8
« في: فبراير 21, 2004, 01:14:10 صباحاً »
الحمد له توفقت للعثور على العدد من مجلة ( الثقافة العالمية ) الذي ورد فيه المقال بخصوص ظاهرة Dija Vu ، وهذا ماورد في المقال نقلته من المجلة عسى ان يكون فيه الفائدة :
كنت هناك ... فعلت ذلك
شعور ينتابنا جميعا بين حين وآخر: يسميه علماء النفس dija vu ، وهو شعور غريب بأنك قد شهدت شيئا ما من قبل لكنك تعجز عن تذكر متى أو أين حدث ذلك بالتحديد .
والتعبير مأخوذ من الفرنسية ويعني ( شوهد من قبل )، ويعرّفه علماء النفس بأنه: (( أي انطباع ذاتي غير ملائم بتشابه بين حدث راهن وماض غير محدد )). لكن الوصف الإكلينيكي لا يعبر بدقة عن ذلك الشعور المقبض بالغموض والخوف اللذين نشعر بهما أثناء هذا الإحساس غير القابل للتفسير.
في كتاب The Psychopathology Every Day Life وضع فرويد هذا الشعور تحت (طائفة الأعجازيات ) وتنبأ بأن : ( الذات ستسحق معالجة أكثر شمولا ) ، ولكن لكونه شعورا سريع الزوال يجعله ظاهرة صعبة الدراسة ، ومعظم النظريات المتعلقة به هي مجرد تخمينات ، ويذهب معظم المحللين النفسيين ، على سبيل المثال ، إلى أن هذا الشعور له علاقة بتلبية الرغبات ، وهو وفقا لهذه النظرية تعبير عن رغبة في تكرار خبرة من الماضي – لكن هذه المرّة مع تحقيق نتائج أكثر إرضاء ، ومن ناحية أخرى فأن المتخصصين في الباراسيكولوجي يفترضون أن هذا الشعور هو لمحات خاطفة من بعض الحيوات الماضية . غير أنه مع تفهمنا على نحو أفضل لآليات المخ المتعلقة بالتعلم والذاكرة، فأن العلماء يقدمون الآن تفسيرات أكثر منطقية – رغم أنها مازالت في مراحلها الأولية – لهذا التذكر الغريب والأعجازي.
وأفضل نموذج لهذا التفسير هو الهولوجرام Hologram ففي الهولوجرام، وهو نوع من الصور الفوتوغرافية الثلاثية الأبعاد، تحتوي كل نقطة في الصورة على كل البيانات الضرورية لإعادة بناء الصورة ككل، ويقول هيرمان سنو، الطبيب النفسي في مستشفى دي هيل خارج أمستردام والذي قام بأجراء دراسة واسعة حول الأدبيات المتعلقة بتلك الظاهرة: ( حتى أصغر الأجزاء ستعطي الصورة الكاملة، لكن كلما كانت هذه الأجزاء أكثر صغرا ستكون الصورة أقل حدّة ).
وإذا كانت الذكريات تخزن فعلا في المخ في شكل هولوجرام فأن كل جزء في الذاكرة يتضمن كل البيانات الحسية والعاطفية التي نحتاجها لتذكر الخبرة الأصلية بأكملها. ويمكن لكل تفصيلة واحدة – صوت طفل أو رائحة ملابس من نحب على سبيل المثال – أن تستدعي تذكر المشهد بأكمله، ووفقا لهذا النموذج، فأن ظاهرة (( شوهد من قبل )) تحدث عندما تتشابه تفصيلة من خبرة راهنة مع تفصيلة من خبرة سابقة فتعمل الذاكرة على استدعاء الحدث الماضي. ويقول الدكتور سنو: ((وكنتيجة لعدم التطابق بين الاثنين، فأن المخ يخلط الحاضر بالماضي، وتشعر بأنك بالتأكيد رأيت الصورة من قبل )).
وقد يكون هناك تفسير محتمل يتضمن خللا في عمليات الإدراك الحسي والمعرفي الشديد الدقة. وتفترض هذه النظرية أن الانطباعات الحسية للخبرة الراهنة تنعطف داخل المخ ولا تدرك فورا. غير أن المعلومات تخزن في صورته ذاكرة. ويؤدي هذا التأخير في الإدراك – الذي يقدر بجزء من الثانية – إلى خلق الانطباع غير المستقر بأن الحدث: (( يجري بالفعل ويتم تذكره في آن معا)) ، على حد تعبير الدكتور سنو، وبغض النظر عمّا إذا كان تفسيرها هو تفاوت في التوقيت، أو الهولوجرام العقلي أو شيء مختلف تماما، فأن هذه الظاهرة ستبقى أحد أكثر ألغاز العقل غموضا ومرواغة.
** الهولوجرام Hologram نموذج متداخل ( عادة على صفائح فوتوغرافية ) يتحول إلى صورة ثلاثية الأبعاد عندما يضاء بشعاع ليزر.
رقم العدد 82 مايو - يونيو 1997 م