Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - خلدون محمد خالد

صفحات: 1 [2]
16
منتدى علم الفيزياء العام / موجز حول : النسبية الخاصة
« في: يناير 23, 2009, 01:22:05 مساءاً »
تحية طيبة الأخ العزيز هشام

tA زمن وقوع الحادث A بالنسبة إلى  tB.   o زمن وقوع الحادث B بالنسبة إلى o .
الحادثان متزامنان بالنسبة إلى o إذاً نجد : tB =tA
t'A زمن وقوع الحادث A بالنسبة إلى 't'B. o زمن وقوع الحادث B بالنسبة إلى 'o .
حسب تحويلات لورنتس نجد :


إذاً الحادثان A ، B غير متزامنين بالنسبة إلى 'o .

على دروب الكلمة الصادقة نلتقي  '<img'>


تحياتي للجميع

خلدون محمد خالد

17
منتدى علم الفيزياء العام / موجز حول : النسبية الخاصة
« في: يناير 13, 2009, 06:12:30 مساءاً »
تحية طيبة، أخي العزيز هشام

مازلت مصراً على عدم النزول من القطار وعدم الصعود إليه. الشكل الذي رسمته مازال يخدعنا، فضربتا البرق في النقطتين A , B لا يمكن أن تكونا متزامنتين بالنسبة إلى المراقبين o ,o' معاً.
فإذا كانتا متزامنتين بالنسبة إلى o (المراقب داخل القطار) فهما حتما غير متزامنتين بالنسبة إلى o'. وإذا كانتا متزامنتين بالنسبة إلى o' فهما حتما غير متزامنتين بالنسبة إلى o.
فلكل من المراقبين أجهزة قياسه الخاصة وحدات قياسه وساعاته الزمنية، وأجهزته هذه غير متوافقة مع أجهزة قياس ووحدات قياس وساعات أي مراقب عطالي آخر يتحرك حركة مستقيمة منتظمة بالنسبة إليه، فالقياسات والحسابات ستكون مختلفة تماماً.
يتفق المراقبان فقط على قياس سرعة الضوء، ولحظة التقائهما، في هذه اللحظة يستطيع المراقبان o ,o' ضبط ساعتيهما عند الصفر معاً ولكن جميع القياسات الأخرى لا يتفقان عليها.
فمن خلال الحوار أرى أنك مازلت متأثراً بالمفهوم النيوتني للزمن، أي الزمن المطلق.
فهناك مراقب واحد يكون الحادثان بالنسبة إليه متزامنين إما o أو o' . حتى البعد بين النقطتين A , B لن يكون واحداً بالنسبة إلى المراقبين، لقد أهملته في الأشكال السابقة فهو لم يكن ضرورياً.
سأحاول بالشكل التالي دمج المراقبين o ,o' مع بعضهما مع مراعاة عدم تزامن الحادثين بالنسبة للمراقبين معاً.
شكل -1

ملاحظة : يمكن أن يكون الحادثان A , B متزامنين بالنسبة إلى المراقبين معاً فقط عندما يكون أحد المراقبين يتحرك على محور القطعة المستقيمة AB إما مقترباً أو مبتعداً. أنظر الشكل التالي :

شكل -2
سأقدم مسألة في النسبية قائمة على تناقض كموضوع منفصل، بغية تدعيم الحوار حول النسبية الخاصة في هذا المنتدى. '<img'>

أرجو المعذرة لم من الزملاء لم أتمكن من ارفاق صور من كمبيوتر الخاص فهل هناك طريقة لذلك.
سأرسل الصور بالبريد لك يا هشام.

أرجو تفعيل ارفاق ملف الصور حتى تصبح المواضيع أكثر علمية ووضوحاً.

أخي العزيز هشام شكراً على حوارك الراقي والمتحضر. أظن أنني عثرت على صديق في هذا المنتدى.
شكراً لهذا المنتدى الرائع والى كل الزملاء الرائعين فيه.

المخلص دوماً
خلدون محمد خالد

18
منتدى علم الفيزياء العام / موجز حول : النسبية الخاصة
« في: يناير 10, 2009, 12:47:46 مساءاً »
الأشكال بالترتيب هي






وإذا لم يظهروا عندك ارسل لي رسالة أقوم بتحميل الصور في البريد الإلكتروني

تحية طيبة

خلدون محمد خالد

19
منتدى علم الفيزياء العام / موجز حول : النسبية الخاصة
« في: يناير 09, 2009, 05:22:08 مساءاً »
تحية طيبة عزيزي هشام
.
لقد اقتربنا من حصر الأفكار التي يدور حولها الجدل. مسألة القياس، مسألة التزمان، والتجربة الفكرية التي ابتدعها آينشتاين.

في البداية يعتبر المبدأ الأول في النسبية الخاصة مبدأ فلسفياً فمن المتعذر اختباره عملياً فنحن لا نملك سوى جملة مقارنة واحدة هي الأرض وهي ليست جملة مقارنة عطالية.
 
حول مسالة القياس : تعتبر النسبية نظرية في الهندسة والقياس. عندما يطلب منا تحديد مستقيم أو قطعة مستقيمة، لا بد من تحديد علامات على أجسام محددة وإجراء القياسات لحساب المسافات بين هذه العلامات، حتى نعرف فيما إذا كانت هذه النقاط أو العلامات تقع على استقامة واحدة لتحدد مستقيماً أو قطعة مستقيمة. من هنا ندرك المعنى الفيزيائي للهندسة ومن هنا نجد أن الفراغ (المكان) قد اكتسب في النسبية الخاصة خواصاً فيزيائية؛ بعد أن كان خواءً لا شيء عند نيوتن.

عندما نقوم بدراسة حركة جسيم أو جسيمات أو تحديد أحداث لا بد من نسب هذه الحركة إلى جملة مقارنة عطالية (مراقب عطالي)خاصة في النسبية.

يجب أن نشير هنا أنه لا معنى للحركة من دون جملة مقارنة عطالية (مراقب عطالي) تنسب إليها الحركة.
إذاً هناك مراقب عطالي واحد (جملة مقارنة عطالية واحدة) تنسب لها الحركة، ولكل مراقب أجهزة القياس الخاصة به ووحدات القياس الخاصة به : لديه مقياس طول خاص به وله ساعاته الزمنية الخاصة به، أي له زمن خاص مرتبط بجملة المقارنة المنسوب إليها. قياساته لا تتوافق مع قياسات وأجهزة أي مراقب عطالي أخر يتحرك حركة مستقيمة منتظمة بالنسبة له. (من هنا أتى اسم النسبية).
رسم توضيحي يفسر بشكل صحيح الرسم الذي ورد في موضوع الزميل هشام.



رسم آخر



نلحظ أن الموجة الضوئية هي ذاتها في كلا الرسمين. فهي واحدة بالنسبة إلى المراقب داخل القطار والمراقب خارج القطار.
 
مثال آخر: ليكن لدينا نظامان من الإحداثيات oxyz ، o'x'y'z' تتوازى محاورهم الثلاثة وتتوافق بالاتجاه، وهم بحالة حركة نسبية فيما بينهم بسرعة V على طول المحور ox كما هو موضح بالشكل التالي :
 

عندما يلتقي المراقبان تنطلق موجة ضوئية من مبدأ الإحداثيات.
جزء من الموجة الكروية المنعكسة يعود إلى نقطة الأصل o ، نطلق على هذا الحادث E1. والجزء الآخر من الموجة الكروية يعود ليصل إلى نقطة الأصل o' التي يمكننا اعتبارها متحركة بالنسبة ل o والتي تكون قد انتقلت إلى النقطة x=x2، واستقبال الموجة الكروية المنعكسة عند نقطة الأصل o' يطلق عليه الحادث E2.
نلاحظ أن الحدث E2 يقع قبل الحادث E1 بالنسبة إلى o' ، أما بالنسبة إلى o فإن الحادث E1 يقع قبل الحادث E2.
نلاحظ ن الموجة الضوئية واحدة بالنسبة إلى المراقبين.
التجربة الذهنية أو الفكرية : أعود وأقول إنها وسيلة لشرح الأفكار وتوضيحها فهي ليست تجربة عملية ولا يعتمد عليها.

تحياتي للجميع
خلدون محمد خالد

20
منتدى علم الفيزياء العام / موجز حول : النسبية الخاصة
« في: يناير 05, 2009, 05:57:43 مساءاً »
تحية طيبة الزميل العزيز محمد هشام عارف الأرناؤوط

حول مبدأ النسبية الأول : جميع القوانين الفيزيائية هي نفسها في جميع الأطر المرجعية العطالية ، يعتبر مبدأ بدهي ومنطقي.
ومبدأ النسبية الثاني : سرعة الضوء (في الفضاء الحر) ثابت كوني مستقل عن أي حركة نسبية للمصدر أو للمستقبل. لا توجد أي تجربة علمية تناقض هذا المبدأ، كل التجارب تأكد هذا المبدأ والنسبية العامة والخاصة صامدة حتى الآن وكل عام تجرى العديد من التجارب للتأكد من صحة ثبات سرعة انتشار الضوء في الخلاء.
هنا يكمن الخطأ العلمي الأول : تتكلم عن تناقض فرضي النسبية وليس معك أي دليل علمي تجريبي على ذلك.

انطلاقاً من هذين المبدأين يجب إعادة وصياغة جميع القوانين الفيزيائية حتى تنسجم مع هذين المبدأين وأيضا مع تحويلات لورنتس.
إذا من الناحية العلمية المبدأين صحيحين لأنه لا يمكن البرهان على عدم صحتهما، والنظرية النسبية ناجحة في كل الاختبارات العلمية حتى الآن. اذاً من الناحية العلمية أي تناقض ظاهري يبدو لنا يجب البحث عن الطريقة الصحيحة لصياغته ضمن النظرية النسبية.

ومن فرض ثبات سرعة الضوء بالنسبة إلى جميع المراقبين العطاليين ينتج سقوط الزمن النيوتني ، أي أن الزمن غير مطلق، أي الأحداث المتزامنة بالنسبة لجملة مقارنة عطالية (مراقب عطالي) لن تكون متزامنة بالنسبة إلى جملة مقارنة عطالية أخرى (مراقب عطالي آخر).
وهنا يظهر الخطأ العلمي الثاني، ففي الشكل الذي رسمته، وهو التالي :

نلاحظ في العربة على اليسار أنك فرضت تزامن ضربتي البرق بالنسبة للمراقبين معاً وهذا هو الخطأ. فحسب النسبية الخاصة الحوادث غير متزامنة لأن المراقبين في حالة حركة نسبية. ( نعود ونقول المسألة هنا مسألة قياس وليست مسألة تأمل).
لقد فرضت في الشكل ثبات سرعة الضوء بالنسبة للمراقبين، ولكنك أيضاً اعتبرت الزمن نيوتني أي مطلق لأنك اعتبرت تزامن الحادثتين ضربتي البرق بالنسبة للمراقبين المتحركين حركة نسبية فيما بينهما. ومن هنا جاء التناقض.

ولكن هذا التناقض يمكن أن يجير لصالح النسبية الخاصة وليس ضدها. فيمكننا أن نستنتج أن الزمن غير مطلق وهو نسبي، وعدم تزامن وقوع الأحداث بالنسبة لمراقبين عطاليين يتحركان حركة مستقيمة منتظمة فيما بينهما.
فباستخدامك الزمن النيوتني (المطلق) كما هو موضح في الشكل السابق، استطعت أن تجمد الشكل وأن تكون داخل القطار وخارجه بنفس اللحظة. '<img'>

مع كل الاحترام والتقدير
زميلكم المخلص خلدون محمد خالد

21
منتدى علم الفيزياء العام / موجز حول : النسبية الخاصة
« في: يناير 03, 2009, 10:59:43 مساءاً »
رداً على تناقض فرضي النسبية للزميل هشام :
 
تعتبر التجارب الفكرية التي ابتدعها آينشتاين طريقة وأسلوب لشرح وتوضيح وتبسيط الفكرة، فهي ليست تجارب علمية وقد أطلق عليها هذا الاسم كتعبير مجازي.

إذا حدثت ضربتا البرق في وقت واحد عند طرفي عربة القطار المتحرك، عندما نقول هنا في وقت واحد نقصد تزامن حادثين لابد من نسب هذا التزامن إلى مراقب عطالي. فالمراقب داخل العربة سيرى الضربتين في وقت واحد، أي ستكون الضربتين متزامنتين بالنسبة له وغير متزامنتين بالنسبة إلى المراقب خارج عربة القطار. وكذلك المراقب خارج العربة والذي يقف في المنتصف إذا وجد ضربتي البرق متزامنتين بالنسبة له لن تكونا متزامنتين بالنسبة إلى المراقب العطالي داخل العربة. يجب أن نشير إلى أن المسألة هي مسألة قياس وليس مسألة تأمل. ففي الرسم الذي جاء في موضع تناقض فرضي النسبية للزميل هشام أن المراقبين كانا مراقب واحداً داخل العربة وخارجها بوقت واحد وهذا مستحيل، المراقب كان أنت الذي وضعت الرسم، فكنت تقف خارج وداخل القطار في الوقت ذاته ومن هنا جاء التناقض.

المخلص دوماً
خلدون محمد خالد

22
منتدى علم الفيزياء العام / موجز حول : النسبية الخاصة
« في: يناير 03, 2009, 10:55:12 مساءاً »
تجربة مايكلسون ومورلي Michelson-Morley experiment.
حتى أواخر القرن التاسع عشر لا تزال فكرة الأثير المادة التي تملأ الفضاء، وتأثير حركة الأرض عبر الأثير في سرعة الضوء المقاسة على سطح الأرض تثير نقاشاً واسعاً. لقد تم تصور انتشار الاهتزازات الضوئية عبر الأثير الافتراضي على الصورة ذاتها التي ترتبط بها الاهتزازات الصوتية عبر الوسط الذي تنتشر به، على سبيل المثال الهواء. فإذا تحركت الأرض عبر الأثير دون أن تحدث أي اضطراب فيه (من هنا نلاحظ صعوبة تصور فكرة أو فرضية الأثير) فإن سرعة الضوء بالنسبة إلى مراقب موجود على الأرض ستكون تابعة لجهة انتشار الضوء كما هو بالنسبة إلى الصوت. فسرعة انتشار الاهتزازات الضوئية المنتشرة في نفس اتجاه حركة الأرض تساوي إلى c – V حيث c سرعة انتشار الضوء عندما يكون الأثير ساكناً بالنسبة للمصدر الضوئي،و V سرعة الأرض بالنسبة إلى الأثير. وفي الاتجاه المعاكس لحركة الأرض تكون سرعة انتشار الاهتزازات الضوئية مساوية c + V. وتعطى سرعة انتشار الاهتزازات الضوئية وفق المنحى العامودي على حركة الأرض كالتالي: c2-V2. جذر (مربع سرعة الضوء –مربع السرعة V)

* Ether الأثير مادة افتراضية اعتقد بوجودها فيزيائيو القرن التاسع عشر، بأنها تملأ الكون كله وهو وسط ضروري لانتشار الإشعاعات الكهرومغناطيسية. وتم التخلي عن نظرية الأثير بعد عام 1905 عندما حظيت النسبية الخاصة لألبرت آينشتاين بالقبول. حيث لم يستطع العلماء بناء أي نموذج ميكانيكي للأثير وأي محاولة كانت نتائجها تدفع إلى اليأس. فكان من الأفضل للخروج من هذه الورطة بأن نقبل بأن الموجات الكهرومغناطيسية تنتقل عبر الفراغ (المكان-الزمان Space-time) الذي يمتلك هذه الخاصة الفيزيائية لنقل الموجات الكهرومغناطيسية.

لقد أجريت تجربة مايكلسون و مورلي عام 1887 ولم تفسر نتائجها السلبية إلا بعد ما يقارب العشرين عاماً، حيث تعد هذه التجربة واحدة من أشهر تجارب القرن التاسع عشر، وبالرغم من كونها تجربة بسيطة إلا أنها أحدثت ثورة علمية أدت إلى نتائج غاية في الأهمية.
 
ولكن تظهر لدينا مشكلة عملية في تجربة مايكلسون و مورلي هي أن البعد بين A و M1 والبعد بين A و M2 لا يمكن جعلهما متساويين بالضبط تماماً. وللتخلص من هذه المشكلة ندير الجهاز بمقدار 90 درجة بحيث يصبح AM2 بجهة خط الحركة و AM1 عمودياً عليه. ويصبح أي فرق بالطول غير مهم، وما نبحث عنه هنا هو انزياح أهداب التداخل عندما ندير الجهاز.
لقد كان جهاز مايكلسون و مورلي بقدر كافً من الدقة والحساسية لكشف وملاحظة أي انزياح في أهداب التداخل. حيث بينت الملاحظات والقياسات الدقيقة عدم وجود أي إزاحة حتى ولو بمقدار 10% من الإزاحة المتوقعة.
أعيدت التجربة عدة مرات على أيدي الكثير من الفيزيائيين وأدخلت عليها تعديلات معينة باستخدام ضوء له أطوال موجية معينة، وضوء النجوم، وضوء أحادي اللون، الليزر، كما أجريت التجربة على ارتفاعات مختلفة، وخلال أوقات مختلفة من السنة. ولكن جميع هذه التجارب أيدت مايكلسون و مورلي بعدم وجود أي إزاحة لأهداب التداخل في الحدود المتوقعة. وأن تأثيرات الأثير لا يمكن قياسها.
وبهذه النتيجة السلبية لتجربة مايكلسون و مورلي تم تفسيرها على عدم وجود أي انسياق للأثير. أي أن الأرض تجر معها الأثير كجو تابع لها (كما تجر الغرفة المغلقة الهواء الموجد داخلها)، فالأثير بجوار الأرض ساكن بالنسبة إليها. إن هذا التفسير ضعيف لأن انجرار الأثير ينتج عنه ظواهر أخرى ترتبط بانتشار الضوء وأن مثل هذه الظواهر لم تلاحظ أبداً. ولهذا بدأ الفيزيائيون باستبعاد فرضية الأثير.
ولكن العلماء لا يستسلمون بسهولة ولحل هذا اللغز اقترح لورنتس ، وفيتزجيرالد كل منهم مستقل عن الأخر أن جميع الأجسام المتحركة عبر الأثير تعاني تقلصاً في الطول باتجاه الحركة وأن هذا التقلص سيكون كافياً لتفسير هذه النتيجة السلبية. ولكننا يجب أن نشير هنا إلى أن تقلص لورنتس ، وفيتزجيرالد هو تقلص حقيقي أي أن الجسم ينكمش باتجاه الحركة في الأثير. أما ما يعرف بتقلص الطول في النسبية الخاصة Length contraction فهو مختلف تماماً وهو ناتج عن القياس للطول. فالمراقبين العطاليين المتحركين بالنسبة إلى بعضهم يقيسون أطوالاً مختلفة. ومن هنا تأخذ النسبية أسمها وفلسفتها، فالحقيقة حسب النظرية النسبية هي مسألة قياس.
ولكن الحل لهذه النتيجة المربكة في تجربة مايكلسون و مورلي جاء على يد آينشتاين عام 1905 عندما عرض نظريته في النسبية الخاصة التي نصت : أن سرعة انتشار الضوء لا متغيرة (ثابت فيزيائي) له نفس القيمة بالنسبة إلى جميع المراقبين العطاليين (المراقبون الذين يتحركون حركة مستقيمة منتظمة بعضهم بالنسبة إلى بعض).
فجهاز تجربة مايكلسون ومورلي لن يعاني انكماش في الطول حسب النسبية الخاصة لأنه في حالة ثبات نسبي بالنسبة إلى المراقبين اللذين يقومون بالتجربة.

يمكن صياغة النظرية النسبية الخاصة ضمن مبدأين أساسيين :
1- جميع القوانين الفيزيائية هي نفسها في جميع الأطر المرجعية العطالية (جمل المقارنة العطالية).
2- سرعة الضوء (في الفضاء الحر) ثابت كوني مستقل عن أي حركة نسبية للمصدر أو للمستقبل.
يؤكد مبدأ آينشتاين الأول في النسبية الخاصة بأن كل القوانين الفيزيائية تمتلك هذه الخاصية.
1- وبالتالي ينص مبدأ النسبية الخاصة على أن كل قانون فيزيائي لابد أن يكون له هذه الخاصة : إذا كان القانون الفيزيائي صحيحاً في أي نظام إحداثي فإنه لابد وأن يكون صحيحاً في أي نظام إحداثي آخر يتحرك بسرعة ثابتة بالنسبة إلى النظام الإحداثي الأول. يشير هذا المبدأ إلى وجود مجموعة من النظم الإحداثية تتحرك حركة مستقيمة منتظمة Uniform Motion فيما بينها، بحيث تبقى القوانين الفيزيائية صحيحة في أي نظام إحداثي منها. مثل هذه الأنظمة الإحداثية يطلق عليها اسم النظم الإحداثية العطالية Inertial Coordinate Systems.
يقر معظم الناس أن مبدأ النسبية الخاصة هذا بدهي. فمن الناحية العملية يتم تعيين وتحديد الكميات الفيزيائية مثل الموضع Position والسرعة Velocity حسب الطريقة التي نستخدمها، فنحن نعين موضع وسرعة جسم ما بعلاقته بالنسبة إلى أجسام أخرى، أو بعلاقته بالنسبة إلى نظام إحداثي حيث نقطة أصله ومحاوره متوضعة على أجسام معينة تعد مرجعاً. وبالتالي ليس لموضع وسرعة جسم أي معنى باستثناء علاقة موضعه وسرعته بالنسبة إلى أجسام أخرى، أو بالنسبة إلى نظام إحداثي. وانطلاقاً من هذه الفكرة لابد وأن تكون جميع الأنظمة الإحداثية متكافئة، وهذا بدوره يجعل مبدأ النسبية الخاصة معقولاً (منطقياً)، ولكن هذا ليس كافياً لإثبات صحته.
يجب أن نشير هنا إلى أن مبدأ النسبية الخاصة هو مبدأ عام ينطبق على جميع القوانين الفيزيائية. ويجب علينا أن نختبر كل قانون فيزيائي تم قبوله أو اقتراحه حديثا فيما إذا كان يتفق مع هذا المبدأ، وإذا لم يتفق فلابد من إيجاد التعديل المناسب للقانون الفيزيائي حتى يتفق وهذا المبدأ. لقد نجح آينشتاين في فعل ذلك مع قوانين الميكانيك وقوانين الكهرومغناطيسية. لقد استطاع آينشتاين أن يقودنا إلى عدة نتائج مذهلة كما سنرى حيث أصبحت كل القوانين المعدلة في اتفاق مع العديد من التجارب المختلفة، لقد أصبحت النسبية الخاصة في وقتنا الحاضر مبنية على أساس تجريبي راسخ.
تبدو معادلات ماكسويل في الكهرومغناطيسية أنها لا تخضع إلى تحويلات غاليله، فلا يبقى شكل المعادلات نفسه بعد إجراء هذه التحويلات عليها. وهذا سيؤدي بدوره إلى ظواهر كهربائية وضوئية داخل مركبة A متحركة بالنسبة إلى مركبة أخرى B، وهذا بدوره يتعارض ومبدأ النسبية.
وكنتيجة أخرى لمعادلات ماكسويل وجود الأمواج الكهرومغناطيسية التي تنتشر عبر المكان وفي جميع الاتجاهات بالسرعة نفسها (c=1/00 سرعة انتشار الأمواج الكهرومغناطيسية في الفضاء الحر) وبشكل مستقل عن حركة مصدر الاضطراب المسبب لهذه الأمواج (المنبع)، ولكن سرعة هذه الأمواج تتعلق بالوسط الذي تنتشر فيه والذي يملأ الفضاء كله. لذلك تم اقتراح فكرة الأثير Either (الوسط الذي يملأ الفضاء حيث تنتشر فيه الأمواج الكهرومغناطيسية بالسرعة c).
وهذا بدوره مشابه للصوت حيث تنتشر الأمواج الصوتية بسرعة مستقلة عن حركة المنبع الصوتي ولكنها تتعلق بالوسط الذي تنتشر فيه. وهذا بدوره ما كان يدعم فرضية الأثير.
فإذا كان لدينا مركبة فضائية متحركة بسرعة V وكان لدينا مصدر ضوئي (الضوء هو أحد أشكال الأمواج الكهرومغناطيسية) عند مقدمة هذه المركبة الفضائية، فإن سرعة الضوء المقاسة من هذه المركبة تساوي c + V. فبقياس سرعة الضوء في هذه المركبة نستطيع تحديد سرعة المركبة الفضائية بالنسبة إلى الأثير. حيث نحن نعتبر أن تحويلات غاليله صحيحة بدهياً. ومن هذه الفكرة يمكننا تحديد سرعة الأرض عبر الأثير. إلا أن جميع التجارب لمحاولة تحديد سرعة الأرض بالنسبة إلى الأثير باءت بالفشل. وهذا بدور أدى إلى وجود خلل ما في المعادلات الفيزيائية. فتوجهت أنظار العلماء إلى معادلات ماكسويل، حيث تم تعديل هذه المعادلات حتى تتفق وتحويلات غاليله. إلا أن هذه التعديلات قادت إلى تنبؤات بظواهر كهربائية جديدة لم يستطع أحد التحقق منها تجريبياً فتم هجر هذه المحاولات. كما تبين مع الوقت صحة معادلات ماكسويل، فكان لابد من البحث عن حل لهذه المشكلة في مكان آخر.
إلا أن هندريك أنطون لورنتز Hendrik Antoon Lorentz (1853-1928)  لاحظ أمراً ملفتاً للنظر عندما طبق التحويلات التالية على معادلات ماكسويل، حافظت معادلات ماكسويل على شكلها (حيث تعرف هذه التحويلات بتحويلات لورنتز).

وجاء آينشتاين معتمداً على أفكار بوانكاريه Poincaré, Jules Henri (1854–1912) : بأن جميع قوانين الفيزياء يجب ألا تتغير لدى إخضاعها لتحويلات لورنتز. إذن : يجب علينا تعديل جميع قوانين نيوتن حتى تنسجم مع تحويل لورنتز. وبما أن تحويل غاليله صحيح بالنسبة إلى السرع الصغيرة جداً بالنسبة إلى سرعة الضوء، فإن تحويلات لورنتز يجب أن تتضمن تحويل غاليله عندما تكون السرع صغيرة.
2- سرعة الضوء c ثابت كوني بالنسبة إلى كل النظم الإحداثية العطالية (النظم التي تتحرك بعضها بالنسبة إلى بعض بسرعة ثابتة). هناك العديد من التجارب التي تثبت صحة هذا المبدأ، من بين هذه التجارب المباشرة تجربة مايكلسون ومورلي Michelson and Morley .
إن مبدأ النسبية الثاني هو بشكل أساسي تعبير لقانون فيزيائي خاص يتعلق بانتشار الضوء فقط، والقانون علاوة على ذلك هو بحد ذاته أحد نتائج قوانين أكثر عمومية في الكهرومغناطيسية صاغها ماكسويل. لقد اختار آينشتاين هذا القانون لمبدئه الثاني في النسبية الخاصة، ليظهر كما سنرى في تحديد العلاقة بين الحركات النسبية للنظم الإحداثية. ولسرعة الضوء c دور جوهري وأساسي في النظرية النسبية، فسرعة الضوء c أبعد بكثير من كونها قانون سرعة انتشار الضوء. ومنه يمكننا صياغة المبدأ الثاني للنسبية الخاصة بشكل أكثر عمومية : تشتمل القوانين الفيزيائية على الثابت الكوني c (السرعة الثابتة كونياً). ولا بد أن نشير إلى أن المبدأ الثاني للنسبية الخاصة يتضمنه المبدأ الأول لأن سرعة الضوء هي ثابت كوني.

التناقض الظاهري المتعلق بسرعة الضوء.
رغم أن المبدأ الأول في النسبية الخاصة يتمتع بصفته البدهية، لكن عندما نضمه إلى المبدأ الثاني للنسبية الخاصة يقودنا هذا إلى عدد من النتائج المتناقضة، يجعل من الصعب للوهلة الأولى، قبول النظرية النسبية المبنية على هذين المبدأين. لنفرض أنه لدينا نظامين إحداثيين oxyz ، o'x'y'z'
 
يتحركان بعضهما بالنسبة إلى بعض حركة مستقيمة منتظمة بسرعة V ولنفرض أنه عند اللحظة t = 0 كانت نقطتا الأصل o , o' منطبقتين، حيث انطلقت نبضة ضوئية في اتجاه المحورين ox ، o'x' المنطبقين بعضهما على بعض كما هو موضح في الشكل. فخلال فترة زمنية t تكون النبضة الضوئية قد قطعت مسافة x تعطى بالعلاقة x=ct حيث c سرعة الضوء في الخلاء. وخلال هذه الفترة يكون النظام الإحداثي o'x'y'z' قد قطع مسافة h تعطى بالعلاقة h=Vt حيث V السرعة النسبية بين نظامي الإحداثيات. أما بالنسبة إلى النظام الإحداثي o'x'y'z' تكون النبضة الضوئية قد قطعت مسافة x' تعطى بالعلاقة x'=c't حيث c' سرعة الضوء في الإحداثيات o'x'y'z'. وبإجراء المحاكمة المنطقية التالية نحصل على النتيجة التالية :
 
وهذا بدوره يناقض المبدأ الثاني للنسبية الخاصة، هذه النتيجة التي توصلنا إليها بواسطة علاقات رياضية وهندسية بسيطة وواضحة، من الصعب أن نعتبرها خاطئة (فالمبدأ الثاني للنسبية الخاصة صحيح، و سنورد بعض البراهين التجريبية العلمية على ذلك). في حقيقة الأمر لا يوجد شيء خاطئ في هذه المحاكمة المنطقية. ولحل هذا التناقض الظاهري بين المعادلة  c – V    c' ≠ c = c' والمبدأ الثاني للنسبية الخاصة (ثبات سرعة ضوء في جميع النظم العطالية) يجب أن نفترض أنه عندما تتحرك جملة مقارنة بالنسبة إلى جملة مقارنة أخرى فإن وحدات الزمن أو الطول أو الاثنتين معاً ستكون مختلفة في جملتي المقارنة. فعلى سبيل المثال : ستقاس x' بوحدات أقل من الوحدات التي تقاس بها x ومنه فإن  c'= x'/t' ستصبح أكبر من c – V. وبطريقة مشابهة إذا كان الزمن t' يقاس بوحدات أطول من الزمن t' عندئذٍ ستصبح c'= x'/t' أكبر من c – V ، أي من هاتين الإمكانيتين أو كلتاهما  ستؤدي إلى جعل c' مساوية لِ c.

مثال من الطبيعة : يدور زوج من النجوم (نجم ثنائي) بعضهما حول البعض ضمن مسار دائري، حيث يقع مستوي دوران النجمين ضمن مستوي دوران الأرض حول الشمس، كما هو موضح في الشكل الآتي :
 

فإذا فرضنا أن سرعة الضوء تتعلق بسرعة المصدر، وإذا رصدنا أحد النجمين، فعندما يكون النجم في الموضع A فإن سرعة الضوء القادم منه نحو الأرض هي c – V ، حيث V سرعة النجم. وعندما يكون النجم في الموضع B فإن سرعة الضوء القادم منه نحو الأرض هي c + V. فمن أجل بعد معين للأرض عن النجم الثنائي ستصل الأشعة الضوئية من A و B بنفس اللحظة إلى المشاهد في الأرض، وسيرى هذا المراقب النجم في الموضعين A و B في الوقت نفسه.
ومن أجل بعد معين آخر سيرى المراقب النجم في الموضع B قبل أن يكون في الموضع A. وسيرى النجم في بعض الأحيان يتحرك باتجاه معاكس لحركته الأصلية. وسيكون من المتعذر التأكد من صحة قانون نيوتن في التجاذب الكوني.

سقوط الزمن النيوتني :
لنفرض وجود راصدين (مراقبين) A , B الراصد A داخل عربة قطار تتحرك بسرعة ثابتة بالنسبة إلى الراصد B الموجود خارجها. يقوم كل من الراصدين A , B برصد إشارتين ضوئيتين تنتقلان باتجاه نهايتي العربة e , d وذلك نتيجة لإضاءة مصباح كهربائي مثبت في منتصف العربة.


فبالنسبة إلى الراصد A فإنه يلاحظ وصول الإشارتين الضوئيتين إلى نهايتي العربة عند الوقت نفسه، لأن الإشارتين الضوئيتين تقطعان مسافتين متساويتين. والراصد A يعرف أيضاً أن سرعة الضوء c ثابتة في جميع المراجع العطالية. أما بالنسبة إلى الراصد B فسيرى غير ذلك، فهو يعلم أيضاً أن سرعة الضوء التي يقيسها الراصد A هي نفس سرعة الضوء التي يقيسها هو (مبدأ النسبية). فالإشارة الضوئية المتجهة نحو النهاية e سوف تصلها قبل أن تصل الإشارة الضوئية الأخرى النهاية d. لأن النهاية e تقترب من الإشارة الضوئية المتجهة نحوها، وبالتالي فإن الإشارة الضوئية المتجه نحو e تقطع مسافة أصغر. أما النهاية d فإنها تبتعد عن الإشارة الضوئية المتجه نحوها، وهذا بدوره يتطلب زمناً أكبر حتى تبلغ الإشارة الضوئية النهاية d.
إذن الراصدان A , B يعطيان نتيجتين مختلفتين للحادثين نفسيهما (وصول الإشارتين الضوئيتين  إلى نهايتي العربة).
أما بالنسبة إلى راصد ثالث C يركب عربة تتحرك بنفس اتجاه حركة عربة الراصد A ولكن بسرعة أكبر، فإن الراصد C سيرى الراصد A يبتعد عنه. وعند رصده للإشارات الضوئية سوف يجد أن الإشارة المتجه نحو النهاية d سوف تصلها قبل أن تصل الإشارة المتجهة نحو النهاية e هذه النهاية.
إذا ترتيب وقوع هذه الحوادث بالنسبة إلى الراصدين الثلاثة مختلفة. إذن تزامن الحوادث المنفصلة مكانياً والذي كان يعتبره نيوتن مطلقاً لأن الزمن مطلق عند نيوتن ليس كذلك في النظرية النسبية.

خلدون محمد خالد

23
زميلي العزيز محمد هاشم عارف الأرناؤوط

شكراً للمجهود الذي بذلته. لكنني أريد أن أتكلم بطريقة علمية : ما قدمته ليس بحثاً علمياً فليس لديك الدليل التجريبي على ما تقدمت به، وليس بحثاً نظرياً فهو غير موثق بالرياضيات على الأقل، وهنا اعذرني أن أقول أنه مجرد موضوع تعبير، هذا حسب نظري، فأنا أريد أن أتكلم بشكل علمي موضوعي، فالعلم هو الحقيقة وليس غيرها ولا مجاملة فيه "صديقك من صدق معك القول والفعل".

من ناحية أخرى يوجد بعض الأخطاء العلمية في الموضوع، تعود إلى سوء فهم بمبادئ النسبية الخاصة. سأحاول الرد على موضوعك قريباً إن شاء الله بموضوع منفصل.

الخلص دوماً
خلدون محمد خالد
تثمر المعرفة بالحوار

24
منتدى علم الفيزياء العام / العلم  Science. الجزء-1
« في: ديسمبر 24, 2008, 10:28:44 مساءاً »
هل يقف العلم كنقيض للفلسفة، أم هناك علاقة ما بين الفلسفة والعلم. كيف يمكننا أن نفهم هذه العلاقة بين العلم والفلسفة؟؟


على دروب الكلمة الصادقة نلتقي  ':<img:'>  



خلدون محمد خالد

25
منتدى علم الفيزياء العام / العلم  Science. الجزء-1
« في: أكتوبر 11, 2008, 06:58:12 مساءاً »
(باللغة اللاتينية scientia ، العلم بالشيء، وهي أصل الكلمة الإنكليزية Science)، مصطلح استخدم بدلالته الواسعة للإشارة إلى المعرفة المنظمة في أي مجال، لكنه عادة ما يستخدم مقارنة مع نظام ممارسة عقلية من الممكن إثباته بشكل موضوعي. إن الحصول على المعرفة ضمن هذا السياق يعرف بالعلم النظري (المجرد) Pure science، لتميزه عن العلم التطبيقي Applied science : الذي يبحث في الاستخدامات (التطبيقات) العملية للمعرفة العلمية.
أصبحت كلمة علم مألوفة، خاصة في المناهج المدرسية حيث حدد استخدام كلمة علم لدراسة العلوم الفيزيائية والحياتية مثل : الفيزياء، الفلك، الكيمياء، البيولوجيا، التشريح، والجيولوجيا. ومواضيع الدراسة التي تعرف الآن بالعلوم كانت سابقاً تقع تحت عنوان الفلسفة. وحتى عهد قريب بدايات القرن التاسع عشر مازال يطلق على الفيزيائيين والكيميائيين اسم فلاسفة.
فآدم سميث مؤسس الدراسة الحديثة للاقتصاد كان يعرف كفيلسوف أخلاقي أكثر منه كَعَالِم اقتصاد. إن كلمة عَالِم اخترعت في عام 1840 على يد الكاتب الإنكليزي William Whewell، وأصبح الاسم يشير تدريجياً إلى الأشخاص الذين يمارسون حقلاً خاصاً من المعرفة. فالمكانة المرموقة التي اتخذتها العلوم الطبيعية في ذلك الوقت أعطت للعلماء وزناً، على نقيض الفروع الأخرى التي كانت لا تأخذ بعين الاعتبار استخدام الطريقة العلمية.
يأتي معنى كلمة علم في اللغة العربية في القواميس المدرسية الحديثة : "مجموع مسائل وأصول كلية تدور حول موضوع واحد وتعالج بمنهج معين، وتنتهي إلى بعض النظريات والقوانين." وهو معنى قريب من المعنى الفعلي للعلم.
يجب هنا أن نشير إلى أنه عادة ما نستخدم كلمة علم في ثقافتنا بشكل غير دقيق، وأحياناً بشكل خاطئ تقريباً، فكثيراً ما نطلق على المواضيع المتعلقة باللغة العربية اسم علوم كعلم النحو، وعلم  
الصرف، وعلم المعاني والبيان والبديع، والشعر والخطابة التي تسمى بعلم الأدب. فهي ليست علوم بالمعنى الحرفي والدقيق للكلمة، يجب علينا أن نراعي التطور الذي طرأ على معنى العلم. يعتمد العلم الطريقة العلمية والتجربة في الكشف عن الحقيقة. والعَالِم هو من يعتمد الطريقة العلمية بما فيها التجربة والاختبار في الكشف عن الحقائق وصياغة التفسير والنظريات.
ويجب هنا أن نميز بما يعرف بالعلم الزائف سوديس سَيَنْس Pseudoscience : نظام من التصورات والافتراضات والطرائق التي تعتبر خطأً ووهماً علماً من العلوم، مثال على ذلك : التنجيم Astrology.
منشأ العلم
تعزى محاولات تنظيم وتصنيف المعرفة إلى أزمنة ما قبل التاريخ، كالرسومات التي رسمها إنسان العصر الحجري القديم Palaeolithic على جدران الكهوف، و التسجيلات العددية التي نحتت على العظام والأحجار، و الأشياء المصنوعة التي بقيت من حضارات العصر الحجري الحديث Neolithic. إن أقدم السجلات المدونة كبدايات للعلم الأولي (البدئي) أتت من حضارات ما بين النهرين Mesopotamian cultures : قوائم لمشاهدات فلكية، مواد كيميائية، أعراض أمراض، بالإضافة إلى ذلك جداول رياضية متنوعة منقوشة بالرموز المسمارية على ألواح طينية. وألوح أخرى تحمل تواريخ تعود إلى 2,000 BC يظهر فيها أن البابليين اكتشفوا نظرية فيثاغورس واستطاعوا حل المعادلات التربيعية، كما أنهم طوروا نظام العد الستيني.
ومن العصر نفسه تقريباً، احتوت وثائق البردي المكتشفة في وادي النيل على معلومات حول معالجة الجروح والأمراض، وتوزيع الخبز والبيرة، وحساب أحجام أجزاء الهرم. بعض وحدات الطول المستخدمة في أيامنا الحاضرة تعزى إلى النماذج المصرية الأصلية.
ظهور النظرية العلمية
المعرفة العلمية عند شعوب ما بين النهرين والمصريين كانت على وجه الخصوص ذات طبيعة عملية، مع قليل من النظام المنطقي. ومن بين أوائل الباحثين في الأسباب الأساسية للظواهر الطبيعية (ظهور الفكر النظري) : الفيلسوف طاليس Thales (640 ?-546 ? BC) في القرن السادس قبل الميلاد، الذي ابتكر فكرة أن الأرض عبارة عن قرص منبسط يطفو فوق الماء (العنصر الكوني) وأن الماء هو أصل كل الأشياء. والفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس Pythagoras، الذي اتبع طاليس وأسس حركة تؤيد بأن الرياضيات هي أساس كل الاستكشافات العلمية. افترض أتباع المدرسة الفيثاغورسية بأن الأرض الكروية تتحرك في مدار دائري حول نار مركزية. وفي أثينا القرن الرابع قبل الميلاد، امتزجت الفلسفة الطبيعية اليونانية القديمة مع علم الرياضيات الفيثاغورسي، حيث نتجت تراكيب من الفلسفات المنطقية لأفلاطون Plato (428 ? - 347 ? BC) و أرسطو Aristotle (384 - 322 BC). ففي مدرسة أفلاطون كان التشديد على التفكير الاستدلالي (الاستنتاجي) Deductive reasoning (الاستدلال Deduction : استخراج الخاص من العام) والتمثيل الرياضي؛ أما عند أرسطو فكان البارز هو التفكير الاستقرائي Inductive reasoning (الاستقراء Induction : استخراج العام من الخاص) والتوصيف النوعي. لقد قاد التفاعل بين هذين الاتجاهين من التفكير مقارنة مع العلم إلى معظم الانطلاقات التالية.
خلال العصر الإغريقي Hellenistic Age وبعد وفاة الإسكندر الكبير أجرى إيراتوشينيز Eratosthenes؛ رياضي وفلكي وجغرافي يوناني قياسات رائعة ودقيقة لمحيط الأرض. و الفلكي أرستارخوس Aristarchus الذي تبنى نظام للكواكب تقع الشمس في مركزه Heliocentric”" ورغم ذلك لم تحظى هذه الفكرة على الرضا في تلك الأزمنة القديمة. عالم الرياضيات والمخترع أرخميدس Archimedes (287 ? - 212 BC) الذي وضع أسس الميكانيك وعلم توازن السوائل؛ الفيلسوف والعالم ثيوفراستوس Theophrastus (372 ? - 287 ? BC) مؤسس علم النبات؛ والفلكي هيبارخوس Hipparchus (القرن الثاني قبل الميلاد) مطور حساب المثلثات؛ علماء تشريح وأطباء مثل : هيروفيلوس Herophilus (335 ? - 280 ? BC) و إيراسيستراتوس Erasistratus أسسا علم التشريح والفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء).
بعد أن دمر الرومان مدينتي Carthage و Corinth عام 146 BC فقدت الاستكشافات العلمية زخمها إلى أن انتعاشاً قصير الأمد حدث في القرن الثاني الميلادي تحت ظل الإمبراطور الروماني والفيلسوف Marcus Aurelius. حيث أصبحت مركزية الأرض Geocentric (اعتبار الأرض مركز للكون) والتي تمثلت بالنظام البطليموسي، الذي طوره عالم الرياضيات والجغرافي والفلكي اليوناني بطليموس Ptolemy (القرن الثاني الميلادي)، والأعمال الطبية للطبيب والفيلسوف اليوناني جالينوس Galen أصبحت بحوثاً علمية قياسية لكل ما سيأتي في العصور اللاحقة. في القرن التالي نشأ علم تجريبي جديد عرف بالكيمياء Alchemy انبثق عن تطبيقات علم المعادن. على أية حال حظي علم الكيمياء القديم هذا بالسرية والترميز التي حجبت بدورها مكاسب مثل : التجريب (الاختبار العلمي) كان من الممكن أن يجلبها للعلم.
العلم في ظل الحضارة الإسلامية
اطلع المسلمون في بداية حضارتهم على الثقافة اليونانية وعلى الكثير من الثقافات الأخرى. فقد كانوا على علم بالكثير من الأفكار النظرية عند اليونانيين على سبيل المثال :
نظام مركزية الأرض Geocentric System (اعتبار الأرض مركز للكون) والتي تمثلت بالنظام البطليموسي، الذي طوره عالم الرياضيات والجغرافي والفلكي اليوناني بطليموس Ptolemy (القرن الثاني الميلادي).
نظام مركزية الشمس Heliocentric Systems الذي تبناه الفلكي أرستارخوس Aristarchus، نظام للكواكب تقع الشمس في مركزه (الشمس مركز الكون). لم تحظى هذه الفكرة على الرضا في تلك الأزمنة القديمة.
كان المسلمون أيضاً على علم بفكرة كروية الأرض وبأفكار أخرى غيرها. لكنهم لم يقحموا أي من هذه الأفكار في النص الديني، لقد كانوا يفهمون النص الديني فهماً صحيحاً، واعتبروا هذه الأفكار من الغيبيات، وأنه لا يمكن فحص هذه الأفكار والتأكد من صحتها في ذلك العصر (لم تكن هناك التكنولوجيا المتطورة لفحص صحة مثل هذه الأفكار بطريقة حاسمة). وبهذا يكون العلماء المسلمون قد طبقوا أحد أسس النهج العلمي الحديث : "الفرضية التي لا تعرض نفسها للاختبار ليس لها أي قيمة معرفية". لذلك اهتم العلماء المسلمون بالمجال التطبيقي للعلوم التي تعود بالنفع على الإنسانية. كالفلك للاستفادة منه في الملاحة البحرية، الطب، الكيمياء، الرياضيات، والجغرافيا. لقد كان العلماء المسلمون تجريبيين وتطبيقيين بكل معنى الكلمة.
أبو الحسن بن الهيثم Abu al-Hassan ibn al Haytham (Alhazen) ((965-1038 :
نقض الحسن بن الهيثم الفكرة (النظرية) القائلة بأن الضوء ينطلق من العين، و أوضح أن الرؤية تحدث بانبعاث الضوء من الأجسام نفسها نتيجة لانعكاسه وانكساره عليها إلى العين حيث يتم إدراك هذه الأجسام. وكتابه كنوز البصريات نشر لأول مرة إلى اللغة اللاتينية عام 1572 يناقش في الحسن العدسات بما فيها عدسة العين، والمرايا المستوية والمنحنية، الألوان، ومبادئ الكاميرة (القمرة، الكاميرة ذات الثقب) ولد الحسن بن الهيثم في البصرة وانتقل إلى القاهرة، حيث شهد الفيضان السنوي لنهر النيل. أقنع الخليفة "الحكيم" بإرسال بعثة إلى الجنوب بغرض التحكم بمجرى نهر النيل وتزويده بنظام للري. واجهت بعثة الحسن بن الهيثم الكثير من الصعوبات.
اهتم الحسن بن الهيثم بعد ذلك بدراسة الدين، قبل أن يتحول بشكل تام إلى دراسة الفيزياء في منتصف حياته. إن نهج الحسن بن الهيثم في الرياضيات والتجارب كان من المستوى الرفيع من الفيزياء الإسلامية. الحسن بن الهيثم كان الشخص الأول الذي عرف استخدام الكاميرة ذات الثقب لدراسة الشمس خلال كسوفها. كما قام بالتوضيح بشكل دقيق الخداع البصري الذي يسببه كلاً من الشمس والقمر عندما يظهران أكبر حجماً قرب الأفق. واحد من أكثر أعماله المثيرة للاهتمام أن الغسق يبدأ عندما تكون الشمس عند الدرجة 19° تحت الأفق، كما أنه حاول قياس ارتفاع الغلاف الجوي من هذه المعلومات. حيث قدر سماكة الغلاف الجوي بحوالي 90 km.
ودرس الحسن بن الهيثم حركة الأجسام المادية، وفرض شيئاً قريباً جداً ومشابهاً لقانون نيوتن الأول، الأجسام المادية تستمر بالحركة حتى تؤثر بها قوة ما.
لقد أخذ البعض على الحضارة الإسلامية عدم ممارستها الفكر النظري فالعرب المسلمون لم يكونوا أصحاب نظريات علمية. ولكنني أدرك الآن دقة عمل العلماء المسلمين، فبعملهم هذا وضعوا أسس لما سيعرف بالعلم التجريبي.
اليونانيون القدامى تحذروا حول كل شيء أطلقوا أفكارهم النظرية في كل مجال ولكنهم كانوا أسرى عقيدة (فلسفة) خاطئة : "يمكن معرفة كل شيء بواسطة العقل الخالص". أما العلماء المسلمين لم يفعلون ذلك لقد قاموا بالتقصي والبحث والتجريب وبذلك أسسوا منهجاً موضوعياً لبحثهم العلمي، لقد اعتمدوا الصدق كأساس بحثهم وتقصيهم عن حقيقة الأشياء. اليونانيون القدامى كانوا فلاسفة عظام ولم يكونوا علماء ناجحين. أما المسلمون فكانوا علماءً حقيقيين، ولكنهم لم يكونوا فلاسفة.
الثورة العلمية Scientific Revolution
الثورة العلمية اسم أطلقه المؤرخون المعاصرون. تقريباً، على الفترة التي بدأها نيقولاوس كوبرنيكوس (1473-1543) Nicolaus Copernicus بتطوير نظام مركزية الشمس للكون، ونهايةً بنظرية الجاذبية لإسحق نيوتن (1643-1727) Isaac Newton. خلال هذه الفترة كانت الأرض قد نزعت من عقول العلماء كمركز للكون وأصبحت تبدو مجرد أحد الكواكب. فبانتصار الطرائق التجريبية والرياضية في ميادين العلوم الفيزيائية، تم اختراع فيزياء جديدة استطاعت استيعاب واحتواء الأرض والكون العلوي.
ففي بدايات عصر النهضة Renaissance اهتم الباحثون والدارسون بالدرجة الأولى بترجمة وفهم النصوص اليونانية القديمة. فأخذوا يبحثون ويفتشون بغية إعادة بناء وتنظيم المعرفة التي كانوا يعتقدون بأن اليونانيين القدامى قد امتلكوها ولكنها فقدت. فقد استخدم كوبرنيكوس وهو قس بولندي بعض النصوص المبهمة التي تشير إلى أن الإغريق كانوا يعتقدون أن الشمس هي مركز الكون. وأن كل الكواكب بما فيهم الأرض تدور حولها. والكتاب الذي أشار به كوبرنيكوس إلى هذه النظرية كان "في دورانات الكرات السماوية"، والذي نسج على منوال تركيب وبنية كتاب المجسطي Almagest لبطلميوس Ptolemy وهو كتاب قدمه بطلميوس في القرن الثاني الميلادي، يحتوي على الكثير من النصوص القديمة التي تشير إلى أن الأرض هي مركز الكون. وبمعزل عن نظرية كوبرنيكوس التي تشير إلى دوران الأرض حول الشمس، فقد كان كوبرنيكوس من الشكل المحافظ يعتقد بأن الحركة الكوكبية من الممكن تفسيرها كما فسرها اليونانيون القدامى من تراكب معقد من الحركات الدائرية.
وفي السنوات التالية أخذت تجري نقاشات هامة حول طبيعة الكون. لقد حفز مثل هذه النقاشات بعض الظواهر الفلكية كانفجار النوفا nova (النجم الجديد) عام 1572 والمذنب العظيم الذي ظهر عام 1577. لقد وفرت هذه الظواهر الدليل ضد أفكار المذهب الأرسطووي Aristotelian الذي يقر بتناسق السماء وخلوها من الأخطاء. ولتؤكد بأن مثل هذه الحوادث السماوية كانت قد تحدث. فقد قام النبيل الدنمركي تيخو براهة (1546-1601) بإجراء أول قياسات منظمة منذ العصور القديمة لمواضع النجوم والكواكب. واقترح براهة أيضاً نظرية للكون، فهو لم يقبل نظرية كوبرنيكوس كلها فقد اعتمد حلاً وسطاً فقد دمج بين نظام كوبرنيكوس ونظام بطلميوس. ففي نظام براهة بقيت الأرض ثابتة في مركز الكون والكواكب الخمسة المعروفة تدور حول الشمس، حيث هذه الشمس وهذه الكواكب تدور حول الأرض كل سنة، وتدور كرة النجوم حول الأرض دورة واحدة كل يوم. إلى أن التوفيق بين نظام مركزية الأرض Geocentric System ونظام مركزية الشمس Heliocentric Systems لم يحظى بدعم كبير.
وباستخدام بيانات وقياسات براهة استطاع جوهانس كبلر (1571-1630) Johannes Kepler أن يوضح بأن مدارات الكواكب قطوع ناقصة كما أنه كان قادراً لإيجاد العلاقة بين بعد الكوكب عن الشمس وسرعته. لم يستغني كبلر عن نظرية مركزية الأرض وحسب، فبأفكاره أيضاً التي تتعلق بالحركة الكوكبية تم الحد من ضم الحركات الدائرية التي كانت تستخدم لتفسير حركة الكواكب. تقريباً، وبنفس الوقت استخدم الفلكي الإيطالي غاليليو غاليلي (1564-1642) Galileo Galilei التلسكوب لدراسة السماء، استطاع توفير دليل رصدي راسخ عن نظام مركزية الشمس. كما أنه طور نظرية في الميكانيك كانت مضادة بكل معنى الكلمة للأفكار الأرسطووية. لقد أجبرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية غاليليو على التخلي عن عقيدة مركزية الشمس كنظرية فيزيائية. إن الصراع بين تعاليم الكنيسة و النظرية العلمية كان أحد المظاهر التي أدت إلى الإرباك والتشويش، أثر ذلك بجميع المثقفين الأوروبيين، عندما خسرت الأرض مكانتها المقدسة في مركز الكون.
وعند نهاية القرن السابع عشر ظهر الكثير من الأعمال العلمية المتقدمة والتي كان من أبرزها أعمال أسحق نيوتن Isaac Newton في إنكلترا. فسر نيوتن قوانين كبلر في الحركة الكوكبية والكثير من الظواهر الفلكية بواسطة قانونه في الجاذبية. وهكذا وفر نيوتن وبشكل نهائي تفسيراً فيزيائياً ناجحاً لحركة الكواكب. وبمكانيك نيوتن الذي كان بالإمكان تطبيقه على جميع الجزيئات المادية في الكون، أنهى بذلك الاختلاف الأرسطووي بين الظواهر الأرضية والسماوية.
يدرك الكثير من المفكرين أن الثورة العلمية مازالت في طور الإنجاز -مصطلح "الثورة العلمية Scientific Revolution" لم يظهر إلا في وقت متأخر- فمن الخطأ الاعتقاد بأن بناء العلم قد تم إنجازه بشكل تام. ':<img:'>

خلدون محمد خالد

صفحات: 1 [2]