يحرص كثيرون على اقتناء حيوانات أليفة في منازلهم، إما لحبهم الشديد وولعهم بالحيوانات، أو من باب الوجاهة كما يعتقد البعض، أو ربما من باب تقليد الآخرين من دون وعي بمدى مسؤولية رعاية واقتناء هذه الحيوانات ومتطلباتها، من قطة أو أكثر إلى كلب أو أكثر، أو كليهما معا في بيت واحد، أو طيور الزينة، والسلحفاة أو حتى ذلك النوع الذي يفضله البعض من الفئران البيضاء.
والنتيجة أمراض وحساسية وأعراض صحية غير طبيعية تحيرهم ويتساءلون عن السبب، بينما السبب متحرك أمامهم ليل نهار يشاطرهم حياتهم، فما الذي يمكن أن تؤدي إليه مثل هذه الحيوانات المنزلية.
الحساسية تأتي على رأس الأمراض التي تسببها الحيوانات الأليفة، مع الأخذ في الاعتبار أن الحساسية مرض وراثي يصيب الأطفال بنوع من الاكزيما والطفح الجلدي والارتكاريا، مع الاستعداد للإصابة بالربو، وكثرة الالتهابات في جفون العين وتكون الصورة أوضح لدى الأطفال لدى الأطفال الذي يقتنون حيوانات أليفة في المنازل، ويرجع ذلك لعدة عوامل إما من الحيوان نفسه، وإما من فراء الحيوان أو إفرازاته. فـمن المألوف التصاق الأطفال بالحيوان المنزلي عن طريق الملامسة من خلال اللعب والملاطفة، وبالتالي فإن فرصة التعرض للإصابة بالحساسية تكون أكثر.
و تتميز هذه الحساسية بحكة جلدية وخروج إفرازات سائلة صفراء اللون من سطح الجلد، وعادة ما تظهر هذه الأعراض في الأطفال صغار السن في باطن الكوعين أو في باطن الركبتين وقد تتحسن هذه الحساسية ثم تعود مرة أخرى، وقد تطول فنرة الإصابة بها ثم يحدث أن يكتسب الطفل مع مرور الوقت نوعا من التعود عليها، وتتحسن الحالة نسبيا. والحساسية تصيب الأطفال نتيجة للحشرات التي يحتويها جلد الحيوان مثل البراغيث، فتحدث التهابات جلدية أولية تأخذ شكل الارتكاريا الحبيبية، ويحدث تهيج للمناعة الداخلية للطفل. وتختلف عن النوع السابق الذي أشرنا إليه في أنها تصيب الطفل بالارتكاريا وتكون ظاهرة على ظهر الذراعين وفي منطقة البطن، وعادة ما يمكن رؤية الحشرة نفسها أو أثرها.
هناك أيضا نوع آخر من الالتهابات الجلدية التي تنتقل عن طريق الحيوانات الأليفة ويكون مصدرها الحشرات التي تنمو على فرائها، حيث تنقل نوعا معينا يتأرجح مفهومه بين البكتيريا والفيروس. وهي شيء معد يحدث التهابا جلديا يصاحبه التهاب بالمفاصل وقد يصاحبه حساسية عامة بالجلد.
أيضا فإن مرض الجرب ينتشر بين الحيوانات الأليفة وينتقل إلى الإنسان، ومع الإصابة بالحساسية تتضاعف حدة الحالة لأن الجرب إذا ما أصاب الإنسان مع الحساسية يصعب السيطرة عليه في العلاج، نظرا إلى أن الجلد ليس تربة سهلة للعناية وخاصة إذا كان ملتهبا.
بمعنى أن الأمر لا يقتصر على العلاج بمضادات الحساسية، لأن المضادات الأخرى المستخدمة لعلاج طفيل الجرب تحدث تهيجا بالجلد، وفي الوقت نفسه تزيد أدوية الحساسية العدوى من طفيل الجرب، ومن هنا يصعب السيطرة على المرض.
والنصيحة: منع تربية الحيوانات الأليفة إذا كان لدى الأطفال حساسية أو استعداد وراثي للإصابة بها. ويجب الحرص بعدم السماح للحيوانات الأليفة بإخراج إفرازاتها داخل المنزل، ومراقبة هذه الحيوانات إذا أصيبت بأمراض سقوط الشعر أو خلافه، وسرعة التوجه إلى الطبيب البيطري من منطلق أن الطفيليات الموجودة على شعر الحيوان أو من برازه تكون دقيقة يصعب رؤيتها بالعين المجردة.
وهناك جهات كثيرة وتخصصات متشعبة في العلاج لمثل هذه الحالات، فهناك طبيب الجلد وطبيب الأطفال وطبيب الأمراض الصدرية والطبيب البيطري. وكل هؤلاء فريق متكامل يصل بالحالة إلى بر الأمان.
'>