342
« في: نوفمبر 20, 2002, 02:16:11 مساءاً »
ناصية القيادة
قال الخبير في مجال القيادة، جيمس أوتول، مرة "إن خمسة وتسعين في المائة من
المديرين في أمريكا اليوم ينطقون بالصواب. إلا أن خمسة في المائة منهم فقط يطبقون ما يقولون". إن بيئة العمل التجاري الحالية والتي تتسم بالتعقيد والتغيّر المستمر، تتطلب
أسلوباً قيادياً خاصاً. ولقد غدت الأساليب التقليدية للقيادة من مخلفات الماضي، شأنها في ذلك شأن صحف الأمس، إذ لم تعد ذات فعالية. وعلى كل شخص اليوم، بصرف النظر
عن الموقع الذي يشغله، أن يحرص على تطوير مهاراته القيادية. فسواءً أكنت منظم اجتماعات أو تنفيذياً أو مديراً تنفيذياً لإحدى الشركات الكبرى، فإن القيادة هي المكوّن الرئيس والسبيل الأهم إلى النجاح الإداري والتجاري.
إن القيادة التي تركز على الفعل وتنهض على منظومة جديدة وكاملة من المواقف، هي العنصر الأكثر أهمية في كافة الشركات اليوم. ولا يصلح لهذه المهمة الجسيمة إلا مدير مبدع قد امتلك ناصية القيادة.
كن جريئاً واسعَ لتغيير الوضع الراهن
إن الخضوع التام للأعراف والوضع الراهن هما أولى الخطوات على دروب الفشل التجاري. فالناس في الغالب يرهبون السبل غير المطروقة، ويستريحون لتقليد غيرهم. أما القائد المبدع فهو يبحث على الدوام عن سبل لتحسين وتجويد ما تم عمله، ولا يقنع أبداً بتجويد عمله وكفى، إذ إن التحسين لا يكفي وحده في بيئة العمل التجاري الحالية ذات الطابع الفوضوي.
كن مخاطرا
يدرك القائد المبدع أن التقدم يعتمد على التغيير، وأن التغيير سبيل تكتنفها المخاطر. ويوجد القائد المبدع بيئة عمل تتوفر فيها لأتباعه حرية التجريب والمخاطرة دون خوف من عقاب. كما يدعم القائد المبدع أتباعه ويشجعهم حتى في حال فشلهم في عمل شيء جديد.
كن شخصاً أصيلاً ويمكن الوصول إليه
إن إيجاد بيئة عمل مواتية ومفتوحة عنصر لا غنى لك عنه إذا أردت لأتباعك أن يصبحوا مبدعين. وإن أحد السبل لجعلك شخصاً يمكن الوصول إليه والتحدث معه، هو أن تتحدث بصراحة عن أخطائك وحدود قدراتك. فقد كانت هذه الأخطاء ذات مرة شيئاً محظوراً وحمى محرماً ودليلاً على ضعف القيادة، أما الآن فقد أصبح الناس أكثر تقبلاً لها، ولم يعودوا ينظرون إليها كأمارة على الضعف. والحق أن كثيراً من الناس يرون فيها علامة على القوة والأصالة، وطريقاً لاكتساب احترام وثقة الناس. وقديماً جرى القول: من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط.
كن قدوة
يقول المثل القديم: "الأفعال أبلغ من الأقوال". وهذا المثل يصدق في أيامنا هذه أكثر من أي وقت مضى. إذ يبدأ التغيير في مكتب القائد وفي مجلس إدارة الشركة. فالعاملون لا تخدعهم الملصقات والشعارات والخطب وغير ذلك، بل إن أفعال الإدارة هي التي توضح للعاملين ما هو مطلوب منهم وهي التي تدفعهم إلى الامتثال والعمل. ولهذا فاحرص على أن توافق أفعالك أقوالك.
اخرج من مكتبك وخالط موظفيك
لقد غدت المؤتمرات والاجتماعات في عالم اليوم الذي يتميز بالحركة الدؤوبة وتطور التقنية، أسباباً لاستنزاف حياة الشركات رويداً رويداً. فالتغيير يحدث بسرعة بحيث يكون الوقت قد فات حين يدعى العاملون لاجتماع لمناقشة مشكلة ما. إن حلول المشكلات والأفكار الخلاقة توجد في الخط الأمامي عند مكان وجود العاملين. وعلى القادة أن يغادروا مكاتبهم لقضاء بعض الوقت في التحدث إلى موظفيهم وعملائهم حول شؤون الشركة أو المؤسسة أو التنظيم.
كن مُلهماً
لقد ألقى هورست شولتز، المدير التنفيذي لمجموعة فنادق ريتز كارلتون، إحدى أكثر الخطب إلهاماً وتحفيزاً. وقد تبدت رؤية شركته في تلك الخطبة واتضحت معالمها مثلما تتبدى معالم لوحة تعالجها أصابع رسام موهوب. فقد تحدث عن حلمه بإيجاد فنادق لا تكون جيّدة وحسب، بل لتكون الأفضل في العالم. كما تحدث عن كيف أن موظفيه وعماله قد حدثوه عن احتياجات هذا الضرب من النشاط التجاري، وعن الأشياء المهمة فيه، وكيفية عملها. وقد أصبح جمهور المستمعين لهورست، وبفعل تلك الخطبة، جزءاً من عملية التحول المطلوبة. كما أحسوا بفخر وحماس العاملين. كما كان بمقدورهم أن يلمحوا التميّز والتفرد الذي جلبه ذلك القائد لشركته.
لقد كان مستمعو هورست مشدودين إلى حديثه، ولم يكن هورست يقرأ من نص سطرته يد أحد كتاب الخطب، ولكن كان يتحدث من قلبه. والشيء الذي يميز حديثه عن أحاديث غيره، هو أنك تستطيع أن تلمس التزامه واهتمامه. ولم يكن تميّز حديثه يكمن في الكلمات التي استخدمها، بل كان كامنا في نبرة كلامه وفي حركات جسده. كما كان منفعلاً وملهماً، وقد وضع بذرة في دواخل كل فرد من مستمعيه. وقد كان جلياً أن هورست يمتلك نواصي القيادة.
غريغوري سميث