Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - نبيل حاجي نائف

صفحات: 1 2 [3] 4
31
الأخت الكريمة شرشبيل , وعليك السلام ورحمة الله وبركاته  .
أعتذر لتأخري في الرد , وشكراً لمرورك .
ما تقولينه دقيق وهام جداً .وهو الأساس .
تحياتي

الأخ الكريم Le didacticien
إن العطاء بلا مقابل فعلاً لا يقوم بي إلا الأنياء والقليل القليل من الناس .فمبدأ  " عميل منيح وكب بالبحر " هو كما ترى قمة الإنسانية , وطبعاً أنا معك . فلا يصح إلا الصحيح .
تحياتي

32
الرياضيات العامة اللامنهجية / حزورة الشمعتين
« في: أغسطس 19, 2008, 05:56:51 مساءاً »
حل الحزورة :
 فكرة حل هذه الحزورة تعتمد على تقسيم زمن اشتعال الشمعة إلى النصف الزمن عن طريق شعلها من طرفيها .
فنقوم بإشعال الشمعة الأولى من طرفيها , ,وإشعال الشمعة الثانية من طرف واحد , فبعد نصف ساعة تنتهي الشمعة الأولى , عندها نشعل الشمعة الثانية من طرفها الآخر , وعندها تنتهي الشمعة الثانية بعد ثلاث أرباع الساعة من بدء الإشعال .

يمكن أن يقول البعض أن أشعال الشمعة من طرفيها يمكن أن يغير الزمن اشتعال الشمعة , وهذا صحيح , ولكن تم التغاضي عنه لأنه في الأساس زمن احتراق الشمع ليس ثابت بشكل دقيق .

33
قانون القيمة
             كل شيء يباع ويشترى حتى و لو كان الحب والصداقة
السلعة يمكن أن تكون شيئاً مادياً  ويمكن أن تكون شيئاً غير مادي , فكري ,أو نفسي-  شعوري أو معنوي - صوت ، لحن ، فكرة ......الخ . والسلعة هي التي تسوق ويجري تبادلها بواسطة الصفقات . فالمواد الغذائية سلعة ، والمنتجات الزراعية والصناعية سلعة ، والخدمات سلعة ,  والمعلومات والمعارف سلعة ، والأراضي والمنازل سلعة , وحتى وسائل الإنتاج هي سلعة . والسلعة يمكن أن تكون مستهلكة أو غير مستهلكة مثل :
الأراضي  , والتحف , والمجوهرات , والأفكار , والمعلومات , والفنون .
أي أن هناك سلعاً تستهلك وتضمحل أو تنضم للبنية التي استهلكتها ، وسلع لا تستهلك أو يحدث استهلاكها خلال فترات طويلة من تكرار استخدامها وتداولها , فأفكار أرسطو تم تداولها لأكثر من ألفي سنة وما زال بعضها يتداول حتى الآن ، وكذلك الأرض والذهب وغيرها لا تستهلك .      
فالسلعة هي التي تباع وتشترى أو يحدث تبادلها مقابل سلعة أخرى ، فيمكن أن تكون السلعة وجبة يتم تناولها وهضمها وتمثلها مثل وجبات الطعام وكافة أنواع الوجبات التي تؤدي إلى النمو أو الاستمرار . فهناك وجبات اكتساب المعارف التي تنمي مخزون العقل من المعلومات , وهناك وجبات اكتساب المهارات بكافة أنواعها البدنية والفكرية والصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية فهي تنمي هذه المهارات , وهناك الوجبات الحسية والتي تولد الأحاسيس الجميلة والمريحة واللذيذة , فكافة الفنون وأنواعها من موسيقى ورسم وفنون الأدب من شعر وقصة ومسرحية وسينما . . , هي بمثابة وجبات حسية .
ولذة الحب والصداقة ، ولذة الطعام والشراب , ولذة المرح والتسلية واللعب , يمكن أن يكونوا بمثابة سلعة . ويمكن أن تكون السلعة خدمات أو أداة تسهل الأعمال ، مثل الملابس والمساكن والسيارة وكافة الأدوات الموجودة ، بالإضافة إلى كافة أنواع الخدمات الزراعية والصناعية والاجتماعية والتعليمية والتربوية .
قيمة السلعة , والعلاقة بين كلفة السلعة والحاجة للسلعة , وقيمتها
سؤال : هل الذي يقرر سعر السلعة هو كلفتها , أي تكلفة إنتاجها من مواد وعمل وفكر وجهد , أم مدى الحاجة إليها ؟
 ما هو دور وتأثير الحاجة إلى السلعة , وكلفة إنتاج السلعة , ووفرتها , في تحديد سعر السلعة ؟
إن الحاجة لأية سلعة غالباً ليست ثابتة , فهي تابعة حسب لكل فرد , وحسب لكل جماعة . وتابعة للوضع , والمكان , والزمان . وكذلك الكلفة ليست ثابتة أي إننا نتعامل مع عناصر متغيرة متحركة , وهذا يمنعنا من وضع معادلات رياضية محددة ثابتة أو نظرية بسيطة  تظهر نتيجة تفاعلا ت الحاجة مع الوفرة مع الكلفة , ولكن يمكن أن نقول :
أن معدل أو متوسط شدة الحاجة للسلعة + معدل أو متوسط  كلفة السلعة -  معدل الوفرة لهذه السلعة = معدل السعر  الذي يقبل به كل من البائع والشاري , هذا بشكل عام , ويمكننا في كل تبادل أو صفقة وضع معادلة أدق إذا كانت مقادير الحاجة والكلفة والوفرة ممكن تحديدها , فتصبح المعادلة الأساسية  في حالة متبادلين ( أو بائع وشاري )   ( ا )  و ( ب )  يتبادلان السلعة  س1  بالسلع س2  هي :
" حاجة ( ا ) لسلعة س2 - الوفرة لديه من السلعة س1"  تكافئ أو تساوي " حاجة ( ب )  لسلعة س1 - الوفرة لديه من السلعة س2"
عندها يمكن أن يحدث التبادل
وتكون الكلفة متضمنة في الوفرة , والربح لا يظهر في هذه المعادلة فهو متضمن  في الحاجة , وهو يكون على شكل طلب النمو أو التطور أو أي دافع آخر, مادي أو نفسي أو فكري...
البعض يقولون أن لكل شيء ثمن , والبعض الأخر يقولون أن هناك أشياء لا تباع وتشترى , أو لا تقدر بثمن . هل هذا صحيح دوماً ؟
لنأخذ الأمثلة التالية :
القطع الأثرية بالنسبة للدولة لا تقدرها بثمن , ولكن تجار الآثار يبيعونها ويشترونها .
الأم غالباً أولادها لا يقدروا بثمن , ولكن نجد بعض الأمهات يبعن أو يمكن أن يبعن ولدهم نتيجة حاجات يرونها ضرورية وأهم .
أن قيمة الأشياء تابعة لخصائص ووضع مالكها وليست ثابتة , وهذا يمكن أن يجعلها غير قابلة للبيع عندما لا يقبل مالكها أي ثمن لها مهما كان .
مفهوم الوفرة و مفهوم الحاجة.
يمكن استخدام مفهوم الوفرة أو الفائض , ومفهوم الحاجة أو الدافع , لتوضيح الصفقات وتفاعلها مع بعضها , وكذلك لتوضيح تشكل وتفاعل البنيات الاقتصادية .
و مفهوم الحاجة أو الدافع هو مفهوم مناسب لاستخدامه في توضيح سعر السلعة , فهو يعتمد تحديد قيمة السلع المتبادلة بناء على الوفرة أو الفائض , وعلى الحاجة لهذه السلع, وهما يقرران توازن الصفقة . ولكن قد  تكون الصفقة متعددة الأطراف وكثيراً ما تؤثر الصفقات على بعضها وتتداخل مع بعضها, لذلك يجب حساب فرق الحاجة بالإضافة إلى المعرفة والتوقع لكي نحدد طبيعة مسار الصفقة المتعددة الأطراف أو المتداخلة مع غيرها من الصفقات, ولكي نفسر أيضاً بنية النقود والسعر العام أو القيمة التبادلية للسلعة, وغيرها من البنيات الاقتصادية, وخاصةً المتطور منها , وكذلك لكي نفسر التفاعلات الاقتصادية المعقدة .
يقولون : إن سعر السلعة ينزع باستمرار إلى أن يرد إلى مستوى كلفة الإنتاج إذا كان التنافس بين المنتجين حراً, هذا ممكن . ولكن إذا استخدمنا مفهوم الوفرة والحاجة , والمعرفة التي تتضمن خصائص وميزات السلعة , يمكن أن نحصل على أحكام أعلى دقة  وأعم وأشمل لتوضيح الصفقات والبنيات الاقتصادية .
فالتنافس ليس هو وحده الذي يجعل سعر السلعة يرد إلى مستوى الكلفة , فالوفرة أو سهولة الحصول على المنتج وبالتالي تحقيق الفائض له تأثير كبير في خفض قيمة المنتج , و المعرفة لها تأثير كبير على القيمة , وتفاعل الصفقات مع بعضها له تأثير كبير على المعرفة , ومن هنا كان تأثير التنافس الحر .
السلعة والقيمة والثمن والوظيفة أو الدور  
إذا اعتبرنا السلعة هي كل شيء يتم تداوله ومبادلته , و كل خدمة يمكن أن تقدم مقابل ثمن أو خدمة أو شيء أخر . يمكننا أن نعتبر قيمة السلعة بالنسبة للذي اشترى السلعة تابعة للوظيفة أو الدور الذي تؤديه هذه السلعة له ،
وفي نفس الوقت يكون الثمن الذي يأخذه البائع هو سلعة أيضاً  لها دور ووظيفة لديه .
فتبادل السلع هو من أجل دور ووظيفة هذه السلع ، فكل طرف يقدم سلعة لها دور ووظيفة لدى الطرف الآخر يريدها أو بحاجة إليها، ويجب أن تكون حاجة الطرف الآخر لهذه السلعة دوماً أكبر من حاجته هو ، و إلا  لما حدث التبادل . وهذا التبادل للسلع  يجب أن يستفيد منه كل طرف (أو يتوقع أن يستفيد) , في نموه , أوله دور  وظيفة تفيده , أو يحقق له دوافع .
يمكن أن تحدث صفقات ويتم تبادل سلع يتوقع أنها مفيدة ولكن يظهر العكس و عدم جدوى هذه السلعة, فليس كل شراء أو تبادل  مضمون الفائدة دوماً ، فهو يعتمد على الدوافع وعلى التوقع المستقبلي , أي المعلومات المتوفرة .
وغالبية الصفقات تسعى لتأمين حاجات مستقبلية - قريبة أو بعيدة - مثلاً :
 شراء طعام لتناوله فوراً هذا يعني تأمين حاجة قريبة  أما شراء أسهم بهدف الربح المستقبلي فهو تأمين حاجة بعيدة .  لذلك إذا تغير المستقبل المتوقع تغيرت قيمة ووظيفة ودور هذه السلعة .
إن دور الهام لتبادل الخدمات والسلع هو الذي ينشئ البنيات الجديدة نتيجة التفاعلات الجارية بين أطراف القائمين به . فيصبح كل طرف له دور ووظيفة ( نتيجة ما يقدمه من سلع ) لدى الطرف الآخر ، وهذا ما ينشئ بنية جديدة شاملة لأطراف القائمين بالصفقة . فالتجار والزبائن ينشئون بنية السوق ، وصفقة الزواج تنشئ بنية الأسرة، وكافة أو أغلب البنيات المادية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية تكونت نتيجة التبادل .
قيمة السلعة  
 كما قلنا إن قيمة السلعة ( أ ) التي يقدمها الطرف الأول للطرف الثاني , تساوي أو تكافئ أو توازن , قيمة السلعة ( ب ) التي يقدمها الطرف الثاني للطرف الأول .
ويجب أن تكون قيمة(أو الحاجة) للسلعة ( أ ) بالنسبة للطرف الأول أقل من  قيمة (أو الحاجة) السلعة ( ب ), وقيمة(أو الحاجة) السلعة (ب ) بالنسبة للطرف الثاني أقل من قيمة(أو الحاجة) السلعة( ا ) لكي يحدث تبادل .
إن طلب السلعة من قبل الآخرين هو القوة المحركة الأساسية لتسويق هذه السلعة ، فلا يمكن أن أبيعك سلعة أنت لا تريدها ، فأنت لن تدفع ولن تجري صفقة لشيء لا تريده , وكذلك على الأغلب لا يمكن أن تبيع سلعة لشخص يبيع نفس السلعة وتحقق ربحاً ( إلا إذا كان هناك فروقاً في الأسعار ) .  
يمكن أن تبيع لإنسان سلعة لا يريدها هو ، ولكنه  يعرف من هو بحاجة إليها  ويستطيع بيعها له,إن المعرفة هامة جداً في إجراء الصفقات التي من هذا النوع ، والتي ليس عليها طلب ظاهر أثناء إجراء الصفقة ، والمعرفة المناسبة تساهم كثيراً في المساومة أثناء الصفقة ، فالذي يعرف ميزات ومساوئ السلعة ، ويعرف من يطلبها ومن لا يطلبها ، وكيفية الوصول إلى من يطلبها ، ويعرف خصائص الطرف الآخر ,النفسية والمادية , ودرجة حاجته هو الذي يحقق أكبر مكاسب من هذه الصفقة .
قيمة السلعة الاستعمالية وقيمتها التبادلي  
كما ذكرنا إن قيمة السلعة بالنسبة لفرد معين  تكون مختلفة عن قيمتها بالنسبة لغيره في أغلب الأحيان ، وهذه القيمة خاصة به, وهذه تمثلها القيمة الاستعمالية للسلعة . وفي حال وجود وفرة كبيرة لسلعة فإنها لا تؤثر على قيمتها الاستعمالية , بينما تؤثر على قيمتها التبادلية .
أما قيمة السلعة التبادلية  فهي تعتمد على وفرتها وعلى معدل قيمتها لدى مجموعة أفراد ، وتكون قيمة السلعة الاستعمالية متفاوتة بشكل كبير أو صغير بين  الأفراد ، وهذا التفاوت هو من أهم عوامل حدوث التبادلات أو الصفقات .
فإذا كانت قيمة السلعة الاستعمالية متساوية لدى مجموعة أفراد ، فلن يحدث تبادل لهذه السلعة فيما بينهم , فهذا يشبه تبديل الماء بالماء ، أو الخبز بالخبز فليس هناك دافع للمبادلة .
فالتبادل يحدث نتيجة فروق القيمة الاستعمالية بين الأفراد للسلع ، وفروق القيمة الاستعمالية بين الأفراد ناتج عن فروق دور أو وظيفة كل سلعة بالنسبة لكل منهم، بينما تكون قيمة السلعة التبادلية ثابتة تقريباً بالنسبة لكل منهم , وهناك تأثيرات متبادلة أو علاقة بين قيمة السلعة الاستعمالية وقيمتها التبادلية ، فالتاجر والوسيط  يعتمدان على هذه العلاقات الهامة بين قيمة السلعة الاستعمالية وقيمتها التبادلية في تحقيق مكاسبهم .
إن القيمة الاستعمالية لأية سلعة مرتبطة بالشخص الذي يستخدمها , فهو الذي يقيمها, وهذا التقييم مرتبط بحاجاته وأوضاعه وتفكيره , لذلك تكون  نتيجة هذا التقييم غير ثابتة فهي متغيرة دوماً بمقادير صغيرة أو كبيرة عند إعادة إجرائه , وهذا يصعٌب تحديد القيمة الاستعمالية لأية سلعة . ويمكننا في أغلب الحالات تغييرها إذا تدخلنا في تقييمها وهذا ما تفعله الدعاية والمنافسة على بيع السلع المتشابهة , فيسعى كل منتج إلى رفع القيمة الاستعمالية لسلعته وخفض القيمة الاستعمالية للسلع المشابهة الأخرى بهدف تسويق سلعته وهذا ينطبق على السلع إن كانت مواد أو خدمات أو أفكار .
وكذلك تتغير القيمة التبادلية للسلع نتيجة تغير القيمة الاستعمالية وبالإضافة إلى تأثيرات كثيرة أخرى , وكما ذكرنا لا يجري تبادل للسلع إلا نتيجة اختلاف قيمتها الاستعمالية وعند تساوي القيمة الاستعمالية لسلع عند شخصين لا يحدث تبادل لهذه السلع بينهم .
إن قيمة السلعة التبادلية وكذلك قيمتها الاستعمالية  تعتمد أيضاً على الزمان والمكان ، فقيمتهما ليست ثابتة , وتقاس قيمة السلعة التبادلية عادة بالنقود ، وكذلك تقيم قيمة السلعة الاستعمالية بالنقود , والفرق الهام بينهم هو في درجة الثبات والتوحيد  فالقيمة التبادلية تملك الثبات النسبي والعمومية الأكبر  بين الأفراد . أوضح مثال للسلع التبادلية العالية الثبات , هي النقود , فالنقود هي سلعة أيضاً  .
إذاً هناك لكل سلعة قيمة خاصة  مرتبطة بشخص الذي يتعامل معها ( قيمتها الاستعمالية )، ولها أيضاً قيمة عامة هي معدل قيمتها لدى المتعاملين بها - قيمتها التبادلية- وقيمة السلعة في تغير مستمر .
إن قيمة أو سعر السلعة التبادلي كان تابعاً بشكل أساسي لمقدار العمل والجهد الجسمي المبذول في إنتاجها , هذا بالإضافة إلى ما ذكرنا من عوامل  , ولكن الآن أصبح مقدار هذا الجهد يتناقص نتيجة زيادة مردود الجهد الفكري المرافق , لذلك فإن قيمة السلعة أصبحت تتبع مردود الجهد الفكري أكثر منه العمل الجسمي , وحجم الجهد الجسمي المبذول في إنتاج السلع يتناقص بسرعة وباستمرار, ويحل محله جهد فكري , إلى أن يصبح تقريباً كله فكرياً , وبالتالي سوف تصبح قيمة السلعة في حدها الأدنى , بالنسبة لارتباطها بتوفر المواد الأولية.
وهنا تظهر عوامل ومؤثرات جديدة تقرر القيمة التبادلية للسلعة وتجعلها ترتبط بفرق الحاجة أكثر( والذي يتضمن فرق الوفرة أيضاً), وعندها تظهر للسلع قيم جديدة مرتبطة بالحاجات الممتعة أو الجميلة , و دورها أو وظيفتها النفسية والفكرية , أي أن الذي يحدد قيمة القميص أو الحذاء أو السيارة أو أي سلعة فنية هو ميزاتها الفنية - الحسية والشعورية والفكرية- بالإضافة إلى فائدتها , أكثر منه قيمة المواد الأولية أو تكاليف الإنتاج لأن هذه متوفرة غالباً, وسوف تصبح الأفكار الجيدة ذات المردود العملي ذات قيمة عالية , وبالتالي ترتفع قيم المعارف والفنون بكافة أنواعها وتصبح هي السلع الأعلى ثمناً والأكثر طلباً .
الخلاصة
 ما الذي يحدد قيمة السلعة؟          
إن الجواب على هذا السؤال كما قلنا  كان متعدداً ومتضارباً في كثير من الأحيان, فلم يكن الجواب المناسب والدقيق بالأمر السهل . فالذي يحدد قيمة السلعة هو الحاجة أو الدافع إليها سواء بالنسبة لعارضها أو بالنسبة لطالبها, أي مقدار الحاجة للسلعة لكل من البائع والشاري , وكمية العرض والطلب تؤثر عل مقدار أو شدة الحاجة , وباعتماد مفهوم الصفقة في توضيح قيمة السلعة يظهر تأثير جديد على القيمة , وهذا ينتج عن تدخل مشاركين جدد في الصفقة بالإضافة للبائع والشاري , فتدخل الوسطاء والبائعين والشارين الآخرين في الصفقة الجارية يؤثر على قيمة السلعة , ويظهر هذا التأثير بوضوح عند وجود السوق وكثرة المشاركين بالصفقة لنفس السلعة,  فتحديد قيمة السلع تابع لأوضاع وخصائص الصفقة أو التبادل الجاري , وأهم هذه الأوضاع والخصائص هي:
 1_ حاجة كل من البائع والشاري لما هو موجود مع الآخر, أو فرق الحاجة  للسلعتين المتبادلتين بالنسبة لكل منهم .
 2كمية العرض أو الفائض أو الوفرة من السلعة, لأنه يؤثر على مقدار الحاجة
3_ عدد المشاركين بالتبادل أو الصفقة ونوعيتهم وخصائصهم, أفكارهم ودوافعهم ومعلوماتهم-, بائعين أم شارين أم وسطاء
4_ كلفة الإنتاج  العملية والفكرية والمواد الأولية
5_ تأثير الظروف والبنيات الأخرى  المادية و الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية.....  
6_ تأثير المعرفة والدعاية في تسويق السلع .

إن الناس بشكل عام يشككون بالسلعة  التي حضرت بسهولة وسرعة وبغض النظر عن طبيعة أو جودة هذه السلعة ، فالمنتج الجيد يجب أن يكون قد بذل في تحضيره الكثير من الجهد والفكر والوقت ، و إلا سوف يكون على الأغلب غبر جيد . وهم على الأغلب محقون في ذلك لأن كل منتج حضر بسهولة وكان تحضيره بمتناول الجميع ، سوف يكون غير هام أو ليس له قيمة عالية، فيمكن لأي إنسان تحضيره بسهولة .
فالمنتج الجديد والذي يمكن أن يطلب من قبل الكثيرين ويسوق بسهولة هو المفيد أو الضروري لهم ، أي الذي هم بحاجة إليه  ولا يملكونه , ويكون على الأغلب هو المنتج الذي لا يحضر بسهولة أو لا يستطيع كثير من الناس إنتاجه لصعوبة ذلك , فقيمة المنتج التسويقية تابعة لمقدار الجهد الذي بذل في إنتاجه  ومقدار الفن والفكر في صنعه ، بالإضافة للعناصر المكونة له.
وكما قلنا فالذي يتحكم  بقيمة المنتج التسويقية - التبادلية- بشكل أساسي هو حجم الإنتاج  وحجم الطلب على هذا الإنتاج ، وتلعب درجة جودة المنتج دوراً أقل .
وقد ظهر أيضاً أن إعلام المستهلك بوجود السلعة وخصائصها  له دور كبير جداً في تسويق هذه السلعة وجذب المستهلك ، وذلك باستغلال دافعي التملك والشراء الموجودين لدى الناس .
وهناك التقليد والمحاكاة اللذان يدفعان الكثير من الناس إلى الإقبال على شراء السلع التي يشتريها بعض الناس المتميزين ، وتنتشر هذه السلع إن كانت طعاماً أو لباساً أو آلات . .  بالتقليد والعدوى بسرعة كبيرة .
                                       تسويق ونشر الأفكار
كيف تحقق الأفكار مكاسب مادية ؟
إن أسهل سبل تسويق الأفكار هو التعليم مقابل أجر مادي أو معنوي  كما في التعليم والتدريس والتربية بكافة أشكالها وأنواعها ، مثل التعليم الديني والتربوي والمدرسي ......الخ . وهناك طريقة أصعب قليلاً وهي  تأليف وتسويق الكتب والمجلات وما شابهها ، كما في الإنتاج الأدبي بكافة أشكاله ، والأنواع الأخرى من الإنتاج الفكري والفلسفي والعلمي والديني والسياسي ....الخ .
وهناك تسويق المعلومات والمعرفة , فهناك معلومات تباع مثل  المعلومات القانونية ، والمعلومات الاقتصادية ، والمعلومات الطبية ، والمعلومات الهندسية أو الفنية أو التقنية .....الخ .
وهناك معلومات مكتشفة حديثاً ، ولا يعرفها إلا مكتشفها ، وهناك معلومات يعرفها القليلون  ويقنن نشرها أو تداولها  وتكون غالية الثمن أيضاً ، مثل المعلومات الصناعية الخاصة ، وكذلك المعلومات الحربية ، والمعلومات السياسية. . , هذه المعلومات بسبب ندرتها وصعوبة الحصول عليها ، تكون ذات ثمن عالي .
وهناك معارف وأفكار من نوع خاص وهي المعارف والأفكار الفنية والأدبية أو الإبداعات الفنية والأدبية ، وهي تسوق من أجل تذوقها كوجبة تحدث الأحاسيس اللذيذة والجميلة ، وهي لا تهدف أو تسعى إلى معرفة عملية ، فقيمتها بما تحدثه من أحاسيس ، و هذه المعارف والإبداعات , تلعب الندرة ودرجة تأثيرها دوراً أساسياً في تحديد سعرها .
وهناك تسويق وبيع الأفكار- تسويق الخبرة- لدورها ووظيفتها المساعدة أو الضرورية لإنتاج السلع والأدوات ، أو المساعدة في تحقيق الأهداف والمشاريع بكافة أنواعها، سواء في مجال الزراعة أو الصناعة أو الطب أو الاقتصاد أو الحرب ....الخ .إن إنتاج الأفكار أو البنيات الفكرية الهامة أو ذات الدقة العالية غير كاف لتسويقها أو انتشارها ، فلا بد من مساعدة بنيات أخرى وتوفير عناصر أخرى كما في تسويق أي سلعة .
وليست كل الأفكار المنتجة في العقول يتم تسويقها أو انتشارها  حتى وإن كانت هامة وفعالة وجيدة ، فالكثير منها يبقى داخل العقول التي أنتجتها ولا يخرج ( لا يتوضع في الكتب أو الصحف) أو يخرج ولكنه لا ينتشر أو يسوق وينشر في مجال ضيق .
وتسويق الأفكار يخضع للعرض والطلب أو رغبات ودوافع المنتج والمستهلك ، بالإضافة إلى ما يلزم للتسويق الجيد والفعال من دعاية وغيرها, ويخضع كذلك لتنافس السلع المشابهة الأخرى . وليس ضرورياً أن تكون الأفكار الأجود والأدق هي التي تباع وتنتشر فكما أن السلع المنتشرة والمتعارف عليها والمتداولة تقاوم دخول سلع جديدة مشابهة حتى وإن كانت أفضل منها , فأفكار أرسطو وأفكار الكثير من المفكرين العظام وأفكار كافة الأديان والعقائد والكثير من الأفكار الأخرى , وفي كافة المجالات , قاومت وتقاوم تسويق الأفكار الجديدة المشابهة لها ، وهذا يحدث  أيضاً للأفكار العلمية  كما قال كوهن في كتابه بنية الثورات العلمية.
إن بعض المفكرين وكافة الناشرين هم مسوقون  للبنيات الفكرية والمعارف ، فهم يسوقون الأفكار مقابل أشياء مادية أو غير مادية ، ودافعهم في طلب وتجميع المعلومات هو لغاية تسويقها بالدرجة الأولى وليس لاستخدامها ، والذي نشاهده عند أغلب المفكرين والمثقفين هو التنافس على جمع وامتلاك أهم وأفضل الأفكار- بالنسبة لكل منهم - وأكبر قدر منها, والقليل منهم يستثمرون  فاعلية وقوة هذه الأفكار, وقليل القليل منهم منتجون للأفكار الجديدة . فالمبدعون أو المنتجون للأفكار الجديدة هم قليلون جداً ، وأغلب هؤلاء يبنون أفكاراً يصعب تسويقها , وإن نشر الأفكار في أكبر عدد من العقول هام جداً, فهو الذي يزيد من إمكانية إنتاج الأفكار الجديدة .
فتطور الأفكار وخلق الجديد منها يخضع لآليات تشابه خلق وتطور الكائنات الحية . فبعض العقول يقوم بما يشبه الطفرة لدى الكائنات  الحية عن تطورها , عند تشكيله فكرة جديدة , فإذا كانت الظروف والعناصر ملائمة لانتشارها في العقول الأخرى فسوف تنتشر بغض النظر عن درجة صحتها أو دقتها، والذي يقرر انتشارها وبقاءها لفترات طويلة أو قصيرة هو درجة ملاءمة العقول لتقبلها وتبنيها بالإضافة إلى فائدتها العملية وملاءمتها للأوضاع الموجودة .

34
تصورات عن كيفية تشكل الكائنات أو البنيات  الحية من البنيات الفيزيائية دون تخطيط مسبق وأهم العوامل التي أدت إلى نشوئها

إن أهم خصائص الكائنات الحية هي :

    1 – الأيض , أي التغذية وإنتاج الطاقة , عن طريق التعامل مع الوسط الموجودة فيه .

    2 – التوالد أو التناسخ الذاتي , فالكائنات أوالبنيات الحية تملك القدرة على نسخ نفسها . وهذا يحتاج إلى تخطيط , وإعلام , وتنقيذ .

يقول ريمي ليستيين عن البنيات الحية :

لكي تعيش الكائنات الحية , عليها أن تكون قادرة على أن تتبادل مع الخارج مادة وطاقة . والحياة موسومة بجهد مستمر من أجل التصدي لتغيرات الوسط الخارجي , والإبقاء على شروط الوسط الداخلي ثابتة.

والموجود الحي حقق بواسطة ميكانيكيات التنظيم هذه الشروط بالتدرج , الاستقلال الذاتي وطول العمر الضروري ليبقى بعد اضطرابات الطبيعة الدورية .  لقد تعلم أن يتكيف مع توالي الليل والنهار, والاضطرابات الطبيعية الكارثية , كالقحط أو فقدان الغذاء.

كيف تشكلت الكائنات الحية من البنيات الفيزيائية .

تتشكل البنيات الفيزيائية , الذرة والمركبات الكيميائية و الكواكب والنجوم , دون تخطيط مسبق . وكذلك تتشكل مجاري الأنهار والبحار وغيرها دون تخطيط -  وكذلك تتشكل القرى والدول والحضارات  دون تخطيط - . فهي تتشكل نتيجة العناصر والقوى الفيزيائية , والأوضاع , الموجودة  فقط , ودون تخطيط مسبق .

أما الكائنات أوالبنيات الحية إن كانت نبات أو حيوان , فهي تتشكل بناءً على تخطيط  وإعلام مسبق ,  وكذلك أعضاء وأجهزة الكائنات الحية تتشكل بناءً على تخطيط مسبق , ولا يمكن إلا أن يكون هناك مخطط  لتكوًنها . فهذه البنيات الحية , أوأعضائها وأجهزتها , لا يمكن أن تتكوٌن على هذا الشكل المحدد والموجه بهذه الدقة , دون تخطيط مسبق ( أي برنامج موضوع مسبقاً ).

لذلك كان البشر دوماً يتساءلون عن صانع أو مخطط  لهذه البنيات الحية . وكان الوصول لفهم قريب من الواقع لكيفية حدوث ذلك , أي كيف يخطط لهذا وكيف يتم ذلك , ليس بالأمر السهل أبداً , وقد استغرق هذا وقت طويل من البحث والتفكير والتجارب والجهد , ومن قبل الكثيرين .

إن البنيات الحية تحمل كافة خصائص البنيات الفيزيائية والكيميائية بالإضافة إلى خصائص البنيات الحية , وقد تشكلت البنيات الحية من البنيات الفيزيائية والكيميائية . وتم ذلك نتيجة تشكل دارات من تفاعلات العناصر والمركبات الكيميائية . فلولا وجود العناصر والظروف التي سمحت بتكوٌن هذه الدارات , لما كان بالامكان نشوء البنيات الحية .

فالتفاعلات الفيزيائية والكيميائية المتعددة والواسعة , والمنتظمة في سلسلة أو سلاسل طويلة , هي التي سمحت بتشكل دارات مغلقة من تفاعلات العناصر والمركبات , والتي تتكرر على شكل دارة مغلقة , وتبقى لفترة طويلة نسبياً . فهي  تستطيع تحقيق التوازن والاستمرار الزمن طويل مقارنةً بزمن التفاعلات الكيميائية العادية التي تجري بسرعة وزمن متناهي في الصغر . ولكن هذه البنيات لاتنسخ نفسها .

وهذه الدارات من التفاعلات كان تشكلها شبه حتمي , في ظل وجود عناصر ومركبات كثيرة متفاعلة  وضمن ظروف متنوعة , وخلال زمن طويل , وكلما طال هذا الزمن كثرة احتمال تشكل هذه الدارات . وتنوعت هذه الدارات في شكلها وحجمها وطبيعتها وخصائصها .

ثم بعد ذلك تفاعلت هذه الدارات مع بعضها ضمن الظروف الموجودة , وتكونت نتيجة ذلك دارات أكبر وأوسع وأعقد , وزمن استمرارها (  طول عمرها ) أطول . فالبنيات الحية  البسيطة جداً تتشكل نتيجة تفاعل مجموعة من البنيات ضمن أوضاع وظروف مناسبة , وهذه البنيات تكون متماسكة ومتوازنة في ظل ظروف متغيرة .

وهي تحقق هذا الزمن الطويل نتيجة تبادل الطاقة والعناصر مع الوسط الموجودة فيه . فلكي تبقى أي سلسلة مغلقة من التفاعلات مستمرة يجب أن تستمد طاقة من خارجها أي من الوسط الموجودة فيه . فقانون الترموديناميك الثاني يمنع حدوث سلسة مغلقة من التفاعلات أو أي دارة مغلقة من السيالات من الاستمرار دون تغذيتها من خارجها بالطاقة . فقد توصلت هذه البنيات إلى أحدى طرق استمداد الطاقة من الوسط الموجودة فيه , إن كانت طاقة حرارة أو ضوئية أو كيميائية .  

وهذا يشبه بعض الشيء  تشكل بنيات مثل المصانع والشركات والمؤسسات , التي تنشأ نتيجة تفاعل الأفراد والظروف المادية والاجتماعية والاقتصادية المناسبة . فهاذه البنيات لها بعض خصائص البنيات الحية , فهي بعد أن تتشكل تحافظ على نفسها وتنمو وتتطور , ولكنها لا تنسخ نفسها .

البنيات الحية والتغذية العكسية

إن دور التغذية العكسية , هوأساس تشكل البنيات بما فيها البنيات الحية . فتحقيق استمرار توازن البنيات المتفاعلة , مع وجود تغيرات مستمرة للأوضاع , لايمكن أن يحدث دون تغذية عكسية تصحيحية , تحافظ على نقاط ( أو مجالات ) التوازن .

فالتغذية العكسية هي التي تحقق التوازن والاستقرار للبنية التي تخضع لتأثيرات داخلية أوخارجية متغيرة , فلولا التغذية العكسية التي تؤدي إلى الوصول لنقاط التوازن , كلما حدثت انحرافات عن هذه النقاط . لاستحال تكون البنيات الحية .

فالتغذية العكسية هي التي توجه التفاعلات نحو نقاط التوازن , إذا حدثت تأثيرات حرفت التفاعلات بعيداً عن هذه النقاط , أمثلة على دور التغذية العكسية في تحقيق الثبات عند نقاط  معينة أو نقاط التوازن :

1-      منظم واط الذي ينظم سرعة عمل الآلة البخارية عند سرعة معينة .

2-      منظم الصوت عند مسوى معين  في أجهزة الراديو .

3-      منظم مستوى السائل في خزان , يدخل ويخرج منه السائل  .

4-      منظم درجة الحرارة .

5-      الكثير من توازنات الإحيائية ( الحيوانات مع بعضها أو مع البيئة والظروف ) .

6-      التوزنات  الكثيرة في المجال الاقتصادي . مثل توازن العرض مع الطلب .

وكلما كان زمن دارة التغذية العكسية صغيراً كان التصحيح أسرع , وإذا طال هذا زمن طال زمن التصحيح . فدارات التغذية العكسية التصحيحية التي تخضع لها الأنواع الحية في تطورها لتحقق التوازن والتوافق مع الأوضاع الموجودة فيها , يستغرق زمن طويل يقاس بآلاف وملايين السنين .

والتغذية العكسية لا يمكنها أن تحقق دوماً الوصول إلى نقاط التوازن , ويمكن أن لا يكون هناك نقاط توازن . وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفكك أو انهيار البنية الحية كلها .

وهناك آلية أخرى هامة جداً , وهي التبادل المتوازن أوالصفقة المتوازنة , بين البنيات الحية مع بعضها أو مع البيئة والظروف , أو ضمن بنياتها الداخلية . ويمكن اعتبار التبادل نوع من التغذية العكسية المتطورة , فهو أخذ وعطاء متكرر أي دارة من التفاعلات أو تبادل التأثير .

كيف تم الوصول إلى بنيات حية تنسخ نفسها ؟    

إن تكوًن البنيات الحية التي لا تنسخ نفسها أي لا تتوالد , ليس بالأمر الذي يحتاج إلى سنين من التفاعلات الكيميائية والعضوية , الأمر الصعب والذي يحتاج لسنين طويلة , هو تكوًن بنيات حية  قادرة على نسخ نفسها أي تتوالد .

لقد كان نشوء أو تكون بنيات حية بسيطة والتي لا تتوالد لا يحتاج لزمن طويل , وهو كان يحدث دوماً  وبشكل طبيعي أوعشوائي , فكانت هذه البنيات التي تتشكل , تعود وتتفكك أي تموت , وبموتها نعود إلى الصفر, ويجب إعادة تشكلها من جديد  .

فالمهم ليحدث تطور مستمر للبنيات الحية البسيطة وبالتالي نشوء سلسلة الكائنات الحية , المحافظة على ما تم الوصول إليه والانطلاق منه وليس العودة إلى البداية , وهذا لا يتم إلا بنسخ هذه البنيات , والاستمرار في التفاعلات والتطورات لهذه النسخ . التي ستخضع للانتخاب الظروف ويبقى المتوافق مع الأوضاع . وبذلك يحدث التطور  وتتراكم المنجزات التي يتم الوصول إليها . لذلك كان الوصول لبنيات حية قادرة على نسخ نفسها هو الأمر الحاسم .

إن الأحماض النووية هي التي سمحت  بذلك , نتيجة الخاصية الأساسية لهذا الأحماض وهي قدرتها على تشكيل لولب مزدوج يمكن أن ينتسخ  , فإذا انفصل قسميه , كل قسم يعيد القسم الآخر , وبذلك يحدث نسخ لهذا اللولب .

فتوفر آلية النسخ سمح بتشكل بنيات عضوية تنسخ نفسها . وبهذا اكتملت العناصر والآليات الأساسية اللازمة لنشوء بنيات عضوية معقدة تستخدم آلية نسخ فعالة .

فقد كانت تفاعلات الاحماض الأمينية كونت كم هائل من أشكال البروتينات . وكذلك تفاعلات الأحماض النووية كونت عدد هائل من اللوالب التي تستطيع نسخ نفسها , وبتفاعل البروتينات مع هذه اللوالب ومع باقي المركبات الكيميائية , تشكلت أوائل البنيات الحية البسيطة التي تنسخ نفسها أو تنسخ بعض أجزائها .

حاشية :

إن الفيروسات هي لوالب من " د ن أ " لا تستطيع نسخ نفسها , فهي لكي تنسخ يجب أن تدخل خلية حية , ففي نواتها توجد آليات النسخ , وعن طريقها يتم نسخ هذه الفيروسات .

النسخ  وأشكال النسخ

إن عملية النسخ بشكل عام تحتاج للأمور التالية :

1 - المعلومات " أو الإعلام " الكافية لتحقيق عمليات النسخ . يستثنى النسخ بالقالب لأنه يتم بطريق بسيطة .

2 – وجود طريقة لترميز عناصرالبنية المراد نسخها , أي وجود آلية مناسبة  ترمز  الإعلام ( أي وجود لغة لنقل المعلومات)

3 – وجود المواد والآليات اللازمة لصنع النسخة .

4 – وبالنسبة للبنيات الحية يجب أن تتوفر هذه الأمور الثلاثة لدي البنية الحية التي سوف تنسخ ذاتها .

وكما نعلم هناك عدة أنواع من النسخ .

الأول البنية ذاتها تقوم بنسخ نفسها بما تملك من إمكانات , بالإضافة لتوفر وسط مناسب لتأمين عناصر ومستلزمات النسخ .

الثاني هو أن تقوم بنيات أخرى بنسخ البنية  .

الثالث تشارك البنية مع البنيات الخارجية في النسخ .

وهناك بالإضافة لذلك نوع متطور من النسخ , وهو نسخ التصرفات لدى الكائنات الحية , ونسخ البنيات الفكرية لدي البشر . فالتقليد والمحاكاة الموجودين لدى أغلب البنيات الحية هما بمثابة نسخ .

هناك صنع للبنيات المتشابهة ودون وجود تخطيط مسبق , بل نتيجة توفر العناصر والظروف المناسبة بشكل طبيعي أو عشوائي . مثال على ذلك تكون النجوم أوالكواكب أو الذرات أو الجبال أو القرى والمدن أو الدول .....الخ . وهذا ليس نسخ بالمعنى الصحيح بل هو صنع دون تخطيط مسبق , مع أنه ينتج بنيات متشابهة أو حتى متطابقة .

النسخ , والتمثيل بنموذج مشابه

إن النسخ المطابق هو : إنتاج بنية مطابقة لبنية أخرى .

أما التمثيل بنموذج مشابه فهو : تشكيل أو بناء بنية من بنيات أولية مختلفة عن البنيات الأولية للبنية الممثلة , مثل الصورة الفوتوغرافية أو التمثال لشيء . . . , فهي تمثيل البنيات ببنيات شبيهة مؤلفة من مواد مختلفة .

في حالة نسخ بنية مادية , أي أن بناء بنية مادية تشابهها أو تطابقها بدرجة عالية , يلزم ما يلي:

1 -  كافة المعلومات ( أي الإعلام ) اللازمة لبنائها.

2 -  كافة البنيات أو العناصرالأولية اللازمة.

3 -  كافة آليات التفاعل التي تلزم لبناء أوتكوين البنية المراد نسخها , بالإضافة طبعا ً إلى القدرة على تنفيذ هذا النسخ .

فالخلية الحية تنسخ نفسها عن طريق الانقسام إلى خليتين متساويتين . و كذلك الكائن الحي يتم نسخه بواسطة المعلومات والقدرات الموجودة في الخلية والجينات الوراثية . وفي حالة نسخ الخلية يتم نسخ الجينات الوراثية بطريقة القالب المعروفة والتي تستخدمها كثيراً في النسخ , أما باقي أجزاء الخلية فيتم قسمه إلى قسمين متساويين تقريبا ً.

طرق النسخ

هناك عدة طرق للنسخ و هي:

1- النسخ بطريقة القالب وهي تستخدم في نسخ الجينات الوراثية . والإنسان يستخدمها كثيراً في أغلب عمليات النسخ البسيطة التي يقوم بها.

2- النسخ باستعمال البنيات الجزئية ( أي الأولية ) وآليات التفاعل , لتكوين نسخة عن البنية المطلوب نسخها , مثل نسخ الكائن الحي بدأ من خلية ملقحة , أو نسخ بناء , أو نسخ آلة , أو نسخ جهاز , أو نسخ أي بنية أخرى . وذلك بتشكيلها من بنياتها الأولية  باستعمال العناصر والآليات المناسبة . هذا النوع من النسخ ينطبق عليه مفهوم المشروع الهادف , وهذا النسخ يلزمه مسبقا ً معرفة المعلومات اللازمة لتكوين النسخة.

والنسخ بكافة أنواعه , إما أن يكون  بدأً من بنيات من مستوى منخفض , أو بدأ من بنيات من نفس المستوى . ففي حالة النسخ بالقالب يتم تحقيق النسخ باستعمال البنيات التي من نفس المستوى , ما النسخ من بنيات من مستوى أقل (أو تحتي) فمثال عليه  البناء الذي يبنى من مواد الحجارة و الخشب و الحديد و غيرها . وكذلك تقوم الخلية الجنينية ببناء الكائن الحي من المواد العضوية البسيطة و بآليات معقدة كثيرة , و هذا ما يستدعي في هذه الطريقة من النسخ , الوجود المسبق لكافة المعلومات اللازمة لنسخ . بالإضافة إلى القدرة على التنفيذ , والتي يلزمها الكثير من العناصر والظروف الخارجية والداخلية الملائمة .

الاعلام

الاعلام بالمعنى العادي هو نقل مفهوم أو دلالة إلى كائن واع بتوسط رسالة اصطلاحية , وبتوسط حامل مطبوعة أو موجات صوتية...الخ.

أما معناه العام فهو نقل معلومات أو تعليمات ( أو برنامج ) من بنية إلى أخرى .

يجب التمييز بين عناصر الاعلام بشكلها العام وتحديدها وهي:

1 - البنية التي ترسل الرسالة ( أو الإعلام ) .

2- الرسالة عناصرها  و مضمونها

3- البنية التي تستقبل الرسالة وتتعرف على مضمونها .

4- محصلة ونتائج هذه العملية , وهي تكون غالباً قيام البنية المستقبلة باستجابات أو أعمال , بناء على مضمون الرسالة .

في بعض الحالات تكون البنية التي ترسل الرسالة هي نفسها التي تستقبلها .

إن الجينات تحمل اعلام ( برنامج أو مخطط ) هائل , يمكٌن من- أو تكون نتائجه- أن البنية الكائن الحي تنسخ نفسها .

كيف يمكن أن نفسر هذه الحالة المعقدة من الاعلام الذي ينفذ مضمونه ؟

الجينات هي البنيات التي تحمل مضمون الرسالة وهي التي ترسلها إلى البنيات المستقبلة , وبمساعدتها  يتم الاستقبال للرسالة وتنفيذ مضمونها .

 

ماهي هذه البنيات المستقبلة للرسالة ؟

هناك الكثير من البنيات التي تكون ممثلة لمستقبل الرسالة وهي:

1 - الخلايا الحية نفسها , التي تقوم بحمل الجينات وماتتضمنه من بنيات وخصائص .

2 - الحاضن أو الرحم الذي تجري فيه عمليات استقبال الرسالة .

3 - كافة الظروف والأوضاع التي تجري فيها عملية الاستقبال والتنفيذ , ومنها التزاوج .

4 - وهناك الكثير من العمليات , وكذلك الكثير من دارات الاعلام بالتغذية العكسية ( رسائل متبادلة ) التي تجري ليتم نقل وتنفيذ مضمون الرسالة الذي هو تكوين الكائن الحي المطابق . فهذه العملية بمثابة مشروع كبير يجري تنفيذه .

يقول ستيفن روز :

" إن المرء يستطيع أن ينظر إلى الأنظمة ومفعولاتها ليس فحسب بلغة المادة وسريان الطاقة من خلالها . بل بلغة تبادل المعلومات - أي أن البنيات الأولية تستطيع نقل التعليمات أو المعلومات إحداها للأخرى –

إن الجزئ " د ن أ"  يستطيع أن يحمل تعليمات ( أي معلومات ) وراثية عبر الأجيال . وهكذا فإن الجزيئات والتبادلات النشطة فيما بينها . وبكلمات أخرى فإن ثمة سريان للمعلومات بين هذه الجزيئات في إتجاه واحد " .

 أهم عوامل نشوء الكائنات الحية

وإذا أردنا تحديد أهم العوامل التي أدت إلى نشوء الكائنات الحية وتطورها لتصبح كما هي عليه الآن , فهي :

1ً -  وجود ظروف سمحت بتكوًن سلاسل من التفاعلات الكيميائية العضوية .

2ً -  تكوً ن دارات مغلقة من التفاعلات المتسلسلة , تبقى لفترات زمنية طويلة , نتيجة استمداده الطاقة من الوسط الموجودة فيه

3ً – توفر آلية تفاعلات كيميائية عضوية , يمكن أن تنسخ سلاسل الأحماض النووية بطريقة بسيطة ( النسخ بالقالب ) , وهذه ساهمت مع التفاعلات الكيميائية الأخرى في تشكيل أولئل البنيات الحية البسيطة جداً , التي تستطيع نسخ نفسها أو نسخ بعض أجزائها ( نسخ الإعلام ) .

4ً -  دور التغذية العكسية الهام جداً في انتظام وثبات هذه البنيات الحية .

5ً – آلية المحاولة والخطأ والتصحيح  بالانتخاب , نتيجة بقاء البنيات الحية المتوافقة مع الأوضاع والظروف . والتي تساعد  بتطور وارتقاء هذه البنيات الحية .

 6ً – توفر زمن طويل جداً مليارات السنين كافي لحدوث هذه التطورات , وأهمها تطور ونمو الاعلام الذي يتم نقله للأجيال التالية .

7ً – تشكل آلية الولادة والموت , وآلية الذكر والأنثى , وباقي الآليات الحيوية الأخرى . الذي ساهم بشكل فعال في الانتشار الواسع لأنواع الكائنات الحية , وبالتالي أدى ذلك إلى تسارع التطور والارتقاء .

 

الغائية

إن الغائية بالنسبة لنا مرتبطة بالتنبؤ المستقبلي , وهذا لا يتم إلا فكرياً , فاستباق الحاضر لا يتم إلا فكريا ً, لذلك الغائية مرتبطة بالتفكير . وكذلك ترتبط الغائية بالتخطيط  والتحكم بالحوادث للوصول إلى الهدف الموضوع مسبقاً.

و عندما نعرٌف الغائية بهذه الطريقة , يمكننا عندها أن نوضح الفرق بين العشواء وحصول الانتظام .

فقد كان أرسطو يقول أن غاية الأجسام هي دافعها الذاتي الانجذاب نحو الأسفل , ويقول أيضاً إن غاية صنع العين هي الرؤيا , وكذلك غاية صنع الأذن السمع , والرجلان للمشي . . . .

 وهذا يعني أن وجود الهدف أو الغاية سابق على تشكل العضو , وأن هناك تخطيط فكري مستقبلي قد جرى , وبناءً علية تم تشكيل العضو . فبنأً على وجود الحاجة للعضو جري التخطيط الفكري لصنع العضو ثم صنعه . وهذا غير دقيق  فليس هناك أي تخطيط فكري مسبق  لأن الحياة لا تفكر مثلنا .

نحن نستطيع تفسيرسقوط الأجسام نحو مركز الأرض , وتفسير كيف يشكل النهر مجاره , وكيف تشكلت الأرجل والأعين والآذان  . . الخ  دون تخطيط فكري مسبق , وذلك بالاعتماد فقط على العناصر الموجودة والآليات - القوانين الفيزيائية والكيميائية - التي تتفاعل بها .

فكافة أنواع وأشكال التفاعلات في هذا الوجود أساسها تفاعلات فيزيائية , ويمكننا إرجاع أي تفاعل مهما كان إلى تفاعلات فيزيائية , فحتي التفاعلات الفكرية والنفسية والاجتماعية يمكن إرجاعها إلى أسسها الفيزيائية.

فكل بنية تتشكل يكون تشكلها حسب البنيات الأولية الموجودة , وحسب التفاعلات التي تجري وحسب الوضع أي الزمان والمكان الموجودين فيه.

ونحن نستطيع تفسير تشكل أي بنية مهما كانت بنأً على ذلك , فبالاعتماد على خصائص البنيات المتفاعلة وعلى الأوضاع الموجودة  وبالتالي التفاعلات التي سوف تحدث , نستطيع تفسير تشكل كافة أنواع وأشكال البنيات الموجودة , فكل بنية موجودة يفرض وجود عناصر وآليات تشكلها .

فنحن نستطيع تفسير تشكل البنيات الحية وأجهزتها وأعضاؤها  العين والأذن والقلب والمعدة والدماغ والأيادي والأرجل.....- فقط بالعتماد على العناصر ( أي البنيات ) والأوضاع الموجودة , بالإضافة لطرق التفاعل التي تجري وتشكلها.

فتشكل الانتظام من العشواء يحدث نتيجة تشكل دارات تفاعل متكررة خلال زمن قصيرأو طويل , فهذا ينشئ البنيات المستقرة التي تحافظ على ترابطها واستمرارها لفترة زمنية كبنية محددة , وتكون متوافقة مع الأوضاع والتأثيرات الموجودة فيها.

فالدارات تفاعل البنيات الفيزيائية الأولية " الأوتار الفائقة "المتكررة كونت البنيات الذرية الأولية وهي الكواركات واللبتونات , وهذه بتفاعلها مع بعضها ضمن الأوضاع الموجودة فيها كونت الجسيمات الذرية , ثم تكونت الذرات الأولية الهيدروجين والهليوم , ثم تكونت المجرات والنجوم , ثم  العناصر الكيميائية الأخرى ,  ثم المركبات العضوية , فالبنيات الحية , فالبنيات الفكرية , فالبنيات الاجتماعية. . .

ولكي تتوضح الغائية يجب إظهار علاقتها بالتخطيط , وعلاقة التخطيط بالإعلام .

التخطيط

لقد عرٌف التخطيط  بشكل عام بأنه الاختيار من بين البدائل بالنسبة لهداف موضوع , أو هو اختيار من بين مسارات بديلة للتصرف المستقبلي , أي هو التعامل مع الخيارات الحالية المتاحة والخيارت المستقبلية المحتملة بناءً على ( برنامج ) موضوع .

بالنسبة للكائنات الحية , هناك مخطط  ( أو ما يعتبر هدفاً موضوع مسبقاً ) تم الوصول إلية عن طريق المحاولة والخطأ والتصحيح نتيجة الانتخاب الطبيعي والتوافق معالأوضاع والظروف , وهو على شكل معلومات أو تعليمات ( برنامج ) أو إعلام , وعن طريق التعامل مع الخيارات يسعي للوصول إليه , ويتم الاختيار حسب البرنامج الموضوع لتحقيق الهدف  .

أما التخطيط البشري فهو تعامل فكري مع الخيارات المتاحة يسبق التعام الواقعي معها , وهذا ما يميز التخطيط البشري عن تخطيط الكائنات الحية الأخرى . فتخطيط تلك البنيات يجري بالتعامل مع الخيارات المادية الموجودة , حسب البرنامج الوراثي الموضوع , ودون استباق المستقبل بشكل فكري , وخيارات الكائنات الحية تعتمد على العناصر والقوى الفيزيائية والكيميائية والحيوية الموجودة . وإن كان هناك الذاكرة فكرية فهي للماضي , ولا تتوقع أو تتنبأ للمستقبل , فالمستقبل مغلق بالنسبة لها .

وإن حدث وقامت بعض الكائنات الحية بمشاريع مستقبلية , فيكون هذا مبرمج فزيولوجياً وعصبياً وليس فكرياً بشكل واع . وهذا هو الفرق الأساسي والهام جداً بين تفكيرنا وتفكير كافة الكائنات الحية الأخرى .

وهذا ما عرفه وشعر به كل من فكر في هذا الموضوع , فنحن نفكر ونتعامل مع الوجود بطريقة مختلفة عن باقي الموجودات .

لأننا نستخدم البنيات الفكرية التنبؤية ( السببية واستباق المستقبل ) وخصائصها الفريدة في التعامل مع الخيارات .

 إن هذا الفرق الهام جداً هو ما يميزنا عن باقي بنيات الوجود الأخرى فنحن نتعامل مع الخيارات في زمن مفتوح ( نسبياً ) , ماض و حاضر ومستقبل , أما باقي البنيات الحية فتتعامل  مع الخيارات المتاحة لها في زمن الماضي والحاضر فقط , ولا تستطيع استباق الحاضر إلى المستقبل في تعاملها مع الخيارات .

فالتخطيط الفكري , والسببية الفكرية المتطورة هو ما يميز تفكيرنا عن باقي بنيات الوجود , فنحن فقط  نستطيع أن نختار الخيار الأنسب من بين مجموعة خيارات متاحة لنا , وذلك بالاعتماد على أفضليتها المستقبلية وليس الحالية , وذلك باستعمال البنيات الفكرية التنبؤية المتطورة العالية الدقة . وكلما كانت دقتها أعلى كان تخطيطنا أكثر فاعلية في تحقيق أهدافنا الموضوعة.

لقد توصلت بنية الحياة إلى تشكيل أعقد الأجهزة وأعقد البنيات وذلك دون تخطيط مسبق هادف . توصلت لذلك بتعاملها مع الخيارات المادية المتاحة فقط  . وقد حققت كل ذلك نتيجة وجود العناصر وتفاعلاتها المادية خلال ثلاثة ونصف مليار سنة , وقد كانت تقوم بعملها  بتشكيل البنيات المتماسكة المستقرة ودون تخطيط مسبق , فمثلاً  شكلت الرؤيا بعدة طرق مختلفة , وكذلك شكلت آلية الطيران بعدة طرق , وذلك حسب العناصر والتفاعلات الموجودة المتاحة . وشكلت أنواعاً متعددة من الكائنات الحية التي تستخدم آليات تفاعل وطاقة مختلفة الضوء , أو طاقة البراكين , أو حرق المواد العضوية . وشكلت مليارات الأنواع من الكائنات الحية . وأهم من هذا كله شكلت البنيات الفكرية . وكل ذلك دون تخطيط مسبق .

ونحن الآن بالإمكانيات المتاحة لنا نستطيع تقليد بنية الحياة في صنع البنيات , ولكن بسرعة أكبر بمليون مرة من سرعة بنية الحياة إن لم يكن أسرع .  فعندما تشكلت لدينا البنيات الفكرية اللغوية حدثت قفزة نوعية كبيرة تماثل أو تفوق تشكل بنية الحياة ذاتها , لذلك ما هو آت رهيب .

فنحن أنتجنا البنيات الفكرية العامة المتطورة( أي العلوم عالية الدقة) . وصنعنا البنيات التكنولوجية المتطورة وفي عدة مجالات , في الصناعة , وفي البيولوجيا, وفي الإلكترونيات والكومبيوتر.., في فترة لا تزيد عن بضعة آلاف من السنين أي في لحظة لا تذكر من عمر بنية  الحياة أو بنية الكون .

وكان هذا نتيجة استعمال البنيات الفكرية اللغوية المحكية ثم المكتوبة , وهذا ما فتح لنا الخيارات , كافة الخيارات.

إنه انفجار رهيب في تسارع تشكل البنيات الجديدة المتطورة . ففي المئة سنة القادمة نتوقع أن تظهر بنيات كثيرة متطورة , ولكن هل نستطيع تصور تلك البنيات التي سوف تظهر بعد مليون سنة أو بعد مليار سنة ؟؟؟, فالمليار سنة في عمر الوجود زمن عادي. يقول ستيفن هوكنج

" .... حيث إن التطور البيولوجي هو أساساً مسيرة عشوائية في فضاء كل الممكنات الوراثية , فإنه يحدث ببطء شديد, ويكون مدى التعقيد أو عدد " بتات" المعلومات المشفرة في  د. ن. آ هو تقريباً عدد القواعد التي في الجزيء . ولابد من أن سرعة زيادة التعقيد في أول بليوني سنة أو ما يقرب, كانت بمعدل " بتة" معلومات لكل مائة سنة. ثم ارتفع تدريجياً معدل تزايد تعقد  د. ن. أ  ليصل إلى ما يقرب" بتة" واحدة في سنة عبر الملايين المعدودة الأخيرة, وعلى أنه منذ حوالي ستة آلاف أو ثمانيةآلاف عام حدث تطور رئيسي جديد. أنشأنا اللغة المكتوبة. ويعني هذا أنه يمكن تمرير المعلومات من جيل إلى الجيل التالي من دون حاجة إلى انتظار تلك العمليات البطيئة جداً للطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي لتشفير المعلومات في تتابعات دنا . وزاد التعقيد زيادة هائلة. أدى نقل المعلومات هكذا من خلال وسائل خارجية غير بيولوجية إلى أن يسيطر الجنس البشري على العالم. على أننا الآن على مشارف عصر جديد, سوف نتمكن فيه من زيادة تعقيد سجلنا الداخلي , أي د. ن .آ, من دون أن نحتاج إلى انتظار عمليات التطور البيولوجي البطيئة , لم يحدث أي تغير مهم في دنا البشري في آخر عشرة آلاف عام, إلا أن من المرجح أننا سنتمكن من إعادة تصميم هذا الدماغ بالكامل في الف عام القادمة " من كتاب الكون في قشرة جوز.

التعامل مع الخيارات, والتوجيه , والانتخاب, والتكيف مع الأوضاع

يقول كارل بوبر عن فكرتا التوجيه والانتخاب :

 أنهما موجودتان في المستويات الثلاثة: المستوى الجيني والمستوى السلوكي والمستوى الكشف العلمي , إن جوهر آلية التكيف هو ذاته في المستويات الثلاث : البنية الجينية للكائن الحي يناظرها في المستوى السلوكي , المخزن الفطري من أنماط السلوك المتاحة( الخيارات المتاحة) للكائن الحي , و يناظرها في المستوى العلمي , الحدوس الافتراضية أوالنظريات العلمية السائدة . ودائماً تنتقل هذه البنيات عن طريق التوجيه (التعامل مع الخيارات المتاحة) في المستويات الثلاثة جميعها : عن طريق تكاثر البنية (بالنسخ) الجينية المشفرة في المستويين الجيني والسلوكي , وعن طريق التقاليد الاجتماعية والمحاكاة في المستويين السلوكي والعلمي . و يأتي التوجيه من صميم البنية في المستويات الثلاثة جميعها . أما إذا حدثت طفرات أو تحولات أو أخطاء , فثمة توجيهات جديدة (تغذية عكسية تصحيحية) , هي الأخرى تنشأ عن صميم البنية , أكثر من أن تنشأ من خارجها,  من البيئة. ويوجز أطروحته فيقول:

نحن نعمل ببنيات متوارثة في سائر المستويات الثلاثة التي وضعناها في الاعتبار , المستوى الجيني والمستوى السلوكي والمستوى العلمي , هذه البنيات المتوارثة عن طريق التوجيه , إما من خلال الشفرة الجينية أو من خلال التقاليد.

تنشأ في المستويات الثلاثة جميعها بنيات جديدة وتوجيهات جديدة عن طريق محاولة التغيير النابعة من صميم البنية : عن طريق المحاولات المبدئية , الخاضعة للانتخاب الطبيعي أو لاستبعاد الخطأ . وعلى هذا النحو نستطيع أن نتحدث عن التكيف بواسطة "منهج المحاولة والخطأ ".

وعلينا أن ننتبه إلى أننا بشكل عام لا نصل أبداً بأي من تطبيقات منهج المحاولة واستبعاد الخطأ , أوعن طريق الانتخاب الطبيعي  إلى حالة من التكيف ثابتة ومتوازنة تماماً , وذلك.

1 -   لأنه من غير الممكن الظفر بمحاولة مكتملة و مثلى لحل المشكلة.

2 -  وهو الأهم- لأن بزوغ بنيات جديدة أو توجيهات جديدة يتضمن تغيرأً في الموقف البيئي , قد تصبح عناصر جديدة في البيئة ذات علاقة بالكائن الحي , وبالتالي , قد تنشأ ضغوط جديدة وتحديات جديدة ومشاكل جديدة كنتيجة لتغير البيئة الذي نشأ عن صميم الكائن الحي .  من كتاب اسطورة الإطار

إن سرعة الدارات التفاعلات المصححه لبنية الكائنات الحية , لكي تتوافق مع الأوضاع والظروف الموجودة ضمنها , بطيئة جداً , فهي تستغرق آلاف أو عشرات الآلاف السنين . أما في حالات تشكل البنيات الاجتماعية , فتقدر سرعة الدارات المصححة للتفاعلات  بعشرات أو مئات السنين . وأما في الصناعة فهو يستغرق أشهر أوسنين .

 

وجواباٌ على سؤال هل الحيلة مادة فقط .

الحياة مادة مع ملاحظة أنه ليس هناك فرق بين المادة والطاقة لأنه يمكن تحول إحداهما إلى الأخرى .

 

المصادر

أسطورة الإطار    تأليف كارل بوبر       ترجمة  د . يمنى طريف الخولي                                سلسلة عالم المعرفة

طبيعة الحياة      تأليف  فرنسيس كريك ترجمت د . أحمد مستجير  سلسلة عالم المعرفة

هندسة معمارية الحياة*                    د. ي.إنكبر                           مجلة العلوم الكويت م 14 _ عدد 6,7

المصادفة والضرورة   تأليف جاك مونو   ترجمة د . عصام المياس   معهد الانماء العربي

نشأة الحياة على الأرض*                   ريتشارد مونا سترسكي                   مجلة الثقافة العالمية العدد 92  

الحياة تجربة غير مكتملة      سلفادور لوريا***(جائزة نوبل)            ترجمة محمد حسن إبراهيم

تاريخ الحياة *         ا. ل. ماك الستر    ترجمة د. فؤاد العجل                                  جامعة دمشق 1978

قصة الحياة *         البير دوكروك     ترجمة د. أحمد سعاد الجعفري                وزارة الثقافة دمشق 1981

بيولوجيا في أعلى مستوى *         ت. بيردسلي                              مجلة العلوم الكويت م 11 – عدد 12

هذا هو علم البيولوجيا( دراسة في ماهية الحياة والأحياء)* ارنست ماير   ترجمة د. عفيفي محمود عفيفي

عالم المعرفة الكويت العدد 277

الحياة من الخلية إلى الإنسان*      ماكس دوسيكتي ترجمة محمد حسن إبراهيم    وزارة الثقافة دمشق1996

الشيفرة الوراثية للإنسان   تحرير دانييل كيفلس  وليروي هود   ترجمة د . أحمد مستجير   سلسلة عالم المعرفة

التنبؤ الوراثي   تأليف د . زولت هارسنياي ترجمة  د . مصطفى ابراهيم فهمي     سلسة عالم المعرفة

علم الأحياء والايديلوجيا والطبيعة البشرية   تأليف ستيفن روز وآخرين   ترجمة د . مصطفى ابراهيم فهمي عالم المعرفة

الوراثة والإنسان    تأليف د . محمد الربيعي     سلسلة عالم المعرفة

35
الرياضيات العامة اللامنهجية / حزورة الشمعتين
« في: أغسطس 15, 2008, 09:29:44 مساءاً »
أخي محمد

هذا اللغز مختلف عن اللغز الذي ذكرته , في المعطيات وفي المطلوب , وهذا اللغز لايعتمد على الحل الرياضي , بل على حل يستخدم طريقة حل مختلفة .

تحياتي

36
الرياضيات العامة اللامنهجية / حزورة الشمعتين
« في: أغسطس 15, 2008, 04:24:12 مساءاً »
للتوضيح :هذا ما  قرأته في الموقع

لغز الشمعتين من اصعب الالغاز اللى شوفتها فى حياتى
أولا:لديك شمعتان ,زمن اشتعال كل منهما ساعة ,فكيف تتعرف- باستخدامهما -علي الوقت بعد مرور 45 دقيقة , بطريقة أوضح لديك ميعاد بعد ساعة إلا ربع وليس لديك ساعة ,باستخدام الشمعتين السابقتين ..حل المشكلة.

37
الرياضيات العامة اللامنهجية / حزورة الشمعتين
« في: أغسطس 15, 2008, 12:50:14 مساءاً »
منذ يومين قرأت في أحد المواقع عن هذه الحزورة , وقال واضعها أنها صعبة جداً , وهي :
لدينا شمعتان زمن اشتعال كل منها ساعة واحدة , وشكلهما غير منتظم . نريد تعيير 45 دقيقة بواسطتهم  زمن اشتعالهم .
هل هناك حل لذلك ؟ ؟ ؟

38
منتدى علوم الفلك / لانفجار الأعظم» ما الذى فجره؟
« في: أغسطس 04, 2008, 04:25:39 مساءاً »
الأخ الكريم فلكينو .
شكراً لكم .

39
التجريب العقلي . واللعب الفكري .
إن مسألة التجريب العقلي اهتم بها كثيراً " أرنست ماخ " في كتابه " المعرفة والخطأ " في الفصل الموسوم باسم " التجريب العقلي " . ثم أتى  بعده " رنيانو" وركز على هذه المسألة  في كتابه " نفسانية البرهان" , فأرجع كل أنواع البراهين العقلية تقريباً إلى التجريب العقلي .
فالتجريب العقلي معناه بصورة عامة أن يقوم الإنسان في داخل عقله بكل الفروض والتحقيقات والبراهين التي لا يتيسر له أن يقوم بها في الواقع . فكل مفكر وكذلك كل عالم قبل أن يقوم بعمل جديد يتصور كل ما يريد عمله وكل ما يحتاج إلية من عناصر وكيفية تحقيق ما يريد , وتوقع نتيجة ذلك .
وهذا الشكل من التجريب العقلي ألاستباقي هام وله فائدة كبيرة :
أولاً : من ناحية الاقتصاد في العمل . ذلك لأن القيام بهذا التجريب في داخل الذهن لا يكلف المرء شيئأ من الناحية المادية فلا يحتاج لمواد ولا عمل وجهد إلا العمل الفكري , ولا يكون مثل التجريب الواقعي المادي الذي يحتاج إلى زمن طويل , وبالتالي الاقتصاد في الوقت والجهد والمواد والنفقات .
ثانياً : هذا التجريب العقلي قد يسمح بفرض فروض جريئة قد لا نتجه إلى اتخاذها لو أننا بإزاء تجريب واقعي , ومن الممكن أن تتحقق هذه الفروض بالفعل , لأن الحرية الميسرة للعقل في هذه الحالة أكبر منها في حالة التجريب الفعلي الذي كثيراً ما يشتت الذهن ويصرفه عن الإدراك الحقيقي للنسب العامة التي هي الأصل في كل نظرية مما يولد من جديد فروضاً خصبة تؤدي إلى اكتشاف نتائج أهم وأحسن .
والشاهد على هذا ما فعله كثير من العلماء وعلى رأسهم جاليلو , وبشكل خاص أينشتاين فهو لم يجري أي تجربة واقعية عندما بنى نظريته النسبية . لقد استطاع  كل منهم الوصول لأفكار ونظريات وقوانين بالاعتماد بصورة أساسية على التجريب العقلي . وقد قال ديكارت : على العموم إنني أستطيع أن أستغني عن إجراء أي تجربة واقعية لأنني أستطيع أن أركّب في ذهني كل العمليات الممكنة وحتى غير الممكنة .
ولا يقتصر استخدام التجريب العقلي على الفيزياء والعلوم الطبيعية بوجه عام , بل يستخدم في الرياضيات فنحن نجري براهين لا حصر لها في داخل العقل , فيما يتصل بنظرية هندسية . فدون حاجة إلى أي قلم يرسم لنا الأشكال الهندسية نستطيع أن نفرض الفروض وأن نسير في التحليل عائدين , أو نبدأ من التركيب متقدمين , إما للبرهنة على نظرية معلومة أو لبيان نتائج خاصة من نظرية ما . وفي هذا كله نحن نقوم بعملية تجريب عقلي كالحال تماماً في التجريب الفيزيائي .
ونحن نستخدم التجريب الفكري لاستبيان  نتائج أي عمل أو أي تصرف . والتجريب العقلي هو الذي ينشئ التوقعات أو السيناريوهات لتطور الأحداث . وهناك التجريب الفكري والحسي ألاستباقي لرحلة أو لمقابلة أو زيارة . .  إلخ .
وليس هذا فقط . فالتجريب الفكري أوسع وأشمل من كل هذا, فهو يشمل أسس عمل دماغنا , فالعقل أو الدماغ تعرف على الوجود عن طريق تمثيله بأفكار ( أي بنيات فكرية ) , وصار عن طريق تحريك ( أو اللعب ) بهذه الأفكار ( أو التجريب الفكري ) يسعى لفهم ومعرفة هذا الوجود , والاستدلال والتنبؤ لما سيحدث , أو لما حدث . عن طريق قيامه بالتحليل أو التركيب , اللذين يمكن اعتبارهم شكل من التجريب  .
والتجريب الفكري الذي تصوره  " ماخ " و " رنيانو " هو حالة خاصة متطورة من التحريك الفكري الذي يقوم به عقلنا في تعامله مع الوجود . فالتحريك الفكري هو الأساس الذي نقوم به في كافة عملياتنا الفكرية مها كان شكلها ونوعها ودرجة تعقيدها .
إن غالبة تصرفاتنا الإرادية الواعية لا نقوم بها إلا بعد إجراء التجريب الفكري ومن ثم اعتماد التصرفات التي نراها الأفضل . صحيح أننا نقوم بتصرفات فوراً ودون تجريب فكري إذا كانت الأوضاع متكررة , فهذا لأننا نكون تعلمنا ولم نعد بحاجة لدراسة الوضع والقيام بالتجريب الفكري . فالتجريب الفكري لا بد منه في كل تصرف جديد وفي كل تجديد وإبداع واختراع .
ما الفرق بين التجريب الفكري والتحريك الفكري ؟
إن التحريك الفكري هو أساس آليات عمل الدماغ , التي بواسطتها يقوم بالتعامل مع الواقع باعتماد الاستجابات المناسبة لتحقيق تكيف وتطور الإنسان . وكذلك التحريك الفكري هو أساس التفكير الواعي , أكان يعتمد على اللغة أم لا يعتمد عليها .
أما التجريب الفكري فهو شكل متطور للتحريك الفكري الإرادي الوعي , وهم يعتمد على القياس والمقارنة والتحليل و التركيب , وعلى المعلومات المتوفرة التي يتم استدعاؤها من الذاكرة .
والشكل المتطور والمتقدم من التجريب الفكري هو ما يبدعه المفكرين والعلماء والأدباء والفنانين من أفكار وأعمال وقصص وروايات وأعمال أدبية وفنية .
وهكذا نرى أن " رنيانو " قد أصاب عندما قال : أن التجريب الفكري يستخدم في كافة أشكال التفكير أكانت براهين أو غير ذلك .
اللعب الفكري والتجريب الفكري .
إن كل لعب يمكن اعتباره شكل من التجريب , فاللعب الفكري هو نوع من التجريب الفكري , ونحن نستخدمه بشكل غريزي ونعتمد عليه بشكل كبير في طفولتنا ,
إن ألعابنا الواقعية لا يمكن لعبها دون الألعاب الفكرية فالألعاب الواقعية تعتمد بالأساس على الألعاب الفكرية, وعندما تكون الألعاب الفكرية المستخدمة محدودة وغير متطورة تكون هذه الألعاب  ضعيفة وغير فعَالة في تحقيق الأهداف . صحيح أن اللعب و المران العملي يحسن الأداء في اللعب إلا أن تطوير الألعاب الواقعية  بواسطة الألعاب الفكرية يكون أوسع و أسرع بكثير, فمخزون المعارف أو الأفكار الجماعية - العلم و غيره - هائل و يمكن أن يساعد في كل الألعاب.
وكافة الإبداعات والاختراعات في كافة المجالات تعتمد بشكل أساسي الألعاب الفكرية  , ويلزمها الكثير من القدرات والمهارات والعناصر , ولا يستطيع الكثيرون لعبها حتى وإن كانوا يملكون المعارف والمعلومات الكثيرة, فلكي يستطيع الإنسان أن يبدع يجب أن يملك بالإضافة إلى المعارف خصائص وقدرات معينة , وعليه أن يجتاز الكثير من العقبات .

إن كل تفكير يعتمد على التعرف , وعلى الذاكرة, ولكي يتم التعرف لا بد أولاً من التأثر بالمراد التعرف عليه, ثم لا بد من الاحتفاظ بهذه المعرفة ( الذاكرة ) . و يجب تصنيف هذه التأثرات وذلك بالاعتماد على تمييز تأثيرات كل منها عن الآخر, وهذا يتم بمقارنتها مع بعضها لتمييز الفروقات بينها . فالتعرف يتضمن التمييز, والتمييز لا بد من للمقارنة, لذا فالتعرف ليس عملية بسيطة وهو الأساس الذي يبنى عليه كل تفكير , والتعرف بالنسبة للعقل البشري يتم ببناء ألهويات أو المفاهيم التي ترمز الأشياء التي تم التعرف عليها .
إن ما يفعله كل مفكر في تعامله مع الوجود , هو تعيين الثوابت الأساسية في هذا الوجود , لكي ينطلق منها ويبني عليها أفكاره . فالوجود لا يمكن التعامل معه إلا بعد فهمه ومعرفته , وهذا لا يتم إلا بعد تثبيته وتحديده وتعيينه , و عمل العقل الأساسي هو التعرف على هذا الوجود وفهمه . فأهم وظيفة للعقل البشري هي كشف البنيات المضمرة في الوجود , وذلك ببناء نماذج فكرية تمثلها . فكما يقول كانت" أن المعرفة وليدة فعل الذهن في الأشياء والعقل لا يدرك إلا ما ينتجه على صورته ومثاله" .
لقد قام العقل من أجل التعامل المجدي مع الواقع وفهمه , باعتماد ما يلي :
تمثيل أشياء وعناصر الوجود  وصيرورتها , بنوعين من ألهويات  أو المفاهيم الثابتة المحددة , المعينة , يستطيع التعامل بها .
ا - مفاهيم تدل على الأشياء وتحدد هويتها وخصائصها
ب - مفاهيم تدل على حركة أو تغيرات أو صيرورة الأشياء , أي المفاهيم التحريكية
- وتثبيت المفهوم هو منعه من التغير والحركة والصيرورة , وهذا هو أساس مبدأ الهوية الذي هو : ( أ )  تبقي هي ( أ ) .
- وتحديد المفهوم ( أو البنية الفكرية ) هو  فصله عن غيره من المفاهيم وتحديده .
- وتعيين المفهوم هو  تعيين صفاته وتأثيراته , فعدم تعيين خصائصه و تأثيراته هو عدم تعيينه , مثال على ذلك : الإلكترون تعيّن صفاته و تأثيره بالنسبة للبروتون أو بالنسبة لمجال كهربائي أو مغناطيسي أو بالنسبة للجاذبية . فلابد من تعيين صفات وتأثيرات الشيء إذا أردنا تعيينه . وصفات وتأثيرات أي شيء لا يمكن أن تعين بشكل مطلق , فصفات وتأثيرات أي شيء تابع للبنية أو البنيات التي يؤثر فيها .
وقام العقل بتحريك المفاهيم أو ألهويات الممثلة للأشياء , بواسطة المفاهيم التحريكية التي يشكلها العقل , والتي تمثل تغيرات و صيرورة هذه الأشياء . فبذلك يستطيع تمثيل أحداث الوجود فكرياً , وبناء التنبؤات أو التوقعات لما سوف يحدث , أو لما حدث . فهو بذلك يحول اختلافات وصيرورة الأشياء , إلى اختلافات محددة معينة بين وحدات أو هويات معرّفة لديه , عندما يشكل البنيات الفكرية الممثلة للوجود وحوادثه . فالعقل يقوم بالتحريك الفكري ( أي المعالجات الفكرية أو التفكير ) لهذه البنيات الفكرية التي شكلها  , وذلك خطوة , خطوة . أي يقوم بالتحريك الفكري للهويات الشيئية أو الإسمية , بواسطة ألهويات  التحريكية .
وبذلك استطاع الدماغ أو العقل تشكيل نموذج مختصر وبسيط  للوجود وصيرورته , بواسطة تلك البنيات الفكرية التي شكلها , تمكنه من تحريك أو مفاعلة النموذج الذي شكله للوجود , إلى الأمام إلى المستقبل وهذا هو التركيب , أو إلى الخلف إلى الماضي وهو التحليل . وذلك بسرعة أكبر من سرعة تغيرات الواقع الفعلية . لقد استطاع العقل التعامل مع صيرورة وعدم تعيين الوجود بتلك الطريقة , صحيح أنه لن يستطيع بلوغ المطلق, ولكنه سوف يصل إلى نسبة عالية جداً من دقة التنبؤ  تكفي متطلباته  وأوضاعه .
وعندما أوجد عقل الإنسان الأفكار أو البنيات الفكرية , التي استطاعت أن تمثل البنيات الواقعية وتمثل تفاعلاتها مع بعضها , تكون زمن فكري يمثّّل الحوادث و صيرورة الوقائع . فهو يستطيع أن يعرف أي يتنبأ بالأحداث , أو نتائج تفاعلات بين بنيات , حدثت في الماضي أو سوف تحدث في المستقبل . وكذلك يستطيع أن يتنبأ بحوادث أو تفاعلات لم يتأثر إلا بجزء قليل منها , فهو يكمل ما ينقصه ويضع سيناريو للكثير من تلك الحوادث .
فالفكر يستطيع السير بتفاعلاته الفكرية بسرعة أكبر من السرعة التي تجري فيها في الواقع , أي إلى المستقبل . وكذلك يستطيع السير إلى الماضي عن طريق عكسه التفاعلات أو التحليل , ووضعه لسيناريو لما يمكن أن يكون حدث أو ما سوف يحدث , وتزداد دقة تنبؤاته باستمرار لتقترب من الواقع الفعلي .
إن كشف بنيات الوجود المتنوعة و اللا متناهية -  بتمثيلها ببنيات فكرية-  هو ما  قام به العقل البشري, فهو يقوم بكشفها وتحديدها وتعيين خصائصها وبدقة متزايدة . والبنيات الفكرية العلمية العالية الدقة التي يكشفها - أو يشكلها- العقل البشري بمساعدة التكنولوجيا والذكاء الصناعي - الكومبيوتر وما شابهه-  تتزايد بسرعة هائلة سواء كان بكميتها أو بدرجة دقتها أو سعتها وشمولها .
ولا يمكن كشف كامل بنيات الوجود مهما فعلنا لأنها لا متناهية , وهي في صيرورة دائمة , وتتخلق باستمرار بنيات جديدة وتختفي بنيات , فبنية الوجود الكلية لا يمكن تحديدها وتعيين خصائصها بصورة تامة , أي أن عدم التعيين والصيرورة لهذا الوجود , موجودة مهما فعلنا.
لكن نحن لا يهمنا ولا نريد إلا ما نحن بحاجة إليه, صحيح أن ما يمكن أن نحتاجه يمكن أن يكون شبه لا متناه وغير محدد , ويظهر جديد باستمرار فكلما ظهرت حاجة أو دافع جديد  نسعى إلى تحقيقه .
إن قدرات العقل البشري هائلة , وعندما يتعامل مع الواقع اللا معين و اللا متناه تكون الخيارات المتاحة لتفسيره هي أيضاً لا متناهية, فهو يستطيع تشكيل أغلب ما يريد من البنيات الفكرية ويعطي المعاني التي يريد لهذه البنيات.
وأول من عرف ذلك هم السفسطائيون , وقد اقتربوا بذلك من فهم الوجود بشكل كبير لأنهم عرفوا أهم خصائص الوجود, وخصائص العقل , فاللعب بالأفكار المتاحة واسع جداً , وخاصةً بالنسبة للعقل الذي تعلم الكثير من الأفكار, فقد أدركوا الخيارات الهائلة المتاحة أثناء التفكير, وهذا جعل كل شيء متاح في التفكير, فكل فكرة مهما كانت يمكن الرد عليها إما بتفنيدها ونقدها أو بتأييدها ودعمها

40
الألم مشكلة الإنسان الأولى *

                 هذا المقال نشرته في جريدة العرب الأسبوعي

                              الألم مشكلة الإنسان الأولى
                            كيف نتعامل مع الآلام النفسية

الطريق للسعادة , سر السعادة , كيف تحقق السعادة . مفتاح السعادة .....  الكل يطلب السعادة وتحاشي الألم . فالهدف الأساسي المعلن ( أو غير المعلن ) للجميع هو لذة أكثر وأقوى , وألم أقل أو معدوم .
لقد اعتبر الألم غير مرغوب فيه , واعتبر في أغلب الأحيان العدو الأول الذي يجب القضاء عليه , فالشقاء والتعاسة والمعاناة  يجب إزالتهم والقضاء عليهم , لذلك اعتبر الألم في كثير من الأحيان مرادفاً للشر .
إن إحساسي اللذة والألم  هما غالباً مرتبطين ببعضهما , وهامان وضروريان لتوجيه وحماية الفرد وتطوره نحو الأفضل . ولكن نجد أن أغلب الأهداف الاجتماعية  والعقائد والديان , تسعى إلى تقليل الألم والمعاناة . فهدفهم الأول والأساسي القضاء على الألم وزيادة اللذة والسعادة للأفراد .
فالهدف الأساسي  لجميع الناس والدول والمجتمعات هو تحقيق أكبر قدر من السعادة والرفاهية واللذة وأقل قدر من الألم والشقاء والمعاناة.
ولكنّ الألم ليس شراً , والألم ليس عدونا . ونحن نجد أن اللذة والألم وباقي الأحاسيس والانفعالات وما تنتجه من تأثيرات حسية وعاطفية بأنواع وأشكال كثيرة قد نشأت وتطورت لأنها حققت فاعلية في توجيه الكائن الحي ليحقق بقائه بتكيف مع الواقع الموجود فيه , إن كان مادي أو اجتماعي . فاللذة والألم , والانفعالات والعواطف كالغضب والخوف والحب والكراهية والشجاعة والغيرة والتنافس على المكانة وعلى التفوق. . . , لهم الدور الهام والفعال في توجيه وتكيف الفرد مع البيئة ومع الأوضاع الاجتماعية
.
إن دور اللذة والألم هام جداً وفعال جداً للحفاظ على الكائن الحي وعلى نموه , فاللذة والألم هما حاميان ومنظمان لجسم الكائن الحي . و لهما أيضاً وظيفتهما و دورهما  الهامين والأساسيين في تطور ونمو المجتمعات والبنيات الاجتماعية .
وإذا نظرنا إلى باقي الكائنات الحية فإننا نجد أن الحشرات ضعيفة أو شبه معدومة الإحساس باللذة والألم , فالمحافظة على الحشرة أو على مجتمعها , تتم بانعكاسات وآليات مبرمجة فزيولوجياً و وراثياً , والأفضلية تكون لحماية واستمرار مجتمعها ( في حال كونها تعيش حياة اجتماعية ) , فهي تضحي بنفسها بكل بساطة وسهولة في سبيل حماية خليتها أو مجتمعها , وهذا ما جعل الحشرات ومجتمعاتها تختلف كثيراً عن مجتمعات الثدييات. فاللذة والألم يزداد ويتوسع مجالهما و دورهما كلما صعدنا في سلسلة الكائنات الحية , وهما لدى الإنسان أكثر أهمية وقوة واتساعاً .
إن الآلام الجسدية أو النفسية  لدى الإنسان أكبر من اللذات , هذا ما نلاحظه ونعيشه , فآلام الأسنان والحروق والولادة...., والآلام النفسية مثل فقد عزيز أو الفشل الكبير... , هي أكبر من لذة الطعام والشراب والجنس .
نعم هناك لذات كبيرة ولكنها غير مركزة واضحة , مثل الآلام الجسدية أو النفسية , فلذة الحب والحنان والشوق والصداقة..... ,  يمكن أن تبلغ درجات عالية " كاستجابات " ترافقها أحاسيس قوية , فيمكن لشخص أن يتحمل عشر ساعات من آلام الأسنان القوي في سبيل لقاء حبيبته أو ابنه أو أمه , ويمكن لأم أن تتحمل آلاماً كثيرة أو تضحي بحياتها في سبيل أولادها . وهذا يدل على أن هناك استجابات  تعادل أو تفوق قوتها وتأثيرها أقوى الآلام . فوضع الأسير الذي يتحمل مئات الساعات من الآلام دون أن يبوح بأسرار بلاده , ليس مقابل لذة بل نتيجة استجابات تابعة لما تعلم وبرمج عليه فكرياً وعقائدياً , فهو يتصرف بناء على أن آلامه سوف تمنع آلاماً أكثر بكثير عن شعبه أو أهله .
ويقول العلماء إن مراكز الثواب والعقاب تمثل بلا شك أحد أهم الضوابط في نشاط الإنسان , وقد وجد أن الخبرة الحسية التي لا تؤدي إلى أي من الثواب أو العقاب  نادراً ما يتم تذكرها على الإطلاق . إن تكرار منبه خلال فترة من الزمن يؤدي إلى انطفاء شبه كامل لاستجابة اللحاء إذا كان هذا المنبه لا يستثير مراكز الثواب أو العقاب , فالحيوان يصبح معتاداً على المنبه الحسي , ولكن إذا كان المنبه يؤدي إلى ثواب أو عقاب فإن استجابة اللحاء تصبح تدريجياً أكثر حدة بتكرار المنبه بدلاً من خمود الاستجابة , ويقال في هذه الحالة أن الاستجابة قد تدعمت أو تعززت . وعلى هذا فإن الحيوان يقيم آثار قوية لذكريات الخبرة التي تؤدي إلى الإثابة أو العقاب , فالثواب والعقاب ( والانفعالات ) لهم علاقة كبيرة بالتعلم .
وفرس البحر( قرن آمون ) يلعب دوراً في تقرير درجة انتباه الشخص , وله علاقة بالتعلم , ويعتقد أنه يلعب دوراً في ربط الخصائص الانفعالية للخبرات الحسية , ثم يقوم بدوره بنقل المعلومات إلى مراكز الثواب والعقاب وغيرها من المراكز , ويقوم بربط الإشارات الحسية المختلفة الواردة بشكل يؤدي إلى استجابة مناسبة من المهاد , وللمهاد دور هام في تشكيل الثواب والعقاب , ومن مهام المهاد الأساسية ضبط وظائف الجسم الهامة للحياة إن كانت شعورية أو لا شعورية , ضبط الضغط الشرياني , توازن سوائل الجسم, محتوى السوائل من الأملاح , التغذية , النشاط المعدي والمعوي , الافرازات للغدد الصم . وله علاقة وثيقة مع الجانب الانفعالي من الإحساسات , مثل اللذة والألم وبالتالي الثواب والعقاب . والتنبيه الكهربائي لمناطق معينة يجلب السرور والرخاء للحيوان , وتنبيه مناطق أخرى يسبب ألماً شديداً أو خوفاً أو دفاعاً أو هرباً , هناك مناطق ثواب وعقاب في المخ وفي المهاد المراكز الأساسية , والمراكز الأخرى في اللوزة , والحاجز , والعقد القاعدية , وفي لحاء القاعدي للمخ المتوسط  .
إن آلية عمل الجهاز العصبي في أساسها ليست مبنية على اللذة والألم , فهي مبنية على آليات فزيولوجية وعصبية و كهربائية , واللذة والألم نشا وتطورا بعد ذلك . نحن نسحب يدنا أولاً عند وخزنا بدبوس ثم نشعر بالألم , فالاستجابات الحسية نشأت لاحقاً بعد نشوء الاستجابات الفزيولوجية  والحركية.
وكذلك الذاكرة نشأت قبل نشوء الوعي ثم تطورت وأصبحت واعية ,أو جزء منها واع . ثم نشأ الشعور والإحساس الجماعي والذاكرة الجماعية ثم الوعي الجماعي .
إن دور الألم واللذة إذاً هام وضروري جداً , فهما جهاز الإنذار والحماية والتوجيه , إلى المفيد للكائن الحي , إن كان تحاشي الضار أو السعي لتحقيق المفيد , من ما يتعرض له الإنسان  كفرد وكنوع , فالألم لا زال ضرورياً . ولا ننسى أن الأمراض الخبيثة تتمكن من جسم الإنسان بسبب عدم شعوره بالألم في فترة بدايتها وحضانتها .
صحيح أن الإنسان الآن قام بإيجاد طرق وآليات وأجهزة حماية وإنذار متنوعة ومتطورة , تسمح بالاستغناء عن الألم كجهاز إنذار وتعوض عنه في بعض الأوضاع , ولكنه لم يصل إلى درجة الاستغناء عن الألم الجسمي كجهاز إنذار وحماية لجسمه , وعندما يصل إلى ذلك عندها يمكن الاستغناء عن الألم كجهاز حماية.
إن اللذة والألم ضروريان لإقامة الأخلاق والقوانين الاجتماعية , فدور اللذة والألم في الحياة الاجتماعية  أساسي وهام جداً , ولولا اللذة والألم لما أمكن إقامة الثواب والعقاب الاجتماعي , وبالتالي كان من الصعب إقامة الأخلاق والقوانين الاجتماعية .
فالأخلاق والقوانين الاجتماعية تعتمد في تطبيقها بشكل أساسي على ثواب وعقاب , إن كان للأفراد أو للجماعات , ويصعب تطبيقها بغياب الثواب والعقاب , فالتحكم في توجيه التصرفات يكون صعب جداً بغياب الثواب والعقاب , وكذلك يصعب إجراء العقاب أو الثواب  دون وجود اللذة والألم .  
كيف نتعامل مع الآلام بشكل عام
إن مشكلة التعامل مع الآلام من أهم المشاكل بالنسبة لكل منا , فالألم واللذٌة هما المتحكمان والموجهان لأغلب استجاباتنا وأفعالنا , والألم واللذة الجسمية في بداية حياتنا شامل لكافة تعاملاتنا مع الوجود , ثم ينشأ بعد ذلك ونتيجة التعلم والتربية ,  الألم النفسي أو الفكري الذي يحدث دون مؤثر مباشر على المستقبلات الحسية.
فالتعامل مع الألم واللذة الجسمي يكون بالاستجابة والفعل المناسب في أول الأمر بتحاشي الألم والسعي للذة , و التعلم يحقق التحكم بهما في حدود معينة . أما التحكم بالآلام الجسمية بشكل فعال فهو يتم عن طريق المخدر والعقاقير .
أما الآلام وكذلك اللذّات النفسية فهي تبدأ في التشكل نتيجة الحياة والتربية , فتربط الكثير من الاستجابات المحايدة , باللذة أو الألم , فالتوبيخ والشتيمة والاستهزاء والتحقير , وكذلك الخسارة والهزيمة . . . , تنتج الكثير من الآلام النفسية للذي تعلٌم معانيها . وكذلك المديح والافتخار , والربح والفوز.... تنتج اللذة والسعادة .
إن المنشئ والمتحكم بالآلام واللذات النفسية هو النتوء اللوزي ويساعده المهاد . فهو عندما يقرر نتيجة تقييم مثير ما , أنه ضار  , يطلب أيضاً توليد إحساس ألم نفسي مرافق , فهو بذلك يحول الضار إلى مؤلم , مثلما يحول المفيد إلى ممتع , فهو كما يقولون منشئ أحاسيس العواطف والانفعالات .
كيف نتعامل مع الآلام النفسية  
يمكن بالتعلم والتربية بناء الإشراطات والارتباطات المناسبة لتخفيف أو إلغاء تشكل الآلام النفسية , أما التعامل مع هذه الآلام بعد تكونها , فيكون بتعلم جديد , وذلك بتعديلها بإشراط  جديد , وهذا يكون غالباً صعباً , و صعوبته تتناسب مع قوة الإشراط ( التعلم) الذي تم , وكلما طال عمر الإنسان صعب عليه تنفيذ ذلك , لأن بناء إشراطات جديدة يصبح صعباً.
ويمكن اعتبار غالبية العقد الفروية هي بمثابة آلام نفسية .
والطريقة المتاحة والسهلة للتعامل مع هذه الآلام هي استعمال باقي خصائص وقدرات الجهاز العصبي , والتي يمكن أن تؤثر على هذه الآلام النفسية , مثل التشتيت , والتداخل , والتعديل العام لها , بوضعها في صيغة شاملة لها تعدل تأثيراتها النهائية , فعندما ترافقها أحاسيس أخرى  ضعيفة أو قوية يحدث لهل تشتت وضعف وهذا ما يفعله أغلبنا .
أو تناسيها بإبعادها عن ساحة الشعور ما أمكن ذلك , ويمكن تعديل هذه الآلام بالتفكير والمعالجات الفكرية المتطورة , ولو أن تأثيرها يكون بطيء وضعيف غالباً .

41
منتدى الاحياء العام / ملاحظة : كيف صرنا بشراً
« في: أغسطس 01, 2008, 02:13:00 مساءاً »
ملاحظة : كيف صرنا بشراً     

إن اكتساب اللغة وممارسة الفنون الرمزية هو الذي منحنا القدرات الإدراكية غير العادية التي ميزتنا من بقية الكائنات الحية .

عندما نتأمل إنجازات نوع الإنسان العاقل وقدراته الإدراكية غير العادية فمن المؤكد أنه يصعب علينا تجنب انطباع أولي أنه متميز عن باقي الكائنات الحية .

إن التغيرات الجينية العشوائية هي التي تقف وراء جميع الابتكارات البيولوجية .وليس هناك شيء موجه بشكل فطري ولا حتى حتمي لهذه التغيرات , إن الانتقاء الطبيعي ليس في حد ذاته عملية خلاقة , إنه يمكنه أن يعمل فقط على تعزيز أو حذف المستجدات التي تحدث نتيجة هذه التغيرات العشوائية للجينات .

أن البنى الجديدة لا تنشأ من أجل هدف معين إنها تنشأ تلقائياٌ كنواتج جانبية لأخطاء في النسخ تحدث روتينياٌ عندما تنتقل المعلومات الجينية من جيل إلى الذي يليه .

والانتقاء الطبيعي ليس قوة مولدة تستدعي إيجاد بنى جديدة أنه فقط يتعامل مع تغيرات تقدم له , فإما أن يزيل متغيرات غير متوافقة مع الأوضاع الموجودة , أو يساعد متغيرات ناجحة في توافقها مع الأوضاع الموجودة

42
كلنا نعرف الذرة ومما تتألف , فنحن نعرف أن كافة الذرات تتألف من جسيمات صغيرة هي : إلكترونات كتلة كل منها صغيرة نسبياً ولها شحنة سالبة


وبروتونات وهي ذات كتلة كبيرة نسبياً كتلة كل منها أكبر ب (1836) مرة من كتلة الإلكترون , ولها شحنة موجبة مقدارها يعادل شحنة الإلكترون
ونيترونات كتلة كل منها تساوي تقريباً كتلة البروتون , وليس لها شحنة .
ونحن نعرف أن كافة العاصر والمركبات والمواد مؤلفة من ذارات , والاختلاف بينها يكون بعدد الإلكترونات والبروتونات والنيترونات فقط .

ولكن أغلبنا لا يعرف التالي :
أن لكل جسم مهما كان دوران أو لف "اسبين" .
وأن لكل جسيم موجة مرفقة له أو يمكن أن يظهر على شكل موجة .
وكل جسيم مؤلف من بنيات (أوأجزاء) صغيرة جداً , وهو غالباً على شكل غيمة أو غمامة تأخذ حيز معين , وهو غالباً متحرك حركة سريعة جداً , تقاس بالنسبة لسرعة الضوء .
وأن هناك أكثر من مائتان من الجسيمات الذرية غير الجسيمات المستقرة (الإلكترون والبروتون والنيترون والفوتون ) , ولكن كلها تتفكك فور تكونها فعمرها بأجزاء من ألف أومن مليون من الثانية أو أقل .
وأن هناك 6 أنواع من (الكواركات) , و6 أنواع من ( اللبتونات ) , وباجتماع أثنين أو ثلاثة مع بعضها بالنسبة للكواركات , أو إحداها بالنسبة للبتونات , تتكوّن كافة الجسيمات الذرية .
وأن كافة الجسيمات مصنوعة في جوهرها من طبيعة (أو هيولي) واحدة وهي كمات من الطاقة .
ويمكن أن تتحول كافة هذه الجسيمات إلى كمات من الطاقة أو العكس تتحول الطاقة إلى أحد هذه الجسيمات .

ونعرف أن هناك الأمواج أو الأشعة الكهرطيسية التي لها خصائصها , والضوء أحد أشكالها , والضوء ثنائي الوجه فهو مرة بوجه أو بشكل بنية فوتون ومرة بشكل موجة كهرطيسية لها تردد معين حسب لونه وحسب طبيعته .
وهناك الأمواج أو الأشعة النووية والأشعة الكونية .
وكافة الأمواج الكهرطيسية والنووية تسير بسرعة هائلة هي سرعة الضوء .

وبعضنا يعرف أن هناك أربع أنواع من القوى اختصرت إلى ثلاثة وهي :
قوى الجاذبية أو الثقالة
والقوى الكهرطيسية
والقوى النووية الضعيفة
والقوى النووية القوية
وقد ضمت القوى الكهرطيسية مع القوى النووية الضعيفة في قوة واحدة .
وهناك أمر صعب يواجهه علماء الفيزياء وهو أن قوة الجاذبية أصغر من القوى الكهرطيسية والقوة النووية بحوالي 10 وأمامها 38 صفر فهي شبه معدومة مقارنة بها , وهم يواجهون صعوبات وتعقيدات كبيرة في محاولاتهم جمع كل القوى مع بعضها , فهدفهم الأساسي جمع كافة القوى في نظرية واحدة متكاملة , فعندها تحل كافة الأمور المتعلقة بالفيزياء .

إن الذي ينشئ البنيات الفيزيائية هو القوى التي تتعرض لها عناصرها .
فكافة أنواع الذرات تتكون نتيجة القوى الكهرطيسية .
وكافة أنواع نويات الذرات تتكون نتيجة القوى الذرية القوية .

أما كافة أنواع المجرات والنجوم والكواكب والأقمار فهي تتكون نتيجة القوى الثقالية أو الجاذبية النيوتونية ولولا وجود هذه القوّة لما تشكلت المجرات والنجوم أو الشموس والكواكب والأقمار .
تعرض نظرية ’النموذج المعياري‘ Standard Model توصيفاً كاملاً لمكونات الكون.
تتكون كل المواد حصرياً من 12 جسيم أساسي: ستة ’كواركات‘ QUARKS وستة ’لبتونات‘ LEPTONS. وجسيم ضد لكل جسيم من هذه الجسيمات. المجموع: 24 جسيماً دون ذري. هذه الجسيمات كافية تماماً لتشكيل كل شيء.

* الكواركات الستة أعطيت الأسماء التراجيدية التالية:
1 أعلى UP.
2 أسفل DOWN.
3 غريب STRANGE.
4 سحر CHARM.
5 قمة (أو حقيقة، سابقاً) TOP.
6 قاع (أو جمال، سابقاً) BOTTOM.

* اللبتونات الستة هي:
1 الإلكترون ELECTRON.
2 الميون MUON.
3 التاو TAUON.
4 نيوترينيو الإلكترون ELECTRON NEUTRINO.
5 نيوترينيو الميون MUON NEUTRINO.
6 نيوترينيو التاو TAUON NEUTRINO.

* لكل جسيم من الجسيمات السابقة جسيم ضد.

* كل المادة العادية والمعروفة مكونة فقط من الإلكترون ومن الكواركين أعلى وأسفل. ولن نشعر بأي اختلاف لو اختفت التسعة الجسيمات الأخرى التي لا يعرفها إلا التجريبيين في معاملهم.

* الإثني عشر جسيماً الأساسية السابقة تسمى: فيرميونات Fermions.

* الجسيمات الذرية التي درسناها في المدارس العامة، كالبروتون والنيوترون، مصنوعة من خليط من هذه الجسيمات الأساسية؛ كالتالي:
بروتون = 1 كوارك أسفل + 2 كوارك أعلى.
نيوترون = 2 كوارك أسفل + 1 كوارك أعلى.

* هذا النموذج يعد الأساسي والمنطلق للفيزياء الحديثة؛ رغم الهجمات المستمرة عليه، والتي يبدو أنها ما تزال تزيده قوة.

43
هذا هو الحل :

نقسم القطع لثلاث مجموعة تحتوي كل مجموعة على أربع قطع ذهب ولتكن:
A,B,C
ولنفرض أن القطعة المختلفة هي p

لنقم أولاً بمقارنة المجموعتين A و B

1- إن كانتا متساويتي الوزن فالقطعة "المختلفة" p موجودة بالتأكيد في المجموعة C.
نقارن الآن ثلاث قطع من المجموعة C بثلاث قطع من أي مجموعة أخرى، وهنا لدينا احتمالان:
1.1- أن تتساوى المجموعتين فأكيد القطعة p هي القطعة المتبقية من المجموعة C ويكفي أن نقارنها بأي قطعة أخرى لنعرف إن كانت أثقل أو أخف.
1.2- أن "تطبش" أو بالعربي الفصيح أن ترجح أحد الكفتين، فستكون القطع الثلاثة من المجموعة C تحتوي القطعة p وسنعرف أيضاً بنفس الوقت إن كانت القطعة أخف أو أثقل (إذ أنه لو رجحت كفة القطع من المجموعة C فالقطعة أثقل، وإن رجحت الكفة الأخرى فالقطعة أخف).
نأخذ الآن قطعتين من القطع الثلاث ونقارنها ببعضها، فإن رجحت أحد الكفتين فسنعرف فوراً القطعة p فهي الراجحة إن كانت أثقل أو غير الراجحة إن كانت أخف (هذا عرفناه من الوزنة الثانية).
أما إن لم تتساوَ القطعتان فالقطعة p هي الثالثة المتبقية ولقد عرفنا سابقاً (من الوزنة الثانية) إن كانت أخف أو أثقل.

2- إن رجحت أحد المجموعتين A أو B فنحن الآن نعرف أن قطع المجموعة C سليمة كلها والقطعة p موجودة في أحد المجموعتين A أو B ، وسنقوم بما يلي:

نأخذ ثلاث قطع من المجموعة A وقطعة من المجموعة B، وقطعة من المجموعة A مع ثلاث قطع سليمة من المجموعة C     هنا مركز الحل "

ونقارنهما ببعض، وهنا لدينا احتمالان:
(سنفرض للتبسيط أن المجموعة A هي من رجحت والطريقة تبديلية ، أي نفس الشرح صالح بحال رجحت المجموعة B).
2.1 - أن تتساوى المجموعتان، في هذه الحالة فإن القطعة p هي واحدة من القطع الثلاث المتبقية من المجموعة B وستكون خفيفة.
نقارن القطعتين من المجموعة B. إن رجحت احداهن فالقطعة p هي غير الراجحة وهي خفيفة. وإن تساوتا فالقطعة p هي القطعة المتبقية وهي خفيفة أيضاً.

2.2 - رجحت أحد الكفتين. ولدينا احتمالان:
2.2.1 - إن بقيت الكفة التي كانت تحتوي قطع المجموعة A راجحة فهذا يعني أن القطعة ثقيلة وهي إحدى القطع الثلاث الموجودة على الكفة، نقارن هنا قطعتين من القطع الثلاث فإن رجحت إحداهن فهي الثقيلة p وإن تساوتا فالقطعة p هي المتبقية وهي طبعاً ثقيلة.

2.2.2 - إن رجحت الكفة الثانية، فالقطعة إما خفيفة وهي الموجودة في الكفة الأولى من المجموعة B، أو القطعة الموجودة في الكفة الثانية من المجموعة A. هنا يكفي أن نقارن إحدى القطعتين بقطعة سليمة وسنعرف من هي القطعة p، مثلاً لو قارنا القطعة من المجموعة A والموجودة في الكفة الثانية ورجحت فهي p وهي ثقيلة وإذا تساوت فالقطعة هي الموجودة في الكفة الأولى من المجموعة B وهي خفيفة.

انتهى البرهان.

44
أهلا ومرحباً بالزوار الكرام .
كما ترون الحزورة هي فعلاً صعبة .

لقد تحدانا بها أستاذ المنطق في الجامعة , وكان هذا عام   1967
وكنت أعشق حل الحزازير الصعبة .و جلست في الصف لوحدي  ورحت أكتب على اللوح الطرق الوزن  المحتملة للوصول إلى الحل وكنت عنيد جدا في هذه الأمور وأريد الوصول للحل . وبقية حوالي 50 دقيقة حتى حليتها .
وكنت أعطيها لأصدقائي ولكن لم يحلها أحد , لأن أي منهم لم يسعى لبزل الجهد الفكري لحلها .

تحياتي للجميع

45
منتدى الاحياء العام / بنية الدماغ والجهاز العصبي
« في: يوليو 28, 2008, 04:51:31 مساءاً »
بنية الدماغ والجهاز العصبي  

الجهاز العصبي

الجهاز العصبي لدينا يقسم عادة إلى , جهاز عصبي مركزي , وجهاز عصبي محيطي .
الجهاز العصبي المركزي : يتألف من الدماغ والنخاع ألشوكي . في حين يتألف الجهاز العصبي المحيطي من جميع العصبونات التي لا تقع ضمن نطاق الجهاز العصبي المركزي . والغالبية العظمى مما يدعى الأعصاب (وهي الامتدادات المحورية للخلايا العصبية) تعتبر من ضمن الجهاز العصبي المحيطي .
الجهاز العصبي المحيطي يتم تقسيمه عادة إلى جهاز عصبي جسدي somatic nervous system و جهاز عصبي تلقائي autonomic nervous system
الجهاز العصبي الجسدي أو الطرفي هو المسؤول عن توجيه حركات الجسم و أيضا استقبال المنبهات الخارجية . أما التلقائي فهو جزء مستقل يعمل على تنظيم الوظائف الداخلية للجسم .

لجهاز العصبي المركزي central nervous system أو (CNS)
 يمثل الجزء الأضخم من الجهاز العصبي العام . واجتماعه مع الجهاز العصبي التلقائي و الجهاز العصبي الجسدي يشكل ما ندعوه الجهاز العصبي الذي يلعب الدور الرئيس في التحكم بسلوك و تصرفات الإنسان .
مجمل الجهاز العصبي المركزي يتكون من الصفيحة العصبية neural plate ، و هي منطقة متمايزة من الأديم الظاهر ectoderm ، الطبقة الأعلى من طبقات الجنين الثلاثة .
خلال النمو الجنيني ، تنطوي الصفيحة العصبية و تشكل الأنبوب العصبي neural tube . التجويف الداخلي من الأنبوب العصبي سيعطي لاحقا الجهاز البطيني (الأحشاء) ventricular system . أما أجزاء الأنبوب العصبي فستتمايز إلى أجهزة مستعرضة transversal systems .
أولا ، مجمل الأنبوب العصبي سيتمايز إلى قسمين رئيسين : نخاع شوكي (قسم ذنبي) و دماغ (جزء منقاري). من ثم يتمايز الدماغ إلى جذع الدماغ brainstem و الدماغ الأمامي prosencephalon .
الدماغ
هو الجزء العلوي من الجهاز العصبي المركزي الموجود ضمن الجمجمة ، و يشكل الدماغ الجزء الرئيسي من الجهاز العصبي بما يمتلكه من تحكم بمعظم وظائف الفكرية و الحركية و الإدراكية.
يتألف الدماغ من عدة أقسام : المخ و المخيخ و البصلة السيسائية

النخاع الشوكي
هو جزء من جهاز العصبي المركزي و الذي يبدأ من قاعدة المخ و يمر خلال العمود فقرى . الوظيفة الرئيسية للحبل شوكي هي نقل النبضات العصبية من و إلى المخ و توصيلها الأعصاب الفرعية . هو عبارة عن حبل طويل من الأعصاب الشوكية يتراوح طوله حوالي 45 سم في القناة المركزية في الفقرات له دور مهم في توصيل الإشارات الكهربية من وإلى المخ حيث يقوم بتوصيل الإشارات الكهربية من المخ إلى العضلات إذا أراد الإنسان تحريك يده مثلا ويقوم بعمل الفعل المنعكس إذا لمس إنسان جسم سخن حيث يقوم بإصدار الأمر إلى العضلات بتحرك قبل أن تصل إلى المخ وهو محاط بثلاث أغشية للحماية مثل المخ وهم على الترتيب الأم الحنون 2/الأم العنكبوتية 3/ الأم الجافة

منذ بداية التأثير النظري لعلم السيبرنتيك cybernetics في الخمسينيات ، تم تمييز الجهاز العصبي المركزي على أنه الجهاز المخصص لمعالجة المعلومات ، حيث يتم حساب الناتج الحركي المناسب كنتيجة للدخل الحسي الذي يرد الدماغ . لكن العديد من الأبحاث اللاحقة بين أن الفعالية الحركية توجد بشكل جيد قبل التدخل و التنبيه الحسي و أثنائه ، مما يعني أن الجهاز الحسي يؤثر على السلوك فقط لكنه لا يسيطر عليه .
تعضي و بنية الجهاز العصبي يتكون الجهاز العصبي من- النخاع الشوكي- الدماغ

الدماغ
إن الدماغ يرتد في تجويف الجمجمة. وهو يضم أكثر من 12 بليون عصبون وخمسين بليون خليَّة دبقية داعمة، لكن وزنه لا يتجاوز 1.6 كلغ.
وهو يراقب وينظم العديد من العمليات الجسدية اللا شعورية بمشاركة النخاع الشوكي، كسرعة خفقان القلب، كما ينسِّق معظم الحركات الإرادية.
ويتميز الدماغ بشكل جوهري أنه مركز الوعي وجميع الوظائف الذهنية المختلفة التي تتيح للكائن البشري قدرات التفكير والتعلم والإبداع.

      تبين الملاحظة المجهرية لمقطع على المستوى المخ أنه يتكون من :
      -مادة رمادية تشكل قشرة المخ
      - مادة بيضاء داخلية

   2. بنية المادة الرمادية و المادة البيضاء
      تبين الملاحظة المجهرية للمادة الرمادية أنها مكونة أساسا من أجسام خلوية نجمية الشكل بها امتدادات من نوعين :
      - امتدادات قصيرة تدعى التفرعات.
      - امتداد طويل يدعى المحورة و تشكل المحورات الألياف العصبية
      و تبين الملاحظة المجهرية للمادة البيضاء أنها تتكون أساسا من ألياف عصبية

   3. بنية النخاع الشوكي
يتبين من الملاحظة المجهرية للنخاع الشوكي أنه يتكون من مادة بيضاء و مادة رمادية ، ويرتبط كل عصب سيسائي بالنخاع الشوكي بواسطة جذرين حيث يتميز الخلفي عن الأمامي بوجود عقدة شوكية.
تنقل الألياف العصبية الحسية :
• السيالة العصبية النابذة • السيالة العصبية المركزية • السيالة العصبية النابذة و المركزية.

تنقل الألياف العصبية الحركية :
• السيالة العصبية النابذة • السيالة العصبية المركزية • السيالة العصبية النابذة و المركزية

تتجه السيالة العصبية الحسية :
•من العضو الحسي إلى المركز العصبي الحسي • من الباحة الحركية إلى العضلة • من العضو الحسي إلى النخاع الشوكي

تتجه السيالة العصبية الحركية :
• من الباحة الحركية إلى العضلة • من العضو الحسي إلى العضو الحركي • من النخاع الشوكي إلى العضلة
بالمخ توجد :
• مادة رمادية و مادة بيضاء • خلايا عصبية • الباحات الحسية و الباحات الحركية

يحتوي الجذر الخلفي للعصب السيسائي على :
• ألياف عصبية حسية • ألياف عصبية حركية •ألياف عصبية حسية و حركية

 يحتوي الجذر الأمامي للعصب السيسائي على :
• ألياف عصبية حسية •ألياف عصبية حركية • ألياف عصبية حسية و حركية

 خلال الحركات الإرادية :
• تتقلص عضلاتنا الهيكلية دون تدخل جهازنا العصبي • تتقلص عضلاتنا الهيكلية نتيجة تدخل جهازنا العصبي • تنشأ السيالة العصبية بالباحة الحركية

تتطلب حركة الثني :
• تزامن تقلص العضلات المتعارضة • باحة حركية -نخاع شوكي -عصب - عضلة • تدخل مركز عصبي

 يلتقط الإنسان من محيطه الخارجي إشارات مختلفة بواسطة :
• اعضائه الحركية • قشرته المخية • أعضائه الحسية الخمسة

 يؤدي تهييج المستقبلات الحسية إلى نشوء سيالة عصبية :
• حسية تنتقل بواسطة الألياف العصبية الحركية • حسية تنتقل بواسطة الألياف العصبية الحسية • حركية تنتقل بواسطة الألياف العصبية الحركية

تستجيب المستقبلات النوعية :
• لمنبهات نوعية حيث تتولد سيالة عصبية حسية • لمنبهات غير نوعية حيث تتولد سيالة عصبية حسية • لمنبهات نوعية حيث تتولد سيالة عصبية حركية

 يتطلب الانعكاس الخاص بثني القدم توفر العناصر التالية :
• النخاع الشوكي و العصب و الجلد • الدماغ و النخاع الشوكي و العصب • النخاع الشوكي و الجلد

تتكون المادة الرمادية أساسا من :
• ألياف عصبية • أجسام خلوية • من ألياف عضلية

 تتكون المادة البيضاء أساسا من :
• أجسام خلوية • ألياف عصبية • تشجرات نهائية •

تتكون الأعصاب من :
• عدد كبير من الألياف العصبية مجمعة في حزمات • عدد كبير من الأجسام الخلوية حيث تكون المادة الرمادية • من امتدادات لخلايا عصبية مجمعة في حزمات

يسمى مسار السيالة العصبية :
• الانعكاس • قوس الانعكاس • الانعكاس الشوكي .

لانعكاسات
الانعكاسات الغريزية العناصر المتدخلة في الانعكاسات -عندما نلمس جسما محرقا بالصدفة فإننا نقوم بحركة سريعة تجنبا للإحتراق ، هذه الحركة تصدر منا قبل أن نحس بالألم . -عندما تحط ذبابة على وجه نائم ، فإن هذا الأخير يطردها دون أن يستيقظ. تدعى مثل هذه السلوكات أللاإرادية : الانعكاسات الغريزية . و هي عبارة عن رد فعل لا إرادي ، متوقعة ناتجة عن تهييج أعضاء الحس المختلفة الموجودة بالجسم . يستلزم كل انعكاس شوكي تدخل العناصر الأساسية التالية : مستقبل حسي: تنشأ في مستواه السيالة العصبية الحسية إثر كل إهاجةفعالة. موصل حسي: ينقل السيالة العصبية المركزية الحسية . مركز عصبي : حيث تتحول السيالة العصبية الحسية إلى سيالة حركية . مستجيب حركي: حيث تؤدي السيالة العصبية إلى حدوث حركة . يوضح الرسم التخطيطي الآتي تلخيص ذلك. نسمي قوس الإنعكاس المسير الذي تسلكه السيالة العصبية في الإنعكاس . • ملحوظة 1: كلما زادت شدة الإهاجة إلا وزاد رد الفعل الإنعكاسي . • ملحوظة 2: بالإضافة للإنعكاسات النخاعية هناك كذلك انعكاسات دماغية

أعضاء الجهاز العصبي : يتكون الجهاز العصبي من -الدماغ ، و يشمل المخ و المخيخ و البصلة السيسائية. - النخاع الشوكي - الأعصاب تبين الملاحظة المجهرية لمقطع على المستوى المخ أنه يتكون من : -مادة رمادية تشكل قشرة المخ - مادة بيضاء داخلية

بنية المادة الرمادية و المادة البيضاء تبين الملاحظة المجهرية للمادة الرمادية أنها مكونة أساسا من أجسام خلوية نجمية الشكل بها امتدادات من نوعين : - امتدادات قصيرة تدعى التفرعات. - امتدادطويل يدعى المحورة و تشكل المحورات الألياف العصبية و تبين الملاحظة المجهرية للمادة البيضاء أنها تتكون أساسا من ألياف عصبية

بنية النخاع الشوكي يتبين من الملاحظة المجهرية للنخاع الشوكي أنه يتكون من مادة بيضاء و مادة رمادية ، ويرتبط كل عصب سيسائي بالنخاع الشوكي بواسطة جذرين حيث يتميز الخلفي عن الأمامي بوجود عقدة شوكية. عزيز عديل. شكرا ويكي هذا درس مأخوذ من الموقع أسفله:

إن الوحدة الأساسية للجملة العصبية هي العصبون أو الخليَّة العصبية. وتنتؤ زوائد شجرية عصبية من هذه الخليَّة المتخصصة تتلقى الرسائل الكهربائية من عصبونات أو عضلات وغدد أخرى أو ترسلها إليها.

وتقوم الخلايا الدِّبقيَّة وهي خلايا عصبية داعمة بحماية البلايين من العصبونات المترابطة التي تؤلف الجملة العصبية.
وتشكل هذه الخلايا أكثر من نصف الخلايا العصبية في كامل الجملة العصبية حيث تتواجد هذه الخلايا اللاستثارية بين العصبونات وحواليها.

صفحات: 1 2 [3] 4