1
منتدى علم الفيزياء العام / ثانيتين
« في: يونيو 09, 2005, 03:41:43 مساءاً »
أغمض عينيك لثانيتين... ثانيتين فقط. إذا كنت من الفئة النادرة من أهل البساطة والعفوية فأنا أعلم أنك قد فعلت، لأنك لن تخسر شيئا، وإذا كنت من أصحاب الفضول العلمي، فأنا أعلم أيضا أنك قد فعلت، لأن هذا الموضوع في قسم الفيزياء. أما إذا كنت من أولائك الذين لا يخطون خطوة واحدة إلا ببرهان منطقي وعلمي على فائدتها، فأنا أرجو أن تتجاوز ذلك الآن فقط، وتغمض عينيك.. لثانيتين فقط.
لحظة واحدة، فأنا لم أكمل كلامي. عندما تغمض عينيك، أوقف كل حواسك، تجاهل كل ما تسمع وما تلمس وما تشم. لا تقلق فهي ثانيتان ليس أكثر. نعم، افعل الأن..
بماذا شعرت؟ أهو ذات الشعور الذي شعرت به أنا، من أن الزمن قد توقف نهائيا؟ هل شعرت بأنك في لحظة منفصلة عن الزمن، لا ترتبط بما قبلها، وليس بعدها شيء؟ إذا كان هذا ما شعرت به، فقد اكتشفت اكتشافا عظيما جدا..
لماذا لا يكون الذي شعرت به صحيحا في كل لحظة من الحياة؟ لماذا لا تكون كل لحظة منفصلة عن غيرها؟ لماذا لا يكون الرابط بين كل هذه اللحظات هو حواسك التي بدأ العلم الحديث بإدراك مدى تضليلها لك؟
ماذا يعني هذا؟ إنه يعني أنك لم تمر على كل هذا العمر، الذي توهمك حواسك بأنك قد مررت به، وأن كل لحظة من لحظات "عمرك" هي عمر كامل، لشخص مختلف. أنت الآن لست الشخص الذي كان يقرأ بداية الموضوع، ولا الشخص الذي كان يغمض عينيه، ولا الشخص الذي كان يقرأ بداية هذه الفقرة. كل شخص من هؤلاء له وجوده الخاص واستقلاله وصفاته المختلفة _ولو بشكل طفيف_ عنك.
أنا متأكد من أنك إذا كنت ممن يفكر كثيرا في هذه الأمور، ستفكر الآن بأن هذه مسألة اعتبار فقط، لا تقدم ولا تؤخر. نعم، هي مسألة اعتبار، ونظر إلى الأمر بشكل آخر، لكنها تقدم وتؤخر. إنها تشرح لماذا نستطيع أن نتذكر الماضي، ولا نستطيع أن "نتذكر المستقبل"!
لحظة واحدة، كيف نستطيع أن نتذكر ما مر علينا في الماضي؟ ألا يفترض أنه قد مر على شخص آخر؟ نحن لا نزال نتذكر بداية هذا الموضوع، رغم أننا لم نقرأه حسب هذه النظرة، بل قرأه شخص آخر. هذا يفسر بقانون بسيط، يربط بين اللحظات المنفصلة في هذا الكون. إنه فكرة تسلسل اللحظات. ما يوجد في هذه اللحظة متأثر بما كان موجودا في اللحظة السابقة لها، لكن ليس العكس.
هذا يعني أن اللحظة التي بدأت فيها هذا الموضوع قد غيرت شيئا في دماغي، وهذا التغيير ما يزال موجودا في لحظتي هذه. أما ما أقرأه الآن، والذي يغير في دماغي بنفس الطريقة، فأنا لم أكن أعلم به عند بداية قراءة الموضوع، لأن التأثير لا يتحرك بالعكس.
لكن، أليس كل ما قدمته هذه النظرة المختلفة، هو تفسير معقول فقط لسير الزمن للأمام؟ هذا لا يعد شيئا كبيرا... هل هناك شيء آخر؟
الإجابة على ذلك هي الإيجاب. نعم هناك شيء آخر، لكنني لن أقدمه أنا. سيقدمه شخص آخر، هو أنا في زمن آخر '>
لحظة واحدة، فأنا لم أكمل كلامي. عندما تغمض عينيك، أوقف كل حواسك، تجاهل كل ما تسمع وما تلمس وما تشم. لا تقلق فهي ثانيتان ليس أكثر. نعم، افعل الأن..
بماذا شعرت؟ أهو ذات الشعور الذي شعرت به أنا، من أن الزمن قد توقف نهائيا؟ هل شعرت بأنك في لحظة منفصلة عن الزمن، لا ترتبط بما قبلها، وليس بعدها شيء؟ إذا كان هذا ما شعرت به، فقد اكتشفت اكتشافا عظيما جدا..
لماذا لا يكون الذي شعرت به صحيحا في كل لحظة من الحياة؟ لماذا لا تكون كل لحظة منفصلة عن غيرها؟ لماذا لا يكون الرابط بين كل هذه اللحظات هو حواسك التي بدأ العلم الحديث بإدراك مدى تضليلها لك؟
ماذا يعني هذا؟ إنه يعني أنك لم تمر على كل هذا العمر، الذي توهمك حواسك بأنك قد مررت به، وأن كل لحظة من لحظات "عمرك" هي عمر كامل، لشخص مختلف. أنت الآن لست الشخص الذي كان يقرأ بداية الموضوع، ولا الشخص الذي كان يغمض عينيه، ولا الشخص الذي كان يقرأ بداية هذه الفقرة. كل شخص من هؤلاء له وجوده الخاص واستقلاله وصفاته المختلفة _ولو بشكل طفيف_ عنك.
أنا متأكد من أنك إذا كنت ممن يفكر كثيرا في هذه الأمور، ستفكر الآن بأن هذه مسألة اعتبار فقط، لا تقدم ولا تؤخر. نعم، هي مسألة اعتبار، ونظر إلى الأمر بشكل آخر، لكنها تقدم وتؤخر. إنها تشرح لماذا نستطيع أن نتذكر الماضي، ولا نستطيع أن "نتذكر المستقبل"!
لحظة واحدة، كيف نستطيع أن نتذكر ما مر علينا في الماضي؟ ألا يفترض أنه قد مر على شخص آخر؟ نحن لا نزال نتذكر بداية هذا الموضوع، رغم أننا لم نقرأه حسب هذه النظرة، بل قرأه شخص آخر. هذا يفسر بقانون بسيط، يربط بين اللحظات المنفصلة في هذا الكون. إنه فكرة تسلسل اللحظات. ما يوجد في هذه اللحظة متأثر بما كان موجودا في اللحظة السابقة لها، لكن ليس العكس.
هذا يعني أن اللحظة التي بدأت فيها هذا الموضوع قد غيرت شيئا في دماغي، وهذا التغيير ما يزال موجودا في لحظتي هذه. أما ما أقرأه الآن، والذي يغير في دماغي بنفس الطريقة، فأنا لم أكن أعلم به عند بداية قراءة الموضوع، لأن التأثير لا يتحرك بالعكس.
لكن، أليس كل ما قدمته هذه النظرة المختلفة، هو تفسير معقول فقط لسير الزمن للأمام؟ هذا لا يعد شيئا كبيرا... هل هناك شيء آخر؟
الإجابة على ذلك هي الإيجاب. نعم هناك شيء آخر، لكنني لن أقدمه أنا. سيقدمه شخص آخر، هو أنا في زمن آخر '>