23
« في: أغسطس 13, 2002, 09:27:17 صباحاً »
مقال مهم جدا نشر في جريدة الحياة للكاتب البريطاني باتريل سيل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، (المصدر: جريدة الحياة اللندنية، يوم الأحد 4 جمادى الأولى 1423هـ، 14 تموز (يوليه) 2002م، العدد1435)
هل ينبغي على العرب أن يسحبوا أموالهم من الولايات المتحدة؟
كم هو المال العربي المستثمر في الولايات المتحدة؟ طرحت هذا السؤال على عدد من المصرفيين الدوليين، ولكنني لم أحصل إلا على تقديرات متباينة، تراوح بين 400 بليون الى 800 بليون دولار، ولم يبد أحد استعداده لتزويدي رقماً دقيقاً، على الرغم من أن الكل أجمع على أن المال العربي المستثمر ضخم للغاية. على أن المصرفيين ميزوا بين المال الخاص الذي توظفه العائلات والأفراد العرب والمال الرسمي الذي تدعمه الحكومات العربية في المصارف التجارية، وكان تحديد المبالغ الرسمية في المصارف أسهل بكثير من تحديد المبالغ الخاصة وقد قيل أن المبالغ العربية العائدة إلى المملكة العربية السعودية، الكويت، دولة الإمارات العربية المتحدة، قطر، عمان، والمودعة في الولايات المتحدة تراوح بين 350 بليون و 400بليون دولار، وأفاد بعض المصرفيين بأن المال العربي الخاص المودع في المصارف الأجنبية يبلغ 300 بليون دولار، ولكن أين توجد هذه المبالغ، ومن هم مالكوها، فهذه أسرار لا يرغب أحد في التحدث عنها بشيء من التفصيل.
والرأي السائد الآن هو أن الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تجذب المستثمرين العرب كالمغناطيس بسبب اقتصادها المزدهر، وسوقها المالي المتعاظم، قد فقدت اليوم قوة جاذبيتها بالنسبة للمستثمرين العرب، سواء كانوا رسميين أو من القطاع الخاص وقد قيل ان المال العربي يخرج حاليا من الولايات المتحدة، وأن عملية إخراجه تتخذ أبعادا متسارعة الآن، والأسباب التي قدمت لي تتجسد في تنامي المشاعر المعادية للعرب في الولايات المتحدة بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر وفي السياسات المعادية للعرب التي تنتهجها إدارة الرئيس بوش، ولكن يمكن أن يعزى هذا العزوف العربي وعلى نحو لا يقل أهمية عن السببين المذكورين الي الكشف عن الفضائح المالية في الولايات المتحدة وإلى الشكوك الكبيرة التي تثار حول الأسواق المالية الامريكية وحول الاقتصاد الامريكي، بشكل عام.
يتبع
منقول وهذا الموضوع لـ فارس المدينه