن استخدام هذه الخريطة لوضع أهداف محددة. وقال خبير بيانات في جمعية الحفاظ على البيئة "ما لا يمكن قياسه، لا يمكن إدارته". وأردف "بهذه الخريطة أصبحنا نمتلك أداة إدارة هامة جدا، وقاعدة للقياس العلمي للتأثيرات الإنسانية على الطبيعة".
وعلى صعيد آخر، توضح الدراسة التي قدمت الخريطة من خلالها كيفية تطبيق تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية كوسيلة لإكمال مختلف البيانات الجغرافية من أجل الكشف عن أنماط جديدة بطرق أكثر إقناعا. ويعد هذا العمل ممكنا لتزايد الوصول إلى وحدات البيانات العالمية الخاصة بالطرق، واستغلال الأراضي، والكثافة السكانية في السنوات الأخيرة.
درسان هامان:_

وأخيرا تخلص بنا دراسة بصمات الإنسان بدرسين هامين وهما:
نحن في حاجة للحفاظ على الطبيعة الباقية بكوكبنا، لأنها تتمثل في الأماكن التي تضم مظاهر طبيعية يمكنها البقاء، وتتعارض مع البنية التحتية للإنسان في أقل الصور الممكنة.
نحن في حاجة إلى تحويل بصمات الإنسان حتى تبقى الطبيعة في كل مكان بما في ذلك الأماكن التي يطغى تأثير الإنسان عليها.

وتؤكد الدراسة إلى إمكانية تحقيق ذلك، لأن الطبيعة تتسم بالمرونة في أغلب الأوقات ولكن يلزمها الفرصة.

407
منتدى علوم البيئة / بصمات الإنسان تملأ كوكب الأرض
« في: أبريل 13, 2004, 12:23:37 صباحاً »
أثبتت خريطة العالم الجديدة التي أصدرتها الشبكة العالمية للمعلومات الخاصة بعلوم الأرض وجمعية الحفاظ على الطبيعة بالولايات المتحدة أن ما يقرب من ثلاثة أرباع مساحة الأرض تخضع لبصمات يتركها الاحتلال البشري لكل مكان.
وقام فريق من العلماء التابعين لشبكة المعلومات وجمعية الحفاظ على الطبيعة التابعة لجامعة كولومبيا بنشر الخريطة في صحيفة BioScience العلمية. وقال فريق العلماء إن الخريطة يجب أن تكون بمثابة صحوة للبشر الذين يقضون على الطبيعة في العالم وفي الوقت نفسه، يجب أن يعتبرونها فرصة لإصلاح ذلك والحفاظ على الطبيعة في الجزء الباقي.

وتوضح الخريطة تأثيرات كل من الكثافة السكانية، وكيفية استغلال الطرق والمجاري المائية، والبنية التحتية للطاقة الكهربائية، وتحويل الأراضي، والتمدن، والاستخدام الزراعي للأرض.

وقد كشفت الخريطة عن وقوع ما يقرب من 80% من سطح الأرض تحت تأثير الإنسان، ووقع ما يقرب من 98% من مساحة الأراضي الصالحة لزارعة الأرز والقمح والذرة أيضا تحت تأثير البشر.
وعلى الرغم من ذلك، احتفظت مساحات واسعة من الأراضي بطبيعتها البرية، ومنها الغابات بشمال ألاسكا، وكندا، وروسيا، إلى جانب هضبة التبت، ومنغوليا، ومعظم حوض نهر الأمازون.
ووفقا لتقارير شبكة المعلومات وجمعية الحفاظ على الطبيعة، لا تزال بعض الأماكن الطبيعية موجودة في جميع النظم البيئية على سطح الأرض. ولكن بعضها يشغل مساحات صغيرة للغاية.

ويرى الكتاب إن هذه المناطق التي لم تخضع للتأثير الإنساني على نحو كبير تعتبر فرصة للحفاظ على الطبيعة في العالم.

وقال كاتب رئيسي ساهم في إعداد الخريطة الجديدة "إن خريطة بصمات الإنسان الجديدة توضح تأثير البشر على كوكب الأرض. وتوفر وسيلة للعثور على فرص لحماية الطبيعة والأراضي البرية على صورتها الأصلية. كما تتيح الفرصة لفهم كيفية ارتباط الحفاظ على الطبيعة في كل من الريف والحضر والمدن.
ويجب أن ينظر الأفراد والمعاهد والحكومات لفهم التأثير الإنساني على الكوكب الذي نشغله وتحديد الطرق اللازمة لتقليل التأثيرات السلبية وتعزيز الوسائل الإيجابية التي تساعد البشر على التفاعل مع البيئة.

408
يحظى موضوع القدرة الابتكارية والتفكير العلمي والموهبة باهتمام كبير من قبل العلماء والمتخصصين في علم النفس والتربية منذ النصف الثاني من القرن الماضي،والدليل على ذلك،الزيادة المطردة في عدد البحوث والدراسات التي تنشر في مختلف بلدان العالم،مما يبرز مدى الاهتمام المتزايد بالقدرة الابتكارية من قبل الباحثين السيكولوجيين والمربين.

ويرجع هذا الاهتمام المتزايد الى التطورات الحديثة الي يشهدها علم النفس،وعلوم التربية من جهة،والتقدم العلمي والتكنولوجي من جهة أخرى،بالإضافة الى توجه العلماء الى دراسة الابتكار كقدرة عقلية نامية،يمكن تربيتها منذ السنوات المبكرة من حياة الفرد،وذلك بالكشف عنها بواسطة اختبارات،وطرق علمية تساعد على انتقاء الأفراد الذين يتميزون بهذه القدرة لتوفير المناخ البيئي والتربوي المناسب لنموها نموا سليما.

ولا شك ان الاهتمام بالمبتكرين والقدرات الابتكارية له ما يبرره،ذلك انه من مقومات الحضارة الإنسانية،إذ ان الحضارات وجدت بالعقول المبتكرة،وبقيت صامدة في وجه الأحداث بما تحتويه من مبتكرات أبنائها مثل، الحضارة اليونانية،والحضارة الصينية وغيرها من الحضارات،مما يعني ان الأمم ترقى وتزدهر بما لديها من عقول نيرة مبتكرة.ومن هنا نجد المربين اليوم يولون اهتماما بالغا بالمبتكرين،ومحاولة البحث عنهم،وتخصيص لهم الأقسام الخاصة بهذا بغرض تربيتهم تربية تتوافق مع قدراتهم الابتكارية.

لقد بدأت مجتمعات العالم الثالث تتفطن في السنوات الأخيرة الى أهمية العقول المبتكرة في بناء الحضارة،وتقليص الهوة التي تفصلها عن المجتمعات المتطورة،فخصصت لذلك الأموال الطائلة،وبدأت تغير أنظمتها التربوية وتوجيهها وجهة تتوافق مع أهدافها ومطامحها لتحقيق الغايات المنشودة،إيمانا منها بأهمية عنصر التجديد في الحضارة،وهو ما يعني الإيمان بأهمية التربية في بناء وتجديد الحضارة، حيث ان عنصر التجديد هو من أهم مقوماتها.

والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها،ان الحضارة اذا فقدت عنصر التجديد لسبب ما،فإنها تصبح مهددة بالركود،ثم الانحطاط..وإذا كان للإصلاح عـدة أغراض،فان من أهمها،شحذ عبقرية الأمة ودفعها الى الإبداع والتجديد انطلاقا من خدمة التراث الأصيل.فالاكتشاف لمجاهل الكون،هو إثراء للمعرفة وللمنظومة التربوية بحكم موقعها كالعمود الفقري في كيان الأمة الحضاري الشامل والمتكامل،والتي تحتاج الى الإصلاح لتساهم بدورها في عملية التغيير المنشود.فالتربية هي من أهم وسائل الرقي الحضاري والازدهار الثقافي.وبذلك يمكن القول ان الحضارة اذا خلت من عنصر التجديد،فإنها تفقد حيويتها ونموها.

وإذا كانت المدرسة في مرحلتيها الأولى والمتوسطة،تمثل حلا بديلا للمشكلة التربوية،فان السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاتجاه هو، الى أي حـد تساهم المدرسة في تنمية قدرات ومواهب وآراء الأفراد المتعلمين وخاصة فيما يتعلق بالقدرة على التفكير الابتكاري التي تعد من أهم القدرات العقلية التي تجعل الفرد يساهم في عملية البناء الحضاري؟،ذلك باعتبار ان الأمم اليوم ترقى وتزدهر بما لديها من عقول مبتكرة ومجددة.

والحقيقة أن الإجابة على هذا التساؤل المطروح،تتطلب دراسة علمية،تكشف عن مدى العلاقة القائمة بين ما يحصله الفرد المتعلم في هذا النظام التربوي وقدرته الابتكارية،فضلا عن تكوينه في الجوانب الأخرى من شخصيته،ذلك ان شخصية الإنسان تبقى وحدة متكاملة غير قابلة للتجزئة.

مفهوم القدرة العقلية:

لا شك ان مفهوم القدرة العقلية،يعد مصطلحا حديث الظهور(نسبيا)،فقد نشأ هذا المفهوم في ميدان علم النفس التطبيقي،وكان في نهاية القرن التاسع عشر متصلا بالدراسات التجريبية،وفي بداية القرن العشرين،ظهر في فرنسا مرتبطا بقياس الذكاء في أبحاث العالم"الفرد بينه" ثم تطور على يد العالم الانجليزي"تشارلز سبيرمان" الذي رفض مصطلح"الذكاء"لأنه يحمل الكثير من المعاني، وقام باستبداله بمصطلح"العامل العام" الذي يعبر عن الطاقة العقلية العامة التي تهيمن على جميع النشاطات العقلية الأخرى،وذلك حسب مقتضيات نظريته المعروفة بـ"نظرية العاملين".

ويتفق معظم علماء النفس على التعريف الاجرائي للقدرة العقلية،باعتبار انه ما ينتج عن الأداء العقلي،كالقدرة العديدية،والقدرة الابتكارية،حيث يرى العالم"فيري وارن" ومعه"بينجهام" ان القدرة العقلية هي"القوة على أداء الاستجابة،وتشتمل على المهارات الحركية،كما تشتمل على حل المشاكل العقلية".وهو ما يعني التخلص من المفهوم الفلسفي للقدرة العقلية،واعتبار الاستجابة موقفا مشخصا لهذه القدرة من حيث ان الاستجابة لا يقوى عليها الفرد إلا بفضل هذه القوة الواعية.

كما اعتبر العالمان المذكوران،ان الاستجابة لا تخلو من هذه القدرة او القوة التي تتجلى فيها القدرة العقلية.والواقع انه اذا كنا لا نجهل أهمية الوعي في سلوك الفرد الاصطفائي،فإننا لا نستطيع اعتبار ان كل الاستجابات هي استجابات واعية، والسبب في تبني هذه الرؤية يعود الى ان الرجلين(وارن_وبينجهام) كانا ينتميان للمدرسة السلوكية التي بنيت نظريتها النفسية على عاملي المنبه(المثير) والاستجابة.

أما العالم"ثرستون" فيرى ان القدرة العقلية هي صفة يحددها سلوك الفرد،أي بمعنى أنها صفة تتحدد بما يمكن ان يؤديه الفرد او ما يقوم به".فهي(القدرة العقلية) صفة تظهر نتيجة لأداء معين،وبهذا فإنها تمثل سلوكا ظاهريا يمكن ملاحظته وبالتالي قياسه.

وجاء ضمن تعريفات معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية على لسان مؤلفه د. احمد زكي بدوي التعريف التالي:" القدرة العقلية تعني مقدرة الفرد العقلية على إنجاز عمل ما او التكيف في العمل بنجاح..وهي تتحقق بأفعال حسية او ذهنية،وقد تكون فطرية او مكتسبة(عن طريق التعلم)،كما ان هناك قدرات عامة،وهي تمثل عامل مشترك بدرجات متفاوتة مع جميع القدرات الخاصة او مع مجموعة منها".

ويتضح من خلال التعاريف السالفة الذكر للقدرة العقلية،ان هناك اختلافا بين الباحثين في تحديدهم لهذا المصطلح،فبعضهم لا يفرق بينه وبين الاستعداد،والبعض الآخر يربطه بالتصنيف وان هذه الاختلافات ترتبط باتجاه الباحث ومنهجه في البحث.فتعريف العالم فيليب فرنون(القدرة العقلية تعني وجود طائفة من الأداء الذي يرتبط بعضه ارتباطا عاليا،ويتمايز الى حد ما كالطائفة مع غيره من التجمعات الأخرى للأداء،أي ارتباطه بالطوائف الأخرى) يلاحظ انه مرتبط ارتباطا وثيقا بنظريته في البنية العقلية المتمثلة في نظرية"التنظيم الهرمي" التي تقول بالذكاء العام..فالعوامل الطائفية الكبرى تليها العوامل الطائفية الصغرى..الخ.

وتتلاقى التعاريف السابقة،على ان القدرة العقلية ترتبط بالأداء،غير ان البعض منها قد وقع في الخلط بين الاستعداد والقدرة،وهو ما يعني انه لا فرق بين الاستعداد والقدرة إذا كان المقصود بالتدريب عملية (التعليم) بمعناها الواسع،وبالتالي تفاعل الفرد مع بيئته.أما قبل التدريب، فان القدرة العقلية تبقى مجرد استعداد يميل الى الجانب الفطري،وبهذا يظهر الفرق بين القدرة والاستعداد.

ومن جانبه قدم الباحث فؤاد البهي السيد حلا لهذه الإشكالية،حين اعتبر ان الأداء العقلي "هو القدرة العقلية،والأداء المزاجي..وان الانفعال هو سمة الشخصية،والأداء الحركي هو المهارة اليدوية"

الملكـة العقلية..وكيفية تنميتها:

الملكة العقلية هي قوة عقلية او فكرية او شعورية او إرادية،تعتمد أساسا لتفسير الظواهر العقلية،وكان ينظر لها في السابق على أنها إحدى قوى العقل البشري كالذكاء او الإرادة.وتفسر عن طريق عملها وتفاعلها مع جميع الظواهر العقلية،إلا ان علماء النفس عدلوا عن هذا الرأي(8).

وقد بنيت هذه النظرية بالأساس على التأملات الفلسفية منذ أيام ارسطو،بالإضافة الى التفسيرات الفرضية التي كانت تقسم الدماغ تشريحيا ووظيفيا الى أقسام منفصلة يسفر كل منها عن إحدى نواحي النشاط العقلي كملكة التذكر،وملكة الانتباه،وملكة التخيل وغيرها من الملكات الأخرى(9).ونتيجة لهذا المفهوم او التفسير للعقل البشري،ظهرت نظرية"التدريب الشكلي" التي ترى انه من أجل تنمية ملكة من الملكات يجب توافر الشروط الضرورية لتدريبها، وكان هذا التدريب يعتمد على المواد الدراسية،حيث انه من أجل تكوين ملكة التذكر(مثلا) ينبغي اختيار المواد الدراسية التي تنمي هذه الملكة،كالمحفوظات وغيرها من المواد التي تعتمد على الحفظ،وكذلك لتنمية ملكة التفكير لا بد من تدريس مادة الرياضيات،ويجب ان يكون المنهج الدراسي حسب نوعية الملكات المراد تدريبها وتنميتها لدى الفرد المتعلم.أما دوافعه واهتماماته،فم يكن لها اعتبار،ولذلك برز منهج المواد الدراسية المنفصلة في التربية والتعليم انطلاقا من اعتبار ان كل ملكة منفصلة عن الأخرى.وبالتالي كانت المواد الدراسية منفصلة أيضا عن بعضها البعض كالرياضيات،والقراءة، والمحفوظات،والعلوم..الخ.

لقد ارتكزت هذه النظرية على فروض منطقية من حيث التناسق والبناء، التي يمكن حصرها في النقاط التالية:

  

ان السلوك يتأثر بمجموعة من الملكات العقلية المستقلة عن بعضها البعض،كالتفكير والادراك والتذكر ..الخ.
 

 

ان الملكات العقلية يمكن تنميتها من خلال تدريبها على أنواع معينة من التمارين.
 

ج- ان أثر التدريب الخاص بالملكات العقلية،ينتقل الى كل نواحي الحياة المتعلقة بكل ملكة على حدة.

د- هناك ضرورة لوضع مناهج لتدريب الملكات العقلية في أوساط الطلاب دون النظر لرغباتهم واهتماماتهم،مثل ان دراسة المنطق والرياضيات ينمي القدرة على التفكير،وان دراسة اللغويات ينمي أيضا القدرة على التذكر.أما دراسة العلوم التجريبية،فانه ينمي القدرة على الملاحظة(10).

لكن هذه النظرية واجهت انتقادات كثيرة،حيث أثبتت الأبحاث العلمية التي اجريت في موضوع القدرات العقلية،بطلان هذه النظرية،وخاصة بعد ظهور منهج التحليل العاملي الذي يعتمد على تحليل مصفوفات معاملات الارتباط.وتتمثل الحقائق العلمية التي أثبتت بطلان نظرية الملكات العقلية،والتي أدرجها الباحث فؤاد البهي السيد في كتابه(القدرة العددية) في النقاط التالية:

ـ وجود تداخل بين النشاطات العقلية،وعدم انفصالها عن بعضها-كما تدعي النظرية المشار اليها- حيث انه اذا سلمنا(جدلا) باستقلالية الملكات وانفصالها عن بعضها البعض،فانه ينبغي ان يكون معامل الارتباط بين كل اختبار وآخر يقيسان ملكتين مختلفتين مساويا للصفر..لكن الدراسات الحديثة في القياس العقلي ترى انه لا يوجد معامل ارتباط مساويا للصفر بين اختبارين يقيسان جانبين عقليين مختلفين،بل يكون دائما ارتباطا جزئيا.

ـ ان أي اختبار لقياس ملكة كالتذكر(مثلا) ينبغي ان يكون له صدق مضمون،بحيث لا يقيس إلا ملكة التذكر فقط،لكن الدراسات في القياس العقلي،ترى انه مهما كانت درجة صدق الاختبار عالية،فانه يقيس نواحي متداخلة.

ـ ان الملكات العقلية تعتمد على الاختبارات البسيطة التي تقيس فقط الجانب الذي صمم من أجله،بينما تعتمد عملية قياس القدرة على الاختبارات البسيطة والمعقدة معا،ولهذا فان مفهوم القدرة العقلية هو أعم من مفهوم الملكة العقلية،واذا كانت الملكات العقلية تميل الى تجزئة النشاط العقلي،فان مفهوم القدرة العقلية يميل الى التجميع،وهو بهذا يتفق ويتلاقى مع الإيجاز العلمي.

التحليل العاملي ..والقدرة العقلية:

نشأ التحليل العاملي في الدراسات النفسية على يد العالم الانجليزي "شارلز سيبرمان" وكثيرا ما يخلط بعض الباحثين السيكولوجيين بين العامل والقدرة،فالعامل-كنتيجة لتحليل مصفوفة معاملات الارتباط-ليس سوى تصنيف إحصائي موجز للمتغيرات والاختبارات التي تدخل في مصفوفة معاملات الارتباط.وهو عبر هذا المعنى،عبارة عن تركيب يصل اليه الباحث نتيجة التحليل العاملي لعلاقات الترابط بين عدد من المتغيرات المتعلقة بإحدى الظواهر(11).والعامل بهذا المعنى، هو أعم من القدرة،لأنه مجرد تركيب للعلاقات الترابطية بين الاختبارات التي تقيس جوانب مختلفة من الظواهر النفسية.

مفهوم القدرة الابتكارية:

هناك تباين واضح في وجهات نظر الباحثين حول موضوع الابتكار،فمنهم من يرى انه قدرة عقلية،ومنهم من ينظر اليه على انه قدرة عامة مكونة من قدرات بسيطة تنتظم فيما بينها لتكون القدرة الابتكارية العامة،والبعض الآخر يعتبره عملية نفسية.

وفي هذا الاطار،يرى العالم"هوبكنز" ان الابتكار هو الذات في استجابتها عندما تستثار بعمق وبصورة فعلية"(12).إلا ان هذا الرأي ،يطرح مشكلة الاستجابة لمؤثرات البيئة الخارجية، لكنه يجعل الذات مركزا للفاعلية،ويهمل تأثير هذه الذات فيما حولها.وبالإضافة الى ذلك،فانه لم يشر الى تكوين القدرة الابتكارية،أي انه لم يحدد ما اذا كانت قدرة عقلية او قدرة نفسية،مما يعبر عن نقص في هذا المفهوم.لكن العالم"جيلفورد" يجد حلا لهذه المشكلة،حيث يرى أنها تنظيمات لعدد من القدرات المتداخلة فيما بينها.

أما "لالانـد" فيرى ان الابتكار يرتكز على انتاج أشياء جديدة حتى وان كانت عناصرها موجودة من قبل،كابتكار عمل من أعمال الفن،او غيرها من الأعمال التي تتسم بالجدية.أما الاختراع فهو يعد من الجوانب الابتكارية غير انه يعتمد على الانتاج المركب وهو ادماج جديد لوسائل من أجل الوصول الى هدف معين،والاختراع هو عكس الاكتشاف الذي يطلق عليه اكتساب معرفة جديدة لأشياء كان لها وجود سابق،كاكتشاف "كريستوفر كولومبس" لأمريكا(مثلا)،وهذا الاكتشاف لم ينتج أمريكا،وانما أكتشفها فقط.وباختصار فان العالم"لالاند" أشار الى ان الإبداع او الابتكار"هو إنتاج شيء ما على ان يكون شيئاً جديدا في صياغته،وان كانت عناصره موجودة من قبل كإبداع عمل من أعمال الفن او التخيل الإبداعي.."

أما الاختراع الذي هو أحد جوانب الإبداع،"فهو إنتاج مركب جديد من الأفكار او هو بوجه خاص إدماج لوسائل من أجل غاية معينة..والاختراع بهذا المفهوم هو عكس الاكتشاف الذي لا يطلق إلا علا اكتساب معرفة جديدة لأشياء كان لها وجود من قبل سواء كان هذا الوجود ماديا او كان نتيجة لمعلومات سبق وجودها..".ويعتبر"بول تورانس" ان الابتكار هو"عملية يصبح فيها الفرد أكثر حساسية للمشكلات وأوجه النقص،وفجوات المعرفة الناقصة وعدم الانسجام وغير ذلك،فيحدد فيها الصعوبة،ويبحث عن الحلول،ثم يقوم بوضع تخمينات،وصياغة الفروض من النقائص،ثم يختبر هذه الفروض ويعيد اختبارها،ثم يقدم نتائجه في نهاية الأمر".

مكونات القدرة:

تتكون القدرة العقلية من المكونات التالية:

  

الطلاقـة: وهي تعني-كما عرفها جليفورد- صدور الأفكار بسهولة على شكل سيل من الأفكار التي تصدر بسهولة سواء كانت طلاقة فكرية او لفظية او غيرها"وهي أيضا-كما يرى الباحث حلمي المليجي-"سيل غير عادي من الأفكار المترابطة يبدو فيها وكأن العقل المبتكر كما لو كان يطلق طلقات من الأفكار الجديدة..".
وأشار المليجي في سياق توضيحه لمفهوم الطلاقة،الى أنماطها الثلاثة وهي :الطلاقة الفكرية ،وتعني وحدات فكرية،والطلاقة الارتباطية،وهي سرعة توليد معان تعبر عن علاقات،واخيرا،الطلاقة التعبيرية،وتعني حديث متصل.

ويرى العالم"جيلفورد" الذي قام بدراسة تجريبية حول عامل الطلاقة،انه يتكون من العوامل التالية:

  

طلاقة الكلمات،وتعنى إدماج حروف في كلمات بسرعة.
طلاقة التداعي،وتعني إنتاج كلمات محددة وذات معنى بسرعة.
طلاقة الأفكار،وتعني سرعة إيراد أفكار في أخذ المواقف.
الطلاقة التعبيرية،وتعني على التعبير عن الأفكار.
ويرى جليفورد" الذي قام باكتشاف العوامل الأربعة السالفة الذكر في معمله باستخدام التحليل العاملي، ان تمييز عامل الطلاقة التعبيرية عن عامل طلاقة الأفكار،يدل على ان القدرة على إيجاد أفكار تختلف عن القدرة على صياغة هذه الأفكار في كلمات..مقدما مفهومه للطلاقة بالقول:"..ان الأطفال الذين ينالون علامات عليا في التفكير المبدع،كانوا يعطون عددا أكبر من الأفكار،وينتجون المزيد من الأفكار الأصيلة،كما كانوا يعطون المزيد من التفسيرات عن عمل الألعاب العلمية غير المألوفة..".

المرونــة:ويقصد بذلك،تدفق المعلومات بسهولة ويسر،وتتكون من عاملين هما:
ـ المرونة التلقائية،وتعني الانتقال السريع من استجابة الى أخرى.

ـ المرونة التكيفية،وتعني التغيير في الحلول الممكنة،كإعطاء عناوين مختلفة لقصة قصيرة واحدة.
ويرى "جليفورد" ان المرونة تمثل القدرة على سرعة إنتاج أفكار تنتمي الى أنواع مختلفة من الأفكار التي ترتبط بموقف معين.وبناءا على هذا الرأي لمفهوم المرونة،يتضح ،أنها تعتمد أساسا على سرعة انتاج أفكار مختلفة مع وحدة الموقف،وهو ما يعني إدارة التفكير في اتجاهات مختلفة ،يظهر خلالها فض موقف معين،وبمعنى أدق تغيير الشخص لوجهته الذهنية لعلاج قضية معينة..

ج- الأصالـة: يقصد بالأصالة -حسب تفسير الباحث سيد خيرالله-"القدرة على إنتاج استجابات أصيلة، أي بمعنى قليلة التكرار بالمعنى الإحصائي داخل الجماعة التي ينتمي إليها الفرد،أي انه كلما تقلصت درجة شيوع الفكرة،زادت درجة أصالتها..".
ويلاحظ في هذا الصدد ان هذا التعريف للأصالة،يحددها بدرجة الشيوع والندرة(أي القلة) بالإضافة الى ذلك يحددها بانتماء الفرد المنتج للاستجابات.

ومن جانبه يرى الباحث محمود البسيوني في كتابه(العملية الابتكارية) ان الأصالة تمثل إحدى الأسس الهامة في العملية الابتكارية حيث ان الأصالة ضد التقليد وهي تعني ان الأفكار تنبعث من الشخص وتنتمي إليه،وتعبر عن طابعه وعن شخصيته..فالشخص الذي لديه أصالة يفكر بنفسه..".
د- التوسيع: ويعني تعديل الاستجابة من خلال إضافة استجابات أخرى تؤدي،كان يؤخذ فكرة بسيطة يتم توسيعها وجعلها جذابة أكثر مما يعني إضافة تفاصيل لفكرة معينة بحيث تتناسب هذه التفاصيل مع الفكرة الأساسية.وفي رأي"جيلفورد" أنها الإنتاج الافتراقي للتضمينات،حيث ان إيجاد التفاصيل لاكمال خطة او بناء موضوعات معقدة ذات معنى من خطوط،يعد إنتاجا لتضمينات يوحي فيها الشيء بشيء آخر..

وقد أشار المليجي الى قدرة التوسيع هذه باعتبارها نوعا من البناء الذي يقوم على معلومات معطات،وقال"ان المقصود بالإكمال هو البناء على أساس من المعلومات المعطات لتكملة بنائها من نواحيه المختلفة حتى يغدو أكثر تفصيلا او العمل على امتداده في اتجاهات جديدة..".مفهوم التحصيل الدراسي:

التحصيل الدراسي يتمثل في المعرفة التي يحصل عليها الفرد من خلال برنامج او منهج مدرسي قصد تكيفه مع الوسط والعمل المدرسي.ويقتصر هذا المفهوم على ما يحصل عليه الفرد المتعلم من معلومات وفق برنامج معد يهدف الى جعل المتعلم أكثر تكيفا مع الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه،بالإضافة الى إعداده للتكيف مع الوسط المدرسي بصورة عامة.

ويرى"جابلن" ان التحصيل "هو مستوى محدد من الأداء او الكفاءة في العمل الدراسي،كما يقيم من قبل المعلمين او عن طريق الاختبارات المقننة او كليهما معا".ويركز هذا المفهوم للتحصيل الدراسي على جانبين،الأول على مستوى الأداء او الكفاءة،والثاني، على طريقة التقييم، التي يقوم بها المعلم،وهي عادة عملية غير مقننة،وتخضع للمشكلة الذاتية،أو عن طريق اختبارات مقننة موضوعية.

ويحدد الباحث"سيد خيرالله" في مؤلفه(بحوث نفسية وتربوية) مفهوم التحصيل الدراسي تحديدا إجرائيا حيث يرى ان التحصيل" يعني التحصيل الدراسي،كما يقاس بالاختبارات التحصيلية المعمول بها بالمدارس في امتحانات شهادة المرحلة الأولى(المرحلة الابتدائية) في نهاية العام الدراسي،وهو ما يعبر عنه المجموع العام لدرجات التلميذ في جميع المواد الدراسية.."...ويلاحظ ان هذا المفهوم يربط بين التحصيل والاختبارات التي تستعمل لقياس المحصلة النهائية لمجموعة المعارف والمهارات والتي تتمثل في المجموع العام لدرجات التلميذ في نهاية السنة الدراسية.

وفي السياق ذاته،يرى الباحث"ابراهيم عبد المحسن الكناني" ان التحصيل الدراسي هو"كل أداء يقوم به الطالب في الموضوعات المدرسية المختلفة،والذي يمكن إخضاعه للقياس عن طريق درجات اختبار او تقديرات المدرسين او كليهما معا..".ويبدو ان هذا التعريف أكثر إجرائية من التعريفات السالفة الذكر،بيد انه لم يحدد نوعية الاختبارات من حيث أنها مقننة او غير مقننة،ناهيك ان اشتراطه إخضاع أنماط الأداء للقياس بصفة عامة،يتطلب منه تحديدا إجرائيا لها(الأداء الحركي،والفكري،والاسترجاعي ..الخ).

خلاصــة:

نستنتج مما سبق،ان القدرة على التفكير الابتكاري،هي قدرة عامة وليست وحدة أولية لا تتجزأ،بل تتكون من قدرات فرعية تعمل جميعها على تكوين القدرة الابتكارية العامة،حتى وان اختلفت المفاهيم لهذه المكونات الأساسية للقدرة على التفكير الابتكاري،فإنها لا تخرج عن الإطار العام الذي يتمثل في تنوع العوامل التي يظهر فيها التفكير الابتكاري،عندما يخرج الى حيز الوجود سواء كان فكرة أو كان عملا مجسدا في إنتاج يبدو لصاحبه او للآخرين انه جديدا.

كما ان المكونات الأساسية التي تتكون منها القدرة الابتكارية العامة(الطلاقة،المرونة،الأصالة،التوسيع) تبقى تعمل متكاملة ومتداخلة في كل عمل ابتكاري،حيث تظهر في كل إنتاج ابتكاري جديد مهما كان نوعه،وهذا يعني انه اذا ظهرت واحدة من هذه المكونات كان ذلك دليلا على ظهور بقية المكونات،ولكن بدرجات متفاوتة،كما تتحدد الفروق من خلال درجة الشيوع الإحصائي،فالزيادة في عدد الكلمات تعني"الطلاقة"،وكثرة الاستجابات وتنوعها تعني"المرونة"،والجدة والطرافة والندرة تعني"الأصالة"،أما الإضافة التفصيلية للموضوع او الفكرة،فتعني"التوسيع" وهكذا..

وفيما يتعلق بالتحصيل الدراسي،فان مفاهيمه متعددة،وان معظم الباحثين يلجأوون الى التعاريف الإجرائية التي تتوافق مع متغيرات بحوثهم،ولذلك فانه من الصعوبة بمكان إيجاد تعريف واحد يتفق عليه جميع الباحثين،حيث ان بعضهم يلجأ الى الاختبارات المقننة،ويلجا آخرون الى اختبارات وتقديرات المدرسين من جهة،والاختبارات المقننة من جهة أخرى.وأما من حيث الشمولية،فان بعض التعاريف تقتصر على التحصيل الدراسي في مرحلة معينة من مراحل الدراسة،والبعض الآخر،يشمل جميع المراحل الدراسية،ولهذا السبب قدمنا تعريفا إجرائيا يتفق مع متغيرات البحث الذي نقوم به حتى نستطيع دراسة العلاقات القائمة بين التحصيل العلمي،(كما تقيسه اختبارات وتقديرات المعلمين) والقدرة الابتكارية العامة ومكوناتها الأساسية...

( بتصرف عن دراسه للدكتور زاهـر زكــار ) ...

409
أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي

قال الله تعالى: " (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون). (الأنعام: 82)

الحياة كنوز ونفائس
أعظمها الإيمان بالله . . . وطريقها مناره القرآن الكريم
فالإيمان إشعاعه أمان . . .
والأمان يبعث الأمل . .
والأمل يثمر السكينة . . .
والسكينة نبع للسعادة . . .
والسعادة حصادها أمن وهدوء نفسي . .
فلا سعادة إنسان بلا سكينة نفس، ولا سكينة نفس بلا اطمئنان القلب.
مما لا شك فيه أن كلاً منا يبحث عن السعادة ويسعى إليها، فهي أمل
كل إنسان ومنشود كل بشر والتي بها يتحقق له الأمن النفسي.
والسعادة التـي نعنيها هي السعادة الروحية الكاملة التـي تبعث الأمل
والرضا، وتثمر السكينة والاطمئنان ، وتحقق الأمن النفسي والروحي
للإنسان فيحيا سعيداً هانئاً آمناً مطمئناً.
وليس الأمن النفسي بالمطلب الهين فبواعث القلق والخوف والضيق
ودواعي التردد والارتياب والشك تصاحب الإنسان منذ أن يولد وحتى
يواريه التراب.
ولقد كانت قاعدة الإسلام التي يقوم عليها كل بنائه هي حماية الإنسان
من الخوف والفزع والاضطراب وكل ما يحد حريته وإنسانيته
والحرص على حقوقه المشروعة في الأمن والسكينة والطمأنينة
وليس هذا بالمطلب الهين فكيف يحقق الإسلام للمسلمين الأمن
والسكينة والطمأنينة.
إن الإسلام يقيم صرحه الشامخ على عقيدة أن الإيمان مصدر الأمان،
إذن فالإقبال على طريق الله هو الموصل إلى السكينة والطمأنينة
والأمن، ولذلك فإن الإيمان الحق هو السير في طريق الله للوصول
إلى حب الله والفوز بالقرب منه تعالى.
ولكن كيف نصل إلى هذا الإيمان الحقيقي لكي تتحقق السعادة والسكينة
والطمأنينة التي ينشدها ويسعى إليها الإنسان لينعم بالأمن النفسي.

إننا نستطيع أن نصل إلى هذا الإيمان بنور الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم، ونور الله هنا هو القرآن الكريم الذي نستدل به على الطريق
السليم ونأخذ منه دستور حياتنا . . وننعم بنوره الذي ينير القلب والوجدان
والنفس والروح والعقل جميعاً. أليس ذلك طريقاً واضحاً ووحيداً لنصل
إلى نعمة الأمن النفسي؟
لقد عُنـي القرآن الكريم بالنفس الإنسانية عناية شاملة . . عناية تمنح
الإنسان معرفة صحيحة عن النفس وقاية وعلاجاً دون أن ينال ذلك
من وحدة الكيان الإنساني ، وهذا وجه الإعجاز والروعة في عناية
القرآن الكريم بالنفس الإنسانية ، وترجع هذه العناية إلى أن الإنسان
هو المقصود بالهداية والإرشاد والتوجيه والإصلاح.
فلقد أوضح لنا القرآن الكريم في الكثير من آياته الكريمة أهمية الإيمان
للإنسان وما يحدثه هذا الإيمان من بث الشعور بالأمن والطمأنينة في
كيان الإنسان وثمرات هذا الإيمان هو تحقيق سكينة النفس وأمنها
وطمأنينتها.
والإنسان المؤمن يسير في طريق الله آمناً مطمئناً، لأن إيمانه الصادق
يمده دائماً بالأمل والرجاء في عون الله ورعايته وحمايته، وهو يشعر
على الدوام بأن الله عز وجل معه في كل لحظة، ونجد أن هذا الإنسان
المؤمن يتمسك بكتاب الله لاجئاً إليه دائماً، فهو بالنسبة له خير مرشد
بمدى أثر القرآن الكريم في تحقيق الاستقرار النفسي له.
فمهما قابله من مشاكل وواجهه من محن فإن كتاب الله وكلماته المشرقة
بأنوار الهدى كفيلة بأن تزيل ما في نفسه من وساوس، وما في جسده من
آلام وأوجاع، ويتبدل خوفه إلى أمن وسلام، وشقاؤه إلى سعادة وهناء كما
يتبدل الظلام الذي كان يراه إلى نور يشرق على النفس، ويشرح الصدر،
ويبهج الوجدان . . فهل هناك نعمة أكبر من هذه النعمة التي إن دلت على
شيء فإنما تدل على حب الله وحنانه الكبير وعطائه الكريم لعبده المؤمن.

إن كتاب الله يوجه الإنسان إلى الطريق السليم ، ويرشده إلى السلوك السوي
الذي يجب أن يقتدى به . . .يرسم له طريق الحياة التـي يحياها فيسعد في
دنياه ويطمئن على آخرته.
إنه يرشده إلى تحقيق الأمن النفسي والسعادة الروحية التي لا تقابلها أي
سعادة أخرى ولو ملك كنوز الدنيا وما فيها.
إنه يحقق له السكينة والاطمئنان، فلا يجعله يخشى شيئاً في هذه الحياة فهو
يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة الله تعالى ، كما يعلم أن
رزقه بيد الله وأنه سبحانه وتعالى قد قسم الأرزاق بين الناس وقدَّرها،
كما أنه لا يخاف الموت بل إنه حقيقة واقعة لا مفر منها، كما أنه يعلم
أنه ضيف في هذه الدنيا مهما طال عمره أو قصر، فهو بلا شك سينتقل
إلى العالم الآخر، وهو يعمل في هذه الدنيا على هذا الأساس، كما أنه
لا يخاف مصائب الدهر ويؤمن إيماناً قوياً بأن الله يبتليه دائماً في الخير
والشر، ولولا لطف الله سبحانه لهلك هلاكاً شديداً.

إنه يجيب الإنسان على كل ما يفكر فيه ، فهو يمنحه الإجابة الشافية
والمعرفة الوافية، لكل أمر من أمور دينه ودنياه وآخرته.

إن كتاب الله يحقق للإنسان السعادة لأنه يسير في طريقه لا يخشى شيئاً
إلا الله، صابراً حامداً شاكراً ذاكراً لله على الدوام ، شاعراً بنعمة الله
عليه . . يحس بآثار حنانه ودلائل حبه... فكل هذا يبث في نفسه طاقة
روحية هائلة تصقله وتهذبه وتقومه وتجعله يشعر بالسعادة والهناء،
وبأنه قويٌ بالله . . . سعيدٌ بحب الله ، فينعم الله عز وجل عليه بالنور
والحنان، ويفيض عليه بالأمن والأمان ، فيمنحه السكينة النفسية
والطمأنينة القلبية.

مما سبق يتضح لنا أن للقرآن الكريم أثر عظيم في تحقيق الأمن النفسي،
ولن تتحقق السعادة الحقيقية للإنسان إلا في شعوره بالأمن والأمان،
ولن يحس بالأمن إلا بنور الله الذي أنار سبحانه به الأرض كلها،
وأضاء به الوجود كله . . . بدايته ونهايته، وهذا النور هو القرآن الكريم.
ويؤكد لنا القرآن الكريم بأنه لن يتحقق للإنسان الطمأنينة والأمان
إلا بذكره لله عز وجل :
قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن
القلوب) [الرعد:28]
إذن علينا أن نتمسك بكتاب الله ونقتدي به ، ونتدبر في آياته البينات،
ونتأمل في كلماته التي لا تنفد أبداً :
قال تعالى: (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد
كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً) [الكهف:109]
حتى نتحلى بالإيمان الكبير في هذه الرحلة الروحية مع آيات الله فنتزود
بما جاء به القرآن الكريم من خلق عظيم، وأدب حميد ، وسلوك فريد،
ومعرفة شاملة بحقيقة النفس الإنسانية كما أرادها الله عز وجل أن تكون،
وترتقي حيث الحب والخير والصفاء والنورانية، فننعم بالسلام الروحي
الممدود، والاطمئنان القلبي المشهود، والأمن النفسي المنشود.

410
مفهوم التقنيات

لقد وردت عدة تعريفات للتقنيات التربوية منها :
(أسلوب مبرمج في التربية يهدف إلى زيادة فعالية محاور العملية التربوية ، ورفع كفايتها الإنتاجية وتحديدها خلال إعادة تخطيطها وتنظيمها وتنفيذها)( )
وعرفت كذلك بأنها : (مجموعة من الطرائق والأدوات والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين، والتي تهدف إلى تطويره ورفع فعاليته التعليمية)( )

وهناك تعريف آخر للتكنولوجيا التربوية: (هي تلك التكنولوجيا التي تتناول الدراسة الخاصة بزيادة الأثر التربوي إلى الحد الأقصى بواسطة مراقبة جميع العوامل الممكنة مثل الهدف التربوي والمواد التعليمية والطرق التربوية والبيئة التربوية وسلوك الطالب وسلوك المعلمين والعلاقة المتبادلة بين الطلبة والمعلمين )( )
وسائل الاتصال
يعرف الاتصال بأنه عملية يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص لآخر ، بحيث تؤدي إلى حدوث نوع من التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر مما يترتب عليه تعديل السلوك 0( )
صور الاتصال
1. الاتصال بين الإنسان والإنسان: وهو في العملية التعليمية بين المعلم والتلميذ وبين التلميذ وزملاءه0
2. الاتصال بين الإنسان والآلة : وقد ازداد هذا النوع من الاتصال نظراً للتقدم العلمي والتكنولوجي ومن أمثلته استخدام الآلة الحاسبة في العمليات الحسابية
3. الاتصال بين الآلة والآلة : وفي هذا النوع تتحكم آلة بآلة أخرى ،ربط جرس الحصة بالساعة فيدق تلقائياً
عناصر الاتصال
المرسل : SENDER
وهو المعلم أو المحاضر في غرفة الصف ، ولديه فكرة يريد إرسالها 0
المستقبل :RECEIVER
وهم الطلاب في غرفة الصف ،وحتى يكون المستقبل حسن الاستقبال لا بدله من:
1. الراحة النفسية والبدنية0
2. المكان والجو المناسب0
3. أن يشعر بأهمية الخبرات التي تقدم اليه0
4. أن يكون مشاركا للمرسل في نقل الخبرة
الرسالة :MESSAGE
وهي مجموعة من المهارات والخبرات والقيم والعادات التي يراد توصيلها من المرسل للمستقبل ومن صفاتها :
1- مناسبة لمستوى الطلاب 0
2- أن تلبي حاجات الطلاب ورغباتهم 0
3- أن تعرض على الطلاب بأسلوب شيق ومتسلسل المعلومات0
4- أن تكون كميتها مناسبة للوقت الذي تعرض فيه0
5- أن يشارك الطلاب في الحوار
الوسيلة MEDIUM:
وهي كل ما يساعد المعلم على تبسيط الرسالة لطلابه ،وتشويقهم لتقبلها ،فقد تكون الكلمات من خلال أسلوب سهل وبسيط ، وقد تكون بسمة المدرس وحركات يديه وتعبير وجهه وتكون كلمة مكتوبة على بطاقة أو صورة أو000000
عوائق الاتصال في حجرة الدراسة( )
1. اللفظية الزائدة : يقل انتباه الطلاب واهتمامهم في الدرس عندما يتعرضون باستمرار لسيل لا ينتهي من الكلمات خاصة عندما يصعب عليهم الفهم السليم لها 0
2. الخلط في الفهم الناشئ عن اختلاف الخبرة 0
3. شرود الذهن وأحلام اليقظة DAY DREEMING
4. قصور الإدراك الحسي
5. عدم الاهتمام وضعف الدافعية ،-- عدم اهتمام التلاميذ بالنشاط التعليمي، وضعف الدافعية للتعلم—0
6. الخصائص الفيزيقية غير المريحة (المقاعد،الإضاءة الضعيفة، التهوية السيئة ،000)

411
منتدى علوم البيئة / الضجيج المسائي وصحة الإنسان
« في: أبريل 12, 2004, 08:22:15 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بوركت اخي العزيز الخالد وجزاك الله كل خير على الموضوع القيّم...

تقبل اعذب التحيات ...
اخوك / التواق للمعرفة

412
منتدى علوم البيئة / المياه المعدنية
« في: أبريل 12, 2004, 08:20:08 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جزاك الله كل خير اخي العزيز ابو يوسف على الموضوع القيّم ...

كفيت ووفيت ...

تقبل فائق التحيات
اخوك / التواق للمعرفة

413
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لا اجد سوى ان اقول بانها تصاميم رائعه حقا , اخي المسامر ..


باركك الله وجزاك كل خير

'<img'> '<img'>

تقبل اعذب التحيات
اخوك / التواق للمعرفة

414
منتدى علم الكيمياء / كتاب في علم البلورات
« في: أبريل 01, 2004, 01:55:39 صباحاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اشكركم جميعا اخوتي الافاضل على اهتمامكم ...

بوركتم جميعا ...

تحياتي
اخوكم / التواق للمعرفة

415
منتدى علوم البيئة / الضجيج
« في: أبريل 01, 2004, 01:19:25 صباحاً »
مصادر الضوضاء ورقابتها القانونيه :
1)   المطارات : تكون الطائرات عادة مصدرا واضحا للضجيج عند صعودها الجو وعند هبوطها ، لانقاص الضجيج وتخفيف انتشاره الى الاماكن القريبة .
2)   ضجيج الاليات : ويتوجب وفقا للقوانين السارية المفعول ، ان يكون الصوت الصادر عنها عاديا وغير عال ، وغير مزعج . ومع ذلك فان مستوى عندما تكون الالية جديدة ، وذلك بسبب سرعة السير وبطئه.
3)   السكك الحديدية : يرتبط استخدام القطارات بالضجيج سواء في المحطات أو على الخطوط ذاتها ، ولكن عادة يكون الناس قد تعودوا عليها ، ومع ذلك فان القوانين تمنع مرورها بالقرب من أماكن السكن، وتحدد ادنى مسافة لها .
4)    الضجيج المتعلق بالأشخاص : يصدر العديد من الأجهزة الخاصة ، ضجيجا مزعجا عند سوء استعمالها ، مثل جهاز الراديو والتلفاز والآلات الموسيقية وغيرها . وتمنع القوانين السارية اصدار الضجيج العالي المزعج للناس ، وتنظر المحاكم في هذه القضايا .

تأثير الضوضاء :


 للضوضاء تأثير مباشر إلى السامعين ، ويمكن تقسيمه الى قسمين رئيسيين :
تأثيرات غير سمعية وتأثيرات سمعية :
التأثيرات الغير سمعية هي التي لا يدخل فيها ضعف السمع وتشمل :
1-   تأثيرات نفسية مثل الشعور بالضيق والعصبية وسهولة الاثارة وغيرهما من الأعراض ، وهذه الأعراض لا تقاس .
2-   نقص المقدرة على التركيز واداء الأعمال الذهنية التي تتطلب صبرا او دقة في العمل مثل العمليات الحسابية .
3-   صعوبة التخاطب وهو يلحظ داخل الأماكن التي تنتشر فيها الضوضاء حيث لا يستطيع المخاطب سماع الأصوات نظرا لاختلاطها بالضوضاء .
4-   التأثيرات العصبية الفسيولوجية وهي التي تؤثر على انتاج العاملين ويتسبب عنها نسبة في الأخطاء في أداء العمل .
5-   نقص القدرة على أداء العمل العضلي ، ويبدأ عندما يصل مستوى الضوضاء على سبيل المثال الى 130db ، حيث يشعر المعرض لها بالاهتزازات داخل جسمه ، ويصاحب هذا الاحساس شعور بالانكماش والخوف . وقد تتأثر أجهزة الاتزان في الأذن بالتعرض للضوضاء مما يؤدي الى شعور بالدوخة والغثيان والقيء وغيها من أعراض .
•   أما التأثيرات السمعية فهي التي تقلل القدرة السمعية للمعرض لها ، وهي أما تكون تأثيرات مؤقتة حيث تؤثر الضوضاء على حساسية الخلايا فتقل القدرة السمعية ، ولكن هذا الأجهاد والتعب يزول وينتهي بعد فترة ، وتأثيرات دائمة تحدث نتيجة تحلل الخلايا الشعرية الحساسة في الجسم الحلزوني في الأذن الداخلية وتفقد هذه الشعيرات جزاء من حساسيتها الى الأبد ، ولا تستعاد القدرة السمعية بعد مرور أي وقت .
وتعتمد تأثيرات الضوضاء على عدد من العوامل التي تضاعف أو تقلل من هذه التأثيرات وأهمها شدة الضوضاء وبعد السامع عن مصادر الصوت ومساحة المكان ومدة التعرض للضوضاء والحالة الصحية والعمر وخلافة .

الوقايه من الضوضاء :
لعلاج مشكلة الأصوات العالية والضوضاء تجرى الدراسات الفنية لقياس مستوى الصوت العالي ثم تحديد مستوى الصوت المرغوب فيه ، والفرق بين المستويين هو كمية الصوت المطلوب للتخلص منها ، ويتم تخفيض هذه الكمية بعدة طرق منها :
1-   المواد الماصة للصوت : وهي عبارة عن تهذيب الممر الذي يمر من خلاله الصوت كالحوائط والأسقف والأرضيات ، فتبطن الحوائط والأسقف بمواد مسامية على الشكل بلاطات أو بعمل ستاير من مادة مسامية تمتص الموجات الصوتية ولا تسمح بمرورها أو انعكاسها . وعندما يكون الممر هو الهواء نفسه فتوضع حواجز من الأشجار والنباتات بين المناطق التي تصدر منها الأصوات العالية والمناطق المطلوب أن يكون فيها هدوء . حيث تمتص النباتات هذه الأصوات العالية ، ولا تسمح بتسربها الى المناطق الهادئة ، وتوضع مثل هذه الحواجز النبيتية بين المناطق الصناعية والأحياء السكنية .
2-   المنع من المصدر : وهو عبارة عن تخفيض مصدر الصوت الأصلي ، ويتم ذلك عن طريق اجراء البحوث لتحسين وتطوير الأجهزة الميكانيكية التي تصدر منها الأصوات العالية أثناء تشغيلها مثل أجهزة التكييف ومحركات السيارات والمعدات المنزلية والأجهزة الصناعية ووسائل النقل الأخرى حتى لا يصدر منها اصوات عالية أثناء تشغيلها .
3-   أغطية للأذنين : وهو جهاز يلبسة العامل الذي يعمل على أجهزة تصدر منها أصوات عالية أثناء تشغيلها ، يصنع هذا الجهاز من البلاستيك أو غيره من طبقتين أو أكثر تملا المسافة بينهما بمادة تمتص الأصوات بحيث تمنع انتقالها الى الأذنين .
4-   التشريعات : اصدار تشريعات تحد من الأصوات العالية الصادرة من السيارات والموتوسيكلات المسموح بتسييرها في شوارع المدينة ، ووضع قيود بالنسبة لاستخدام آلات التنبيه ، وعدم منح تراخيص باقامة ورش لتصليح السيارات في الأدوار الأرضية للعمارات السكنية .
5-   بالنسبة للمدارس : 1) استبدال السور الحديدي الموجود بسور آخر بناء على ارتفاع مناسب ويمكن أن يكون الجزء العلوي خشب .
2) المسافة الواقعة بين السور وواجهة الفصل يجب تشجيرها بأنواع من الأشجار ذات كثافة عالية .
3) استبدال النوافذ الفردية بنوافذ مزدوجة مع وضع بعض المواد الماصة للصوت بداخلها لزيادة كفاءة عزلها .

بعض الحقائق عن الضوضاء :
- تقاس شدة الضوضاء بوحدة خاصة تعرف باسم db ، ويبدأ هذا المقياس من الصفر حيث تكون الأصوات مسببة للألم ( حيث البل وحدة لقياس جهارة الصوت ، وتنسب الى مبكرتها العالم الأمريكي بيل ، ويستعمل عادة عشر هذه الوحدة أي ال db  وهو 10/1 لوغاريتم النسبة بين الضغط الناتج من موجة الصوت وبين ضغط قياس مقداره 0.0002 داين على السنتيمتر المربع ) .
2- تقسم الأصوات عادة الى عدة درجات هي : أصوات مسموعة _ أصوات هادئة جدا – أصوات مزعجة ، وهذه الأصوات الأخيرة ( المزعجة ) هي الأصوات المسببة للألم عندما تصل شدتها الى 130 db  .
3- التعرض للضوضاء لمدة ثانية واحدة يقلل من التركيز لمدة 30 ثانية .
4- الضوضاء تسبب اجهادا ذهنيا وعدم تركيز وعدم قدرة على الاستيعاب والتعلم وتؤثر على درجة الأداء الذهني .
5-الضوضاء الشديدة ترفع من ضغط الدم وتؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة في القلب ، وتؤدي الى انقباضها مما يؤدي الى الشعور بالصداع .
6-النوم الهادئ يجب ألا تزيد درجة الضوضاء في المكان على 35db  ويجد الانسان الصعوبة في الاستغراق في النوم اكثر من ساعة كاملة ، اذا بلغت الضوضاء 70 db،
فانها تزعج وتوقظ وتقلق من النوم وتؤثر إلى الأنتاج الذي هو أساس التنمية .
 7 - يحدث ألم شديد في الأذن اذا زادت الضوضاء عن 110 db  مع العلم بأن شوارع القاهرة في ساعات الذروة تصل فيها الضوضاء الى اكثر من 95ديسيبل .
 قواعد وقوانين :

1-   يعتبر القيام بالأصوات العالية والضجيج أمرا مخالفا للنظام العام ومؤذيا للصحة العامة وسلامة المواطن والراحة الفردية ، وكل هذا مخالف للقانون.
2-    يمنع اصدار الأصوات العالية والضجيج غير العادي في هذه المدينة ، والضجيج المستمر الطويل الذي يؤذي بالصحة العامة والراحة للمواطن ، وتطورهم وازدهارهم في سكناهم في المدينة المذكورة .
3-    تعتبر الأفعال التالية على سبيل المثال : ( أبواق السيارات ، الوات التنبية وما شابهها ، أجهزة الراديو وتسجيل الصوت ، أصوات عالية ، يمنع القيام بها وهي مخالفة ، الضوضاء الناتجة عن شحن السيارات والشاحنات وتفريغها ، وأعمال البناء وما شابة ) .
4-    أية مخالفة لهذا القانون ، تؤدي بالشخص  المتسبب الى الغرامات التالية : ( حتى 10 دولارات لاول مرة وحتى 25 لثاني مرة مع سجن 10 أيام أو بالغراميتين معا ) (على سبيل المثال فقط ).

416
منتدى علوم البيئة / الضجيج
« في: أبريل 01, 2004, 01:09:28 صباحاً »
تعتبر الضوضاء صوت غير مقبول ، وهو أجهاد يضر بالأنسان والحيوان،
وشكل من اشكال التلوث البيئي كما يعرفها آخرون .
ويمكن للضجيج أن يسبب صعوبة تبادل الحديث في ابسط الحالات ، وقد يتسبب في تضيق الأوعية الدموية الصغيرة مؤديا الى حدوث ارتفاع ضغط الدم الدائم والشديد الخطورة في حالات أخرى . وتترافق هذه الأعراض مع آلام في
الرأس وزيادة خفقان القلب . وتبين الأبحاث وجود صله وثيقة بين التعرض
الطويل للضجيج وبين طواهر صحية خطرة مثل الدوخة وانخفاض توازن الانسان،  واصابتة بالصداع ، والأرق ،وضعف عام والتعب عند بذل اقل مجهود. كما تدل الملاحظات المباشرة على وجود انخفاض في التحصيل العلمي لدى التلاميذ الموجودين في بيئة ملوثة بالضجة والضوضاء . ويتزايد الضجيج مع الزمن بسبب التقدم الصناعي التقني ، وبسبب ازدياد اعتماد الانسان على آلالات
في كل مكان، ففي المنزل أدخلت الغسالة ، والمروحة ، والمكنسة الكهربائية الخ.
وفي المصانع حيث الالمحركات الكبيرة جدا ، وفي الشوارع آلاف السيارات وآلات الحفر الكهربائية ، والمطارات ، الطائرات العديدة مختلفة الأنواع ، والآليات الزراعية وغيرها . وتصدر جميع هذه الآليات والمحركات أصواتا غير مرغوبة ، تواترات صوتية غبر متناسقة ،  تركيبها نشاز من الأصوات يؤدي للاحساس بالضجيج الذي يتراكم في الأنسجة العصبية للانسان مؤديا الى أمراض
القلب والجهازين الدوري والعصبي . ويترافق  ذلك بالخطورة على الحياة ، ويزيد من التعب والارهاق وعدم القدرة على التركيز الذهني ، والى اثارة القرحة المعدية الهاجعة ، وتزايد افرز الهرمونات في الدم ، دون الحاجة اليها مما يؤدي الى آثار ضارة مثل تضيق الشرايين ، وازدياد الجهد الذي يقوم به القلب . ولذلك ترتفع اصابات القلب ، وحالات أمراض ضغط الدم المرتفع في البيئات التي تتميز بضجيج مستمر ، وخاصة في المستويات العالية لها .
وقد اعتبر الضجيج منذ القدم مشكلة بيئية حقيقية ، فهو يمنع التركيز الذهني ، ويعيق العقل عن الابداع ، لذلك يبحث العلماء والفلاسفة والمفكرون عموما عن
الأماكن الهادئة البعيدة عن الضجيج للقيام بنشاطهم الفكري . وتتميز الضوضاء بأن لها آثار تراكمية تتناسب طرديا مع عدد ساعات التعرض لها ومع مستوى الضوضاء ذاتها ، وتتناسب الآثار الفسيولوجية طرديا مع هذين العاملين معا .
وقد لا تكون هذه الآثار معكوسة ، أي يمكن ازالتها في ما بعد ، مع زوال الضجيج ، بل تبقى الآثار مع المصاب بقي على قيد الحياة .
ويل الصوت (والضوضاء) الى مجرى السمع عن طريق الأذن الخارجية ، ومنها الى غشاء طبلة الأذن ، ومن ثم الى عظيمات السمع، فالأذن الخارجية والحلزون السمعي المحتوي على أنسجة لينة مليئة بسائل خاص تسبح فيه شعيرات مجهرية
ترتبط بالخلايا العصبية التي تصل الدماغ عن طريق العصب السمعي . وتؤدي حركة الشعيرات المجهرية عند وصول اهتزاز الصوت اليها ، الى حدوث أشارات
كهربائية عصبية معقدة تصل الدماغ الذي يحللها ويميز الأصوات " المعقولة " عادة ويتفهمها الأنسان ، ولكنه يقف حائرا عاجزا عن فهم هذه الأصوات الشاذة غير المتناسقة ، فيصاب الدماغ بالتشوش ويحس الانسان بالضيق في ابسط الحالات . ويؤدي التعرض الطويل والمتكرر للضوضاء الى زيادة الضرر اللاحق
بالدماغ والأذن ، والجهاز العصبي ككل ، فتذبل الشعيرات المجهرية مع مرور الزمن وتتلاشى حركة الأهداب السمعية الداخلية فينخفض مستوى السمع ،
وقد يصاب المرء بالصمم الذي لا علاج له نتيجة التعرض المستمر والطويل .

  
الصوت:-
                
ذكرنا سابقا أن الضجيج هو اهتزازات سمعيه غير مستحبة، نشاز ، ينتشر في الهواء (وفي جميع الأوساط السائلة والصلبة كذلك، ولكن بسرعات مختلفة )
ومنه يصل الى الجهاز السمعي عند الانسان ، فيثير فيه الاحساس بالازعاج والألم وما شابة ذلك . ويوجد الضجيج الآن في معظم الأماكن ، وقد يكون مصدره قريبا أو بعيدا ، وقد ينعكس عن الجدران ، أو ينعرج عن الحواجز المختلفة باعتباره ظاهرة موجية ومن المعروف أن الحركة الموجية تتميز
بالخواص التالية :

1)   التردد (أو التواتر) :
وهو عدد الاهتزازات في الثانية التي يتحرك بها منبع الصوت أو الضجيج ، ويتراوح مجال الترددات الصوتية التي تحس بها أذن الانسان ، ما بين 16- 10000 هزة في الثانية . وتعرف الاهتزازات الأقل من 16 هزة/ثانية ، بالأصوات تحت السمعية ،بينما تصف الاهتزازات التي تزيد عن 20000 هزة/ثانية الأصوات فوق السمعية .

2)   سرعة انتشار الاهتزاز :
ينتشر الاهتزاز (الصوتي) في الهواء بسرعه محدده تتغير مع درجة حرارة الهواء وكثافته وعوامل أخرى ، وهي تقارب 344 مترا/ثانية في الظروف العادية (درجة حرارة 25م ، والضغط الجوي العادي).


3)   دور الاهتزاز :
 
وهو الزمن الذي يلزم لكي تتحرك نقطة من الجسم المهتز في اتجاه ما ، بحيث ترجع الى نفس الوضع بعد انقضاء هذا الزمن .


ما هو الصوت :-
الصوت هو نوع من الطاقة ، مثل الكهرباء والضوء . كل طاقة قادرة على الانتقال مسافات بعيدة ، الكهرباء والضوء يعبران المسافات بلمح البصر ، واذا قارنهما بالصوت فان الصوت يتحرك ببطء ، ويمكن التأكد من ذلك عندما نرى الضاربة تقذف الكرة حيث نسمع الصوت في مرحلة لاحقة ، عندما يتكون البرق يمكننا أن نسمع صوت الرعد بعد بضع ثوان .


4)   ضغط الصوت :
وهو التغير السريع في ضغط الهواء والمتعلق بالتحديد بمصدر الصوت.
ويساوي الضغط الجوي العادي 10 قوة6 داين /سم مربع أو 10 قوة6 بار ، ويمكن أن يكون ضغط الصوت موجبا أو سالبا ، وذلك تبعا لكون الضغط الكلي في لحظة ما ، اكبر من متوسط الضغط الجوي أو اقل منه .

5)   طول الموجة :
وهي المسافة التي يقطعها الصوت خلال زمن الدور ، ويربط طول الموجة وتواتر الاهتزاز بسرعة الصوت . ويمكن للصوت أن ينعكس عن سطح مادي وان ينعرج أي يلتف حول جسم مادي في طريقة ، وذلك اذا كان طول الموجة كبيرا بالنسبة لابعاد هذا الجسم المادي . أما اذا كان طول الموجة صغيرا بالمقارنة بأبعاد الجسم المادي ، فان الصوت ينعكس أو يتبعثر في اتجاهات مختلفة ، ونحصل على منطقة ظل للمصدر الصوتي.
انواع الصوت:-
•   يستطيع الانسان سماع ادنى صوت وهو صوت صاحب تردد بمقدار 16 هرتس.
•   اما اقصى صوت يمكن للانسان سماعه هو صوت صاحب تردد بمقدار2000هرتس.
اذا كان الصوت ذو موجه موحده ثابته الشكل يسمى الصوت تون .
اذا كان الصوت ذو عده موجات يسمى الصوت نغم.  
واذا كان الصوت ذو عده موجات ولكنها لا تحافظ على علاقه وشكل ثابت تسمى ضجه .
 
 
المعروف ان تكرار التعرض للاصوات العاليه بتواتر كبير , وازدياد زمن التعرض , يؤديان الى ضعف السمع والى مشاكل صحيه اخرى , وقد يصبح ضعف السمع والاعراض المرافقه الاخرى.
شدة الصوت الاكثر أنخفاضا التي تستطيع اذن الانسان سماعها تسمى ( الحد الادنى ) للسمع  وتساوي 16 هرتس .
شدة الصوت الاكثر ارتفاعا التي تستطيع اذن الانسان سماعها تسمى (حد الالم) وتساوي 2000 هرتس اسمها ذبذبة فوق صوتية . هذه الاصوات لا يستطيع الانسان ساعها ولكن هناك بعض الحيوانات التي يمكنها ذلك مثل الكلب والخفاش .


مصدر الصوت   مستوى ضغط الصوت db
مطرقة هيدروليكية على مسافة متر   140
صوت طبل نحاسي قوي   130
منبه حافلة كبيرة    120
داخل طائرة نقل dc-6   110
منشرة آلية   90
داخل حافلة تسير بسرعة 60كم/ساعة   80
مكتب مكتظ بالناس   70
حديث عادي   60
مطبخ في بيت   50
 
------------
                

لوحظت هذه الظاهرة منذ أمد بعيد ، يمتد يمتد حتى 1880م عندما ظهرت آثار
ضعف السمع لدى العاملين في محطات سكك الحديد . ومنذ ذلك الحين ،
بدأ جليا الارتباط المباشر بين ضعف السمع والتعرض للضجيج ، الأمر الذي انعكس بنصوص قانونية تحكم هذه الظاهرة في البلدان الصناعية المتقدمة .
وفي هذا الصدد ، يطرح عادة السؤال البسيط التالي : ما هو المستوى السليم
المقبول من الضوضاء ؟ بالرغم من أن الاجابة عليه ليست في نفس البساطة ،
فمدى الأذى الناجم عن التعرض للضوضاء يتعلق بجملة امور ، منها مستوى ضغط الصوت ، ومدة التعرض ، والظروف السائدة في المنطقة ، الخ . ومن
المعروف أن تكرار التعرض للأصوات العالية بتواتر كبير ، وازدياد زمن التعرض ،يؤديان الى ضعف السمع والى مشاكل صحية أخرى ، وقد يصبح ضعف السمع والأعراض المرافقة الأخرى .


التعرض المستمر لضوضاء ثابتة :

تدل الاحصائيات على وجود علاقة مباشرة بين التعرض المستمر لضجيج ثابت وتناقص
القدرة على السمع ، ويتناسب طرديا ضعف السمع مع ارتفاع ضغط مستوى الضجيج وزمن التعرض .
وتتغير الصورة عند تغير تواتر الضجيج ذاته حتى 2000هرتز ، ويصل الفقدان في القدرة على السمع الى 33db ، بعد حوالي 30 عام بسبب 88 db، والى 27db  بسبب ضجة قيمتها 83 db ، اذا بلغ التواتر 4000 هرتز . وهنا يجب ان نلاحظ ان التعرض لضجة ذات تواتر منخفض ( تساوي أو تقل عن 150هرتز ) وتزيد عن 100 db ، خلال زمن يصل الى 13 عام ، لا يؤدي الى فقد دائم محسوس في القدرة على السمع .
ومع ذلك فأن لهذا التعرض آثارا ضارة تزداد حدة بتزايد مستوى ضغط الصوت حتى 110 db أو اكثر .

        
             التعرض المتقطع لضوضاء ثابتة :        

ان أهم مثال على هذه الحالات هو طواقم الطيارين الذين يتعرضون لضجيج المحركات
النفاثة بشكل خاص وذلك في أوقات منتظمة ومتقطعة تقريبا .
وقد أجريت دراسة حول 446 طيارا أمكن الحصول على النتائج التالية :
أ‌-   أن فقدان السمع الصافي ( مقدار db ) يتوقف إلى تردد الضجيج .
ب‌-    ان غرفة قيادة الطائرات كانت مجالا لوجود العديد من التوترات الصوتية المختلفة عن الترددات السابقة الذكر اذ كاننت تتراوح ما بين 70 هرتز
وحتى ما يزيد عن 5000 هرتز كما أن الترددات ( التواترات ) الصادرة عن الطائرات كانت تتعلق بنوعية الطيران وخاصة عند الانطلاق والتوجه نحو الارتفاعات العالية أو عند الهبوط . وكذلك فانه لا بد من الاشارة الى الضجيج
المتعلق بأجهزة الاتصال التي تعمل بشكل مستمر قريبا من أذن الطيار .


        حالة الضوضاء غير المستمرة :
نجد هذه الحالة الأكثر انتشارا في ألاوساط الصناعية ، ونظرا لطبيعة هذا التعرض
فان قياسة ومراقبته تكون صعبة عادة ، بسبب تقطع الضجيج خلال الزمن المرصود للدراسة واختلاف مستوياته .
وعادة تهمل الذر وات العالية السريعة من قياسات الضجيج المذكور وتتم هذه القياسات باستخدام مسجلات عالية السرعة ترتبط براسم اهتزاز مهبطي ، وقد بينت دراسة أجريت في أحد معامل صنع الطائرات ( قسم تجميع الأجنحة ) ،
ان مستوى ضغط الصوت كان يتراوح ما بين 97-91 db هرتز خلال عملية البرشمة . وقد بلغ مستوى ضغط الصوت الخلفي ( السائد في المكان ) ملائما في التوترات 300-600 هرتز بحيث يؤدي الى احداث انزياح ملحوظ في ( عتبة ) السمع خلال زمن التعرض الذي تراوح من عام واحد حتى ستة أعوام .
غير أن مجالات التواتر1200-1400 هرتز وبسبب مستوى ضغط الصوت بمقدار
95db السائد في المكان قد ترافقت بحدوث انزياح في عتبة السمع ويمكن ربطها بالضجيج السائد في المكان . وقد لوحظ أن العمال الذين استخدموا سدادات الأذن والأجهزة الواقية من الضجيج قد تجنبوا ضعف السمع في مجالات التواتر
4000هرتز . وقد أمكن الحصول على النتيجة التي تفيد بأنه يمكن تلافي نتائج جمع
الضجيج غير المستمر مع ضجة المكان وذلك باستخدام ترتيبات مناسبة لحماية الأذن مثل سدادات الأذن الطبية ذات التصميم الدقيق الذي يناسب الأذن البشرية ولكل حالة على حدة وخاصة في مجالات التوترات 300-600هرتز وذلك لان هذه المستويات هي التي تتداخل مع ضعف السمع أو فقده الجزئي . ويتوجب من أجل حماية السمع في المجالات 1000-2000هرتز ، ان يتم خفض مستويات ضغط الصوت في المجالات 300-600هرتز ، والمجالات المجاورة الدنيا والعليا . ويبدوا أن السدادة الاذنية التي تخفض شدة الصوت ، لا تؤدي الحماية
الكافية للأذن دائما . فالسدادة التي تخفض ضغط الصوت ذي التردد الذي يزيد
عن 1000هرتز ، لا تقدم حماية كافية للجهاز السمعي من الضعف وتناقص الاحساس السمعي في الترددات التي تصل الى 2000هرتز مثلا ، ويتوجب القيام بالفحوصات الدورية للعاملين في مثل هذه الأوساط البيئية الملوثة بالضجيج .
وقد بينت القياسات التي أجريت في معمل صهر وتصفيح المعادن ، على 35 من العاملين فيه ، وجود انزياح في عتبة السمع ، يتناسب مع زمن التعرض في جميع الحالات.
  


يتعين على كثير من البشر العيش في الوقت الحاضر في البيئات الصناعية أو قريبا منها ، ومعاناة العوامل الفيزيائية المؤذية كالضجيج . وتكون الضوضاء ناتجا ثانويا للنشاط الصناعي ، والميكانيكي خاصة . فالقطارات والمصانع والورش ، والحافلات ، والطائرات وغيرها ، أصبحت جزءا من الحياة المعاصرة ، وهي جميعها تصدر الضجيج الذي ينتشر في البيئة المحيطة ويزعج ويضر بالممكونات الحيوية ، التي من بينها الانسان (جدول 6). وعلى الانسان أن يتحمل خلال عمله ومعيشته وجود هذا النوع من التلوث ، ولا يستطيع منعه وايقافه عن الصدور بشكل مباشر، على الرغم من ازعاجه المستمر . وقد بينت التجربة أن الانسان يشعر بكره ونفور تجاه مصدر الضجة ومسببها ، وقد يصل به الأمر حد التصرف الذي يهدف الى ازالة مصدر الضجيج ذاتة . وقد تم اغلاق العديد من الورش والمصانع ، القريبة من الأحياء السكنية ، لهذا السبب ايضا .


تغير الأعراض بتغير شدة الضجيج عند الانسان

المصدر والأعراض   مستوى شدة الصوت(db)   الزمن الأعضم للتعرض
حديث خافت   30-50   ----------
حديث عادي    50-60   10 ساعات
الغسالة،السيارة،الحافلة   70-80   8 ساعة
مصنع ميكانيكي-بدء الانزعاج   90   7-6 ساعة
سكة حديد،قطار الأنفاق-انزعاج   100   2-1 ساعة
دراجة نارية،موسيقى صاخبة-آلام   105   1 ساعة
طائرة نفاثة-آلام في الرأس   110   10 دقائق
حفارة طرق- آلام في الرأس   120   7 دقائق
انفجار قذيفة-آلام في الرأس    130-140   عدة ثواني
قذيفة مدفع-تمزق في غشاء الطبلة وآلام شديدة في الأذن الداخلية        150   عدة ثواني




فاذا كان المجتمع هو عدد من الناس من جميع الأعمار ، ويمتلك ثقامة عامة متشابهة ، ويعيش في مستوى حياتي عام ، فان الاستجابة الفردية للضجيج العالي تختلف من شخص الى آخر ، وتكون استجابة المجتمع ككل للضجيج اكثر تعقيدا . وهي متغيرة مع عوامل عديدة ومتنوعة ، ويتحول الانزعاج الى
فعل عند تجاوزه الحد الذي يمكن تحمله ، وعند القيام بمقاومة هذا النوع من التلوث والقضاء عليه ، فان هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورا هاما
المقاومة ضد الضجيج واثاره ، ونذكر منها كما يلي :

1- الوعي السياسي والبيئي والثقافي بين السكان .
2- معرفة الطرق العملية ، وجهات الاختصاص القادرة على التدخل لمنع الضجيج .
3- المستوى الاقتصادي لمعيشة السكان ، والوضع الاجتماعي بصفات عامة .
4- فهم الحقوق والواجبات القانونية – البيئية من قبل أفراد المجتمع .

ويعني كل هذا أن رد الفعل الاجتماعي على مشكلة الضجيج معقد الى حد كاف . وتعنى دوائر الصحة العامة بالضجيج لانه يؤذي الصحة ، لذلك ييتوجب دوما القيام بالدراسات التي تبين هذه الآثار الصحية السلبية على الفرد والمجتمع .
ونقدم مثال على تغير استجابة الافراد مع درجة الانزعاج ، مقارنة بحالة ضجيج طائرات . هنالك تأثير للضجيج على النشاط البشري ، فهو يؤثر في الراحة الجسدية والذهنية على الناس ، وحالات النوم والاسترخاء على وجه الخصوص،
ويتضح ايضا ان ضوضاء وسائل النقل تزعج الكثير من الناس اكثر من الطائرات نفسها ، ويصل الحال الى عدم مقدرة الناس على التخاطب واجراء المحادثة .




417
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته  

اشكرك اخي العزيز على الاهتمام والتواصل ...
بوركت .. وجزاك الله كل خير .


تحياتي
اخوك / التواق للمعرفه

418
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته  

اشكرك اخي العزيز على الاهتمام والتواصل ...
بوركت ...

تحياتي
اخوك / التواق للمعرفه

420
منتدى علوم البيئة / المد الاحمر ..ظاهره بيئيه مخربه
« في: مارس 27, 2004, 01:20:12 صباحاً »
خلق الله سبحانه وتعالى كي شيء في منظومة بديعة متكاملة ومترابطة، خلق الحياة في الماء وعلى اليابس، وجعل الحيوان متسلطا على النبات في غذائه ، مصدر نموه وطاقته، وكرم الإنسان بعقل راجح، فبات سيدا على غيره من المخلوقات. وفي سعيهم للتعرف على أسرار هذه المنظومة محكمة الخلق ، عرف الباحثون كائنات نباتية دقيقة ، تتخذ من الماء بيئة للتواجد والنمو والتكاثر، وأمكن التعرف عليها باختلاف فصائلها وأجناسها وأنواعها، لا تشابه اثنان منها في كامل الشكل والتركيب وإن كانا من جنس واحد. إن هذه النباتات أو الطحالب البحرية المجهرية ، في إنتقالها من موقع لآخر في بحر أو محيط، إنما هي رهينة حركة الرياح وتبعاتها من تيارات في المياه، وإن امتلكت بعض القدرة على التحكم في حركة راسية محدودة من أعلى إلى اسفل أو في الإتحاه العكسي وهكذا لم يكن صعبا على العلماء أن يطلقوا عليها اسما ذا دلالة هو " الهائمات النباتية " أو  " العوالق النباتية " وأحيانا يكتفي بالإشارة إليها باسمها الأعجمي فيقال لها  " فيوبلانكتون".

 

تلعب هذه الكائنات الحية ضئيلة الحجم دورا أساسيا فيما يعرف بالسلسلة الغذائية بمياه المحيط وهي تمثل المصدر الرئيسي لتغذية الأسماك ويرقاتها وغيرها من الكائنات البحرية مثل القشريات والرخويات وهذه – في مجموعها- من أهم مصادر الغذاء للإنسان. تتوالد هذه الكائنات غالبا بالإنقسام أي ان كل خلية من الأمهات تعطي ابنتين من الخلايا الوليدة ويتم ذلك بنظام محسوب وبسرعات منتظمة وتحت ظروف بيئية متغيرة وان كان متعارفا عليها بعضها ظروف طبيعية مثل درجات حرارة المياه وكذا الملوحة وكمية الضوء ونوعيته والأخرى ظروف كيميائية منها تركيزات الأملاح الغذائية الأساسية مثل النترات والفوسفات والسيلكات.

ثم جاء دور الإنسان !!
 

أراد أن يجد حلولا يواجه بها زيادة اعداده المضطردة، فألقى في مسطحاته المائية بمخلفاته المنزلية وكذا مخلفات من مصانعه وأراضيه الزراعية وهي نفايات وملوثات يتعاظم مقدارها من جيل إلى جيل . وكانت النتيجة أن ارتفع معدل التلوث، وازدادت تركيزات النيتروجين والفوسفات فأشاع بقصد أو بغير قصد الإضطراب والفوضى في البيئة البحرية واختلت الموازين وخارت القوى وبدا الضرر وشيكا إن هذه  ( التغذية الفائقة) التي حمل الإنسان بها مياه البحر توفر العناصر الضرورية لنمو الطحالب الدقيقة فتساعد نوعا او اكثر من هذه الطحالب الدقيقة على النمو بكثافة أكبر من غيره من أعضاء نفس الجماعة التي تتعرض للظروف ذاتها وهذا ما نسمية بظاهرة " الإزدهار".

إن ظاهرة الإزدهار في مضمونها العام ، تشكل عاملا هاما في زيادة الثروة السمكية والحيوانات البحرية التي تعتمد في غذائها على الهائمات النباتية. إلا انها تخلق بالوقت ذاته ماردا جبارا شديد البأس ليس فقط على الحياة البحرية بمختلف صورها بل على صحة الإنسان-أيضا- فهي قد توقع الأذى بحياته وتدمر اقتصاده ودخله القومي وهو ما سنتعرض له لاحقا.

 

يحدث في كثير من الحالات ان يكون إزدهار نوع أو اكثر من الهائمات النباتية في نفس الوقت مصحوبا بتلون واضح لمياه البحر بدرجات من الوان الأخضر الزيتوني ، الأصفر،البني،لون طوب البناء الأحمر، أو حتى لون الدم ، من هنا جاء ما يعرف مجازا بظاهرة " المد الأحمر" والتي لا تعني في مضمونها اكثر من ظاهرة ازدهار لهائمات نباتية، مصحوبة بتلوث يمكن تمييزه بالعين المجردة هذه الظاهرة هي ايضا بمثابة سلاح ذي حدين للإنسان والحياة في الحبار.

 

من بين حوالي 5000 نوع من الهائمات النباتية التي أمكن التعرف عليها في المسطحات المائية على مستوى العالم فإن هناك حوالي 300 نوع قد تم رصدها قادرة على تكوين هذه الظاهرة منها 40 نوعا تمتلك القدرة على افراز مواد سامة تحت ظروف بيئية معينة او فسيولوجية خاصة بالطحلب ذاته المسبب للظهارة ، وقد تصيب هذه المواد السامة الإنسان في مقتل متى وصلت إليه عبر تناوله لأسماك أوغيرها من كائنات بحرية تحمل بين انسجتها هذه السموم.

 

وليس المد الأحمر بجديد على البشرية فهو معرفو لنا نحن بني الإنسان منذ اكثر من 1000 عام قبل الميلاد وترجع الحالة الأولى المسجلة تاريخيا لتسمم الإنسان عقب تناوله لمحاريات وأسماك ملوثة بسموم افرزتها طحالب دقيقة اثناء فترة مد احمر إلى عام 1793 عندما نزل " الكابتن جورج فونكوفر " مع طاقمه أراضي كولومبيا البريطانية ، في منطقة تعرف حاليا باسم " خليج السم" وأصاب بحارته التسمم، ولقي بعضهم حتفه. وقد عرف فونكوفر ومن معه بعد فوات الأوان أن أفراد القبائل الهندية التي تستوطن تلك المنطقة تحظر على أفرادها، بل وتحرم تناول المحاريات خلال الفترة التي يظهر خلالها وميض من مياه البحر أثناء الليل عند السباحة أو تحرك السفن وهي اعراض تعرف بظاهرة الفسفرة التي تصاحب بعض فترات المد الأحمر. هذه الظاهرة قد عرفها أيضا الصيادون على السواحل البريطانية منذ أواخر القرن الثامن عشر.

 

إن المد الأحمر يمر بأربع مراحل حتى يصبح حقيقة واقعة يمكن أن تميز بالعين المجردة

 

1- مرحلة البدء :

وهي مرحلة تستلزم بالضرورة تواجد عدد كاف من الخلايا النشطة الفعالة في منطقة ذات مواصفات طوبغرافية معينة. وكذا ظروف بيئية مناسبة لتكاثرها.وهذه الخلايا قد يتم وصولوها أو نقلها إلى منطقة الإزدهار أو قد تكون نابعة من اصل منطقة الإزدهار ذاتها. تلعب التيارات البحرية وحركة الرياح دورا هاما في انتقال الخلايا من منطقة إلى أخرى بينما تمثل الحويصلات المدفونة داخل الطبقة السطحية من قاع البحر العامل الرئيسي لظهور المد الأحمر في منطقة تحولها من مجرد حويصلات إلى خلايا مزدهرة.

 

هذه الحويصلات إنما هي في الواقع خلايا حية سقطت من عند سطح الماء إبان فترة مد احمر سابقة (عند انهياره) وقد تظل كامنة عاما او اكثر حتى تحين فرصة الإزدهار وتلك حالة يلجأ إليها الطحلب للحفاظ على النوع واستمرار تواجده ولعل تساؤلا يقول : ما هي العوامل الطبيعية التي تعمل على التحول من وضع التحوصل إلى خلايا عادة، يمكنها النمو والإنقسام ؟. إن ذلك يمكن يضمن ارتفاعا ملحوظا في درجة حرارة المياه السطحية مع ما يتبعه من ازدياد في درجة الثبات لعمود المياه والتواجد المفاجئ المطرد للأملاح الغذائية والفيتامينات اللازمة للنو مثل فيتامين ب 12. مع إنخفاض في تريكزات المعادن الثقيلة وغير ذلك مما لا يتسع المجال لتناوله بالشرح الدقيق.

 

2- مرحلة النمو :

إنها المرحلة التي ينمو فيها الطحلب وتختلف سرعة انقسام تبعا للنوع المسبب للظاهرة وعادة ما تنحصر هذه السرعات ما بين اقل من خلية وحتى خليتين في اليوم الواحد. هذا وقد تقفز هذه السرعة لتصل إلى الأضعاف في فترات قليلة ويعقب ذلك ان يصبح لون المياه المتغير ظاهرا للعين المجردة. إن استمرار هذه المرحلة رهن باستمرارية الظروف المناسبة للنمو وخاصة فيما يتعلق بالضوء والحرارة والأملاح الغذائية ولا تتعدى هذه الفترة أياما معدودات وقد لا تتجاوز ساعات النهار.

 

3- مرحلة الثبات:

هذه المرحلة تعني ان يظل لون المياه المتغير ظاهرا للعين المجردة. هناك مد أحمر يستمر أسابيع قد تمتد إلى شهر أو اكثر بينما قد لا يتواصل تواجده ساعات محدودة لعوامل عدة. وكلما زادت فترة المدر الأحمر واعتمادا على النوع المسبب له كلما تزايدت خطورة الموقف وهذه هي المرحلة التي يصاحبها في الغالب موت الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية وذلك لعوامل كثيرة سنعرض لها لاحقا، وإن كانت تتضمن في الأساس التباين الشديد في تركيز الأوكسجين الذائب في الماء ما بين فترات الليل والنهار ويلعب استمرار تكون المنحدر الحراري والملوحي لعمود المياه – ونعني به الفارق الواضح في درجات الحرارة والملوحة بين سطح المياه (اكثر حرارة واقل ملوحة) وطبقة المياه فوق القاع – دورا فعالا في استمرارية هذه المرحلة. تلعب الهجرة الرأسية لبعض الأنواع من الهائمات النباتية- ونعني بها قدرة هذه الأنواع على التواجد بالقرب من القاع اثناء الليل وعند السطح خلال فترة الضوء أو النهار – دورا هاما في مرحلة استمرارية ظاهرة المد الأحمر.

 

4- مرحلة الإنهيار:

هي المرحلة التي يأخذ فيها لون المياه في العودة لوضعه الطبيعي وتعني انحسار الإزدهار وإنتهاء فترته وهي تدل على ان الظروف الطبيعية والكيميائية والبيولوجية في البيئة المحيطة قد عانت من تغير حاد وملحوظ قد يكون انكسار المنحدر الحراري أو المنحدر الملوحي ونتج عن أيهما عملية تقليب المياه هذا وقد يكون الرعي الجائر للطحلب المسبب لظهارة بواسطة الهائمات الحيوانية سببا بيولوجيا وجيها لإنحسار المد الأحمر وانتهاء الظاهرة.

 

كيف ساعد الإنسان في إنتشار المد الأحمر ؟
 

على الرغم من ان ظاهرة المد الأحمر تعتمد في تواجدها واستمرارها على عوامل شارك الإنسان في صنعها إلا ان هناك عوامل اخرى ليس له شأن بها. فقد لوحظ أن ظهور مد احمر يتعاقب مع فترات هطول أمطار غزيرة وخاصة على مرتفعات مزروعة وغابات وتصب مياه أمطارها في البحر وما تحمله من مواد عضوية هي بمثابة الغذاء الوفير للطحالب. إلا ان دور الإنسان الواضح قد ينحصر في الآتي ذكره :

 

1-  الصرف المباشر على المجاري المائية التي تصب بالتبعية في الأنهار والبحار:

هذه المخلفات وإن جرى معاملتها جزئيا للتخلص من العوالق بها إلا انها تعتبر من اهم مصادر الأملاح الغذائية للطحالب، فقد اثبتت الأبحاث أهمية الأمونيا الموجودة في مخلفات الصرف الصحي وأنها افضل العناصر من مصادر النيتروجين المختلفة، التي تمتصها الطحالب مباشرة، كما ان استخدام المنظفات الصناعية في المناطق الآهلة بالسكان والمتاخمة للساحل بما تحتويه من نسبة عالية من الفوسفات قد ساعد على تواجد الظاهرة وازدهارها، وفي تجربة مثيرة عملية تنم عن وعي كامل وتقدير لخطورة الموقف فلقد قامت ربات المنازل المطلة على أحد الخلجان في اليابان بجمع مثل هذه المخلفات وعدم صرفها في الخليج وقد كانت النتائج مذهلة حيث تأخر ظهور المد الأحمر المتوقع حدوثه وقلت آثاره الجانبية ومضاره وان لم يمنع ذلك من تواجده لأسباب أخرى مجتمعه.

 

2- إلقاء المخلفات الصناعية:

لوحظ في بداية الستينيات أي منذ قرابة الخمسين عاما ان بعض الموانئ التي تقوم بجانبها صناعات سفن خشبية تشهد تواجدا كثيفا للمد الأحمر يتمثل بأنواع مينة من الهائمات الناتية يطلق عليه الطحالب الذهبية  ( الدياتومات) وهو ما استتبعه اهتمام من الباحثين بمدى تأثير مخلفات هذه الصناعة على استفحال الظاهرة, تم رصد مشابه بخصوص مخلفات صناعات الورق والكيماويات وحتى الصناعات الثقيلة.

 

3- صرف مخلفات الأراضي الزراعية:

اعتمد الإنسان لمواجهة اعداده المتزايدة بشدة على تنمية انتاجية أرضه المنزرعة مما استوجب استخدام انواع متعددة من الأسمدة الكيميائية تحوي في المقام الأول عنصري النتروجين والفوسفات وهي تنتقل عند صرف مياه الري بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى مياه البحر ، وقد لوحظ ان هناك فترات لتواجد المد الأحمر يعقب عمليات الري في فصول معينة، إن التغير في نسبة النتروجين إلى الفوسفات يشكل عاملا هاما في إنتقاء نوع أو انواع من الطحالب الدقيقة تنمو بكثفاة هائلة.

 

4- إقامة المزارع السمكية:

أوضحت الدراسات أن انتاج المزارع السمكية على نطاق العالم يستطيع خلال 10 – 20 سنة القادمة ان يسد النقص الواضح والمتوقع في المصايد الطبيعية إلا أن مثل هذه المزارع السمكية ورغم أهميتها تشكل بيئة خصبة وصالحة لتوالد الهائمات النباتية واستنباط أنواع جديدة من المد الأحمر.

 

5- إقامة المنتجعات السياحية:

إن إقامة مثل هذه المشاريع الإستثمارية تستوجب بالضرورة توفير الظروف المناسبة للإستمتاع بالسباحة والغوص في مياه هادئة والذي يعني إقامة حواجز الأمواج وبحيرات صناعية محدودة. ورغم بساطة التفكير فإن ذلك قد ساعد بوضوح في إنتشار المد الأحمر بإيجاد ظروف بيئية مناسبة لتواجده.

 

أضرار المد الأحمر:

 

الصحة العامة : تتمثل المخاطر التي يسببها المد الأحمر على صحة المواطن وهو ما يشكل بؤرة الإهتمام في بلدان العالم المتقدمة في عدة عناصر نذكر منها:

تلوث مياه الشرب في الكثير من البحيرات وبخاصة ببعض الأنواع السامة من الطحالب الزرقاء وهو ما قد يسبب صرعات إقليمية حول مصادر المياه  في المستقبل القريب.

تناول المحاريات والقشريات التي لها القدرة ليس فقط على امتصاص السموم التي تفرزها بعض الطحالب الدقيقة بل يتعدى الأمر الاحتفاظ بها وتجميعها حتى بعد طبخها بالغليان. إن هناك حوالي 2000 حالة تسمم تسجل سنويا على مستوى العالم منها 15% قد لقوا حتفهم . إن حوالي 100 جرام من لحم هذه الرخويات المصابة قد يكون كافيا أحيانا لموت إنسان تبعا لنوع الهائمات النباتية المفرزة للسموم وكذا نوع السموم ذاتها ودرجة تركيزها.

إن أعراض الإصابة بالتسمم تبدو في مطلعها وبدايتها متشابهة مع تلك المصاحبة لنزلات البرد ولكن سرعان ما تتفاقم وتسبب صعوبة التنفس والوفاة إذا لم يتم الإسعاف السريع. ويذكر أنه قد تم إنقاذ بعض الشباب داخل مخيمهم الصيفي على أحد شواطيء الولايات المتحدة بقبلة الحياة.

تناول أسماك القاع من مناطق الشعاب المرجانية والتي تتغذى على الأصغر منها وهذه تعيش بدورها على بعض الأنواع من ثنائية الأسواط من الطحالب الدقيقة القادرة على إفراز سموم قاتلة فيما يعرف بمرض ( يسجوترا) يعاني المصاب آلاما شديدة بالمعدة وصعوبة في التنفس وربما فشل في التنفس.

تسبب بعض الإفرازات المصاحبة لبعض أنواع المد الأحمر حروقا للجلد والحساسية الصدرية لرواد الشواطئ.

 

السياحة  البحرية

 

يعوق تواجد المد الأحمر ممارسة رياضة الغطس التي تتطلب مياها صافية وذلك لإنعدام الرؤية وكذا بعض الرياضة البحرية. هناك ظاهرة معروفة على امتداد شواطيء البحر الأدرياتيك في البحر الأبيض وهي ما يطلق عليها ظاهرة المخاض المائي. في هذه الظاهرة التي تمثل نوعا من المد الأحمر يقوم الطحلب المتواجد بكثافة عالية بإفراز بعض المواد الكربوهيدارتية والبروتينيات، والتي تجعل ماء البحر ثقيلا يشبه المخاط. إن تواجد هذه الظاهرة يبعث في نفس السائح شعورا بعدم الراحة والرضى ويجعله عازفا عن ممارسة رياضته البحرية. إن الإضرار بالسياحة البحرية له بطبيعة الحال مردود سيء على الدخل القومي.

 

الإقتصاد القومي
 

إن ما تتكبده الحكومات من خسائر مايدة نتيجة انتشار المد الأحمر يؤثر سلبا على الخدمات التي تقدمها لمواطنيها. ولك ان تتخيل مدى ضخامة هذه الخسائر إذ ان التكلفة الفعلية لمكافحة هذه الظاهرة حوالي مليون دولار لكل كيلومتر مربع في بعض البحيرات الأوروبية. والأمر بالطبع يتعلق بمدى صلاحية المياه للشرب والإستخدام الآمن.

 

موت الأسماك :

إن الموت الجماعي للأسماك المتواجدة في مياه البحر وفي مزارعها أثناء بعض فترات المد الأحمر تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي لبعض البلدان التي تعتمد على الأسماك كمصدر رئيسي للغذاء وعلى الصناعات القائمة عليها. لقد قدرت الخسائر التي سببها نوع واحد سام من الهائمات النباتية بأكثر من 250 مليون دولار في اليابان عندما دمر تواجده المزارع السمكية في المنطقة المحيطة، وامتد تأثيره لسنوات متعاقبة. يمكن تبسيط الدور الذي يلعبه المد الأحمر في الموت الجماعي للأسماك إلى عدة أسباب نذكر منها:

انسداد الخياشيم بخلايا الطحلب المسبب للظاهرة والمتواجد بكثافة وبالتالي العجز عن التنفس.

بعض الأنواع من الهائمات النباتية تتميز بوجود أشواك دقيقة بين خلاياها، عند التغذية عليها تؤدي إلى تلف الخياشيم وإصابتها بجروح تتقيح بتواجد البكتيريا. كذلك فهي تسبب ازدياد الحساسية للأسماك المتأثرة وبالتالي تفرز هذه الأسماك مواد مخاطية تصعب من تبادل الأوكسجين على سطح الخياشيم، وتبدو الأسماك على سطح الماء لاهثة فاقدة للتوازن لا تعير الغير إنتباها وخياشيمها صفراء اللون. ايضا سرطانات البحر مثل ( الملك الأحمر ) تعاني من ذلك .

يفرز البعض منها مواد معقدة من الأحماض الدهنية  (الجلاكتوليبدذ) تدمر الخياشيم وكرات الدم الحمراء مما يعرف بأمراض الدم والتي تسبب الوفاة.

يفرز البعض منها مواد جيلاتينية (بولميرات) والتي تجعل عملية ضخ الماء للخياشيم في غاية الصعوبة ويحدث ذلك غالبا مع ارتفاع نسبة الفوسفات في الماء والإنخفاض الملحوظ في تركيز النيتروجين.

تشكل بعض الأنواع من الهائمات النباتية المسببة للظاهرة بتواجدها الكثيف ما يشبه الشباك والتي تعمل بدورها بمثابة فخوخ للأسماك وخاصة الصغيرة منها والتي يضيع مجهودها سدى في التخلص من هذه الفخوخ فتخور الأسماك وتنهار قواها. هذه الظاهرة يصاحبها إفراز للمواد المخاطية التي سبق ذكرها في بعض مناطق الأدرياتيك (البحر الأبيض) والتي تهدد عملية التنفس.

 يتسبب إزدهار المد الأحمر واستمرار تواجده الكثيف في إعاقة عملية البناء الضوئي مما يؤدي لموت أعداد كبيرة من الخلايا وهبوطها على القاع، وبفعل البكتيرا تتناقص كمية الأوكسجين الذائب وما يعقبها من موت الأسماك وحيوانات القاع.

تسبب ظاهرة الهجرة الرأسية لبعض الطحالب الدقيقة وخاصة ثنائية الأسواط انخفاضا كبيرا في تركيز الأوكسجين الذائب في الماء خلال الليل مما يتبع ذلك هجرة جماعية لحيوانات القاع من الرخويات إلى الشواطيء والرملية القريبة عند الفجر.

بعض الطحالب تفرز مواد تؤثر على منفذي الخياشيم وإعاقة تبادل الغازات. هذا النوع من الإفرازات غالبا ما يحدث مع انخفاض ملحوظ في تركيز الفوسفات.

 تفقد الأسماك شهيتها وتصبح معرضة للإصابة بالأمراض.

هناك خسائر اخرى يمكن الإحساس بها على أمد أطول نذكر منها:

التأثير الضار على بيض الأسماك ويرقاتها والذي قد يؤثر على المصايد لفترات طويلة قادمة.

فقد مصايد أسماك القاع ذات القيمة الإقتصادية العالية ولفترات طويلة.

تهديد الصناعات القائمة على إنتاج القشريات والرخويات والتي تقدر بالمليارات من الدولارات.

تعاني الحياة البحرية من أضرار. وحتى الحيتان والدولفين تصبح ضحايا عندما تستقبل المواد السامة التي تفرزها بعض الهائمات النباتية من خلال التهامها. مثل هذا التأثير أمكن التعرف عليه بالنسبة لحيوان خروف البحر وحتى البجع.

خطوات علاجية :

 

اصبح من المؤكد أن ما يقوم به الإنسان من إفساد لبيئته البحرية قد سبب الضرر الكثير له ولغيره من الكائنات وانه قد حان الوقت لإتخاذ إجراءات حاسمة لتدارك الموقف ومحاولة التقليل من الآثار الضارة لتواجد المد الأحمر:

*  التحكم في كميات المياه المنصرفة والعمل على معالجتها ومحاولة إعادة استخدامها في ري بعض المحاصيل.

*  استخدام الحد الأدنى من الأسمدة.

*  العمل على تطبيق القوانين التي تنظم إقامة المنتجعات السياحية على امتداد الشاطيء وما يتبعها من إنشاء حواجز للأمواج.

*   ضرورة توقيع إتفاقيات دولية بين الدول المطلة على نفس الساحل للتنسيق فيما بينها وخاصة ما يتعلق بمعالجة مياه الصرف والكميات المطروحة.

*  إجراء الحسابات الدقيقة بخصوص المطلوب خفضه في كميات الأملاح الغذائية والإستعانة ببيوت الخبرة وتبادل المعلومات حتى لا يؤثر ذلك على الثروة السمكية.

*  التوعية المستمرة عبر وسائل الإعلام المختلفة لجميع المواطنين والصيادين.

*  التدريب المستمر للعاملين في المزارع السمكية واستخدام وسائل حديثة في التغذية.

*  إقامة برامج المتابعة وعلى فترات زمنية قصيرة.

صفحات: 1 ... 25 26 27 [28] 29 30 31 ... 105