ذكرت السماء مرات عديدة في القران بعضها يوحي الى السماء الارضية وبعضها يوحي الى السماء العلى وبين هاتين سموات عدة.
ففي سورة البقرة الاية 29 قال الله تعالى "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم".
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رحلة المعراج "في صحيح البخاري حديث رقم 3598" يوضح مراحل انتقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من الارض الى السماوات السبع بتفصيل واحدة تلو الاخرى كما يوضح ان هناك من يتولى فتح ابواب تلك السماء فالواضح من الحديث انها ذات ابواب وهناك من يحرسها، وهناك سكانا لكل سماء فسيدنا ادم قد قابله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في السماء الدنيا او الاولى وسلم على سيدنا موسي في السماء السادسة وهكذا كان للرسول – صلى الله عليه وسلم لقاء في كل سماء وبصحبته جبريل مع بعض انبياء الله حتى انتهى الى سدرة المنتهى عند الخالق.
السماء الاولى
ورد في سورة الملك اية رقم 5 "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير" وكذلك ذكر في الصافات اية 6 "إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب" وورد في تفسير هذه الايات ان المصابيح هي النجوم او الكواكب وجعلها سببا ومصدرا للشهب التي هي رجوما للشياطين عقابا من الله على تصنتهم الى الملاء الاعلى كما ورد في الاية 10 من سورة الصافات "إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب".
قال قتادة : خلق الله تعالى النجوم لثلاث : زينة للسماء , ورجوما للشياطين , وعلامات يهتدى بها في البر والبحر والأوقات، فمن تأول فيها غير ذلك فقد تكلف ما لا علم له به , وتعدى وظلم.
وبناء على ما تقدم هل نعتبر ان السماء الدنيا هي الكون الذي نعيش فيه، والسموات الست الاخرى هي اكوان اخرى.
وإن كانت السماء هي شئ من المفترض انه مكان ملموس – بمعنى انها من خلق الله قد نستطيع ان نراه او قد لا نستطيع - حيث يعيش فيه الملائكة والبشر او ارواح البشر مثل سيدنا ادم عليه السلام كما ذكر في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، فأين هي؟
وعن قول قتاده عن تفسيره للنجوم هل هذا يعني النجوم قد خلقت لما ورد على لسانه ام ان المقصود في كلامه هو التأويل عن مالا يعرفه الانسان، ففي الايات السابقة لم يذكر الله تعالى ان النجوم او الكواكب قد خلقت للزينة.
خلق الارض والسموات
في الاية 29 من سورة البقرة يقول الله عز وجل "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم". والايه 3 من سورة الملك "الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور".
من المعروف ان الله خلق ادم من تراب الارض التي نعيش عليها ، وكما سمعت من عدة مشايخ عن قصص الانبياء ان الخلق تم في السماء من الطين الذي احضرته الملائكة من الارض وخلقه الله ونفخ فيه من روحه لتدب فيه الحياه وعلمه وتركه في الجنة، وكذلك مسح الله عليه ليخلق باقي البشر الى نهاية قصة خلق ادم ونقله من الجنة الى الارض.
وتقول الاية السابقة ان الله خلق وقدر ما في الارض من نعم للانسان وبعد ذلك خلق السموات وجعلها سبع فهل معنى ذلك ان الله خلق كل مقدرات ونعم الارض في السماء كخلق ادم وليس على الارض.
وفي سورة الانبياء الاية 30 يخبرنا الله عن بداية خلق السموات والارض قال تعالى "أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون" وقد فسر البعض ان الرتق هو الشئ المصمت او المسدود والفتق هو انفتاح او انفجار الشئ بسرعة، وقد أوضحت النظريات العلمية بدايات الكون بأنه بدء بالانفجار العظيم وبدايته من ذرة انفجرت وكونت الدخان وهو السدم التي كونت التجمعات النجمية من نجوم وكواكب وغيرهما على مر الزمن.
وكذلك الاية 11 من سورة فصلت يقول الله عز وجل فيها "ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين" توضح لنا ان الله قصد السماء وقد كانت واحدة كما ذكرت مفردة في الاية وأمرهما سبحانه وتعالى يقول للشئ كن فيكون.
موقع علوم الكون