Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - rana

صفحات: 1 2 [3] 4 5 6 ... 8
31
منتدى علوم البيئة / حماية البيئة.. فريضة شرعية
« في: مايو 24, 2005, 01:30:20 مساءاً »
حماية البيئة.. فريضة شرعية
 
أصبحت قضية البيئة بمشكلاتها المتعددة بدءا من تلوثها، واستنزاف مواردها، وصولاً إلى الإخلال بتوازنها، حديث العالم كله، حتى قال بعض الباحثين: لو كان للبيئة لسان ينطق، لصكت أسماعنا صرخات الغابات الاستوائية التي تحرق عمدا في الأمازون، وأنين المياه التي تخنقها بقع الزيت في الخلجان والبحار، وحشرجة الهواء المختنق بغازات الدفيئة والرصاص في المدن الكبرى.

وفي مساهمة لتجلية النظرة الإسلامية إلى البيئة وإصلاحها والمحافظة عليها فكرا وتطبيقا أتى كتاب "رعاية البيئة في شريعة الإسلام" للدكتور يوسف القرضاوي، ليوضح الموقف الإسلامي الأصيل القديم من القضية البيئية.

وقد احتوى الكتاب الذي يقع في 258 صفحة على حشد كبير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والآراء الفقهية في شأن رعاية البيئة، والكتاب في حقيقته هو بحث تقدم به الكاتب إلى "المنتدى العالمي للبيئة من منظور إسلامي" والذي انعقد في مدينة الرياض السعودية عام 2000، ويتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد و6 فصول.

ولتوصيف رؤية الإسلام للبيئة يقول الدكتور القرضاوي: إن البيئة خُلقت مهيأة لتحقيق مصلحة الإنسان وتوفير حاجاته، وإن الله تعالى خلقها بطريقة تفرض عليها أن تتكامل وتتعاون مع بعضها البعض، ومن ثم فالحفاظ على أن يؤدي كلٌّ من مكونات البيئة دوره المنوط به يعتبر أمرا شرعيا، وذلك حتى لا يحدث خلل في الكون.

والناظر إلى الإسلام عقيدة وشريعة يجد أن رعاية البيئة تتصل بعدد من العلوم الإسلامية، وفي مقدمتها علم أصول الدين الذي يرى أن البيئة مخلوقة مثل الإنسان وأنها مكلفة بالسجود لله تعالي وتسبيحه ولكن بطريقة يعلمها الله تعالى، فالإنسان ليس إلها في الكون ولكنه مخلوق مثل بقية الأشياء المحيطة به، إلا أن الإنسان مميز عليها بالعقل وبالإرادة.

وينطلق من هذه الرؤية الفلسفية الإسلامية للكون أمور أخرى، منها ضرورة ألا يفسد الإنسان الكون من حوله، وضرورة أن ينشر في الكون الخير والصلاح بمفهومه الشامل وأن يعمر الأرض بإحياء مواتها واستصلاح أراضيها.

لا ضرر ولا ضرار

وترتبط رعاية البيئة بعلم السلوك في الإسلام على اعتبار أن الدين في حقيقته هو السلوك والخلق، ولذا أعلنت النصوص الإسلامية الصريحة أن امرأة دخلت النار في قطة حبستها، وأن رجلا دخل الجنة في كلب سقاه بعدما رأى ما فيه من شدة العطش.

بل إن الإسلام نظر إلى الأمور البيئية نظر ود وحب، فجعل القرآن الكريم الحيوانات والطيور أمما مثل أمة الإنسان، ونص القرآن الكريم أن الشجر والدواب والجبال والنجوم تسجد لله تعالي مثل الإنسان المؤمن وأنها تسبح ربها.

ويرى علماء الأخلاق المسلمون الكون (البيئة) على أنه آية من آيات الله تستوجب من الإنسان التفكر فيها، وأنه نعمة تستوجب الشكر والمحافظة عليه والاستمتاع بعنصر الجمال فيه وتنمية هذا الجمال؛ لأن كل شيء في البيئة من الضروري أن يظهر فيه بديع صنع الخالق سبحانه.

أما علم الفقه وأصوله فقد ارتبطا بالشأن البيئي ارتباطا كبيرا في حالة السلم والحرب على حد سواء، ووضع الفقهاء عددا من القواعد التي تنظم هذا الأمر مثل قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، وأن الشرع أتاح لولي الأمر فرض بعض العقوبات التعزيرية التي من الممكن اللجوء إليها في عصرنا الحالي لمن يسيئون إلى البيئة.

وأشار الدكتور القرضاوي إلى أن المحافظة على البيئة داخلة في مقاصد الشريعة الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، فإفساد البيئة إضاعة لمقاصد الشريعة الإسلامية.

الركائز الإسلامية لرعاية البيئة

وقد تناول د. القرضاوي في بحثه ركائز أساسية لرعاية البيئة منها:

التشجير والتخضير: فهناك آيات وأحاديث كثيرة تحض على الغرس والزرع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من نصب شجرة، فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر، فإن له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز وجل" (رواه أحمد).

العمارة والتثمير: ويأتي في مقدمتها إحياء الأرض الموات وتثمير الثروات وتنمية الموارد، ولذا اعتبر الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه "الذريعة إلى مكارم الشريعة" أن عمارة الأرض أحد مقاصد خلق الإنسان، ولذا كان الحديث النبوي "من أحيا أرضا ميتة فهي له" (رواه أبو داود)، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتزع أرضا كانت مقطوعة إلى رجل يسمى "بلال بن الحارث المزني" لأنه لم يستطع أن يعمرها كلها.

النظافة والتطهير: على اعتبار أن الطهارة من شروط بعض العبادات خاصة الصلاة، ولذا شاعت بين المسلمين مقولة "النظافة من الإيمان" وأوردت السنة النبوية آدابا كثيرة في النظافة والاغتسال والتطيب وحسن الهندام خاصة في المناسبات العامة كصلاة الجمعة والعيدين، وحثت على إماطة الأذى عن الطريق.

المحافظة على الموارد: يقول تعالى "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها "(الأعراف :56) والإفساد يكون بالإتلاف وتفويت المنافع أو التلويث والإسراف، أو بإشاعة الظلم والباطل والشر، ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يذبح له شاة حلوبا. وفي السنة إنذار لمن يقتل طيرا أو حيوانا بغير منفعة أو يتخذ شيئا فيه روح هدفا للتصويب عليه، كما أن بها حثا على الاستفادة بجلد الميتة.

الحفاظ على صحة الإنسان: وهناك حشد كبير من النصوص الإسلامية من قرآن وسنة يدعو إلى الحفاظ على الصحة بدءا من الدعاء بطلب العافية ومرورا بالوسائل التي تجلب العافية وتحافظ على سلامة البدن وحتى التعامل الإيجابي مع المرض في حالة وقوعه والمحافظة على البيئة حتى لا تنتقل عدوى المرض إلى الآخرين.

الإحسان إلى البيئة: والإحسان كلمة تتضمن الإتقان والشفقة والإكرام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُميل للقطة الإناء حتى تشرب ثم يتوضأ بفضلها، وكان بعض الخلفاء مثل عمر بن عبد العزيز يكتب إلى عماله ألا يُحمّلوا الإبل فوق ما لا تطيق وألا يضربوها بالحديد.

ومن روائع حديث فقهاء المسلمين في الإحسان إلى الطير ما كتبه العلامة المغربي "أبو علي بن رحال" من ضرورة أن يتفقد الإنسان الطير الذي يحبسه كما يتفقد أولاده، وأن يضع لهذا الطير خشبة ليركب عليها الطائر حتى لا يضر الوقوف على الأرض بالطائر (لاحظ هنا مراعاة البعد النفسي والبيئي للطائر في شريعة الإسلام).

المحافظة على البيئة من الإتلاف: ونهى الإسلام عن الإتلاف البيئي للأحياء والنباتات والعمران سواء كان ذلك بدافع القسوة أو الغضب أو العبث أو الإهمال أو في العمليات الحربية؛ لذا كان المؤرخ الفرنسي "جوستاف لوبون" يقول: "ما عرف التاريخ فاتحا أعدل ولا أرحم من العرب" ومن يتابع الجرائم الأمريكية في فيتنام والعراق يتأكد من رحمة المسلمين بغيرهم وبالبيئة أثناء العمليات العسكرية والحروب.

رعاية البيئة واقع تاريخي

وعبر بحثه تناول القرضاوي عددا من الوقائع التاريخية في الاهتمام الإسلامي بالبيئة، منها وجود مؤسسات لرعايتها في بعض الفترات، حيث إنها لم تترك لضمير الفرد فقط، ومن هذه المؤسسات مؤسسة الحسبة التي كانت تقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع.

ومن الكتب التي صدرت في هذا الأمر كتاب "نهاية الرتبة في طلب الحسبة" للشيزري، ومما ذكره هذا الكتاب في شأن المراقبة على الخبازين ما ملخصه: ضرورة رفع أسقف الحوانيت وأن يصمم فيها منافذ لتسريب الدخان حتى لا يتضرر الناس، وأن يقوم الخباز بمسح الفرن بخرقة نظيفة قبل وضع العجين فيه، وأن تنظف أوعية العجين جيدا بالماء، وألا يعجن العجان برجليه الدقيق لأن في ذلك مهانة للطعام، وأن يضع العجان على فمه كمامة حتى لا يعطس في العجين، وأن يشد على جبينه عصابة حتى لا يسقط عرقه أثناء العجين، وأن يُخصص له شخص بمنشّة حتى يطرد عنه الذباب إذا كان يعجن بالنهار.

وسائل معاصرة لحماية البيئة

وعرض القرضاوي عددا من الوسائل المعاصرة التي يمكن استخدامها لحماية البيئة ورعايتها، منها: تربية النشء على الوعي البيئي، وتبصيره بحقيقة الموقف الإسلامي الأصيل من البيئة ورعايتها، وتثقيف الجماهير عبر وسائل التثقيف المختلفة، وإيقاظ الضمير الديني في رعاية البيئة.

كما أشار إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام الضمير الاجتماعي المتمثل في الرأي العام ليمارس دوره في هذا الشأن، مع سن بعض القوانين والتشريعات التي تحافظ على البيئة من عبث العابثين، بالإضافة إلى إيجاد قنوات من التعاون الفعال مع المؤسسات الدولية والإقليمية المهتمة بالبيئة.

32
منتدى علوم البيئة / طموح إلى بيئة نظيفة
« في: مايو 16, 2005, 11:21:13 صباحاً »
بات الحديث عن تلوث البيئة موضوع يثير النفور لدى بعض الأشخاص لكثرة تكراره وتداوله من قبل المختصين وغير المختصين، من قبل الموقنين بضرورة الحدّ منه والعمل بجدية من أجل القضاء عليه إلى أصحاب الشعارات فقط.

بينما يثير هذا الموضوع الحزن لدى أشخاص آخرين،لأنه يعيدهم إلى بيئاتهم الأولى التي نشأوا فيها، حيث غُرست فيهم خصال الحب والإيثار وحب العلم والعمل، فإذا بهم يُطالبون بتحسين بيئتهم الطبيعية التي لوثتها أيدٍ بشرية تدّعي تمسكها بالعلم والتقنية، فكان نتاجها دخان السيارات، الانبعاثات السامة من المعامل والمصافي، روائح التبغ والتنباك، وتلوث التربة كما لُوثت المياه في البحار والأنهار.

أخذوا يحلقون بخيالاتهم ويتساءلون أيّة بيئة تحتاج إلى إصلاح حقيقي ؟ البيئة الطبيعية أم النفسية والأخلاقية ؟ بالتأكيد تبدو المفارقة كبيرة بينهما،فالأولى يكسو معظم أراضيها بساط أخضر يُخفف من وطأة التلوث، كما تزينها المباني الحديثة الشاهقة التي تسر العين وتثلج الفؤاد وتوحي بتقدم العلم .. لكن ذلك يحدث للوهلة الأولى، بل قُلّ عند النظرة الأولى. لكن هل يُخفف التلوث الأخلاقي عندما تنظر إلى إنسان يزين شخصيته الهشة بشهادة جامعية باتت عبئاً عليه بدل أن تكون وساماً على صدره، لأنه لم يقدّر قيمة ما يحمل ولم يحسن استثمارها.

ونتساءل متى تصبح بيئتنا الأخلاقية نظيفة ونحقق الشعارات التي تُطرح في وطننا الغالي مثل " أن العامل الماهر يجب أن يُعطى حقه وأن المسيء يجب أن يُعاقب ".وأن ...

إلى متى يبقى الإنسان الكفء الطموح- الذي أحب العلم للعلم والعمل، وحمل على عاتقه عبء التطوير والتحديث - مشلول الحركة ينظر بعينين دامعتين إلى ما آل إليه حالنا، وقد أعطانا الوطن الكثير من العلم وفرص العمل.

أما آن أن نرد بعض جميله .. بعض عطائه لأنه بحاجة إلى سواعد عمالنا الأكفاء الأوفياء.ننتظر بفارغ الصبر إنشاء وحدة معالجة للأخلاق الملوثة.
آمل ألا يطول انتظارنا

33
منتدى علوم البيئة / الأراضي الرطبة
« في: مايو 16, 2005, 11:09:55 صباحاً »
الأراضي الرطبة

2.1 ما هي الأراضي الرطبة
هي بقعة من الأرض تغمرها المياه التي يتراوح ارتفاعها من عدة سنتيمترات قليلة إلى ستة أمتار .
وهي إما طبيعية أو من صنع الإنسان , دائمة أو مؤقتة , باردة أو دافئة مياهها عذبة أو مالحة , وتنتشر الأراضي الرطبة في كل مكان , وتعتبر البحيرات والآبار والعيون والأنهار وامتدادات الطمى على الشواطئ المعرضة للمد أو الجزر أنواعا من الأراضي الرطبة .
وتعتبر الأراضي الرطبة من أسرع التكوينات الجيولوجية إلى الزوال وأن عمر البحيرة يعتبر لحظة سريعة بالنسبة لعمر الأرض ومن ثم فإن حماية الأراضي الرطبة ضروري لحماية الطبيعية والتوازن البيئي .

2.1 كيف تتكون الأراضي الرطبة
هناك نوعين على الأقل من البحيرات : بحيرات داخلية و بحيرات شاطئية , وفي كلا النوعين الداخلي والشاطئي تختلف مراحل تطور البحيرات , فالبحيرات الشاطئية تتميز بأنها قريبة من شاطئ البحر تكونت من غمر البحر في الأماكن المنخفضة الموازية للشاطئ . وبعد انحسار البحر تبقى مياه الغمر كبحيرات شاطئية خلف عوائق طبيعية شاطئية مثل التجمعات الرملية التي تعمل كسد طبيعي بين هذه البحيرات والبحر ويبقى في أغلب الأحيان اتصال بين البحيرة الشاطئية والبحر .
وتوجد عادة مراحل لتطور البحيرات أو الأراضي الرطبة يعرف باسم التطور البيئي ويحدث هذا التطور ببطء على آلاف السنين من لحظة نشوء البحيرة وحتى لحظة زوالها وتشارك فيه وتتفاعل معه النباتات والحيوانات وجميع الكائنات الحية التي تعيش بها أو بجوارها .
وفي البداية تكون البحيرة مفتقدة إلى النباتات كما تندر بها الحيوانات ثم شيئا فشيئا يتكون حزام من النباتات والأعشاب ويترسب الرمل والطمى في القاع الذي تنقله السيول ومجاري المياه وتميل البحيرة إلى الامتلاء ببطء .

3.1 أهمية الأراضي الرطبة
1.تعتبر الوظائف الأيكولوجية والبيولوجية التي تؤديها الأراضي الرطبة في مجال الحفاظ على التوازن البيئي بوصفها المكان الملائم لتهيئة أسباب الحياة لمجموعات متميزة من النبات والحيوان ولا سينا الطيور المائية هامة جدا .
2.تعتبر الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة مصدرا رئيسيا للحصول على المياه اللازمة للزراعة (البحيرات العذبة – دلتا الأنهار- مناطق السدود) والمناطق التي تغمرها السيول .
3.تعد الأراضي الرطبة مخزن للتنوع الوراثي وكذلك  تنوع الفصائل الحيوانية وتحتوي الأراضي الرطبة على أنواع لا حصر لها من الحيوانات و النباتات .
4.تعد الأراضي الرطبة العذبة والمالحة من المصادر الرئيسية للحصول على الأسماك بمختلف أنواعها والتي يستغلها الإنسان كغذاء ومصدر للبروتين الحيواني .
5.تعمل الأراضي الرطبة كمصدر طبيعي لاحتوائها على الطمى والرواسب كما تقوم بتلاقيه وترشيح الماء الذي يمر بها وهي تعمل كقطعة من الإسفنج فتخزن الماء الزائد حتى يأتي وقت الحاجة إليه .
6.تعد الأراضي الرطبة أيضا وسيلة هامة من وسائل النقل البحري في العالم .
7.تعمل على ترشيح وامتصاص المواد العضوية كالنترات والفوسفات وتخلص التربة من المواد العالقة بها .
8.تعد الأراضي الرطبة من المناطق الهامة للسياحة المحلية والقومية .
9.مصدر للصناعات مثل صناعة استخراج الملح والمحطات البخارية للطاقة .
10.تعد الأراضي الرطبة من المناطق ذات التراث التاريخي الهام للبشر .
11.مصدر لممارسة رياضة صيد الطيور (المنظم) كمصدر لغذاء السكان المحليين .
12.مناطق للدراسة والبحث والثقافة ولنشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع .



4.1 المشاكل التي تهدد الأراضي الرطبة

توفر الأراضي الرطبة الغذاء والمأوى والأمن لأعداد هائلة من الطيور المهاجرة والمقيمة والعابرة ولكنها تتعرض للكثير من المشاكل منها عمليات التجفيف لتحويلها إلى أراضي زراعية , أو لإقامة مناطق سكنية أو طرق سريعة أو تنزح مياه البحيرات لاستخدامها في ري الأراضي الجافة و توليد الكهرباء بجانب استخدامها مكان للصرف الصحي وإلقاء الملوثات فتتعرض للتلوث وتصبح غير صالحة لمعيشة الكائن الحي .

1.التلوث :
من السهل رؤية التلوث في المسطحات المائية كالأنهار والبحار والسهول وعادة تجد الملوثات طريقها للماء عن طريق واحد من اثنين من المصادر الآتية /
أ‌.ملوثات من مصدر محدد: مثل مخرجات المصانع والمنازل والصرف الصحي .
ب‌.الملوثات ذات المصادر غير المحددة: وهي التي عادة ما تأتي من مياه الري للأراضي الزراعية , ملوثات الهواء التي تسقط مع الأمطار , المراكب التي تستخدم الأراضي الرطبة كوسيلة نقل وتلقي بمخلفاتها .

2.تجفيف الأراضي الرطبة :
تتعرض بعض الأراضي الرطبة إلى التجفيف بغرض تحويلها إلى أرض زراعية أو مدن سكنية لمواجهة الزيادة السكانية الصحية .

3.الصيد المخالف :
صيد الطيور أثناء هجرتها وهو يعتبر من أكبر الأخطار التي تواجه الكائن الحي كان قديما الهدف من الصيد الحصول على مصدر للطعام , أما اليوم فغالبا ما تقتل الطيور بغرض التسلية وإشباع الرغبة في الصيد وينتج عن ذلك موت ملايين من الطيور كل موسم للهجرة .

34
منتدى علوم الأرض / البترول
« في: مايو 01, 2005, 02:04:59 صباحاً »
المقدمة
 
 البترول في المعجم هو زيت للوقود والاستصباح، ينتج من تحلل كائنات عضوية، غالبا بحرية في باطن الأرض، ومن مشتقاته النفط ومعناه زيت الحجر، والنفط في لسان العرب لابن منظور، وفي مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي هو الدهن. وكلمة نفط قد تكون نبطية أو يونانية أو آكدية الأصل كما قد تكون عربية سامية، فالنبط هو ما يتحلب في البئر عند بداية حفره، والأنباط عاشوا في شمال شبه الجزيرة العربية، وعملوا بالزراعة وبرعوا في استخراج الماء من الأرض، وكانت عاصمتهم سلع "البتراء حاليا". وقد أخذ اليونان كلمة نفط من العرب، وسموها نفثا Naphtha، كما أطلق العرب على حقل البترول "النفاطة".
  ومن ناحية أخرى عربت كلمة بترول من اللفظ الإنجليزي Petroleum، الذي يتكون من شطرين أولهما يوناني هو بترو Petro أو بترا Petra ويعني الصخر، والثاني لاتيني هوOleum  ويعني الزيت، فيكون معنى هذه الكلمة زيت الصخر.
   ترتبط آفاق التنمية الشاملة للدول العربية عامة، ودول الخليج العربية خاصة، ومشكلاتها، وأزماتها ارتباطاً وثيقاً بمعدلات إنتاج البترول وأسعاره، وسياسات تسويقه، وتأمين تدفقه ونقله إلى الدول المستهلكة. وفي الوقت الذي تتفهم فيه الدول العربية المصالح الحيوية للدول الصناعية في الشرق الأوسط؛ إلا أن هذه الدول لا تقيم وزناً، لمصالحها المباشرة، قبل كل شيء، فهي تسعى منذ أواخر السبعينيات إلى خفض أسعار البترول، وفرض معدلات إنتاجه بما يخدم تلك المصالح. لذلك يبدو ضروريا أن يمارس العرب من جديد دبلوماسية الطاقة المنسقة إستراتيجيا، مثلما فعلوا عام 1973م، حينما ضاعفوا أسعار تسويق البترول، في إطار الحفاظ على ثرواتهم الطبيعية، وتوظيفها لتنمية شعوبهم.
   وتعتمد الاقتصاديات العربية على البترول والغاز إلى حد كبير، ويملك العرب 63% من احتياطيات العالم المؤكدة من البترول، وإن كانوا لا ينتجون حالياً سوى نحو 38% من الإنتاج العالمي منه، ما يؤكد ضرورة وضع إستراتيجية عربية منسقة، متتابعة المراحل؛ للحصول على نصيب عادل من سوق البترول الدولية، وبخاصة مع تزايد حاجة العالم للطاقة، بسبب تزايد معدلات النمو الاقتصادي والسكاني في دوله المتقدمة والنامية معاً، بل إن نسبة الزيادة في استهلاك الطاقة في الدول الصناعية تفوق كثيراً معدلات تزايدها السكاني.
  ويمثل البترول والغاز، حالياً، نحو 60% من موارد الطاقة في العالم، وسترتفع هذه النسبة إلى 65% بنهاية عام 2010م، كما يتزايد الطلب العالمي للبترول حاليا بمعدل 1.8% سنويا، ما يتطلب المزيد من جهود الاستكشاف والتنقيب، لتنمية الاحتياطي العالمي المرجح من البترول، وهو ما يتطلب استثمارات كبرى؛ لتمويل المسح الجيولوجي الجيوفيزيائي والحفر، واستخدام أفضل طرق الإنتاج البترولي وتسهيلاته، وتحسين تقويم الاحتياطيات وإدارتها بمهارة.
 ولا يزال حوض الترسيب العربي الكبير غنيا بمكامن بترولية لم تكتشف بعد، أو هي في سبيلها للاكتشاف، مثلما يزداد ترجيح وجود مكامن كبرى في المياه العميقة في البحر المتوسط، والساحل الشرقي للبحر الأحمر، إلى جانب الحقول البحرية في الخلجان العربية، وبخاصة الخليج العربي.
 ومن الضروري مواكبة التطور المعاصر في تقنيات المسح الجيوفيزيائي، وتكنولوجيا الحفر، والإنتاج، وضبط معدلاته، وتنمية الحقول البترولية، والتخطيط المتكامل لنقل البترول وتصديره وتسويقه وتصنيعه، لا سيما مع التنوع العظيم في المنتجات البترولية، والاستخدام الواسع لها في شتى مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات؛ ما يجعل البترول أداة كبرى للرخاء العربي.
   ولم يعد منطقيا ألا تستخدم الصناعات البتروكيماوية والكيميائية في الدول العربية سوى 10% فقط من إنتاجها من البترول الخام، وألا تمتلك عدة دول عربية أية مشروعات لتسييل الغاز الطبيعي أو الغازات البترولية، وتكتفي بحرقها، في الوقت الذي تستغل فيه دول أوروبا واليابان هذه الغازات صناعيا بنسبة تقترب من 99%، ولا يكلفها تصنيع المتر المكعب من الغاز أكثر من 10% من سعر بيعه في السوق العالمية.
  ويفرض ذلك كله نقل تكنولوجيا التنقيب عن البترول إلى الوطن العربي وتوطينها، لتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية في المسح الجيولوجي الجيوفيزيائي، وتطوير الخبرات العربية في مجالات تسجيل الآبار وتنمية الحقول البترولية، ثم تصنيع البترول وجعله هدفاً إستراتيجياً يسبق تصدير الخامات البترولية، وأصبح ضروريا مضاعفة طاقات التكرير في الدول العربية، ورفع قدرات إنتاج البتروكيماويات الدول العربية المنتجة للبترول كافة، بما يضاعف المكون البترولي في الناتج المحلي الإجمالي، ويواكب التطور المعاصر في إنتاج الطاقة.

الفصل الأول

البترول مصدراً للطاقة

**اكتشاف البترول
 
        يسمى البترول ومشتقاته بالهيدروكربونات Hydrocarbons، وهذا المصطلح الكيميائي يدل على مختلف المركبات البترولية في جميع حالاتها، غازية أو سائلة أو صلبة، فيقال إن البترول سائل هيدروكربوني. وقد تعرف الإنسان البترول منذ ما يزيد عن خمسة آلاف سنة، وكانت البداية بالغاز الطبيعي، وأبخرة البترول التي تسربت خلال الشقوق الأرضية، من حقول البترول القريبة من سطح الأرض، وأشعلتها الصواعق في أثناء العواصف والبرق، فصنعت أعمدة النار التي لا تنطفئ في فارس القديمة، والتي قدسها المجوس بعد أن انبهروا بإشعاعها الحراري دون أبخرة سوداء، كالتي تصاحب اشتعال المواد الصلبة، وأسموها النار المقدسة.
    عرف الناس أيضاً منذ زمن بعيد الأسفلت أو البتيومين، في صورة برك ضحلة، أو رشح ذي رائحة اكتشفها قدماء المصريين في وادي النيل، والبابليون في أرض الرافدين "دجلة والفرات" والآشوريون في سورية.
   يتكون البترول في باطن الأرض على أعماق مختلفة من سطحها، ويتحرك خلال الصخور الرسوبية المسامية إلى أن يواجه بطبقات صماء، فيتجمع في المصائد البترولية Petroleum Traps. وتؤدي الزلازل والهزات والتحركات المستمرة للقشرة الأرضية إلى صدوع وشقوق أرضية، يتسرب من خلالها البترول إلى سطح الأرض، وتتصاعد أبخرته، وتتبقى مادة البتيومين اللزجة السوداء، برائحتها الكبريتية المميزة، وقدرتها على الطفو على سطح الماء دون أن تمتزج به.
    وقد استخدم البتيومين في العصور القديمة مادة لاصقة للأحجار والأخشاب في عمليات البناء، ومادة عازلة للرطوبة وللماء على أسطح الأبنية، ولطلاء القوارب والمراسي النهرية والبحرية، وعزل قنوات الري. ولقد كان سكان الشرق الأدنى أول من استخدم النفط والبتيومين أو القار لأغراض متعددة، سواء في الطب، أو الوقاية الصحية، أو العلاج البيطري، ومصدراً للطاقة في التدفئة والإضاءة، أو في القتال باستخدام السهام النارية.
  استعمل قدماء المصريين البتيومين والأنسجة المقطرنة، وبعض المواد الراتنجية الطبيعية في التحنيط، كما استخدم الآشوريون الأسفلت في الطب البدائي؛ لمعالجة الجرب في الإنسان والحيوان. وعندما اكتشفت قابلية الأسفلت للاشتعال، استخدم مصدراً للتدفئة، وفي مشاعل الإضاءة، وطهي الطعام، وفي تطهير البيوت والشوارع، بل وفي إطلاق الكرات الملتهبة الحارقة في ميدان القتال.
    واستخدم الأسفلت في العصور الوسطى، في طلاء السفن الشراعية، والبخارية الخشبية. ولكن الاهتمام العلمي والجيولوجي بالبحث عن مكان البترول تأخر إلى العصر الحديث، واستند إلى تراث علماء المسلمين، الذين كانوا أول من تولى تقطير النفط كيميائياً، والحصول على بعض مشتقاته التي تستخدم وقوداً، ومن بين هؤلاء نذكر محمد بن زكريا الرازي، وإخوان الصفا.
  ولقد اكتشف أول بئر للبترول في الولايات المتحدة عام 1806م في أثناء البحث عن الماء، ثم عرف الأمريكيون أن الزيت الناتج قابل للاشتعال، وللاستخدام في الطاقة، وحفرت أول بئر لاستخراج زيت البترول في مدينة "تيتوسفيل Titusville " بولاية بنسلفانيا Pennsylvania في الولايات المتحدة، وزاد الإنتاج الأمريكي من البترول بمعدل بطيء حتى بلغ عام 1860م نحو ألفي برميل/ يوم.
   والبترول مصدر غير متجدد للطاقة، تكون منذ ملايين السنين تحت سطح الأرض أو البحر، ويوجد في طبقات الصخور الرسوبية المسامية التي تكونت في بيئة بحرية، أو قريبة من البحار أو المحيطات، والتي يتراوح عمرها التكويني بين حقبة الحياة العتيقة Paleozoic وبين الحقبة الحديثة Cenozoic، وذلك على هيئة حبيبات دقيقة في هذه الصخور الرسوبية.
  تكون البترول إذاً في أزمنة جيولوجية مختلفة، وتحرك خلال الطبقات الأرضية، وتجمع في تراكيب جيولوجية خاصة، احتوته وحدّت من ترحاله، وتسمى مصائد البترول.
  ويصحب وجود الزيت في أغلب الأحيان بعض الغازات الهيدروكربونية مثل الميثان، والبروبان، والبيوتان التي تكون طبقة عليا فوق سطح زيت البترول في المكمن أو المصيدة، إلى جانب بعض المياه المالحة التي تشكل طبقة سفلية في المكامن.
  وقد تكون الغازات حرة طليقة في المكامن بمفردها، أو تكون في أعلى الزيت في المصائد مصاحبة له، كما قد تكون ممتزجة به تحت تأثير الضغوط التي تتعرض لها في المصيدة البترولية، وتنفصل عن الزيت إذا انخفض الضغط سواء في المصيدة أو عند الإنتاج. أما المكثفات فهي هيدروكربونات خفيفة توجد في مصيدة البترول في الصورة الغازية، ولكنها تتكثف عندما تصل إلى سطح الأرض، وتتعرض للضغط الجوي، ومنها البنتان، والأوكتان، والهكسان.

35
منتدى علوم البيئة / التنوع الحيوي
« في: أبريل 28, 2005, 11:50:59 صباحاً »
   مفهوم التنوع الحيوي     What is Biological Diversity    

يمثل الصون الحيوي العمود الفقري لحماية الكائنات الحية , وقد نجد لمصطلح التنوع الحيوي عدة معان مختلفة , والتعريف الذي أورده المرفق العالمي لحماية الحياة البرية يعرف التنوع الحيوي بأنه ملايين النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة بما فيها من جينات وراثية , والبيئات والأنظمة البيئية المتداخلة التي تشترك تلك الكائنات الحية في نسجها فيما يعرف باسم المجال الحيوي .من خلال التعريف السابق فإن التنوع الحيوي لابد وأن يتضمن مستويات ثلاثة تشمل :

أولا : التنوع على مستوى الأنواع Species Diversity
ذلك يتضمن المدى الكلي للأنواع الكائنة على سطح الأرض من كافة الكائنات كافة بداية من أنواع البكتيريا والفيروسات وكل الكائنات وحيدة الخلية مرورا بالنباتات و الحيوانات والفطريات عديدة الخلايا . إن التنوع في الأنواع يمثل المدى الكامل لتطور وتأقلم الأنواع في بيئة معينة ومن ثم فإن التنوع على مستوى المجتمعات الحيوية يمثل الاستجابة الشاملة من الأنواع للظروف البيئية المختلفة . يمد التنوع الحيوي على المستوى النوعي الناس بالمصادر الطبيعية والمصادر البديلة , كمثال لذلك : فإن الغابة الاستوائية المطيرة بها العديد من الأنواع التي تنتج العديد من المنتجات النباتية والحيوانية والتي تستخدم كغذاء ودواء وكساء .

ثانيا : التنوع على المستوى الوراثي Genetic Diversity
ونقصد بذلك التنوع الوراثي في نطاق الأنواع سواء في المجتمعات المنفصلة جغرافيا أو بين الأفراد داخل المجتمع نفسه . والتنوع الوراثي ضروري لكل نوع لصون نشاطه الحيوي وقدرته على التزاوج ومقاومة الأمراض والقدرة على التأقلم مع ظروف التغير , كما أن للتنوع الوراثي أهمية خاصة في برامج التربية لدعم وتحسين المحاصيل الزراعية الحديثة من النباتات والحيوانات الأليفة .

ثالثا : التنوع الحيوي على مستوى المجتمعات الحيوية
Community and Ecosystem Diversity
المقصود بذلك التنوع في الموائل والنظم البيئية . إن كل مستويات التنوع الحيوي ضرورية لاستمرار بقاء الأنواع وكذلك للمجتمعات الطبيعية ومن ثم لضمان بقاء الجنس البشري حيث تمثل المجتمعات الحيوية في مختلف الأنظمة البيئية من صحار ومراع وأراض رطبة وغابات الأساس في أداء تلك الأنظمة البيئية المتواجدة في تلك البيئات مما يمكنها من توفير الحاجات الأساسية للبشر وكذلك حماية التربة من التآكل وتجديد نقاء الهواء والغذاء والماء .




    الاهتمام بالتنوع الحيـويConcern of Biological Diversity            

يرجع العلماء الاهتمام بظاهرة الانقراض الجسيمة التي تسود العالم إلى أربعة أسباب : السبب الأول يتمثل في حدة التهديدات الحالية غير المسبوقة للتنوع الحيوي , إذ أنه لم يحدث على مر التاريخ أن كان هذا الكم من الأنواع معرضا إلى التهديد بالانقراض خلال مثل هذه الحقبة الزمنية المحدودة .
السبب الثاني هو أن تهديد التنوع الحيوي يتزايد نتيجة للزيادة السكانية السريعة التي تستهلك كميات أكبر من الموارد الطبيعية , ومما يزيد الأمر سوءا ما نعايشه من تطور تكنولوجي مستمر . هذا الموقف ينذر بكارثة متفاقمة حيث إن كثيرا من الدول الاستوائية فقيرة إلى درجة أنها لا تستطيع أن تضع حماية تنوع ثرواتها الطبيعية ومن بينها التنوع الحيوي ضمن أولوياتها  الوطنية إذا ما قورنت بالتحديات الأخرى التي تواجهها سواء من انتشار الأمراض الخطيرة مثل الإيدز وغيره أو تخلف البنية الأساسية لتلك الدول .
يتمثل السبب الثالث في أن العلماء باتوا اليوم متأكدين من أن الكثير من العوامل التي تهدد التنوع الحيوي متآزرة , بمعنى أن عددا من العوامل الفردية مثل الأمطار الحمضية وقطع الأشجار والصيد الجائر تتآزر في تأثيراتها ومضاعفاتها مما يزيد الموقف سوءا .
وأخيرا يتمثل السبب الرابع في إدراك أن الظروف السيئة التي يتعرض لها التنوع الحيوي هي في الوقت ذاته , ستنعكس على الإنسان كذلك , إذ أن الإنسان يعتمد دائما على البيئة الطبيعية المحيطة في الحصول على احتياجاته من المواد الخام والطعام والدواء والماء الذي يشربه .
قد يشعر بعضنا بالإحباط عندما يدركون فداحة ما تتعرض له الأنواع من انقراض هذه الأيام , غير أنهم يمكن أيضا أن يشعروا بالتحدي لما يحدث وأن يجعلوا ذلك دافعا لهم للقيام بعمل شيء ما لوقف هذا التدمير , إذ أنه بناء على ما سوف نتخذه من قرارات وما نؤديه من أعمال أو ما نمنعه منها خلال العقود القليلة القادمة سوف تحدد عدد الأنواع التي ستبقى حية في العالم , وربما ينظر الناس يوما ما خلفهم إلى السنوات القليلة الماضية كفترة مثيرة غير عادية , تمكن فيها عدد محدود نسبيا من الأفراد ذوي الإرادة من الحفاظ على العديد من الأنواع ولعلنا نتفاءل ونقول بعض المجتمعات الحيوية الكاملة .
الصون الحيوي هو فرع جديد من العلوم متعدد التوجهات , نشأ حديثا استجابة لهذه الأزمة التي  يتعرض لها التنوع الحيوي , ولهذا العلم هدفان : الأول هو البحث في مدى تأثير الإنسان على الأنواع , والمجتمعات والنظم البيئية , أما الثاني هو تقديم المقترحات العملية لمنع انقراض الأنواع الحية , وإن أمكن إعادة تسكينها في أنظمة بيئية نشطة . وقد برز علم الصون الحيوي نظرا لأن اتجاهات التخصصات التقليدية ليست كافية كلا منها على حدة للتعامل مع هذا المستوى من التهديدات الحرجة التي تجابه التنوع الحيوي . فعلوم الزراعة والغابات وإدارة الحياة البرية وبيولوجيا الأسماك كلها اهتمت كعلوم في المقام الأول بتطوير أساليب لإدارة أعداد محدودة من الأنواع من أجل تلبية حاجة الأسواق أو للترويح . تلك الفروع من المعرفة لا توجه اهتمامها إلى حماية جميع الأنواع الموجودة في المجتمعات الحيوية أو ربما قد تعتبرها قضية هامشية . أما علم الصون الحيوي فيتكامل مع الفروع التطبيقية ويعطي توجها نظريا عاما لحماية التنوع الحيوي , وهو يختلف عن تلك الفروع الأخرى في أنه يهدف في المقام الأول إلى ضمان حماية طويلة الأجل للمجتمع الحيوي بأكمله , وإلى اعتبار العوامل الاقتصادية ذات أهمية ثانوية .
إن فروع العلم الأكاديمية التقليدية مثل إحيائية الجماعات والتصنيف البيئة والوراثة تمثل لب علم الصون الحيوي , كما أن العديد من علماء هذا الفرع قد ترعرعوا في أحضانها , وتعود خلفيتهم العلمية إليها . و كذلك فإن العديد من قادة العمل في الصون الحيوي مارسوا العمل في حدائق الحيوان والحدائق النباتية , ولديهم خبراتهم في الحفاظ على الأنواع وإكثارها في الأسر .
 ونظرا لأن الجزء الأكبر من أزمة التنوع الحيوي تنشأ نتيجة للضغوط البشرية ,فإن الصون الحيوي يتضمن التفاعل و التكامل بين الأفكار والخبرات المستمدة من العديد من المجالات العلمية الأخرى . و مما يوضح ذلك , أن القانون والسياسة البيئية يشكلان الأساس اللازم لفرض الحماية الحكومية للأنواع النادرة و المهددة بالانقراض وكذا الموائل المهددة , أما القيم البيئية فإنها توفر الإطار الأخلاقي والمنطقي للحفاظ على الأنواع .

والعلوم الاجتماعية مثل علوم أصول الإنسان والاجتماع والجغرافيا توضح لنا كيفية حفز المواطنين ورفع وعيهم البيئي وتعليمهم كيفية حماية الأنواع الموجودة في بيئاتهم , بينما علم الاقتصاد البيئي يوفر أساليب تقدير القيمة الاقتصادية للتنوع الحيوي مما يعضد الدعوة إلى الحفاظ عليه , وفي الوقت نفسه فأن علماء النظم البيئية وعلماء المناخ يرصدون الخواص الحيوية والفيزيائية للبيئة , ويطورون الأساليب الخاصة التي تساعد على التنبؤ بعواقب الإخلال بتوازن النظم البيئية .
هناك فرق جوهري بين مفهوم الصون الحيوي وفروع العلم الأكاديمية , تتمثل في أن الصون الحيوي يحاول أن يقدم حلولا عملية يمكن تطبيقها تحت الظروف الحقلية , لمجموعة أسئلة محددة .
هذه الأسئلة تتعلق بكيفية اختيار أفضل الآليات وأسس تحديد أولويات حماية الأنواع النادرة وقواعد تصميم وإنشاء وإدارة المحميات الطبيعية , وبداية برامج الإكثار للإبقاء على التنوع الوراثي في المجموعات النادرة وكيفية التوفيق بين اهتمامات الصون ومتطلبات السكان المحليين .
إن الاختبار الحقيقي لنجاح علم الصون الحيوي هو مدى قدرته على صون الأنواع والمجتمعات الحيوية , فإذا تمكن نوع مهدد من البقاء في موائله الطبيعية وأن يواصل تطوره . حينئذ يمكن القول إن هذا العلم قد أدى دوره أما إذا فشلت أساليبه في الإبقاء على تلك الأنواع فقد فشل هذا العلم في مهمته .
الصون الحيوي هو العلم التطبيقي الذي يتعامل مع الأزمات , فالقرارات التي تتصل بقضايا الصون تتخذ كل يوم تحت الضغوط الطارئة و الشديدة , ولذا فإن علماء الصون الحيوي في المجالات المتصلة به يجب أن يكونوا مهيئين جيدا – كخبراء – لإسداء النصح إلى الحكومات والمؤسسات الصناعية والتجارية وتلبية الاحتياجات الشعبية العامة , لاتخاذ القرارات المصيرية , إلا أنه وبحجة ضيق الوقت نجد أنه غالبا ما تتخذ القرارات بشأن تصميم المحميات وإدارة الأنواع دون النظر إلى بحوث العلماء اللازمة لذلك , ولهذا يجب على علماء الصون الحيوي أن يكونوا مستعدين لإبداء وجهات نظرهم بناء على الأدلة والبيانات والقياسات المتاحة , ولتدعيم ذلك بالنظريات المقبولة والأمثلة المقارنة والانتهاء إلى التوصيات السليمة . فإذا لم يكونوا مستعدين لإسداء مثل هذا النصح فإن القرارات ستتخذ سواء بالمنع أو بالسماح بالتنفيذ ارتجاليا وبناء على معرفة ضحلة بالمتطلبات الضرورية للمجتمعات الحيوية والأنواع المهددة بالانقراض .


   تعريف الأنواع            What is Species

تباين الأنواع يشمل كل أفراد النوع الموجودين على سطح الكرة الأرضية . وعملية تعريف وتصنيف النوع تعد واحدة من أهم أهداف الصون الحيوي . لكن السؤال هو كيف يستطيع العلماء المتخصصون في علوم الأحياء والتصنيف القيام بتصنيف فرد معين من بين تلك الأعداد المهولة للمخلوقات التي تعيش على سطح الأرض حيث إن كثيرا منها ذو صفات غير ظاهرة أو لا يتميز بصفات واضحة , عموما فإنه للإجابة عن هذا السؤال يمكن القول بأن النوع يمكن أن يعرف غالبا بإحدى طريقتين :

أولا :  التعريف المورفولوجي يرى أن النوع يمكن أن يعرف بأنه مجموعة الأفراد التي تختلف في صفاتها الظاهرية أو المورفولوجية وفي وظائف أعضائها أو فسيولوجيا وبيوكيميائيا عن باقي  أفراد المجتمعات الأخرى في بعض الخواص , وهذا ما يعرف بالتعريف المورفولوجي للأنواع . ونلاحظ أن هذا التعريف للأنواع يعتبر واحدا من أكثر التعاريف استخداما بواسطة علماء التصنيف المتخصصين في تعريف وتصنيف العينات المجهولة من الأنواع .





ثانيا : قد يعرف النوع على أنه مجموعة الأفراد التي تستطيع أن تتكاثر فيما بينها و لا تتكاثر مع أفراد المجموعات الأخرى وهذا ما يعرف بالتعريف الحيوي للأنواع . والاعتماد على أسلوب التعريف الحيوي للأنواع هو الأسلوب الأكثر استخداما بين علماء التطور لأنه يؤكد فهمهم للعلاقات الوراثية المؤكدة أكثر من اعتماده على الصفات الظاهرية التي يمكن أن تتأثر بظروف البيئة , ورغم ذلك فإن التعريف الحيوي للأنواع يصعب استخدامه لأنه يتطلب معرفة أي الأفراد تكون بالفعل قادرة على التكاثر فيما بينها , و هذه المعلومات نادرا ما نعرفها بوضوح , علما بأن كلا من التعريفين الظاهري والحيوي يعطي النتيجة نفسها بمنتهى الدقة . و نتيجة لهذا فإن علماء التصنيف تعلموا أن يفرقوا الأنواع على الأساس المظهري باعتبارها أنماطا مظهرية وذلك حتى يمكن لعلماء التصنيف  إطلاق الأسماء العلمية على تلك الأنواع .
المشاكل المتعلقة بتمييز وتعريف الأنواع كثيرة جدا , فعلى سبيل المثال : فإن نوعا ما قد يكون له عدة طرز أو سلالات مختلفة بينها اختلافات ظاهرية يمكن ملاحظتها بوضوح إلا أن تلك الاختلافات بين السلالات تكون ضئيلة جدا لدرجة أنه يمكن اعتبار جميع السلالات نوعا حيويا واحدا . في الواقع العملي , يجد علماء الأحياء صعوبة أكبر في تمييز التنوع في داخل النوع الواحد أكثر من الصعوبة في تمييز الاختلاف بين الأنواع المتقاربة ويجدون أن الأمر يصبح أكثر تعقيدا بمعرفة ما هي الأنواع المتباينة التي يمكن التهجين بينها من فترة لأخرى مكونة طرزا بيئية تفتقد التنوع بين الأنواع , هذا التهجين يكون شائعا خاصة بين أنواع النباتات في البيئات المختلفة .
إن العجز عن تحديد فروق واضحة ومميزة بين نوع وآخر سواء أكان ذلك بسبب التشابه في الصفات أم الحيرة في الاسم العلمي الصحيح غالبا ما يعرقل الجهود الخاصة لصيانة الأنواع ومن العسير أن نصدر قانونا فاعلا لحماية أي نوع إذا لم نكن نعرف الاسم العلمي الصحيح له . ونحن في حاجة إلى مزيد من الجهود الكبيرة من أجل توصيف وتصنيف أنواع الكائنات الحية في العالم . إن علماء التصنيف قد وصفوا ما بين 10-30% فقط من الأنواع الموجودة في العالم , ومن المحتمل أن تنقرض بعض الأنواع قبل أن نتمكن حتى من رصها أو وصفها . إن حل تلك المشكلة قد يكون من خلال جذب مصنفين أكثر للعمل في توصيف الأنواع وخصوصا للعمل في المناطق الاستوائية الثرية بالأنواع الحية .

36
منتدى علم الطب / حـديث الـدموع
« في: أبريل 18, 2005, 11:55:50 صباحاً »
مقدمـــــة:

هذه السوائل التى تخرج من مآقينا حينما تُلم بنا الأفراح والأتراح ما كنهها وما حقيقتها ؟؟ إنها ليست إلا سائلاً غامضاً يجعل البريق في عيوننا يستمر، إنها الدموع …

*** وما أدراك ما الدموع ؟

لقد أجريت الأبحاث الحديثة على هذا السائل لفهم تركيبه ومحتوياته ومازال العلم يخبئ في جعبته الكثير والكثير عنه مما لا نعرفه.

والآن تعال معي - عزيزي القارئ – في جولة قصيرة لنقف سوياً على بعض مظاهر الإعجاز التى توصل إليها العلم بخصوص هذا السائل الرقراق .

 *** إضـــــاءة

هذه القطرات المتلألئة التى تترقرق في العين عندما تجيش النفس بشتى الانفعالات، هل خلقت عبثاً ؟

لقد قيل إن الدموع سلاح المرأة عندما تضعف الكلمة عن البيان وتقصر الحجة عن الإيضاح، يراها البعض ضعفا مهينا، ويراها آخرون تنفيساً و ترويحاً ويحسبها البعض في عيون المسنين انكسارا وتسليما 0 هذه الدموع لعل بها أسراراً كثيرة اكتشفها العلماء وأسراراً أخرى مازالت طي الخباء تنتظر أن يطلقها المستقبل 0

فهل لك - عزيزي القارئ - أن تستزيد معرفة عنها لتعرف أنها ما خلقت عبثا أنها من أكثر الدلالات وضوحا وكشفا لتعابير إنسانية شتى … عندما يعترى النفس الحزن والألم والفرح … الخ

 *** هل البكاء عيب ؟

عرف البكاء منذ فجر التاريخ وارتبط بمشاعر الإنسان، وهو شائع في مختلف الأعمار والأجناس والبيئات، ولعل من الأخطاء الشائعة اعتبار البعض البكاء دليلاً على ضعف الإنسان مع أنه عملية طبيعية يجب أن لا نخجل منها، وذلك لأنه استجابة طبيعية لانفعالاتنا الداخلية، ويكفى أن نعلم أننا جميعاً إذا تعلمنا كيف نجعل دموعنا تسيل فإننا بذلك نكون قادرين على التخلص من بعض أدويتنا، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مُلِّح وهو. هل البكاء عيب ؟ وهل التعبير عن المشاكل والانفعالات ضعف ؟

ينصح العلماء بالتعبير والإفصاح عن الأفعال وعدم كبتها حيث وجد العلماء أن البكاء يريح الإنسان من الضغوط المُعرض لها إذ يُخلِّص الجسم من الكيماويات السامة التى تكونت نتيجة الضغوط والانفعالات.

فالدموع تغسل العين وتنظفها من كل جسم غريب وضار بها، فهي تعمل كأحد أنظمة طرح النفايات خارج الجسم.

أما كبت الدموع وعدم إظهار الانفعالات فإنها تؤدى إلى الكثير من الأمراض … مثل الطفح الجلدي أو إصابة الجهاز التنفسي أو الجهاز المعوي أو المعدي مثل قرحة المعدة أو إصابة القولون.

فالإنسان الذي يبكى هو الذي يُمزِّق كل الأقنعة وكل الاعتبارات وكل الأدوار الاجتماعية.

وقد أثبتت الإحصائيات أن البكاء يختلف باختلاف  المجتمعات … فهناك شعوب لا تبكى كثيراً مثل الشعب الفرنسي الذي لا يبكى فيه إلا 8% فقط والسبب الحب !.

***دموع … ودموع !!

هذه السوائل التى تخرج من مآقينا حينما تُلِّم بنا الأفراح أو الأتراح ما كنهها ؟ وما حقيقتها ؟؟ إنها ليست إلا سائلاً غامضاً ساحراً يجعل البريق في عيوننا يستمر. إنها الدموع … وما أدراك ما الدموع ؟

وهى أنواع … فهناك دموع الآلام … ودموع الإثارة والانفعال … ودموع التماسيح … والدموع الطبيعية التى ُتذرف نتيجة بعض التهيجات العضوية في العين. وهناك الدموع الصِّحية وهى دموع إجبارية وثابتة في نوعيتها وكميتها، كما أنها تخرج بسرعة عن طريق الفم، وليس هناك أدنى خوف من هذه الدموع التى تذرفها العين بغزارة. وإنما الخوف كل الخوف من العين ( الجافة ) …

وهى تلك العين التى لا تذرف الدموع والتي دُربت على عدم البكاء وتخاف من الوقوع زلة له  … وعوضاً عن ذلك تقع فيما هو أسوأ وهو الإصابة بقرح مُعدية … ولهذا السبب نجد أن نسبة الرجال الذين يصابون بهذا المرض بل بالعديد من الأمراض يفوق نسبة النساء اللاتي يصبن به.

وقد أجريت الأبحاث الحديثة على هذا السائل لفهم تركيبها ومحتوياتها. وقد بدأ الباحثون في فهم عملية الدموع منذ حوالي خمسة عشر عاماً،فالدموع تركيبة كيماوية معقدة؟ وهى سائل ملحي المذاق … تفرز من غدد بالعين تُسمى بالغدد الدمعية LACRIMAL GLAND .

وتوجد في كل عين غدة دمعية من أعلى خلف الجفن، وهى في حجم اللوزة، وتفرز السائل خلال قنوات صغيرة عديدة في الجانب الأسفل من الجفن … من ( 10 – 15 قناة صغيرة تفتح على سطح الملتحمة المغطى للفص الجفني العلوي ).

***ســـؤال وجـــواب:

ومن هنا يجئ التساؤل عما إذا كانت هناك علاقة بين عدم ذرف الدموع والإصابة بالمرض ؟

والإجابة بالطبع: كما يقول العالم الأمريكي ( وليم فرى ): " بدون شك فالدموع تعمل على إخراج المواد السامة التى تولدها بعض حالات الانفعال. ولذا فإن حبس الدموع يُعرض الإنسان للإصابة بالتسمم البطيء ".

علاوة على ما ذكرنا آنفاً من تعرِّضه للإصابة بالقرح المعدية وغيرها من الأمراض التى سنتحدث عنها لاحقاً في حينها.

*** إفـــرازات الدمـــوع

تومض العين ست عشرة مرة في الدقيقة، ومع كل ومضة لجفن العين فإنها تسحب قليلاً من سائل الغدد. وعندما يشعر الإنسان ببعض الانفعال مثل الحزن أو الغضب أو السعادة البالغة تضيق العضلات التى حول الغدد الدمعية وتعصر السائل الدمعي.

ويحدث الشيء نفسه إذا ضحك الإنسان من أعماقه … وبمرور الدموع فوق مقلة العين تنساب خلال قناة دمعية تفتح في الركن الداخلي من كل عين وتقود إلى جيب دمعي … ثم إلى مجرى أنفى … وتجرى هذه القناة على امتداد الأنف ثم تفتح داخلها. ولعل هذا يُفسر سيلان الأنف عند جريان الدموع من هذه الفتحة.

*** طبقــــات الدمــــوع

إذا نظرنا إلى الدموع من الناحية التشريحية … نجد أنها تتكون من طبقات، فقد توِّصل الباحثون إلى أن العين مُغطاة بثلاث طبقات من الدموع.

•  طبقة ميكويد ( Mucoid )  ( inner mucin layer ) : وهى التى تُمكِّن الدمع من الانتشار على القرنية، وهى تأتى من خلايا على سطح العين.

•  طبقة مائية متوسطة: ( Midlle aqueous layer ): وهى التى تحفظ سطح العين مبللاً والرؤية سليمة.

• الطبقة الثالثة ( Outer lipid layer ) : وهى طبقة خارجية زيتية من المُعتقد أنها تعوق التبخر وهى تُفرز عن طريق غدد صغيرة على حواف الجفن.

وكما أن الدموع طبقات من الناحية التشريحية فهي كذلك طبقات من الناحية الفلسفية … فالنساء تملك نسبة 67% من مجال إمكانية تساقط الدموع في كل الأوقات والمناسبات حتى السعيدة منها … كما أن نسبة 62% ممن يعملون في الزراعة والأرض لا يعرفون الدموع.

أما أصحاب المراكز العليا فنسبة صفر % إلى 23% فقط هم الذين يمكن أن تنزل دموعهم لأسباب هامة وخاصة جداً.

والدراسة التى أثبتت ذلك تؤكد أنه بتلك النسب فإن البشر في نهاية هذا القرن سيعانون ( من الأمية ) في الأحاسيس والجهل بالمشاعر

37
منتدى علوم البيئة / آثار التلوث على المناخ
« في: أبريل 07, 2005, 12:15:32 مساءاً »
آثار التلوث على المناخ

مما لا شك فيه أن إحدى معضلات العصر الرئيسية هي الملوثات الجوية , التي بدت وكأنها تريد أن تغير كل شيء في البيئة التي نحيا فيها . إذ لم يقف حد تأثيرها على عالم الأحياء – من إنسان وحيوان ونبات – بل تعدى ذلك إلى الجو نفسه الذي يحتويها بين ذراعيه , والذي ينثرها بما يتضمنه من حركات هوائية في جهات مختلفة , ليجعل منها ظواهر عالمية , وليدخلها في سماكات جوية معتبرة , بحيث يسنح لها ذلك طول مدة بقائها معلقة في الجو , وسيزيد بذلك من فعالية وشمولية تأثيرها .
إن لبعض الملوثات الجوية آثارا مباشرة على المناخ , حيث أنها تؤثر على درجة الحرارة , وشدة الإشعاع الشمسي , وتشكل الغيوم , و التهطال . وللعلاقة الترابطية والسببية ما بين العناصر المناخية المختلفة , لذا فإن أي تغير في عنصر من العناصر بفعل ملوث أو أكثر من الملوثات الجوية لا بد وأن ينعكس على بقية العناصر بدرجات متفاوتة , بحيث يظهر التأثير عاما على الحالة الجوية المركبة .
وبما أن كافة الظواهر المناخية أساسية لحياة الكائنات الحية جميعا , لذا فإن أية تغيرات طفيفة نسبيا في درجة الحرارة و التهطال – باعتبارهما أهم عنصرين مناخيين – لابد وأن يصاحبه اضطرابا في توازن النظم البيئية الجوية , مؤديا ذلك إلى انقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات .
إن أكثر الملوثات الجوية ذات التأثير المناخي الواضح هي ؛ ثاني أكسيد الكربون (CO2) , والجسيمات الدقيقة الصلبة (الإيروزول ... وما شابه), بالإضافة إلى بخار الماء الذي تنطلق منه كميات معتبرة إلى أجواء المدن , وتلك الملوثات الآزوتية والفلوركربونية التي تبلغ طبقة الأوزون مؤثرة تأثيرا هاما عليها , مترافقا ذلك بتغيرات في شدة ونوعية الأشعة الواصلة إلى سطح الأرض , بجانب ما يحدث من تغيرات في حرارة الطبقة الجوية التي يسود فيها الأوزون – أي طبقة الستراتوسفير - .
وبالإضافة إلى التأثيرات العامة للملوثات النوعية على المناخ العام للأرض , والمتمثلة بتغيرات كمية في قيم بعض العناصر المناخية الهامة – كدرجة الحرارة - , فإن هناك آثارا بارزة وملحوظة محليا ووقتيا للملوثات على المناخ المحلي والمناخ الأصغري – كما هو الحال في مناخ مناطق المدن الكبرى والمجمعات الصناعية ذات الأجواء الشديدة التلوث - . بجانب ما للملوثات من أثار هامة على نوعية بعض الظواهر المناخية (نوعية الأشعة الشمسية , وصفات الأمطار الهاطلة )  .
 وفيما يلي عرض لبعض التغيرات التي تحدث في قيم بعض العناصر المناخية من جراء الملوثات الجوية :

1.تأثير الملوثات على درجة حرارة الأرض :
من أهم الملوثات تأثيرا على درجة الحرارة – سلبا كان أم إيجابا – هي ؛ ثاني أكسيد الكربون , والجسيمات الصلبة الدقيقة (الإيروزول ..وما شابه).
ولتزايد نسبة بعض الملوثات آثارا متعاكسة على درجة الحرارة , فتأثير التزايد في نسبة CO2 يعاكسه تأثير التزايد في نسبة الجسيمات الصلبة (الجزيئات Particulates) . كما أن للتغير في نسبة غاز الأوزون الجوي تأثير على درجة الحرارة .

أ‌-دور غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2 ) :

يلعب غاز ثاني أكسيد الكربون دورا كبيرا في التأثير على كمية الأشعة الواصلة إلى سطح الأرض , والصادرة من سطح الأرض تجاه الفضاء , أي على الموازنة الإشعاعية , وبالتالي على درجة الحرارة . ويبدو تأثيره أكثر أهمية على الأشعة الأرضية ,  لما يمتلك من خاصية القدرة على امتصاص جزء منها من جهة , وللدور الكبير لتلك الأشعة في تسخين جو سطح الأرض القريب منها من جهة أخرى .
إن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون غير ثابتة في الجو , كما أنها ليست متوازنة , كما هو معهود لها قبل الثورة الصناعية التي أخذت تقذف بكميات كبيرة من هذا الغاز سنويا إلى الجو تقدر بحوالي 4000- 6000 مليون طن .
فالتوازن ما بين كمية CO2 الداخلة إلى الجو , وتلك التي تستهلك من الجو في عملية التركيب الضوئي النباتي , وما يدخل أيضا من CO2 في المحيطات المائية , ليس محققا حاليا – ومنذ فترة تزيد على أكثر من مئة عام – في البيئة الحيوية (الجو – الأرض – الماء ) .
ذلك أن كمية CO2 التي تدخل الجو في حالة تفوق دائم لتلك المستهلكة منه (أي من CO2 ) بفعل أحياء الأرض , والمسطحات المائية , ولذا فإن نسبة هذا الغاز في حالة تزايد مستمرة في الجو , وهذا ما دلت عليه القياسات والحسابات المختلفة منذ عام 1860 وحتى يومنا الحاضر , حيث بلغت درجة تركيز هذا الغاز في الجو بحدود 285 جزء من مليون في عام 1860وبحدود 294 جزء من مليون في عام 1870 لتبلغ قرابة 300 جزء من مليون في عام 1920 , ولتصل إلى حوالي 313 جزء من مليون في عام 1960 وإلى قرابة 350 جزء من مليون عام 1988 , ومن المتوقع أن يستمر في التزايد ليبلغ 370 جزء من مليون في عام 2000 , و425 جزء من مليون في عام 2020 .
ويتمثل المصدر الرئيسي لغاز ثاني أكسيد الكربون الجوي في عمليات الاحتراق للوقود بمختلف أشكاله , وفي شتى مجالات استخدامه , بجانب ما ينتج أيضا من CO2 بفعل تحلل العناصر الحيوية في التربة , و ما تطلقه البراكين أثناء ثورانها – إذا يحتل غاز CO2    نسبة 14% من مجمل الغازات المندفعة إلى الجو أثناء الثوران البركاني - .
 ورغم تزايد الكميات المنبعثة إلى الجو من CO2 بفعل أنشطة الإنسان , إلا أن للإنسان دور إيجابي في رفع معدلات تركيز هذا الغاز بما يقوم به من قطع للغابات , وقضاء على مساحات من الأعشاب والحشائش , مما يقلل من نسبة الممتص من غاز CO2 الجوي في عملية التركيب الضوئي , ويزيد من درجة تركيزه الجوي . هذا كله يظهر أن نسبة تزايد تركيز هذا الغاز في الجو ليست واحدة في أجواء العالم كافة , ومعدل تزايد تركيزه في العام لا يسير على نسق واحد .
فإذا كان معدل نسبة تزايد CO2 في الجو خلال النصف الماضي من القرن الذي نعيشه بحدود 0.4 جزء من مليون كل سنة من سنواته , فإن متوسط معدل زيادة هذه النسبة بحدود 0.7 جزء من مليون فيما مضى من النصف الثاني من هذا القرن .
وإذا كانت نسبة غاز CO2 تتغير مع الزمن , ومن مكان إلى مكان , فإنها أيضا تختلف من فصل إلى آخر . ويصل مدى التغير الفصلي في هذا الغاز إلى أقصاه في النصف الشمالي للكرة الأرضية . فعند عرض 50 شمالا , تقل درجة تركيزه في أواخر الصيف بمقدار 10 أجزاء من مليون عما هو الحال عليه في الربيع , ويعزى ذلك إلى نشاط عملية تمثيل هذا الغاز في البحار القطبية صيفا .
ومثل هذا الاختلاف الفصلي – ولكن بدرجة أقل – يظهر أيضا في العروض المنخفضة وشبه المدارية .  
إن المهم في هذا الموضوع , هو أن حدوث تزايد في كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو يؤدي إلى تزايد في امتصاص الأشعة الأرضية طويلة الموجة التي يطلقها سطح الأرض (أشعة حرارية) التي تقع ضمن الحزمتين الإشعاعيتين ؛ 4-5.5ميكرون , وبين 13.5- 17 ميكرون .
وهكذا نجد أن زيادة درجة تركيز هذا الغاز في الجو سيصاحبها تزايد في درجة الحرارة. وقد قدر أن نسبة هذا الغاز تزايدت خلال الأربعين سنة الأولى من هذا القرن بحدود 10% من متوسط كميته , مترافقا ذلك مع ارتفاع في درجة الحرارة بمعدل 0.05 o م سنويا .
 و إذا أهملنا تأثير الملوثات الأخرى – وغيرها من العوامل الخارجية – على درجة الحرارة , لاستمرت درجة الحرارة بالتزايد وبمعدلات أعلى مما سبق  .
ومع أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون استمرت في التزايد من عام 1940 وحتى الآن , إلا أنه من الملاحظ أن درجة الحرارة لم تستمر في تزايدها , بل أخذت في التناقص , حيث أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن تزايد نسبة CO2 فوق حد معين يصبح تأثيره معكوسا على درجة الحرارة – فالتسخين الناتج عن تزايد غاز (CO2)  في الجو – حسب رأي البعض – ينشط تيارات الهواء , وهذا يزيد بالتالي من التبخر والرطوبة والتغيم . ومن ثم يزداد انعكاس الأشعة بفعل التغيم الزائد , وهذا يؤدي بدوره إلى التبريد .
وإذا ما نظرنا فقط إلى التأثير الإيجابي لتزايد CO2 على درجة الحرارة , فإن بعض التقديرات تفترض ارتفاعا لدرجة الحرارة بمقدار 1.5 o م في حال تضاعف نسبة    CO2 في الجو . وفي حال ازدياد درجة حرارة الهواء في نصف الكرة الشمالي بمعدل يقارب من 3-6.5 o م , فإن هذا يعني أن الجليد في نصف الكرة الشمالي سيذوب , وسيرتفع منسوب مياه البحار , وستغرق مساحات شاسعة من اليابسة , وسيتغير مناخ كافة أجزاء الكرة الأرضية .

ب – دور بخار الماء :
بغض النظر عن دور بخار الماء في تزايد حالات التكاثف , وتشكل الغيوم ..إلخ , فإن له تأثير حراري هام , لقدرته على امتصاص جزء كبيرا من الأشعة الأرضية الحرارية (تحت الحمراء) , وجزء من الأشعة الشمسية , بحيث يعمل على ارتفاع درجة الحرارة . ويبدو هذا التأثير واضحا في أجواء المدن التي تزود بنسبة من بخار الماء , حيث تزيد درجة حرارتها عما يجاورها من مناطق . كما أن كميات بخار الماء الضخمة التي تخلفها الطائرات التي تطير في الجزء الأدنى من الستراتوسفير ستنعكس على درجة الحرارة مساهمة في تزايدها .

ج – تأثير الجسيمات الصلبة أو ما تعرف بالجزيئات :
على الرغم من أن التزايد في نسبة (CO2) يترافق بحدوث ارتفاع في درجة الحرارة , غير أن للتزايد في نسبة المواد الجسيمية الصلبة (غبار , أتربة , رماد بركاني ..إلخ) دور في التأثير على درجة الحرارة , قد لا يقل أهمية عن دور CO2 . فبالإضافة إلى الدور الرئيسي التي تقوم به تلك الجسيمات الصلبة والمتمثل بعملية الانعكاس للأشعة الواردة من الشمس والمصطدمة بها , إلا أنها تقوم أيضا بامتصاص جزء من الأشعة الحرارية (تحت الحمراء ) التي يشعها سطح الأرض . غير أن فعالية الانعكاس تفوق فعالية الامتصاص , وبذا فإن دورها التبريدي يتفوق بكثير على دورها التسخيني , وهذا ما أكدته وبرهنت عليه الآثار التي تركتها الاندفاعات البركانية .
ومنذ أوائل القرن السابع عشر وحتى الآن تعرضت بريطانيا إلى العديد من فصول الصيف الباردة والرطبة , كما في الستينات من القرن السابع عشر , وأعوام 1695, 1725, 1816, والأربعينات من القرن التاسع عشر , وأعوام 1879, 1903,1912, وذلك بسبب انطلاق الغبار البركاني في تلك الفترات إلى ارتفاعات عالية في الجو بلغ فيها طبقة الستراتوسفير , وأحيانا طبقة الميزوسفير .
بالإضافة إلى ذلك , فإن فترة التسخين الحراري في نصف الكرة الشمالي التي حدثت في العشرينات والثلاثينات والأربعينات من هذا القرن كانت متوافقة مع الفترة التي كاد فيها نصف الكرة الشمالي أن يخلو كليا من أية اندفاعات بركانية هامة . إن هذا يدعو إلى الافتراض , أنه من المحتمل أن يكون نقص الغبار البركاني في تلك العقود من القرن العشرين التي ترافقت مع تزايد في نسبة CO2 كان عاملا مساعدا في التسخين الذي حدث . غير أن التبريد الذي أعقب بداية الأربعينات من هذا القرن يعزي إلى التزايد في نسبة الجسيمات الصلبة في الجو الناتجة عن العمليات الطبيعية , أو من خلال أنشطة الإنسان المختلفة .

2.تأثير الملوثات على شدة الأشعة الشمسية و نوعيتها :

إن ما لاحظناه سابقا من ترافق تزايد نسبة الجزيئات الصلبة في الجو بانخفاض في درجة الحرارة , ما هو إلا انعكاس لتأثير الجزيئات الصلبة في الجو على شدة الأشعة الشمسية الواصلة إلى سطح الأرض , إذ تقلل تلك الجزيئات من شفافية الجو , وتنقص بالتالي من شدة تلك الأشعة , لما تقوم به تلك الجزيئات من عكس لتلك الأشعة , بالإضافة إلى عملية الانتشار التي تتعرض لها الأشعة بواسطة تلك الجزيئات , وحتى فإنها تمتص نسبة منها , غير إن فاعلية الانتشار والانعكاس تتفوق على الامتصاص , مما يخفض من شدة الأشعة .
 والأمثلة على ذلك كثيرة , فعندما يمتلئ الجو بالأتربة المعلقة من جراء هبوب عاصفة ترابية , أو إثارة للأتربة بفعل الرياح , نجد أن قرص الشمس يحجب نهائيا عن سطح الأرض , وبذا فإن الأشعة الشمسية التي تصل سطح الأرض , هي أشعة متناثرة , وجوية , لينعدم الإشعاع المباشر , الذي يشكل النسبة الكبرى من كمية الأشعة الواصلة إلى سطح الأرض .
كما أن الجزيئات الصلبة الدقيقة – بخاصة الدخان – تمتص جزءا من الأشعة فوق البنفسجية , مقللة من نسبتها في مناطق المدن حيث يكثر التلوث الدخاني .

3.تأثير الملوثات المختلفة على التهطال :
بغض النظر عن الآثار المباشرة وغير المباشرة التي تمارسها بعض الملوثات على بعض العناصر المناخية , بخاصة درجة الحرارة – كما أشرت سابقا - , وما يمكن أن يرافق ذلك من تغيرات في عناصر المناخ الأخرى ومنها التهطال بالدرجة الأولى , فإن لبعض الملوثات الأخرى (جسيمية ,أو كيميائية) تأثير هام على التهطال , ليس فقط على كمية التهطال وإنما أيضا على نوعيته .

أ‌-آثار الملوثات على كمية الهطول :
من المعروف أن أي هطول لابد أن يسبقه حدوث تكاثف بخار الماء وتشكل الغيوم – من جراء ذلك - . وإذا كان توافر بخار الماء أمر ضروري لا مناص منه لحدوث التكاثف , وكذلك حدوث التبرد كي تبلغ رطوبة الهواء النسبية 100% , غير أن وجود الملوثات الجسيمية (الجزيئات الصلبة) ذو أهمية بالغة , لكون تلك الجزيئات الصلبة تقوم بعملية التحريض على هطول الأمطار , باعتبارها تشكل نوى استقطاب لبخار الماء التي يتجمع عليها , وبالتالي فهي أساس في حدوث التكاثف .
إن التكاثف يحدث بصعوبة كبيرة في الهواء النقي تماما من الجسيمات الغريبة الملوثة , حتى لو بلغ الهواء درجة التشبع أو أكثر . إذ  لا بد من توفر تلك الجزيئات الصلبة (غبار , دخان , أتربة , وأملاح بحرية) كي يحدث التكاثف بسرعة ويتم هطول الأمطار . وتزداد فعالية الجزيئات الصلبة بازدياد أحجامها , خاصة إذا ما تجاوزت أنصاف أقطارها 0.1 ميكرون , حيث يحدث التكاثف عندئذ بوصول الهواء إلى مرحلة التشبع (رطوبة نسبية 100%).
والمثال الواضح عن دور الجزيئات الصلبة في زيادة كمية الهطول , هو مقارنة كميات الهطول فوق المدن ذات الأجواء الملوثة بالدخان , والغبار ..وغير ذلك , مع المناطق الريفية المجاورة لها حيث تقل نويات التكاثف . إذ تكون كمية التغيم أكبر فوق المدن , وكذلك تكرار حدوث الضباب وازدياد كثافته أكثر , وكمية الهطول أوفر .

ب‌-تأثير الملوثات على نوعية الهطول :
تمارس المركبات الكيميائية , والملوثات الإشعاعية دورا مهما في إحداث تغيرات في صفات الأمطار الهاطلة , لذا شاع استخدام تعبير المطار الحامضية , كما بات مستخدما الآن مصطلح المطار الإشعاعية .


•الأمطار الحامضية Acid Rains  

ينجم عن تفاعل بعض الملوثات الكيميائية الرئيسية – كما في أكاسيد الكبريت والآزوت والكربون – مع قطرات المطر تشكل أحماضا مختلفة (حمض الكبريت H2SO4 , وحمض الآزوت H2NO3 , وحمض الكربون H2CO3 ...إلخ ) .
تلك الأحماض التي تكون منحلة في مياه الأمطار , مانحة إياها صفة حامضية , حيث أنها تخفض من رقمها الهيدروجيني (PH)  ليقل عن رقم 7 .
فالمياه النقية هي بوجه عام مياه متعادلة رقمها الهيدروجيني = 7 . وأي مادة ترفع من حامضيتها تقلل من رقمها الهيدروجيني .
وعلى الرغم من دور حمضي الآزوت والكربون ... وغيرهما من الأحماض الأخرى , إلا أن حمض الكبريت – الناتج من تفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع الماء – هو أهم حمض في عصرنا أثر سابقا ويؤثر حاليا على نوعية مياه الأمطار مقللا من رقمها الهيدروجيني , مكسبا إياها الصفة الحامضية .
وتعاني الدول الصناعية والمناطق المجاورة لها (الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا) من التغير في نوعية أمطارها , حيث أصبحت تغلب على أمطارها الصفة الحامضية .
 ونزداد درجة تركيز حامضية الأمطار في الأجزاء من تلك الدول ذات الأجواء الرطبة أكثر , والغنية بالملوثات الكيميائية الرئيسية التي تساهم في تشكل الأحماض .  
ففي عام 1958 هطلت أمطار فوق القارة الأوروبية كان رقمها الهيدروجيني بحدود (5) , لينخفض هذا الرقم إلى 4.5 في بعض القطار كما في هولندا وبلجيكا . ولقد تعرضت السويد إلى أمطار وصل رقمها الهيدروجيني (PH)  إلى 4.5 خلال الفترة من عام 1962 – 1966 .
وللأمطار الحامضية آثارا كبيرة على البيئة الحيوية – بخاصة النباتية , والأحياء المائية -. فلقد ترتب على الأمطار الحامضية نقصان في معدل نمو أشجار الغابات السويدية التي تشكل مصدرا طبيعيا هاما لإنتاج لب الخشب , والورق وألواح الخشب . وفي عام 1979 قدر أن حوالي 20% من البحيرات السويدية تعاني من التأثير بالملوثات التي انعكست على آثارها على الأسماك , حيث عملت على إنقاص أعدادها , أو حتى اختفائها كليا من البحيرات .
 كما أن أنهار جنوب غربي النرويج وبحيراته تعرضت لظروف مشابهة لبحيرات السويد , حيث ازداد تركيز التلوث بالكبريت الحامضي . وقد انتقل التلوث محمولا إلى روسيا مع الرياح الجنوبية والجنوبية الغربية القادمة من المملكة المتحدة وألمانيا . وتمثل الملوث المنقول في الحمض الكبريتي وجزيئات الكادميوم والرصاص .
ولم يقف تأثير الأمطار الحامضية على البيئة الحيوية من غطاء نباتي وثروة حيوانية مائية , وإنما تعدى الأمر ذلك ليشمل تغير خصائص التربة الزراعية , من خلال ازدياد درجة حامضيتها من جهة , ودور الأمطار الحامضية بتفاعلها مع بعض المعادن في التربة في تشكيل أملاح معدنية مضرة أحيانا (كبريتات , نترات) مؤثرة بذلك على نمو الغطاء النباتي , وتغير في معالم البنية الثرية والعامة بسبب التآكل الذي تتعرض لها واجهاتها المعرضة للأمطار الحامضية , بخاصة إذا ما كانت تدخل فيها الحجارة الكلسية بنصيب وافر . كما تتأثر أيضا المواد المعدنية المصنعة , والسيارات , والمواد البلاستيكية ...وغير ذلك .
بجانب ما تقدم فإن مظهر سطح الأرض يتغير لما يصيب مناطق الصخور الكلسية من إذابة وانحلال بفعل الأمطار الحامضية التي يدخل فيها حمض الكربون بنسبة كبيرة , ناتجا عن ذلك خدوش و حزوز سطحية وتجاويف .

•الأمطار الإشعاعية Rain-Out     :

تطلق الأمطار الإشعاعية , على الأمطار الملوثة بالإشعاعات الناتجة عن التفجيرات النووية . فإذا ما تقابلت سحابة الغازات الساخنة والغبار والجزيئات الأخرى المحمولة إلى أعلى بعد انفجار نووي جوي – وتعرف مثل هذه السحابة بسحابة الفطر – بسحابة ممطرة, فإن السحابة الممطرة تعمل على سحب قدر من الجسيمات المشعة معها لتسقطها مع أمطارها بالقرب من موقع الانفجار .

  وتتوقف كمية المطر الإشعاعي على مدى تداخل سحابة الفطر الإشعاعية و السحب الممطرة , وعلى كمية المطر ومدة هطوله . إن المطر الذي يسقط طوال مدة ساعة يمكن أن يستقطب كل النشاط الإشعاعي الموجود في السحابة النووية تقريبا , لكن ذلك لا يحدث إلا مع التفجيرات النووية المنخفضة (بحدود 10 كيلو طن ) , وتقل كمية السحب الإشعاعية كثيرا في حالة التفجيرات العالية القوة , وتتناقص الكمية كلما زادت قوة التفجير . غير إنه في حال مقابلة السحابة النووية لمنطقة عواصف رعدية , فإن المطر يؤدي إلى ترسب المواد المشعة الناتجة , حتى مع القنابل ذات القوة التي تقاس بالميغاطن .

•الأمطار الطينية :

الأمطار الطينية أو ما تعرف بالأمطار المتربة أو الغبارية , هي التي بات يطلق عليها اسم أمطار الدم Blood Rain  , وتتصف تلك المطار باحتوائها على كميات كبيرة من الدقائق الترابية التي تلون مياه المطار بألوانها , فهي إما رمادية اللون , أو مائلة للحمرة , تبعا لمصدر تلك الدقائق الترابية .
تهطل هذه الأمطار عندما تكون الرياح الرطبة الهابة على منطقة ما محملة بكميات كبيرة من الأتربة التي أثارتها من الصحاري وحملتها معها مسافات طويلة – كما هو الحال في الرياح الحارة الجافة المتربة الهابة من الصحراء الكبرى باتجاه جنوبي أوروبا عابرة البحر المتوسط , محملة بذلك بكميات وفيرة من بخار الماء , الذي يتكاثف بمجرد تبريد بسيط له فوق جنوبي القارة الأوروبية , لتهطل أمطارا متربة -. كما أنه كثيرا ما يعقب هبوب بعض العواصف الترابية أن تبقى كميات كبيرة جدا من الأتربة معلقة في الجو إلى أن تأتي الفرصة المناسبة لقدوم هواء بارد رطب في المستويات الأعلى منها مع ما يصاحب ذلك من حالة عدم استقرار تعمل على ارتفاع الدقائق الترابية نحو الأعلى ليشكل بعضها نويات لتكاثف بخار الماء عليها , لتهطل كجزء من قطرات الماء الهاطلة , تلك القطرات التي تحمل وهي في طرقها ما تبقى من دقائق ترابية لتصل إلى سطح الأرض بهيئة أمطار طينية.

38
منتدى علوم البيئة / المحميات الطبيعية
« في: مارس 26, 2005, 01:36:15 صباحاً »
المحميات الطبيعية


تتكون البيئة من أنظمة طبيعية متعددة منها البرية  والبحرية والساحلية وغيرها من النظم التي تزخر بأنواع متعددة من الموارد والكائنات الحيوانية والنباتية.
    لقد ارتبطت حياة الإنسان منذ قديم الزمان بالأنظمة البيئية ومواردها لتلبية احتياجاته في الحياة ومع مرور الزمن تعرضت الأنظمة البيئة للاختلال في مكوناتها كما ونوعاً وبالتالي اختلت العلاقة بين الإنسان والمكونات الطبيعية فأصبحت الكائنات الحية الحيوانية والنباتية مهددة بالانقراض وان كان بعضها قد وصل إلى حد الانقراض.
   وإذا كانت النشاطات البشرية في البيئة واستنزاف مواردها قد أديا  إلى تدهور للبيئة ومكوناتها إلا أن ثمة مناطق لا تزال اقل تأثرا بهذا التدهور البيئي ولعل ذلك ما يتطلب حمايتها من إعلانها محميات طبيعية.
   إن المحميات الطبيعية هي نظم بيئية برية أو بحرية أو ساحلية ذات خصائص تتمتع بوجود تنوع حيوي وحيواني وتكون مهددة بالانقراض أو موارد طبيعية تستدعي إدارة خاصة للارتقاء بالعلاقات المتوازنة بين الإنسان والمكونات الطبيعية في النظم البيئية.
   لقد التعامل العشوائي للإنسان مع الأنظمة البيئية ومواردها من كائنات نباتية على وجه  التحديد إلى اختفاء بعض أنواع النباتات ونذرتها وبالمثل فان الاصطياد العشوائي لبعض الحيوانات وعدم توفير الظروف الملائمة لحياة بعضها الأخر قد أدى إلى انقراض بعض أنواع الحيوانات  و الذي  يعرف اليوم بالتنوع الحيوي.
   ولكن منذ زمن مضى أحس الإنسان بندرة  بعض الموارد المتجددة فأحس معها أيضا بالحاجة إلى صون الأنظمة البيئية وترشيد استخدام مواردها وعناصرها الحيوية.
   وعلى الرغم من تزايد تدهور الأنظمة البيئية مع مرور الزمن إلا أن بوادر الاهتمام بصون الطبيعة وترشيد استخدام بعض من مواردها  قد ظهرت بعض من ملامحه  في الحضارات القديمة حيث تشير بعض المراجع إلى أن اليونانيين والرومان والمصريين القداما في العصور الوسطى قد وضعوا بعض من أسس ونظم المناطق المحمية و في شبة الجزيرة العربية شهدت الأنظمة الطبيعية والبرية في هذه المناطق ظهور بعض من العادات والتقاليد الزراعية البدوية  التي تعمل على صون الطبيعية  ومواردها منذ ألفي عام تقريباً  لكن مفهوم المحميات الطبيعية وحركة إنشاء مناطق محمية بالمعنى الحديث ظهر في القرن العشرين حيث نشاء مفهوم محميات المحيط الحيوي مع نشأة برنامج الإنسان ومحيطه الحيوي (الماب) في إطار اليونسكو عام 1971م .
   لقد ظهر المفهوم الحديث للمحميات الطبيعية البيئية والحاجة الملحة لحماية ما تبقى من الأنظمة البيئية متزامناً مع تطور وتصاعد الوعي البيئي وتنامي الحركات المطالبة بحماية البيئة والتي كان ظهورها في ستينيات القرن العشرين كما تزامنت الحاجة إلى لا نشاء المحميات في خضم الصراع بين البيئة والتنمية حيث إن أنصار حماية  البيئة  كانوا يرون إن الخطط التنموية واستهلاك الموارد البيئية في أغراض التنمية لا يتفق مع محدودية الموارد البيئية ولا يضر  بها إلا أن هذا الصراع لم يدم طويلاً حتى ظهر مفهوم التنمية المستدامة وهي التنمية التي تلبي متطلبات الحاضر دون المساس الأجيال القادم.

   كان مفهوم التنمية المستدامة هو  الذي  وضع الحد لصراع البيئة والتنمية.
   ولان التنمية المستديمة تهدف إلى مراعاة  حاجة الأجيال القادمة للموارد البيئية فان أمر تحقيق هذا المفهوم يتطلب بالضرورة المحافظة على الأنظمة الحاضنة لهذه  الموارد الطبيعية  وهو يعني في الأخير الحفاظ على ما تبقى من هذه النظم وإعلانها كمحميات طبيعية أو ما يطلق عليها اسم محميات المحيط الحيوي.
   إذاً الصون والتنمية المستديمة والإدارة والمراقبة البحثية العلمية هي ثلاث وظائف رئيسية للمحميات الطبيعية حيث أن صون الأنظمة الطبيعية يعني الحفاظ عليها من الاستنزاف العشوائي ومن الإجهاد والتدمير بحيث يكون التعامل معها وفقاً لمعايير التنمية المستديمة إذ أن للمحميات الطبيعية دوراً في مساندة التنمية الاقتصادية ولتي تتسم بالاستدامة بيئياً وهكذا تكون الوظيفة الأولى وهي الصون والوظيفة الثانية وهي التنمية المستديمة مرتبطتين ارتباطاً وثيقاً كما أن التنمية المستدامة ستعمل في اتجاه تحسين نوعية التنمية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية
   لما الوظيفة الثالثة وهي المتعلقة بالإدارة والمراقبة البحثية  فهي تتعلق بإجراء البحوث والرصد والتدريب والتعليم وجمع وتبادل المعلومات فيما يتعلق بقضايا الصون والتنمية المستديمة وهو أيضا ً دليل آخر على ذلك الترابط العضوي والتكامل بين الوظائف الثلاث للمحميات الطبيعية ولتحقيق هذه الوظائف الثلاث لابد من تقسيم المحمية إلى مناطق يتم فيها تحقيق وظائفها فمنها ما هو مخصص للصون أي لعدم استثمار أو ممارسة أي نشاط باستثناء الأبحاث وفي حالات خاصة بينما يتم تحديد منطقة خاصة لإجراء الدراسات واكتشاف المكونات الحيوية التي تتوفر فيها خصائص الاستدامة على أن تخصص منطقة من المناطق الثلاث لعملية التنمية وفقاً لمعايير وعناصر التنمية المستديمة
وانطلاقاً  من ذلك فان المحميات الطبيعية لا تعني تجميد مواردها وعدم الاستفادة منها في مجالات الاستثمار والتنمية تحدد فيها منطقة خاصة للنشاطات التنموية والاستثمارية  الهادفة إلى تطوير واستثمار الموارد فيها.
   إن المحميات الطبيعية بناء على وظائفها ومكوناتها تعني بأنها المساحة من الأرض أو المياه التي تتمتع بحماية خاصة لصونها وحماية أنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض وتتيح فرصة لإجراء الدراسات وتطوير الاستثمار فيها وفقاً لمفهوم التنمية المستديمة.

39
منتدى علوم البيئة / كائنات حية في البحر الميت..!!
« في: مارس 26, 2005, 01:28:57 صباحاً »
كائنات حية في البحر الميت

توصل باحث أردني إلى الكشف عن وجود 22 نوعا من الطحالب في مياه البحر الميت في وقت يستعصي على زوار هذا البحر تقبل مثل هذه النظريات في مياه تصل ملوحتها إلى مستويات عالية جدا.
ففي الوقت الذي يتميز فيه البحر الميت باحتواء مياهه على نسبة أملاح تصل إلى 28 في المائة أي بزيادة سبعة أضعاف عنها في البحور الأخرى كشفت الأبحاث المتخصصة التي أجراها الباحث الأردني الدكتور صادق عميش عن وجود 22 نوعا من الطحالب الدقيقة تعيش في البحر الميت وأربعة أنواع أخرى غير مصنفة عالميا.
وقال الدكتور عميش لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) انه توصل إلى هذه النتيجة بعد اخذ عينات من 18 موقعا وفحصها باستخدام المكبر (ميكروسكوب) المزود بكاميرا.
وبين انه استطاع بعد إجراء عملية عزل وإكثار لأحد أنواع هذه الطحالب ويسمى (دونا ليللا) إنتاج مادة مضادة للأكسدة تسمى (البيتاكاروتين).
وأكد أهمية البيتاكاروتين كمادة مانعة للأكسدة ونشوء السرطان في جسم الإنسان ودورها في مقاومة تسعة أمراض بشرية تتعلق بالقلب والشرايين والكبد والكلى والعيون.
وفسر وجود الطحالب التي استخلص منها أيضا مادة الجلسرين في مياه البحر الميت بأنها من النوع المحب للملوحة وله قدرة على إفراز طبقة من الغليسرين حول نفسه لتنظيم العملية الاسموزية وبالتالي السماح للماء بالدخول إلى الخلية فيما تبقى الأملاح في الخارج حولها.
وأضاف إن الخاصية الاسموزية لدى هذه الطحالب أسهمت في حدوث (فوق الإشباع الموضعي) أي التركيز الكبير للأملاح، الأمر الذي يؤدي إلى المساهمة في نشوء الفطر الملحي او ما يعرف (بالتشكيلات الملحية) المعروفة جدا في البحر الميت.
وأكد الدكتور عميش أهمية البحر الميت كمصدر متجدد للمواد المستخلصة والأبحاث التي يجريها بالتعاون مع جامعة (هاله وينتبرج) الألمانية وهيئة البحوث العلمية الألمانية.
كما أكد أهمية هذه الأبحاث في إنتاج البيتاكاروتين والغليسرين وحمض الهيدروكلوريك إضافة إلى الكثير من المواد الطبيعية الأخرى.
وأشار إلى الجدوى الاقتصادية لإقامة مشروع لإنتاج هذه الكائنات، مؤكدا أهمية إنشاء مركز أبحاث متخصص يتولى البحث والتطوير لكل المنتجات الخاصة في البحر الميت تمهيدا لإنشاء وتطوير ومراقبة مجمع صناعي يقام لهذا الغرض.

40
كيف تجعل ابنك متميـــزاً ؟
  
1- ماذا نعني بالتميز؟
نعني بالتميز : التفوق على الأقران ، والظهور على الاتراب بكمال الصفات التي ترفع المرء وتعلى شأنه ، فتجليه من بينهم وتظهره عليهم بحسن سمته وهديه الفذ ، وخلقه وسلوكه المرموق وبشخصيته الإسلامية المتميزة.
أهمية الموضوع :
موضوع التمييز في تربية الأبناء من الموضوعات المهمة التي ينتمي أن تعني بها الأسرة المسلمة عموماً ، وذلك لعدة أسباب منها:
أولاً:-
لأننا من أمة متميزة ، ميّزها الله عز وجل عن سائر الأمم .. حتى أصبح التميز سمة من سماتها وصفة بارزة من صفاتها ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف …) الآية
(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس )الآية ، (إنها أمة الوسط التي تشهد على الناس جميعاً ، فتقيم بينهم العدل والقسط ، وتضع الموازين والقيم ، وتبدي فيهم رأيها فيكون هو الرأي المعتمد ، وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها ، وتقول: هذا حق وهذا باطل .. )
- أمة متميزة في شريعتها ، فهي الشريعة الخالدة التي لا يمحوها الزمن فهي صالحة لكل زمان ومكان .. لا يحدها جنس فهي للناس كافة ..
- أمة متميزة في عبادتها وما أكثر ما كان يقول قائدها صلى الله عليه وسلم : (خالفوا المشركين) لتتميز الأمة عن كل من سواها .. ومن أبى إلا التبعية فإنه ليس منها (من تشبه بقوم فهو منهم) إن انتمائنا لهذه الأمة التي ميزها الله عن سائر الأمم يعني أن نبحث عن التميز ، ونربي أبناءنا عليه ليكونوا كالأمة التي ينتسبون إليها "
ثانياً:-
لأن الله عز وجل قد شرفنا ، ورفع قدرنا ، وأعلى شأننا وميّزنا بأن جعل محمداً صلى الله عليه وسلم رسولنا ونبينا ومبعوثه إلينا .. وأكرم به من تميز وأنعم به من فخر ، وأعظم به من فضل وحظنا من هذا التميز أن نكون متميزين وذلك بالاقتدار به صلى الله عليه وسلم ( لقد كان لكم من رسول الله أسوة حسنة).
ثالثاً:-
حاجة الأمة إلى المتميزين من أبنائها ، الذين يرفعون رأيتها ، ويؤمنون برسلها ، ويدركون وظيفتها ، الواحد من هؤلاء المتميزين يعدل ألفاً بل يعدل ألوفاً كما قيل:
والناس ألف منهم كواحد *** وواحد كالألف إن أمر.
رابعاً:-
انتشار الغثائية في الكثير من الخلق ودنوّ همهم وسفول خلقهم حتى أصبح الكثير من النشء لا أثر لهم ولا فائدة منهم في أمور الأمة ، ونصرة الدعوة .. بل أصبحوا عالة على الأمة بسوء خلقهم وسفول طباعهم وانحراف سلوكهم والأخطر من ذلك كله شذوذ أفكارهم واعتقاداتهم .
خامساً:-
كثرة وسائل الفساد التي سلطت على الأسرة المسلمة ، مما أفقد الكثير من هذه المحاضن أثرها في تربية النشء وإعداده ، والاهتمام به ورعايته ، وهذا يجعل التذكير ببعض الوسائل التربوية والأساليب الدعوية المؤثرة في إصلاح النشء من الأهمية بمكان.
سادساً:-
للأجر العظيم ، والثواب الكبير لمن سعى في صلاح أبنائه ، وأحسن تربيتهم ورعايتهم فقد جاء في الحديث'<img'> إن الرجل ترفع منزلته يوم القيامة فيقول: أنى لي هذا ؟ فيقال: باستغفار ولدك لك )
والحديث الآخر: ( إذا مات ابن أدم انقطع عمله الا من ثلاث : وذكر منها ولد صالح يدعو له) فبذل الجهد في تربية الأبناء ليكونوا متميزين في صلاحهم وسلوكهم وقدراتهم مشروع استثماري عظيم لا ينتهي به حتى بعد الممات ..
سابعاً:-
إن تربية الأبناء والقيام على توجيههم ورعايتهم ، أمانة عظمى ، ومسئولية كبرى سنسأل عنها بين يدي الله عز وجل كما جاء في الصحيحين في حديث أبن عمر ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)..
ولهذا فالاهتمام بتربية الأبناء أداء لهذه المسؤوليات وقيام على هذه الإناث.
ثامناً:-
الذريّة المتميزة بصلاحها ، مطلب الأنبياء ومحل سؤالهم ورجائهم فقد جاء في دعاء زكريا عليه السلام ( فهب لي من لدنك ولياً ، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً).
فأجاب الله دعاءه ووهب له يحيى فكان متميزاً بزكاته وتقواه ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيًا ، وحناناً في لدنا وزكاة وكان تقياً) .
تاسعاً:-
التميز والتفوق هو مطلب الصالحين ، ولهذا كان من دعائهم ( واجعلني للمتقين إماماً).
إذا ثبت هذا ، فإننا بين يدي العديد من الأفكار العملية للإجابة عن هذا السؤال .. الذي هو في الأصل بحث ميداني شمل العشرات من الأسر ، قمت به عبر استبانة وزعتها على تلك الأسر المتميزة لمحاولة الوقوف على أبرز الأفكار العملية التي جعلت في أبنائهم متميزين .وإليكم بعض تلك الأفكار أو التجارب العملية إذ لم أذكر إلا الأفكار العملية؛ لأنها أكثر أثراً من التوجيهات النظرية.
1) المربي الخاص:-
نظراً لانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم لظروف العمل وطبيعة العصر فإن التقصير كبير في قضية الجلوس مع الأبناء وتربيتهم وتأديبهم ، ولذلك فإن بعض الآباء اتجه إلى فكرة المربي لخاص للأبناء .. فيأتون بمدرس مربٍّ لبيوتهم أو الأبناء يذهبون إليه ، فيحفّظهم القرآن والسنة ، ويتعلمون معها بعض الآداب والفنون ويضع الأب للمربي البرامج التي يريد تربية أبنائه عليها .. وهي فكرة ليست بجديدة إذ طبّقها الكثير من السلف .. ومنهم بعض خلفاء الدولة الأموية والعباسية إذ كانوا يوكلون تربية أبنائهم لأحد من المشايخ الأفذاذ فيتعلم الأبناء العلم والأدب جميعاً …
وهي فكرة ناجحة .. ناجحة .. جداً .. وتخفف من التقصير الحاصل من بعض الآباء بحق أبنائهم نظراً لانشغالهم أو لعدم قدرتهم على تعليم أبنائهم تلك العلوم والآداب أو لعدم اتساع صدورهم للجلوس مع الأبناء والصبر على أخطائهم ..
وأنا أعرف بعض الأسر قد أخذت بهذا فابتدأ المربي بتحفظ جزء عمّ للطفل منذ سن الخامسة أو السادسة ومعه الأذكار ، فتحفة الأطفال للجمزوري ثم منظومة الآداب ثم متن العدة ثم نظم الآجرومية وهكذا.. وليس الأمر مقصوراً على حفظ تلك الفنون ، وإنما أيضاً كما ذكرنا يعلمه الأدب معه وقد لا يستطيع كل أب أن يأتي لأبنه بذلك المربي .. فتأتي الفكرة الثانية وهي:

2) حلقات التحفيظ:-
وقد لا يستطيع كل أحد على فكرة المربي الخاص ، فلابد أن يكون هناك بديل عنها وهي حلقات التحفيظ في المساجد .. ومن نعم الله علينا في هذه البلاد انتشار حلق تحفيظ القرآن واشتراك الأبناء فيها أمر طيب ولكن لابد من تفعيل أثر تلك الحلق ، ومتابعة تحصيل الابن بها ومن أجل أن نحصل على أكبر فائدة ممكنة أنصح بأمور أهمها
أولاً: أن يكون هناك سجل يومي تعرف فيه كم حفظ وجودة الحفظ ، وكم راجع من المحفوظات السابقة.
ثانياً: أن يكون هناك تشجيع دائم من قبل الأب لابنه على انتظامه وحسن أدائه ( جوائز عينية أو مالية ).
ثالثاً: شكر مدرس الحلقة وتشجيعه على الاهتمام بالابن .

3) اختيار المدرسة المتميزة في إدارتها وتربيتها:-
المدارس ليست على مستوى واحد .. من حيث التميز في الإدارة والتربية والعطاء .. فأبحث لأبنك عن المدرسة المتميزة التي يقوم على إدارتها والتدريس فيها أساتذة فضلاء مربون ، محتسبون يستشعرون بالأمانة التي وكلت إليهم ، والمسئولية التي أنيطت بهم .. فكلما كثر عدد هؤلاء الصنف من المعلمين في مدرسة كلما أصبحت قلعة علم وإيمان وتربية وإحسان.
الطالب يتأثر بأستاذه كثيراً .. وعيونه تبصره كل يوم سبع ساعات أو ثمان ساعات .. فإن كان من أهل الاستقامة كان ذلك أدعى لاستقامة التلميذ .. وإن كان متميزاً في شخصيته وعلمه وأدبه كان ذلك عوناً على تميز ولدك وارتقائه .. ( إذن فهناك معايير لاختيار المدرسة المناسبة ، وليس القرب من البيت هو المقياس الوحيد .. ).

4) تسجيله في أبرز نشاطات المدرسة:-
في المدارس عادة جماعات أنشطة ، تقوم على تنمية مهارات الطلاب ، والارتقاء بملكاتهم ومهاراتهم والإفادة من مواهبهم ، والكثير من الطلاب استفادوا من تلك المناشط في إبراز شخصياتهم في حياتهم أكثر من استفادتهم أحياناً من التوجيهات الأسرية ، كما أن تسجيلهم في تلك النشاطات فيها فائدة أخرى وهي عزلهم عن الطالح من الطلاب وشغلهم عن الدوران في الممرات مما يتيح الفرصة للتعرف على الشلل.

5) المجلة الهادفة:-
الإعلام لا يمكن تجاهله وإدارة ظهورنا عنه ، فهو بمختلف وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة يشكل رافداً من أهم روافد الارتقاء نحو التميز ولما كان الإعلام العالمي منه الغث والسمين، كان لابد للأسرة المسلمة أن تعني بإيجاد الوسائل الإعلامية التربوية الهادفة في داخل الأسرة كبديل عن تلك الغثاثة والسفاهة التي تعرض في الليل والنهار على شاشات التلفزة وغيرها من وسائل الإعلام ، وكذلك وتحذير الأبناء من الوسائل الإعلامية الهامة المفسدة .فالمجلة الهادفة إحدى الوسائل الإعلامية وفي الساحة بحمد الله العديد من المجلات التي تدعو إلى الخير وتنشره وتحرص عليه ، وتحذر من الشر والتيارات الهدامة وتدعوا إلى محاربتها ، وتكشف زيفها وانحرافاتها وباطلها، فالمجلة الهادفة طريقة من طرق معرفة أحوال المسلمين ، ومتابعة قضاياهم ، وإشعار للابن بأنه لبنة من لبنات بناء كبيرة هو الأمة الإسلامية ، فيشعر بانتمائه لهذه الأمة ، ويستشعر مسئوليته تجاه المسلمين في كل مكان بالإضافة إلى تنمية قدراته الأدبية ، وتعويده على القراءة ، وإكسابه للمعارف المتنوعة المبثوثة في تلك المجلات .

6) الشريط:-
أيضاً الشريط وسيلة إعلامية استعملها بعض الأباء في تربية أبنائهم وساهم في تميزهم فلقد عجبت من طفل صغير لم يدخل المدرسة بعد قد حفظ جزء الثلاثين .. فلما سألت عرفت أن أباه أشترى له مسجل ومعه شريط لقارئ يقرأ جزء عم فكان كل صباح يسمع ويعيد ومع التشجيع أتم حفظ هذا الجزء ..
وكذلك يمكن استعماله في السيارة لنفس الغرض أو لغرض آخر من متن يكرر أو محاضرة ونحوها..

7) المكتبة المنزلية:-
ولها الأثر الكبير في تميز الأبناء وحبهم للقراءة والإطلاع ، والبحث والتزوير العلمي ، وأنا أعرف اليوم العديد من المشايخ الذين كانت لمكتبة آبائهم في البيوت أثر كبير في تميزهم العلمي .. فتجده ملماً بالكثير من الكتب والمراجع، بل ويعرف أدق طبعاتها وأفضل من قام بتحقيقها ..
والوسائل الثلاث السابقة أعني الشريط والمجلة والمكتبة تحتاج هي الأخرى لبرامج عملية لتفعيلها وزيادة تأثيرها الإيجابي على الأبناء .. ومما استفدته من بعض الأسر في تفعيل دور المجلة والشريط والكتاب.

8) المسابقات المنزلية:-
عمل مسابقة منزلية ( على مستوى الأبناء ) وجعل المراجع شريط ومجلة في البيت وبعض كتب المكتبة المنزلية.
فيتفاعل الأبناء مع المجلة والكتاب والشريط في أن واحد.

9) مجلة الأسرة:-
هدية لكل فرد من أفراد الأسرة يعمل مجلة ينتقي موضوعاتها من تلك المجلات والكتب وهذا يوجد لدى الأبناء الحس الفني والبعد الثقافي.
10) الأبحاث والتلخيصات:-
تلخيص الكتاب أو شريط ( وبهذا يقرأه ويلخصه ويتحسن بذلك إملاؤه وخطه ) وقد يطلب منه نقده.

11) ما رأيك في ؟
المراد بها أن نتعرف على آرائه ونعلمه المعايير التي يميز بها بين النافع والضار والخير والشر ، الابن المتميز هو الذي يعرف الخير ويصطفيه ، ويبصر الشر ويبتعد عنه من خلال معايير ومبادئ وقيم تعلمها من أبيه وأمه عبر رحلة طفولته ومن خلال وسائل تربوية عديدة من أهمها :ما رأيك في؟ ، ولنضرب على هذا مثالاً :ذهب الابن مع أبيه إلى السوق. قال له الأب: ما رأيك نشتري من هذه البقالة أم تلك ؟ من تلك يا أبي ؟ لماذا ؟ لأن فيها ألعاب وشوكولاته كثيرة ، فيأتي دور الأب في غرس معايير جديدة للالتقاء .
الأب: لكنها تبيع المجلات الفاسدة والدخان ما رأيك لو ذهبنا إلى بقالة أكثر منها ألعاباً ولكنها لا تبيع الدخان ! إذن معيار انتقاء الشراء من البقالات هو خلوها من المنكرات وعلى هذا المنوال " ما رأيك في كذا " ثم يبين له المعيار .. تتضح المعايير .. معايير الانتقاء وعندما يشب .. تتجمع المعايير .. معيار لمن أصاحب.. معيار انتقاء الألفاظ والكلمات ، كما قال الأب لأبنه يحدد له معايير الكلام إذا أراد أن يتكلم:
أوصيك في نظم الكلام بخمسة *********إن كنت للموصي الشفيق مطيعاً
لا تغفلن سبب الكلام ووقتـــــه*********والكيف والكم والمكان جميعاً
وما دمنا أشرنا إلى معايير الكلام فلنذكر فكرة عملية في إصلاح المنطق وتقويمه وتهذيبه.

12) حسن المنطق :-
جزاك الله خيراً …." لو سمحت "… " الله يحفظك " .
- لفت نظري طفل يقول لأبيه " جزاك الله خير ممكن أخذ منديل " وبعد السؤال تبين أن الأب أعتاد أن لا يعطي أبناءه شيئاً مما يحتاجونه إلا بعد إن يقول كل واحد منهم بين يدي طلب الحاجة جزاك الله خيراً.. الله يحفظك.. ممكن تعطيني مصروفي للمدرسة . فاستقاموا على هذا ..
- وكذلك بالنسبة عند الخطأ .. لن يفلت من التوبيخ إلا إذا قال: أنا أسف إن شاء الله لن أكرره مرة أخرى..

13) حسن الإنفاق ( الإدارة المالية ):-
الكثير من شبابنا اليوم إذا توظف لا يعرف كيف يدير راتبه .. إسراف وخلل في أولويات الصرف فتقدم الكماليات على الحاجات ،والحاجات على الضروريات، وهكذا لا يصل نصف الشهر إلا والمحفظة خاوية .. لماذا ؟.. لأنه لم يتعلم الإدارة المالية في صغره ..
الطفل المتميز هو الذي يحسن الإنفاق ويوزع ما لديه من مال على متطلباته مراعياً في ذلك أهميتها وضرورتها وكذلك يراعي الزمن ( البرنامج الزمني للإنفاق).
ولغرس هذه الصفة ، وللتميز فيها: أعطه 10 ريالات ، وقل له هذا هو مصروفك لمدة أسبوع .. لا تأخذ منه إلا بحسب اليوم كل يوم خذ معك للمدرسة ريالين وحاول أن تقتصد لكي تتجمع عندك بعض الريالات ،وفي نهاية الأسبوع إذا جمعت ريالين سازيدك أربع ريالات على حسن إدارتك للمال وسأخرج بك إلى السوق لكي تشتري بها ما تريد من حاجاتك .. وهنا علمته العديد من الأمور :
1- حسن إدارة المال.
2- الاقتصاد مع التوفير.
3- ليس كل شيء يشتهيه يشتريه وهكذا.

14) الإحساس بالآخرين " الصدقة ":-
- تحدث لابنك عن فضل الصدقة وأجرها عند الله .. وإذا أردت أن تتصدق على فقير فليكن ابنك هو الذي يوصل الصدقة إليه.
- وكذلك حاول أن تجعله يتصدق من بعض ما احتفظ به من مصروفه ، وعوّضه عنه جزاءً لإيثاره وإحسانه ،فإذا أعطى الفقير ريال .. أعطه ريالين وقل له : جزاؤك عند الله أكبر من هذا بكثير.
- وقد خطبت خطة عن الشيشان وبعد الصلاة جمعت التبرعات ، وبعدها جاءني الأب مع اثنين من أبنائه وقال لي: أريد منك أن تأخذ منهم صدقتهم تشجيعاً لهم فأخرجوا ما معهم من ريالات وقالوا نريدها للشيشان .

15) اسناد بعض المسؤوليات إليه:-
لكي يشعر ابنك بنمو شخصيته واستقلاليته أوكل إليه بعض المسؤوليات، واجعلها تكبر تدريجياً مع العمر .. وعلى سبيل المثال ليس من الضروري أن تنزل من سيارتك إلى البقالة لتشتري حاجة تريدها أعطه الفلوس وقل له اشتر هذه الحاجة مع ذكرك له معايير قد يحتاج إليها في شراء السلعة..
وكذلك بالنسبة للأنثى ..الأم توكل إليها ترتيب سفرة الطعام أو أواني المطبخ وهكذا مع التوجيه عند الخطأ والتشجيع عند الإصابة تكبر المسؤوليات ويكبر معها التميز في أدائها والإبداع في عملها .

16) التفخيم .. والتعظيم .. بالتنكية:-
إن من عوامل شعور الطفل بشخصيته واستقلاليته ، ومما يبعث فيه روح الرجولة وحسن السمت التكنية… يا أبا محمد .. يا أبا عبد الله .. ( يا أبا عمير ما فعل النقير) .

17) المراكز الصيفية:-
استثمار وقت الفراغ ، بل والتخطيط لاستغلاله قبل أن يوجد من أعظم مسؤوليات الأب كما أنه من أكبر أسباب حفظ الأبناء من الانحراف .. فكم جرّ الفراغ من مشكلات على النشء نتيجة لغياب فكر التخطيط الجاد لاستثماره واستغلاله ، ومن أبرز ما يمكن استثمار أوقات شبابنا وأبنائنا فيه المراكز الصيفية فهي محاضن تربوية وتجمعات إيمانية ولقاءات ترفيهية ومجالس علمية تستوعب الطاقة فتضعها في مكانها المناسب .. كما أنها تحقق الكثير من جوانب التميز التي نريد .. تصقل الشخصية ، وتبرز الملكات وتنمي المواهب والقدرات، فإذا بالشخصية متميزة في رأيها وخططها ..

18) تنمية المهارات:-
قد أودع الله في كل إنسان العديد من الطاقات والمهارات والقدرات، والتي يحرص الشياطين من الأنس والجن على تسطيحها وتبديدها في أمور تافهة وأخرى سافلة . ولهذا ينبغي أن تتعرف على ميول أبنائك ، ثم هاك بعض الأفكار العملية لتنمية هذه الميول لاستثمارها في امور نافعة .
- توجد الآن عندنا في الرياض مؤسسات تهتم بتعليم الإلقاء .. فن الخطابة والإلقاء .. وهناك الكثير من الأباء سجلوا ابناءهم في برامج هذه المؤسسات .. فإذا تكلم الابن افصح عن فكرته ، وأوصلها للسامعين بأبلغ عبارة وأحسن إشارة .. لا يتردد ويتلعثم، ولقد زرت إحدى الأسر في وليمة فاستأذن صاحب البيت الحضور لكي يلقي ابنه كلمة قصيرة ، فألقى الابن كلمة أبدع ونفع .. واستفاد وأفاد .. وفي هذه الفكرة من الأب العديد من الفوائد .
- مهارة أخرى أو فكرة عملية أخرى: تعليمه الحاسب الآلي بفنونه المتعددة ومجالاته الواسعة التي تتطور كل يوم.
- مهارة ميكانيكا السيارات ومهارة التحدث باللغة الإنجليزية فهناك معاهد لتعليم اللغات.. والمهم أن لكل من الأبناء ميوله ورغباته فعليك أن تراعي تلك الميول وتستثمرها للوصول إلى التميز.

19) المشايخ:-
الربط بالمشايخ والأخذ عنهم من أبرز وسائل التميز .. وهي طريقة السلف الصالح إذ كانوا يربطون أبناءهم منذ نعومة أظافرهم بالمشايخ ، بل ربما أحضروهم معهم لمجالس الحديث وهم دون سن التمييز رجاء بركة تلك المجالس العامرة بذكر الله والتي تغشاها الرحمة وتحفها الملائكة ..
وانظر إلى التميز الذي بلغه أنس بن مالك رضي الله عنه يوم جاءت به أمه ليخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعلم منه. لاشك أن هناك أطفالاً كثر من أقران أنس وأترابه لم يبلغوا مبلغه ولم يصلوا لما وصل إليه.

20) الرحلات الترفيهية:-
السفر يكشف عن خصال المرء ويسفر عن شخصيته .. فيعرف فيه الجواد من البخيل ، والمؤثر لغيره من الأناني الذي لا يفكر الا بنفسه،ويبدو فيه الحليم من الأحمق العجول ، ولهذا سمي السفر سفراً لأنه يسفر (يكشف) عن أخلاق الرجال. وبالتالي فإنك ستتعرف على الكثير من صفات أبنائك أثناء سفرهم معك ، بالإضافة إلى تحقيق الكثير من الأهداف منها:
- التقرب إليهم
- قضاء وقت فراغهم في استجمام النفوس تحت عينك .
- الربط الإيماني ( رحلة إلى مكة والمدينة ).

21) التنظيم:-
وهناك عدة أفكار عملية لغرس هذه الصفة في الأبناء وتربيتهم عليها:-
- تنظيم الدفاتر والكتب – تنظيم الملابس ( في الدرج الخاص بها ).
- تنظيم الفراش – تنظيم الغرفة .. تنظيم الألعاب بعد الانتهاء من اللعب تنظيم الوقت .. فلدراسة وقتها ، ولدراسة وقتها ، ولحلقة التحفيظوقته، وللعب وقته ، وللصلاة وقتها .. وهذا النظام مطرد في جميع ايام السنة .. فالصيف لا يعني الفوضى وتبديد الأوقات كيفما اتفق.أعرف بعض الأسر عندها جدول ينظم حياة ابنائهم في الصيف فضلاً عن أيام الدراسة.

22) الفيديو:-
هناك في الساحة العديد من الأفلام التربوية ، والمحاضرات الوعظية .. وعلى الرغم من كون هذه الأفلام تتضمن قيماً تربوية ، إلا أن عليها بعض الملحوظات والتي لو استدركت لكان ذلك أفضل وأكمل ..ومن هذه الملحوظات :
- التوسع في استخدام الدف والتساهل في إخراج الصبايا من الإناث اللاتي ربما تجاوزن التاسعة.
- ومنها الكثير من الأفلام الكرتونية فيها بعض المفاهيم والتقاليد الغربية مثل اصطحاب الحيوانات والاهتمام بها بشكل لافت لا سيما الفواسق كالغراب والفارة والحيوانات النجسة كالكلاب ونحوها وأظن أن هذه جاءت نتيجة لشراء مسلسلات غربية جاهزة ومن ثم دبلجتها..
- وعلى أي حال: فإنها تبقى وسيلة تحتاج إلى مراقبة وتكييف بما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا ..

23) السبورة المحفظة:-
من الأفكار العملية التي طبقتها بعض الأسر ووجدت فيها فائدة للكبار والصغار وجود سبورة معلقة على الجدار في مكان تجمع أفراد الأسرة اليومي – مثل الصالة – والكتابة على هذه السبورة بفوائد يراد حفظها أو التذكير بها ، ويمكنك تعيين أحد أفراد الأسرة بشكل دوري ليضع هذه الفوائد.

24) اصطحاب الأبناء فوق سن التمييز إلى المسجد:-
ليعتادوا على الصلاة فيه ، ويشبوا على ذلك .. مع التأكيد على تعليمهم آداب المسجد كعدم العبث والكلام وعدم الحركة الكثيرة في الصلاة ونحوها.

25) اللقاءات الوعظية للأسرة:-
اللقاء الأسبوعي للأسرة على كتاب رياض الصالحين و نحوه من الكتب فيجلس أفراد الأسرة في لقاءٍ دوري يقراءون في الكتاب ويتناصحون بينهم.

26) خلاصة خطبة الجمعة:-
- اعتادت بعض الأسرة على الجلوس بعد مجيء الأب وابنائه من صلاة الجمعة فيقوم الأب أو أحد أبنائه بذكر خلاصة خطبة الجمعة وفيها فوائد عظيمة .
- وبعض الأسر يشترط الأب على أفراد أسرته أن يجلسوا فيقرأ كل واحد منهم سورة الكهف أو يسمعونها عبر شريط ثم يستمعون جميعاً لخطبة الحرم في اذاعة القرآن الكريم.

27) لقاء الأذكار:-
بعض الأسر يقرأون القرآن على شكل حلقة .. ويتعلمون تفسير بعض الآيات ( التسميع اليومي .. ).

28) الحاسب الآلي ( برامج ثقافية وتربوية…):
هناك في الاسواق العديد من البرامج التربوية والثقافية والترفيهية على اقراص الحاسب يمكن استثمارها في تحقيق التميز الثقافي والتربوي.

29) زيارة المكتبات ( الحكومية + التجارية ) :
ليعتاد الابناء على القراءة وحب الاطلاع اجعل في جدولك التربوي زيارة تقوم بها انت واسرتك الى بعض المكتبات الحكومية أو التجارية للاطلاع على الكتب لغرس حب القراءة والبحث العلمي منذ نعومة أظفارهم.

30) المشاركة في المجلات الدورية :
وذلك بكتابة المقالات أو حتى اختيار بعض الفوائد وارسالها الى تلك المجلات لكي تنشر على صفحاتها.

41
منتدى علوم البيئة / التلوث الغذائي والدوائي
« في: مارس 08, 2005, 10:49:23 صباحاً »
التلوث بالأدوية

مسألة: مـن المشاكل التي يواجهها الإنسان في هذا العصر، مشكلة التلوث بالأدوية الكيماوية وما أشبه ذلك، فهذه الأدوية لها مضاعفات وآثار جانبية خطيرة.

ومـن هذه الأدوية الملوّثة المهدّئات المنتشرة اليوم في أرجاء العالم والتي يزداد تعلق الإنسان بهـا عند تفاقم المشاكل الاقتصادية والسياسية والطبيعية كالفقر والزلازل والفيضانات والحروب وما شابه ذلك.

وقد ذكر العلماء أضراراً كبيرة ل‍ـ (الفاليوم)، حيث يستعمل منها الناس مليارات الأقـراص سنوياً، فلهـذا الدواء المهدئ آثار وخيمة ومدمرة، فهو يبعث على الكآبة الشديدة، ويبعث على الانطواء والرغبة الشديدة للانتحار، وربما أوجد العنه والبله وما شابه ذلك.

وقد أجرى فريق من الأطباء عدة تجارب على فئران المعامل، وتبيّن لهم أن الفئران التي تعرضت لعقار (الفاليوم) قد ظهرت فيها أورام سرطانية.

وفي دراسة أخـرى للأطباء عـن سرطان الثدي عند النساء، تبيّن أن غالبية النساء اللاتي أُصـبن بهـذا المرض كُـنّ يتعاطين (الفاليوم) وغيره من المهدئات، وعند فحص حالتهن ظهر أن الإصابة بالسرطان كانت متقدمة، وأرجعت الدراسات ذلك إلـى القلق الشديد الذي يعتري المرضى والحوامل والذي يدفعهـنّ إلـى مضاعفـة استعمال العقـار عند اكتشافهن الإصابة بالسرطان(1).

وفي تقرير عـن الولايات المتحدة الأمريكية اتضح أن (الفاليوم) يؤدي إلى الإدمان فـي تعاطي المخدرات، والذين وصلوا إلى مرحلة الإدمان على (الفاليوم) يتحايلون للحصول عليه، ويقومون باللجوء إلى الأطبّاء للحصول على نسخ طبّية تجيز لهم صرف العقار من الصيدليات، وإذا ما فشلوا في ذلك، فإنهم يستعينون بأرحامهم وأصدقائهم الذين يعملون بالعيادات والمستشفيات للحصول على هذه المادة الضارة.

ويؤدي استعمال (الفاليوم) بصورة دائمة إلى الشعور بحالات الاكتئاب والرغبة فـي اعتزال الناس. وقد يُصاب المدمن بحالات مـن القلق الشديد ويتصبّب العرق من جسمه كما يُصاب بحالات من التشنّج.

ويذهب فريق مـن الأطباء إلى رأي مفاده أن المصابين بإدمان العقاقير المهدئة تكون حالاتهم أصعب فـي علاجها من مدمني المخدرات. ومع ذلك فإن هذه المادة الضارة تُصنع في الشركات العالمية وتكدّس فـي الصيدليات، ولم يصدر حتى الآن منع عالمـي يوقف تناولها، حالها حال السجائر التي هي أيضاً تُصنع بالمليارات وتكدّس فـي المحلاّت العامة ويشتريها الناس بكثرة(2). ومنتهى الأمر أن المجلاّت والجرائد بضغط مـن بعض الحكومات تكتب تحت إعلانها: (تحذير حكومي أنصحك بالامتناع عن التدخين) وما شابه ذلك من العبارات.

ومن الملوثات الدوائية (الأسبرين)(3) فهو سلاح ذو حدّين له فوائد في علاج الصداع وآلام المفاصل وروماتيزم العضـلات وألـم الأسنان وما أشبه ذلك، بالإضافة إلى دوره في خفض الحرارة وتقليل الألم ولكن من جانب آخر فلهذا الدواء مضارّ قد تنال من جسم فتصيبه بأمراض مزمنة، فالأسبرين هو العقار الشائع استعماله بين الغالبية العظمى من البشر في شرق الأرض وغربها وهو يسبب آلاماً معويّة يصحبها عسر هضمي. وقد يؤدي تعاطيه إلى حدوث طفح جلدي وتورّم في الوجه والعينين ونزف من الأنف والفم ورغبة شديدة في حكّ الجلد.

وإصابة الأطفال بمرض خاص تتجلى أعراضه فـي حدوث تضخم في الكبد واصفرار في لون المريض مع انتشار تجاويف مملوءة بالشحم في نسيجه، وكذلك حدوث نخر في أطرافه.

أمـا الإصابات خارج الكبـد فتتّصف بحدوث تغيّرات شحميّة داخل الأنابيب الكليوية واستحالات في الخلايا الدموية، وارتفاع حادّ في كثافة الدم، وكذلك حدوث تغيّرات فـي بعض خلايا الدماغ والعضلات. ولذا أخذ الأطباء يظهرون الاحتجاج على استعمال (الأسبرين) للرضّع والأطفال حتى عمر 15 سنة في حالة إصابتهم بأيّ مرض فيروسي كالأنفلونزا. فالأم الحامل إذا تناولت أقراصاً مـن (الأسبرين) قد يؤدي ذلك إلى خلل في جنينها عقلياً أو نفسياً أو جسمياً.

وهكذا حال المركبات (السلفات) وهو دواء شائع في شتى دول العالم، وعلى الرغم من فعاليتها فـي علاج الكثير من الأمراض إلاّ أنها أحياناً تُحدث بعض المضاعفات لمن يتناولها، كالحساسية التي تظهر في شكل طفح جلدي، وكحدوث نقص في عدد كريات الدم البيضاء، وتوقف إفراز البول.

والأطباء وإن نصحوا بكثـرة استعمال السوائل عنـد تناول مركبات (السلفات) وضرورة مراقبة كميـة البـول إلاّ أن ذلك لا يجدي فـي عدم إضراره.

ومن الأدوية التي أفرط الإنسان فـي استخدامها وصفاً وأخذاً للعلاج المنبِّهات. والمنبّهات غالباً توجب فقدان الشهية وتضعف النشاط والوعي وتنبّه الجهاز العصبي المركزي، وقد استعمل فـي الحـرب العالمية الثانية من قبل الطيارين لكي يساعدهم على زيادة عدد الطلعات الجوية فـي الحرب، كما يستعمله سائقوا السيارات وخصوصاً سيارات الشحن الذين يقومون برحلات طويلة، والطلاّب الذين يستعدّون لأداء الامتحانات، والرياضيين الذين يسعون إلى تحطيم الأرقام القياسية السابقة. وهو يحدث نوعاً من التسمّم في الجسم. والأطباء يرون في الحال الحاضر أنه يلزم على الطبيب أن لا يصف هذا الدواء إلاّ في حالات نادرة جداً.

ومن أشدّ الأدوية أثراً على صحّة الإنسان المواد التي تستخدم للتجميل مثل مجمّلات الشعر أو نحو ذلك. هذا بالإضافة إلى إنّ من طبيعة الدواء الإضـرار، حيث قـال الإمام علـي (عليه السلام): (ليس من دواء إلاّ وهو يهيّج داء)(4)، وذلك واضح حيث أن الدواء يأخذه الإنسان لإصلاح جزء معطوب مـن الجسم فيضرّ بالجزء غير المعطوب، ـ مثـلاً ـ إذا ابتلت ساق الإنسان بازدياد نسبة الدهون فيها، فإن الدواء سيزيل الدهون فـي الساق وغيره مما يسبب زوال دهونة الجسم، فيصيب أجزاء أقوى من البدن بالمرض.

لذا كان القدماء ينصحون بعـدم استعمال الدواء إلاّ وقت الضرورة، وقـد قال الإمام علي (عليه السلام) في صدر الحديث المتقدّم: (امش بدائك ما مشى بك)(5).

ومـن الأدوية التي تسبب الإدمان عقار (الكودئين) الذي يستخدم في الكثير مـن أدوية السعال. وقد تبيّن أن (40./ ) من هذا العقار يتحول إلى (مورفين) المخدّر الشهير حين تدخل جسم الإنسان.

كما إنّ من العقاقير الموجبة للضرر والإدمان، المنوّمات، فهي تستعمل للتخلص من الأرق أو من الأفكار السوداوية، وقد ذكر الأطباء إن الإدمان على المنوّمات يؤدي إلى نوع من التسمّم المزمن الذي يصبح من أهم أعراضه التبلّد الذهني والخمول الجسمي حيـث يستيقظ الشخص مـن نومه خاملاً كسولاً لا يُقبل على عمل اليوم بنشاطه المعهود علـى الرغم أنه قد نام ملء عينيه ساعات طويلة. وهذا ما يؤدي بدوره إلى خمول فـي الذهن وتشتّت الفكر وميل إلى الاستراحة.

والغالب إن المضادات الحيوية تؤدي إلى إثارة الجهاز الدفاعي في الجسم، وفي أغلب الأحيان يسبب تأثير هـذه الأدوية بعض الحساسيات نتيجة تناول بعض الأطعمة والأدوية كالسمك مثلاً.

ومن أبرز مظاهر ذلك حدوث طفح أو بقع حمراء متورّمة في أجزاء من الجسم، وحدوث صوت صفير في التنفس ودم في العينين وانسداد في الأنف وغثيان وإسهـال، ويصاب أحياناً المرء المستعمِل لهذه الأدوية بالإعياء، أي الانهيار التام مما يوجب العلاج السريع، كمـا فـي حالات كثيرة يسبب الحساسية المتعارفة في هذا الزمان، فالحساسية وإن كانت موجودة سابقاً إلاّ أنها كانت نادرة جداً. أما الحساسية في زماننا هذا فإنها ازدادت في النصف الثاني من هذا القرن.

وهناك أدوية تؤثر في الأعصاب للحدّ من الحامض المعدي ولإزالة آلام القرحة لكنها في الوقت ذاته تؤثر علـى أعصاب أخرى مشابهة لها في أماكن أخرى من بدن الإنسان، وتسبب له تعشية في البصر وجفاف في الفم وسرعة في النبض وصعوبة في التَبوّل(6).

وغالباً يكون لهـذه الأدويـة تأثير أيضاً على الحيوانات ـ التي تجرى عليها التجارب ـ قبل عرضها فـي الأسواق، لكن من الواضح أن الحيوانات ليست كالإنسان في الخصوصيات فلكل منها خصوصية ينفرد بها عن الآخر وإن كان بعض الحيوانات كالفئران والقردة تقترب إلـى الإنسان في بعض الخصوصيات الأخرى. ولذا قد يكون دواء مفيداً للإنسان لا للحيوان، وقد يكون العكس.

فعلى سبيل المثال عند تجربة عقار (ديجوكسين) الخاص بعلاج مرضى النوبات القلبية على حيوانات التجارب أو المختبرات ثبت أن له آثاراً جانبية خطرة على الكلاب، ولكن بعد تجربته على بعض المتطوعين من المرضى ثبت نجاحه إلـى حدّ كبير. أما عقار (براكتولول) الذي يستخدم أيضاً لعلاج أمراض القلب، فقد نجحت التجارب التي أجريت علـى الحيوانات لشهور طويلة بالنسبة له، ولكن تمّ سحبه من الأسواق بعد أن اتضحت آثاره الجانبية على البصر حيث يؤدي إلى ضعفه أو فقدانه.

ومن الواضح إن الناس يختلف بعضهم عن البعض الآخر في زمان دون زمان، وفـي عُمْر دون عمر، وفي أرض دون أرض، ـ مثلاً ـ في السبعينيات عندما تمّ طـرح دواء لعلاج الأمراض المعوية في الأسواق، تبين بعد ذلك إن هذا العقار يؤدي إلى اضطرابات عصبية حادّة، فقد لوحظ وجود هذه الآثار الجانبية في اليابان بينما لم يجدوا هذه الأعراض في الأماكن الأخرى.

هذا بالإضافة إلى أن تجربة الأدوية على الحيوانات لا دلالة شاملة لها في الصحّة والصلاحية علـى الإنسان، فمن الواضح إن الحيوان لا يستطيع أن يصرّح بما يحس به من أعراض كالغثيان والدوار والصداع والاكتئاب والحكّة الداخلية وحرقة التبوّل وما أشبه ذلك لأنه لا يقدر على النطق.

وللحيوان قدرة تختلف عن قدرة الإنسان في مقاومة التلوث، فالطعام الفاسد قد لا يؤثر علـى القطة والكلب والفـأر، بينما هذا الطعام يؤثر في الإنسان أي تأثير.

كما وإن الناس مختلفون في درجة تحسّسهم ودرجة مقاومتهم للأمراض وللتلوث(7).

على أي حال: فالمضادات الحيوية لها آثار وخيمة بالنسبة إلى الإنسان، فبعضها يؤدي إلى حدوث تقرّحات وتقيّحات في الجسم، وإسهال في بعض الحالات، وضعف ماسكة البول إلى غير ذلك.

وعلى هذا، فاللازم على الحكومات أن تمنع الصيدليات عن منح هذه الأدوية لمن هبّ ودبّ إلاّ بوصفة طبيّة مؤيدة من طبيب أخصّائي، وقد وُجد أيضاً إن ل‍ـ(البنسلين) آثاراً سلبية، فهو يؤدي إلى سوء الامتصاص والغثيان والإسهال، فضـلاً أن البعض مـن الناس يعاني مـن حساسية شديدة ضد (البنسلين) وقد تؤدي هذه الحساسية إلى ردود فعل خطرة ناجمة عن مقاومة الأجهزة الدفاعية لجسم الإنسان لهذا الدواء.

والحاصل إن الجهل والاستعمار والاقتصاد المبني على المادة هذا الثالوث دخل دنيا الطبّ فسبّب الكارثة للإنسان.

كما إن اللازم الاهتمام بالوقاية، ففي المثل: (قيراط من الوقاية خيرٌ من قنطار من العلاج) كما سبق ومعظم الأمراض هي قابلة للتوقي منها لو عرف كـل شخص منّا التزاماته الصحيحة وما يجب عليه اتجاه أسرته واتجاه جسده، بل وفـي أوائل المرض يجب التوقي حتى لا يتسع الخرق فمن الخطأ الكبير الإسراع إلى الدواء مع أول حكّة أو سعال، خصوصاً عندما يتم أخذ الدواء دون استشارة الطبيب، ففي الحديث: (إن لجسدك عليك حقاً)(8)، ولا يحق للإنسان أن يضرّ نفسه ضرراً بالغاً، فإن البدن مَوْدوعٌ بيد الإنسان كسائر ودائع الله سبحانه تعالى، فاللازم أن يُراعي الإنسان جسده حتى الموت لأنه سيسأل عنه.

42
منتدى علوم البيئة / تلوث الهواء
« في: مارس 06, 2005, 10:25:53 صباحاً »
** تلوث الهواء **

الهواء هو كل المخلوط الغازي الذي يملأ جو الأرض بما في ذلك بخار الماء ، ويتكون أساساً من غازي النتروجين نسبته 78,084% والأكسجينن 20,946% ويوجد إلى جانب ذلك غاز ثاني أكسيد الكربون نسبته 0,033% وبخار الماء وبعض الغازات الخاملة وتأتي أهمية الأكسجين من دورة العظيم في تنفس الكائنات الحية التي لا يمكن أن تعيش بدونه وهو يدخل في تكوين الخلايا الحية بنسبة تعادل ربع مجموع الذرات الداخلة في تركيبها .

ولكي يتم التوازن في البيئة ولا يستمر تناقص الأكسجين شاءت حكمة الله سبحانه أن تقوم النباتات بتعويض هذا الفاقد من خلال عملية البناء الضوئي ، حيث يتفاعل الماء مع غاز ثاني أكسيد الكربون في وجود الطاقة الضوئية التي يمتصها النبات بواسطة مادة الكلوروفيل الخضراء ولذلك كانت حكمة الله ذات اثر عظيم رائع فلولا النباتات لما استطعنا أن نعيش بعد أن ينفد الأكسيجين في عمليات التنفس واحتراق ، ولا تواجد أي كائن حي في البر أو في البحر ، إذا أن النباتات المائية أيضاً تقوم بعملية البناء الضوئي ، وتمد المياه بالأكسجين الذي يذوب فيها واللازم لتنفس كل الكائنات البحرية .

(هذا خلق الله فأروني ماذا الذين من دونه بل الظالمون في ظلال مبين ) لقمان – آية 11

إنسان العصر الحديث قد جاء ودمر الغابات ، وطعن بالعمران على المساحات الخضراء وراحت مصانعه تلقي كميات هائلة من الأدخنة في السماء ، ولهذا كله أسوأ الآثار على الهواء وعلى توازن البيئة ، وإذا لجأنا إلى الأرقام لنستدل بها ، فسوف نفزع من تضخم التلوث ، فثاني أكسيد الكربون كانت النسبة المئوية الحجمية له حوالي 0,029% في نهاية القرن الماضي ، وقد ارتفعت إلى 0,033% في عام 1970 وينتظر أن تصل إلى أكثر من 0,038% في عام 2000، ولهذه الزيادة أثار سيئة جدا على التوازن البيئي .

**تعريف تلوث الهواء**

هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية بالإنسان والحيوان والنباتات والآلات والمعدات ، أو تؤثر في طبيعة الأشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي 5000مليون دولار ، بسبب تأثير الهواء ، على المحاصيل والنباتات الزراعية .

ويعتبر تلوث الهواء من أسوأ الملوثات بالجو ، وكلما ازداد عدد السكان في المنطقة الملوثة .

وعلى مدار التاريخ وتعاقب العصور لم يسلم الهواء من التلوث بدخول مواد غريبة عليه كالغازات والأبخرة التي كانت تتصاعد من فوهات البراكين ، أو تنتج من احتراق الغابات ، وكالأتربة والكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض ، إلا أن ذلك لم يكن بالكم الذي لا تحمد عقباه ، بل كان في وسع الإنسان أن يتفاداه أو حتى يتحمله ، لكن المشكلة قد برزت مع التصنيع وانتشار الثورة الصناعية في العالم ، ثم مع هذه الزيادة الرهيبة في عدد السكان ، وازدياد عدد وسائل المواصلات وتطورها ، واعتمادها على المركبات الناتجة من تقطير البترول كوقود ، ولعل السيارات هي أسوأ أسباب تلوث الهواء بالرغم من كونها ضرورة من ضروريات الحياة الحديثة ، فهي تنفث كميات كبيرة من الغازات التي تلوث الجو ، كغاز أول أكسيد الكربون السام ، وثاني أكسيد الكبريت والأوزون .

** طرق تلوث الهواء**
أولاً : بمواد صلبة معلقة : كالدخان ، وعوادم السيارات ، والأتربة ، وحبوب اللقاح ، وغبار القطن ، وأتربة الاسمنت ، وأتربة المبيدات الحشرية .

ثانياً : بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة مثل الكلور ، أول أكسيد الكربون ، أكسيد النتروجين ، ثاني أكسيد الكبريت ، الأوزون .

ثالثاً : بالبكتيريا والجراثيم، والعفن الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات الآدمية .

رابعاً : بالإشعاعات الذرية الطبيعية والصناعية:.
ظهر هذا التلوث مع بداية استخدام الذرة في مجالات الحياة المختلفة ، وخاصة في المجالين : العسكري والصناعي ، ولعلنا جميعا ما زلنا نذكر الضجة الهائلة التي حدثت بسبب الفقاعة الشهيرة في أحد المفاعلات الذرية بولاية ( بنسلفانيا ) بالولايات المتحدة الأمريكية ، وما حادث انفجار القنبلتين الذريتين على ( ناجازاكي وهيروشيما ) إبان الحرب العالمية الثانية ببعيد ، فما تزال أثار التلوث قائمة إلى اليوم ، ومازالت صورة المشوهين والمصابين عالقة بالأذهان ، وكائنة بالأبدان ، وقد ظهرت بعد ذلك أنواع وأنواع من الملوثات فمثلاً عنصر الاسترنشيوم 90 الذي ينتج عن الانفجارات النووية يتواجد في كل مكان تقريباً ، وتتزايد كميته مع الازدياد في إجراء التجارب النووية ، وهو يتساقط على الأشجار والمراعي ، فينتقل إلى الأغنام والماشية ومنها إلى الإنسان وهو يؤثر في إنتاجية اللبن من الأبقار والمواشي ، ويتلف العظام ، ويسبب العديد من الأمراض وخطورة التفجيرات النووية تكمن في الغبار الذري الذي ينبعث من مواقع التفجير الذري حيث يتساقط بفعل الجاذبية الأرضية ، أو بواسطة الأمطار فيلوث كل شئ ، ويتلف كل شئ .

وفي ضوء ذلك يمكن أن نقرر أو أن نفسر العذاب الذي قد حل بقوم سيدنا لوط عليه السلام بأنه ، كان مطراً ملوثاً بمواد مشعة ، وليس ذلك ببعيد فالأرض تحتوي على بعض الصخور المشعة مثل البتشبلند وهذه الصخور تتواجد منذ آلاف السنين .

خامسا: التلوث الإلكتروني :
وهو أحدث صيحة في مجال التلوث ، وهو ينتج عن المجالات التي تنتج حول الأجهزة الالكترونية إبتداء من الجرس الكهربي والمذياع والتليفزيون ، وانتهاء إلى الأقمار الصناعية ، حيث يحفل الفضاء حولنا بالموجات الراديوية والموجات الكهرومغناطيسية وغيرها ، وهذه المجالات تؤثر على الخلايا العصبية للمخ البشري ، وربما كانت مصدراً لبعض حالات عدم الاتزان ، حالات الصداع المزمن الذي تفشل الوسائل الطبية الإكلينيكية في تشخيصه ، ولعل التغييرات التي تحدث في المناخ هذه الأيام ، حيث نرى أياما شديدة الحرارة في الشتاء ، وأياما شديدة البرودة في الصيف ، لعل ذلك كله مرده إلى التلوث الإلكتروني في الهواء حولنا ، وخاصة بعد انتشار آلاف الأقمار الصناعية حول الأرض .

** تأثير تلوث الهواء على البر والبحر **

تتجلى عظمة الله ولطفه بعباده في هذا التصميم الرائع للكون ، وهذا التوازن الموجود فيه ، لكن الإنسان بتدخله الأحمق يفسد من هذا التوازن ، في المجال الذي يعيش فيه ، وكأن هذا ما كانت تراه الملائكة حينما خلق الله آدم – قال تعالى : (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم . وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) سورة البقرة الآيتان 29، 30 .

ووجد أن للتلوث آثاراً ضارة على النباتات والحيوانات والإنسان والتربة ، وسوف نناقش هذا الأثر الناتج عن تلوث الهواء :

1)  صحياً :- تؤدي زيادة الغازات السامة إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والعيون ، كما أن زيادة تركيز بعض المركبات الكيمائية كأبخرة الأمينات العضوية يسبب بعض أنواع السرطان ، وبعض الغازات مثل أكاسيد غاز النتروجين لها آثار ضارة على الجهاز العصبي ، كذلك فإن الإشعاع الذري يحدث تشوهات خلقية تتوارثها إن لم يسبب الموت .

2) مادياً : يؤدي إلى الآتي:

*• يؤدي وجود التراب والضباب إلى عدم إمكانية الرؤية بالطرق الأرضية والجوية .

*• حدوث صدأ وتأكل للمعدات والمباني ، مما يؤثر على عمرها المفيد ، وفي ذلك خسارة كبيرة .

*• التلوث بمواد صلبة يحجز جزءاً كبيراً من أشعة الشمس ، مما يؤدي إلى زيادة الإضاءة الصناعية .

*• على الحيوانات : تسبب الفلوريدات عرجاً وكساحاً في هياكل المواشي العظمية في المناطق التي تسقط فيها الفلوريدات ، أو تمتص بواسطة النباتات الخضراء ن كما أن أملاح الرصاص التي تخرج مع غازات العادم تسبب تسماً للمواشي والأغنام والخيول ، وكذلك فإن ثاني أكسيد الكبريت شريك في نفق الماشية.

*• أما الحشرات الطائرة فإنها لا تستطيع العيش في هواء المدن الملوث ، ولعلك تتصور أيضاً ما هو المصير المحتوم للطيور التي تعتمد في غذائها على هذه الحشرات ، وعلى سبيل المثال انقرض نوع من الطيور كان يعيش في سماء مدينة لندن منذ حوالي 80 عاماً ، لأن تلوث الهواء قد قضى على الحشرات الطائرة التي كان يتغذى عليها .

• *على النباتات : تختنق النباتات في الهواء غير النقي وسرعان ما تموت ، كما أن تلوث الهواء بالتراب ، والضباب والدخان والهباب يؤدي إلى اختزال كمية أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض ، ويؤثر ذلك على نمو النباتات وعلى نضج المحاصيل ، كما يقلل عملية التمثيل الضوئي من حيث كفاءتها ، وتساقط زهور بعض أنواع الفاكهة كالبرتقال ومعظم الأشجار دائمة الخضرة ، وتساقط الأوراق والشجيرات نتيجة لسوء استخدام المبيدات الحشرية الغازية ، وكمثال للنباتات التي تتأثر بالتلوث محاصيل الحدائق وزهور الزينة ، والبرسيم الحجازي ، والحبوب ، والتبغ ، و الخس ، وأشجار الزينة ، كالسرو ، والجازورينا ، والزيزفون .

• *على المناخ : تؤدي الإشعاعات الذرية والانفجارات النووية إلى تغيرات كبيرة في الدورة الطبيعية للحياة على سطح الأرض ، كما أن بعض الغازات الناتجة من عوادم المصانع يؤدي وجودها إلى تكسير في طبقة الأوزون التي تحيط بالأرض ، والتي قال عنها القران : ( وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون)

إن تكسير طبقة الأوزون يسمح للغازات الكونية والجسيمات الغريبة أن تدخل جو الأرض ، وان تحدث فيه تغيرات كبيرة ، أيضاً ، فإن وجود الضباب والدخان والتراب في الهواء يؤدي إلى اختزال كمية الإشعاع الضوئي التي تصل إلى سطح الأرض ، والأشعة الضوئية التي لا تصل إلى سطح بذلك ، تمتص ويعاد إشعاعها مرة أخرى إلى الغلاف الجوي كطاقة حرارية فإذا أضفنا إلى ذلك الطاقة الحراية التي تتسرب إلى الهواء نتيجة لاحتراق الوقود من نفط وفحم وأخشاب وغير ذلك ، فسوف نجد أننا نزيد تدريجياً من حرارة الجو ، ومن يدري ، إذا استمر الارتفاع المتزايد في درجة حرارة الجو فقد يؤدي ذلك إلى انصهار جبال الجليد الموجود ة في القطبين وإغراق الأرض بالمياه ، وربما كان ذلكما تشير إليه الآية رقم 3 في سورة الانفطار : ( وإذا البحار فجرت ) .حيث ذكر المفسرون أن تفجير البحار يعني اختلاط مائها بعضه ببعض ، وهذا يمكن له الحدوث لو انصهرت جبال الجليد الجليدية في المتجمدين الشمالي والجنوبي .




43
منتدى علوم البيئة / ما هي العلاقة بين ؟؟
« في: فبراير 22, 2005, 11:11:53 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله

الإخوة والأخوات الأفاضل

هل لكم ان تساعدوني .. في ايجاد العلاقة بين الظروف المناخية وانتقال ملوثات الهواء ؟؟؟

(Meteorolgy and Air Pollution)

او مساعدتي في مواقع عن هذا الموضوع او فلاشات

وساكون شاكرة لكم كثيرا

جزاكم الله خيرا

44
منتدى علوم البيئة / اتفاق كيوتو يدخل حيز التنفيذ
« في: فبراير 16, 2005, 01:09:38 مساءاً »
دخل اتفاق كيوتو، الذي يهدف للتقليل من آثار ارتفاع حرارة الأرض، حيز التنفيذ اليوم الأربعاء بعد سبع سنوات من إقراره.

وقد صادقت على الاتفاق 141 دولة، تنتج فيما بينها 55% من الغازات المنبعثة. ويتعهد الاتفاق بالتقليل من تلك الغازات بنسبة 5.2% بحلول عام 2012.

لكن الولايات المتحدة وأستراليا امتنعتا عن التوقيع لأسباب اقتصادية، كما أن بعض الدول النامية خارج إطار الاتفاق مثل الصين والهند.

وقد أتت المصادقة على الاتفاق عقب قرار روسيا الحاسم بإقراره في نوفمبرتشرين الثاني 2004.

وكان انضمام روسيا للاتفاق هاماً للغاية، لأن الاتفاق لم يكن ليصادق عليه بدون إقرار دول تمثل 55% على الأقل من مجموع الغازات المنبعثة عالمياً؛ ولم يتم الوفاء بتلك الجزئية إلا بعد انضمام روسيا.

أهداف منفصلة

ويطالب الاتفاق، الذي أصبح ساري المفعول في السادس عشر من فبرايرشباط (05.00 صباحاً بتوقيت جرينتش)، بخفض الغازات المنبعثة من الدول الصناعية بمعدل 5.2% بحلول عام 2012.

وقد قامت كل دولة على حدة بتحديد أهدافها المنفصلة طبقاً لحجم التلوث بها.

ويقع جزء من الدول النامية مثل الصين والهند خارج إطار الاتفاق، وهو الشيء الذي أشار إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش عندما جعل من تخليه عن اتفاق كيوتو واحدة من أولى الخطوات التي اتخذها عندما تولى الرئاسة عام 2001.

وأصدر رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي بياناً يرحب فيه بالاتفاق ونادى من لم يوقعوا بأن يعيدوا النظر في قرارهم.

وقال كويزومي:"من الآن فصاعداً ينبغي علينا أن نبني نظاماً يسمح للمزيد من الدول بأن تعمل معاً تحت الإطار العام لوقف الاحتباس الحراري".

وقال هيرويوكي هوسودا المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليابانية:"ظللنا ننادي بانضمام الولايات المتحدة. غير أن أكثر البلاد المتسببة في انبعاث الغاز لم توافق على الانضمام بعد، وهذا شيء مؤسف".

ويخطط أنصار البيئة للقيام باحتجاجات حول العالم للاحتفال بسريان مفعول الاتفاق وستجعل الكثير من تلك الاحتجاجات الولايات المتحدة هدفاً لها.

وسيقام الاحتفال الرئيسي بسريان مفعول الاتفاق في كيوتو، العاصمة القديمة لليابان، التي كانت قد شهدت التوصل للاتفاق عام 1997.

غير أن تحقيق الأهداف حتى بالنسبة للبلدان التي وقعت على اتفاق كيوتو يمكن أن يكون صعباً.

فكندا على سبيل المثال، وهي من الدول الموقعة على الاتفاق، ليست لديها خطة واضحة للتوصل لخفض غازاتها المنبعثة. وبدلاً من أن تخفض من غازاتها، زادت كمية تلك الغازات بمعدل 20% منذ عام 1990.

كما أن اليابان غير متأكدة من أنها ستتمكن من تحقيق المطالب القانونية لخفض الغازات المنبعثة بنسبة 6% بحلول عام 2012

45
لا شك أن العاقل البصير - أيا كان تخصصه أو موقـعه - يعلم بأن العمر قصير ، والأنفاس معدودة ، والموت قد يأتي بغتة ، والأطباء - بصفة خاصـة - أكـثـر الـنـاس معايشة لهذه المفاهيم ، لأنهم يحسون بها كل يوم ، بل في اليوم أكثر من مرة أحياناً.. يشاهدون لحظات الموت حية أمام نواظرهم.. يتابعون الاحتضار لحظة بلحظة.. كما أنهم يعايشـون أحاسيس أهل المريض عند موته ، لذا كان من الطبيعي أن يكونوا أكثر معرفة بالله وخوفـاً منه ، إن قورنوا بعامة الناس ، ولكن - للأسف الشديد - فإن القليل منهم في هذا الزمان يعي أهمية دوره كطبيب في الدعوة إلى الله (1).

ودّوا لو تكفــــــرون

حرص أعداء الإسلام على اختلاف أجناسهم وألوانهم وبلدانهم على الجد في تحصيل علم الطب ، وبلغوا أرفع الدرجات ، ومما لا شك فيه ولا ريب أن من أعظم مقاصدهم تسخير نتيجة تحصيلهم في الدعوة إلى دينهم أو إخراج المسلم من دينه ليعيش بلا دين . واقرأ قولهم (( حيث تجد بشراً تجد آلاماً ، وحيث تكون الآلام تكون الحاجة إلى الطبيب ، وحيث تكون الحاجة إلى الطبيب فهنالك فرصة مناسبة للتبشير )) ، وهكذا اتخذ المبشرون الطب ستاراً يقتربون تحته من المرضى . واقرأ أيضاً قول أحدهم ويدعى الطبيب ( بول هاريسون) قال في كتابه – الطبيب في بلاد العرب - : (( إن المبشر لا يرضى عن إنشاء مستشفى ولو بلغت منافع ذلك المستشفى منطقة ( عُمان ) بأسرها . لقد وُجدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى)) . وصدق في قوله وهو الكذوب ، فلقد أفصح عن أمر بيّته في نفسه وعنه يدافع وناضل . وصدق الله ، ومنْ أصدق من الله قيلاً ومَنْ أصدق من الله حديثاً : (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )) (البقرة:120) ، ولهذا كان بعضهم لا يعالج المريض أبداً إلاّ بعد أن يحمله على الاعتراف بأن الذي يشفيه هو المسيح. وفي الحبشة كانت المعالجة لا تبدأ إلاّ بعد أن يركع المريض ويسأل المسيح أن يشفيه . تقول ( ايرا هاريس ) في نصيحتها للطبيب الذاهب إلى مهمة تبشيرية : (( يجب أن تنتهز الفرص لتصل إلى آذان المسلمين وقلوبهم فترسخ بهم الإنجيل ، إيّاك أن تضيع التطبيب في المستوصفات والمستشفيات فإنه أثمن تلك الفرص على الإطلاق ، ولعل الشيطان يريد أن يفتنك فيقول لك : إن واجبك التطبيب فقط لا التبشير فلا تسمع منه ))(2).

قامت منظّمة تنصيرية تدعى ( عملية البركة الدولية) وهي تابعة لمنظمة " شبكة الإذاعة المسيحية" والتي يرأسها منصّر أمريكي يدعى " بات روبرتسون" مرشّح الانتخابات الأمريكية عام 1987 ، قامت تلك المنظمة بتجهيز طائرة لوكهيد ( L-50-1011) وتحويلها إلى مستشفى طائر ضخم بكلفة خمسة وعشرين مليون دولار، مزوّد بجميع المعدّات اللازمة للعمليات الجراحية والعلاجية، بحيث يجوب مناطق كثيرة في العالم ويمكث في مناطق محدّدة ومختارة لمدد تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام ، ويقدّم خدماته بالمجّان، ولكن كانت حقيقة هذا العمل المجّاني هي تنصير النّاس، فقبل بدء الكشف والعلاج يُسْأل عن ديانته، ثم يستمع لمحاضرة لمدة عشر دقائق حول المسيح عليه السلام، وعن دين النّصارى ، وضرورة البحث عن الخلاص في رحاب المسيح، ثم يعطى كمية من الكتب والنشرات ويُطلَب منه دراستها والحضور إلى عنوان معيّن بعد أيّام!!. مستشفى طبّي طائر للتنصير..، ألا تقدر أمة المليار نفس على مثله..؟!! (3).

هذا هو الدور التنصيري العنصري والذي جنّدَ وما يزال الطب وهو مهنة إنسانية نبيلة في هذا الهدف التخريبي الذي يفسد القلب والروح في مقابل إصلاح مضغة في الجسد ، ويقوم بدور أقرب أن يكون نوعا من اللصوصية المقنعة .

رحم الله الإمام الشافعي على ما تحسّر عليه من كون الطب قد انتقل إلى أهل الكتاب، حيث قال عاذلاً أهل الإسلام في تفريطهم في علوم الطب، يقول: (( ضيعوا ثلث العلم ، و وَكلوه إلى اليهود والنّصارى )). ولكأنّه – رحمه الله – يشير إلى الآثار السيئة المترتّبة على استحواذ أهل الكتاب على علوم الطب، مثل إعراضهم عن أخلاق الطب وما ينبغي مراعاته فيه من آداب وأخلاقيات ، يقول الإمام الشافعي ذلكم الكلام في عصره، حيث لا شوكة لأهل الكتاب ولا تسلّط ولا فشوا للفواحش فيما بينهم آنذاك كحالهم اليوم، فماذا عسى ذلكم الإمام أن يقول لو أدرك حال الغرب اليوم(4).

إذاً فالمجال الطبي من أوسع الأبواب التي دخل منها الداعون إلى النصرانية في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين، ولم يكن علم المهنة ولا تخصصها مانعاً لمثل هؤلاء في استثمار المجال الذي يعملون فيه في الدعوة إلى النصرانية، وكما نعلم فإن آلاف بل ملايين تحولوا من الإسلام إلى النصرانية من خلال هذه البوابة ، بوابة الطب. وفي أندونيسيا مثال صارخ لمثل هذا الاستغلال البشع من هؤلاء للدعوة إلى النصرانية من خلال التضليل والتدليس واستغلال حاجات الناس . إذا كان كذلك فهل ينبغي أن يقشعر بدن كثير من المسلمين إذا قلنا لهم أن المجال الطبي من أوسع مجالات الدعوة إلى الله عزوجل وكأنهم يظنوننا نريد أن يترك الطبيب مجسه ومبضعه لأجل أن يتلو محاضرة !! ، لا نريد ذلك وإنما نريد منه الكلمة الحسنة والأسلوب المهذب والتنبيه إلى المخالفة وإهداء ما يستطيع من خلال عمله الطبي أو من خلال المجتمع الذي يعيش فيه. نأمل أن نرى المجال الطبي من أنشط المجالات في نشر الدعوة وحض الناس على الخير ، ولسنا نطلب أن تنقلب العيادات والمستشفيات إلى قاعات محاضرات ولا إلى منابر واعظين ،وإنما نبتغي أن يستغل العاملون في هذا المجال مواقعهم المؤثرة لأجل أن يبلغوا ما يستطيعون من الخير وأن يتخففوا قدر ما يستطيعون من المخالفة (5).

ومما يزيدنا يقيناً بأهميّة الدعوة في المجال الطّبي و أن المستشفيات أرض خصبة للدعوة ما للطب من علاقة جذرية بحياة الناس ، فمن من الناس لا يمرض ولا يعتل ؟ ، ومَنْ مِنَ الناس لا يعتري صحته سقم ولا نصب ؟ ، فكل الناس كذلك – إلاّ من شاء الله – لذا ترى الناس يهرعون إلى طلب الاستطباب طمعاً في الشفاء ، ويتحملون في ذلك الغالي والنفيس ، وكل ذلك يهون أمام نعمة الصحة والعافية (6) .و قد عرف أعداؤنا ذلك و وظّفوه خير التوظيف ، فلا يصيب بلدٌ كارثةٌ ولا نازلة إلا ويهرع أطباء الصليب، يعطون الدواء بيد، والصليب باليد الأخرى.

هذه مشكلتنا

عندما يقلّب المرء نظره في مستشفياتنا ومراكزنا الصحيّة، و يتأمّل واقع العمل الصحيّ اليوم، يرتدّ إليه بصره حسيراً ، لا لقصورٍ في العمل التقني، ولا في التجهيزات ذات المستوى التقنّي المتقدّم، ولا في الكوادر المؤهّلة تأهيلاً متميّزاً ؛ بل لقصورٍ مخلّ في أساس العمل الطبّي لدينا ، في الخلفية التي نعمل من خلالها، في الكيفية التي نبرمج بها أنظمتنا. بدايةً من التخطيط لبناء أيّ مستشفى في بلدٍ إسلامي، أين التفكير المبكّر في وضع تصميم يُراعى فيه الفصل بين النّساء والرجال، أماكن الصلاة و ما إلى ذلك . مروراً باختيار العاملين واستقدامهم من بلدان كافرة ، انتهاءً إلى عدم وضع تصحيح جذري لوضع الكليّات الطبيّة لدينا و إعادة تأهيلها شرعياً لتصبح كليّات طبيّة إسلاميّة. وبين كل ذلك معاناة المجال الصحي الرئيسية وأساس المشاكل ، الاختلاط.

مشكلتنا الأساسية اليوم أننا ورثنا الطب من الأسلوب الغربي شئنا أم أبينا، هذا الأسلوب الغربي الذي صرنا نقلّده تقليداً كاملاً في أسلوب التدريس وطريقته، وفي طبيعة ما يدرّس ، ثم في طريقة التطبيق العمليّ، والتخصص بعد ذلك ، حتى في كيفية فحص المرضى . الغرب له خلفيته الثقافية والعقدية التي يرى من خلالها القضايا، ونحن لنا عقائدنا وديننا ومفهومنا المستقل وإدراك ذلك يقودنا إلى إصلاح الأصل والأساس. لماذا يجب على طالب الطب – مثلاً – أن يولّد نسوة ويتجاوز الشرع والأحكام؟!..، هل لأن جورج وسميث أقرّا ذلك..؟!! (7).

الإسلام يرفض ذلك النمط من الطب والأطباء المتقوقع داخل ذاته ، لا يعلم من أمر الدنيا إلا القليل ، ولا يعلم من أمر دينه غير الأقل ، ولقد اكتسبنا هذا النمط من الطب والأطباء من الطب الغربي الحديث الذي يزداد تقوقعاً وتجزءاً كلما تقدم في العلم. وكلنا يعرف كيف كان حال الطبيب في تاريخنا الإسلامي، وكيف كانت مساحة المعرفة بين علمه وفنه التقني ، وبين مجالات الثقافة الواسعة والوعي الإسلامي الصحيح فالتكامل والشمول صفتان منبثقتان انبثاقاً مباشراً من الإسلام وهما ملازمتان لشخصية المسلم الصحيح فهما في الطب ألزم ، لأن مهمة الطب والطبيب هي المشاركة الفعالة في إيجاد الإنسان الصحيح ، سواء بعلاج المرض أو تفادي وقوعه ، علاجاً لا يعتمد فقط على التحديد القاصر لمفهوم الصحة والمرض في العلم المادي ، ولكن بمعناها الشامل المتكامل كما يبدو من خلال المفهوم الإسلامي . وإذا تيقن الطبيب المسلم أن "الاستواء الصحي" بمعناه الواسع الذي يستوعب حياة الإنسان بكاملها : جسماً وعقلاً وروحاً ، وخلقاً وسلوكاً ، فطرةً واكتساباً، وهو "سلامة وصحة" ذات مفهوم تعجز كل النظم الأخرى عن استيعاب جوانبه فضلا عن محاكاته وبه تصلح حياة الفرد الإنسانية ، ومن ثم حياة المجتمع البشري ؛ فإنه يستطيع أن ينشئ طباً يكون فتحاً في عالم الطب ، ونوراً يهدي إلى البشرية التي تتخبطها ظلمات الحياة رغم منجزات العلم الهائلة(8).

فحريّ بالطبيب وطالب الطب بعد أن أدرك هذه الحقائق أن يسعى جادّاً لتطوير ذاته، و بنائها بناءً متكاملاً، لا يتعلّم الطب فقط ؛ بل أخلاقيات الطب وآداب الطبيب و ما يحتاج إليه من زادٍ شرعي كفردٍ مسْلِم. لا يلبس المعطف الأبيض فينفصل عن كل ما ليس له علاقة بالطب في نظره، بل عليه أن يكون بردائه الأبيض الطبيب والمربّي والداعية المصْلِح الآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر، فالطب والدّعوة قرينان، وليس النصراني أولى منه بذلك.

الطبيب الداعية : طبيبٌ مسْلِم أم مسلمٌ طبيب..؟

أول ما يتميز به الطبيب الداعية أن يكون مسلماً طبيباً لا طبيباً مسلماً فحسب ، يعني قبل كل شيء أن يكون هدفه الأول هو الإسلام ، وأما الطب فهو وسيلة لخدمة هذا الهدف أولاً ، ثم لكسب عيشه في حياته الدنيا ثانياًً ، مدركاً بذلك قوله تعالى : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلالِيَعْبُدُونِ)) (الذريات:56) (9).

إن تعبير" المسلم الطبيب " يعني بالضرورة أن يكون هذا الطبيب قدوة صحيحة ممثلة للإسلام خير تمثيل بواقعه كله ، فما أسوأ أن ينفصل القول عن العمل ، والواقع عن المثال ، وما أخطر النتائج التي تترتب على مثل هذا الانفصال ، في الدنيا على مرضاه وتلاميذه ومعاونيه في العمل ، وفي الآخرة حيث يكون المقت الشديد عند الله (10).

فالمسلم الطبيب هو حقيقةً داعية إلى الله عز وجل بالدرجة الأولى وإن المجال الذي يعمل فيه الطبيب المسلم يؤهله للقيام بدور كبير في الدعوة إلى الله عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي تصحيح واقع كثير من الناس (11) .

إن الدعوة إلى الله تحتاج إلى إخلاص العمل لله عز وجل وإصلاح النفس وتهذيبها وتزكيتها . وأن يكون لدى الداعية فقه في الدعوة إلى الله وفق منهج الله الذي شرعه لعباده ، وهذا الجانب يحتاج من الطبيب إلى التفقه في الدين في الأمور التي تواجهه في ممارساته اليومية ، وسؤال أهل العلم قال تعالى : ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) (الأنبياء:7) ، ومجالسة العلماء وحضور بعض حلقات الذكر وطلب العلم في مجال التخصص (12).

صفحات: 1 2 [3] 4 5 6 ... 8