وقف ( العقل) بكل جراءه يعلن عن جبروته المستبد .. ربما لان عالمه يحكي عن انجازاته في ظل هيمنته حول المحيط .. الا ان (الشعور ) مازالت تقف بليده لايحركها سوى الرياح العاتيه لكنها وبحق تحمل عالم ماوراء المشاهده
نقيضان في سياج واحد .. العقل والشعور على حلبة المصارعه وكل منهما ينازع ويعلن عن اهتماماته واهميته في السير على نهج قوانين الكون بالتبعيه
فحالهما يشبه تمام المرأه الضعيفه عندما تقف تحت انياب الرجل ( هل كل الرجال مفترسون !! لااعرف ولكن لطالما ان الرجال كانو فتيان وشباب فالاقرب انهم ينتمون الى فصيلة الافتراس )
نعود الى حلبة المصارعه ..لوحظ ان الجمهور بدأ يهتف بحرارته المعتاده فهناك عصبات الرأس بألوانها الناريه واعلام تحمل صورة هيكل المومياء وبداخله رأس الحربه من المصارعين
ضجيج .. ضوضاء .. كلمات اباحيه .. حالات اغماء
ولكن يمكن للعقل والشعور ان يخيّب كل منهما آمالنا فالعقل يمكن ان يتبع نهج افكار مغلوطه ورؤية خاطئه للعالم لدرجة تصل الى المرض النفسي ويمكن للمشاعر من خلال جرحها على مدى سنوات كبتها ان تصبح خائفه لدرجة العصابية و الاضطراب النفسي
اذن فلاالعقل قادر ولاالشعور قادر دون السؤال عن السبب تولي القيادة في مشروع " انا نفسي " فعليهما ( العقل والشعور ) ان يخضعا نفسيهما للسؤال ويحققان النقاء من خلال المبادىء التي يمكنها ان تؤدي الى تكامل انساني حقيقي وتحقيق الانسجام مع نفسه المكونه من عقل وشعور ومع الاخرين .
في ظل هذه المعمعه المستديمه لصداع الرأس فإنني سأوجه التفكير نحو الانسجام والتواصل مع الاخرين .
البنية الاساسية هو النزول لمستويات التفكير لكافة الطبقات الفكريه فهو الحل الامثل لوقفات لايدركها المتلقي
ولانخجل من طلب تكرار السؤال مرة ومرات حتى نفهم جيدا المطلوب مع الوضع في عين الاعتبار المستوى الفكري لدى المتسائل
اتذكر حادثه قالها طبيب جراحه عندما جاءه طفله وسأله : بابا كيف انا جيت ؟!!
بقي الاب للحظات مندهش لهذا السؤال وبعد تفكير طويل اخذ يشرح لابنه بصوره مبسطه كيف تم ذالك حتى وصل الى مراحل نمو الجنين في بطن الام محاولا تجنب صعوبات التصور العلمي وبعد انتهاءه من الشرح قال له ابنه وهو متعجب : يااااالله يابابا كل هذا .. انا صديقي جاء من مدينة الدمام
اذن كان سؤال الطفل:
انا من وين اصلي يابابا ؟
ولكن عدم التواصل هنا اعطا طابعا لصيغة السؤال مخالفا لما اراده السائل ربما البنية الفكرية البسيطه في تركيب الجمل او السؤال لدى الطفل جعل من الاب يفهم مايريده طفله بصوره مغايره تماما
اما الوضع الذي تتحدث به مع الطرف الاخر ممن هو اقل مستوى تعليمي منك فمن الاجدى هو تجنب الحديث عن تخصصك العلمي محاولا انتقاء الكلمات المتداوله تنحيا عن الغطرسه والغرور . لاحظ انه في حال سعيك لتنجب الاحاديث حول مركزك الوظيفي او الفكري في المجتمع فإن المتلقي يراك غير ذالك فالوضعيه الافضليه هو ان تترك حتى اللفظيات العلمية للحصول على التواصل مع الطرف الاخر
تذكر قول المصطفى عليه الصلاة والسلام " من تعلم علم ليباهي به العلماء او يماري به السفهاء او يجاري به وجوه الناس اليه ادخله الله النار "
ومما لاشك فيه هو تركيز توجهاتك ونظراتك الى المتحدث وعدم الالتفاف بنظرك الى ماهو حولك فهذا يعطيه نوعا من عدم تقبلك له او لحديثه
ولكن دعني اسدي هذه الاقطوعه التساؤليه
هل مشاركة المتحدث طريقة سلبيه ام ايجابيه للتواصل معه ؟؟
يعتقد البعض ان مقاطعة المتحدث ومشاركته في الحدث يعطيه نوعا من الاهتمام بحديثه ولكن الواقع مخالف لذالك فتركه يتحدث دون مقاطعته مع الإنصياغ له يعطيه طابعا ايجابيا يشعره بمدى اهتمامك وتكريسك الفكري له فحاول ألا تقاطعه في الحديث وتجنب مداخلاتك اللفظيه حتى انتهاء حديثه.مع تذكر دائما اهمية الهدوء والاحترام فلاتغير من طبقة صوتك او من اعتدال قوامك بشكل مفاجىء (خصيصا اثناء حديثه) وقلل من الايماءات المتكرره بشكل آلي وقم بأي تغيير بشكل تدريجي على ان يكون ذالك بصورة لطيفه والاهم من ذالك هو مايحتذيه البعض احيانا الى اخبارك عن مشاعرهم تجاه الاتصال ويكون من الخطأ تجاهل ذالك والتركيز على الدلالات الخفيه فقط .. استمع الى الاخر وهو يعلق بجملة ايجابية مثل " انا موافق " " هذا صحيح " " هذا اكيد " " لابد انك قرأت افكاري " فكل هذه التعبيرات تشير الى حدوث تواصل قوي وعليك ان تنتبه لذالك سواء في المواقف الرسمية او غير رسميه مع ملاحظة ان استخدام اسلوب المجاراة والقيادة مع النماذج الصعبة ليس هو الحل الافضل فهو لا يفيد في التعامل مع شخص غاضب او مستاء حيث ان من يشعرون بهذه المشاعر يعبرون عن ذالك بتعبيرات لفظية حاده وتحركات جسمانية سريعة وانفعاليه فالتعامل مع هذا الموقف طبقا للفهم العام يكون من خلال اتخاذنا لموقف هادىء وبالتالي محاولة تهدئته غير ان بعض علماء النفس لايؤيدون ذالك ويعتبرونها ممن تزيد بل تشعل مشاعره .
هذه وجهة نظري وتبقى تطلعات النفسيين اجدى والله اعلم
النفسانيه /فيــز

'>