Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - اسلحة الطاقه

صفحات: 1 ... 4 5 6 [7] 8 9 10 ... 31
91
منتدى علم الكيمياء / لماذا ننام
« في: يناير 05, 2007, 01:18:58 صباحاً »
سر اليقظة!
فما هو (سر اليقظة)؟!
وكيف تحدث؟!
ولماذا؟
.. لقد وجدنا، وعلمنا، أن تنبه القشر الدماغي، ونشاطه وفعاليته يدل على حالة اليقظة.
كما علمنا أن التنبيه الكهربائي، والإثارة لمنطقة من التكوين الشبكي، يؤدي إلى تنشيط مباشر، وتنبه ملحوظ لقشر الدماغ، وذلك نتيجة للاتصالات المكثفة بين التشكلات الشبكية والقشر الدماغي، ويحدث بالتالي حالة اليقظة، إذا كان الحيوان نائماً!
كما علمنا بالتالي أن وظيفة التشكلات الشبكية، هي أن تحافظ على حالة اليقظة، عن طريق نشاطها، حيث إن نشاطها وعملها يقود إلى اليقظة، ويبعد النوم.
فاليقظة تحتاج إلى نشاط وحيوية مستمرة في التكوين الشبكي، الذي يعطي إشارات منشطة ومنبهة للقشر الدماغي..
فطالما استمرت التشكلات الشبكية في عملها، فإنها تحفظ، وتحافظ، على حالة اليقظة!.. حتى إذا ما انتهى عملها وكف، أو ثبطت وظيفتها وأوقفت، مثلاً عن طريق تخريبها أو قطع اتصالاتها مع الأجزاء الأخرى من الدماغ، يبدأ النعاس في الظهور، ثم يأخذ النوم سبيله إلى الدماغ والجسم.
.. فإذن يمكن أن تكون نقطة انطلاقتنا هي ( التشكلات الشبكية)..
و( نشاط) (التشكلات الشبكية).
ولعل أول سؤال يخطر على البال هنا، هو:
هل هذا النشاط، ينبع من التشكلات الشبكية بالذات، أم أنه يأتيها من مصدر آخر؟
في الواقع، لقد ثبت أن التشكلات الشبكية، ليس لها القدرة الذاتية على النشاط والتنشيط! وإنما يجب وينبغي أن يتم تنشيطها وإثارتها، عن طريق تلقيها الإشارات والإثارات والمثيرات، من مصادر أخرى!..
فلقد تبين أن التنبيهات والمثيرات الواصلة إلى التشكلات الشبكية، إنما تأتي على شكل إشارات حسية واردة من العضلات، وإشارات بصرية واردة من العينين (في حالة فتحهما)، وإشارات ألمية وحسية واردة من الجلد، وإشارات حسية حشوية واردة من الأحشاء الداخلية (المعدة والأمعاء)، وإشارات سمعية صوتية واردة من الأذنين.. وتتجمع هذه التنبيهات والإشارات، وتنتقل على شكل (سيالات عصبية) تصعد إلى (الأعلى)! عن طريق المسارات العصبية الصاعدة، حتى تصل إلى المخ المتوسط، وفيه التكوين أو التشكلات الشبكية، فتعمل عندئذ على استثارة وتنبيه وتنشيط هذه التشكلات.. وبعد أن يتم في هذه التشكلات تكامل وتكبير هذه السيالات العصبية(المثيرات) فإنها تنقلها إلى المهاد.
ومن ثم إلى القشر الدماغي وذلك عن طريق الاتصالات العصبية المكثفة الموجودة بينهما، كما ذكرت،.. وهناك تعمل هذه المنبهات والمثيرات على تنشيط القشر الدماغي واستثارته بدرجات متفاوتة حسب شدتها! حيث تتفاوت أنماط التنبيهات الحسية في قوتها.. فبعضها أكثر قوة من بعض، من حيث القدرة على إحداث استجابة اليقظة، حيث تعتبر المنبهات الألمية كالوخز والحرق الخ، والمنبهات الحسية الجسمية الباطنية،من أكثرها قوة.
.. فإذا كانت هذه المنبهات ضعيفة، ونحن نيام، فإنها تؤدي بنا إلى التقلب في الفراش، أو تحريك العيون، أو اهتزاز الرموش لفترة قصيرة!..
وأما إذا كانت هذه المنبهات قوية، فإنها تعمل عندئذ، إذا كنا نياماً، على إحداث اليقظة!
هذا، ولما كانت الاتصالات الموجودة بين (القشر) و(التشكلات الشبكية) تعمل على (جهتين) أو(بالاتجاهين)!.. حسب (رد المعروف بالمعروف) أو حسب المثل القائل: (حُكَّ لي أحكَّ لك!).. أو بالتعبير العلمي الرصين: حسب ( نظام التغذية المرتدة)! الذي يمثله الشكل التالي:
نشاط العامل(1)
يؤدي يؤدي
نشاط العامل (2)

فإنه، كما نشَّطت التشكلات الشبكية القشر الدماغي، فإن القشر الدماغي بنشاطه يؤدي بدوره إلى زيادة نشاط التشكلات الشبكية، وبالتالي فإنه يحافظ بهذا الشكل على درجة من التنشيط للتشكلات الشبكية، ما دام أنه قد تمت استثارة التشكلات الشبكية، بمثيرات قادمة من المناطق الحركية القشرية..
وهذا يوضح لنا أهمية الحركة، في إبقاء الإنسان في حالة يقظة!
ونلاحظ هنا أيضا أن دارة من نظام التغذية المرتدة، تعمل.. حيث أن نشاط التشكلات الشبكية يزيد من مستوى النشاط العضلي في الجسم كله، كما أن تنشيط التشكلات الشبكية يؤدي إلى نقل التنبيهات الجسمية إلى الجهاز العصبي المركزي، ولا سيما تلك التنبيهات الباطنية من العضلات، وذلك لأن لها درجة عالية من استثارة وتفعيل التنشيط.
وهكذا فإن نشاط التشكلات الشبكية يؤدي إلى زيادة نشاط العضلات، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة في درجة استثارة التشكلات الشبكية!
وكذلك نجد أن النشاط القوي لأي جزء من المخ الأمامي، وهو الذي يختص بالملكات الفكرية والعمل العقلي، يعمل أيضاً على تنشيط التشكلات الشبكية، وبالتالي يمكن أن يكون مصحوباً بدرجة عالية من اليقظة!
.. ولعل هذا يوضح لنا لماذا لا يحدث النوم، على الرغم من توفر كل الظروف الخارجية الملائمة له من ظلام وهدوء وفراش وثير!( أي في حالة زوال كل المنبهات الخارجية(تقريباً) في حالة نشاط القشر الدماغي، وانشغاله في موضوعات تستثير القلق أو الانشغال والتفكير!..
فالسبب هو استمرار تنبه التشكلات الشبكية من المصدر القشري الدماغي، نتيجة لاستمرار عمله، ونشاطه العقلي والفكري، على الرغم من توقف المثيرات الخارجية المحيطية!
.. ولعل ما ذكر يوضح لنا أيضاً، بعضاً من أسرار فريضة صلاة الصبح، ولاسيما في المسجد!
حيث تتم في هذه الصلاة، مجموعة كبيرة من الحركات بالإضافة إلى النشاط العقلي والفكري- المصاحب، من تأمل وخشوع وتفكر وتدبر ودعاء وقراءة! فكل ذلك، كما رأينا، يعمل على زيادة درجة اليقظة، عن طريق تنبه (التشكلات الشبكية) الناجم عن نشاط (القشر الدماغي)، مما يهُيئ الإنسان لا ستقبال يومه بيقظة تامة ونشاط جسمي وفكري!
فسبحان خالق العباد العالم بما يصلح لهم!
.. بالإضافة إلى المثيرات والمنبهات، التي ذكرت، والتي تعمل على تنشيط التشكلات الشبكية وإثارتها، والتي أتت من العضلات والأحشاء والعين والأذن والجلد و.. الخ،فإنه يوجد أيضاً، مثيرات ومنبهات أخرى، تأتي من أماكن أخرى!
فلقد افترض وجود تنبيهات صادرة عن مناطق معينة من المهُيد، تؤدي إلى تنشيط التشكلات الشبكية، وبالتالي إلى اليقظة!..
فلقد وجد بالتجريب، أن تنبيه المناطق الظهرية للمهيد، يؤدي إلى استثارة الجهاز العصبي الودي بصفة عامة، ولما كان تنشيط واستثارة الجهاز الودي، معناه إطلاق هرمون الايبنفرين ( الأدرينالين)، فإن هذا ما يزيد من درجة اليقظة عن طريقين:
الأول: هو ما يصاحب نشاط الودي من مظاهر تزيد الإثارات والتنبيهات الواردة من الأعضاء والأحشاء إلى التشكلات الشبكية، مثل اتساع حدقة العين التي تزيد المؤثرات الضوئية البصرية، وزيادة ضربات القلب، وارتفاع الضغط الشرياني، وغيره، من المظاهر المصاحبة، والتي تعمل كلها على زيادة التنبيهات الواصلة إلى التشكلات الشبكية، وبالتالي إلى زيادة اليقظة!.
والثاني: فهو أن الأدرينالين له تأثير مباشر وقوي في زيادة نشاط منطقة معينة من التشكلات الشبكية. وبالتالي طبعاً، يقود هذا إلى زيادة نشاط قشر الدماغ، الذي يقود بدوره إلى تنشيط تفعيل المناطق الظهرية للمهيد، مكملا الدارة المغلقة، من نشاط الودي ونشاط لب الكظر، وإفراز الأدرينالين.. الذي يعاود التأثير على التشكلات الشبكية في دورة من نظام (التغذية المرتدة) التي سبق الحديث عنها.
وهكذا نلاحظ أن تنبيه العصب الودي، يساعد على إبقاء اليقظة، وبالتالي فإن تثبيطه يسهل النوم!..
بينما على الطرف الآخر، نجد أن نظير الودي له تأثيرات معاكسة، حيث يلاحظ أثناء النوم، علائم تدل على درجة من فرط نشاطه!
وهكذا نجد أن الجهاز العصبي الذاتي (الودي ونظير الودي)، يتدخل أيضاً في إحداث النوم، ولو كان تدخله ثانوياً!.
.. فإذن مما ذكر سابقاً، نلاحظ أنه توجد ثلاثة أنظمة من ( التغذية المرتدة) هي:
1- من التكوين الشبكي إلى لحاء الدماغ ( أو قشره)، ومنه ثانية إلى التكوين الشبكي.
2- من التكوين الشبكي إلى العضلات الطرفية، ومنها ثانية الى التكوين الشبكي.
3- من التكوين الشبكي إلى لب الكظر، ومنه ثانية الى التكوين الشبكي، وذلك عن طريق هرمون الأدرينالين.
هذه الأنظمة الثلاثة، تعمل معاً، على رفع درجة إثارة التشكلات الشبكية، وبشكل تدريجي مستمر، طالما أنه بُدءَ بتنشيطها! مؤدية بالتالي إلى زيادة اليقظة.
وهكذا فإن الشخص أو (الحيوان) بعد أن يصبح يقظاً، فإنه يميل لأن يظل يقظاً (لبعض الوقت)!، نتيجة لعمل ونشاط التشكلات الشبكية،والتي تسمى من أجل ذلك (بالجهاز المنشط الشبكي)، من خلال الأنظمة الثلاثة السابقة الذكر، المنشطة والمثيرة.
... وهكذا تكون اليقظة هي عبارة عن (التعبير)! عن التوازن الحركي (الدينامي) الموجود بين تنشيط شبكة الخلايا الدماغية والتي يقيمها ويحدثها التصادم المستمر لكل من التنبيهات والمثيرات (الصاعدة) القادمةمن المحيط، والتنبيهات (الترابطية) الناجمة عن الاتصالات الموجودة بين المناطق المختلفة الدماغية والتي تؤثر ببعضها البعض، حيث إن مجموع التنبيهات (الصاعدة) تساند وتدعم حركة الاستثارة القشرية، وبالتالي تؤدي إلى مساندة حالة نشاط اليقظة!
.. ولكن حالة اليقظة، لا تستمر، كما هو المفروض أن يكون لمن ينظر إلى نظام التغذية المرتدة! ذلك أن الشخص أو الكائن، يميل لأن يظل يقظاً (لبعض الوقت) فقط!.
فكيف نستطيع أن نعلل ذلك؟!
في الحقيقة يأتي التعليل من خلال عرضنا لنظرية (التغذية المرتدة لليقظة والنوم)!
ج – نظرية التغذية المرتدة لليقظة والنوم
.. هذه النظرية تعلل لنا، لماذا لا تستمر حالة اليقظة Waking، المفروض أن تستمر! بناء على نظام التغذية المرتدة! حيث تقول:
إن الشخص (أو الحيوان)، بعد أن يظل يقظاً لفترة طويلة، فلا بد أن كثيراً من الخلايا العصبية، ولا سيما تلك الخلايا الموجودة في التشكلات الشبكية، ونتيجة للعمل المستمر، والإثارات المتواصلة، لا بد أن تتعرض للإرهاق والتعب، وبشكل تدريجي!..
وهذا يعني أن تصبح أقل قابلية للاستثارة والتنشيط، أي تحتاج إلى مزيد من المثيرات الحسية المكثفة، لكي تحتفظ بعملها ( أي الإبقاء على حالة اليقظة).. وهكذا ترتفع(العتبة الحسية Threshodd)، وهي الحد الأدنى المطلوب من المثير أو من قوة المنبه لكي يحس بها الإنسان أو ( الحيوان)، وعندما يحدث ذلك، فلا شك أن درجة التنشيط والإثارة، سواء من القشر الدماغي أو من المناطق الطرفية، تبدأ في التناقص!..وهذا يقود بدوره إلى تثبيط وكف أكثر للجهاز والتشكلات الشبكية!..ومن خلال دارة نظام التغذية المرتدة، فإن ذلك معناه، تزايد في (كف) وظائف القشر والمناطق الطرفية، وأيضاً بالتالي زيادة ( الكف) للتشكلات الشبكية!..
وهكذا عندما ينخفض مستوى قابلية الخلايا العصبية للاستثارة إلى (درجة حرجة)!(أي عندما تعجز المنبهات أو المثيرات التي تستقبلها هذه الخلايا، تعجز عن إثارة العتبة الحسية المتزايدة،) تقوم عندها (حلقة مفرغة)!.. إلى أن تخبو وتنطفئ كل أو معظم المكونات المحدثة لنظام التغذية المرتدة، وعندها يكون (النوم) قد.. حل!
حيث في هذه الحالة، تكون التشكلات الشبكية، في حالة خمود كاملة!..
كما تصاب التشكلات الشبكية الصاعدة ( بنهي عصبي)! يمنع وصول جميع الإثارات (السيالات العصبية) الفاعلة الصاعدة، نحو القشر الدماغي، مما يؤدي بالتالي إلى (نهي) اللحاء وحدوث.. (النوم)!
حتى إذا ما كانت التشكلات الشبكية والخلايا العصبية المتدخلة في نظام التغذية المرتدة في حالة السكون والراحة والخمود هذه، لفترة من الزمن، فإنها تستعيد عندئذ درجتها العادية من القابلية للاستثارة ( أي ينخفض مقدار عتبة اليقظة) ويصبح مجرد أي مثير صغير أو بسيط يوقظ الكائن!
ولكن حالة اليقظة، لا تحدث حتى تقوم بعض (إشارات اليقظة) بجعل التشكلات الشبكية تعاود نشاطها، آذنه لها ببدء العمل، ومعطية إليها ( دفعة التشغيل)!.. وكأنها (الشرارة الأولى) اللازمة والضرورية (لا ستمرار) الاشتعال..بعد..(ابتدائه)!!..
وما أن يتم ذلك، حتى تعود عندها مركبات التغذية المرتدة إلى العمل والاستمرار فيه، وعندها يمر الكائن من حالة النوم إلى حالة اليقظة مرة أخرى!
.. وهنا لما كانت الاتصالات العصبية، أي الألياف والمسارات الواصلة، بين أنظمة التغذية المرتدة، ليس ليفاً واحداً، أو أثنين، أو عشرة، أو مائة!.. بل ملايين من المسالك والمسارات والألياف!.. فإن هذا يفسر لنا، لماذا يمكن أن توجد درجات متفاوتة من الصحو والنوم؟!
فعندما يعمل نظام التغذية المرتدة من خلال بعض المسالك القليلة، نسبياً، من هذه المسالك العديدة، فلا شك أن حالة اليقظة ستكون خفيفة!..
و كلما زاد التنشيط وزاد بالتالي عدد المسالك المستعملة في وقت واحد، فإن درجة اليقظة، ستكون بلا شك أكبر!.. وهكذا..
ولما كان عدد المسارات والمسالك و(التوصيلات) التي يمكن أن تعمل في وقت واحد، إنما يعتمد على مقدار و درجة التأثيرات التنبيهية، التي ترد إلى التشكلات الشبكية، فإنه كلما زادت درجة الإشارات من مناطق القشر الدماغي المختلفة، ومن مناطق التغذية المرتدة، كلما زاد عدد المسارات المستعملة، وبالتالي، كانت درجة اليقظة أكبر!..
هذا، ولعل أن أحد الشواهد الهامة والتي تؤيد نظرية التغذية المرتدة لليقظة والنوم،إنما هو (الاسترخاء العضلي)!

فمن المعروف أن الاسترخاء الكامل للجهاز العضلي في الجسم، يمكن أن يؤدي بالكائن، وفي كثير من الأحيان، إلى النوم، على الرغم من عدم وجود تعب عضلي أو عصبي أو فكري!!
.. فلا شك أن هذا الاسترخاء، أدى إلى إنقاص، أو حتى إنعدام، التأثيرات التنبهية القادمة من العضلات، والمؤثرة والمنشطة للتشكلات الشبكية، وبالتالي سبب (كسر) حلقة هامة، إن لم تكن الأهم! من الحلقات الثلاث المشكلة لنظام التغذية المرتدة، والعاملة على الحفاظ على حالة اليقظة!..
ومن المؤيدات الأخرى، المعروفة أيضا لهذه النظرية هو أن.. البعد عن الضوضاء، والرتابة، والهدوء والسكون، وتعتيم الغرفة، وإغلاق العينين، والدفء المحيطي الذي يبعث على الراحة! كل ذلك من الممكن أن يجلب النوم، ويجعل الكائن أكثر استعداداً له!
وما السبب في ذلك إلا قلة المنبهات والمثيرات، أي قلة الرسائل العصبية، الناجمة عن الظروف السابقة، والتي تصل إلى التشكلات الشبكية، مما يؤدي بالتالي إلى (كف) نشاطها، أي كف نشاط جهاز التوعية والتنشيط، والتهيئة إلى (غزو النوم)!
ولعل تجارب فريدريك بريمر، البلجيكي Bremer التي أجريت عام 1935 تشكل البرهان والمؤيد العملي لهذه النظرية!
فعندما قطع قطعاً عرضياً جذع الدماغ (أي ساق المخ Brain stem، حتى مستوى قريب من الرقبة عند القطط وجعلها مشلولة paralyzed، أي بعبارة أخرى، أنقص وأزال جميع المؤثرات والمثيرات، ( الممكنة الوصول الى التشكلات الشبكية والقشر)، وجد عندما درس نشاط الدماغ عندها، وهي في هذه الحالة، أن نشاطه يشبه نشاط الدماغ عند القطط العادية الطبيعية (النائمة)!
أي أن نشاط مخها وهي مشلولة، معزولة عن المثيرات الخارجية، يشبه نشاط مخ القطط (النائمة) الطبيعية!
وكذلك وُجد بتجارب أخرى، أن قطع الجذع الدماغي، عند القطط في نقطة تقع، أعلى من موقع الحديبات مربعة التوائم Quadrigeminal tuber، أي قطع كل المثيرات الممكنة، يؤدي إلى ظهور النظم (دلتا) في مخطط كهربائية الدماغ، وهو النظم الدال على (النوم)!.. رغم أن القطط غير مخدرة!!
وكذلك وُجد بتجربة أخرى، أنه لدى قطع المحور الدماغي الشوكي في نقطة تقع تحت (البصلة)، فإن النظم ( بيتا)الدال على حالة اليقظة يكون موجوداً!.. حتى إذا ما حذفت جميع الفعاليات الحواسية والحسية، عن طريق قطع الجذور العصبية، الواردة إلى البصلة، فإن النظم ينقلب، ويصبح نظم (دلتا)، وهو النظم الدال على (النوم)..
..وهكذا، ومن كل ما ذكر، نلاحظ أن اعتدال، أو قلة، أو توقف، المثيرات (السيالات العصبية)، الواردة إلى القشر الدماغي، عن طريق التشكلات الشبكية، يهيء الكائن للنوم و يوقعه فيه!
فالنوم موجود أصلاً!
وكل ما يحتاج إليه الأمر، هو أن ندفع الكائن، عن طريق إزالة المثيرات إلى الوقوع فيه!
فكأنه (أي النوم) والحالة هذه، (حفرة سلبية) يصل الكائن إلى قرارها، دون أن يبذل أي مجهود منه!.. وليس هو (مرتفع) إيجابي يحتاج الكائن للوصول إليه، إلى بذل مجهود وعمل، والقيام بوظيفة!
وهذا ما يشير إليه هيس Hess بقوله: إنه يبدو من التناقض أن نطلق لفظ (وظيفة) على النوم!.. لأن أبرز علامات النوم، هو (طبيعته السلبية)!
.. فما النوم إلا عبارة عن (اختفاء) حالة اليقظة، تلك الحالة الإيجابية التي تتطلب مثيرات ومنبهات وفاعليات، لاستمرارها!
.... ولكن! إذا كان النوم كذلك، (فقط)!
.. فكيف نستطيع إذن أن نفسر ونعلل خاصية الدوران والدورية فيه، وحدوثه على الرغم من استمرار شحنة المثيرات والمنبهات؟!
فلقد وجد أنه علىالرغم من تعريض الفئران لشحنات حسية ومثيرات ومنبهات دائمة طوال اليوم (أي طوال الليل، وطوال النهار) فإنها استمرت في اللجوء إلى النوم..وفي دورات منتظمة!
فرغم أن المثيرات مستمرة...إلا أن النوم قد حدث!!
وإذا علَّلنا ذلك، بحدوث التعب في (التشكلات الشبكية)! كما ذكرت، ألا نكون في الحقيقة قد عُدنا من حيث بدأنا، من ( أننا ننام حين نتعب)؟!.على الرغم من أننا أصبحنا أكثر دقة، فاستعملنا أسماء لمناطق دماغية معينة، عوضاً عن استعمال كلمة التعب على إطلاقها وبدون تحديد!
.. ألا نكون قد رجعنا من حيث أتينا؟!
وإذن؟!
إذن يجب علينا أن (نعترف) أن النوم ليس هو (مجرد) توقف الجسم أو الجهاز العصبي أو (التشكلات الشبكية) عن العمل!.. وأنه ذو طبيعة (سلبية)!..
..بل، هو نتيجة لنشاط عصبي في أحد أجزاء الدماغ، يؤدي إلى(كف) النشاط فيما سواه، فهو ذو طبيعة (إيجابية)! ينتج عن عمل وفعل نشاط لجزء من الدماغ!
فلقد تبين أن ( التنبيهات) الصادرة عن أجزاء معينة من المنطقة الجانبية Lateral والمنطقة الأمامية Frontal للمهيد، نتيجة نشاطهما، تؤدي غالباً إلى (كف)مناطق من الجهاز الشبكي المنشط أي التشكلات الشبكية المنشطة، عن طريق هرموني، غير واضح ومحدثة حالة من (النعاس) ومؤدية أحياناً إلى (النوم) الفعلي!
وكذلك أيضاً، وجد أنه حتى التنبيهات والإثارات و(السيالات) الواردة من الأحشاء والأعضاء الداخلية، فإن كثيراً منها يذهب إلى منطقة في المخ المستطيل تسمى (بنواة المسار الأوحد) يكون لنشاطها وإثارتها، تأثير تعادلي (كف) على التشكلات الشبكية!
بل حتى التنبيهات التي ترد إلى التشكلات الشبكية، بالذات، يكون لها فعل مثبط عليها،، وبالطبع ينتشر هذه الفعل المثبط إلى المناطق الأخرى، إذا كانت هذه التنبيهات ذات (تردد بطيء)!
كما هو الحال في التنبيهات الواردة من الأمعاء، أثناء حركتها خلال الهضم! (ولعل هذا يفسر لنا رغبة المرء في النوم، بعد تناول وجبة دسمة)!
وكما هو الحال أيضاً في تلك التنبيهات النمطية (أي علىنمط واحد) التكرارية، الشبيه بالتي تستعمل في حالات التنويم المغناطيسي، والمشاهدة والمستعملة عند تنويم الأطفال مثلاً.. مثل الهدهدة، والتربيت على الظهر، بإيقاعات بطيئة على منوال واحد!
فكل هذه (المثيرات) تتحول إلى (مثبطات)! للتشكلات الشبكية. وتقود بالتالي، وظيفة التشكلات الشبكية ( التثبيطية)!.. تقود من خلال (نشاطها التثبيطي)! إلى (النوم)!
.. فالنوم، لم يعد إذن (حالة سلبية) بل (وظيفة إيجابية)! لها قيمة بقائية: أي تحافظ على بقاء الكائن الحي، وتحميه، وتؤدي له عملاً..
فالنوم.. ظاهرة (فاعلة)! أكثر منه ظاهرة (منفعلة)!
وهو وظيفة (إيجابية) لأقسام دماغية.. تعمل!.. فننام!!
(تنشط) أماكن.. (فتتثبط) أماكن أخرى!
و(تثار) مناطق..(فتكف) مناطق أخرى!
ومن خلال:
(تنشط) و(إثارة)، و(تثبط) و (كف)..
.. ننتقل..
..من (يقظة) إلى (نوم)!

92
منتدى علم الكيمياء / لماذا ننام
« في: يناير 05, 2007, 01:17:39 صباحاً »
بقية الحديث عن لماذا ننام؟ وما هي نظريات النوم؟
3– النظرية الموضعية للنوم.
أ – ( مركز النوم الدماغي) Sleep Center
في القرن الماضي كان جراّحو الأعصاب يجرون عملياتهم الجراحية الدماغية، دون الاستعانة بالتخدير، وأثناء وجود المريض في حالة يقظة! ..
وخلال هذه العلميات، شاهدوا أن مريضهم (الصاحي)! يستسلم فجأة (للنوم) في حالات معينة، عندما تمس أدواته الجراحية (تجمعاً) معيناً من الخلايا العصبية الموجودة في بعض المناطق العميقة، داخل الدماغ! ..
ودفعتهم هذه المشاهدات، والملاحظات إلى افتراض وجود (مركز للنوم)! فلا بد أن تكون تلك (التجمعات من الخلايا العصبية) مسؤولة عن النوم، ومسيطرة عليه! وإلا لماذا ينام هذا المبضوع (الصاحي) بمجرد أن تمس تلك (التجمعات)؟!
وإن افتراض وجود (مركز للنوم) ليس بالأمر المستغرب! ..
فالنوم عملية فسيولوجية، وظاهرة ذات شأن في حياة الإنسان، ولا تقل أهمية، بأي حال من الأحوال، عن العمليات الفسيولوجية والظواهر الأخرى المهمة في حياة الإنسان، مثل التنفس وضربات القلب، والشهية، والإحساس بالعطش .. الخ .. وكل هذه العمليات والظواهر الأخرى المهمة في حياة الإنسان، مثل التنفس وضربات القلب، والشهية، والإحساس بالعطش .. الخ .. وكل هذه العمليات والظواهر، معروف لها مراكز عصبية موجودة في الدماغ، وتسيطر عليها! ..
فما وجه الغرابة إذن في وجود مركز للنوم في الدماغ، يوجهه ويشرف عليه، ويكون مسؤولاً عن حدوثه، ويتحكّم فيه، وهو لا يقل (أي النوم) أهمية عن تلك الظواهر والعمليات التي لها (مراكز دماغية)؟
ولقد كانت، هناك دلائل، وملاحظات أخرى تدعم هذه (الفرضية) في بدء ظهورها أو بالأحرى هي التي دعت إلى (افتراضها).
فلقد لاحظ عالم الفسيولوجيا النمساوي (اكونومو) C. Economo أن المرضى الذين يموتون نتيجة إصابتهم بالتهاب الدماغ Encephalisitis، كانوا يبدون قبل وفاتهم اضطرابات في النوم، مثل الوسن والنعاس والنوم المتواصل! ..
ولماّ تم تشريح جثثهم! ...وجد أن التغير المرضي الالتهابي، إنما يكمن في أجزاء الدماغ القريبة من قاعدته ..
ولقد دعته هذه المشاهدات، إلى أن يفترض وجود مركز في تلك الأجزاء، هو الذي أدى نتيجة إصابته إلى اضطرابات النوم التي لوحظت قبل النوم!
كما أن العالم ( موتنر) Mauthaner قد لاحظ نفس الملاحظات!
وصرح في عام 1890م أن حالة النوم، التي لوحظت وشوهدت، خلال جائحة، مرض النوم (التهاب الدماغ النومي) إنما تعود إلى تخريب بعض المناطق الدماغية، نتيجة الآفات الالتهابية .. وحدّد هذه المناطق في ( المادة الرمادية) حول ( بطانية الدماغ)!
وبعد موتنر، كشف (هولزر Holzer) في إحدى وافدات التهاب الدماغ، بؤرة تصلب متسعة تناولت قسماً من اللطخة السوداء من جهة، والمنطقة الرمادية المحيطة بقناة (سيلفيوس) والقسم البطيني من البطين المتوسط من جهة أخرى.
كما أن (بت Pette) طرح في سنة 1923 مشاهدة طريفة، شاهدها في مصاب كان يدمن الكحول، أصابه شلل عيني فجائي استولى على جميع العين اليمني، وكان شللاً ناقصاً في اليسري، وزاد عليه فرط ميل إلى النوم، لا يغلب! ..
وحين فتح جثته بعد موته، كشف الفحص بؤرة تلين متسعة، تمركزت في السويقة الدماغية، بين اللطخة السوداء، وقناة ( سيلفيوس) وكانت النواة الحمراء في الأيمن سليمة، أما في الأيسر، فقد تناولتها الآفة باجمعها، وامتدت منها إلى السرير البصري الأيسر حتى الخط المتوسط.
وذكر لوكش Lucksch مشاهدة تظاهرت بالميل إلى النوم، كشف معها وجود بؤرة خثرية عقب إصابة المريض بالتهاب الشغاف خربت المادة السنجابية الكائنة في القسم الخلفي من البطين المتوسط، وتناولت معها أيضاً القسم الأوسط من جدار قناة (سيلفيوس) وقد امتدت استطالة صغيرة منها نحو النواة الأنسية من السرير البصري والحديبة التوأمية اليمنى.
و أثبت بوغايرت Bogaert) من جهة أخرى توضع آفة مخربة في المنطقة المجاورة لقلنسوة السويقة المخية، سببت في المصاب ازدياد الميل إلى النوم مع فالج في الشق الأيسر، و لقوة وشلل في العصب الاشتياقي في الشق الأيمن، ورافقها تناذر ارتجاج عضلي.
أما عالم الفسيولوجيا السويسري (هيس W.R. Hess)، فلقد كان من أنصار هذه النظرية (نظرية مركز النوم) أو بالأحرى من أشد القائلين بها، حتى أنها كثيراً ما تقترن باسمه! .. ولقد أجرى تجارب مخبرية عديدة، لإثباتها، وتدعيمها! ..
.. فكان يخدر حيواناته المخبرية، وهي القطط، ثم يفتح في جماجمها ثقباً يدخل فيه قطبين كهربائين Electrode، هما عبارة عن سلكين معدنيين دقيقين، ومعزولين، إلا في نهايتهما، بحيث يلامسان موضعاً من مواضع الدماغ، يحدّده ويعرف مكانه التشريحي!..
وبعد الانتهاء من هذه العملية الدقيقة، كان يخيط الجروح، ثم يترك الحيوان حتى يشفى و(تندمل جراحه)! .. فإذا كان الحيوان في (عافية) بعد ذلك، عمد عندها، إلى إمرار التيار الكهربائي في السلكين المغروسين في الدماغ، منبهاً المنطقة المقصودة . وملاحظاً، ومسجلاً، ما يطرأ على الحيوان من تغيرات .. وتبدلات!
ومن تبديل موضع ( سلكيه)! .. وتغير الأمكنة .. وتعدد التجارب .. توصل إلى أنه إذا كان السلكان مغروزين في منطقة معينة من الدماغ تسمى ( المخ الفاصل أو البيني أو العميق أو الدماغ المتوسط أو مضيق الدماغ أو سرير المخ Diencephalon أوThalamencephal وThalamencephalon) وتم التنبيه، فإن القطة التي كانت في حالة يقظة، تمر بجميع الخطوات والمراحل اللازمة للنوم! .. من البحث عن مكان مناسب، والتقوس في الوضع المألوف المميز لها! ثم تغلق عينيها، وبعد دقائق قليلة، تستغرق في النوم العميق! ..
وفي تجارب (حديثة) تبين أن التخطيط الدماغي الكهربائي، المرافق لمثل هذه التجربة، لا يختلف في نمط موجاته وإيقاعاته، عن النمط الخاص بحالة من النوم الطبيعي! ..
كما وجد أنه يمكن، إيقاظ القطة (لحظياً) بواسطة منبهات مثل الصوت العالي أو رائحة اللحم! على أنه إذا كان التنبيه مستمراً، فإنها تميل، لأن تعود إلى حالة النوم!
.. ولقد وجد "هيس" أن تخريب هذه المنطقة، وإتلافها تجريبيا يؤدي أيضاً إلى حدوث النوم!
أما عندما كان السلكان في مناطق أخرى من الدماغ، فإن (بعث) التيار الكهربائي فيهما، لم يؤد إلى النوم.
إذن لا بد أن تكون هذه المنطقة هي المسؤولة عن النوم ،وهي مركزه!.
..هكذا رأى ( هيس)! وتجاربه لا غبار عليها. فلقد جرّب بعض العلماء السوفيت مثل تجاربه، ,وأفضوا إلى مثل نتائجه!
وهكذا تضافرت جهود (هيس) مع جهود (اكونومو) في تأييد نظرية (مركز النوم الدماغي)!
.. ولكن (بافلوف) العالم ( الروسي) يعترض على افتراض (السويسري) و(النمساوي)!.. وينكر وجود (مركز للنوم) ويفسر الظواهر والتجارب التي لاحظها (اكونومو) واعتمد عليها (هيس)، يفسرها تفسيراً آخر!.
فبناء على تجاربه، وجد أن حالة النوم المرضي الطويل الأمد، الذي يعتري المصابين بالتهاب الدماغ، لا تعود إلى وجود (مركز النوم) المفترض وجوده في (ما تحت السرير البصري)! .. وإنما يعود سبب هذا الرقاد، والنوم، إلى تلك التخريبات والأذيات Lesions الحادثة، في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى (إعاقة) أو (صد Block) أو (حجب) إيصال أو نقل الرسائل العصبية الآتية من جميع أرجاء الجسم .. إلى الدماغ وخاصة لحائه! ..
وإن هذه (الرسائل العصبية) أو (الإثارات) أو (التنبيهات البيئية) لها أهمية كبيرة في (استمرار) حالة اليقظة وفي (حدوثها ابتداءً)! .. فعندما ينقطع إيصالها . يمكن استمرار حالة اليقظة .. فيحدث النوم! .. يحدث نتيجة لعدم تنبه اللحاء (القشر الدماغي)من الإثارات الحشوية (الجسمية)، وليس نتيجة لوجود (مركز النوم) وتنبهه، أو تخربه!!
ولقد قطع أحد تلاميذ بافلوف، الأعصاب التي تصل المخ، بأعضاء الشم والسمع والبصر! .. عند أحد الكلاب التي تتم عليها التجارب، فوجد أن الكلب ..نام واستغرق في النوم! ..
فقام (الأستاذ) بافلوف، وفسر ذلك بأن النوم، قد حدث نتيجة لقلة وصول الرسائل العصبية (الإثارات أو التنبيهات)، من العالم الخارجي، عند الكلب، إلى مخه لا سيما لحائه! .. حيث لم يحدث في هذه التجربة أي إثارة أو تخريب (لمركز النوم المزعوم).ومع ذلك حدث النوم! .. فلا بد أن يكون حدوثه، ناتجاً عن (حجب) وصول (الإثارات) الآتية من البئية إلى قشر الدماغ!، فنحن لم نفعل سوى ذلك.
.. وكما انتقد، بافلوف، ملاحظات "أكونوموا" وفرضه! .. كذلك، انتقد أيضاً تفسير (هيس) لنتائج تجاربه!
فالنوم عند (قطط هيس) الحادث بعد إمرار التيار الكهربائي، كان ناجماً عن تنبه الأعصاب الواصلة إلى لحاء نصفي الكرة المخية، تنبهاً ضعيفاً وانياً إيقاعياً، متسبباً عن (بعث) الكهرباء من داخل الدماغ، بشكل، يشبه التنبيهات الإيقاعية الآتية من الخارج والمواتية، لإسباغ النوم وإحلاله، وليس نتيجة لتنبيه خلايا عصبية في مركز النوم المزعوم!!
.. إذن، الأمر في النوم، لا يعدو أن يكون تنبيهاً (للقشر الدماغي) ولا علاقة لما تحته من (بُنىً) و..
مهلاً .. لا تستعجل الأمور! ..
فصحيح أن بافلوف ينكر وجود (مركز النوم) هذا في البنى (الموجودات والمكونات)الموجودة تحت القشر. إلا أنه في نفس الوقت، وكما يقول، لا ينطوي هذا النكران أبداً على (خفض مكانة) ونكران دور المراكز الدماغية الواقعة تحت القشر، في المساهمة الإيجابية في حدوث النوم!
فلقد ثبت من التجارب، التي قام بها، أن النوم يحصل أحيانا بفعل رسائل عصبية(إثارات) صادرة من الدماغ نفسه، يبدأ تأثيرها ومفعولها أولاً، وقبل كل شيء، في جعل الدماغ نفسه في حالة نوم، وذلك ابتداءً من قشرته، ثم بعد ذلك، وبتأثير القشر، يحصل النوم في أرجاء الدماغ الأخرى، فالجهاز العصبي المركزي بأكمله، ثم أقسام الجسم الأخرى!
فهنا أتى سبب النوم من الأعلى أي القشر الدماغي!
ولكن سبب النوم، قد يأتي أحياناً من الأسفل! .. حين تكون الرسائل العصبية صادرة من الأقسام الدماغية السفلى، الواقعة تحت القشر! ..
ولا شك أن وجود (مصدر) للنوم يأتي من ( الأسفل) بالإضافة إلى المصدر (الأعلى) القشري! يعلل لنا، لماذا يحدث النوم لدى الحيوانات العليا، على الرغم من إزالة (قشرتها الدماغية) بشكل تجريبي في المختبر عن طريقة عملية جراحية!
.. فلقد لاحظ بافلوف أثناء تجاربه، أن الكلاب المنزوعة القشر، تستسلم للنوم، وتستمر طوال اليوم تقريباً، ولعدة أيام أو أسابيع، وربما أطول من ذلك، ولا تستيقظ إلا بصعوبة، ونادراً، لتناول الطعام! .
بل لا حاجة حتى لإجراء مثل هذه العملية الصعبة لازالة (القشر الدماغي) لتأكيد دور المناطق السفلى من الدماغ في عملية النوم!
فهناك لدينا حالات تكون فيها القشرة الدماغية مُزالة (ربَّانياً)!! أي تكوينياً، أو أنها تكون ضعيفة جداً إلى درجة الإهمال! .. مثل الحيوانات الدنيا .. ومثل أطفال البشر، في فترة (المواليد) في أيامهم وأسابيعهم الأولى من الحياة، عندما تكون (قشرتهم الدماغية)في أدنى مستوىً لها من النضج!
ومع ذلك يحدث النوم، وبشكله المنتظم، دالاً على (مصدر سفلي) له!، وموضحاً ومشفاً عن أن جذع الدماغ (المخ العميق) (يشترك) في حالتي اليقظة والنوم!!
.. نقول (يشترك)! .. ولا ننفي دوره، أو نعتبره هو المركز المسيطر! ..
فلا إفراط ولا تفريط، (وخير الأمور الوسط) .. حتى في النوم!
فنحن لا نستطيع أن ننفي دوره، وهناك دلائل بالإضافة إلى ما ذكر، تشير إلى تدخله في النوم:
أليس من المعروف أن حالات رضوض الجمجمة والرأس، وبعض أورام الدماغ، في مناطق معينة، تترافق بوسن ونوم؟!
ثم ألم يعرف سبب هذا (الوسن والنوم)؟!
ألم يعزَ، كما بينت المشاهدات، إلى وجود اضطرابات مرضية، تضغط قاعدة (الدماغ المتوسط)، ولا سيما منطقة، (ما تحت السرير البصري)؟!
ألم يشاهد أن الأدوية المنومة التي تعطى وتسبب (النوم) تتكثف في منطقة (الدماغ المتوسط) ولا سيما (ما تحت السرير البصري)؟!
فإذا نفينا دوره .. كيف وبماذا، نعلل المشاهدات السابقة الذكر؟!
كما أننا لا نستطيع أن نعتبره هو المركز المسيطر ،وفيه (مركز النوم)!
(فحجج بافلوف)، و(تجربة تلميذه) المتعلقة بدراسة ( الأسس الكهربائية للعمليات الفسيولوجية) وخاصة ما يتعلق منها بدراسة موجات الدماغ الكهربائية المرضية، والتي أجريت بعد وفاة بافلوف، .. كل هذه الحجج والتجربة والتجارب! تؤكد ذلك! وتشير إلى أن جذع الدماغ أو مضيقه أو ساقه Brainstem، ليس هو (مركز النوم)! أو بالاحرى ليس فيه (مركز النوم)!!
.. إذن هو (الاشتراك)!
نعم هو ذاك! .. وهذا ما أثبتته دراسات، وتجارب عديدة
(الاشتراك) بين (جذع الدماغ) و(قشر الدماغ)!..
(الاشتراك) بين (لحاء الدماغ) و(مضيق الدماغ) و(ما تحت لحاء الدماغ)! ..
هذا ( الاشتراك) أثبتته تجارب عديدة، وأيدته ملاحظات كثيرة . لاسيما تجارب (ماكون) و(موروزي) التي أشرنا إليها، والتي أثبتت وجود ارتباطات معقدة، متبادلة الأثر بين (القشرة الدماغية) وبين الأقسام الواقعة تحتها، لا سيما جذع الدماغ أو ساقه، وخاصة ما يسمى (الجهاز الشبكي) أو (التكوين الشبكي)! وأنه هذه الارتباطات بالغة الأهمية في نقل الرسائل العصبية والإثارات من (الساق الدماغية) إلى (القشرة المخية) وبالعكس!
.. إذن لم يعد هناك وجود لما يسمى (مركز النوم)!
وإنما هي صلات (مشتبكة) و(وشائج)!، و(تشابك) عدة مناطق دماغية ،، اللحاء وما تحت اللحاء وجذع الدماغ تعمل معاً من أجل تحقيق النوم، والمحافظة علىدورة النوم واليقظة!
فإلى هذه الوشائج والصلات!
وإلى تلك التشابكات والاتصالات!.
.. في نظرية (المواضع المنتشرة للنوم) أو (المراكز المبعثرة المتصلة)! والموجودة في الدماغ من أجل النوم! ..
أو ما أسميه (المراكز المبعثرة المتصلة الدماغية للنوم و(اليقظة)!! .. إن صح تعبيري!؟ وهي يمكن أن تعتبر مكملة للنظرية الموضعية للنوم، ولكن عوضاً عن مركز واحد، في نقطة (معينة) توجد (مواضع متعددة) متصلة بعضها مع بعض!
ب – ( نظرية المراكز المبعثرة المتصلة الدماغية للنوم واليقظة):
إن الذي يحافظ علىدورة النوم واليقظة، ويحقق النوم، أو يحقق اليقظة! هو ،كما علمنا(مناطق متعددة) في الدماغ، تصل إليها وتربط بعضها مع بعضها وشائج وتشابكات واتصالات! ..
وأهم هذه المناطق هي:
أ – التكوين الشبكي (الممتد من جذع الدماغ حتى السرير البصري والقشرة الدماغية).
ب – الحافة (وهي عبارة عن مجموعة من الأنواء (أي النويات) تمتد من النخاع المستطيل، حتى الدماغ المتوسط) .
ج – الخلايا العظمى للغطاء، أو اللحاف ( وهي موجودة بالقنطرة).
د – الجسم الأزرق ( ويخرج منه الحزمة النور أدرينالية الخلفية).
وسنحاول دراسة كل منطقة من هذه المناطق، ونعرف ماهي صلتها بالنوم.


أولاً : التكوين الشبكي أو التشكلات الشبكية Reticular Formation
..وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا العصبية، موزعة ومتناثرة في جذع المخ (الدماغ المتوسط). ولقد سميت بهذا الإسم، لأنها ترتبط بشكبة معقدة من الألياف العصبية مع سائر مناطق المخ، أوما يعرف باسم (المراكز العليا)! ولا سيما منطقة السرير البصري (المهاد Thalamus) وماتحت السرير البصري (Hypo-thalamus)، والقشر الدماغي.
ونظراً لشدة الاتصالات، وتكثفها، ونتيجة للقرب الشديد، بين عناصر التشكلات الشبكية بالخاصة، والسرير البصري – وما تحت السرير البصري، فإنه يمكن دراستها سوية.
لقد وجد أن التنبيه الكهربائي لمنطقة من التكوين الشبكي، يؤدي إلى تنشيط مباشر وملحوظ لقشرة المخ، مما يؤدي بالتالي إلى شدة الانتباه وزيادته، عند حيوان التجريب، إذا كان هذا الحيوان في حالة يقظة، وأما إذا كان نائماً، فإن هذا التنبيه يؤدي إلى يقظة فورية! ..
بينما وجد أن إصاباته (أي التكوين الشبكي) وأذياته Lesion تؤدي إلى حدوث النوم! فلقد تبين أنه عندما يتم إتلافه تجريبياً، أو نتيجة لحالة مرضية كوجود أورام فيه، أو حدوث نزيف دموي به، أو إصابته بالتهاب، كما في الالتهاب الدماغي الوبائي أو السبخي، فإن الحيوان المجرب عليه، أو الإنسان المصاب، يدخل في حالة من الغيبوبة، شبيهة بالنوم، ولا يمكن إيقاظه بالمنبهات العادية!
وأيضاً يدخل الحيوان المجرب عليه، في نوم مستمر متواصل إذا قطعنا اتصالاته، (أي اتصالات التكوين الشبكي) مع باقي مراكز المخ! حتى لو لم نخربه ونتلفه هو بالذات..وإنما نكون هنا قد أتلفنا وظيفته!
ويتبين مما ذكر أنه هذه (التشكلات الشبكية) لها وظيفة المحافظة على (حالة اليقظة)! وأن نشاطها وعملها يؤدي إلى حالة من اليقظة، ويبعد النوم! ..
بينما تخريبها أو توقفها عن العمل، يؤدي إلى حالة من الخمول والكسل والنعاس ثم النوم!
وأما بالنسبة للسرير البصري (المهاد Thalamus) فلقد وجد أن تنبيه جزء منه، الجزء الجانبي والبطيني لكتلة السرير Lateral an ventral Part of inter thalamic Mass، يؤدي إلى النوم، ويكون النوم الحادث قريباً جداً من النوم الطبيعي، فهو يتخذ صورة طبيعية، أكثر مما في تنبيه المناطق الأخرى من الدماغ، التي يسبب تنبيهها النوم! .. ولذلك فإنه يعتبر عند بعضهم، أهم جزء يختص بالنوم، بالنسبة لمناطق الدماغ وأجزائه!
وأما بالنسبة لما تحت السرير البصري (المهيد = Hypo – thalamus)، فإنه يعتبر الجزء الأعلى من التكوين الشبكي، وهو يلعب دوراً هاماً في التحكم في اليقظة والنوم!
فلقد وجد أن إصابات النواة الجانبية له، أي Lateral Nucleus of Hypo thalamus تؤدي إلى النوم .. بينما يؤدي تنبيهها إلى اليقظة!
كما وجد أيضاً، وبشكل أهم من النواة الجانبية، إن إصابات النواة الثديية –Mammillary Nucleus-،، وتسمى أيضاً الأجسام الحليمية Mammillary Bodies ،، تؤدي إلى النوم، بينما يؤدي تنبيهها إلى اليقظة! .. حيث أنه يوجد فيها مراكز يقظة، أو مناطق استثارة، تعمل لكي يظل الكائن في حالة يقظة .. فإذا استؤصلت، عند الحيوان، أدت إلى حالة من النعاس والنوم، ولا يستطيع عندها الحيوان أن يكون يقظاً ..
كما أن تخثيرها (أي الأجسام الحليمية أو الحديبات الحليمية)، وتخريبها عند الحيوان، القطة مثلاً، لوحظ أنه يقود إلى نفس النتيجة .. أي يؤدي إلى النوم، وإلى ظهور موجات (دلتا) في مخطط الدماغ الكهربائي، الدالة على النوم الدماغي!.بينما أن تنبيهها بالكهرباء (أي الأجسام الحليمية) و( الهرة) نائمة يسبب ظهور موجات (بيتا) في مخطط الدماغ الكهربائي، الدالة على وجود حالة يقظة فسيولوجية! ..
وينطبق الشيء نفسه على المراكز الموجودة في الأجزاء المقدمية، ؛ الأمامية، المتطرفة للمهيد!!
وأيضاً وجد أن إصابات المسار الثديي المهادي Mamillo thalamic tract،، موجود في المهيد، تؤدي إلى النوم، بينما يؤدي تنبيهها إلى اليقظة! ..
فالفرد الذي يصاب بتلف فيها، وأيضاً الأجزاء السابقة!، يدخل في درجة من النوم العميق المستمر ،وهذا ما يحدث عادة عندما تصيب الحمى المخية، منطقة المهيد!
كما وجد أن إصابات تحدث حول نواة تسمى النواة قبل البصرية، تؤدي إلى حالة يقظة مستمرة! .. وذلك نتيجة لوجود مركز (كاف) فيها! ، فعندما يستأصل هذا المركز، فإن الحيوان يظل في حالة يقظة مستمرة! .. بينما يؤدي تنبيهها، إلى إحداث حالة (كف) للأجسام الثديية أو الحليمية، وبالتالي يقود إلى النوم!..
ثانياً: الحافة Raphe، أو نويات جملة (جهاز) الخياطة المتوسطة.
وهي عبارة عن مجموعة من النويات العصبية والممتدة في وجودها من النخاع المستطيل حتى الدماغ المتوسط، وهذه النويات وجدت نتيجة التجريب والتحليل، أنها تحتوي على الأمين الحيوي المسمى (السيروتونين).
ولقد تبين نتيجة التجارب على الحيوانات، القطط، أن أستخدام واستعمال العقاقير التي تعوق تكوين وتركيب السيروتونين، تؤدي إلى الأرق واليقظة! ..
وذلك كما شوهد في التجارب، فإن عطب وتخرب هذه الحافة يقود إلى الأرق واليقظة، وذلك نتيجة لفقد تكون ( السيروتونين)، هذا الأمين الحيوي الذي يعتقد أنه يؤثر على طريق مسارات عصبية تحتوي عليه، هي المسارات السيروتونية، على التكوين الشبكي، مثبطا نشاطه .
...........................................................
ثالثاً : الخلايا العظمى للغطاء أو اللحاف Tegmentum
.. هذه الخلايا العظمى، موجودة ( بالقنطرة Pons) ولقد تبين نتيجة للتجارب، أنها تتفاعل مع ( الجسم الأزرق)، من أجل تغيير النوم المتزامن أو النوم (s)، إلى النوم غير المتزامن أو النوم (D)، والعكس أيضاً!..
فلقد تبين أنها عندما تبدأ في إطلاق شحناتها ( أي الخلايا العظمى) بسرعة، فإن شحنات الجسم الأزرق تقل، وينتقل عندها الحيوان المجرب عليه، إلى النوم غير المتزامن!
وأما إذا حدث العكس، فأسرع موضع الجسم الأزرق، هو، في دفع سيالاته العصبية،وإطلاق شحناته، فهنا يقل، نشاط الخلايا العظمى، وتقل سرعة إطلاق سيالاتها وشحناتها، وعندها ينتقل الحيوان، مرة ثانية، إلى النوم المتزامن!..
وإذن فإن نشاطها وفعاليتها، يقود إلى النوم غير المتزامن .. فلها أهمية واضحة في هذا النوع من النوم!..
ولقد تأكد ذلك أيضاً عن طريق تخريبها، وإتلافها – تجريبياً – حيث وجد أن النوم غير المتزامن يزول ويختفي! ..
رابعاً : الجسم الأزرق coeruleus
.. لقد وجد أن مكان الجسم الأزرق، يحتوي على "النور أدرينالين".
كما أن الحزمة النور أدرينالية الخلفية، وهي مسارات عصبية فيها نور أدرينالين، تنشأ منه. ولقد أكدت الأبحاث والتجارب، أن هذه الحزمة (أي المسار) النور أدرينالية الخلفية، التي تنشأ منه، لها دخل في عملية اليقظة! ..
فلقد وجد أنه لو تم قطع هذه الحزمة، قطعا عرضياً، فإن ذلك يؤدي بالحيوان المجرب عليه، إلى زيادة النوم، وكذلك أيضاً إلى زيادة نشاط نوبات الحافة!
ولما كان زيادة نشاط نويات الحافة، معناه زيادة " السيروتونين" الذي يثبط نشاط التكوين الشبكي، عن طريق مساراته السيروتونية، فإنه هذا معناه أيضاً، زيادة النوم!
ولقد وجد من جهة أخرى، أن هذا المكان، يخدم في التغير من النوم المتزامن إلى النوم غير المتزامن وبالعكس، وذلك عن طريق تبادل التأثير بينه ،وبين الخلايا العظمى للغطاء!
خامساً : القشر الدماغي (اللحاء) cerebral cortex
ونذكره هنا نظرا لاتصالاته الشديدة والكثيفة، وارتباطاته المعقدة والمتبادلة الأثر مع ما تحته، ولا سيما التكوين الشبكي، حسب ما أثبتته التجارب العديدة، ولا سيما تجارب "ماكون" و"موروزي " التي أشرنا إليها.
وأيضا بسبب دوره الرئيسي والأساسي في عملية النوم واليقظة!.. بل في الواقع؛ إننا نعرف النوم واليقظة، من خلال نشاط أو راحة خلاياه! .. ومن خلال التبدلات التي تلاحظ على تخطيط الدماغ الكهربائي والتي هي في الحقيقة، تسجيل لفعالية خلايا القشر!
فالقشر يلعب دوراً هاماً في إحلال النوم أو اليقظة ..
فعندما يكون في حالة من النشاط والفعالية والإثارة، فإنه يؤدي إلى اليقظة، أو بالأحرى تكون هذه هي اليقظة! .. فلو نبه القشر، مثلاً مباشرة بواسطة تيار كهربائي، أو عن طريق حقن محلول كلور الكالسيوم، فإنه يقود إلى حالة من اليقظة، ويحدثها!.
وأيضاً يحدث نفس الشيء في تنبيهه، بشكل غير مباشر، عن طريق تناول منبهاته، مثل الكافئين الموجود في القهوة، فيحدث الأرق .. وما الأرق إلا يقظة، وامتناع النوم! ..
بينما نجد أن تثبيطه أو استئصاله، أي إلغاء فعاليته، يقود إلى النوم! .. وإذا كان هذا النوم، تتخلله فترات من اليقظة!، فما ذلك عائد إلا بسبب (اشتراك) المراكز الأخرى، التي ذكرت، في عملية إحلال النوم أو اليقظة! .
فالقشر، كما ذكرت، عندما يكون في حالة من التنبه والفاعلية والنشاط، تحدث (اليقظة) أو تكون هذه هي ( اليقظة)! .
وعندما يتم تثبيطه، ونهية، وإنقاص فعاليته ونشاطه، يحدث ( النوم)!
أو بمعنى أوضح!! ..
.. أنه يكون في حالة (نوم) في الحالات العادية الطبيعية الهادئة، التي لا يوجد فيها مثيرات، ومنبهات، حتى إذا ما أتت تلك المثيرات والمنبهات، أي الرسائل العصبية، وشحنات الإحساسات حاملة معها، الإثارة والتنبيه فإنه تحدث اليقظة!.. وتستمر اليقظة، طالما استمرت هذه المثيرات، وشحنات الإحساسات! ..
(فالنوم) هو الحالة الأساسية! ..
ونحن في الواقع ( نيام)! .
وبالتالي (فالنوم) ليس ظاهرة عجيبة، في حد ذاتها!
وإنما العجيب هو حالة (الاستيقاظ)! .
(فالاستيقاظ) هو الأمر ( الطارئ)! ..
وهو حالة من (التهيج) تنجم عن المنبهات والمثيرات، وتحدث تحت تأثيرها، وتتم بشكل دوري! ..
وهكذا، نكون قد قلبنا الوضع!
فلم نعد الآن نسأل (لماذا ننام)؟! ..
وإنما يجب أن يكون السؤال (لماذا نستيقظ)؟!
فلو عرفنا (سر اليقظة)! .. لقلنا، عندها، وعلى الفور ..
إن (اختفاء) اليقظة .. هو .. (النوم)!

93
منتدى علم الكيمياء / لماذا ننام
« في: يناير 05, 2007, 01:16:13 صباحاً »
والآن..ننتقل إلى استعراض النظريات (الحديثة) و(الأحدث)!. والتي تحاول أن تفسر (لماذا ننام)؟!..
وهذه النظريات هي
1 – نظرية النوم الوعائية.
2 – نظرية النوم الكيماوية.
3 – النظرية الموضعية للنوم.
أ – (مركز النوم الدماغي)
ب – (المراكز المبعثرة المتصلة) للنوم واليقظة.
ج – نظرية التغذية المرتدة لليقظة والنوم.
4 – نظرية الكف والإثارة (نظرية بافلوف).
5 – نظرية (النوم عادة)!

1 – نظرية النوم الوعائية Vascular Theory
إن أنصار هذه النظرية، يرون أن النوم إنما يحدث ويحصل نتيجة لتبدل دوران الدم في الدماغ، حيث يقل الإرواء الدموي، وينقص مقدار الدم الوارد إلى الدماغ.. فيحدث النوم!
ولعلهم فكروا في ذلك، نتيجة لما لاحظوه من أنه إذا ضغطت الأوعية الدموية الكبيرة في العنق والتي تروي وتسقي المخ بالدم، مثل الأوعية السباتية، فإن المرء يغيب عن وعيه، ويسقط مغشياً عليه، كالنائم!
وكان العالم الفيزيولوجي الإيطالي الأصل موسو Mosso من أبرز أنصار هذه النظرية.. ولإثباتها لجأ إلى عدة تجارب مخبرية.. كان من أبرزها أن صنع فراشاً هو في الوقت نفسه ميزان!.أي ميزان على هيئة سرير ( Bed scale)!.. وأنام عليه شخصاً.. ونظر إلى أي جهة، سوف يرجح (الميزان السرير).. أمن جهة الرأس أم من جهة القدمين؟! فرأى أن الرجحان يحصل عند النوم من جهة الطرفين السفليين!.. أي أن رأس النائم يصبح أخف وزناً من رجليه!
بينما عند اليقظة، يحصل الرجحان من جهة الرأس!
فاستنبط من ذلك أن النوم.. إنما يحصل نتيجة لقلة تسرب الدم إلى المخ، وغيضه من الرأس!
ولكن العالم الفيزيولوجي الألماني، فيبر Weber، بين أن ذلك تفسير مغلوط، لحقيقة علمية، موضوعية مشاهدة!..
حيث أنه من المعروف أن اختلاف كمية الدم الموزعة على سائر أرجاء الجسم، في حالتي اليقظة والنوم، لا يقتصر على الدماغ والأطراف، بل هو يشمل أجهزة الجسم المتعددة وأقسامه المختلفة ولذلك فإن رجحان (الميزان السرير) من جهة الرجلين أثناء النوم، إنما يتم بتوزيع الدم بين جوف البطن والأطراف، وليس نتيجة لزيادة الدم الآتية من الدماغ.
وكما قال البعض إن النوم يحدث نتيجة لقلة الدم الوارد إلى الدماغ..
فإن فريقاً آخر، رأى العكس!.. فقال: إن زيادة الدم الواردة إلى الدماغ هي التي تستدعي النوم.
ولعلهم أخذوا رأيهم هذا، من أن الشخص الذي يصاب بنزيف دماغي أو أية آفة تدعو الدم إلى الدماغ، فإنه يفقد رشده،ويغمى عليه كالنائم!
وهذا أيضاً خطل!..
فإن من يقول ذلك إنما يخلط بين النوم الطبيعي المعتاد، وبين الحالات المرضية، كالغشي (عند من قالوا بقلة الدم الواردة) والسبات ( عند من قالوا بزيادة الدم الوارد).
أما ما يلاحظ أثناء النوم من تباطؤ دوران الدم، ونقص التوتر الشرياني، وبالتالي قلة الدم في الدماغ!
فإنه هذه أمور ترافق النوم وتواكبه، وتلازمه، ولكنها ليست السبب في حدوثه.
2 – نظرية النوم الكيماوية Chemical Theory
يتم في أثناء اليقظة العديد، العديد من النشاطات الجسمية..
فهناك.. غدد تفرز، عضلات تتحرك، قلب يخفق!، فكر يعمل، عين تبصر، بول يفرز!، أمعاء تتقلص وطعام يهضم.. وهكذا...
وعشرات الوظائف الحيوية الفيزيولوجية تعمل!
ومئات بل آلاف من العمليات الكيميائية تتم!..
وكأي عمليات كيميائية، فلا بد من نواتج عنها، أو (فضلات) و(شوائب) يلزم طرحها والتخلص منها من أجل استمرارية هذه العمليات..
فالجسم أثناء نشاطه هذا، النشاط العضلي والنشاط العصبي، في حالة اليقظة، ومن خلال عملياته الكيماوية الحيوية! وعمليات الاستقلاب (الأيض Metabolisim)، واحتراق الطاقات المختلفة، ومن خلال هذه السلسلة من النشاطات والفاعليات، فإنه يتشكل فيه العديد من (الفضلات) و(السموم)!
هذه (الفضلات) أو (المواد السامة) أو (المستقلبات الناهية)، وتسمى أيضاً (سموم منومة) أو (مواد متُعبة)،، تزداد تدريجياً في الدم، وفي السائل الدماغي الشوكي، لاسيما لدى من يجبر على البقاء في حالة يقظة مدة طويلة، وتتركز عند الدماغ والجهاز العصبي، لا سيما حذاء (التشكلات الشبكية)، بمقدار يكبح نشاطهما.. فيشعر الإنسان بالخمول والنعاس.. ثم تزداد حتى تؤدي إلى (انسمام) الدماغ! فيحدث النوم.
وأثناء النوم، وهدوئه وسكونه، وهموده وخموده!.. يتخلص الجسم من هذه النواتج الضارة عن طريق انحلالها، وتأكسدها، فيستعيد الجهاز العصبي نشاطه، وعندها يستيقظ الإنسان!
ولكن ما هي هذه ( المستقلبات الناهية) أو ( السموم المنومة)؟!
إن متشينكوف، تلميذ باستور، يوضح لنا بعضاً منها، حسب معارفه وعلومه!، فيقول:
( ارتأى، بعض من درس هذا الموضوع، أن عمل الأعضاء يولد مواد سماها (بروتوجين) تجلب الشعور بالنوم. وقال أنها تتجمع باليقظة، وتنحل بالنوم، بواسطة التأكسد.
وأن (حامض اللبن) أهمها عملاً، استناداً إلى أن هذا الحامض يساعد على النوم. فإذا صحت هذه النظرية، صحت المشابهة بين التسمم الذاتي بالحامض اللبني في الإنسان والحيوانات التي تميل بتأثيره فيها إلى النوم،وبين الميكروب الذي تولده، ويتوقف فعلها الاختماري بعد تكاثره. ولهذا فكما أن توقف الاختمار اللبني، قد يسبب موت الميكروبات التي تولد الحامض، فالنوم قد يتحول كذلك إلى موت طبيعي. على أنه لم يظهر إلى الآن ما يؤيد هذه النظرية.
وارتأى آخر أن النوم لا يحصل من تولد الحامض اللبني، إلا من بعض المواد القلوية، التي سماها غويته ( لوكومافين)، واتضح أنها تؤثر في المراكز العصبية، وتحدث تعباً ونوماً،فإذا كثرت في الجسم جلبت النوم ضرورة..
... فإذا صدقت هذه النظرية ثبتت المشابهة بين النوم والموت الطبيعي من جهة وبين توقف النمو وموت الخمير الذي يُستنبت في الأوساط الآزوتية من جهة أخرى، لأن موت الخمير ينتج عن التسمم بقلوي، وهو الأمونياك. إلا أن معارفنا الحالية لا تساعدنا على تعيين عمل التسمم النومي الخاص، ومعارفنا عن اللوكومايين لا تزال قاصرة.
مع ذلك فقد درسوا في السنين الأخيرة واحداً منها هو الأدرينالين..
.. وأثبت بعضهم أنه إذا حقن ملغ منه ممزوج بخمسة غرامات من محلول البحر الفسيولوجي (07.5 %) بجوار دماغ القطط، فعل فيها فعلاً منوماً. إذ تنام بعد دخوله بدقيقة، وتبقى مستغرقة في النوم 30 – 50 دقيقة. وتفقد الحساسية كل هذه المدة من سطح الجسم كله. وبعد أن يستفيق تبقى الحساسية ناقصة، وتظهر كأنها سكرانة، وتبقى كذلك مدة.
وبما أن النوم يرافقه أنيميا الدماغ، والأدرينالين يفعل فيه هذا الفعل، فيجوز أن يكون من جملة المولدات التي تتولد من عمل الأعضاء، وتجلب النوم، وأن يكون أهمها فعلاً.
وربما يناقض هذه النظرية ما ظهر من الأبحاث الجديدة عن التعب وأسبابه..
.. أثبت عالم، أجتذبت أبحاثه أنظار العلماء، أنه في أثناء قضاء الأعضاء لوظائفها تتجمع مواد خصوصية ليست حوامض عضوية ولا أنواع لوكومايين، بل مولدات ميكروبية سامة، وأمتحن ذلك في معمله، فأخذ حيوانات وأتعبها بالحركة العنيفة عدة ساعات حتى أعيت، ثم ذبحها واستخرج خلاصة من عضلاتها، وحقن بها حيوانات سليمة، ففعلت فيها فعلاً ساماً جداً، إذ ظهر عليها الوناء الزائد (التعب الشديد)، وماتت بعد 20-40 ساعة.
ومن أهم خصائص تلك الخلاصة أنها إذا أدخلت الى الدورة الدموية في الحيوانات السليمة، بكمية لا تكفي لقتلها، فعلت فعلاً مضاداً للسم، فهي كسم الدفتيريا الذي يتولد منه ضد له..) انتهى.
من استعراض هذا النص، القديم نسبياً، وبدون أن نعلق عليه! يتضح لنا أسماء لبعض هذه (المستقلبات الناهية) أو (السموم)، التي اعتبرت أنها تسبب النوم، مثل: البروتوجين الحاوي على حمض اللبن، اللوكومافين أو اللوكومايين ذات التفاعل القلوي ومنها الأدرينالين، والمولدات الميكروبية السامة!
ونضيف أيضاً إلى هذه (الأسماء)، مواد أخرى مقترحة!.. مثل:
(هيبنو توكسين)، (الاستيل كولين)، (مركب بروموري تفرزه الغدة النخامية)،و(حمض غاما أمينو هيدروكسي بوتيريك – Gamma Amino Hydroxy Butiric، والذي يرمز له بـ G.A.B.A،، حيث وجدوا أن حقن الوريد به، يسبب النوم،،
.. فكل هذه ( المواد) قد اعتبرت هي (السموم) التي (تسمم) الدماغ.. وتسبب النوم!
هذه هي النظرية الكيماوية في النوم..،
.. نظرية (السموم)! و(المواد المتعبة)..
.. نظرية (انسمام) الدماغ!
ولقد كان من أهم القائلين بها والمدافعين عنها، العالمان الفرنسيان (هنرى بيرونH. Pieron) و (لوجندر Legendre)، ولا سيما بيرون، حيث كانت هذه النظرية كثيراً ما تقترن باسمه، فلقد أجرى بيرون مع ليجندر، عدداً من التجارب المخبرية لدعم هذه النظرية.
ولا بأس من أن نعود إلى الماضي قليلاً إلى سنة 1913.. وندخل إلى مختبر (الفرنسيين) ونطلع على تلك التجارب!
..كان بيرون وليجندر يحولان بين عدد من الكلاب، وبين النوم لفترة طويلة نسبياً، بحيث يبدو أنها قد أشرفت على الإجهاد والإعياء، وعند ذلك يعمدون إلى مصول دمائهاserum فيأخذونها ويحقنون بها في أوردة كلاب أخرى، قد أيقظت لتوها، بعد أن نامت نوماً جيداً فبدت في حالة قوية نشطة، وفي حالة يقظة تامة، فيجدون أن تلك الكلاب تستسلم فوراً للنوم عقب هذا الحقن!
.. فبعد أن حرموا كلاباً من النوم لمدة عشرة أيام متتالية، متتابعة، أخذوا منها(السائل الدماغي الشوكي cerebro spinal fluid)، ثم حقنوا هذا السائل المأخوذ، في البطينات الدماغية (التجاويف المخية cerebral ventricles)، لكلاب أخرى في حالة نشطة، وفي حالة يقظة تامة، بعد أن نامت نوماً مريحاً، فوجدوا أيضاً نفس النتيجة السابقة، حيث استسلمت هذه الكلاب للنوم، عقب ذلك الحقن فوراً!
ونتيجة لهذه التجارب، قرّر العالمان الفرنسيان، أن النوم، إنما يحصل بفعل نشوء (توكسينات النوم) أو (التوكسينات المخدرة) أي (المواد المنومة Hyponotoxins) والتي تتجمع في الدم وفي السائل الدماغي الشوكي، وتؤدي إلى (انسمام) الدماغ!.. وبالتالي إلى النوم.
وبأسلوب آخر من التفسير.. فإن بيرون يعتقد أن النوم، هو عبارة عن (منعكس دفاعي)! هذا المنعكس ينهي مراكز النوم العصبية، مما يؤدي بالتالي إلى حماية البدن، أعضاءه وأجهزته، من تأثيرات (السموم الخلطية المنومة)، المتكونة في حالة اليقظة والنشاط!..
من جهة أخرى، نرى أن العالم الفسيولوجي السويسري (إدوارد كلاباريد)، يقول بنفس الرأي، وهو (التسمم): (فالنوم ظاهرة قوية، تحصل بعد أن تتجمع في الجسم الحواصل الصادرة من عمل الوظائف) إلا أنه يفسره تفسيراً آخر! (فالنوم هو ظاهرة غريزية (طبيعية) تتوقف الوظائف بها عن العمل، وأن الإنسان لا ينام، بسبب التسمم أو الإعياء، بل ينام منعاً لهما!
أي أن النوم وظيفة حيوية، يحاول حماية الجسم من التسمم العام،ويهيئه لاستقبال المجهود!
فنحن ننام حتى لا نتعقب، ودفاعاً عن الجسم والنفس!..
فنحن ننام كي نغمض أعيننا عن واقع الحياة، بعض الشيء، ثم نستعد بعد ذلك للإقبال على الحياة!.
وبهذا يبدو لنا أن ( السويسري) يتفق في النهاية مع ( الفرنسي)!
.. لقد سادت هذه النظرية فترة من الزمن، على الرغم من أنها ليست سديدة!..
فهناك جملة من الحقائق الصلدة، (تدمغها، وتسفهها)!
فالتجارب التي ذكرناها كانت (تؤدي)، و (تقوم) على إرهاق الكلاب بالتعب المستمر، حتى يحرموها من النوم، ويذودوه عنها، ولأيام عديدة متتابعة، وصلت إلى عشرة أيام!.. وهذا طبعاً سوف يرهق وينهك الأجهزة العصبية المركزية لهذه الكلاب، ويحدث لديها حالة من الإجهاد، والنصب، والتعب، عنيفة وشاذة!
تستنزف طاقاتها الحيوية الطبيعية..
ومن المعروف أن هذه الحالة المنحرفة الشاذة ليست بذات علاقة عضوية وطيدة، بحالة النوم الطبيعية المألوفة!..
فحال (الكلب) المجهود، ليس كحال (الكلب) الذي يأتيه النوم إتياناً طبيعياً!..
فالأجهزة العصبية المركزية المستنزفة، بفعل الإرهاق المتواصل الذي تعرضت إليه الكلاب، وأيضاً أجهزتها الجسمية الأخرى، التي تعرض بالتبعية لحالة إعياء مشابه، كل ذلك أدى إلى حدوث، فضلات كثيرة تجمعت في الدم، بما فيها (المواد السامة) أي (التوكسينات) فأثرت جميعها، دون شك في تهيئة الجسم للاستسلام للنوم.
ولكن ما طبيعة النوم هذا، نفسه؟! وما هي حقيقته؟!
ذلك ما تتفاداه هذه النظرية، وتغض الطرف عنه!.. مع أنه جوهر الموضوع.
وبالإضافة لما سبق!
فإن هذه النظرية لا تستطيع أن تفسر حدوث النوم المفاجئ، وأيضاً اليقظة المفاجئة!.. وهذه الحالة كثيرة الحدوث والمشاهدة، في مجرى الحياة اليومية، فالنوم قد يغشى الشخص بغتة ويزول عنه بغتة!
فلو كان (التسمم الذاتي)، المفترض، هو سبب حدوث النوم، لوجوب أن يحدث النوم دائماً، بصورة متدرجة، وأن يكون غشيانه متمهلاً!.. ويجري بنسبة تراكم (الفضلات)! فهذه (الفضلات) إنما يحصل تجمعها شيئاً فشيئاً وبصورة متدرجة..
وكذلك الحالة في اليقظة والإفاقة، فيجب أيضاً أن تتدرج، بتدرج إطراح هذه (السموم)!
و اعتراض آخر!..
فهذه النظرية لا تنسجم مع ما نشاهده في حياتنا اليومية المعتادة، وذلك عندما يكتفي شخص ما، بحالة نوم (خفيف وسريع) لا يتجاوز بضع دقائق، يغفو فيها، ثم ينهض بعد ذلك نشطاً منتعشاً، مستجماً، ليستأنف عمله اليومي المعتاد، وقد زال عنه النعاس والوسن!..
فمتى حدث ( الانسمام)؟! ومتى (زال)؟!
وأيضاً!!
هذه النظرية لا تفسر بصورة مرضية صحيحة، لماذا لا ينام الناس، الذين يجلسون ولايفعلون شيئاً، لماذا لا ينامون مدداً أقل من أولئك الناس الذين يقومون بأعمال جسمية أو عقلية شاقة، وهذا مشاهد معروف؟!
فالمفروض، حسب هذه النظرية، أن من يتعب أكثر تزداد تلك (السموم) في جسمه أكثر! وبالتالي يجب أن ينام فترة أطول.. أطول من أولئك الذين لا تتشكل في أجسامهم(تلك السموم) بتلك الكمية، نظراً لأنهم في حالة راحة أكثر!..
وكذلك!!
كيف نفسر إذن حسب هذه النظرية، نوم الأطفال الطويل، رغم أنهم لا يتعبون، ولاتتشكل في أجسامهم تلك ( السموم) بذلك المقدار الذي يكفي لنوم معظم ساعات اليوم؟!.
ورغم أن ( ميتشينكوف) حاول أن يعلل ذلك ويبرر النظرية!، بقوله'<img'> إن النوم الطويل عند الطفل يرجع إلى أن الطفل تتأثر أعصابه بسهولة، ويؤثر فيه أقل شيء من العوامل المضرة)!.. إلا أن اعتراضنا، يبقى، وجيهاً!
واعتراض آخر!..
قد يكون بنظر البعض ( القشة) التي تقصم ظهر البعير!.. ولكنه في الحقيقة، ليس (قشه)! وإنما ضربة موجعة، تكسر الظهر، و(فقاره)!!.
هذه ( الضربة الموجعة)..جاءت من حالة ( تشوه خلقي)!..
ومن ( أنثيين)!!..
.. أختين توأمين، من سيام، ولدتا،وقد اتصلت إحداهما بالأخرى!:siamese conjoined Twins:
جهاز الدوران الدموي، مشترك بينهما، فالدم ذو تركيب واحد، ويجول في الأختين!..فإذا زرقت إحداهما، بمادة كيماوية في وريدها، وجدت هذه المادة في دم الأخت الأخرى!.. وإذا لقحت إحداهما بأحد اللقاحات الواقية كالجدري، تولدت المناعة لدى كلتيهما.. مع أن الأخرى لم تلقح!.
أما الجهاز العصبي فإنه مستقل ومنفصل، فكل واحدة لها جهازها العصبي الخاص!.. فلو وخزت إحداهما بإبرة تألمت الموخوزة وحدها،وبقيت (أختها الملاصقة) بلا ألم!.
وكذلك كانت حركاتهما، مستقلة ومنفصلة، الواحدة عن الأخرى!.. ما يدل على انفصال الجهازين العصبيين المركزيين ( للأختين المتلاصقتين)!
هذه الحالة تشكل فرصة نادرة، لاختبار صدق (نظريات السموم النومية)!..
فلو كان الأمر عبارة عن (فضلات) و (سموم) و (انسمام) دماغ!.. لكان من الواجب أن تنام الأختان سوية، وتستيقظان سوية!.. (فالفضلات) التي تتشكل في إحداهما، تنتقل (بالدوران المشترك) إلى الأخرى، وبالتالي يمكن أن (تسمم الدماغ) أو بالأحرى ( الدماغين المنفصلين) وتنام (الأختان)!..
.. وراقب العلماء السوفييت، سلوك (الأختين) مراقبة يومية، ولبضع سنوات! راقبوا النوم واليقظة عندهما في الأحوال الطبيعية، ثم راقبوا النوم واليقظة، عندهما حين تختلف أحوال تغذيتهما، وتختلف الشروط المؤثرة في النوم واليقظة.
فماذا كانت نتيجة هذه الملاحظة والمراقبة المستمرة لـ(بضع سنين)؟!
لقد تبين لهم أن (الأختين) تتفاوتان في مدة نومهما اليومي!
وتتفاوتان في مواقيت نعاسهما!
وتتفاوتان في خصائص النوم واليقظة!.
فلكل واحدة خصائص خاصة!.. رغم أنهما (أختان) و(متلاصقتان)!..
فقد تكون إحداهما مستغرقة في النوم، في الوقت الذي تكون فيه أختها (الملاصقة) مستيقظة!
... وأيد عالم (إنكليزي)، العلماء (السوفييت)!..
فلقد وجد شبهاً لتلك الحادثة.. فالأخ ( الملاصق) مستقل بنومه عن أخيه ( الملاصق) الآخر!
إذن!!.. هذه النظرية غير..
مهلاً!!.. لا تكمل!..
فهذه الاعتراضات، التي مر ذكرها، يجب ألا تفسر، على أنها تنفي نفياً تاماً وحاسماً، تكديس بعض المواد (السامة) و(الفضلات الكيماوية) في الجسم، من جراء تعرض الجهاز العصبي المركزي للتعب والنصب، بفعل نشاطه اليومي المعتاد المتواصل، وإمكانية تهيئة حالة فسيولوجية ملائمة لحدوث النوم، على نسق ما تفعله الظروف البيئية المحيطية الملائمة، مثل الظلمة، والدفء، وقلة الأصوات، والسرير الجيد، والفراش المريح الخ، حيث تهيئ لظهور النعاس والنوم السريع الذي لا يلبث أن يصير نوماً عميقاً ثقيلاً!.
ولكن إن حدوث هذا النوم، في أعقابها، لا يدل على أنه حدث نتيجة لها، أو أنه حصيلتها الفسيولوجية الحتمية!.
فظاهرة التعاقب هذه، بين حادثتين، تشكل ( السموم) و( النوم) لا تعني بالضرورة وجود روابط عضوية بينهما، على نسق الرابطة السببية بين، النتائج ومقدماتها!.
وهكذا تكون هذه النظرية، قد توضح، (أسباباً) من الأسباب التي تهيئ للنوم، ولكنها لا تفسر النوم في ذاته، ولا توضح طبيعته، ولا تشرح ماهيته، ولا تُعرفُ، وتفصل أصله!..
ولكن!..
ولكن ماذا؟!.. ماذا بعد كل ما ذكر؟! أهناك شيء يذكر؟!
أجل!!
فمسيرة العلم لا تتوقف، وأبحاث العلماء لا تنتهي!..
وجهود هنري بيرون ( الفرنسية)، ربما، لن تضيع سدى.. ولكن على (الطريقة الأمريكية)!.
فمنذ الستينات، من هذا القرن، وباحث أمريكي،يعمل أستاذاً لعلم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) في جامعة هارفرد الأمريكية، هو الدكتور ( جون بنهايمر)، ومعه فريق من العلماء المساعدين هم: ( مانفرد كارنوفسكي)، و( جيمس كروجر) يجرون أبحاثاً علمية واسعة النطاق من أجل عزل (مادة النوم الطبيعية) أو تلك (السموم)! التي تحدث عنها (بيرون)!..
وعوضاً عن (كلاب بيرون المرهقة) فإنهم اتخذوا ( الماعز) وسيلة للتجريب!..
وحرموها من النوم لمدة يومين، ومن السائل الدماغي الشوكي لها، أخذوا – كما فعل بيرون بكلابه – مقادير صغيرة، ثم حقنوا هذه المقادير في أدمغة بعض الأرانب والفئران، فنامت على الفور!..
وعندما أعيدت التجربة، باستخدام مقادير من (السائل الدماغي الشوكي) لماعز أنفق ليله في النوم، لم تكن لتلك المقادير، أي تأثير على الأرانب والفئران!..
فاستخلصوا من تلك التجارب أن (السائل الدماغي الشوكي) يحتوي على مادة تؤدي إلى النوم، أطلقوا عليها اسم (عامل النوم sleep Factor)،، واختصار (العامل س) Factor S.
إلى هنا و(التجربة الأمريكية) لا تختلف عن (التجربة الفرنسية).. سوى في الأسماء!!
ولكن الأمريكيين، تابعوا المسيرة.. يريدون أن يعرفوا، ما هي هذه المادة بالضبط؟!
وما هو تركيبها؟! وما هي مقاديرها؟!
وقضوا أربع سنوات وهم يجمعون السائل الدماغي الشوكي من الماعز المرهق المحروم من النوم.. وفي نهاية السنوات الأربع، لم يتجمع لديهم سوى جالون ونيف، بالمقياس الأمريكي، من السائل الدماغي الشوكي!! وهي كمية لا تكفي للتحليل والبحث والتنقيب!..
فانصرفوا عن ( الماعز) إلى ( الأرانب).. واستمروا يجمعون تلك المادة، من أمخاخ (الأرانب)، حتى وصلوا إلى (15 ألف أرنب)!! ولكنهم فوجئوا بأن تلك الكمية، قليلة أيضاً ولا تسمح بتحليلها كثيراً، ولا قليلاً!
وعندما تحولوا إلى ( الإنسان)!.. إلى (بوله)!.. لجمع المادة المطلوبة.. وبلغت الكمية التي استطاعوا عزلها من كمية (ألف جالون أمريكي) من البول، 30 ميكروغرام فقط!(أي أنه يلزم 126 مليون ليتر من البول [أي حوالي 126 ألف طن!]، لنحصل على غرام واحد فقط من هذه المادة! ].
وعلى الرغم من ضآلة هذه الكمية!... إلا أنها كانت كافية لتحليلها، وتحديد بنيتها الكيماوية!
وهنا تفوق (الأمريكان) على ( الفرنسيين)!.. إلا أنه كان تفوق التقدم العلمي، والمسيرة العلمية، السائرة أبداً نحو الأمام!..
.. وهكذا ومع مطلع عام 1982م، وبعد أكثر من عقدين من الزمن، من تجارب متكررة! أكد فريق هارفرد، وعلى رأسهم (جون بنهايمر)John Papienheimer كما ذكرت، أن (مادة النوم الطبيعية) قوامها أربعة أحماض! وهي:
Muramic Acide و Diaminopimelic Acide و Alanine وGlutamin Acide –و المادتين الأخيرتين، معروفتان بوجودهما في البكتريا، أما وجودهما في جسم الإنسان، فلم يكن معروفاً قبل ذلك –
وعندما جرّبوا حقن (مادة النوم الطبيعية) هذه في الأرانب، وجدوا أنها تضاعف مدة النوم التي تحتاجها هذه الأرانب ضعفين إلا ربعاً! أي (1,75).. فلو كانت مدة النوم هي 40 % من ساعات اليوم، لأصبحت 70 % من تلك الساعات، نتيجة لتناول مادة النوم هذه!.. وذلك دون التعرض للآثار الجانبية التي تحدثها مواد النوم الكيماوية! حيث أنها تختلف عن (الحبوب المنومة)، وذلك على حد قول بنهايمر، فهي لا تجبر حيوانات التجارب، الأرانب هنا، على النوم ( فتأثير المادة لا يحدث إلا إذا كانت الحيوانات، تشعر بالأمان وتمر بظروف عادية، عند ذلك فإن الحيوانات تنام بشكل طبيعي بعد حقنها بهذه المادة)!
وبعد.. ألا يحق لنا أن نتساءل، ما الذي أضافته هذه الأبحاث والتجارب الحديثة إلى النظرية الكيماوية؟!
لقد حدّدت لنا بالتفصيل العناصر، التي تتألف منها ( مادة النوم الطبيعية).أو كما كانوا يسمونها (المواد المتعبة) أو (المستقلبات الناهية) أو (الفضلات) أو (السموم) أو..الخ.
ولكن: إلى الآن، لا تزال، اعتراضاتنا، وانتقاداتنا، لهذه النظرية – الكيماوية – في محلها ومقبولة!
... وستبقى!.. حتى تكتشف أبحاث أخرى، ألغازاً جديدة، عن طريقة عمل هذه الأحماض وآليتها، ومكان عملها، ومكان إفرازها وإنتاجها!
... وعندها.. يصبح لكل حادث حديث!..
ولكل جديد.. تفسير، ومقال!!

94
منتدى علم الكيمياء / لماذا ننام
« في: يناير 05, 2007, 01:15:03 صباحاً »
بعد رحلة طويلة، من كد وعناء .. كدح وكفاح ! ..
من مشقة ونصب .. ومكابدة وتعب ! ..
يشتاق الإنسان، لا .. بل، يُدفع !
إلى مضجع تستريح فيه الجنوب، وتسكن فيه
الخطى ! .
يشتاق الإنسان، لا .. بل يدفع !
إلى رحلة كل ليلة .. ( الرحلة العجيبة ) !
الرحلة التي نكررّها كل ليلة، ولا نملّها ! .. بل نطلبها !!، لأن حياتنا لا تستطيع الاستمرار بدونها .
الرحلة التي يكررها البشر، منذ أن خلق الله على الأرض، بشر !..
الرحلة التي حيرّت الإنسان منذ القديم، وأثارت انتباهه !.
فما رأينا حضارة من حضارات الأرض، في مصر القديمة، وعند الإغريق والرومان، وفي الصين، إلا وفي أثارها ما يدل، على هذه الحيرة !! .
الرحلة التي لا تزال تحير الإنسان، وتثير انتباهه ما يدل، على هذه الحيرة !! .
الرحلة التي لا تزال تحير الإنسان، وتثير انتباهه ؛ حتى اليوم ! ..
.. رغم أنه إنسان ..(الذرة )، و(الكمبيوتر ) و(رحلات الفضاء المكوكية ) !
هذه ( الرحلة العجيبة )، التي نشتاق إليها، ونُدفع ! ..
التي نكررّها، و لا نمل !..
التي حيرتنا منذ القديم، ولم تزل ! ..
.. هذه ( الرحلة العجيبة )، التي ( تأخذ )، و( تستهلك ) من عمرنا .. ثلثه !..
(ندفعه )، ونمضيه فيها ونحن .. (راضين ) !، بل (راغبين ) ! بل (طالبين ) ! بل(مرغمين)، (مجبرين )!!
وما أعجب .. الإجبار، مع الرضا ! .. والإرغام مع الرغبة ! .
..هذه ( الرحلة العجيبة (هي .... (النوم )!
النوم الذي يضعف أمام سلطانه الإنسان ! .. ويستسلم إليه وهو جذلان ! ..
ويرضى بسيطرته وهو نشوان ! ..
فـ ( النوم سلطان ) ! .
(سلطان ) . محبوب، مرغوب !!
.. ولكن .. ما هذا السلطان ؟ ! ولماذا نستسلم له ؟! ولماذا نرضى بسيطرته ؟!
ما هو هذا ( النوم ) ؟ ! .. وما تعريفه ؟! .. ولماذا نخضع له ؟ !
وبمعنى أوضح ( لماذا ننام ) ؟!
.. في الواقع إن كل التعاريف للنوم، إنما هي ( تصف )!..
تصف، ما يحدث خلال هذه الظاهرة ! .. وتتفق على أن النوم هو حالة جسمية فيزيولوجية، يحتاج إليها الكائن طبيعياً، بصورة متكررة كل ليلة، وتدوم لفترة عدة ساعات، يكون خلالها الجهاز العصبي في حالة من الراحة، ويكون الوعي متوقفاً تقريباً، يحث يكون هناك عدم نشاط في الإدراك والشعور ،و بالتالي يتوقف التفاعل الحسي والحركي مع البيئة الخارجية، ويرافق ذلك، عضلات مسترخية وعينان مغلقتان، وهدوء في التنفس، وبطء في الدورة الدموية والنبض .
ويلخص جيمس دريفر James Drevers كل ذلك، بقوله عن النوم (إنه حالة فسيولوجية ليست مفهومة فهماً واضحاً فيها عدم حركة نسبياً، وفيها تفشل لاستجابات الواعية الصحيحة للمثيرات )
أما لماذا نخضع له ؟! . أما لماذا ننام ؟!
.. فسؤال، حير ( الأقدمين )، الأقدمين ! ..
وشغل فكر وأذهان المحدثين ! ..
ودفع ( المحدثين ) من المحدثين ! .. إلى البحث والتجريب ..
..فكانت ( خرافات ) ؛ و(سخافات ) !
وكانت (تأملات )، وسبحات ) ! .
وكانت (فلسفات )!
و كانت ( نظريات )! ..
صبي جميل .. بجناحين !
فعند ( الأقدمين ) الأقدمين ! .. كانت خرافات .. وكانت سخافات ! .. فالنوم إله يعبد!
و لذلك صنعوا له التماثيل، وصوّروه ! .. وتفنّنوا، فلوَّنوه !!
فتارة، على شكل (طائر الليل ) تخيّلوه ! .. وبجناحيه المفضضين يطير بهدوء ! ..وبغصن رطب، مندى بماء نهر النسيان ( ليثي Lethe)، يلمس جباه البشر، فينقلهم إلى عالم الأحلام، والسحر ! .. أو بحفيف جناحيه، يثقل الجفون، فتغلق العيون !
وتارة على شكل (صبي جميل ) .. صوَّروه ! ..وبجناحين أنيقين أكملوه !! يبتسم للزمان، وقد غلب على عينيه النعاس ! يمس رؤوس المتعبين مساً رقيقاً، فيرسلهم إلى(مملكته)!!.
وتارة أخرى .. تخيّلوه شيخاً كلَّ من الحياة . فنام على عصاه، في أثناء سفره على طريق الدهور !
وتارة قالوا إسمه هيبنوس Hypnos ( أي رب النوم عند الإغريق ) وهو شقيق رب الموت تاتاتوس ! .. وعدّوا هذين الشقيقين من أبناء الجحيم !!- (إله ) .. وفي الجحيم!! وأضافوا له ألهة أخرى، للمساعدة والمعاونة !!، مثل أبو مورفيوس وفانتاسوس، وكلاهما يجلب النوم !
وأما (هوميروس )، فزعم أن إله النوم يقيم في جزيرة لمنوس، إحدى جزائر بحر إيجه !!
.. ومن إله يقيم في جزيرة لمنوس ! .
ومن إله . من أبناء الجحيم !
أنقلب النوم، في فترات أخرى، من حضارات أخرى ! إلى أرواح شريرة!
فالأرواح الشريرة، تنتشر مع الظلام، وتجثم على صدور الناس، فتفرض عليهم النوم فرضاً !
والإنسان فيه جانب شرير، ينشط في الليل، ويتغلب على روح الإنسان الطيبة، فيدفعه إلى النوم ! ..
.. من ( إله ) و(شيخ فان )!
من (طائر ليل ) و(صبي مجنح ) !!
من خرافات، وترَّهات .. وسخافات وسذاجات !
ننتقل إلى ..
(تأملات ) و( سبحات )! ..
و(فتوح ) ! (ونظريات ) !
.. في الواقع إن الآلية التي يتم بها النوم آلية معقدة، ولم تكشف أسرارها النهائية حتى الآن!
فلا تزال حقيقة النوم يحفها الغموض ! .. ولا تزال (مخابر النوم ) في العالم !، تطلع علينا بين فينة وأخرى، بجديد ! ..
فهناك نظريات ( حديثة ) كثيرة، تحاول أن تبين لنا لماذا ننام ؟!
ولماذا نخضع لهذا ( السلطان ) ؟ !
.. وسأحاول استعراض هذه النظريات واحدة بعد الأخرى ..
ولكن قبل أن أفعل ذلك، أحب أن أشير، واستعرض، طائفة من الآراء، التي ظهرت عن طبيعة النوم، في عهد حضارتنا الإسلامية الزاهرة !
.. سنرى، عند مقارنتها بالنظريات ( الحديثة ) أن (حضارتنا ) قد سبقت إلى تلك النظريات .. وإن كانت اعتباراتها موجزة، ومقصورة على التأمل الفكري العميق، وعلى الملاحظة الدقيقة .
من حضارتنا !
يقول ابن خلدون في (مقدمته ) :
( ولما كانت الحواس الظاهرة، جسمانية، كانت معرضة للوسن والفشل، بما يدركها من التعب والكلال وتفشي الروح بكثرة التصرف، فخلق الله لها طلب الاستجمام لتجرد الإدراك على الصورة الكاملة، وإنما يكون ذلك بانخناس الروح الحيواني من الحواس الظاهرة كلها ورجوعه إلى الحس الباطن ) .
ويقول ابن عربي في ( الفتوحات المكية ) عن النوم :
(هو الغيبة عن المحسوسات الظاهرة الموجبة للراحة، لأجل التعب الذي كان عليه هذه النشأة في حالة اليقظة من الحركة، وإن كان في هواها )!
ويذكر المسعودي في (مروج الذهب ) مختلف الآراء المعروفة لعهده فيقول (فقال فريق:إن النوم هو اشتغال النفس عن الأمور الظاهرة، بملاقاة حوادث باطنة ).
ومنهم من رأى النوم في اجتماع الدم وجريانه إلى الكبد .
ومنهم من رأى أن ذلك هو سكون النفس وهدوء الروح ) .
وجاء في ( كشافات اصطلاحات الفنون ) للتهانوي أن النوم :
(حالة عارضة للحيوان، فيعجز عن الإحساسات والحركة الغير ضرورية والغير الإرادية، بسبب تصاعد أبخرة لطيفة سريعة التحلل إلى الدماغ، مغلظة للروح النفساني، مانعة عن نفوذه في الأعصاب .
فقوله عن الإحساسات أي الحواس الظاهرة، إذ الحواس الباطنة لا تسكن في النوم، خلافاً للبعض، فإنه زعم أن الحواس الباطنة تتعطل عند النوم .
وقوله والحركات الغير ضرورية إلى آخره، للاحتراز عن الحركات الطبيعية كالتنفس ونحوها، فإنه لا يعجز عنها، ولهذا عرّف أيضاً بترك النفس استعمال الحواس تركاً طبيعياً).
.. وهكذا فالنوم .. هو
رجوع الحواس عن الحركة، وسكون النفس وانقباضها مع الحرارة الغريزية، من الدماغ إلى داخل الجوف، وبخارات معتدلة تصعد من الجوف إلى الدماغ ..
.. وسننقل لك عزيزي القارئ (بحثاً) من كتاب المائة (في الطب ) وبعد إتمام الكتاب الذي بين يديك ! .. عُد إلى هذا (البحث ) .. وأقرأه !!
ثم قارن .. واحكم بنفسك !!
( قال أبو سله عيسى بن يحيى المسيحي : هذا هو الكتاب العشرون من كتبنا في صناعة الطب . وقصدنا فيه أن نتكلم في النوم واليقظة، والله تعالى هو المعين .
فنقول : النوم هو إمساك القوة النفسانية عن أفعالها .. وهذه القوى هو قوى الإحساسات وقوة التحريك بإرادة . ومتى أمسكت هذه القوة عن تحريك البدن واستعماله استرخى واجتمعت الرطوبات والأبخرة التي كانت تتحلل وتتفرق بالحركات واليقظة في الدماغ.الذي هو مبدأ هذه القوى، فينحدر ويسترخي .ذلك هو النوم الطبيعي.
وقد يكون الأمر بالعكس ذلك لعارض أو لمرض وذلك بأن تستولي الرطوبات استيلاء لا تقدر اليقظة على تفريقها أو تصعد بخارات رطبة كثيرة كما يكون بعقب الامتلاء من الطعام والشراب فيثقل الدماغ ويرخيه فيخدر وتقع إمساك القوى النفسانية عن أفعالها فيكون النوم .
وكما أن في الحركة تنشأ الحرارة الغريزة وتذكو وتشتد، لأن من شأن الحركة أن تسخن الأجسام التي هي بالقوة حارة، وتزيد في حرارة الأجسام التي لها شيء من الحرارة ،لذلك في الكون يجود تأثيره هذه الحرارة فيما يؤثر فيه وتجود الهضم ! لأن كل مؤثر في شيء متى كان ما هو وما يؤثر فيه ساكنين أمكنة التأثير فيه بالمقدار الذي يجب وعلى النحو الذي يجب . فإذن النوم أحد الأشياء الضرورية لقوام البدن لأن به تفعل القوة الغذائية أفعالها على التمام . فينهضم الغذاء ويتوزع على الأعضاء، وتستعد الفضولات للتحلل . والحركة تذكي وتنمي الحرارة التي قلت في ذلك النضج وانفصلت عن الأشياء التي أنضجتها وأثرت فيها فتعود إلى حالتها وتقوى على ترقيق الفضولات وتحليلها وتصير معدة لنضج الغذاء الثاني . وعلى هذا دائماً ينبغي أن يكون النوم متقدماً على الحركة وتكون الحركة تالية للنوم، ليتم اغتذاء البدن واندفاع فضولاته، والأرواح( المقصود بتعبيرنا هو الطاقة) التي كانت تتحلل دائماً لرقتها وسخونتها ولطافتها ولذلك تحتاج إلى أن تمد دائماً، فإنها عند الحركة يتحلل أكثر مما تستمد من خارج، لأنها تصير أرق وألطف وأسخن فيضعف أفعال القوى كلها، لأنها إنما تفعل بتوسط الأرواح ولذلك يضعف الفكر والإحساسات والهضوم والقوة التي تقل البدن وتمسكه، فيحدث التعب والفتور فنحتاج إلى النوم الذي هو سكون عن كل حركة، فتصير استمداد الأرواح أكثر من تحللها وترجع إلى حالتها من الوفور، فيقوم الإنسان من نومه . وقد استراح من التعب وصار أذكى حساً وأنفذ عقلاً وأقوى بدناً.
واليقظان وإن كان ساكناً غير متحرك فإنه في الوسط بين المتحرك والنائم، لأن القوة المتحركة باختيار إنما تفعل فعلها على التمام عند الحركة وتمسك عن فعلها على التمام عند النوم، وأما عند اليقظة والسكون فهي تمسك الأعضاء وتقل البدن وتدعمه سواء كان قاعداً أو مضطجعاً أو على شكل آخر بإرادته تمسك أعضاؤه على تلك الهيئة ولذلك صار القاعد متى نام سقط .
والسكون شبيه بالنوم يفعل شيئاً من أفعاله من الراحة عند التعب ونضج الغذاء ومواد الأمراض والزيادة في الروح . واليقظة شبيهة بالحركة، تفعل شيئاً من أفعالها من تذكية الحرارة وتحليل الفضولات والأرواح، وكما أن البدن لا تدوم صحته على دوام الحركة ولا على دوام السكون، كذلك لا يدوم صحته على اليقظة وعلى دوام النوم . ولكن يحتاج إلى كل واحد منهما في وقته وبمقداره .
والنوم يرطب البدن بمعنى أن البدن يتغذى أكثر وأجود ويتحلل رطوباته أقل فيصير أرطب مما كان، واليقظة تجفف البدن بمعنى أن البدن يتغذى أقل ويتحلل رطوباته أكثر فيصير أجف.
وكما أن النوم مبدؤه الدماغ بمعنى أن إمساك قواه عن أفعالها هو سبب النوم، كذلك النوم ينفعه أكثر عند الحاجة من منفعة أعضاء أخر .
ولذلك صار السهر المفرط يفسد مزاج الدماغ ويورث الضجر والبلادة ويضعف الفكر والرأي، وبالجملة يضر بأفعال القوى النفسانية ضرراً عظيماً.
والنوم باعتدال يذكي العقل والحواس، ويرد الرأي الشارد، ويخفف نكاية الهموم النفسية والأفكار الردية .
والنوم يخص نفعه الدماغ لأن راحته وإمساك قواه عن أفعالها .
وأما منفعة القوة الغاذية فليس لأنها تستريح وتمسك عن فعلها بل لأنها تتمكن من فعلها أكثر ,أبلغ عند سكون البدن بالنوم .
وأما منفعة القوة الحيوانية فلأنها تستريح عن حمل البدن . وإمساك أعضائه .
وأما الزيادة في الأرواح عند النوم فنافعة للقوى كلها وهي للقوة الحيوانية أنفع لأن تحلل الروح الحيواني في الحركة أكثر ..
والنوم يقوي القوة الطبيعية .. ويرخي القوة النفسانية والقوة الحيوانية .
واليقظة تقوى القوة النفسانية والقوة الحيوانية وترخي القوى الطبيعية .
والنوم يكثر فيه النضج ويقل الاستفراغ .
واليقظة يكثر فيها الاستفراغ ويقل فيه النضج .
والنوم يكون من رطوبة الدماغ بالذات و طبيعياً ومن برده بالعرض ومرضياً. وذلك أن البرد يخدر ويقل معه تفريق الرطوبات وتحللها التي كانت تتحلل وتتفرق بالحرارة فيحدث نوم أثقل من الطبيعي وذلك أمر مرضي ليس : بصحي واليبس يفعل سهراً بالذات وطبيعياً، والحرارة بالعرض ومرضياً على خلاف ما كان الأمر في النوم .
وأشد ما يحتاج إلى النوم عندما يكثر تحلل البدن من الروح والرطوبات .ولذلك يكون نوم من قد أعيا أشد استغراقاً خاصة إذا تناول طعاماً مرطباً .
وتناول الأغذية المرطبة والاستحمام بالماء العذب الفاتر على الرأس وشرب الشراب الممزوج بالماء يجلب النوم، ومن لم ينم بهذه الأشياء كان أمره ردياً، لأنه يدل على تمكن اليبس منه .
والنوم لا يحدث عن الحرارة، ومتى كان مع حرارة كان مضطرباً مشوشاً كثير التفزع والأحلام، سريع اليقظة .
والسهر قوي في إفساد الدم إلى المرارية وإضعاف الهضم وجلب الأمراض وخاصة في الأبدان النحيفة المرارية .
ومن كان في بدنه اخلاط يحتاج إلى النضج فإن النوم ينضجها، ومن كان محتاجاً إلى التحلل فاليقظة .
والنوم يجذب الأخلاط إلى باطن البدن فإن كل استفراغ دم من جراحة قطعه ،وكذلك القيء والإسهال والحركة تهيج الاستفراغات وتنشر المواد والرطوبات، والسكون يسكنها في أماكنها والأخلاط التي تحتاج إليها إلى أن ترق وتحلل ..فاليقظة نافعة لها ولكن بعد لتقدم إنضاجها بالنوم .
والأخلاط الباردة يضرها النوم الطويل، ويضر النوم في حميات معها أورام الأحشاء،إذا كان النوم في ابتداء دور الحمى وذلك أن المواد تنصب إلى باطن البدن في النوم فيزيد في الورم، ومتى كانت الأخلاط الدموية غالبة فاليقظة أنفع من النوم خاصة إذا كانت القوة قوية .
ومتى كان الأمر بالضد من ذلك فالنوم أفضل، والأبدان المرية والأمراض الحارة ينفعها النوم والسكون .
والأخلاط النيه والأمراض الباردة لا يستغني فيها عن الحركة في بعض الأوقات.
والنوم يرطب في جميع الأحوال وليس من شأنه أن يسخن أو يبرد في جميعها، ولكن يسخن في حال ويبرد في أخرى أما تسخينه فمتى صادف في البطن أطعمة وفي العروق أخلاطاً نية وباردة، فيقوى القوة الطبيعية في النوم فتهضم تلك الأطعمة والأخلاط، فيتولد منها دم جيد، فيسخن به البدن، وكذلك متى كانت في البدن حرارة غريبة أو حمى بسبب ورم في بعض الأحشاء فإن النوم في ابتداء النوبة يجمع تلك الحرارة والمواد داخل البدن ولا يدعها تتحلل أو تنتشر في جميع البدن فيسخن البدن أكثر مما كان قبل النوم بحرارة غريبة، ومتى كان النوم بعد الهضم وخلو العروق من الأخلاط التي ينبغي أن ينهضم لم يكن في البدن شيء ينشؤونه الحرارة في النوم ولم يكن للبدان أيضاً حرارة الحركة واليقظة، فيبرد البدن .
ومتى نام الإنسان وبه حمى من عفونة أخلاط نية وكان في الطبيعة فضل قوة يمكنها نضج تلك الأخلاط حتى يتولد منه دم جيد ! فإن البدن يسخن حينئذ ويبرد معاً . أما سخونته فبالحرارة الغزيزية، أما برودته فمن الحرارة الغريبة والسهر يفعل في كل واحد من هذه الأفعال ضد ما يفعله النوم .
والنوم المعتدل يولد دماً محموداً، والنوم المفرط يفسد الأخلاط، والناقص يجعلها مرارية.
والأصوات الملذة والمستوية مثل خرير الماء ونحوه، إذا لم يكن شديداً والتعب واسترخاء القوة والاستراحة من وجع والظلمة والسكون كلها جالبة للنوم ,
والمحموم ينتفع بالنوم عند انحطاط النوبة، كما يستضر به عند ابتدائها، ولذلك صار المحموم متى ضره النوم عند انحطاط حماه دلى على خطر شديد لأنه لما لم ينتفع بما هو أنفع الأشياء له في ذلك الوقت، دل على أنه في حالة ردية خبيثة، ومتى كانت الأخلاط رديئة خبيثة، كان النوم أضر على العليل من اليقظة، لأن النوم عند ذلك يزيد في الحمى والوجع لجمعه تلك الأخلاط داخل البدن، واكثار سيلانه إلى الموضع الذي يسيل إليه. ولذلك يزيد في ورم الأحشاء والسبب في ذلك هو أن الورم الحرارة الغزيزية متى كانت مستولية على الأخلاط انضجتها في وقت النوم، ومتى كانت الأخلاط أغلب من الحرارة مع اجتماعها داخل البدن دل على ضعفها في الغاية فكان علامة شر عظيم .
وإنما صار النوم ضاراً في ابتداء نوبة الحمى لأنه يجمع الحرارة في باطن البدن فإن كان هناك ورم يهيجه، وإن كان أخلاط رديئة ازدادت رداءةً .
والنوم في هبوط الحمى جيد لأنه ينضج الأخلاط ويدفعها إلى الخارج .
والأحلام المختلطة الردية تكون من أخلاط ردية ترتفع بخاراتها إلى الدماغ .
ومتى لم يكن في البدن اضطراب أصلاً قلت الأحلام .
والنوم الطويل الغرق، إذا عرض للأصحاء من غير سبب يوجبه كتقدم تعب أو غيره، فذلك منذر بمرض، وإذا عرض للمرضى دل على الإقبال في أكثر الأحوال.
وظاهر بدن النائم أبرد من باطنه، ولذلك يحتاج إلى فضل دثار في زمان . لو كان منتبهاً لم يحتج إليه .
ويعظم التنفس مع ذلك لأن الحرارة في الباطن أشد منها في حالة اليقظة .
والسهر يجوع الإنسان لأنه يقل فيه إغتذاء البدن ويكثر تحلله فتزداد الحاجة، والأمر في النوم بضد ذلك .
والنوم القليل بعقب الدواء المسهل والقيء يسكن التعب الذي تنال البدن منهما، وينضج بقية الأخلاط التي لم تستفرغ .
والنوم الكثير على الجوع وعلى الاستفراغ يطفئ الحرارة الغريزية .
ومتى كان النوم يغير لون البدن إلى أرداء مما كان في اليقظة أو يجلب وجعاً أو يجفف البدن كله كان مضراً ردياً .
والنوم بالنهار يغير اللون إلى الرداءة ويرخي ويضعف الشهوة ويحدث الكسل .
والنوم مستلقياً يضعف الهضوم، إلا أنه يريح العضل أكثر، ولذلك صار المريض الضعيف، ومن قد تعب جداً يؤثر الاستلقاء في النوم على الجنب .
ومن أدام الاستلقاء أسرعت إلى صدره النوازل .
والنوم بالغداة بعد الانتباه من نوم الليل والقيام وقبل الحركة والغذاء مضر جداً،لأنه يرخي البدن، ويفسد الفضولات التي يجب تحليلها بالرياضة، فيحدث تكسرا ًوإعياء وضعفاً)انتهى . – حرفياً - !

والآن ..ننتقل إلى استعراض النظريات ( الحديثة ) و( الأحدث ) ! . والتي تحاول أن تفسر (لماذا ننام ) ؟ ! ..
وهذه النظريات هي
1 – نظرية النوم الوعائية .
2 – نظرية النوم الكيماوية .
3 – النظرية الموضعية للنوم .
أ – (مركز النوم الدماغي )
ب – (المراكز المبعثرة المتصلة ) للنوم واليقظة .
ج – نظرية التغذية المرتدة لليقظة والنوم .
4 – نظرية الكف والإثارة (نظرية بافلوف ).
5 – نظرية ( النوم عادة ) !

95
منتدى علم الكيمياء / الانتروبيا
« في: ديسمبر 30, 2006, 02:49:04 صباحاً »
السلام عليكم اخي الكريم

شوف هذي القاله وجدها عن الموضوع اذا بتفيدك وبتنفعك راح احاول اترجمها لك بالعربي هذا على السريع سويتها لاني مشغول الفتره هذي باختبرات نهاية الفصل وانتاا عارف اختبارت الجامعه وكلية الهندسه كيف



ان شاء الله تفيدك واذا مافادتك راح احاول ادورلك على غيرها المقاله بالعربي وبعدين راح احولها الى الانكليزي بس اشوف اذا بتفيدك


ان هناك نظرتين مختلفتين بل متعاكستين لتفسير عمليات الحركة والتحول في العالم وفي الكون ، إحداهما نظرة نظرية التطور التي تقول بأن العالم والكون في تطور مستمر نحو الأفضل ونحو الأحسن، وان هذا الميل الى التطور هو الذي قاد الكون من حالته البدائية البسيطة الاولى الى الحالة المركبة والمعقدة والمنظمة الحالية للكون، وأدى في النهاية الى ظهور الحياة التي تطورت من خلية حية واحدة الى هذه الأشكال المتنوعة والمعقدة التركيب من النباتات والحيوانات التي تعد بالملايين والذي يمثل الإنسان الحلقة الأخيرة العليا لهذه العملية التطورية.

والنظرة الأخرى هي نظرة علم الفيزياء وتقول ان جميع التحولات الجارية في الكون هي نحو الأسوأ ونحو التحلل والانهدام والموت ... أي ان كل شيء يتحلل بمرور الزمن ويتفكك وينحل ...اي ان الكون يسير نحو الموت ، وان الزمن ليس عامل بناء بل هو عامل هدم. فهذا هو تفسير القانون الثاني للديناميكا الحرارية. وهو قانون وليس نظرية ، أي هو قانون يتفق على صحته جميع العلماء بأجمعهم، وهناك آلاف التجارب المختبرية التي تثبت صحته.وعندما يتعارض قانون علمي مع نظرية لم تثبت صحتها بعد فالسلوك العلمي يحتم علينا أخذ القانون ونبذ النظرية.

في هذه المقالة سنورد بعض الاستفسارات أو الاعتراضات، وبعد الاجابة عليها سنورد تبريرات علماء التطور ومحاولتهم انقاذ نظرية التطور من براثن هذا القانون.

أسئلة واعتراضات

 قد يتساءل البعض أو يعترض على ما جاء أعلاه فيقول بأن هناك عمليات يزيد فيها النظام والتعقيد، فمثلا تنمو الأشجار الباسقات من بذور صغيرة ، وتتحول النطفة الى جنين ثم الى مخلوق متكامل الأعضاء، وتتحول مواد البناء من رمل وحصى وسمنت وحديد والمنيوم الى بناية شاهقة . لذا ألا يبرهن هذا على خطأ الحكم  والتعميم السابق ؟.

لو تأملنا الموضوع بدقة وعمق لرأينا شمولية القانون الثاني للديناميكا الحرارية التي تقول بأنه لا توجد أي عملية تغير تلقائية يزداد فيها النظام والتعقيد ، وأنه في كل عملية تغيّر وتبدل هناك تحول لقسم من الطاقة من شكل يمكن الاستفادة منه الى شكل لا يمكن الاستفادة منه.

لنشرح هذا بإيجاز وتركيز:

أولا : نحن نقول بأن هذا القانون يشير إلى ان العمليات التلقائية تسير نحو التحلل والتفكك، ويسير من النظام الى الفوضى ( لأن جزءا من الطاقة يتحول الى شكل لا يمكن الاستفادة منه) ومن التعقيد الى البساطة ( لوجود عملية تحلل)، ولا نقصد العمليات التي يتدخل فيها الذكاء والإرادة الواعية.

مثلا : ان الماء يجري تلقائيا  من الأعلى الى الأسفل ( أي باتجاه قوة الجاذبية في الأرض)، ولا يحدث العكس. ولكننا نستطيع باستخدام مضخة دفع الماء الى أعلى ... هنا لم تعد العملية عملية تلقائية ، بل عملية تدخل فيها الذكاء الإنساني والإرادة الإنسانية.

وكذلك فاٍن من المستحيل نشوء البنايات والجسور نتيجة عمليات تلقائية، وان مواد البناء كالسمنت والرمل  والحديد ...الخ لا تستطيع التجمع تلقائيا لتنقلب الى عمارة أو الى جسر. ولكن يمكن هذا ان تدخل الذكاء والإرادة الإنسانية.

ونستطيع ذكر الشيء نفسه بالنسبة لنمو النباتات من بذور صغيرة ... فعملية النمو هذه ليست عملية تلقائية، بل هي نتيجة لوجود جهاز معقد خاص وبرمجة دقيقة جدا موضوعة داخل هذه البذور، وهي أعقد من أي جهاز صنعه الإنسان . وكما لا يمكن ان تتوقع نشوء برمجة معقدة ( بل حتى اي برمجة بسيطة) في جهاز كومبيوتر بشكل تلقائي، كذلك لا يمكن تكون البرامج المعقدة في البذور بشكل تلقائي.وهذا هو ما يقوله لنا القانون الثاني للديناميكا الحرارية، فالبرامج الموجودة في البذور أو في شفرات الجينات الوراثية في الإنسان أو الحيوان موجودة نتيجة إرادة إلهية، ولم تنشأ ذاتيا ولا يمكن أن تنشأ ذاتيا حسب ما يؤكده لنا هذا القانون الفيزيائي الشامل المقبول من قبل جميع العلماء.

ثانيا : حتى هذه العمليات التي يزداد فيها النظام ( كنمو النباتات ونمو الجنين وتشييد العمارات والأبنية ... ألخ) ليست الا عمليات مؤقتة مصيرها الى الزوال والموت والفناء ... أي لا مهرب أبدا من تحقق القانون الثاني للديناميكا الحرارية في نهاية المطاف، فكل شيء يسير نحو الموت والفناء عاجلا كان أم آجلا. فهذا هو مصير الشمس والأرض وجميع المجرات ...أي هو مصير الكون المنظور بأجمعه.

                      *****    *****     ****

مبررات أنصار التطور  

بدأ أنصار التطور يدركون مدى خطورة المفاهيم والنتائج التي يتضمنها هذا القانون الفيزيائي وكيف انه يوجه طعنة قاتلة لنظرية التطور ، لذا بدءوا بالبحث عن مبررات ومسوغات وعن تأويلات يستطيعون بها اٍنقاذ نظريتهم من التهديد القاتل لهذا القانون الفيزيائي.

سنستعرض هنا بعد قليل أهم هذه المبررات والمعاذير ... ولكن قبل هذا نقدم اعتراف أحد علماء التطور في هذا الموضوع وهو العالم " جيرمي رفكن  Jeremy Rifkin" حيث يقول:

(نحن نعتقد ان التطور يقوم بطريقة ما وبشكل سحري بخلق لقيم أكبر من النظام على سطح هذه الأرض. والآن فان البيئة التي نعيش فيها تسير نحو التبدد والفوضى الى درجة أن الأمر أصبح واضحا حتى للعين المجردة ، وبدأنا ولأول مرة نتبنى أفكارا أُخرى حول نظرتنا  نحو التطور ونحو التقدم ونحو خلق الأشياء ذات القيم المادية... ان التطور يعني خلق جزر أكبر وأكبر من النظام على حساب بحار أكبر وأكبر من الفوضى في العالم . وليس هناك عالم بيولوجي واحد ولا عالم فيزيائي واحد يستطيع إنكار هذه الحقيقة المركزية، ومع ذلك فمن يرغب في القيام في الصف أو في منبر عام وجماهيري لكي يعترف بهذا الأمر ؟)(1)

أي يعترف هذا العالم بما يأتي:

1- انهم لا يعرفون بالضبط آلية التطور ( أي كيف يتم التطور). لأن تفسير التطور بالطفرات وبالانتخاب الطبيعي لم يعد مقنعا في ساحة العلم.

2- بدءوا يدركون حقيقة واضحة وهي التناقض الواضح بين نظرية التطور التي تقول بزيادة في النظام، وبين الواقع الحقيقي الذي يُظهر أن البيئة تسير نحو التبدد والتحلل.

3- ان من الصعب على أي عالم تطوري الاعتراف بهذه الحقيقة في الصف أمام الطلاب ، او في منبر عام أمام الجماهير.

مبررات التطوريين ومعاذيرهم:

قدموا المبررات الآتية:

1- ن عمليات التطور تجري في الأرض لأنها نظام مفتوح  open system  وليس نظاما مغلقا  closed system.

والنظام المغلق هو النظام الذي لا تخرج منه طاقة الى الخارج ولا تدخل اليه طاقة من الخارج.والكون ككل نظام مغلق حسب هذا التعريف. أما الأرض فتعد نظاما مفتوحا، لأنها تستقبل كميات كبيرة من الطاقة الآتية اليها من الشمس. ويقول علماء التطور : مادامت الطاقة تأتي الى الارض من الخارج ( من الشمس) ،اذن يمكن أن تعمل فيها عوامل التطور في مدى حياتها حتى ولو زادت الانتروبيا ( اي نسبة الفوضى) في الكون ككل، فما يهمنا هو التطور الحادث في الارض.

يقول العالم التطوري المعروف " اسحاق أزيموف" في هذا الصدد:

( لقد تطورت الحياة على الأرض - ضمن بلايين من سني وجودها - بشكل مطرد وراسخ نحو زيادة في التعقيد وزيادة في الإتقان وزيادة في النظام ... كيف تسنى حدوث مثل هذه الزيادة الكبيرة والواسعة في النظام ( أي كيف حدث نقصان كبير في الانتروبيا) ؟ والجواب على هذا هو أنه ما كان بالإمكان حدوث هذا لولا وجود مصدر هائل للطاقة التي تغمر الأرض بشكل دائم. ذلك لأن الطاقة هي التي تمد الحياة بأسباب البقاء والاستمرار ... وفي خلال البلايين من السنين التي استغرقها الدماغ الإنساني لكي يتطور كانت زيادة الانتروبيا في الشمس أكبر بكثير ، بكثير جدا من نقصان الانتروبيا الذي يمثله التطور المطلوب لارتقاء الدماغ الإنساني)(2)

وهكذا يحسب أزيموف أنه حل التناقض الموجود بين هذا القانون الفيزيائي وبين نظرية التطور، فمع أن الانتروبيا تزيد في الشمس الا انها تنقص في الأرض فيحدث فيها التطور ، لأن الارض نظام مفتوح تأتيها الطاقة من الشمس.

أليس هذا حلا رائعا وشرحا جيدا للموضوع وإزالة للتناقض بين القانون الفيزيائي وبين نظرية التطور ؟

كلا مع الاسف.

بل ان الانسان ليعجب كيف يسوغ هذا العالم لنفسه القيام بخداع الجماهير مستغلا جهلهم العلمي في هذا الموضوع.

لنسأل هذا العالم التطوري : هل يكفي ورود الطاقة الى الأرض من الشمس في تفسير ظهور الحياة فيها أصلا( دعك عن تطورها) ؟ ... أهذا هو الشرط الوحيد والكافي ؟ أليست هناك كواكب وأقمار في مجموعتنا الشمسية، والملايين من الكوكب والأقمار الأخرى في الكون تأتيها الطاقة من الخارج ولكنها محرومة من الحياة ؟

ان وصول وتوفر الطاقة شرط واحد فقط ضمن عشرات وربما المئات من الشروط الاخرى.

لقد توفرت في أرضنا شروط في غاية الدقة والحساسية لا نملك شرحها جميعا بل نشير الى أهمها اشارات مختصرة جدا:

1- بُعد الأرض عن الشمس هو البعد المناسب، فلو كانت أقرب لزادت درجة حرارتها عن الدرجة الملائمة للحياة ، ولو بعُدت أكثر لقلت درجة حرارتها عن المطلوب.

2- للأرض غلاف جوي وبسمك مناسب وبخليط مناسب من الغازات وهو خال من الغازات السامة والخانقة. والغلاف الجوي شيء نادر في الكون.

3- - تتوفر فيها كميات غزيرة ومناسبة من الماء، مع أن وجود الماء ( المالح منها والعذب) شيء نادر جدا في الكون.

4- حجم الأرض هو الحجم المناسب، فلو زاد حجمها عن الحجم الحالي لزادت قوة الجاذبية فقل ارتفاع غلافها الجوي، ولما استطاع حمايتنا من الآف الشهب والنيازك ، ولزاد الضغط المسلط على أجسامنا وزادت أوزاننا كثيرا. ولو قل حجمها لما استطاعت الاحتفاظ بالغلاف الجوي لقلة جاذبيتها آنذاك.

5- - وجود طبقة الاوزون في غلافها الجوي حفظ الحياة من عدة إشعاعات قاتلة.

6- تدور الارض حول الشمس بميل يبلغ 23م5 تقريبا وهو الميل المناسب لحدوث الفصول الأربعة،  ولولا هذا الميل لأهلكت الأعاصير العنيفة كل مظهر من مظاهر الحياة على الارض.

7- سرعة الأرض هي السرعة المناسبة. فلو زادت سرعتها لتطايرت البنايات والأحياء وهلكت، ولو قلت لانسحبت المياه الى منطقة القطبين ( لأن الجاذبية في منطقة القطبين أكبر).

8- - كثافة الغلاف الجوي هي الكثافة المناسبة

9- - سمك القشرة الأرضية هو السمك المناسب.

10- -بُعد القمر عن الارض هو البعد المناسب. فلو كان أقرب لغرقت مساحات شاسعة من الأرض بفعل عمليات المد والجزر العنيفين، ولو كان أبعد لضعفت عمليات المد والجزر الضروريين، ولقلت إضاءة القمر.

لا نستطيع هنا الإطالة في شرح النظم الدقيقة والموازين الحساسة الموجودة في الارض، ولكننا نسأل " أزيموف" :

كيف تسنى نشوء كل هذه النظم الدقيقة للارض ؟ كيف تسنى تشكل كل هذه الموازين الدقيقة والحساسة للارض من الحالة البدائية الاولى للكون ومن حالة الفوضى والعماء؟ ... كيف تسنى الانتقال من الحالة البسيطة الى الحالة المعقدة ومن حالة الفوضى الى النظام ؟ ألا يمنع القانون الثاني للديناميكا الحرارية مثل هذا الأمر ؟ ألم تقل بنفسك :"حسب معلوماتنا فان التغيرات والتحولات بأجمعها هي باتجاه زيادة الانتروبيا ، وباتجاه زيادة عدم النظام وزيادة الفوضى ونحو الانهدام والتقوض" ؟

من الغريب أن يعد هذا العالم المعروف وجود كل هذه النظم الدقيقة في الارض والتي ساعدت على نشوء الحياة فيها وكأنه أمر طبيعي لا يستدعي التفكير في عوامله وأسبابه ، وكأن هذه النظم الحساسة يمكن أن توجد هكذا نتيجة صدف عشوائية !!.أي كان عليه ان يفسر لنا اولا كيف تيسر نشوء الحياة قبل ان يفسر لنا كيف تطورت الحياة. فنشوء الحياة سابق على تطورها ( ان كان هناك أي تطور)، وهذا القانون الفيزيائي يقول باستحالة نشوء كل هذه النظم الدقيقة بشكل تلقائي من الحالة البدائية للكون ، بل يجب ان تكون هناك إرادة واعية وعقل كلي وراء هذا الأمر.

اذن فهذا المبرر غير علمي وغير صحيح وتفسير قاصر جدا لانه يتناسى السبب ويطفر الى النتيجة.

2- المبرر الثاني

يقولون : ( ان القانون الثاني للديناميكا الحرارية لا يسري على الاحياء)

يقول العالم التطوري " جي.ه. رش"    J.H.Rush" في هذا الصدد:

( في النمط المعقد لتطور الحياة فاٍنها( أي الحياة) تبدي تناقضا واضحا مع الميل أو النزعة التي يبديها القانون الثاني للديناميكا الحرارية.فهذا القانون الثاني يظهر ميلا لا يمكن عكسه( اوارجاعه) نحو زيادة الانتروبيا ونحو زيادة الفوضى، بينما تتطور الحياة بشكل دائم نحو مستويات أرقى من النظام. والحقيقة الملفتة للنظر هي أن السير نحو زيادة النظام أكثر فأكثر هو أيضا عملية غير قابلة للتراجع، لأن عملية التطور لا تسير الى الخلف)(3)

لنسجل هنا أولا اعتراف هذا العالم بالتناقض الموجود بين تطور الحياة ( وكأنه مسألة بديهية ) وبين القانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي يظهر ميلا دائما نحو زيادة الانتروبيا ( أي زيادة الفوضى). ولكنه يعتقد أن الحياة نفسها تبدي أيضا ميلا نحو زيادة النظام( ولكنه لا يذكر في ظل أي قانون تقوم الحياة بهذا).

اذن ما الحل ؟ ... الحل الوحيد أمامه هو الاعتقاد بأن هذا القانون الفيزيائي لا يسري على الأحياء.

لنسأل هذا العالم سؤالين :

أ- ألا يستدعي نشوء وبداية الحياة حالة من النظام الدقيق ( كما شرحنا أعلاه)؟ فكيف نشأ هذا النظام وفي ظل أي قانون ؟ ... ألا يجب أن نفكر كيف وجد هذا النظام قبل وجود الحياة، وفي ظل أي نظام ؟ ولماذا تتجنب تناول هذا الأمر؟

ب-أليست العمليات الحيوية التي تجري في أجساد الكائنات الحية عمليات كميائية

وبيو كيميائية على درجة كبيرة من التعقيد؟ أم أن هذه العمليات ليست كذلك بل هي شيء سحري لا نعرف ماهيتها ؟.

لا شك انها عمليات كيميائية وبيو كيميائية معقدة ، لذا يشملها القانون المذكور. والعلماء يعترفون بهذا ، فمثلا يقول العالم ( د.هارولد بلوم  Dr. Harold Blum ):

( مهما بذلنا من عناية في فحص علم الطاقة للنظم الحية ( أي للكائنات الحية فاننا لا نجد أي شواهد على إخفاق مبادئ الديناميكية الحرارية ، أو على عدم سريانها، ولكننا نواجه هنا درجة من التعقيد لا نشاهدها في العالم غير الحي)(4).

اذن فالفرق الوحيد هو الدرجة العالية من تعقيد العمليات الجارية في الكائنات الحية. وهذا الفرق أدعى لإنكار نشوئها ثم استمرارها بشكل تلقائي ونتيجة للصدف العشوائية.

3- المبرر أو العذر الثالث: ( ان هذا القانون الفيزيائي بيان إحصائي  statical statement) لذا قد يكون هناك بعض الاستثنآت).

وهذا المبرر يُظهر مدى اليأس الذي وقع فيه التطوريون. فالعلماء يعلمون جيدا أن كثيرا من القوانين العلمية لها الصفة الإحصائية، ولا يقدح هذا في صحة هذه القوانين ولا في النتائج التي تتوصل اليها. وقد يتذكر القراء من المقالة السابقة مثال زجاجة العطر ان فتحناها في غرفة اٍنتشرت رائحتها فيها، ولكن لا يمكن رجوع جميع جزيئات العطر الى الزجاجة بطريقة تلقائية، وعملية الرجوع هذه تبقى احتمالا نظريا يقرب من الصفر لانها مستحيلة في الواقع العملي ، وان افترضنا المستحيل ووقعت هذه العملية مرة واحدة في عمر الكون لما وقعت مرة اخرى.

ولكن تطور الحياة ( حسب رأي التطوريين) عملية دائمية ومستمرة دون انقطاع، وليس حالة نادرة، بل عمل منذ ظهور الحياة وأنتج - بزعمهم- ملايين مختلفة من أنواع الاحياء  ، لذا كيف يمكن قبول هذا العذر أو هذا المبرر الواهي.

4- المبرر أو العذر الرابع: يقولون:

( يحتمل ان القانون الثاني لم يكن ساريا في الماضي)

ولماذا يكون هذا القانون من دون سائر القوانين غير سار في الماضي؟ لماذا تكون قوانين الجاذبية والضوء والكهرباء والصوت ... الخ ساريا في الماضي ولا يكون هذا القانون ساريا ؟ وهل سريان أي قانون مرتبط بالزمن ؟

والظاهر ان التطوريين وهم في غمرة الدفاع عن نظريتهم ( المقدسة!) ينسون حتى بعض مبادئهم الأساسية ، وسنقوم هنا بتذكيرهم بمبدأ من مبادئهم الاساسية ونطلب منهم ان يذاكروا دروسهم جيدا ولا ينسوها.

من المبادئ الأساسية عندهم مقولتهم المشهورة '<img'> الحاضر هو مفتاح للماضي   The present is the key to the past ) وما يقولونه في هذا التبرير يناقض هذا المبدأ الاساسي عندهم .

5- المبرر أو العذر الخامس

 وهو أعجب المبررات وأكثرها مدعاة للضحك اذ يقولون ( يحتمل أن القانون الثاني للديناميكا الحرارية لا يسري في أجزاء اخرى من الكون )!!.

أرأيتم ؟ ... أرأيتم مدى العجز الذي وقع فيه هؤلاء التطوريون وهم يحاولون يائسين الدفاع عن نظريتهم المتداعية أمام حقائق العلم وقوانينه ؟

أولا:  هذا افتراض من الافتراضات الخيالية التي لا يوجد له اي سند أو دليل علمي ، وسحب للموضوع الى عالم الافتراضات والخيالات والتخمينات التي لا أول لها ولا آخر.

ثانيا:  توضع النظريات العلمية للظواهر التي نتصل بها بأحد حواسنا الخمسة، أو بآثار هذه الظاهر مع استعمال النشاط العقلي ... هنا لا نجد أي سمة من هذه السمات الضرورية لوضع النظريات أو للتوصل الى القوانين العلمية.

ثالثا : نحن نتكلم عن نظرية التطور التي وضعها " دارون " لتفسير ظاهرة وجود الحياة وتشعبها وتعددها في أرضنا هذه التي نعيش عليها ونراها ونشاهدها، ولم يضع نظرية تتناول الحياة على كوكب بعيد ومجهول وموجود في أغوار الكون لا نراه ولا نعرف عنه شيئا.

رابعا: أليست جميع الأدلة (الزائفة) التي يقدمها أنصار التطور مستقاة من مظاهر الحياة الواقعية في عالمنا هذا وليس في كوكب أو موضع بعيد عنا لا نراه ولا نعلم عنه شيئا؟.

هذه هي المبررات والمعاذير التي يحاول أنصار التطور في يأس الاستناد إليها لإنقاذ نظريتهم ( المقدسة!) من براثن هذا القانون العلمي الذي يقتلع نظريتهم من جذورها.

وكما رأى القراء فان جميع هذه المبررات والمعاذير مبررات واهية لا تصمد أمام أي بحث جدي، بل ان بعضها مبررات هزلية لا يملك الإنسان حيالها سوى الضحك بإشفاق عليهم.

وهنا نذكر لأنصار التطور الشروط الضرورية لزيادة النظام في اي عملية تحول لكي يكفوا عن ايراد مبررات ومعاذير واهية في هذا الصدد:

هناك شروط أربعة في هذا الخصوص:

1- ان يكون النظام نظاما مفتوحا  open system

2- توفر طاقة قابلة للاستفادة منها    Avaible energy

3- وجود برنامج يوجه النمو نحو التعقيد  Program to direct the growth in  )     complexity         (مثل البرامج الموجودة في البذور، او في جزيئات D.N.A. لدى الاحياء)

4- آلية تقوم بخزن وتحويل الطاقة الواردة  Mechansm for storing and convertingin coming energy ( مثل عملية التمثيل الضوئي في النباتات، وعمليات الايض في الحيوان، والمكائن المستخدمة في بناء الابنية وغيرها)

  

تحياتي

اسلحة الطاقه

96
منتدى علم الكيمياء / طلب مساعدة
« في: ديسمبر 18, 2006, 11:09:25 مساءاً »
ان شاء الله اذا لقيت حاجه اكثر هجيبلك اياه اخي الكريم




تحياتي

اسلحة الطاقه

97
منتدى علم الكيمياء / طلب مساعدة
« في: ديسمبر 18, 2006, 11:08:38 مساءاً »
الأحماض والقواعد
الأحماض هي المواد التي تتفكك في المحلول المائي لتعطي بروتونات.
القواعد هي المواد التي تتفكك في المحاليل المائية لتعطي أيونات الهيدروكسيد
أو التي تتفاعل مع البروتونات المائية.
المواد المترددة: هي المواد التي تحمل خواص الحمض والقاعدة معاً.
الملح هو المادة الناتجة من تفاعل حمض مع قاعدة.
نظريات الأحماض والقواعد:
لافوازيه (1777 م): اقترح أن الأحماض تحتوي أكسجين.
ديفي (1816 م): اكتشف أن حمض الهيدروكلوريك (HCl) لا يحتوي على الأكسجين
فهذا يعني قصور نظرية لافوازيه. واقترح ديفي أن الأحماض تحتوي على هيدروجين.
ليبج (1838م): عرف الحمض بأنه المركب الكيميائي الذي يحتوي على الهيدروجين
الذي يمكن أن يحل محله عنصر فلزي.
وهناك ثلاث نظريات حديثة لتعريف الحمض والقاعدة، هي نظرية أرينيوس
ونظرية برونشتد-لوري ونظرية لويس.
ويمكن المقارنة بين النظريات الثلاث لتعريف الأحماض والقواعد في الجدول التالي:


تعريف القاعدة , تعريف الحمض , النظرية
مادة تذوب في الماء
وتتفكك معطية أيون هيدروكسيد ,مادة تذوب في الماء وتعطي أيون الهيدروجين (بروتون) , أرهينوس
مادة تستقبل بروتون أو أكثر ,مادة تمنح بروتون أو أكثر , برونشتد-لوري
مادة تمنح زوج أو أكثر من الإلكترونات ,مادة تستقبل زوج أو أكثر من الإلكترونات , لويس


وتنقسم الأحماض حسب طبيعتها إلى قسمين:
أ ـ الأحماض العضوية: يتكون جزيء هذه الأحماض من عناصر الهيدروجين والكربون والأكسجين
ويمكن تقسيم هذه الأحماض حسب عدد مجموعات الكربوكسيل
في الصيغة الكيميائية إلى الأقسام التالية: أحادية الكربوكسيل وثنائية الكربوكسيل
وثلاثية الكربوكسيل وعديدة الكربوكسيل.
ب ـ الأحماض المعدنية (غير العضوية).تقسم هذه الأحماض بدورها
حسب عدد أيونات الهيدروجين التي تعطيها الصيغة الكيميائية للحمض في أي مذيب مناسب كالماء إلى:
أحادية البروتون وثنائية البروتون وعديدة البروتون.
- تحضير الأحماض:
في الصناعة:
أ ـ تحضر الأحماض ثنائية العنصر غالباً بالاتحاد المباشر بين
الهيدروجين والعنصر اللافلزي ثم إذابة المركب الناتج (غاز) في الماء.
ب ـ تحضر الأحماض ثلاثية العنصر (الأكسجينية) بالاتحاد المباشر بين الأكسجين
والعنصر اللافلزي للحصول على أنهيدريد الحمض ثم إذابته في الماء.
في المختبر:
يمكن تحضير الحمض الأقل ثباتاً بتفاعل ملحه مع حمض أكثر ثباتاً.
طرق أخرى:
أ _ التحليل المائي لهاليدات اللافلزات وبعض الفلزات.
ب _ أكسدة العناصر اللافلزية في محلول مائي خال من القلويات.
- تحضير الأملاح:
توجد عدة طرق لتحضير الأملاح منها:
الاتحاد المباشر بين العناصر المكونة للملح.
بالنسبة للأملاح التي تذوب في الماء فإنها تحضر بتفاعل الحمض المخفف
مع الفلز أو أكسيده أو كربوناته. وكذلك مع هيدروكسيد الفلز أو كربوناته.
بالنسبة للأملاح التي لا تذوب في الماء فتحضر بالتبادل المزدوج
وبالترسيب وعادة تستخدم نيترات الفلز المراد تحضير ملحه مع ملح الصوديوم
الذي يحتوي على الشق الحمضي للملح المطلوب فيترسب الملح الذي لا يذوب في الماء ويفصل بالترشيح.
وتقسم القواعد إلى عدة مجموعات كالتالي:
أ ـ أكاسيد وهيدروكسيدات العناصر الفلزية للمجموعتين (IIA-IA)
من الجدول الدوري وهي قابلة للذوبان في الماء:
ب ـ أكاسيد وهيدروكسيدات العناصر الفلزية التي لا تذوب في الماء.
جـ ـ المركبات الهيدروجينية لبعض عناصر (VA) من الجدول الدوري.
د ـ الأمينات العضوية والقواعد النيتروجينية.
* ويمكن تقسيم القواعد بالنسبة لعدد مولات أنيونات الهيدروكسيد
التي تعطيها الصيغة الكيميائية للقاعدة عند ذوبانها في الماء إلى
أحادية الحمضية وثنائية الحمضية وثلاثية الحمضية وعديدة الحمضية.
- الخواص العامة للأحماض والقواعد:
أ- معظم الأحماض تذوب في الماء وتكوَّن محاليل مخففة، ولها طعم حامض.
ب- بعض الأحماض خصوصاً المركزة مثل حمض الكبريتيك تأثيرها متلف وحارق لجلد الإنسان والملابس.
جـ تؤثر محاليل الأحماض والقواعد على بعض الصبغات فتغير من ألوانها
فمثلاً تؤثر الأحماض في صبغة تباع الشمس فتغير لونه إلى اللون الأحمر
وكذلك تؤثر القواعد في صبغة تباع الشمس فتغير لونه إلى الأزرق.
د ـ تتفاعل الأحماض المخففة مع الفلزات التي تسبق الهيدروجين
في السلسلة الكهروكيميائية وينتج ملح الحمض ويتصاعد غاز الهيدروجين.
هـ تتفاعل الأحماض مع القواعد وينتج ملح الحمض والماء غالباً.
و- تتفاعل الأحماض مع أملاح الكربونات والكربونات الهيدروجينية
وينتج ملح الحمض وماء وغاز ثاني أكسيد الكربون
ز- تتفاعل محاليل القواعد القلوية مع أملاح الأمونيوم وينتج ملح وماء
وغاز الأمونيا ذو الرائحة المميزة، وهذا يستخدم للكشف عن أملاح الأمونيوم.
حـ - تتفاعل بعض القواعد مع الأملاح وينتج هيدروكسيد الفلز وملح.
ط - تتميز هيدروكسيدات بعض الفلزات بصفة التردد حيث يمكنها التفاعل
مع الأحماض كقواعد ومع القواعد كأحماض منتجة ملحاً وماء.
مثل هيدروكسيد الخارصين وهيدروكسيد الألومنيوم.
والجدول التالي يبين الأحماض القوية والقواعد القوية الشائعة:
الأحماض القوية
الصيغة الأســــم
HCl حمض الهيدروكلوريك
HBR حمض الهيدروبروميك
HI حمض الهيدرويوديك
HClO4 حمض البيركلوريك
HNO3 حمض النيتريك
H2SO4 حمض الكبريتيك






القواعد القوية
الصيغة الأســــم
NaOH هيدروكسيد الصوديوم
KOH هيدروكسيد البوتاسيوم
Ca(OH)2 هيدروكسيد الكالسيوم
Ba(OH)2 هيدروكسيد الباريوم
Sr(OH)2 هيدروكسيد الإسترانشيوم







الألكانات:
هي مركبات هيدروكربونية أليفاتية مشبعة
وتُعد هذه المركبات أقل المركبات الهيدروكربونية نشاطاً في الظروف العادية
ولذلك سميت قديماً البارافينات (أي قليلة الميل للتفاعل).
الجدول التالي يُوضح الصيغ الجزيئية والتركيبية وأسماء الألكانات العشرة الأولى ودرجات غليانها:

والاشكال التالية تبين نماذج للمركبات الأولى للالكانات.
تسمية الألكانات:



تسمى المركبات العضوية حسب نظامين، التسمية الشائعة والتي
قد تختلف من مكان إلى آخر، وتسمية دولية محددة تبعاً لنظام الإيوباك
والتي تعتمد على اسم الألكان.
والألكانات قد تكون غير متفرعة كما مر معنا أو متفرعة أي تحتوي
على مجموعات جانبية كما في الصيغتين التاليتين:
قواعد تسمية الألكانات حسب الأيوباك

1 ـ نحدد أطول سلسلة متصلة من ذرات الكربون.
2 ـ نرقم ذرات الكربون في هذه السلسلة من أحد طرفيها إلي الطرف
الآخر بحيث تأخذ ذرة الكربون المتصلة بالمجموعة الجانبية أصغر رقم.
3 ـ نحدد المجموعة أو المجموعات من حيث موقع إتصالها بالسلسلة.
4 ـ نكتب الرقم الدال على موقع اتصال المجموعة الجانبية بالسلسلة ثم اسم المجموعة
ويتم الفصل بين الرقم والاسم بخط قصير.
5 ـ في حالة وجود أكثر من مجموعة جانبية مثل ميثيل (- CH3) وإيثيل (- C2H5)
فإن أولوية كتابة المجموعة برقمها تتم طبقاً للترتيب الأبجدي أي إيثيل قبل ميثيل.
6 ـ عند اتصال مجموعتين متماثلتين مثل مجموعتي ميثيل (- CH3) بنفس ذرة الكربون
في السلسلة، فنستخدم كلمة ثنائي ونضع قبلها نفس رقم ذرة الكربون مرتين.
أسماء بعض الأحماض والقواعد المعروفة عند الكيميائيين المسلمين الأوائل.


أسماء بعض الأحماض المعروفة
عند الكيميائيين المسلمين الأوائل

معروف أن الأحماض مركبات أساسية فى أي مختبر كيميائى
وقد كانت مختبرات الكيميائيين المسلمين تحتوى على العديد من
الأحماض نورد أهمها مع أسمائها القديمة التى كانوا يستخدمونها:

1) حمض الكبريتيك,.......واسمه القديم: زيت الزاج، كبريت الفلاسفة, أو الزيت المذيب
2) حمض النتريك,..........واسمه القديم: ماء الفضة, أو الماء الحاد.
3) حمض الهيدروكلوريك, واسمه القديم: روح الملح, أو الماء المحلل.
4) حمض الخليك المركز,..واسمه القديم: حمض الخل المصعد
5) الماء الملكى,..............واسمه القديم: الماء الملكى, أو التيزاب.
6) حمض الطرطريك,......واسمه القديم: النطرون.

وهناك العديد من الأحماض الأخرى التى تحتاج الى مزيد من البجث للتعرف عليها.

أسماء بعض القواعد التى كانت معروفة عند الكيميائيين المسلمين الأوائل.

كما أن الأحماض من المواد الهامة فى مختبرات الكيمياء, فكذلك القواعد والقلويات.
وقد كان الكثير من القواعد معروفة فى مختبرات الكيميائيين المسلمين الأوائل منها على سبيل المثال:
1) هيدروكسيد الصوديوم,
واسمه القديم: الصودا الكاوية, ولايزال هذا الاسم مستخدما حتى الآن.

2) هيدروكسيد البوتاسيوم,
واسمه القديم: البوتاس

3) كربونات الصوديوم,
واسمه القديم النترون.

4) كربونات البوتاسيوم,
واسمه القديم: القلى.

5) هيدروكسيد الكالسيوم,
واسمه القديم: الجير المطفأ.

98
أول ما يسقط في الحروب.. وآخر ما يلتفت له من ضحاياها.. تنتظر في العراق طعنة جديدة قد تودي بحياتها في الخليج العربي كله؛ فالتأثيرات البيئية للحرب الدائرة الآن في العراق ستشمل كل مكونات البيئة من التربة والهواء والمياه وحتى طبقة الأوزون.. احتراق آبار البترول بكل ما تحويه من مئات المركبات السامة هو فقط أول الغيث.

فستتسبب تلك المركبات المتصاعدة مع الاحتراق في تسميم الهواء بعدد من الغازات مثل أكسيد الكبريت والنيتروجين وكميات كبيرة من المعادن والمواد مثل النيكل والهيدروكيدات. ويأتي كنتيجة مباشرة لذلك سقوط الأمطار الحمضية والمشبعة بتلك المواد السامة، التي بدورها ستؤثر على المزروعات والحيوانات والمياه الجوفية. ومن المتوقع أن تصل السحب المحملة بتلك المواد السامة حتى مناطق شرق أوروبا وعدد من دول شرق آسيا، إضافة إلى الدول المجاورة للعراق.

فقد امتدت تلك الأمطار في حرب الخليج الثانية (1991) إلى حوالي 1900 متر حول منطقة الاحتراق، حسبما أفاد التقرير الذي نشرته اللجنة القومية لحماية وتنمية الحياة البرية بالرياض عام 1993؛ حيث قامت القوات العسكرية العراقية حينها بإحراق ما يزيد عن 750 بئرًا بترولية في الكويت.

مياه الخليج.. تطلب النجدة


 
الطيور الملوثة بالبترول المنسكب بالخليج
 
وللبيئة البحرية في منطقة الخليج العربي تجربة مُرة مع الحروب، يخشى أن تتكرر فتؤدي هذه المرة إلى فنائها؛ فقد تعرضت المنطقة إلى تسرب كميات ضخمة من النفط الخام من حقل النيروز الإيراني بعد أن تم قصفه خلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران.

كما أن الخليج نفسه تعرض لتأثير بيئي كارثي نتج عن قيام الجيش العراقي باتباع إستراتيجية الإبادة البيئية عن طريق الضخ المتعمد للنفط الثقيل في البحر عن طريق ميناء الأحمدي في الكويت خلال حرب الخليج الثانية؛ وهو ما تكونت عنه بقعة نفطية بلغ طولها حوالي 60 ميلاً، وقدرت كمية النفط الطافية في ذلك الوقت بـ11 مليون برميل؛ الأمر الذي شكل خطرًا حقيقيًا؛ إذ وصلت تأثيراتها المباشرة على سواحل مدن خليجية تبعد 400 كم من ميناء الأحمدي.

أما التأثيرات غير المباشرة فقد شملت مياه الخليج بأَسره، إضافة إلى تأثيرها بالطبع على الأحياء البحرية والطيور التي تزيد عن 52 فصيلة من طيور وسلاحف وأسماك، إضافة إلى الشُّعب المرجانية.

ولم تقتصر معاناة تلك الكائنات على النفط.. بل تعدته لتعاني معاناة ضخمة من السفن والقطع البحرية وخاصة حاملات الطائرات، التي تعمل بالوقود النووي، وتنتج مخلفات نووية وكيماوية تعمل على تلويث المياه؛ وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على الكائنات البحرية ومنها إلى الإنسان، كما أن تلك المخلفات ينتج عنها تلوث حراري يؤدي لنفوق الأسماك وقذفها إلى الشاطئ، ويعتبر هذه النوع أخطر أنواع التلوث.. كل هذا التلوث برغم وجود اتفاقية ماربول 1973 التي تعتبر الخليج العربي من البحار الخاصة المشدد على تحريم تلويثها؛ كونه شبه مغلق.

ويأتي التركيز على مواجهة المخاطر المحتملة التي تتعرض لها البيئة البحرية في الخليج بسبب اعتماد الدولة المطلة عليه على مياه البحر كمصدر رئيسي للشرب من خلال تحليتها في ظل الشح الذي تعانيه المياه الجوفية وانعدام وجود الأنهار.

فالخليج العربي -الذي يعتبر الممر المائي الذي تسلكه السفن التجارية لتزويد دول المنطقة بأغلب احتياجاتها الغذائية- قد يصبح من الأماكن الأكثر خطرًا في حال تلوثه ببقع النفط الخام أو بالمواد التي تصنع منها أسلحة الدمار الشامل؛ وهو ما قد يمنع الملاحة البحرية فيه، ويتم بالتالي انقطاع وصول الغذاء لمنطقة تعتمد بشكل كلي على استيراد حاجاتها الغذائية.

الأوزون يتسع.. والعواصف تضرب


 
العواصف الرملية تهب في صحراء الكويت
 
ولن يسلم الأوزون من نتائج الحرب؛ فيتوقع الخبراء أن تؤثر الحرب على اتساع ثقب الأوزون نتيجة استخدام القوات الغازية للصواريخ بكثافة، التي يتم إطلاقها من ارتفاعات شاهقة تصل إلى ما بين 28-30كم وباندفاع شديد، إضافة إلى سرعة الطائرات المقاتلة وخاصة من نوع إف17، وإف 16، وب 52؛ حيث يحدث في هذه الحالات خلخلة في طبقات الجو؛ وهو ما يُعرف باختراق جدار الصوت وتصادم الغازات؛ فتنتج درجة حرارة مرتفعة للغاية، ويحدث ما يسمى بالموجات التصادمية، وهو ما يؤثر على معدل تحويل غاز الأوزون إلى أوكسجين، فيعمل على إتلاف طبقة الأوزون، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الأرض.

كما يتسبب سير مئات الآلاف من الآليات العسكرية في المساحات الشاسعة من الصحراء سواء على الأراضي العراقية أو الأراضي المجاورة.. في التأثيرعلى تماسك الطبقة العليا من سطح التربة؛ وهو ما يفككها نتيجة التحركات الكثيفة فيسهل تحرك الرمال مع أي رياح، ويساعد على انتشار العواصف الرملية.

التربة تصرخ من اليورانيوم


 
فرق البحث عن آثار اليورانيوم الناضب
 
وتعود قضية اليورانيوم لتُطرح من جديد، خاصة بعد أن أعلنت الآلية العسكرية الأمريكية أنه لا يمكنها الاستغناء عن القذائف المغلفة باليورانيوم المنضب في حربها الجديدة على العراق. ذلك رغم أن قضية إصابة مئات الجنود الأمريكيين والبريطانيين الذين شاركوا بحرب الخليج الثانية بما يسمى بأعراض حرب الخليج لا تزال قيد الفحص في مراكز البحث العلمي والمحاكم؛ حيث تنسب معظم تلك الأعراض إلى غبار اليورانيوم المنضب الناتج عن انفجار القذائف. هذا بالتأكيد بخلاف المعدلات المرتفعة التي سجلتها حالات الإصابة بسرطان الأطفال التي وصلت إلى 9 أضعاف الأرقام السابقة لعام 1991.

واليورانيوم المنضب هو أحد نظائر اليورانيوم 238، وهو بقايا اليورانيوم المشع الفعال المستخدم كوقود نووي أو في صناعة الأسلحة النووية، ولأنه من الفضلات فإن سعره بخس جدًّا، ويستخدم في تغليف مقدمة القذائف الخارقة للدروع أو في تقوية صفائح الدبابات كدبابات أبرامس  Abrams Tanks، وفي صناعات مدنية أخرى كمادة لحفظ التوازن في السفن والطائرات؛ حيث يتميز بثقل وزنه الهائل الذي يزيد على وزن الرصاص، وبالتالي فهو يعطي للقذائف قوة اختراق عالية.

وتفيد التقارير المتعددة أن الحلفاء استخدموا حوالي ثلاثمائة طن من اليورانيوم المنضب في عاصفة الصحراء استهدفت غالبيتها العظمى الدبابات العراقية في صحراء الكويت، وقد أوصى تقرير صدر عن الأمم المتحدة في أوائل عام 2001 عن اليورانيوم الناضب بضرورة تطهير مناطق القصف من أي طلقات، والتخلص منها بشكل سليم، بالإضافة إلى تطهير التربة المحيطة. كما يوصي بعمل اختبارات دورية لجميع مناطق القصف؛ لاكتشاف المناطق الملوثة باليورانيوم من أجل إغلاقها كلما أمكن ذلك إلى حين الانتهاء من تطهيرها. ويشير التقرير إلى خطورة لعب الأطفال حول مناطق القصف بسبب خطورة وضع الأطفال المتكرر أيديهم الملوثة بالأتربة في أفواههم؛ وهو ما يضاعف من احتمالات التسمم.

من المنتظر أن تتضاعف أعداد القذائف المغلفة باليورانيوم الساقطة على العراق في الحرب الدائرة الآن.. فمن سيمنع الأطفال من اللهو حولها حتى تطهر الأمم المتحدة التربة؟!

99
ولم تحظ مشكلة آثار استخدام الأسلحة المعاملة باليورانيوم المنضب وكذلك الأسلحة الكيماوية (كما اعترفت أمريكا بذلك في الفلوجة)، بالاهتمام الكافي من قبل المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية وحتي الحكومات، سواء في العراق بعد الاحتلال، أو الحكومات في الخليج العربي وبخاصة السعودية والكويت. والاهتمام بها مجرد جهود متناثرة، سواء من قبل الباحثين أو المؤسسات ومراكز البحث وذلك للأسباب الآتية:

1- عدم وجود إحصاءات دقيقة حول المساحات الملوثة وتحديدها.

2- عدم رغبة أمريكا في تقديم كشوف عن المناطق والمواقع التي استخدمت فيها هذه الأسلحة.

3- لا توجد متابعة حقيقية من قبل المؤسسات العراقية لهذا الموضوع تحت مسبب الخجل من الأصدقاء الأمريكان.

4- عدم سماح الولايات المتحدة الأمريكية لأية جهة بالكشف عن مستويات التلوث الإشعاعي في العراق.
لقد استخدم بوش (الأب) في حربه علي العراق عام 1991 ، 320 طنا من اليورانيوم المنضب(2)، بينما تقدرها مصادر أخري مابين 300 و 700 طن (3). ففي الأسبوعين الأولين من حرب 1991، تم قصف العراق ب- 700 صاروخ توما هوك، حولت هذه الصواريخ أهدافها الي سحب علي شكل ف طر دلالة علي النشاط الإشعاعي لها، وأطلقت دباباتهم 9 ملايين قذيفة معالجة باليورانيوم المنضب(4). وتشير التقديرات التي أجراها الخبراء في مراكز الأبحاث العسكرية إلي أن حجم القنابل التي اسقطت علي العراق يعادل 7 قنابل نووية عام 1991 فقط(5). وحسب تقرير بعثة الأمم المتحدة الخاصة بتقييم أبعاد القصف الجوي علي العراق (20 مارس 1991)، فإن 'ما شوهد أو تمت قراءته عن أشكال التدمير الذي لحق بالعراق لم يكن معدا أو محضرا لأغراض زيارتنا، فالنزاع الأخير أحدث نتائج قريبة من الأساطير'. وقد أعلن المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة دوكلاس توبفر في بيان أصدره في 6 أبريل 2003 أن البرنامج يري ضرورة إجراء أبحاث ميدانية مبكرة، نظرا' الي القلق علي البيئة الناجم عن الأعمال العسكرية في عام 2003،



وقد أعلن د. أساف دوراكوفيتش أمام علماء نوويين في باريس أن عشرات الآلاف من الجنود الامريكيين والبريطانيين المرضي يموتون الآن، بسبب الإشعاع الذي تعرضوا له خلال حرب الخليج عام 1991، وأن (62%) من الذين تم فحصهم من هولاء قد عثر في أوصالهم وعظامهم وبولهم علي أشكال تفاعلات كيماوية سببها اليورانيوم، وهو ما أكدته مختبرات سويسرا وفنلندا(7). وبينت رابطة المحاربين القدامي لحرب الخليج أن هناك ما لا يقل عن (300) آلاف جندي من جنود الحرب مصابين بأمراض، وقد تقدم نحو (209) آلاف جندي من هولاء بطلب تعويضات عن العجز الذي أصابهم جراء إصابات وإمراض لحقت بهم أثناء غزوهم الأول للعراق عام 1991(8).

وقد تفاقم تلوث البيئة بالاشعاع اثناء حرب 2003، إذ جري تحت أنظار قوات الاحتلال نهب للمنشآت النووية العراقية، وكانت تتفرج ولم تحرك ساكنا، وهو ما اعترف به ضباط أمريكان ، في الوقت الذي حافظت فيه هذه القوات علي اليورانيوم في موقع التويثة لحين نقله (دون علم الحكومة الانتقالية) إلي الولايات المتحدة الأمريكية، إذ اعترف سبنسر أبراهام وزير الطاقة الأمريكي بأن الولايات المتحدة الأمريكية صادرت المواد النووية العراقية بموجب سلطاتها وقرارات مجلس الأمن الدولي، وتمت عملية النقل يوم 23 يونيو 2003، وأعلن عنها في 30 يونيو 3002. لقد كان موقع التويثة (قبل الاحتلال) يحتوي علي 1.77 طن من اليورانيوم الواطيء التخصيب ونحو 94 طنا من اليورانيوم الطبيعي، وكميات أقل من مادة السيزيوم العالية الإشعاع والكوبالت والستروتيوم المخزنة تحت الرقابة الشديدة(9). وقد أجري خبراء هيئة الطاقة الذرية العراقية - قبل حلها- والمتخصصون منهم في مجال السلامة النووية فحوصات علي سكان المناطق المجاورة للموقع، وو جد علي مستوي الدقة أن الإشعاع الذي تم قياسه في ملابس وأفرشة مواطني هذه المناطق يعد خطيرا 'جدا ' و هو مابين (500 و600) مرة أكثر من الجرعة الاعتيادية.

وحذر خبراء البيئة العراقية من أن الإصابة ستتسبب في إصابة سكان المنطقة بسرطان الدم (اللوكيميا)، والإسهال الشديد، والطفح الجلدي، والنزف، والتقيؤ الحاد، بينما أكد الأطباء في المراكز والمؤسسات الصحية القريبة من المنطقة أن الوفيات من جراء الإشعاع هي بمعدل 10 أشخاص شهريا. يشير بوب نيكولز إلي أن 'حجم الإشعاع الذي أطلق علي العراق عام 2003 يعادل 250 ألف قنبلة نووية بحجم قنبلة ناجازاكي'(10). أما وزارة البيئة، التي هي المعنية بهذا الأمر، فقد أكدت، عبر وزيرها السابق عبد الله صديق كريم، وجود تلوث إشعاعي في المنطقة المعنية (إلا أنه أشار إلي أن الموضوع تحت السيطرة !!). وما يتناقض مع هذا أن ميزانية وزارة البيئة العراقية لعام 2004، وفي ظل تراكم التلوث الهائل من عام 1991 الي 2003، هي مليون دولار فقط، بما في ذلك رواتب وأجور العاملين الذين يبلغ عددهم 650 شخصا.

آثار التلوث الإشعاعي علي الواقع الصحي في العراق :

انعكست عوامل التدهور في أداء القطاع الصحي بسبب الامكانات الضعيفة والناتجة عن الحصار الاقتصادي بصورة تراكمية طيلة السنوات ما بعد 1990، وما زاد من تعقيدات الأوضاع الصحية لاحقا الآثار التي تركها تأثير الاستخدام المفرط وغير المسئول لليورانيوم المنضب.

لقد دخلت إلي هذا القطاع المنظمات الإنسانية واليونيسيف في وقت مبكر من عقد التسعينيات علي خلفية تفاقم الأوضاع الصحية للسكان بفعل الحصار الاقتصادي الجائر، وأكثر جوانب الإسناد قبل الاحتلال وبعده كانت من هذه المنظمات، بينما ظلت مساهمة الحكومات والمؤسسات الدولية المعنية مترددة وعلي استحياء شديد.

لقد أفرز الواقع الصحي والبيئي بعد عام 1991 وضعا لم يكن مألوفا تمثل في عجز المؤسسات الصحية العراقية عن بيان مسببات هذه الظواهر، والتعامل معها، ومنها :

1- ارتفاع نسبة الإصابات بالأمراض السرطانية وبشكل لافت للنظر وبخاصة سرطانات الثدي، وسرطانات القولون، وسرطانات الرحم، وسرطانات الرئتين، وحتي الدماغ بينما تختص بعض المحافظات بأنواع محددة من أمراض السرطان (مثل محافظة بابل في سرطانات الثدي ، ومحافظة الناصرية في سرطانات المثانة ... الخ) دون أي جهد منظم من الوزارة في دراسة هذه الحالات.

2- ازدياد الولادات المشوهة وبأرقام مخيفة مثل (الأطفال المنغوليين). ففي قضاء واحد يتكون من حوالي (300) ألف شخص، سجل أكثر من (40) حالة(11).

3 - أفصحت مصادر في وزارة الصحة العراقية عن وجود ما بين 120 و140 ألف عراقي مصابين بالسرطان عام 2004، يضاف إليهم (7500) مصاب سنويا(12)، ويستقبل معهد الطب والإشعاع الذري في بغداد يوميا، وهو المعهد الوحيد في حدود (150) مصابا 'يوميا' من جميع المحافظات العراقية، كما توجد مراكز للعلاج الكيماوي في محافظتي بابل والبصرة.

وتنفرد محافظة البصرة عن باقي محافظات ومدن العراق بأنها الأكثر تأثرا بالإشعاعات، إذ تشير تقديرات الباحثين الأجانب إلي أن الإصابة بالسرطان الناجم عن اليورانيوم المنضب بين إجمالي السكان في البصرة بحدود 12% أي ما يساوي 30 ألف مواطن، وللأطفال بحدود 5%، أي 12 ألف طفل (13)، بينما تقدر مصادر أخري أن انتشار سرطان الدم في العراق قد تزايد منذ عام 1991بنسبة 600% .

وتبدو المعلومات التي توصل إليها بعض الباحثين العراقيين في منطقة البصرة - علي الرغم من ضعف الامكانات- علي قدر كبير من الأهمية وهي كالآتي(15) :

1- ارتفعت نسبة الإصابة بالسرطان من 11 إصابة لكل 100 ألف شخص عام 1988 الي 123 شخصا عام 2002.

2- ارتفاع حالة الوفيات الناجمة عن السرطان من 34 عام 1988 الي 644 وفاة عام 2002.

3- ارتفعت نسبة التشوهات الولادية من 3 لكل 1000 ولادة الي 22 حالة عام 2002.

4- ارتفاع عدد الأطفال المصابين بسرطان الدم من 80 حالة عام 1990 الي 380 حالة عام 7991.

5- ارتفعت حالات الإصابة بسرطان الرحم والمبيض من حالة واحدة عام 1990 الي 10 و16 حالة علي التوالي في عام 7991.

ولا تقتصر هذه الظاهرة علي العراق فقط، بل شملت السعودية والكويت وربما تمتد الي قطر، فقد أشارت الدكتورة عالية الرويلي، من مستشفي الرياض السعودية، إلي أن عدد الإصابات بالسرطان يزداد باستمرار، إذ بلغت الإصابات المسجلة من عام 1991 - 2004، أكثر من 20 ألف إصابة وبمعدل 1500 إصابة سنويا، ومن المتوقع أن تزداد بمعدل 3100 حالة سنويا (16)، بينما اعترفت الكويت - بعد صمت طويل - بتسجيل (1100) إصابة في مركز الجراحات التخصصية.

وكان أطباء الأطفال في البصرة قد عرضوا علي البروفيسور (جونتر) عام 1992 العشرات من الأطفال الذين أدخلوا الي المستشفي بسبب تساقط الشعر ونزيف متكرر من الأنف وانتفاخ في البطن بسبب أمراض غير معروفة في الكبد والكلي، وقد أدي ذلك لفتح مجال البحث في آثار التعرض لليورانيوم المنضب.(انظر جدول رقم 1).

وفي مركز تم انشاؤه بامكانات متواضعة في محافظة بابل إثر تفشي أمراض السرطان ولتقليل الزخم الحاصل علي معهد الإشعاع والطب الذري، تم تسجيل الإصابات التي تم تشخيصها من السرطانات لعام 4002. (انظر جدول رقم 2 + جدول 3).

آثار التلوث الإشعاعي الاقتصادية والاجتماعية :

بناء علي كل التقويمات والتقارير التي أشارت إليها المنظمات الدولية غير الحكومية، فإن تنظيف العراق من التلوث، الذي تحاول أمريكا إخفاءه وغض طرف العالم عنه، يحتاج الي جهد عالمي كبير ومنظم ولأموال و تخصيصات تتعدي إمكانات العراق لمدة أكثر من (20 إلي30) عاما، وأعتقد أنها تتجاوز مليارات عدة.

إن تكلفة الحفاظ علي القدرات البشرية ستكون هي التحديد الأهم مستقبلا، وهي تكلفة إذا ما تم احتسابها بموضوعية، فإنها ربما تقترب من تكلفة إعادة الإعمار أو تتجاوزه الي أضعاف لأن آثار التلوث البيئي بالاشعاع تمتد الي آلاف السنين.

فمن المؤكد علميا أن آثار اليورانيوم المنضب ستطال الشفرة الوراثة للعراقيين، وسنكون مستقبلا أمام مواطنين معاقين أو مشوهين خلقيا، وهو ما يضع تكلفة علي الدولة لرعايتهم، لذلك ستزداد نسبة الإعالة في المجتمع، مما يعني تزايد عدد السكان ضمن سن العمل، ولكنهم خارج دورة الإنتاج والفعالية الاقتصادية.

وأكد هاري شوما (عالم كندي في مجال الكيمياء) أن (100) ألف مواطن في البصرة وحدها أصيبوا بالسرطان بين عامي 1991 و1998، وأن (75%) منهم أطفال، وسجلت حالات من الإسقاط والاعتلال العصبي والتشوهات الجنينية أكثر بكثير مما كان معتادا(17).

ومات زهاء (50 ألف) طفل بأمراض السرطان وعجز الكلية وأمراض أخري غير معروفة بعد 8 أشهر من انتهاء العمليات العسكرية في العراق عام 1991(18). (انظرجدول رقم 4)

وقد أشار د (جون دانكر) أبرز الباحثين في برنامج الأمم المتحدة لمكافحة التلوث 'إلي أن متوسط الإعمار في العراق سيكون الأكثر تأثرا بفعل التلوث من الناحية الديموجرافية' (19).

إن تنظيف المنطقة من اليورانيوم المنضب سيكون مكلفا 'وصعبا'، لأنه يتطلب تغليف العربات وبقايا الأسلحة وأخذها الي أماكن محددة لتخليصها من التلوث، بالإضافة إلي إزالة الطبقة السطحية من التربة وبعمق قدم، وتوضع التربة في حاويات ليتم التخلص منها، بالإضافة الي البحث عن القنابل غير المنفلقة. إن وجود مخلفات اليورانيوم المنضب في التربة سيترتب عليه حرمان العراق من استثمارها اقتصاديا، وبخاصة للزراعة، علما بأنه لم يتم التوقف عن زراعة أكثر المواقع تلوثا بالإشعاع في البصرة، وهي مزارع الطماطم في الزبير، المصدر الأساسي لتجهيز محافظات الوسط والجنوب بهذا المحصول، بسبب جهل المزارعين وعدم وجود جهات معنية بالأمر، علما بأن


الباحثين العراقيين سجلوا مستويات إشعاع مرتفعة في المحاصيل الزراعية. كما ترجح معظم الدراسات أن تكون مصادر المياه الجوفية في العراق قد تلوثت بسبب امتداد فترة تعرضها للإشعاع (1991 - 2006) ، مما سيمنع العراق من الاستفادة منها. ومن المتوقع أن يتسبب تزايد مستويات التشوه الخلقي والاعاقة التي يتركها الإشعاع في رفع معدل الإعالة في المجتمع العراقي مستقبلا إلي أكثر من 1 : 4، مما يعني أن 25% من السكان معاقون وخارج دورة العمل. وفي ظل مستويات فقر وبطالة عالية وبنسبة50 و 60و70% علي التوالي ولأقل التقديرات، فإنه من الصعب علي العوائل العراقية تخصيص جزء من رواتبها لعلاج أبنائها، ناهيك عن ضعف - وربما عجز - المؤسسات الصحية المحلية، مما يجعل الملجأ الوحيد لها هو العلاج في الخارج وهذا خارج حدود إمكانية (80%) من العوائل العراقية.

الآثار الاجتماعية :

1- حدوث تشوه في هيكل التركيب السكاني مستقبلا في ضوء المعطيات الحالية، إذ إن 70% من الإصابات تطول الأطفال.

2- انخفاض متوسط العمر في العراق (العمر المتوقع للحياة) الي ما دون 50 سنة، مما يؤدي الي تراجع كبير في مستويات التنمية البشرية.

3- حدوث تشوه في توزيع السكان حسب المناطق، فأغلب المواقع الملوثة تتركز في محافظات الفرات الأوسط والجنوب.

4- من الممكن أن يدفع تزايد النشاط الإشعاعي مستقبلا الي حدوث حراك سكاني باتجاه هجرة سكان المدن الملوثة الي خارجها.

5- إن الوقع الأكبر في الإشعاع سينعكس علي تدمير الشفرة الو راثية للعراقيين.

6- مثلما هو محسوس، فإن تزايد وتيرة وجود معاقين أو مشوهين خلقيا في الأسر العراقية من شأنه أن يضفي ملامح اجتماعية قاتمة علي هذه الأسر.

خاتمة :

تتحمل الولايات المتحدة مع حليفاتها (بريطانيا واستراليا وايطاليا وفرنسا والكيان الصهيوني) مسئولية تامة ومباشرة عما حدث بالعراق من أضرار اقتصادية وبيئية، سواء علي خلفية حرب 1991 أو احتلال العراق 2003، تبعا للآتي:

1- عدم شرعية حربها واحتلالها للعراق، في ضوء زيف المسوغات التي دفعتها.

2- تجاوزها لاتفاقية لاهاي الأولي عام 1899والثانية عام 1907، واتفاقيتي جنيف الأولي والثانية عامي 1925 و1949، وكذلك بروتوكولاتها الإضافية عام 1997 بالإضافة الي مباديء القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة وأبرزها المادة (54) من معاهدة جنيف (يحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو إتلاف الأشياء التي لاغني عنها للسكان المدنيين) هذا التوصيف ينطبق بمجمله علي أفعال الولايات المتحدة في العراق.

وعليه، فإن المطلوب من العالم تخفيف أو الحد من المجزرة التي ترتكب بيئيا في العراق من خلال الآتي:

1- تقديم الولايات المتحدة لكشف تفصيلي للمناطق التي استخدمت فيها هذه الأسلحة المحظورة.

2- رفع المقذوفات غير المنفلقة وبخاصة في المناطق الصحراوية.

3- تنظيف المناطق الملوثة.

4- تقديم الرعاية الطبية لكل الذين تعرضوا للإشعاع.

5- دفع تعويضات عن المتوفين بأمراض السرطان المتأتي من الإشعاع.

6- تحديد مناطق طمر النفايات علي أن تكون موسومة ومعلومة للسكان.

7- المساهمة في إقامة مراكز لمراقبة النشاط الإشعاعي في العراق.

100
وهذا ملف بور بوينت عن كيمياء الماء للصف الثاني ثانوي ( علمي )



حملي من هنا

http://download-v5.streamload.com/3cd3714....on=save



تحياتي

اسلحة الطاقه

101
عاد النقاش بين العلماء مؤخرا لسيخن من جديد حول بنية المياه السائلة. ووفقا لما ذكره انديرز نيلسون ، الاستاذ في جامعة ستانفورد " فإن الكثير من الافكار والنظريات حول المياه الموجودة من حولنا "ولكن بالرغم من الفرضيات التي تدعم هذا الاعتقاد فإن التجارب العلمية الداعمة لهذا الاعتقاد لاتزال محدودة . حتي مجموعة نيلسون التي تعتمد على طرق المعرفة التقليدية , اختار أن يعتمد على البيانات الجديدة.

قام الفريق باخذ اللقطات المصورة للتفاعل بين جزيئات الماء باستخدام طاقة عالية من الأشعة السينية. ورغم ان التقنية كانت قديمة غير أن تطبيقها لهذا الغرض كان شيأ جديدا ، وكانت النتائج مدهشة. فقد كانت النماذج التقليدية تفيد بأن كل جزيء من الماء يشكل روابط قوية مع أربعة جزيئات أخرى (انظر الصوره الشكل). ولكن مجموعة نلسون من الباحثين وجدوا ان معظم جزيئات الماء تشكل صلات قوية مع اثنين اخرين فقط. واذا تحقق ذلك فإن نتائج الفريق توحي بأن مركب جزيء الماء الذي يصور في كتب الكيمياء المدرسية غير دقيق . بل ان المرجح هو أن الماء يتشكل على شكل شبكة فضفاضة وسلاسل وخواتم. ومن المرجح ان يستمر النقاش ، اذ ان التجارب الاخيرة التي أجريت و تحليل الاشعة المخبرية المختلفة يدعم الراي السائد حول البنية التي يتشكل منها الماء.



الايونات والتفاعلات




في عام 2004 ، تناول العلماء مسألة الجسيمات المشحونة بالايونات مثل الكلوريد من ملح الصوديوم ، الكلوريد (المأخوذ من كلوريد الصوديوم)على سبيل المثال عند البحث في جسيمات المياه. كانت المعلومات القديمة تقول بأن طبقات المياه السطحية تصد الايونات التي تحفل بالملوحة في مياه البحر. ولذلك يعتقد العلماء ان هذه الجزيئات تصبح دفينة الغوص في الأعماق . لكن التجربة الجديدة التي إعتمدت على الحاسوب ونماذج مختلفة من فرق البحث تؤكد بأن المفهوم السائد هو خطا. على الرغم من وجود اختلاف حول بعض تفاصيله غير ان الجميع يتفق على أن بعض الايونات موجودة في الطبقات السطحية المياه. وحيث تتراكم الايونات يمكن ان يحدث التفاعل الكيميائي.

في الواقع ، تعرض الايونات علي سطح المحيط للهواء يجعل من الممكن حدوث اندماج و تفاعل مع جميع انواع الكيماويات في الجو. ولذلك يحدث الضباب و قطيرات الرذاذ عند المحيطات حيث يمكن ان تكون اكثر تفاعلا من الناحية الكيميائية مما كان معتقدا. بل تشير البحوث الاخيرة حول الجو بأن هذا هو الحاصل فعلا. فعلي سبيل المثال ، تشير التقارير الي ان اثنتين من الايونات الموجودة في ماء البحر ، والكلوريد يطلق تفاعلات كيميائية يمكن أن يؤدي إلى تدمير الاوزون في اجواء القطب الشمالي. لكن هذه الاحداث الطبيعية المدمرة قد حدثت بفعل الرياح والامواج و الرواسب الكيميائية علي الجليد القطبي المعرض لضوء الشمس. إن نتائج عام 2004كشفت للكيميائيين الذين يقومون بالأبحاث على الغلاف الجوي عن مدى تجاهلهم لمساهمات الايونات عند سطح البحرفي تشكيل أشياء مثل نوعية الهواء و سيتعين عليهم اعادة النظر في حساباتهم.

كيمياء الماء

خلال الابحاث الكيميائية التي أجريت ، ابتداء من الأجزاء الأصغرداخل الذرة مثل الإلكترونات إلى ذرة بشكلها الكامل مثل الهيدروجين, فإن هذه العلاقات التفاعلية عادة ما تصبح مختلطة مع بعضها البعض, متشاركة ومتبادلة . لان H2O هو المذيب الاكثر شيوعا في عالم المذيبات الكيماوية ، لأن هذه التفاعلات عادة ما تحتاج إلى وجود وسيط و هو الماء. بيد ان الماء ليس مجرد وسيط سلبي في التفاعلات الكيميائية. والواقع انه يلعب دورا نشطا فهويقوم باستمرار بكسر الروابط الكيميائية حول الجزيئاتالداخلة في التفاعل و يحركها جيئة وذهابا من مجمع واحد الي اخر.و لا يزال العلماء لا يعرفون على وجه الدقة كيف ينجز الماء هذه المهام. لكن الباحثين تمكنوا من تطوير ادوات جديدة لعزل وتعقب الالكترونات الصغير والهيدروجين الذي يحتوي علي تجمعات المياه لبحث هذه التفاعلات بسهولة أكبر.

كانت نتائج البحث قد ألقت الضوء علي مجموعة من ردود أفعال شائعة جدا تشمل الالكترونيات وذرات الهيدروجين. فعلي سبيل المثال ، ان الاكسدة التي تسبب الصدأ للسيارات و تتحكم في عمر بشرة الجلد هي ناتجة عن تبادل الالكترونات في الماء. و كذلك محاربة الجارثيم و التوازن الحمضي القاوي و المواد الكيميائية التي تبقي المسابح نظيفة فهي كذلك تعتمد بشكل دقيق علي التفاعل والتبادل الالكتروني و نقل الهيدروجين. ولتحسين النماذج المستخدمة في تطبيقات العلماء فهم بحاجة الي التفاصيل الدقيقه بشان دور الماء في تفاعلات كيميائية كهذه. والتقدم في هذا المجال يحتاج إلى دمج مجموعة من مجالات الدراسة على الأبحاث المعقدة على سبيل المثال طي البروتينات لتحسن وضع الصناعة الدواء.

نحو 50 من الباحثين المدعومين من المؤسسة القومية للعلوم يقومون حاليا علي دراسة االخصائص الاساسية للمياه لمحاولة فهم كيمياء الماء في اشكاله المتعددة والتي لا تزال تشكل اكبر التحديات العلمية. ولكن اذا حققت هذه الأبحاث مؤشر تقدم ملحوظ فسوف نكون قد أنجزنا هذا التحدي.


الماء موجود حولنا في كل مكان ، في السماء وعلي الارض وفي الجو يتغيير شكله باستمرار وللماء خصائص كيميائية فريدة تجعل منه المادة الوحيدة الموجودة في الطبيعي في الحالات الثلاث جميعا : السائلة والصلبة (الثلج) والغازية (البخاري). استمرار حركة الماء حول العالم تعرف بالدورة الهيدرولوجية.تتم عدة عمليات خلال هذه الدورة ، منها التبخر والتكثيف و الترسب والامطار والصرف والتجمع.وخلال هذه الدورة يتغير شكل الماء مرات عديدة




التوتر السطحي.  يساعد هذا العنكبوت لأن يمشي علي الماء.فقوة التوتر السطحي تؤمن التوازن للعنكبوت الشئ الذي يساعده علي المشي علي الماء. التوتر يؤثر في سطح الطبقة العليا من الماء ، مما يجعلها أشبه بصفحة من المطاط الضغوط. حدث هذا لان الجذب بين جزيئات الماء ليس متوازنا في سطح السائل. بينما و بعيدا عن الطبقة السطحية فأن جزيئات الماء تتجاذب بشكل متساوي في جميع الاتجاهات ، ولكن هذه الطبقة في القمه ليست كذلك.



تلتقي أمواج المحيط بالشاطئ . حسب المسح الجيولوجي الاميركي فإن المحيطات تحتوي علي 95 ٪ من مياه الكرة الارضية وتغطي المحيطات اكثر من 70 من الارض. وهي تساهم بشكل كبير في دورة المياه – التبخرو أحداث الترسيب و التي تنقل المياه حول العالم. تساهم المحيطات بالقسم الأكبر من مياه والغلاف الجوي بينما تساهم النباتات بالقسم الباقي.





السحب فوق كيا في هاواي. جو مليء بالمياه ، بل هي الغيوم الواضحة تذكره بوجودها. تتشكل الغيوم عندما يتكثف بخار الماء في السماء فتتكوين القطرات الصغيرة او بلورات الثلج. لا يقوم الجو بتخزين الكثير من ماء الارض ، بل هو فقط ممر النقل حول الكوكب.





قطرات الندي علي الاوراق. يتشكل الندي علي سطح الورقة عندما يبرد الماء الموجود في الهواء في درجة حرارة منخفضة تعرف باسم "نقطه الندي" تترسب خارج المحلول او تتكثف. فيشكال الماء قطرات على سطح الورقة لان الجزيئات تجذب بعضها البعض بشدةعلى شكل مجموعات.




الماء المتبخر من إبريق الشاي. من الناحية التقنية ، البخار هو الغاز النقي االغير مرئي الذي يتشكل عندما يسخن الماءإلى 212 درجه فهرنهايت (100 درجه مؤوية) في مستوى سطح البحر. البخاري يستهلك هيزا من المساحة اكبر بكثير من المياه السائلة لان االجزيئات تتحرك بسرعة وبتوسع عند تسخينها. و محركات البخار تسخر هذا التوسع لتحريك الأسطوانات والتوربينات وبالتالي اداء عملها. صحيح ان المصطلح المتعارف عليه لهذه السحب البيضاء المنبعثة من المغلاة هو بخار الماء. و التي تتشكل عندما يصطدم البخار مع الهواء البارد المحيط به و يتكثف.





الجبال الجليدية قرب شبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية. حوالي ثلثي مخزون الأرض من المياه العذبة مخوزنة في شكل الجليد والثلج. تتشكل جبال الجليد عند تتصدع أو تنقسم القطع الكبيرة من الجليد او الجروف الجليدية في المحيط. رغم انها كبيرة ، لان الجبال الجليدية العائمة هي في الحقيقة مياه نقية وهي كذلك اقل في كثافتها من كثافة مياه البحر المالحة. لكن ما نراه في هذه الصورة ما هي في الحقيقه الا "قمة جبل الجليد". بينما يختفي حوالي 90 ٪ من كتلة الجبل الجليدي تحت سطح الماء.




التزلق على سطح الجليد. يحدث التزلق على الجليد لأن سطح التزلج المعدني ينزلق على الجليد بإحتكاك ضئيل جدا على طبقة رقيقة من الماء توجد على سطح الجليد. في نفس الوقت ، يعتقد العلماء بأن المتزلجون أنفسهم يتسببون في خلق هذه الطبقة من المياه على السطح من خلال ذوبان طبقات الجليد بفعل ضغط ثقل أجسامهم . لكن الدراسات الحديثة تتعارض هذا الشرح وهي تميل إلى أن الجليد زلق دائما لان الجزئيات في الطبقة العليا منه تتصرف كما في الماء السائل

102
أسرار الماء الكيميائية


الخصائص الفريده والغامضه


قد يكون الماء احد اكثر المواد المالوفة لنا في العالم ، لكنه بالتاكيد ليس شيئا عاديا. والواقع ان الماء يمتاز بخصائص كيميائية فريدة تجعله من التعقيد بمكان بحيث انه بعد عقود من البحث ، لا يزال أمام العلماء الكثير ليكتشفوه عن هذا الشئ الرائع.

فان المياه ، كما تبدو واضحة التالق وهي السائل الذي يغطي ثلاثة ارباع سطح الارض ، ناهيك عن دوره في بناء الحياة كما نعرفها ، وهو كذلك يعتبر المركب الكيميائي الأكثر وضوحا (H2O). الماء موجود في كل مكان. ومع ذلك ، لا يزال العلماء يبحثون لمعرفة خصائصه.

الماء بكل بساطة ليس كغيره من السوائل.

اذا ألقيت بمكعب من الثلج في كوب من الماء فإنه سيطفوعلى السطح ، . ذلك لان الماء يتمددعند تجمده بحيث تكون كثافته عند تجمده اقل منها في حالته السائلة. لكن معظم السوائل يحدث لها العكس من ذلك. فإذا انكمش اصبحت اكثر كثافة ، حيث أنه إذا تجمد غرق ولم يطفو. اذاحدث هذا الشئ للماء بهذه الطريقة فسوف يتراكم الجليد في اعماق البحيرات والمحيطات خلال الشتاء ، وسيكون من الصعب عليه الذوبان في الربيع. وهذا سوف يؤثر علي الاحياء المائية.

وهناك سمة أخرى مثيرة للدهشة, وهي أن الماء يغلي في درجة حرارة مرتفعة وهي 100 درجة مئوية عند مستوي سطح البحر ، و إذا ما قارنا هذا مع شئ مماثل في الحجم لجزيئات الماء. فاذا انطبق على الماء ما ينطبق على غيره من السوائل، فمن المفترض أن يكون الماء على شكل غاز في مثل هذه الظروف ، و لن تستمر االحياة عندئذ.


وبصفة عامة ، فإن الخصائص الغريبة لجزئ الـ H2O من الممكن فهم جزء كبير منها, فالعلماء يعزون الصفات و الخواص الفريدة للماء إلى الروابط الكيميائية التي تشكله وإلى ما يعرف بـ " حواجزالهيدروجين " عند التفاعل بين ذ رات الهيدروجين و الأوكسجين المجاورة لجزئ الماء ينشأ نوع من الحواجز لحماية الجزيئات. ما يبدو غير واضحا بشكل أو بآخر ، لكن التفاصيل الدقيقة لكيفية تشكل هذه الحواجز كما تبدو لنا في حالات عديدة فهي على الشكل التالي ، مثلا عندما توجود مواد كيميائية علي سطح الماء. وهذه ليس بالمهمة السهلة لأن الروابط الهيدروجينية الكيماوية تقوم بعملها كفنان تشكيلي : بحيوية كبيرة ، تشكل الروابط التي تتنوع في قوتها وحجمها. وعلي الرغم من ان الماء يؤثر في كل شيء بدأ من البروتينات داخل الخلايا و حتى العوامل الجوية التي يمتد تأثيرها حتى إلى الصخور على شواطئ المحيطات ، يصبح الإتيان على كل هذه التفاعلات أمرا صعبا جدا.

لكن البحوث التي أجريت على المياه أحرزت تقدما عند العلماء المسلحين بأدوات متطورة وآفاق جديدة " لقد أخذوا بإلقاء نظرة جديدة علي الاسئلة القديمة" بحسب ما ذكرته كاثرين كوفيرت مديرة البرنامج الأول في المؤسسة القومية للعلوم في شعبة الكيمياء. و هي ما تزال تعترف "اننا لم نقترب بعد من فهم كيف يعمل الماء في كل وقت و في كل بيئة."

ومؤخرا زودنا بعض العلماء بآراء اكثر تفصيلا حول جزيئات الماء حتي الآن. فقد ذكرت مجلة العلوم ملاحظة حول ذلك آخذة في الاعتبار خلاصة العمل الجماعي لعدة فرق من الباحثين (جميعها عدا واحدة وهي المؤسسة القومية للعلوم) حول المياه من حيث البنية والسلوك الكيميائي كأفضل 10 بحوث مقدمة لعام 2004. ورغم أن النتائج لم تكن موثقة ، وبعضها كان بمثابة تحدي للشئ المألوف في الواقع ، فإن اكتشافات عام 2004 اثارت قدر كبير من الاهتمام والنقاش المثمر بين العلماء. وفي حال كانت هذه النتائج "كاذبة" فإن من شانها تغيير التفكير في تخصصات مختلفة مثل الارض والجو بل وحتي البيولوجيا والكيمياء.

103
منتدى علوم الحاسب / اخر اخبار الحاسوب والانترنت
« في: ديسمبر 12, 2006, 06:30:15 صباحاً »
السلام عليكم

سوف نخصص هذا الموضوع لاخر اخبار الحساوب والانترنت وجديد الاسواق



ارجو انو الفكره تعجبكم


تحياتي


اسلحة الطاقه

104
منتدى علم الكيمياء / مكتبة المركبات الكيميائية
« في: ديسمبر 10, 2006, 06:39:29 مساءاً »
انتهيت من المركبات الكيميائيه والي حاب يضيف شي من عندو يتفضل


وعما قريب سوف نبدا مقدمه عن الكيمياء العضويه



ارجو ان يعجبكم الموضوع


تحياتي

اسلحة الطاقه

105
منتدى علم الكيمياء / مكتبة المركبات الكيميائية
« في: ديسمبر 10, 2006, 06:38:20 مساءاً »
ثنائي مثيل ترفثاليت

75% منها يستخدم لإنتاج ألياف البولي إستر و10% في صناعات علب الأغذية والمشروبات و7% في إنتاج رقائق البولي إستر والباقي في صناعات بعض الراتنجات. الطلب السنوي لهذه المادة يزداد بمعدل 2%. تنتج هذه المادة من مفاعلة الكحول المثيلي مع الزايلين المؤكسد.

حامض الخليك

12% من حامض الخليك يستخدم لإنتاج الأسبرين ومواد قاصرة ومواد مساعدة في صناعات الورق وفي صناعة خلات السيليلوز التي تستخدم في صناعة الألياف والأفلام ومرشحات السكائر. 13% من حامض الخليك يستهلك في إنتاج مركبات الخلات والتي تستخدم كمواد مذيبة (كخلات الأثيل) وفي صبغ الأقمشة وفي صناعة التصوير الفوتوغرافي وفي صباغة الجلود وكمادة حافظة للخشب وفي الطباعة على البورسلين وفي تنظيف سطوح المعادن. 12% من حامض الخليك يستخدم لإنتاج حامض الترفثاليك والذي يستخدم لإنتاج متعدد الأثلين ترفثاليت (PET). كما يستخدم حامض الخليك في صناعات النسيج والكربوكسي مثيل سليلوز (CMC) والصبغات وفي الصناعات الغذائية وفي حفظ الأعشاب. ينتج حامض الخليك من مفاعلة الكحول المثيلي مع أول أوكسيد الكربون.

كلوريد المثيل

أهم استخدام لهذه المادة هو في صناعة السيلكون، إضافة إلى صناعة مطاط البيوتيل وسيليلوز المثيل وبعض الأمينات وفي حفظ الأعشاب المجففة. تنتج هذه المادة من تفاعل الكلور مع الميثان بعد فصله عن الغاز الطبيعي أو تفاعل الكحول المثيلي مع كلوريد الهيدروجين.

أمينات الميثانول

وتستخدم في إنتاج مبيدات الحشرات وفي دباغة الجلود وفي المنظفات وفي صناعة الصبغات والمفرقعات وفي صناعة بعض المواد الصيدلانية ومبيدات الفطريات وكمانع لتآكل المعادن وفي صناعة المعقمات والبدائل الصناعية للسكر والمبادلات الأيونية. تنتج هذه الأمينات من مفاعلة الأمونيا مع الكحول المثيلي.

البروتين أحادي الخلية

وهو عبارة عن خلايا بروتينية تنتج من زراعة احياء مجهرية حية كالبكتيريا والخمائر والفطريات في وسط محتو على غذاء يتألف من مركبات الكربون الهيدروجينية او مشتقاتها كالأغوال والبارافينات وزيت الغاز حيث تتهيأ لهذه الخلايا فرصة التكاثر بسرعة كبيرة بانقسامها المستمر .
يستخدم البروتين أحادي الخلية لتغذية الحيوانات بدلاً من انواع معينة من النباتات البروتينية حيث يمكن استثمار الأراضي الزراعية وتوفير المياه الخاصة بهذه النباتات لإنتاج مواد اخرى غير بروتينية .

الاسترات

يستخدم الميثانول لإنتاج عدد كبير من المركبات التي تدخل في انتاج اللدائن والألياف الصناعية .

سيانيد الهيدروجين

احدى طرق تحضير هذه المادة تتم بتفاعل الميثانول مع غاز CO ثم تفاعل المركب الناتج مع الأمونيا لينتج فورمأميد الذي ينتزع منه الماء بواسطة الحرارة والعامل المحفز ليتحول الى سيانيد الهيدروجين .
تكمن اهمية هذه المادة في كونها ضرورية لإنتاج عدد من المواد الكيميائية كالاكريلو نيترايل والميثيل ميث اكريلات الازمتين لصناعة الألياف الصناعية واللدائن .

الأثار السمية للميثانول

يعتبر الميثانول من المواد شديدة السمية للإنسان عند تناوله بمقدار 4ملليترات (أقل من ملعقة الشاي الصغيرة) فإن هذه الكمية كافية لإحداث العمى لدى بعض الأشخاص . بينما تناول 15ملليتر (ملئ ملعقة أكل) تعتبر قاتلة للشخص . يسبب التسمم بالميثانول إحمضاض الدم Anion gap metabolic acidosis والعمى blindness ثم الوفاة إذا لم يعالج ظهور الأعراض قد تتأخر الى 18-24 ساعة . الأعراض التسمميه التالية لتناول الميثانول تشبه في البداية أعراض تناول الإيثانول المسكر (الخمره) ، وتشمل اضطراب في الإدراك والوعي confusion ، ترنح ataxia ، صداع ، طراش ، مغص شديد والآم بالبطن ، يتبعها تغير في احساس النظر visual changes . المرحلة الأخيرة وخاصة إذا لم يعالج المتسمم تتطور الى فقدان الوعي coma ثم إحمضاض شديد في الدم وأخيراً توقف التنفس والدورة الدموية . من أكثر الظواهر المرضية الدائمة الناتجة عن التسمم الحاد بالميثانول هو عطب العصب البصريoptic neuropathy مع عمى ثنائي bilateral blindness شلل رعاشي Parkinsonism وعطب في الأعصاب المغذية للأطراف Limb Poly neuropathy قد يسبق ذلك زغللة في العينينblurred vision ازدواج في الرؤية ، ضيق في مجال الرؤيا ، انخفاض حاد في حدة الرؤيا ، ضمور في العصب البصري ، ثم عمى دائم أو مؤقت، ابيضاض في حقل الرؤيا (يرى الأرض وكأنها غطيت بالثلج) يستمر لمدة 12-24ساعة قبل فقد الرؤيا . قد يتوقف التنفس مباشرة نتيجة للجرعة الحادة الناتجة من تأثير الميثانول نفسه على الجهاز التنفسي .يعتبر الميثانول مادة مسرطنة لفئران التجارب .

ومما تجدر الإشارة إليه فإن الكحول الإيثيلي Ethanol يعتبر الترياق المضاد للتسمم بالميثانول .
لان الميثانول يتأيض الى مواد سامة هي الفورمالين formaline وحمض النمليك formic acid حيث يرجع التأثير السام لنواتج التأيض هذه ، لهذا فإن إعطاء الكحول الإيثيلي Ethanol للمتسمم بالميثانول يقلل أو يمنع من تكوين حمض النمليك والفورمالين


معالجة التسمم بالميثانول

في الساعتين الأولتين من التعاطي يمكن غسل المعدة للتخلص من الكميات المتعاطاة من الميثانول. ويعتمد العلاج أساساً على إعطاء المريض كميات كبيرة من محلول بيكربونات الصوديوم مع متابعة التوازن الحمضي القاعدي للدم بالمختبر.
ويفيد الديال الدموي (hemodialysis) في التخلص الفعال من الميثانول بالدم وخاصة إذا كانت الأعراض شديدة ومستوى الميثانول بالدم أكثر من 50 مج%.
وتستغل خاصية التثبيط التنافسي للإيثانول على استقلاب الميثانول في تأخير استقلاب الأخير، حيث يُعطى الإيثانول بالوريد (بجرعة قدرها 7,6-10 مل/كجم في 5% جلوكوز وعلى مدى 30 دقيقة كجرعة أولية، ثم تُتبع بجرعة 1,39 مل/كجم/ساعة)، أو يعطى الإيثانول 40% بالفم (بجرعة 1,5- 2 مل/كجم في عصير برتقال وعلى مدى 30 دقيقة كجرعة أولية، ثم تُتبع بجرعة 0,29 مل/كجم/ساعة)، وتزداد هذه الجرعات في حالة إعطاء الإيثانول بمصاحبة الديال، ويستمر إعطاء الإيثانول لمدة لا تقل عن 5 أيام في حالة عدم إعطائه مع الديال ولمدة لا تقل عن يوم واحد عند إعطائه مع الديال، وبغرض أن لا يزيد مستوى الإيثانول في الدم عن 100 مجم%.
كما يمكن العلاج باستخدام (leucovorin calcium) وهو من مشتقات حمض الفوليك ويساعد على سرعة أكسدة الميثانول إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، كما يمكن استخدام (4-methyl pyrazole) الذي يساعد على تثبيط إنزيم نازع هيدروجين الكحول فيمنع تكوين حمض الفورميك. هذا بالإضافة إلى العلاج الدعمي حسب احتياجات المريض.


المصادر

كتاب الصناعات البترولية والبتروكيماوية ... تأليف أ. د سالم بن سليم الذياب

جريدة الوطن العمانيه / د. باسل عبد الجبار عبد اللطيف

http://www.tcmr.org/est/bengo.asp?id=104

http://makatoxicology.tripod.com/volatile.htm

كيمياء الصف الثالث الثانوي

صفحات: 1 ... 4 5 6 [7] 8 9 10 ... 31