Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - الفاضل

صفحات: 1 [2]
16
قراءة في
 كتاب الاختبارات التشخيصية
مرجعية المحك
في المجالات التربوية والنفسية والتدريبية
 للدكتور
 صلاح الدين محمود علام


إعداد
عبدالله محمد السهلي



 
الاختبارات التشخيصية

 قبل التطرق إلى الاختبارات التشخيصية نبين أن الاختبارات يمكن تصنيفها حسب البناء وتفسير الدرجات إلى أقسام منها :
1)   الاختبارات ( معيارية المرجع )  :
     هي الاختبارات التي يُقارن أداء الفرد فيها بمعيار يعتمد مستوى جماعة الأقران التي ينتمي إليها هذا الفرد ، ويتمثل هذا المستوى بمتوسط درجات هذه الجماعة وتتمثل المقارنة بمدى انحراف درجات الفرد عن هذا المتوسط ، والتأكيد على الفروق بين الأفراد والتمييز بينها  ، ولاشك أن هذا المعيار يتغير يتغير الجماعة ولابد من تفسيره في إطار تركيب الجماعة .
2)   الاختبارات ( محكية المرجع  ) :
      عندما ظهر مفهوم التعلم من أجل الإتقان لم يعد الهدف هو التركيز أساساً على الفروق بين الأفراد والتمييز بينهم  ذلك أن التعليم نشاط مقصود  يبذل بهدف أن يتقن الطلبة ما تعلموه  ، لذا ففي هذه الاختبارات تفسر الدرجة بمقارنة أداء الفرد بمحك أداء متوقع . ويصاغ هذا الاداء . عادة على صورة كفايات محددة أو نواتج متوقعة أو أهداف سلوكية مرتبة بحيث تصف مختلف مستويات الأداء  ، وأقرب مثال لهذه الاختبارات التقويم في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية .  (  أمينة كاظم ،  دراسة نقدية للقياس الموضوعي للسلوك  - نموذج راش - )  
   الاختبارات التشخيصية   :
       ومن أنواع الاختبارات المحكية الاختبارات التشخيصية  التي تهدف للتحقق من اكتساب المتعلم كفايات أو مهارات أساسية تعبر عن نواتج تعليمية محدودة ومحددة ، وتشخيص الصعوبات التي تصادفه أثناء تعلمه أو تدربه ، والتعرف على مصادر الاخطاء سواء كانت ناجمة عن سو الفهم أو عن عدم التمكن من الاجراءات أو العمليات التي تنطوي عليها هذه الكفايات أو المهارات . وبذلك تساعد المعلم في تصميم أساليب تعليمية علاجية مناسبة تيسر على المتعلم تصحيح هذه الأخطاء ومتابعة التعلم من أجل تحقيق الكفايات أو المهارات المرجوة.

   خطوات بناء الاختبارات التشخيصية  :
الخطوة الأولى : تحديد الكفايات أو المهارات الرئيسة المرجوة ومحتواها :
      فكل برنامج تعليمي أو تدريبي يهدف لتحقيق مجموعة من الكفايات أو المهارات الرئيسة لدى المتعلمين . ونقصد بالكفاية مجموعة متكاملة من المعارف والمهارات الوظيفية المحددة تحديداً دقيقاً والمتعلقة بمجال تعليمي أو تدريبي معين بحيث يمكن تحقيقها وقياسها من خلال البرنامج. ويمكن إجراء ذلك عن طريق :
1)   الاستعانة بمجموعة من خبراء المادة الدراسية بحيث بحيث يحددون الكفايات أو المهارات الرئيسة التي يرون أهمية تحققها لدى المتعلمين .
2)   التحليل المتعمق لمحتوى المنهج الدراسي أو المجال التدريبي .
3)    إجراء دراسة لتقدير احتياجات الفئة المستهدفة
4)    في المجال التدريبي يمكن التوصل إلى المهارات والكفايات اللازم اتقانها  في مهنة معينة عن طريق تحليل العمل .
   وتتطلب تحديد الكفايات اعتبارات يمكن إيجازها :
1.   مدى اتساع الكفاية .
2.   إمكانية تعليم الكفاية .
3.   قابلية انتقال الأثر .
4.   تمثيل الكفايات للسلوك الختامي المستهدف .
    إن تحديد الكفايات أو المهارات الرئيسة في الخطوة الأولى ليس كافيا لبناء الاختبار التشخيصي . فالمهارات الرئيسة تعد بمثابة نواتج مركبة وتتضمن معارف وعمليات عقلية ونفسية حركية . لذلك فهي تتطلب تحليلا يرتب مكوناتها ترتيبا منطقيا يكشف عن العلاقات القائمة بينها .
الخطوة الثانية : تحليل الكفايات أو المهارات الرئيسة إلى مكوناتها :
وهناك طرق عدة في تحليل الكفايات من أهمها .
   طريقة التحليل الهرمي للكفاية :
 تهتم هذه الطريقة بتحديد المعارف والمهارات المساعدة التي ينبغي تعلمها بترتيب وتتابع بنائي هرمي لكي تتحقق الكفاية أو المهارة الرئيسة المطلوبة .
ولإجراء التحليل البنائى الهرمي لكفاية أو مهارة رئيسة معينة نبدأ بسؤال أنفسنا : ما المتطلبات أو المكونات السلوكية اللازم توافرها لدى المتعلم لكي يحقق الكفاية أو المهارة الرئيسة ؟ وبعد تحديد هذه المتطلبات نكرر السؤال نفسه لكل متطلب منها ، وبالتالي نحدد متطلبات كل من هذه المكونات السلوكية ، وهكذا حتى نصل إلى السلوك المدخلي للمتعلم أى السلوك الذى يكون قد سبق تعلمه ، وأكتسبه المتعلم بالفعل . ويتم ترتيب هذه المتطلبات أى المعارف والمهارات المساعدة ترتيبا هرميا بنائيا بحسب أولويات إسهاماتها في تكوين المهارة الرئيسة ، حيث يمثل السلوك المدخلى قاعدة الهرم ، ثم تتدرج مستويات السلوك من الأبسط إلى الأكثر صعوبة حتى نصل إلى قمة الهرم الذي تمثله الكفاية أو المهارة الرئيسة .
غير أنه من الضروري قبل البدء في إجراء هذا التحليل أن يكون الباحث أو المعلم على دراية بأنماط التعلم الرئيسة ومستوياته المتدرجة ونواتجه لكي يكون التحليل متكاملاً ( أنظر ملحق رقم 1 )
  
الخطوة الثالثة : صياغة الأهداف السلوكية :
      بعد الانتهاء من عملية تحليل الكفايات أو المهارات الرئيسة للبرنامج التعليمي أو التدريبي ، فأن الخطوة الثالثة هي صياغة الأهداف السلوكية المتعلقة بنواتج التحليل . فقد أتضح لنا أن هذه النواتج تتضمن المعارف والمهارات المساعدة التي تسهم في تحققها أو اكتسابها أذاي استخدمت طريقة التحليل البنائي الهرمي ،بحيث يتم إعادة صياغة هذه النواتج صياغة إجرائية أو سلوكية يمكن ملاحظتها ملاحظة مباشرة وقياسها بمفردات اختباريه . فالأختبار التشخيصي مرجعي الهدف يعتمد في بنائه على الأهداف السلوكية التي تحدد نواتج التحليل التعليمي تحديداً واضحاً ، وتعبر عن هذا الأداء تعبيراً دقيقاً لا يحتمل الجدل أو التأويل .
لذلك يجب العناية بصياغة الأهداف السلوكية المتعلقة بإجراءات أو مكونات الكفايات أو المهارات الرئيسة التي تم تحليلها . وتشمل عادة عبارات الأهداف السلوكية على أربع عناصر أساسية هي :
(1)   وصف السلوك المتوقع :  
(2)    المحتوى المرجعي :
(3)   شروط الأداء :
(4)   مستوى الأداء :
الخطوة الرابعة : بناء المفردات الاختبارية :
     وتتطلب هذه الخطوة دراية تامة من جانب الباحث أو المعلم بكيفية انتقاء أنسب أنواع المفردات التي تقيس الأهداف السلوكية المحددة قياساً مباشراً ، كما تتطلب التمكن من محتوى البرنامج التعليمي أو التدريبي المعين وفهم خصائص المتعلمين . وذلك لأن هذه المفردات تستخدم في التمييز بين الذين استطاعوا تحقيق الأهداف المحددة والذين واجهتهم صعوبات ، وتشخيص أخطاء وفجوات التعلم .












                           شكل رقم ( 1) خطوات بناء الاختبارات التشخيصية
يلي هذه الخطوات تحديد مستوى الأداء المقبول تربوي ( درجة القطع ) ثم تحليل الاختبار ثم بعد ذلك الخطة العلاجية ( راجع القياس النفسي ، أبولبدة ، 109 )



ملحق رقم   ( 1 )
   أنماط التعلم ومستوياته :
    يصنف جانييه الإمكانيات العقلية في ثلاثة أنماط رئيسة يعتمد كل منها على الآخر وهي : المعلومات ، المهارات العقلية ، الاستراتيجيات المعرفية ، فالمتعلم يتعلم المعلومات ويختزنها في ذاكرته ، ويمكن أن تتعلق هذه المعلومات بمادة دراسية أو مجال تعليمي أو تدريبي معين ، أو تتعلق بمحتوى يتميز باستمرارية توظيفه في الحياة مثل معرفة الحروف والأعداد والحقائق المتعلقة بالإنسان والبيئة
ويعتمد المتعلم على هذه المعلومات في اكتساب المهارات العقلية والاستراتيجيات المعرفية . فالمهارات العقلية تتعلق بكيفية أداء نشاط عقلي معين كالتمييز بين مجموعة من الأعداد أو الرموز أو المفاهيم وتطبيق القواعد وحل المشكلات ، أما الاستراتيجيات المعرفية فتعد نوعا من المهارات العقلية المتعلقة بسلوك المتعلم بغض النظر عن محتوى مادة التعلم . فهي " إمكانيات " ذات تنظيم داخلي خاص بالمتعلم ويستخدمها دون عون من الآخرين في توجيه عمليات استقبال المثيرات والتذكر والتفكير والإبداع . وقد حدد جانييه عدة مستويات متدرجة فيما يتعلق بهذه الأنماط أو الإمكانيات الرئيسة الثلاث للتعلم ، وكل من هذه المستويات يعتمد على مايسبقه في إطار البنية الهرمية .
ولكي يتمكن الباحث والمعلم من توظيف هذا التصنيف في إجراء التحليل البنائى الهرمي للكفايات والمهارات الرئيسة سوف نلقى الضوء على كل من هذه المستويات .







                                                     شكل ( 2 ) مستويات التعلم

( 1 )  الترابط اللفظي وغير اللفظي :
      وهذا النمط الذي يمثل المستوى الأول للتعلم يقصد به العلاقة الترابطية بين مجموعة من المثيرات والاستجابات في تسلسل معين . وقد يكون هذا النمط لفظياً أو غير لفظي . ويتمثل الترابط اللفظي في تعلم الطفل التتابع اللفظي للأعداد حيث يشتمل هذا التتابع على روابط بين المثيرات والاستجابات ،كما يتمثل في تعلم اللغات حيث يقوم المتعلم بالربط التسلسلي للكلمات بهدف تكوين جملة أو مجموعة من الجمل ، وكذلك سرد المتعلم تواريخ بعض الأحداث في ترتيبها الزمني أو سرد الشعر  
أما الترابط الحركي فيتمثل في المشي الذي يتطلب حركات متسلسلة ومتآزرة بين الرجل والذراع والخصر ، أو في فتح باب الغرفة باستخدام المفتاح ، أو في تشغيل جهاز معين .
( 2 )  التمييز :
      وهذا المستوى الثاني للتعلم يعد من المهارات الأساسية وبخاصة لدى الأطفال حيث تكون هناك استجابات متباينة لمثيرات تختلف عن بعضها في صفة أو أكثر ، مثل التمييز بين الأشخاص أو أنواع النباتات أو الألوان أو الكلمات الجديدة وغير ذلك.
( 3 )  المفاهيم :
ويتعلق هذا المستوى بتعلم المفاهيم واستخدامها ، أى تعلم تصنيف المثيرات تبعا لخصائص مجردة كاللون أو الشكل أو الحجم أو العدد . وعندئذ يستطيع المتعلم أن يستجيب بأسلوب واحد لمجموعة من الأشياء التي تكون فئة أو مجموعة معينة . لذلك يعتمد تعلم المفاهيم على تعلم التمييز ، وهذا بدوره يعتمد على تعلم الترابط اللفظي وغير اللفظي بين المثيرات والاستجابات .
( 4 ) المبادئ :
     ويختلف هذا المستوى من التعلم عن المستوى السابق المتعلق بتعلم المفاهيم في أنه يتعلق بتكوين ترابط تسلسلي بين مفهومين أو أكثر في شكل نمط سلوكي استجابة لمجموعة من المثيرات بينا تعلم المفاهيم يتعلق بالتمييز بين سمات أو خصائص مجموعات من الأشياء أو الأحداث أو الأماكن . لذلك فأن تعلم المبادىء التى تربط بين عدد كبير نسبيا من المفاهيم يتطلب تعلم المبادىء الأبسط أى التى تربط بين مفهومين مثلا . ويعتمد هذا أيضاً على مستويات التعلم السابقة .
( 5 ) حل المشكلات :
     يعد هذا المستوى من مستويات التعلم امتدادا طبيعيا لتعلم المبادىء . فتعلم حل المشكلات يتضمن اختيار مبادىء معينة من مجموعة كبيرة من المبادئ التى سبق تعلمها من أجل حل مشكلة محددة أو تحقيق هدف معين . وفى مواقف حل المشكلات لايخبر المتعلم بالمبدأ أو المبادىء التى يستخدمها ، بل تقدم له المشكلة وعليه أن يبحث بمفرده عن حل لها . غير أنه يمكن تعلم حل المشكلات من خلال عملية تعليم كيفية تحديد المشكلة وتحليلها ، وكيفية اختيار المبادئ المناسبة التى سبق تعلمها وتطبيقها للتوصل الى الحل الصحيح للمشكلة .

( 6 ) استخلاص النتائج ذاتياً :
      ويتطلب هذا المستوى من التعلم اكتشاف العلاقات القائمة بين المفاهيم والمبادئ ذاتياً  ، أى دون تقديم أى عون . ويعد هذا المستوى أعلى مستويات التعلم حيث يصبح المتعلم معتمداً على نفسه ويفكر تفكيراً مستقلاً . وعلى الرغم من أن الإبداع يمكن أن يتضح في جميع مستويات التعلم ، إلا أنة يتمثل بدرجة أكبر في مستوى استخلاص النتائج ذاتياً .

   للاستزادة حول الموضوع راجع الكتب التالية :

1.   الاختبارات التشخيصية                        د .   صلاح الدين علام
2.    القياس النفسي                                    د .    سبع أبولبدة
3.   دليل المعلم في بناء الاختبارات        د .    عبدالرحمن عدس




17
أساليب التقويم وتطوير المنهج
        "التقويم عملية منهجية منظمة لجمع البيانات وتفسير الأدلة بما يؤدى إلى إصدار أحكام تتعلق بالطلاب أو البرامج مما يساعد في توجيه العمل التربوي واتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء ذلك " .

     وتعد عملية التقويم من العمليات الأساسية التي يحتويها أي منهج دراسي ، وهو في مفهومه يعنى: العملية التي يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج ، وكذلك نقاط القوة والضعف به حتى يمكن تحقيق الأهداف المنشودة بأحسن صورة ممكنة ،ومعنى هذا أن عملية التقويم لا تنحصر في أنها تشخيص للواقع بل هي علاج لما به من عيوب، إذ لا يكفى أن تحدد أوجه القصور وإنما يجب العمل على تلافيها والتغلب عليها .

الأسس التي يتم في ضوئها تقويم ( المنهج المطور ) تدريس التاريخ .

-       يجب أن يرتبط التقويم بالأهداف .

-       يجب أن يكون التقويم مستمراً وغير محدد بفترة زمنية معينة .

-   يجب أن يكون التقويم شاملاً لجميع جوانب العملية التعليمية مثل طريقة التدريس والمقررات الدراسية والإمكانيات المادية بالمدرسة والتلميذ والأهداف .

-       يجب أن يكون التقويم متنوعاً ومتعدداً في الوسائل والأدوات لكي يواجه تعدد وتنوع الجوانب المراد تقويمها

-       يجب أن يكون التقويم علمياً ولتحقيق ذلك لابد من توافر شروط معينة مثل( الصدق-الثبات-الموضوعية)  

-       يجب أن يكون التقويم اقتصادياً .

-   يجب أن يتم التقويم بطريقة تعاونية فيشارك فيه الطالب والمدرس وإدارة المدرسة وأولياء الأمور باعتبارهم قوى مؤثرة في عملية التعليم .  تتنوع أساليب التقويم في منهج التاريخ المطور بحيث يشمل :

      1)         الاختبارات الشفوية ، وتكون بشكل مستمر أثناء الحصة .

      2)         ملاحظة سلوك الطالب وأداءه العملي .

      3)         الاختبارات التحريرية وتشمل :-

-       الاختبارات التحصيلية التي تتضمن أسئلة المقال والأسئلة الموضوعية .

-       مقاييس الاتجاهات والقيم وذلك للتعرف درجة التحول في اتجاهات الطلاب وقيمهم في ضوء ما يدرسونه .

-       الملاحظة المباشرة .

 - الاختبارات والمقاييس :
    تستخدم للوقوف على تحصيل الطلاب في كافة الجوانب التي تتضمنها أهداف المنهج وهى الجانب المعرفي والجانب الوجداني والجانب المهاري ، ففي الجانب المعرفي تصمم اختبارات تحصيلية ،الهدف منها تحديد درجة بلوغ الطلاب للأهداف المعرفية والتي تدور حول محتوى المادة الدراسية من حقائق ومفاهيم وقوانين ونظريات   أما الجانب الانفعالي فيتضمن الاتجاهات والميول والقيم وتستخدم لهذا الغرض المقاييس  .

    ولقد أكدت العديد من الدراسات على أهمية تنوع أساليب التقويم المستخدمة في منهج التاريخ ، ومنها دراســـة " توحيدة عبد العزيز"   حيث استهدفت التعرف على أساليب التقويم السائدة في المدارس المتوسطة والثانوية بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ، وتوصلت الدراسة أن أساليب التقويم المستخدمة تقتصر على الجانب المعرفي فقط ، بينما تهمل الجانب المهاري والجانب الوجداني ،ولقد أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بجميع الجوانب عند تقويم منهج التاريخ ،  ويمكن الإشارة إليها على النحو التالي:-

 

 أولاً : قياس الجانب المعرفي :  (الإدراكي )    

-   اختبارات المقال – والاختبارات الموضوعية ومنها ( صواب وخطأ ، مزاوجة ، اختيار من متعدد ، إكمال ) ولكل منها قواعد صياغة ،ومخرجات التعلم التي تقيسها، ويصوغ المعلم كل نوع حسب الهدف الذي يرجوه من وراءه .

ثانياً : المجال الانفعالي ( الوجداني )  .

        ويقصد به الاتجاهات والميول والقيم التي تتكون لدى المتعلم نتيجة مروره بالخبرات التعليمية ، وتستخدم لقياس المجال الانفعالي مقاييس الاتجاهات والميول والقيم .

ثالثاً : المجال النفسي حركي (المهاري)

    يقصد بهذا المجال تلك المهارة العملية التي يبلغها الطالب نتيجة مروره بالخبرات التعليمية ومنها مهارة جمع المعلومات ، مهارة رسم الخرائط ،  وغيرها من المهارات الأخرى، ويمكن قياس المهارات العملية بواسطة الملاحظة .

 

دكتور / صلاح عبد السميع عبد الرازق / كلية التربية / جامعة حلوان / قسم المناهج وطرق التدريس




18
الأنشطة الإدارية ووظائف المؤسسات
 
 أمام المدير قسمان من الوظائف:

الأول: الأنشطة الإدارية ووظائف المؤسسات (الوظائف الإدارية).

الثاني: وظائف المؤسسة، وهي عبارة عن تحقيق الهدف الأساسي من المؤسسة، الذي هو إشباع حاجات الإنسان ورغباته، عن طريق إنتاج أو توزيع السلع أو الخدمات، ومن ثم فهناك نشاط آخر، غير النشاط الإداري، ينبغي على كل منشأة أعمال أن تقوم به أيضاً، حتى تتمكن من تحقيق هدفها تحقيقاً كاملاً، وهذا النشاط الذي يجب على المنشأة القيام به، يتكون في مثل المعامل وما أشبه من وظائف، مثل الإنتاج والبيع والشراء والتمويل وشؤون الأفراد والأعمال المكتبية والعلاقات العامة، وينسحب مثل ذلك على سائر أقسام المؤسسات، كالمؤسسات الصحية أو المؤسسات الثقافية أو المؤسسات السياسية، أو ما يشبه ذلك، ويطلق على هذه الوظائف، اصطلاح وظائف المنشأة، أو وظائف المشروع، تمييزاً لها عن وظائف المدير، أو وظائف الإدارة، وليس معنى ذلك انفصال النشاط الإداري عن نشاط المنشأة، بل معنى ذلك أن هناك نوعان من النشاط، يجب على المدير مراعاة هذا تارة وذاك تارة أُخرى، وهما متشابكان تشابكاً شديداً، مثلاً عند القيام بأعباء وظيفة الإنتاج في المثال السابق، أو التسويق، أو غيرهما من وظائف المنشأة، لا بد للمدير المسؤول من تخطيط هدفه وسياسته، وتنظيم العمل وتنمية الهيئة الإدارية وتوجيه العاملين على التنفيذ ورقابة النتائج وتقسيم أوقاته وأفكاره وأنشطته وأعماله، بين هذا الجانب وذاك، ومن الواضح أن وظائف الإدارة لا تقتصر على الرئيس الأعلى، للمنشأة، وإنما هي مجموعة أنشطة للإداريين على اختلاف أنواعهم، فهناك الرئيس الأعلى وهناك المديرون الإداريون، كإدارة الإنتاج وإدارة التسويق وإدارة المال وإدارة الأفراد إلى غير ذلك، وتختلف وظائف المنشآت بعضها عن بعض، فمثلاً وظائف المنشأة الصناعية، تختلف عن وظائف المنشأة الزراعية، كما أن وظائفهما تختلف عن وظائف منشأة الخدمات كما أن وظائفها تختلف عن وظائف منشأة السياسة أو الثقافة، أو ما أشبه، نعم بعض الوظائف تكون مشتركة تقريباً بين كل أنواع المنشآت، مثل الوظيفة المالية، حيث إن أية منشأة لا تستغني عن المال، فإنها تقام بالمال وتبقى بالمال، وتستمر مطردة إلى حيث الأهداف المنشودة بالمال، ولو اتخذنا منشأة صناعية كنموذج للدراسة، فإننا نجدها تقوم بالعديد من الوظائف المختلفة، والتي من أهمها:

الأولى: وظيفة الإنتاج.

والثانية: وظيفة التسويق.

والثالثة: وظيفة المال.

والرابعة: وظيفة الأفراد.

فالأولى، وهي وظيفة الإنتاج، من أهم وظائف المنشآت إطلاقاً، فإن المنشآت إنما تنشأ للإنتاج، سواء كان إنتاجاً ثقافياً أو إنتاجاً صحياً أو إنتاجاً مالياً أو إنتاجاً صناعياً أو إنتاجاً عسكرياً، أو غير ذلك، فمثلاً المنشأة الصناعية: تتعلق بخلق المنافع الشكلية للمواد والخامات، بتحويلها إلى سلع، يمكن أن تشبع حاجات ورغبات المستهلكين من ناحية، وتوفر المال للمساهمين من ناحية ثانية. ومثل هذه الوظيفة تنطوي على كثير من الوظائف الفرعية، مثل اختيار موقع المصنع، وتخطيط مواقع عمل الآلات، وتحديد درجة الآلية والتصميم الهندسي للسلعة، والتنظيم الداخلي للتسهيلات الإنتاجية، والعمليات الإنتاجية داخل المصنع، والحصول على المواد، وتخطيط الإنتاج، ورقابة الإنتاج وفحص الجودة، في السلعة وإلى غير ذلك.

والثانية: وهي وظيفة التسويق، تنطوي على كل الأنشطة التي تبذل، عند انسياب السلع من مراكز إنتاجها إلى مراكز عرضها، أو إلى مراكز استهلاكها، سواء في داخل البلد أو خارج البلد، ومن الواضح وجوب ملاحظة رغبات الجماهير في هذه السلعة، هل السلعة لكل الفصول، أو لفصل خاص من فصول السنة، أو لموسم خاص من المواسم، ومن ثم فإن هذه الوظيفة الحيوية، التي تعتبر المحور الرئيسي في منشآت الأعمال من هذا القبيل، تنطوي بدورها على وظائف مهمة في البيع والنقل والتخزين والتجفيف، بالنسبة إلى مثل الحبوب والفواكه، المفروض أن تجفف وتعلّب وما أشبه ذلك، وتتعلق وظيفة البيع، بتحويل ملكية السلع والخدمات، من المنتج إلى الوسطاء، ثم إلى المستهلكين، أو إلى المستهلكين مباشرة، ويستلزم هذا اختيار منافذ التوزيع المناسبة، وتحديد أسعار البيع والقيام بالحملات الإعلامية والترويجية، واختيار وتدريب رجال البيع ومراقبتهم، أما وظيفة النقل، فتعمل لأجل المنفعة المكانية للسلع، حيث السوق في غير مكان الإنتاج، بينما تعمل وظيفة التخزين، لأجل الحصول على المنفعة الزمنية، إلى غير ذلك من الشؤون المرتبطة بالتسويق.

أما الثالثة: وهي وظيفة المال، فتعتبر من الوظائف الحيوية لكل منشأة، لأن جميع منشآت الأعمال، تحتاج إلى الأموال، حتى يمكنها القيام بنشاطها، وكلما كان المال أوفر حسب الكفاية، التي تلاحظ في الإدارة، يكون القيام بالنشاط أحسن وأكمل، وكل الوظائف للمشروع لا يمكن النهوض بها، دون توافر الأموال اللازمة، وتتعلق هذه الوظيفة بالنشاط المالي للمنشأة، أي الحصول على الاحتياجات المالية من المصادر المختلفة، وهذه المصادر قد تكون حكومية، وقد تكون شعبية، وقد تكون دائمة، وقد تكون مؤقتة، كما قد تكون ملكية أو اقتراضية، إلى غير ذلك من المصادر المالية، التي من الواجب أن يلاحظ المديرون النسبة بينها، وبين سائر أعمال المنشأة، ومن الواضح، أنه لا يقتصر النشاط المالي على مجرد الحصول على الأموال، بل يمتد لكي يشمل الرقابة على الاستخدام الفعال لهذه الأموال، لا مطلق الاستخدام، ولا أن تصب في مصبات فاسدة، مثل الرشوة والاحتيال والنهب وما أشبه، مما تحف بالمال غالباً، ومن أهم أهداف هذه الوظيفة، العمل على احتفاظ المنشأة بسيولة كافية، تجعلها قادرة على الوفاء بالتزاماتها عند حلول مواعيدها، كما يدخل ضمن هذه الوظيفة، النشاط المحاسبي في المنشأة، والمراقبة الدائمة للتكافؤ والتوازن بين المال المحتاج إليه، والمال المتوفر لديها.

وأما الرابعة: وهي وظيفة الأفراد، فتتعلق هذه الوظيفة، بالحصول على القوة العاملة في المنشأة، وجعلها قادرة وراضية ومتعاونة، في تنفيذ الأعمال، ويستلزم هذا، القيام بأنشطة مختلفة، مثل حصر الوظائف اللازمة، وتحديد مواصفاتها والضغط عليها، حتى لا تكون أكثر من اللازم، والتوسعة فيها، حتى لا تكون أقل من اللازم، والمحافظة على اتصال وثيق مع سوق العمل، للحصول على الأفراد المناسبين، وتهيئتهم للعمل وتدريبهم والتنسيق بينهم، والمحافظة على علاقات طيبة، بين المنشأة والعاملين فيها، ووضع أنظمة التعيين والترقية والفصل والتأديب وما أشبه، مما تجعل الأفراد صالحين ومهيئين ومندفعين للتقدم بالمنشأة إلى الأمام، من غير فرق، بين أن تكون المنشأة، منشأة ثقافية بالنسبة إلى المعلمين والمربين والموجهين ومن أشبه، أو مؤسسة صحية، بالنسبة إلى الأطباء ومعاونيهم والممرضات ومن أشبه، أو غير ذلك من المؤسسات، التي تلبّي حاجات المجتمع.
منقول ....

19
منتدى العلوم الإدارية / ارجو المساعده ... والتوضيح
« في: أغسطس 31, 2005, 12:56:05 صباحاً »
السلام عليكم

ربما تجد بعض الاجابه على تساؤلك في هذا النقاش الخاص بتحمل مسؤولية الإدارة.

تحمل مسؤولية الإدارة
 
 يتوجب على من أراد تبنّي الإدارة، أن يتحمل المسؤولية، فإن تحمّل المسؤولية نظرياً وتحمّلها عمليّاً من أهم ما يجب على الإنسان إذا أراد أن يكون مديراً.

ومن أسباب تخلف العالم الإسلامي خاصةً، والعالم الثالث بصورة عامة أن أفرادهما لا يتحمّلون المسؤولية على الأغلب، ومن المعلوم أن المجتمع إذا تقدم كان معناه أن أفراده متقدمون، وإذا تخلف كان معناه أن أفراده متخلفون، فإن الشخص إذا لاحظ غالبية المسلمين يرى أن كل واحد منهم لا يفكر إلا بنفسه، ولا يهمه أمر المجتمع بخلاف ما قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أصبح ولا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) [1] أي ليس بمسلم كامل الإسلام، مثل (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [2] الآية، أي المؤمنون كاملو الإيمان، وذلك بخلاف الكثرة الغالبة من العالم الغربي، حيث إن الأشخاص يتحملون المسؤوليات بعد تبنّيها، ولذا كثرت فيهم الشركات والمؤسسات بمختلف ألوانها، من: الثقافية، والإعلامية، والسياسية، والمالية، والاقتصادية، والتربوية، والخدميّة، وغيرها، وهذا وإن كان وليد الديمقراطية (الاستشارية) حيث إن أجواء الحرية تفسح المجال للكفاءات في الظهور وللمنافسات في التحقق، حيث يريد كل شخص أن يتقدم ولا يتقدم عليه الآخرون، وبذلك تظهر له الحاجة إلى التعاون والتشارك والتشاور مع الآخرين، بخلاف العالم الإسلامي، حيث الدكتاتورية والاستبداد في كثير من أفراده من القمة إلى القاعدة، وهما مبعث كل فتنة وشر وتخلف وتنازع، إلا أن المهم هو تربية الإنسان نفسه، ببناء المشاركة وتحمل المسؤوليات، فإذا كثر في المجتمع مثل هؤلاء الأفراد فلا بد وأن يجرف السيل الاستبداد، والقضية كما يقول العلماء: دورية، لكن ذلك دور معنى لا دوراً مضمراً أو مصرّحاً على الاصطلاح.

وعلى أي حال فتبنّي المسؤولية معناه أن الإنسان يوجد في نفسه هذه الحالة حتى تتلون نفسه بهذه الملكة، إذ المسؤولية شيء صعب ولذا فمن يطلب الراحة أو يريد الأنانية يفر منها ويقدم الأعذار والتبريرات لعدم تحملها، إما أعذاراً دينية بزعم أن الدين ينافي ذلك، أو أعذاراً اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو ما إلى ذلك، إن تحمل جانب من جوانب المسؤولية في المجتمع فيه التعرّض للتّهم، والصعوبات، والسهر، وتبنّي حل المشاكل، وجمع الكلمة ليل نهار حتى يصل الإنسان إلى أفضل الطرق للسير بنفسه، وبمن تحمّله، أو ما تحمّله إلى الأمام، وفهم أنه لا بد من عثرات وهفوات في أثناء الطريق إلى الهدف، بل والسقوط أحياناً والناس غالباً يريدون الحياة على وتيرة ثابتة مأمونة، ويفضّلون الهدوء والراحة والعافية بمعناها المهلهل، وهؤلاء يبتلون بالمشاكل أكثر فأكثر، ولذا نرى العالم الثالث غارق في الأوحال في كل أبعاده، ومن كل الجوانب، وفي المثل: (أم الجبان لا تفرح ولا تحزن).

20
السلام عليكم

مبادئ الإدارة والأعمال الإدارية
 
ذكر جمع من الكتاب، بشأن الإدارة،احتياج الإدارة إلى مبادئ أربعة عشر، نذكرها بإيجاز:

الأول: مبدأ الهدف، فإنه لا يمكن أن يوجد شيء عقلاني، إلاّ أن يكون هناك هدف يتوخى العقلاء من إيجاد ذلك الشيء، الوصول إلى ذلك الهدف، سواء كان في الأعمال الفردية أم الاجتماعية، والأعمال الاجتماعية أولى بالاحتياج إلى الهدف، لبعدها عن العبثية، ومن الواضح أن الإدارة لا توجد، إلا لقصد شيء مادي أو معنوي، على اختلاف الجهات في كلٍّ من الماديات والمعنويات، من سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو عسكرية، أو عمرانية، أو زراعية، أو مصرفية، أو غيرها، وإذا كانت المنظمة تتكون من جملة من الوحدات الإدارية، فإنه يجب أن تساهم تلك الوحدات في تحقيق ذلك الهدف الرئيسي العام للمنظّمة، وتنصب الأهداف الصغيرة لتلك الوحدات كلها في الهدف الكبير الذي وجدت المؤسسة لأجله، ويتم ذلك بتحديد الأهداف الفرعية الثانوية لتلك الوحدات، بحيث تكون الأهداف الفرعية متكاملة و متناسقة، وتؤدي إلى تحقيق الهدف الرئيسي لتلك المنشأة، ويطلق على مساهمة الوحدات الإدارية، في الوصول إلى الهدف الرئيسي للمنظمة اسم (مبدأ وحدة الهدف) والهدف باصطلاح الفلاسفة، هو: الأول في التفكير والآخر في العمل.

الثاني: مبدأ ضرورة التنظيم، فإنه إذا زاد عدد الأفراد، في أي عمل عن فرد واحد، وجب تقسيم العمل بينهم، وجعل كل فرد مسؤولاً عن جزء منه، حتى لا يكون العمل فوضى، والوصول إلى الهدف بعيداً، أو لا يمكن الوصول إلى الهدف أصلاً.

الثالث: مبدأ الوظيفة، فإنه يجب أن يتم التنظيم الإداري لأية منظمة حكومية أو شعبية، سواء كانت لها فاعلية خاصة أم عامة في فروعها الرئيسية، أو الفروع الثانوية، على أساس وظائف من نوع الأعمال المطلوب القيام بها، وليس حول الأشخاص الموظفين، فإن الوظيفة غير الموظف، وإنما الموظف يقوم بالوظيفة، فالوظيفة هي الوحدة الأساسية التي يتكوّن منها كل تنظيم، وهي عبارة عن منصب أو عمل معين، يتضمن واجبات ومسؤوليات محدّدة، ويجعل في قبال تلك الواجبات والمسؤوليات الحقوق، ويعين لها الأنشطة المعينة الموصلة إلى الهدف من تلك الوظيفة، وقد تكون الوظيفة مشغولة أو شاغرة، كما قد يكون الموظف مشغولاً أو غير مشغول، ولا تتأثر الوظيفة بمن يشغلها من الموظفين، إذ أن القواعد الأساسية في الإدارة العامة، تنص على أن الوظائف العامة تنشأ وتحدد حقوق ومسؤوليات من يشغلها، قبل أن يُعيَّن فيها أحد، وهي لا تتأثر بالشخص المعين عليها، فهي ثابتة رغم تقلب الموظفين عليها، ورغم أن الموظفين قد يكونون أصحاب كفاءات رفيعة أو كفاءات متوسطة أو دون المتوسطة.

أما الموظف فهو الشخص، الذي يشغل الوظيفة بحقوقها وواجباتها، وللوظيفة غالباً شخصية حقوقية مرتبطة بالوظيفة، فالموظف ما دام في الوظيفة يكون مسؤولا، بينما إذا خرج عن الوظيفة، تكون المسؤولية من شأن الموظف الذي يأتي بعد ذلك، مثلا رئاسة الوزارة إذا عقدت عقداً مع شركة أو مع فرد، فإن رئاسة الوزارة هي طرف مع تلك الشركة، أو ذلك الفرد، سواء كان رئيس الوزراء زيداً أو عمراً، فإذا كان رئيس الوزراء زيداً، كان هو المسؤول، وإذا خرج عن الوظيفة، لم تكن عليه المسؤولية.

وقد ذكرنا في الفقه: إن ذلك حيث يكون معاملة عقلائية والشارع أمضى المعاملات العقلائية فاللازم صحة ذلك، ولا يستشكل بأن مثل ذلك، لم يكن في أول الإسلام، إذ قد تحقق في الفقه، عدم الحاجة إلى ذلك كما ذكره كل من الشهيد في المسالك، والسيد الطباطبائي في العروة، وعلى أي حال فالمعاملة، قد ترتبط بالوظيفة، وقد ترتبط بالفرد، وقد ترتبط بهما معاً على نحو الشرط أو الجزء أو القيد، على تفصيل ذكرنا الفرق بينها، في الأصول والفقه، مما لا حاجة إلى تكراره في المقام.

نعم في كل من الأقسام الثلاثة، يجب حصول الشرائط العامة في المعاملة، كعدم الغرر ونحو ذلك.

الرابع: مبدأ التخصص، وكلما زاد التخصص، زادت الكفاية، والعكس صحيح، فإن الكفاءات الإدارية، رهينة بالتخصصات في الأفراد، وعندما يقتصر عمل الموظف على نوع واحد من الأعمال له تخصص فيه ويتفرغ له، فإن ذلك يؤدي إلى إتقانه وإجادته، وقد قال الشيخ البهائي (رحمه الله): (غلبت كل ذي فنون، وغلبني كل ذي فن).

الخامس: مبدأ وحدة التوجيه، فإنه يجب أن يكون للموظف، سواء كان رئيساً فوقه رئيس، أو موظفاً عادياً فوقه رئيس، توجيه واحد، سواء كان ذلك التوجيه الواحد، من فرد واحد أو كان ذلك التوجيه من جماعة يقطعون الأمور بالشورى، فيتسلم هذا الشخص ـ مديراً متوسطاً أو مديراً في القاعدة أو فرداً ـ الأوامر والتعليمات من جهة واحدة، ويكون مسؤولاً عن أعماله أمام تلك الجهة، فان عدم وحدة الموجّه يؤدي إلى الإخلال بالنظام والفوضى، سواء في الموظفين أو في الرؤساء، فإذا استلم الموظف أوامر من عدة رؤساء في آن واحد ـ ومن الطبيعي أن تكون تلك الأوامر متعارضة ـ فإن الموظف يضطرب ويرتبك، ولا يستطيع التصرف في مثل تلك الحالات، وإذا تصرف حسب كلام هذا الآمر، يكون مسؤولاً أمام الآمر الآخر والعكس صحيح، ولذا فمن الضروري أن لا يكون هناك مبدأ تعدد الرئاسة، سواء الرئاسة العرضية أو الرئاسة الطولية.

نعم في تصوّرٍ عقليٍّ، يمكن أن يكون هناك رئيسان طوليان أو عرضيان، لكن يكون حكم أحدهما مقدما على حكم الآخر، إذا اجتمع الحكمان، كما يمكن أن تكون الإطاعة على نحو الكفائية، لكن ذلك خارج عن نطاق القوانين والمقررات العرفية، وإن كان تصوراً عقلياً صحيحاً في نفسه، لكن في النهاية يرجع إلى وحدة التوجيه أيضاً، وما ذكر في المدير، يصح في الموظف أيضاً، فإن الموظف يجب أن يكون واحداً لا متعدداً، سواء وحدة شخصية أو اجتماعية، وإلاّ فكلٌّ يلقي بالمسؤولية على الآخر، ويقع نفس الارتباك والفوضى،وهنا أيضا يصح الأمر على نحو الترتيب أو الكفائية، لكن فيه المحذور السابق.

السادس: مبدأ عدم التدخل، فإن من الضروري على المدير، أن لا يتدخل في شؤون الموظفين، مما يؤدي إلى مضايقتهم، وإنما يجب أن يكون التدخل بقدر متوسط بين الإفراط والتفريط، وإلا فضيق الموظف بعمله يوجب قلة الإنتاج، ويقلل شعوره بالمسؤولية، كما يقلل اعتماده على نفسه، فإن الموظف إذا رأى المدير يتدخل في كل صغيرة وكبيرة لا بد، وأن ينسحب عن الميدان، فالمدير له أن يتدخل في الخطوط العريضة، أما الجزئيات فيتركها للموظفين، وقد ذكر في أحوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان يحتفظ لنفسه بالمهمات، أما الجزئيات فكان يتركها للمسلمين فيعملون بها كما يشاؤون، وذلك جمع بين التطور إلى الأمام، مما يقصده الرئيس أو المدير غالباً، وبين حرية المرؤوسين، حتى لا يحسّوا بضيق وضنك، ويسبب ذلك برودهم عن العمل، مما يضر الهدف أخيراً.

السابع: مبدأ قصر الخط، وذلك يقتضي، بأن تختصر المراحل التي تمر بها الأمور، قبل إنجازها إلى أقل عدد ممكن، فإنه كلما قلت المستويات والمراحل، وأحرقت العقبات التي تمر فيها المعاملات والاتصالات، بين الرئيس الإداري، وبين أصغر موظف في المنشأة زادت الكفاءة والفاعلية الإدارية، لأن الاتصالات في هذه الحالة، تكون أسرع وتمر في طريق أقصر، ولا يكون هنالك مجال لتأخير المعاملات، أو انحرافها، أو البرود في الموظفين الذين يتلقون الأوامر وهذا مبدأ عام يأتي في كل الأعمال الإجرائية، ويسمى أحياناً بـ (روتينية العمل) فإنها مضيعة للوقت وللمال وتعطيل عن الإنتاج، بالإضافة إلى تطرق الانحراف والالتواء، كلما زادت الوسائط وابتعدت الخطوط، وقد جرّب بعض العلماء ذلك في مثال خارجي، فأعطى أمراً سرياً إلى زيد وقال ليعطه إلى عمرو، وهو بدوره يعطيه إلى بكر، وهكذا فلاحظ أنه كلما ازدادت الأفراد، ازداد الانحراف، فبينما قال مثلاً لمن هو في أول الخط:

(محمد يأتي إلى البلد في يوم الخميس) تلقى الكلام من الأخير بعد الاستطلاع بأن، عليّاً ذهب إلى الحج في العام الماضي مثلاً، وهذا الكلام وإن كان مستغرباً جداً ولعلّ فيه عنصر المبالغة، إلاّ أنه مثال لمزيد من الانحراف، كلما زاد الخط، ومن الممكن أن يجرب الإنسان بنفسه هذا الأمر، فيصف عدة أشخاص ويسرّ في أذن أحدهم بشيء، ثم يأمره بأن يقوله للثاني، والثالث، والرابع وإلى آخر الخط، ليرى الانحراف الشاسع بين الأول والأخير.

الثامن: مبدأ (تقابل المسؤولية والسلطة) فالمسؤولية عن عمل معين، يلزم أن تقابلها السلطة الكافية، لإنجاز ذلك العمل، فتفويض الاختصاص، يجب أن يقرن بتفويض السلطة المناسبة، فكلما كانت السلطة أوسع أو المسؤولية أوسع أو كان بينهما عموم من وجه، أورث ذلك خبالاً وفساداً، فإن السلطة، إنما توضع في يد الموظف، أو الرئيس الأعلى، أو المدير في الوسط، أو في القاعدة، وبقصد تحقيق غايات وأهداف محدّدة سلفاً، ومن ثم يصبح المأمور مسؤولاً عن تحقيق تلك الغايات والأهداف، وليس من الصحيح أن يكون مسؤولاً عن أقل من سلطته، أو عن أكثر من سلطته، أو أن يكون بين السلطة والمسؤولية، العموم من وجه حيث يكون من كل جانب جهة سلبية، والالتقاء إنما يكون في الإيجابيات.

التاسع: مبدأ حصر المرؤوسين، فإنه لا يستطيع أي رئيس إداري أن يشرف إشرافاً كاملاً، إلاّ على عدد محدود من المرؤوسين، وكلما كان الكيف، أقوى يكون العدد أقل، مثلاً حدد بعضهم أنّ الإشراف، يجب أن يتراوح بين ثلاثة أشخاص إلى ستة أشخاص للرئيس الإداري، أما بالنسبة للمشرف على العمال، فإنّه يستطيع الإشراف على ثلاثين عاملاً، لكن بعضهم قال: بأن الرئيس الإداري يستطيع الإشراف على ما بين خمسة إلى عشرة، والرئيس المشرف على العمال ـ مما لا يحتاج الأمر إلى كيف ـ يستطيع أن يشرف، على ما يقارب خمسين عاملاً، ولكن الظاهر أن التحديد غير مطرد، فلا يوجد هناك عدد مثالي للأشخاص الذين يكونون في نطاق الإشراف المناسب، بل يجب أن يحول نطاق الإشراف بالنسبة إلى اختلاف الرئيس والمرؤوسين، ونوعية العمل، فربما يكون الرئيس قوياً، يتمكن من الإشراف على عدد أكبر، وربما يكون ضعيفاً أو متوسطاً، فإشرافه يكون على عدد أقل، كما أن المرؤوسين يكونون بهذا الحكم أيضاً، وإذا أريد قوة التدريب أو كان الموقع الجغرافي موقعاً غير مناسبٍ، يلزم أن يكون الإشراف على عدد أقل، مثلاً إذا كان المرؤوسون موزعين على مناطق جغرافية بعيدة، فإن الإشراف الفعال يكون على عدد قليل منهم، وكذلك بالنسبة إلى التيارات المضادة، فربما يكون هناك تيار مضاد أو تيارات مضادة بالنسبة إلى المرؤوسين، كما في كثير من الأحزاب والمنظمات وما أشبه، فالإشراف يكون على عدد أقل، بينما الإشراف يكون على عدد أكثر، إذا لم تكن هذه الأمور.

العاشر: مبدأ تفويض السلطة، فإنه يجب على المدير الأعلى، تفويض السلطة إلى المديرين المتوسطين، كما أنه يجب تفويض السلطة منهم إلى المديرين في المستويات الأدنى، ذلك بإعطاء الرئيس السلطات الإدارية إلى مساعديه ووكلائه والمديرين العاملين تحت يده، وهذا التفويض يجب أن يكون بقدر الحاجة، لا أكثر حتى يُفسد، ولا أقل حتى يَفسد، ويتحتم التفويض في حال وجود وحدات إدارية بعيدة عن المركز الرئيسي للمنشأة، كرؤساء الأقسام في الوحدات المتعددة، أو في الوحدة المفردة البعيدة عن المركز، وقد تقدم في مبدأ آخر وجوب التكافؤ بين السلطة، والواجب من المسؤولية.

ثم إن التفويض للسلطة، قد يكون من الرئيس الأعلى وقد يكون من الرئيس المتوسط وأي منهما فوّض السلطة، يكون هو الذي يتمكن من استردادها أو تحديدها، حسب القرار المقرر في منهاج الإدارة، ومن الممكن أن يعطي السلطة أحدهما ويجعل الحق للآخر في الاسترداد أو التوسعة أو التضييق.

الحادي عشر: مبدأ العلاقات الإنسانية، التي يجب مراعاتها من المبادئ العالية، لمن كان رئيساً أو مديراً أو رئيس قسم أو غير ذلك، سواء بالنسبة إلى المدراء أم سائر الموظفين، وهي أمور كثيرة، مثل مبدأ عدم توجيه الانتقاد إلى الموظفين أمام الآخرين، سواء كانوا زملاء أم مرؤوسين أم غيرهم، ومبدأ عدم الحدّة في الكلام معهم، وإنما يجب أن يكون الاقتراح في عبارات ملائمة مذكورة في علم الاجتماع، ومبدأ تنمية الموظفين، ومبدأ إشراك الموظفين في الرأي، ومبدأ عدم الترفع عليهم، ومبدأ قضاء حوائجهم، ومبدأ جعل المؤسسات الخيرية لأجل حياتهم، مثل مؤسسة لزواج عزابهم وعازباتهم، ومؤسسة لإقراضهم، ومؤسسة لتهيئة السكن لهم، إلى غير ذلك مما هو كثير ـ وسيأتي الإلماع إلى بعضها -.

الثاني عشر: مبدأ المرونة، فإنه يجب أن يكون التنظيم مرناً، وقابلاً للتكيف، حسب متطلبات الظروف المختلفة، حتى يتمكن من مواجهة التغيرات التي تحدث داخل المنظمة أو خارجها، سواء كانت تغيرات بالحسبان أم المفاجآت، كما أشرنا إلى ذلك في فصل سابق، دون الحاجة إلى إحداث تعديلات جوهرية على الهيكل التنظيمي للمنظمة، نعم قد يجب أن تكون المرونة بحيث يمكن أن يحدث تعديلاً جوهرياً أيضاً على الهيكل التنظيمي للمؤسسة، مثلاً إذا كانت المؤسسة مخصصة لإنتاج الأخشاب لكن الأخشاب شحت أو انقطع موردها، أو ما أشبه، احتاجت الإدارة إلى تغيير الهيكل التنظيمي من المؤسسة المنتجة للأخشاب، إلى مؤسسة تعليب الفواكه أو ما أشبه، ولذا نرى أن في حالة الحرب تتغير الهياكل التنظيمية لمعامل البضائع الاستهلاكية إلى معامل لصنع الأسلحة، ومتعلقاتها وبالعكس فيما إذا انتهت الحرب، وهكذا بالنسبة إلى حالات الطوارئ، التي توجب تغيير الهيكل التنظيمي بصورة عامة.

الثالث عشر: مبدأ الكفاءة، فإن التنظيم يعتبر ذا كفاءة، عندما يتمكن من الوصول إلى الأهداف، بأقل ما يمكن من التكاليف، وتكون النتائج حسنة مرغوبة في الجتمع المنظّم بالكفاية، بحيث يكون فيه تقسيم للسلطة واضح المعالم، وتنفيذ سليم للمسؤولية واشتراك مع الكل في حل المشاكل وتكاليف أقل للوصول إلى الهدف، وهذا ليس بالشيء السهل، وإنما يجب توفير جوانب متعددة ضاغطة، حتى تتمكن المنشأة من السير بكفاءة ولياقة، مثلاً إذا كانت المنشأة بحاجة إلى نصف سيارة لنقل بضائعها إلى الزبائن، فاللازم اشتراك المؤسسة مع مؤسسة أخرى مشابهة أو غير مشابهة لشراء السيارة وتحملهما معاً تكاليف الصيانة والموقف والوقود وسائر النفقات المطلوبة، مثل الضرائب الحكومية وما أشبه، فإن ذلك يوجب الكفاءة، أما إذا تحملت المؤسسة وحدها هذه المسؤولية تكون الكلفة كثيرة، مما يؤثر على الإنتاج السليم، فلا كفاءة في النهاية لمثل هذه المؤسسة، ويقال مثل ذلك في مختلف الأبعاد.

الرابع عشر: مبدأ الصيانة، فإنه يجب على المدير الاهتمام الكافي لصيانة الأجهزة المرتبطة بالمؤسسة، سواء كانت مطاراً أو قطاراً أو معملاً أو معهداً أو مدرسة أو دائرة حكومية أو غيرها، بأن يحفظها من العطب أو الاستهلاك أكثر مما ينبغي مما ينقص من عمرها العادي، إذا لم تكن الصيانة الكافية، وذلك يحتاج إلى الخبراء والفنيين والمراقبة المناسبة، وتخصيص رصيد لمثل ذلك.

الخامس عشر: الإتقان، فإن الإتقان سواء كان في قطاع الخدمات أو الوظائف أو الصناعة أو غيرها، من أهم ما يسبب التفاف الناس حول المشروع، وبذلك ينمو ويصل إلى الهدف المنشود، فإن الدعاية مهما كانت قوية، لا تحل حتى عُشر محلّ الإتقان.

ثم إن الإتقان هو الذي يوجب النمو لا الشكليات، فكما أن البيضة هي التي تفرّخ، وحبّة الحنطة، هي التي تنمو لا شكل البيضة أو الحبّة فإنه ليس لهما يعودان الفرخ والسنبلة، كذلك الإتقان، فإن الإنسان إذا ذمت سلعته بأقذع الذم، لكنه أتقنها التفّ الناس حولها، ولا ينظرون إلى الكلام والدعاية المضادة، ولو لم يتقنها وجعل لها أكبر الدعايات، انفض الناس من حولها، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث المنسوب إليه: (رحم الله امرءاً عمل عملا ً فأتقنه)

21
منتدى العلوم الإدارية / سؤال
« في: أغسطس 31, 2005, 12:24:48 صباحاً »
يبدو انني لم أنجح في تحميل الملف لسبب من الأسباب , ولكن يمكنني اقتباس بعض الفقرات من الملف فيما يخص طبيعة استاذ الجامعة وصفاته.
عسى ان تجدوا فيه بعض الافاده.


The university teacher in the Arabic motherland: his preparation and selection according to the need to
أستاذ الجامعة في الوطن العربي: إعداده واختياره في ضوء الحاجة إليه
              *=*=*=*=*

مقدمة :

حتى لا نفكر مختلفين , يجدر بي في البداية أن أسوق هذا التوضيح وهو أني لست أقصد بأستاذ الجامعة من حصل فعلاً علي هذا اللقب عن طريق التدرج الوظيفي طبقا للائحة الجامعات , ولكن أقصد به عضو هيئة التدريس في أي كلية أو معهد من معاهد التعليم الجامعية أيا كان لقبة مدرساً أو أستاذاً مساعداً أو أستاذاً . وحتى نلبس سويا وبحق أستاذ الجامعة ثوبه الذي ينبغي أن يرتديه ويتحلي به يحق لنا أن نستعرض سوياً , وباختصار واضح الدلالة . رسالة الجامعة وأهداف قيامها في المجتمع المتطور معرجين علي بعض الأعمال التي ينبغي أن ينخرط فيها أستاذ الجامعة حين يكون عضوا في هيئة تدريسها.

* رسالة الجامعة في المجتمع

إن الجامعة ينبغي أن تقوم في المجتمع من أجل أن تؤدي رسالة جد خطيرة . هي في واقعها كيان المجتمع نفسه ونبضات قلبه وعصب العمل فيه . فلو نظرنا إلي قطاعات الحياة في مجتمع ما حول الجامعة نجد أنها محكومة بتدبيرات وقوامات تربت في أحضان    الجامعة , وهيمنت علي شئونها عقول هي من نتاج الجامعة لا شك في ذلك , خذ مثلا قطاع الهندسة بكل أشكالها وأنواعها : مدنية وكهربية ومبان وطيران وغير ذلك , أليس يقوم كل ذلك كله ويسير شئونه ويحكم العمل فيه أناس تخرجوا في ظلال الجامعة وتحت أعلام معاهدها وكلياتها ؟ خذ أيضا قطاع الطب , أيصلح طبيباً يصلح علل الناس من تخرج في الشارع وأكتسبه خبرته الطبية تجربة فاشلة في تلك الحارة أو هذا الزقاق !؟ أم أن الذي يتولي أمر الطب ويقود سفينة بنجاح هم أولئك الذين خبروا النظريات الطبية ومارسوا تطبيقاتها في رحاب الجامعة وعلي أيدي أستاذتها ؟ خذ بالمثل قطاع القضاء , أيرضي الشعب أن يتحكم إلي جاهل بالقانون أو أن يسلم نفسه تجريما وتغريما وقصاصا وتبرئة إلي من تعوزه الحجة القانونية أو من يقضي بهواه‌ أو بشرعة الغاب إن صح أن للغاب شرعة ؟ أم يرضي إلا هو لا يرضي إلا أن يقف بظلامته وقضيته أمام القانون , أمام من خرجته لجامعة وشربته لبان العدالة المستمدة من دستور الشعب وقانونه الذي تبناه ورضي عنه ؟ خذ قطاع البحث العلمي في كل ميدان , في ميادين الزراعة والتجارة والصناعة والتعليم والاقتصاد وغير ذلك , أيجود البحث علي يد من لا يفقه للبحث أصولاً ؟ وهل يثمر البحث ثمرة طيبة يجني المجتمع من ورائها لنفسة ولأهلة خيرا أو يبني بها من خلاياه ويصلح من شأن بنيه إلا إذا ارتوي ذلك بماء المعرفة الجامعية وترعرع في أحضان خبرائها الباحثين؟

حتي الجيش الذي يحمي الديار ويضمن الاستقلال ويبقي علي المكاسب ويذود الغاضب ويدفع الناهب , لا تقوم له قائمة ولا يصلب له عود أو تقوي له شكيمة ويخشي بأسه الأعداء إلا إذا دب فيه دبيب العلم والمعرفة , واستقي من المورد الذي يرده العالمون الذين يقومون علي صنع الحياة العزيزة بما يبتكرون ويخترعون ويطورون وما أولئك إلا رجال الجامعات

وماذا أقول وكل ذي بصيرة يعلم أن الكلام لا يحتاج إلي مزيد من الإيضاح وأن القضية في غني عن المقدمات الطويلة . ولئن قال قائل : مهلا فهناك من قطاعات الحياة ما يحيا بلا جامعة أو جامعيين , فالتدريس في مدارس ما قبل الجامعة مثلا مازال وأغلب الظن أنه سيظل يموج ويزخر بمن يسميهم الناس أهل الخبرة أو من لم يطئوا للجامعة أرضا ولم يدخلوا لها مدرجاً أو قاعة درس , بل لم يرشفوا من مائها قطراً , فأنا أقول : إن أهل الخبرة هؤلاء هم من الخبرة في بعد بعيد , إذ كيف تلقي الخبرة الحقيقية وتعطي زمامها إلي من لا يفتح لها بابا أو يعرف إليها السبيل ؟ وإني لأعلم وأولو الألباب يعلمون خبرة تشتري من سوق الفراغ العلمي لهي صفقة خاسرة , إذ إن العمل بلا سناد من معرفة نظرية إفساد وتضليل ويظل إفساداً وتضليلا حتي تدور علي أهله الدوائر ويسقط هو في قبر من الهاوية سحيق . ولو امتدت إليه من بعد يد الإصلاح لوجدته-وأسفاه-الرميم لا يحييه قرع الطبول ولا نداء المزامير , ومن هنا أقولها بصراحة واطمئنان إن حال التربية في المدارس كما يعرف الجميع هزال هزيل وما يجنيه المتعلمون علي أيدي أهل الخبرة هؤلاء لا يروي الظمأ ولا يشفي الغليل.
   
حقا إن المجتمع يزخر بالجم الغفير من الناس الذين يعملون ويكسبون رزقهم بمعلوم ضئيل أو بلا معلوم علي الاطلاق , ولكن هؤلاء وأولئك ليسوا هم الذين نتحدث عنهم ممن يستوون علي عروش قطاعات المجتمع , وعليهم تقع مسؤليات التدبير والتفكير والتخطيط والاستبصار . والمعروف أن العقل المفكر والحكيم المدبر يحتاج الي من يأخذ عنه ويأتمر بأمره ويعفيه من ثقل التنفيذ والتطبيق لأن هذا الشق الأخير لا ينجزه واحد أو قلة قليلة , وإنما يحتاج إلي جيش من البشر وقوة كبيرة من الأيدي العاملة بقدر حجم المجتمع وضخامة   رقعتة , وهي إن نقصها العلم فلا عليها لأنه يصلها من أولئك الذين يقودون الدفة ويمسكون بالزمام , وهم له أهل بما نالوا من الدراسة الجامعية وتعلموا علمها وتزودوا بمعارفها .
   
أرأيت أخي إذا أن الجامعة تجري الدم في عروق المجتمع وترضعه لبان النهضة والبناء القوي المتين ؟!.
   
أرايت أن المجتمع مدين بوجود الكريم وما يملك من أدوات نهضته وعزتة ومنعته للجامعة والجامعيين ؟ أرأيت لو أن المجتمع فقد الجامعة وما تعلم وعاش علي فتات البشر الذين لاحظ لهم من معرفة أو كان لهم حظ منها ولكن من الدون القليل , ألا يكون حينئذ قبلياً بدوياً خشن العيش نهباً لكل مطامع ممن عاصروا الحياة وأخذوا بالأسباب في محراب الدراسة الجامعية رفاهة ومنعة وسلطانا ؟ إن الجامعة بحق تؤدي رسالتها إن هي أيقظت الشعب الذي يعيش له وفيه , وأن هي بنت له الكوادر التي ترقي به وتعلي نهضته وتسلك معه سبيل  عليين , وأن أردنا أن نختصر طريق هذه الحقيقة في نقاط قلنا إن الجامعة ينبغي أن تهدف إلي ما يلي :

-   استكمال النقص المعرفي والثقافي في أولئك الذين يتطلعون إليها من طلاب المدارس التي تسبق الجامعة .

-   الكوادر الفنية والعلمية التي تتحمل مسئوليات الوطن الكبرى , وتدير فيه دفة الحركة النهضية والحياة التقدمية بكفاية واقتدار .

-   خلق جيل من قادة المعرفة وأساطين العلم في الميادين الحياتية المختلفة , أولئك الذين لهم القدرة علي بناء الكوادر الجامعة التي تسير أمور الوطن فضلا عن الارتفاع إلي مستوي الكفاية في الابتكار والسبق الفكري بما يملكون من عقلية فذة وتكوين علمي سليم.

   تلك هي ببساطة رسالة الجامعة اليوم وغداً وبعد غد ولكن الذي لا شك فيه هو أن مستوي هذه الرسالة سوف يتطور طبقا للمتغيرات العلمية والتقنية التي تتدفق بلا هوادة إلي شرايين الحياة , وتسم لا محالة أساليبها كلما خطا الزمن خطواته نحو المستقبل . وإذا كان العالم اليوم يكاد يغرق علما ومعرفته فكيف به بعد اليوم وفيضان العلم لا يتوقف , وطوفان التقنيات يطرق كل باب فيفتح له . إن رسالة الجامعة تلك إذا سوف يعظم شأنها وتتضخم مسؤليات من يرعاها ويدبر أمرها ويعطيها حياتها . وهل ينكر أحد أن قادة المعرفة والكوادر العلمية الذين يراد من الجامعة أن تبنيهم لخير الوطن وازدهاره هم اليوم وفي ظل علم يفيض أنهاراً لا يحتاجون إلي عناية أعظم وجهد في الإعداد أكبر حيث يعظم الطوفان غدا ؟

* من هو أستاذ الجامعة ؟

وهنا ينبغي أن نتوقف لنسأل أنفسنا : كيف إذا نقيمها سوية لا عوج  فيها وكيف نرعاها بما هي أهل له من الرعاية ؟
   
وهذا هو السؤال الذي يصلنا بأستاذ الجامعة , من هو ؟ وكيف يكون ؟ ولست أريد هنا أن أفصل القول في كل ما يحقق للجامعة رسالتها تلك التي مرت بنا لأن ذلك غير مراد في هذا المقام . ولكني لا أشك من زاوية أخري أن أحدا لا يخالفني القول بأن استاذ الجامعة هو العمود الفقري في أدار رسالتها , إن فقدته لن تعلولها كلمة أو ينصب لها كيان , بل لن تخرج لها ثمرة ذات طعم مستساغ , لأنه هو الذي يطبخ فيأكل الناس , ويقلب الشراع ذات اليمين وذات الشمال فيميل بهم حيث يميل , وتتكيف به شخصيات المجتمع . إنه في النهاية عصب الجامعة الحساس ونبضها الذي لا يكفية أن يحيا ولكن مع حياته يهب لغيرة من الاحياء الحياة .

   إن أستاذ الجامعة إذا استعرضنا دوره في ضوء ما أسلفنا من رسالة الجامعة وجدناه متعدد الجوانب متشعب الفروع , فهو لا يقتصر علي التدريس ونقل المعارف والمعلومات إلي أذهان طلابه , ولكنه يتعدى هذا بكثير وخطير , حتى نقل المعارف والمعلومات لا يكون ذلك النقل المجرد الذي يلقي في روع الطلاب أن يثقوا الوثوق الأعمى بالكلمة المكتوبة , بل هي المعارف والمعلومات التي تصل إلي أذهان الطلاب من أستاذهم الجامعي مشفوعة بما يسمي بالشك المنهجي . ذلك الشك الذي يقولون عنه أنه أول مراتب اليقين , والذي في نطاقه يتعودون أن يراجعوا بأنفسهم ما يكتب أو يقال , ويعرضوه علي عقولهم ويعجموا عوده بالفكر الواعي والبحث الموضوعي والدراسة المتأنية القائمة علي سند من المصادر التي تتناول هذا الذي كتب أو قيل كي تظهر في النهاية شخصياتهم المتميزة كل بالرأي المدعوم بالحجة والآخذ بالدليل . ذلك لأن ما كتب ويكتب لن يكون كله علي الأقل صالحا للظروف التي تكتنف العالم غدا . فكم يتوقع من العلم أن يدحض نظريات عرفت ويقيم بدلها أخري لم تكن قد       عرفت , وكم يتوقع من العلماء أن يغوصوا في أعماق الجدة ليستخرجوا اللآلئ الثمينة من الابتكارات والاختراعات التي لم يعرفها الناس بعد , مما يتعارض مع أفكار دونت وأراء نحن نعرفها اليوم متقدمة متحضرة , وأنه إذا الباع الفسيح في التفكير , والتحرر الحر من قيود المكتوب والمدون , والنظرة العميقة والبصيرة المتفتحة عند الأخذ بهذه الفكرة أو الاسترسال مع الأخري , كل ذلك هو المطلوب من طالب الجامعة في كل حين ولن يتم ذلك إلا علي يد استاذ له شأن يؤهله لإنجاز هذا المطلوب . إن هذه عملية ليست بالسهولة التي تبدو في التعبير عنها , ولكنها تحتاج إلي كفايات عظيمة ينبغي أن يتحلي بها أستاذ الجامعة . إنها تحتاج منه أن يدرب طلابه علي كيفية الكشف عن الحقائق بأنفسهم من مصادرها الأولية أو الثانوية , من المخطوطات والنشرات والدوريات والتقارير والكتب وما إليها , إنها تحتاج منه أن يعلمهم كيف يميزون بين الغث والثمين والحق والباطل في ظل ظروف معينة فما ألف وكتب أو قيل وسمع , ثم كيف يعرضون حصيلة دراستهم وبحوثهم عرضا لا ينقصه الوضوح ولا تعوزه الحجة , بل وتزينه السلامة اللغوية والأسلوب السلس الرصين . وهل طلاب الجامعة يدخلونها بكفايات قادرة علي هذا كله , فتقيم علي ألسنتهم القضايا حين يعبرون أو تطوع لهم أقلامهم حين يكتبون ؟ فمن لهم إذا غير أستاذ الجامعة يدربهم ويرشدهم ويهديهم سواء هذا السبيل ؟ وهل إذا فقد الأستاذ نفسه هذه الكفاية يستطيع أن ينجح فيها طلابه ؟ إن هذه العملية تحتاج من أستاذ الجامعة أن يتخلي عما نسميه بالأستبداد العلمي الذي يطبع طلابه علي ترديد ما يقول هو دون سواه ,ومن ثم يحترم آراءهم ويقدر جهودهم ولكن دون أن يسمح لهم  بالاجتراء علي حقه كما هي الحال في جامعاتنا العربية حين ننادي لطلابها بشعار الحرية العلمية فيتجاوزون الحد الذي ينبغي أن ينتهوا إليه , بل قد يدعون أو يدعي بعضهم ما لا يدعيه الأستاذ نفسه من حق العلم والمعرفة بما يسول لهم ويسهل عليهم أن يدخلوا عليه محرابه المقدس ينتهكون حقوقه وكأنهم منه الأستاذ الأفضل وهو طالب لا يزيد . من بربك غير أستاذ الجامعة العالم النابه يستطيع أن يكون ذلك الأستاذ ؟ وأستاذ الجامعة هذا في تدريسه المعارف علي النحو السابق هو محاضر عليه , بصوته وحركاته وأسلوبه في تقديم المعلومات التي يعز الحصول عليها من غير طريقه , عليه بهذا كله وبغيره أن يجذب أسماع طلابه وإنتباههم , ويشوقهم إلي القراءات الخارجية وإستقصاء المعرفة بأي سبيل وبكل سبيل , ويحبب إليهم مواجهة المشاكل الحياتية بالحلول العلمية لا بالهوي الفارغ . وكيف له بهذا إذا لم يعرف نظريات التعلم والتعليم , ويقف علي نفسيات من يتعامل معهم من المتعلمين , ويلم بأسس الموقف التربوي الناجح وطرق التدريس التي تغور بمن ينتهج نهجها في أعماق النفس البشرية من المتعلمين فتسلمه إلي التفاعل المثمر معهم وإشباع حاجات من كانت لهم به حاجة ؟.

   وإضافة إلي أنه يقوم بالتدريس والمحاضرة فأستاذ الجامعة الذي نتحدث عنه يقود المناقشات داخل قاعات الدرس وخارجها إثراء للفكر وتعميقا للمفاهيم وغرسا لفضائل التعاون والتكامل بين الجماعات . وقيادة المناقشات بهذا الهدف مهارة تحتاج إلي قدرات وإمكانات ذات شأن . إذ المطلوب في مثل هذا الموقف أن يمتلك زمام النقاش الطلاب أنفسهم , ويتخلى الأستاذ بعد البداية والإثارة عن حلبة الصراع ليترك المجال لأكبر عدد منهم تحت إشرافه وتوجيهه المحدود أن يتمرسوا هم بهذا العمل الفكري الهام وما يقتضيه من البعد عن المهاترات الرذيلة والتعصبات المقيتة للآراء الشخصية , ومن رعاية آداب الحديث والمناظرة أن يحكمهم هدف البحث عن الحقيقة والصواب الرأي من أي عقل خرجا . حتى إذا غرقوا في تلك المعمعة إلي آذانهم استمعوا إلي وجهات النظر المقبولة وإن التأمت من شتي الآراء المطروحة , وعز عليهم بعد ذلك أن يتميزوا أفراد وقد دانوا بكاملهم للمجموعة وذابوا بكليتهم في السعي وراء الهدف الموحد , وليس هذا فحسب , بل المطلوب من أستاذ الجامعة في مجال المناقشات أن يعلم طلابه كيف لا يلقون بالرأي دون دليل مقبول أو حجة منطقية واضحة , وأن يجد الوسيلة الفعالة لإشراك من تنقصهم الطلاقة اللغوية أو العلمية أو العلمية , ولتعويق أولئك البارعين فيهما عن الاسترسال واستقطاب الأنوار حتى لا ييأس الأولون فيركنوا إلي السلبية أو يطغي الآخرون علي حق هو لغيرهم . وهل يستطيع أستاذ الجامعة أن يحقق ذلك إلا إذا كان بارعا فكرا وعلما وذكاء ؟

   وأستاذ الجامعة بعد هذا وذاك مطلوب منه أن يشرف علي البحوث والرسائل العلمية أو علي الأقل يشترك في الإشراف عليها . وفي هذا هو محتاج إلي أن يتعرف علي من يشرف عليهم ويستبين بوضوح شخصياتهم المتمايزة بما تحصل من نقص أو كمال ليجبر النقص وينفخ في الكمال , وليعلمهم الاستقلال عنه وعن غيره بالدراسة . فليس يصح في عمل كهذا أن ينوب أحد عن أحد وإن صح فيه إلتماس التعاون . وليعلمهم كذلك كيف يعدون التقارير عن نتائج إنجازاتهم ويتقبلون عند العرض والمدارسة الجماعية النقد والبناء والرأي المخالف إن تبينوا وجاهته , ولا شك أن تلك البحوث والرسائل العلمية تحتاج إلي قراءات خارجية ومذكرات تكتب ومراجع تسجل بنظام خاص وقدر من الابتكار والجدة يتناسب وطبيعة البحث ومستوي الدرجة العلمية المترتبة عليه. ومسئولية الأستاذ حينئذ أن يوجه إلي مصادر المعلومات ذات القيمة والإثراء في مختلف البحوث التي يشرف عليها . وأن يكون من الكياسة والمكنة العلمية بحيث يقدر الابتكارية ويوحي بهــا .

   ومعروف أنه كلما ارتقي أستاذ الجامعة في سلمه الوظيفي زادت مسئولياته      العلمية , وضخمت عطاياه وعمق أداؤه العلمي , سواء في المحاضرات أو المناقشات أو الإشراف علي البحوث والرسالات أو في شتي المساعدات التي يبذلها للطلاب أو لغيرهم مما لا نجد فائدة كبيرة في تعدادها . أليس يرتقي أستاذ الجامعة فقط إذا ارتقي به عمله , وحملة انتاجه الفكري إلي مرتقاه ؟

   هذا ولأستاذ الجامعة باع طويل في بناء مجتمعه فوق ما يبذله من جهد في تخريج الكوادر التي تسد حاجاته , وتتولي أداء الخدمات المتعددة فيه بحكمة وإقتدار , إذ هو يشارك بفكره وجهده أيضاً في أقامة المشروعات النهضية , وإثراء حركة الأعمار والتقدم بما يضع من أسس علمية هي نتائج بحوثه التي أجراها , ودراساته التي توفر عليها , والندوات والمؤتمرات التي شارك فيها قصدا إلي تطوير قطاعات الحياة المختلفة صناعية وزراعية واقتصادية وتربوية وطبية وغير ذلك , وإسهاماً بفكر متفتح ونظريات عصرية في تجديد شباب هذه القطاعات , ورفع كفاية الإنتاج الاجتماعي فيها آلة وعاملاً وإنجازاً .

   وإذا نحن آمنا برسالة الجامعة التي تتنامي مع الأيام كما ألمحنا إليها سلفا, وبخطورة ما يؤدي أستاذ الجامعة فيها كل عرجنا علي الأهم في ذلك الأداء , وإذا نحن آمنا من وراء ذلك بأن أهداف الجامعة هذه لا تتحقق إلا بأستاذ قدير علي تحقيقها , ومن ثم يسق عود المجتمع ويعظم فضله وسبقه في عالم جل ما يعتز به بل كل ما يعتز به اليوم وغدا علم وتقنية  إذا نحن آمنا بهذا كله فلن نختلف أبدا أن أستاذ الجامعة أمة وحده , مرجع المراجع ومفصل القول فيما تخصص فيه , قادر علي أن يهب فنية التعامل العلمي السليم لطلاب الجامعة بما يقتحم من نفوسهم , ويشكل من شخصياتهم , وينفث من روعه في روعهم , ويترك في أعماقهم من نفسه كي يحملوا إلي مواطن أعمالهم بعد أن يتركوا الجامعة ما ينجحهم فيها , ويقدرهم علي مسايرة ركب العصر المتطور , وتتألق في المجتمع إذا رسالته , رسالة الجامعة  أليس ذلك يوحي حقا بأن أستاذ الجامعة حرم لا تنتهك حرمته , ومحرابه في كل زمان  ومكان ؟

* صفات أستاذ الجامعة

بهذا المنطق نستطيع القول بأن أستاذ الجامعة إن بات جديرا باسمه ينبغي أن تجتمع فيه صفات أربع :
•   الصفة الأولي : كفاية علمية , بمعني أن يكون في مجاله الخاص عالما فيما يعلم فيه , لا تغيب عنه شاردة ولا واردة . ولا يعوزه التصرف العلمي السليم فيما تأتي به الأقدار من مشاكل وتخلق من ظروف , ولا يعجز عن ملاحقة التطور العلمي المتنامي .

•   الصفة الثانية : كفاية فنية , بمعني أن يكون بصيراً بحيث يبصر طلابه بعلمه وبما هو مسئول أن يبصرهم فيه بحيث يستطيعون مواجهة التحديات العلمية ومسايرة ركب الحياة المتطور , والذي لا شك تطوراً كلما خطونا إلي الأمام.

•   الصفة الثالثة : خلق العلماء , بمعني أن يكون متخلقا بما ينبغي للعالم بحق أن يتخلق به ويتربي به سلوكه , مما يزينه العلم وتباركه المعرفة وسعه الأفق.
 
•   الصفة الرابعة : إلمام بصير باللغة العربية يقدر صاحبة علي الأداء اللغوي السليم بها .


* المرجع : أستاذ الجامعة في الوطن العربي ، د. حسين سليمان قورة ،  مجلة التربية ، عدد 4، السنة الأولي ، 1990 ، تصدر عن وزارة التربية – الكويت .

22
منتدى العلوم الإدارية / سؤال
« في: أغسطس 31, 2005, 12:09:37 صباحاً »
السلام عليكم
اليك هذا الملف المرفق يتضمن مواصفات استاذ الجامعة
ارجو ان تستفيد منه

23
منتدى العلوم الإدارية / كيف تنظم يومك ؟؟
« في: أغسطس 29, 2005, 12:14:01 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

وسيلتك لإدارة يومك، وقيادة حياتك نحو النجاح
 
*عبد الله المهيري
قبل أن نبدأ أنوه إلى أن مادة هذا الملف تم تجميعها وترتيبها من المراجع المكتوبة اسفل ، واجتهدت أن أختصر بقدر الإمكان في هذه المادة وكتابة الخلاصة المفيدة، حتى نعطي للقارئ فكرة مبدئية عن ماهية إدارة الذات وماذا نعني بإدارة الذات، وكيف يدير المرء ذاته، بحيث يؤدي ما عليه من واجبات، ويقوم بالأعمال التي يحب أن يؤديها ويوجد توازن في حياته بين نفسه وعائلته وعلاقاته والرغبة في الإنجاز.
ماذا نعني بإدارة الذات؟
هي الطرق والوسائل التي تعين المرء على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والاهداف.
والاستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق ما بين الناجحين والفاشلين في هذه الحياة، إذ أن السمة المشتركة بين كل الناجحين هو قدرتهم على موازنة ما بين الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم تجاه عدة علاقات، وهذه الموازنة تأتي من خلال إدارتهم لذواتهم، وهذه الإدارة للذات تحتاج قبل كل شيء إلى أهداف ورسالة تسير على هداها، إذ لا حاجة إلى تنظيم الوقت او إدارة الذات بدون أهداف يضعها المرء لحياته، لأن حياته ستسير في كل الاتجاهات مما يجعل من حياة الإنسان حياة مشتتة لا تحقق شيء وإن حققت شيء فسيكون ذلك الإنجاز ضعيفاً وذلك نتيجة عدم التركيز على أهداف معينة.
إذاً المطلوب منك قبل أن تبدأ في تنفيذ هذا الملف، أن تضع أهدافاً لحياتك، ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ ما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك بعد أن ترحل عن هذه الحياة؟ ما هو التخصص الذي ستتخصص فيه؟ لا يعقل في هذا الزمان تشتت ذهنك في اكثر من اتجاه، لذلك عليك ان تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها، وتقوم بالتخطيط لحياتك وبعدها تأتي مسئلة تنظيم الوقت.
أمور تساعدك على تنظيم وقتك
هذه النقاط التي ستذكر أدناه، هي أمور أو أفعال، تساعدك على تنظيم وقتك، فحاول أن تطبقها قبل شروعك في تنظيم وقتك.
وجود خطة، فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخطط لحياتك فتصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة.
لا بد من تدوين أفكارك، وخططك وأهدافك على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة، إلا إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة، وذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك.
بعد الانتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، لا تقلق ولا ترمي بالخطة فذلك شيء طبيعي.
الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأس، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي.
يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيد لك في مستقبلك وفي نفس الوقت غير مضر لغيرك.
اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك.
استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره.
تنظيمك لمكتبك، غرفتك، سيارتك، وكل ما يتعلق بك سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرص على تنظيم كل شيء من حولك.
الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فكن مرناً أثناء تنفيذ الخطط.
ركز، ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة أن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً.
اعلم أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك.
معوقات تنظيم الوقت.
المعوقات لتنظيم الوقت كثيرة، فلذلك عليك تنجنبها ما استطعت ومن أهم هذه المعوقات ما يلي:
عدم وجود أهداف أو خطط.
التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت، فتجنبه.
النسيان، وهذا يحدث لأن الشخص لا يدون ما يريد إنجازه، فيضيع بذلك الكثير من الواجبات.
مقاطعات الآخرين، وأشغالهم، والتي قد لا تكون مهمة أو ملحة، اعتذر منهم بكل لاباقة، لذى عليك أن تتعلم قول لا لبعض الامور.
عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم.
سوء الفهم للغير مما قد يؤدي إلى مشاكل تلتهم وقتك.
خطوات تنظيم الوقت.
هذه الخطوات بإمكانك أن تغيرها أو لا تطبقها بتاتاً، لأن لكل شخص طريقته الفذة في تنظيم الوقت المهم أن يتبع الأسس العامة لتنظيم الوقت. لكن تبقى هذه الخطوات هي الصورة العامة لأي طريقة لتنظيم الوقت.
فكر في أهدافك، وانظر في رسالتك في هذه الحياة.
أنظر إلى أدوارك في هذه الحياة، فأنت قد تكون أب أو أم، وقد تكون أخ، وقد تكون ابن، وقد تكون موظف أو عامل او مدير، فكل دور بحاجة إلى مجموعة من الأعمال تجاهه، فالأسرة بحاجة إلى رعاية وبحاجة إلى أن تجلس معهم جلسات عائلية، وإذا كنت مديراً لمؤسسة، فالمؤسسة بحاجة إلى تقدم وتخطيط واتخاذ قرارات وعمل منتج منك.
حدد أهدافاً لكل دور، وليس من الملزم أن تضع لكل دور هدفاً معيناً، فبعض الأدوار قد لا تمارسها لمدة، كدور المدير إذا كنت في إجازة.
نظم، وهنا التنظيم هو أن تضع جدولاً أسبوعياً وتضع الأهداف الضرورية أولاً فيه، كأهداف تطوير النفس من خلال دورات أو القراءة، أو أهداف عائلية، كالخروج في رحلة أو الجلوس في جلسة عائلية للنقاش والتحدث، أو أهداف العمل كاعمل خطط للتسويق مثلاً، أو أهدافاً لعلاقاتك مع الأصدقاء.
نفذ، وهنا حاول أن تلتزم بما وضعت من أهداف في أسبوعك، وكن مرناً أثناء التنفيذ، فقد تجد فرص لم تخطر ببالك أثناء التخطيط، فاستغلها ولا تخشى من أن جدولك لم ينفذ بشكل كامل.
في نهاية الأسبوع قيم نفسك، وانظر إلى جوانب التقصير فتداركها.
ملاحظة: التنظيم الأسبوعي أفضل من اليومي لأنه يتيح لك مواجهة الطوارئ والتعامل معها بدون أن تفقد الوقت لتنفيذ أهدافك وأعمالك.
كيف تستغل وقتك بفعالية؟
هنا ستجد الكثير من الملاحظات لزيادة فاعليتك في استغلال وقتك، فحاول تنفيذها:
حاول أن تستمتع بكل عمل تقوم به.
تفائل وكن إيجابياً.
لا تضيع وقتك ندماً على فشلك.
حاول إيجاد طرق جديدة لتوفير وقتك كل يوم.
أنظر لعاداتك القديمة وتخلى عن ما هو مضيع لوقتك.
ضع مفكرة صغيرة وقلما في جيبك دائماً لتدون الأفكار والملاحظات.
خطط ليومك من الليلة التي تسبقه أو من الصباح الباكر، وضع الأولويات حسب أهميتها وأبدأ بالأهم.
ركز على عملك وانتهي منه ولا تشتت ذهنك في أكثر من عمل.
توقف عن أي نشاط غير منتج.
أنصت جيداً لكل نقاش حتى تفهم ما يقال، ولا يحدث سوء تفاهم يؤدي إلى التهام وقتك.
رتب نفسك وكل شيء من حولك سواء الغرفة أو المنزل، أو السيارة أو مكتبك.
قلل من مقاطعات الآخرين لك عند أدائك لعملك.
أسأل نفسك دائماً ما الذي أستطيع فعله لاستغلال وقتي الآن.
أحمل معك كتيبات صغيرة في سيارتك أو عندما تخرج لمكان ما، وعند اوقات الانتظار يمكنك قراءة كتابك، مثل أوقات أنتظار مواعيد المستشفيات، أو الأنتهاء من معاملات.
أتصل لتتأكد من أي موعد قبل حلول وقت الموعد بوقت كافي.
تعامل مع الورق بحزم، فلا تجعله يتكدس في مكتبك أو منزلك، تخلص من كل ورقة قد لا تحتاج لها خلال أسبوع أو احفظها في مكان واضح ومنظم.
أقرأ أهدافك وخططك في كل فرصة يومياً.
لا تقلق إن لم تستطع تنفيذ خططك بشكل كامل.
لا تجعل من الجداول قيد يقيدك، بل اجعلها في خدمتك.
في بعض الأوقات عليك أن تتخلى عن التنظيم قليلاً لتأخذ قسطاً من الراحة، وهذا الشيء يفضل في الرحلات والإجازات.
ركز على الأفعال ذات المردود العالي مستقبلاً، مثل:
*أنت : -قراءة الكتب والمجلات المفيدة.
-الاستماع للأشرطة المفيدة.
-الجلوس مع النفس ومراجعة ما فعلته خلال يومك.
-ممارسة الرياضة المعتدلة للحفاظ على صحتك.
-أخذ قسط من الراحة، من خلال الإجازات أو فترة بسيطة خلال يومك.
* العائلة : - الجلوس مع العائلة في جلسات عائلية.
-الذهاب لرحلة ومن خلالها تستطيع توزيع المسؤوليات على أفراد الأسرة فيتعلموا المسؤولية وتزيد أواصر العلاقة بينكم.
*العمل : - التخطيط للمستقبل دائماً.
-التخلص من كل عمل غير مفيد.
-محاولة استشراف الفرص واستغلالها بفعالية.
-التحاور مع الموظفين الزملاء والمسؤولين والعملاء أو المراجعين لزيادة كفائة المؤسسة.
وما ورد أعلاه ليس إلا أمثلة بسيطة، وعليك ان تبدع وتبتكر أكثر.
*المصادر : يوجين جريسمان-فن إدارة الوقت و جيفري ماير -النجاح رحلة.

مع الاحترام ..........

24
منتدى العلوم الإدارية / تعريفات
« في: أغسطس 28, 2005, 12:14:29 صباحاً »
اقتباس (بشارة @ 30/5/2005 الساعة 23:13)
تعريفات      
 


الشجاعة
الشجاعة ليست مقصورة على ميدان المعركة ولا على سباق السيارات ولا على تمكنك من القبض على لص داخل بيتك ، إن الاختبارات الحقيقية للشجاعة تكمن في أشياء أكثر هدوءاً ، إنها الاختبارات الداخلية ، مثل محافظتك على الإيمان حين تكون منفرداً ، و تحملك للألم حين تخلو الحجرة من الناس ، ووقوفك وحيداً حين يساء فهمك .
( شارلس سويندول-كاتب)
========================

حقا انها الشجاعة
الشجاعة هي الصبر و الثبات و الإقدام على الأمور النافعة تحصيلاً و على الأمور السيئة دفعاً ،
 و تكون في الأقوال و الأفعال ،
 والشجاعة التغلب على رهبة الموقف
 قال بعضهم : الشجاعة صبر ساعة .
 الشجاعة من القلب و هي ثبات القلب و استقراره و قوته عند المخاوف ،
 و هو خلق يتولد من الصبر

قال المتنبي :
 الرأي قبل شجاعة الشجعان ----- هو أول وهي المحل الثاني

فإذا اجتمعا لنفــــــس مــــرة ------- بلغت من العلياء كل مكان

و لربما طعـــــن الفتى أقرانه ----- بالرأي قبل تطاعن الأقـــران

25
منتدى العلوم الإدارية / الانظمة الاقتصادية المعاصرة
« في: أغسطس 27, 2005, 12:22:12 صباحاً »
ولمزيد من الفائدة اليك هذا الموضوع الذي يتناول مفهومي كل من النظام الاقتصادي والتنظيم الاقتصادي لنفس الكاتب الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

لابد من التفريق بين مفهوم النظام الاقتصادي ومفهوم التنظيم الاقتصادي من خلال تعريف كل منهما: فالنظام الاقتصادي كما أسلفنا هو مجموعة العلاقات والمؤسسات التي تميز الحياة الاقتصادية لمجتمع معين في الزمان والمكان أما التنظيم الاقتصادي فهو وسيلة يستخدمها النظام الاقتصادي لتنظيم النشاط الاقتصادي والفعاليات الاقتصادية المختلفة. وتختلف طبيعة التنظيم الاقتصادي من نظام اقتصادي لآخر. ويمكننا على سبيل المثال ذكر نوعين من التنظيمات الاقتصادية:
1 - التنظيم الاقتصادي الحر، وهو وسيلة النظام الاقتصادي الرأسمالي في تنظيم فعاليات النشاط الاقتصادي التي تقوم على حرية النشاط الاقتصادي. ويتصف هذا التنظيم باللامركزية والعفوية، ومن أهم خصائصه: اقتصاد يقوم التوازن فيه على آلية السوق، ويعتمد المشروع الخاص ولا تتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي إلا بصورة غير مباشرة.
2 - التنظيم الاقتصادي الموجه، الذي يعتمده النظام الاقتصادي الاشتراكي لتحقيق أهدافه الاقتصادية، حيث يقوم التخطيط الإلزامي والمركزي والشامل بتحقيق التوازن في النظام الاقتصادي وفعالياته. ومن أهم خصائص هذا التنظيم: وجود خطة مركزية شاملة وتتصف بالإلزامية توجه كافة الأنشطة والفعاليات الاقتصادية لتحقيق أهداف النظام الاقتصادي الاشتراكي. وتفقد آلية السوق فاعليتها في هذا التنظيم الاقتصادي لتحل محلها الخطة وتتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي من خلال ملكيتها لوسائل الإنتاج (الملكية العامة). ويصبح المشروع هنا وحدة اقتصادية في جسم اقتصادي متناغم، فالمشروع وحدة اقتصادية منفصلة من الناحية القانونية فقط.
- تصنيف الأنظمة الاقتصادية:
يتم تصنيف الأنظمة الاقتصادية بالاستناد الى عدد من المؤشرات والمعايير أهمها:
1 - التصنيف الذي يعتمد مجموعة عوامل للتفريق بين الأنظمة الاقتصادية أهم هذه العوامل: شكل الملكية، نظام العمل، دور الدولة وغير ذلك.
2 - التصنيف الذي اعتمد شكل الملكية على أنه العامل الوحيد الذي يتم بواسطته التفريق بين الأنظمة الاقتصادية.
* ووفقا للتصنيف الأول نلاحظ وجود أنظمة اقتصادية أساسية وأخرى ثانوية (هامشية). ومن أهم الأنظمة الاقتصادية الأساسية: نظام الاقتصاد المغلق، نظام الاقتصاد الحرفي، النظام الاقتصادي الرأسمالي، النظام الاقتصادي الاشتراكي. أما الأنظمة الاقتصادية الثانوية فيمكننا أن نذكر: نظام الطوائف، النظام التعاوني الخ....
1 - نظام الاقتصاد المغلق: وهو يقوم على مبدأ الاكتفاء الذاتي ويتميز بتدني مستوى تطور وسائل الإنتاج والتقانة، وقلة كميات الإنتاج.
2 - النظام الاقتصادي الحرفي: الذي نشأ وتطور مع نشوء وتطور المدينة،ويتميز بتزايد مهارة الحرفي الذي أجاد صناعة السلعة. ويقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وخضوع الحرفيين إلى قوانين غير مكتوبة نابعة من العرف والتقاليد. ويعتمد الحرفي في عمله على استخدام المعدات اليدوية البسيطة وينتج كميات قليلة من السلع وبناء على طلب مسبق.
3 - نظام الطوائف الاقتصادي: يعتمد هذا النظام على تنظيمات مهنية تسمى بالطوائف تضم كل العاملين في مهنة واحدة. وهو يهدف إلى خلق الانسجام بين الطبقات التي تكون المجتمع وجمع العمل ورأس المال في حركة واحدة. وبذلك فهو يعتمد على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ونلاحظ تطور المستوى التقاني لوسائل الإنتاج في هذا النظام.
* أما التصنيف الثاني الذي أخذت به النظرية الماركسية والذي يعتمد على نوع أسلوب الإنتاج المرتبط بشكل ملكية وسائل الإنتاج فهو يميز بين أنظمة اقتصادية تقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان نتيجة لذلك، ونظام اقتصادي آخر يقوم على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج ينتفي فيه الاستغلال. ويوحد هذا التصنيف بين مفهوم النظام الاقتصادي ـ الاجتماعي ومفهوم التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية. وقد طورت النظرية الماركسية مفهوم النظام الاقتصادي حيث أصبح يعني تشكيلة اقتصادية اجتماعية تتحدد من خلال نمط أسلوب الإنتاج والذي يتحدد بدوره من خلال شكل ملكية وسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج. وبذلك فان مفهوم النظام الاقتصادي قد تأثر مباشرة بمفاهيم أسلوب الإنتاج والتشكيلة الاقتصادية الاجتماعية. وقد ميزت النظرية الماركسية استنادا إلى هذا التصنيف بين خمسة أنظمة اقتصادية اجتماعية. وتتفق هذه الأنظمة اتفاقا تقريبيا مع مراحل تطور تاريخ البشرية الاقتصادي ولكن في فترة الانتقال من نظام اقتصادي إلى نظام آخر لابد من مرحلة انتقالية فيتعايش أكثر من نظام اقتصادي اجتماعي في وقت واحد،وهذه الأنظمة هي:
1 - النظام الاقتصادي الاجتماعي البدائي، حيث تكون ملكية وسائل الإنتاج وبخاصة الأرض ملكية جماعية، وكميات الإنتاج قليلة والتوزيع عادل.
2 - النظام الاقتصادي الاجتماعي العبودي، حيث تكون ملكية وسائل الإنتاج ومستخدميها للسادة مالكي العبيد ووسائل الإنتاج.
3 - النظام الاقتصادي الاجتماعي الإقطاعي، حيث تكون ملكية الأرض وسيلة الإنتاج الرئيسية ملكية خاصة للسادة الإقطاعيين، ويرتبط الفلاحون بالأرض كأقنان لا يستطيعون مغادرتها بمحض أرادتهم.
4 - النظام الاقتصادي الاجتماعي الرأسمالي، ويتم الإنتاج في هذا النظام من أجل التبادل، وهو ما يسمى بالإنتاج البضاعي وتعود ملكية وسائل الإنتاج إلى فئة قليلة من المجتمع هم الرأسماليون أما باقي أعضاء المجتمع وهي الأكثرية لا تملك سوى قوة عملها فهم يشتغلون عمالا أجراء يشغلون وسائل الإنتاج التي يملكها الرأسماليون. ويتميز هذا النظام بحرية النشاط الاقتصادي. ويتم تخصيص الموارد الاقتصادية في النظام الرأسمالي عن طريق آلية السوق، وتتخذ القرارات الاقتصادية في إطار من اللامركزية. ولا تتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي الذي تقوم به المؤسسات والأفراد إلا بصورة غير مباشرة. كما يفترض النظام الرأسمالي أن الوحدات الاقتصادية تسعى دائما لزيادة كمية الربح في حالة المنتج وزيادة المنفعة في حالة المستهلك. فالفرد يلعب دورا مزدوجا في النظام الاقتصادي مرة كمنتج ومرة كمستهلك ولكنه دائما مدفوع بالدافع الاقتصادي أو تحقيق مصلحته الشخصية وذلك لأنه يتصف بالرشاد والعقلانية. ويقوم النظام الاقتصادي الرأسمالي على آلية السوق التي لا يمكن أن تؤدي وظائفها بكفاءة إلا إذا اتصفت بالحرية والمنافسة التامة وعدم تدخل الحكومة، عندئذ لا يكون في مقدور أي من المنتجين أو المستهلكين بصفته المنفردة التأثير على الأسعار السائدة في السوق.
ومن أهم عيوب النظام الاقتصادي الرأسمالي:
- يسمح هذا النظام بالتفاوت الكبير في الدخل والثروة، بل وتقود آلية السوق إلى مزيد من تمركز الثروة.
- تحت ضغط التطورات التقانية الحديثة وتمركز الثروة تؤدي آلية السوق إلى انحسار المنافسة وانتشار الاحتكار.
- يتسم النظام الاقتصادي الرأسمالي بالتقلبات الدورية في النشاط الاقتصادي وحدوث الأزمات الاقتصادية والمتمثلة بظاهرتي التضخم والبطالة.
- لا يحقق النظام الاقتصادي الرأسمالي عادة المستوى الأمثل للادخار كما أنه يعاني من صعوبات كثيرة في توجيه الادخار نحو الاستثمار المنتج.
- يركز النظام الاقتصادي الرأسمالي على السلع والخدمات الخاصة دون العامة لأنها أكثر ربحية وأسرع من حيث المردود.
5 - النظام الاقتصادي الاجتماعي الاشتراكي، الذي تعود ملكية وسائل الإنتاج فيه للمجتمع بكامله (الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج) والهدف الرئيسي من النشاط الاقتصادي هو السعي من أجل تلبية حاجات المواطنين المتنامية. ويترتب على ذلك انعدام التفاوت الكبير في الدخول والثروة بين الأفراد إذ أن التفاوت الاقتصادي في النظام الاشتراكي يرتبط بتفاوت المواهب الإنتاجية وليس بنظام الملكية والإرث.
يعتمد النظام الاقتصادي الاشتراكي على أسلوب التخطيط المركزي والشامل في الإدارة الاقتصادية،حيث يتم رسم أهداف طموحه والسعي لتحقيقها عن طريق حصر الموارد المتاحة وتوجيهها توجيها واعيا وكفؤا. ويتصف التخطيط في الاشتراكية بالشمول والمركزية والإلزامية.ويتصف النظام الاقتصادي الاشتراكي بهيمنة الدولة على الاقتصاد وهي تلعب دورا رئيسيا في عمليات الإنتاج والتوزيع من خلال سيطرتها على وسائل الإنتاج (الملكية العامة). ويستهدف النشاط الاقتصادي عادة السعي لتحقيق الأهداف التي تتبناها الدولة.
ومن أهم عيوب النظام الاقتصادي الاشتراكي:
- إهمال الحوافز المادية، إذ من غير المتوقع أن يبذل الفرد بصفته أجيرا عند الدولة قصارى جهده من أجل زيادة الإنتاج وتخفيض التكاليف.
- إن مبدأ المركزية يضفي على العملية التخطيطية درجه عالية من عدم المرونة والبيروقراطية. وهذا يؤدي بدوره إلى تدني مستويات الإنتاجية.
- تؤدي مركزية التخطيط إلى عدم قدرة الاقتصاد على مواجهة التغيرات الطارئة في الحياة الاقتصادية وبخاصة التي يصعب التنبؤ بها مواجهة سريعة وفاعله.
وهذا يوضح لنا أن بنى النظام الاقتصادي الكلي هي ليست بنى متجاورة أو مضافة لبعضها هكذا وببساطة بل أنها تشكل ترابط عضوي (متابعة البنى) ومجمع متوافق (يعبر عن علاقات مستقرة). وهذا يعني تطور مفهوم النظام الاقتصادي ليوضح لنا العلاقات الداخلية في المجتمعات الإنسانية.ويكون للبنى التي يتكون منها النظام الاقتصادي طابع عام وعلى عدة مستويات.لهذا فان النظام يستلزم بنية قانونية وسياسية وبنية معنوية وهذه البنى تستلزم أيضا ضرورة إظهار الجانب المسيطر في المستوى المطلوب معرفته. فإذا كانت التقانة هي المسيطرة (تسيطر الآلة داخل النظام)،أما إذا البنية الفوقية هي المسيطرة يظهر السعي لتحقيق الربح في النظام الرأسمالي كقانون أساسي.إن السمتين الرئيسيتين للنظام الاقتصادي هي ضرورة انسجامه ودوامه النسبي وتنتج هاتان السمتان من الميزتين الرئيسيتين لمكونات النظام وهما مرونة البنى ومقدرتها على التوافق.ولأن البنى الفوقية أتبنى التحتية مرنة ومتغيرة يمكن للنظام الاقتصادي أن يتطور فعلا ويتحول.ولكن التحول يحدث بشكل لا تستطيع معه البنى التوافق فيما بينها،وهذا يؤدي إلى الانتقال من نظام اقتصادي إلى نظام اقتصادي آخر.
تظل الأنظمة الاقتصادية دائما في حركة تطور،والعوامل المسؤولة عن هذا التطور تنقسم إلى عوامل ذاتية ترتبط ارتباطا عضويا بالمتغيرات الاقتصادية كازدياد الإنتاجية وتطور مستوى وسائل الإنتاج التقاني،وعوامل خارجية لا تتصل اتصالا مباشرا بالظواهر الاقتصادية كالاكتشافات الجغرافية والعلمية والحروب والنزاعات السياسية بين الأنظمة المعاصرة.

الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
جامعة دمشق – كلية الاقتصاد .

مع الاحترام ...........

26
منتدى العلوم الإدارية / العولمـة والتربيـة
« في: أغسطس 26, 2005, 12:21:33 صباحاً »
بحث جميل جدا وواقعي
وأكثر ما أعجبني في هذا البحث الحقيقة التالية

(( وإذا كانت العولمة قد أخذت مفهوماً من "ثورة المعلومات والتقنيات الحديثة من أجل أهداف إنسانية "فإنها في جوهرها، تتخذ من المعلومات والتقنيات الحديثة وأجهزة الإعلام، سبيلاً من سبل انتشارها وتأكيد وجودها وانتشارها.. بحيث يظهر بمظهر جمالي ينشد الرخاء للجميع والعلم والمعرفة وسبل الحياة الأفضل.. لكن حقيقة أمر العولمة تكمن في الهيمنة على خيرات الشعوب، وتحقيق إدارة مركزية عالمية تحركها الإدارة الأمريكية تحديداً.. وهي بعكس العالمية أو الأممية التي تقدم تفهماً عميقاً للإنسان في كل زمان ومكان.. ))

ارجو قراءتها والتفكير بها جيدا والتمعن في مغزاها

مع الاحترام ............

27
فكرة واسلوب جيد
علما بأن كثير من الاشياء تعرف بمضادتها
اي حتى نعرف الصواب يجب نعرف الخطأ

28
منتدى علم الطب / حصيات المسالك البولية
« في: أغسطس 25, 2005, 02:35:48 مساءاً »
معلومات جيدة ومفيدة
اشكرك على هذا الرابط
وخاصة الفلاشات المرفقة به
مع الاحترام

صفحات: 1 [2]