يبدو أن تكنولوجيا اطلاق الأقمار الصناعية عن طريق استخدام الصواريخ ستدخل قريبا فى عداد التكنولوجيات القديمة فقد أكدت نتائج دراسة جديدة أجريت بواسطة القوات الجوية الامريكية امكانية اطلاق الأقمار الصناعية عن طريق حلقة ضخمة من المغناطيسات عالية التوصيل هذة الحلقة ستكون شبيهة بمحفزات الجسيمات التى تستخدم فى التجارب الفيزيائية و تكون المغناطيسات حولها بحيث تحفز هذة المغناطيسات القمر تدريجيا فيطلق خلال ساعات من بدء التحفيز و تعتبر هذة الدراسة تطويرا لدراسات سابقة اختبرت استخدام المغناطيسيات فلى تحفيز الأقمار الصناعية الى السرعات العالية لاطلاقها ولكن الفرق بينها وبين هذة التكنولوجيا الجديدة ان الاولى كانت تركز على الاطلاق من خلال مسار مستقيم عبر تجميع السرعات الى انفجار سريع يكفى لاطلاق القمر الصناعى اما التكنولوجيا الجديدة فتستخدم المسار الدائرى الذى يتميز بتوفير الطاقة التى كان يهدرها المسار المستقيم وهى ميزة مهمة جدا جعلت المسؤلين بالقوات الجوية الامريكية يعطون الضوء الاخضر لفريق البحث للبحث أكثر فى هذة الفكرة لتقديم دراسة أكثر شمولا خلال عامين و يمر اطلاق القمر الصناعى عبر المسار الدائرى بعدة خطوات تبدأ بوضعة فى محتوى معدنى يكون على شكل قمع حتى يحمى القمر من حرارة الاطلاق و يكون القمع متصلا بمزلجة اشبة بالتى يستخدمها متزلقو الجليد و هى مصممة لتستجيب للقو ة المغناطيسية عالية التوصيل المنبعثة من حلقة المغناطيسيات و عندما تحفز المزلجة حتى اخر سرعتها وهى 10 كيلو متر /الثانية يستخدم الليزر و الاجهزة الخاصة بالنشاط الكيميائى فى السرعات العالية لفصل القمع عن المزلجة لينزلق القمع بعدها الى نفق جانبى فاقدا بعض سرعتة بسبب احتكاكة مع جوانب النفق و بعد ذلك يوجة النفق القمع الى منحدر بزاوية 30 درجة عن خط الاستقامة الأفقية و حينها ينطلق القمع الى الفضاء بسرعة
8 كيلو متر/ الثانية وهى تفوق سرعة الصوت ب 23 مرة مع وضع صاروخ فى النهاية الخلفية للقمع لتعديل مساره و وضعه فى مساره الصحيح .
وتواجة هذة الطريقة للاطلاق انتقادا من بعض العلماء على اساس أن استخدامها سيكون مقصورا على الأشياء التى تستطيع تحمل سرعات شديدة (اكثر من 2000 مرة معامل الجاذبية) و بالتالى لن تصلح -مثلا- مع اطلاق أقمار الاتصالات و لكن فريق البحث يرد على هذا الانتقاد بان هذة الاقمار الصناعية يمكن تطويرها بحيث تتحمل السرعات العالية لتكون مثل الالكترونيات التى تستخدمها القوات الامريكية فى المدفعية الموجهة بالليزر و التى تستطيع تحمل درجات سرعة تصل الى 10 أضعاف هذة السرعة (20 ألف معامل الجاذبية و يضيف فريق البحث: بغض النظر عن هذة المشكلة فانة يكفى امكانية استخدام هذ ة الطريقة فى توصيل امدادات الطعام و المياة لرحلات الفضاء فهذة الأشياء ليس بها حساسية للسرعات العالية وهو ما سيوفر من تكلفة أنشطة الفضاء و ليست هذة هى المشكلة الوحيدة بل ان (د0) ايبشتن من جامعة كامبريدج يشير الى تحديات أكبر تتعلق بمدى سلامة الاشياء التى سيتم قذفها من خلال حلقة الاطلاق حيث يرى ايبشتن ان هذة الاشياء يصعب الحفاظ عليها من الحرارة المرتفعة كما يصعب التاكد من اتباعها المسار المحدد لها و ذلك بسبب امكانية تعرضها للرياح و قوى الاحتكاك مع الغلاف ااجوى وهى تحديات ليست بسيطة على حد قوله و لكن - مايكل ريسى- احد اعضاء الفريق البحثى يرى أن هذة الصعوبات يمكن التغلب عليها مستشهدا بما تم انجازه من تصميم رءوس نووية تحركت خلال الغلاف الجوى فى سرعة بلغت خمسة اضعاف سرعة الصوت أو أكثر و السؤال : ما هو الدافع الذى سيحرك الفريق البحثى لمواجهة التحديات السابقة ؟ .
الاجابة: تكمن فى المزايا الاقتصادية التى توفرها هذة الطريقة حيث يقول الفريق البحثى انه لو تم اطلاق 300 اطلاقة فى السنة ستصل تكلفة كل كيلو جرام يرسل للفضاء من خلال هذة الطريقة الى 754 دولارا و يقل الى 189 دولارا لكل كيلو جرام فى حالة زيادة عدد مرات الاطلاق الى
3 الاف مرة فهذا اوفر مائة مرة من الطريقة التقليدية للاطلاق عن طريق الصواريخ.
و لكن (د0) ايبشتن يستبعد ان تكون الجدوى الاقتصادية لها قيمة لترجيح كفة هذة الطريقة مدللا على ذلك بقلة الطلب على عملية الطلاق و التى لا يمكن ان تصل فى المستقبل القريب الى 300 مرة أو 3000 مرة و يعترض مايكل ريس على ذلك قائلا: أن التكلفة العالية لاطلاق الصواريخ هى التى قللت الطلب على عملية الاطلاق و من ثم فان تطبيق طريقة حلقة الاطلاق سيرفع من معدل الطلب 0
و يضيف : سنقدم خلال الفترة القادمة تصميمات أكثر تفصيلا لحلقة الطلاق على أن نبنى نموذجا صغيرا لها بحجم 20 الى 50 مترا عند توافر مورد مالى لذلك .. و اذا نجحت التجربة مع الحلقة الصغيرة فسنحاول جذب رءوس الاموال ابناء نسخة كاملة المواصفات للحلقة الأكبر و هذا قد يستغرق 5 سنوات .. وهذا ما يعترض عليه ايبشتن أيضا قائلا: على الرغم من شكى فى امكانية بناء هذة الحلقة فاننى أحذر من أنها ستكون هدفا للهجوم عليها و ذلك بسبب امكانية استخدامها فى اطلاق القذائف لاى مكان فى العالم0
ولكم جزيل الشكر ................
عرض المشاركات
:'> 
