Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - وليد الطيب

صفحات: 1 2 [3] 4 5 6 ... 17
31
منتدى الاحياء العام / الطيــــور السارقة
« في: ديسمبر 19, 2004, 12:38:29 صباحاً »
السلام عليكم

ليس هناك غلط في كتابه العنوان بل هو صحيح  ..  ,
نعم هناك طيور سارقة تخطف المجوهرات أو الأدوات البراقة من المنازل  .. , ,

طبعا البراقة و المجوهرات  بشكل عام من أدوات منزلية ومعادن والأساور والخواتم والأقراط الماسية و أدوات الزينة وغيرها    .. ,

تم التعرف إلى أول جريمة سرقة ارتكبتها هذة الطيور في نهاية القرن الماضي وتحديدا في منطه نائية من غرب اســـتراليا  في حوض  " نهر الاورد "  وهي منطقه تكاد إن تكون خالية من السكان  ... ,

كان يعيش هناك شخص و قد وضع نظارته الطبية فوق منضدة شرفه منزله ثم ترك الشرفة وذهب إلى الداخل ولم يغيب إلا ثواني معدودة ولما عاد إلى الشرفة لم يجد نظارته الطبية بل إنها اختفت تماما كما لو إن الأرض انشقت و بلعتها   ... , ,      , ,  

وفي حادثه مماثله رجل اعتاد وضع عينه الزجاجية إثناء الليل على طاوله مجاورة للفراش و في صباح احد الأيام مد يدة ليأخذها من مكانها و لم يجدها على الإطـــلاق وقد عثر عليها فيما بعد ولكن أتعرفون أين  ؟
 
 في احد الأعشاش القريبة من المنزل وهو عش هذة الطيور السارقة   .. . ,

إما الحادثة ألثالثه فقد افتضح أمر هذا اللص عيانا جهارا  ولكن هذة المرة على يد سيدة كانت تضع عقدها اللؤلئي على مائدة الزينة وكانت تلك المائدة قريب من النافذة وفي الصباح الباكر وكانت ما زالت تتمطى على الفراش شاهدت طائرا صغيرا يدخل من النافذة ويهبط بسرعة خاطفه على العقد ويحمله معه إلى الخارج حيث اختفى إلى الابــــــــــــد .. .  ,

بل اخذ علماء الطيور يحذرون المواطنين من وضع الحلي و المجوهرات و الأحجار الكريمة وما إلى ذلك بوضع مكشوف  . . .,  ,

ولكن ما تفسير تلك الظاهرة المحيرة  ؟

عندما درس العلماء هذة الظاهرة وبعد المتابعة بدون كلل او ملل لهذة الطيــــور  وجد العلماء سبب هذة الظاهرة    ... ,
و كان تفسيرهم لها مذهلا ورهيبا  بحق    . .. ,,

يتبع

32
منتدى علم الطب / العــــلك اهو تسلية  .. ام طعام  ؟
« في: ديسمبر 18, 2004, 11:51:57 مساءاً »
السلام عليكم

العلك كلنا نعرفه ومن منا لا يعرفه   .. ,
سماة الاقدمون العرب " اللبان "  و  " الليدن " و " المداغه "    .. ,
و بالإنجليزية طبعاGum     .. ,

إما العلك الحديث في أيامنا هذة فقد اعد عجينته الأمريكي " جون كيريتس "    1848   في مطبخ في منزله  واتخذ منه تسلية لنفسه و لأسرته معتمدا  على المضغ الذي لا ينتهي حتى شاع و انتشر بين الناس ممن حوله . . ,

انتقل " جون كيريتس " 1885  إلى بورتلاند  واتخذها تجارة وأقام مصنعا و أضاف آلية شيئا من السكر و قليل من طعوم الفواكة و هكذا   ... جعل العلك أكثر إغراء للناس عامه صغيرها و كبيرها  . .. ,

على يد كيرتيس تم صناعه العلك بواسطة  " صمغ البارافين "  ثم زاد على ذلك اصماغا أخرى لا ضرر فيها ولا نفع . . ,

إن علك اليوم قد لا يكون صورة مطابقة لما طلع به كيرتيس الأمريكي على الناس ولكنه تطوير للفكرة التي قام بها أمريكي أخر يدعونه  " توماس آدمز " عام 1870    ... ,

الغريب إن السيد آدمز كان يحترف مهنه التصوير ولكنه تطلع إلى اختراع نوع جديد من المطاط ينافس به المطاط الطبيعي فعمد إلى شجرة تسمـــى  " الشيكل "   .موطنها الأصلي أمريكا الوسطي الاستوائية   .. ,

وهي قريبة الشكل بشجرة المطاط الأصلية و تفرز سائلا صمغيا   توهم آدمز انه نوع جديد من المطاط  .. ,
ولكن محاولاته فشلت في تحقيق أحلامه . . ,

ولكنها نجحت في ابتكار نوع من الاصماغ ينافس بها صاحبه الأول كيرتيس  .. ,,
فطلع إلى الناس بمادة تمضغ فلا تذوب و لا تهضم   ...  ,

العلك من ناحية الفائدة و الضرر أساسا لا يضر و لا ينفع في تقدير جمهرة المختصين  . . ,,  
بعض أطباء الأسنان  قد يرى في المحليات المضافة ضرر على الأسنان  . . ,
بعض أطباء الجهاز الهضمي يرون إن ماضغ العلك يبتلع قدرا كبيرا من الهواء يتسلل إلى المعــدة يؤدي إلى المغص و الانتفاخ و عسر الهضم  .. ,

أصحاب المصلحة و التجارة  قاموا بأضافه النعناع و خميرة الببسين ليواجهوا  تهم المعاديين للعلك  ... ,

وقامت المعركة بين رجال البحث العلمي و أصحاب المصلحة و التجارة   . . , ,

وهكذا ظهرت صرعات جديدة فمن العلك المضاد للحموضة إلى العلك المنظف للأسنان  .وواو   .. ,

ومازالت المعركة تدور بين أصحاب المــال و أصحاب العلم   لهذا يصعب على الإنسان إن يحدد مصير المعركة ولمن سيكون لــواء النصر  .. . ,
و .. ,
لكن هناك أمر قد لا يختلف علية اثنان حتى كتابه لحظة كتابه هذة السطور هو إن صمغ " الشيكل " أساس مادة اللبان  _  مادة لا تضـــــــر ولا تنفــــــــــع    .. . ,  

شكرا

33
السلام عليكم

الحياة زاخرة بأشياء مهمة جدا فلماذا ننهار إمام التفا هات   .. . ,,  

قال لنا أستاذ حكيم في احد الصفوف الثانوية   " دعوني أتلو عليكم ثلاث كلمات بسيطة سوف تساعدكم في مواجهه مصاعب الحياة وتؤمن لكم بالتالي السلام الداخلي الكلمات هي  { هذا لا يــهم  }

هذا لا يهم  ؟  بدت نصيحته كأنها تنطوي على موقف لا مبالاة  يتناقض جوهريا مع المواقف التي يكلمنا على احترامها والتعامل معها بمسؤولية و رزانة     .. ,  

ترى ماذا كان أستاذي يعني بقوله هذا ؟

لقد أوضح إن الفرد منا  يتعرض خلال نهاره  و ليلة  لاحباطات كثيرة ليست من الأهمية بمكان فأن فسح لها في مجال التأثير علية  .. . كانت كفيله بتحطيمه  ... ,,
والامثله كثيرة في حياة كلا منا   .. ,


تمكنت من إدراك مغزى كلامه ودونت عبارة{ هذا لا يــهم  }  في دفتر الملحوظات وصممت على إن أحاول جاهدا إلا ادع احباطاتي و خيباتي تسلبني سلامي النفسي   ... ,

ونجحت خطتي فصرت اسعد حالا من قبل وبت أنجز أكثر اذ ابرز المهم من الأمور وأمر على غير المهم مرور الكرام  .. ,

في مجالات الحياة الواسعة هنالك الكثير من الأمور التي تهم حقا فقيمنا و شرفنا مهمة و الأهم إيمانـــنا بالله مهم جداا   ..  ,
نحن مهمــون كذلك ..  لكن أشياء أخرى تسلبنا سلامنا و سعادتنا هي في حقيقتها المجردة تافهة  ... ,

فكم تتبدل حياتنا نحو الأفضل لو استطعنا تذكر هذا المبدأ على الدوام  . . ,

شكرا

34
السلام عليكم

موضوع جميل جداا  قرأته وانقله لكم  :  

بالتأكيد سألت نفسك هذا السؤال.. فمعظم البشر لا يتذكرون الخمس سنوات الأولى من حياتهم. ومن يدعي تذكره لشيء منها يملك في الحقيقة "تصورات" دخلت ضمن ذكرياته فصدقها.. فهناك قريب لي يدعي تذكره لحادثة وقعت له وعمره عشرة أشهر فقط، فقد زحف تحت السرير وعلق هناك في الظلام وظل يبكي حتى غلبه النعاس ونام. إلا انني شخصياً يصعب علي تصديق هذه الواقعة لأن الأطفال في هذه السن يصعب عليهم تذكر الأحداث التي تمر بهم لثلاثة أسباب رئيسية:
السبب الأول: أن غشاء المخ الأعلى (الكورتيس) لا يكتمل نموه إلا في سن الثامنة. وهذا الجزء من الدماغ مسؤول عن معظم المهارات العقلية والذكريات البشرية. ويعتقد أن الذكريات القديمة - وطويلة الأمد - تخزن في هذه المنطقة وبالتالي يستحيل (على الأقل في ظل معارفنا الحديثة) تذكر شيء عن طفولتنا الأولى!!
أما السبب الثاني فهو وجود علاقة قوية بين ذكرياتنا المخزنة وحصيلتنا اللغوية. فعقولنا ببساطة لا تتذكر (أو لنقل لا تخزن أصلاً) أحداثاً لا تستطيع التعبير عنها. فالمرء قد يحفظ - من أول مرة - قصيدة تلقى عليه باللغة العربية. ولكن يستحيل عليه حفظ قصيدة تلقى أمامه باللغة الصينية أو الكينية (!!). وبما أن الأطفال في بداية حياتهم يكاد رصيدهم اللغوي يساوي (صفراً) فمن الطبيعي أن لا يفهموا ما يلقى أمامهم ولا يستطيعون التعبير عنه بالكلمات.. ويستشهد البعض على هذه الحقيقة بأن ذكرياتنا الأولى لا تبدأ بالتراكم (إلا) مع تراكم رصيدنا اللغوي وطلاقتنا النسبية في التعبير!
أما السبب الثالث فهو اننا (حتى في المراحل العمرية المتقدمة) لا نتذكر سوى جزء صغير لا يتجاوز 10% مما نمر به في حياتنا اليومية - وأرجو أن لا يصدمك هذا. فنحن في الغالب لا نهتم بما يحدث في (المنتصف) ونتذكر بشكل أفضل بدايات الأشياء ونهاياتها. فأنت مثلاً تتذكر بشكل أفضل أول سيارة وأول رحلة وأول فرحة وأول يوم لك في العمل. كما تتذكر جيداً نهاية الفيلم ونهاية الاجتماع وآخر المقال وآخر الرحلة وحفلة التخرج.. أيضاً نحن نتذكر بشكل أفضل الأشياء الجديدة والأكثر حداثة والأقرب عمراً للذاكرة. فنحن مثلاً نتذكر ماذا فعلنا في الإجازة السابقة ولكننا لا نتذكر ماذا فعلنا بها قبل عشرة أعوام. وفور انتهائنا من قراءة إحصائية ما ننسى (70%) مما جاء فيها ثم يتفاقم النسيان حتى لا يبقى سوى (انطباع) عنها.. أضف لهذا نحن نتذكر بشكل أفضل الأشياء الأكثر غرابة وخروجاً عن المألوف، فحين نعود إلى المنزل بعد جولة في السوق ننسى عشرات الناس ممن رأيناهم في الشارع ولا نتذكر إلا شخصاً له طول واضح أو قصر فاضح أو سمنة مفرطة أو ملابس مضحكة.
كل هذه العناصر تجعل الأطفال الصغار لا يتذكرون الأحداث التي تمر بهم (لأنهم ببساطة لم يدركوا بعد مفارقات الحياة الكثيرة)، فالرضع مثلاً لا يميزون بين بدايات الأشياء ونهاياتها، ولا يدركون جوهر الغرابة أو الشذوذ في أي موضوع، كما لا يملكون خبرات طويلة يستخلصون من خلالها أبرز العناصر أو أكثرها أهمية!!
على أي حال.. رغم أن للأسباب الثلاثة - السابقة - أصلاً بيولوجياًوعصبياً إلا أن للموضوع جانباً فلسفياً وروحانياً أيضاً. فحياتنا في هذه الدنيا محصورة بين نقطتين صارمتين - لا نعرف أين كنا قبل ولادتنا ولا أين سننتهي بعد وفاتنا.. والبعض يرى أن الظهور المتأخر للذاكرة يقف حجر عثرة أمام عودتنا إلى مرحلة الرحم. وما قبل الرحم.. حيث كانت الأرواح في مكان لا يعلمه غير الله!

شكرا

35
السلام عليكم

استخدمه المصريون القدماء لتعويم شباك صيد السمك ومنذ ذلك الحين اهتدى الانسان الى الوف الوسائل للافادة من هذة المادة العجيبه  . .. , ,

  
تلتمع النصال الحدباء تحت شمس الصباح فيما الرجال الاشداء ينقضون على غابة من الاشجار العتيقه شاهرين فؤوسهم المرهفة كا الشفار كانت الاصداء الجوفاء لا صطدام النصال الفولذيه بالخشب الحى تملأ الهواء الذى ما زال مشبعاً برطوبة الفجر ووقفت اراقب الرجال يحفرون بفؤوسهم حلقه عند قاعدة كل شجرة واخرى على ارتفاع مترا ونصف مترا بعد ذلك كانوا يصلون الحلقتين نزولاً بضربات بارعه وسريعة ثم يقتلعون بمقابض فؤوسهم اجزاء من اللحاء الرمادى المتجعد فيظهر الجذع تحتها  عاريا بلون الدم الشاحب  . .. ,

كنت اقف في غابة من اشجار الفلين في منطقة النتيخو الحارة في البرتغال حيث ينمو نصف محصول العالم من الفلين . فمنذ ما استخدما المصريون القدماء الفلين في الالف الثالث قبل الميلاد لتعويم شباك صيد السمك اهتدى الانسان الى اساليب جديدة للافادة من هذة المادة الطبيعية لكنه لم يتمكن حتى الان من تصنيع مادة تضاهيها في خصائصها المدهشة ففي كل سنتمترا مكعب من هذا اللحاء الذى تروح سماكته بين سنتمترا واحد وثمانيه سنتمترات تتراكم 40مليون خليه هوائية ذات 14 سطحاً مغلفه بالاصماغ . والحقيقة ان نصف حجم الفلين هواء وهذا ما يجعله عازلاً مثاليا للحرارة والصوت انه مانع للماء وغير سام لا طعم له ولا رائحة ناعم الملمس وجميل المنظر مريح للمشى ومقاوم للحريق والاهتراء  .. ,

لويس فيلاسكو فرنانديز رئيس دائرة الفلين في المعهد الوطنى للابحاث  الزراعيه في مدريد ( اسبانيا) شرح مجموعه الخصائص البارزة للفلين :ان خلايا الفلين المتناهية في الصغر تتصرف كانها بالونات اذ انها تتقلص تحت الضغط ثم تتمدد وتستعيد حجمها الطبيعى بزوال الضغط عنها وعندما يقطع الفلين يكون سطحه المكشوف مؤلفاً من ملايين انصاف الدوائر المرصوصة وكل منها يشبه قمع الامتصاص . وسواء اكانت رطبه ام جافه نظيفه ام ملوثه فهذه الاقماع المجهريه الحجم تضفي على الفلين خصائصه الغريبة .  .. ,, ,  


ان شجرة الفلين الباسقة والدائمه الاخضرار ذات الورق اللماعة المسننه كحد المنشار تبدو كعجوزاً صلب ويعكس مظهرها المتين مرونتها فهي نادراً ما تصاب بآفه وعندما تقطع شجرة فتيه تطلق جدعتها اماليد رقيقه يمكن غرسها في مكان اخر وهذة الاشجار التى تحتاج الى وقت طويل لاكتمال بلوغها تنمو بريه في التربه الرملية وتتطلب قليلاً من العناية انها تفضل المرتفعات التى قد تعلو الف مترا فوق سطح البحر كما تفضل المناخ الجاف صيفاً والرطب شتاء والقرب من البحر خصوصاً البحر الابيض المتوسط ذلك الان شجرة الفلين ذات الميول والاهواء لاتتاقلم بسهوله في غير موطنها الاصلي وعلى رغم جهود خبراء التحريج ابت هذة الشجرة ان تزدهر في اى مكان غير البرتغال واسبانيا وايطاليا (بما فيها سردينيا ) وفرنسا (بما فيها كورسكا ) والجزائر والمغرب وتونس  . .. ,,

الحضارات القديمه التى قامت في حوض البحر الابيض المتوسط استثمارات الاخصائص الفريدة للحاء هذة الشجرة الذى يشبه جلد التمساح في صنع نعال الحذية وسدادات الاوعيه وحتى قفران النحل اما اغرب غرض له فكان من تصميم رجل بريطانى في القرن السابع عشر صنع منه حشوات توضع في الفم لملء تجويف الخدين الغائرين بعد اقتلع الاسنان اما اليوم فان الفلين يستخدم على نحو رئيسى في صنع سدادت الزجاجات والحذيه الطبيه وارضيات غرف والدروع الحراريه في سفن الفضاء وبعد خلطه بالمطاط الاصطناعى يوفر الفلين مناعه ضد الزيت فايدخل في الحشايا التى توضع بين اجزاء محركات السيارات كما يستعمله البناؤون كا عازل ويدخلنه بين المفاصل الفولذيه لمنع الصرير في هياكل نطحات السحاب فذلك يوفر الفلين لرسامين الون الاسود الاسبانى ولصيدين دمى البط الخدعه لجتذاب الطراد ولرياضين اللوح التى ترشق عليها السهم المريشه واغطية مضارب كرة الطاوله ومقابض قصبات صيد السمك ونتيجة لتحسن اساليب تحريج الفلين في هذا القرن ازداد الانتاج بمقدار اربعه اضعاف منذ العام 1900 وتبلغ المساحات المشجرة به في العالم مليونين و20 الف هكتار وتسعى البلدان المنتجه له الى المحافظه على معدل انتاج سنوى في حدود 400الف طن تقدر قيمتها الشرائية ب500مليون دولار ولا تزال البرتغال تهيمن على السوق كما كانت قبل قرون ومساحة احراج الفلين فيها 656الف هكتار وتنتج نحو 200الف طن سنوياً وتليها اسبانيا بانتاج 28%من مجمل المحصول وتتقاسم البقيه بلدان اخرى في حوض البحر الابيض المتوسط  ... ,

شجرة الفلين تشبه الافعى التى تحتمل نزع جلدها مرة بعد اخرى وتبقى على قيد الحياة وهى قد تعمر اكثر من 150 سنه وتحتمل القلف اثنتى عشرة مرة لكنا لحاءها البكر الذى لا يكون مستوياً في سمكته وبنيته لا ينزع الا بعد بلوغ الشجرة عامها العشرين اما القشور التاليه التى تسمى الفلين المستنسخ فتتحسن نوعيتها خلال موسم القلف الخمسة والستة الاولى اى خلال ما يربو على نصف قرن وبعد ذلك عادة تستقر على حال ثابتة

الشجرة الفتيه قد تعطى 15 كيلو غرام وفي الخمسين من عمرها تعطى 45كيلو غرام اما في الثمانين فتعطى 225 كيلو غرام الرقم القياسى في هذا المجال تحقق في البرتغال عام 1889 حين اعطت شجرة فلين عملقه يبلغ محيط جدعها خمسه امتار كميه مذهله بلغت 1755 كيلو غرام في قلف واحد .. ., ,

على رغم ان نواحى استخدام الفلين تضعفت عبر القرون فان طريقة قلفه لم تتبدل الا قليلاً منذ ما سنا الملك دوم دينيز عام 1810 قانونا لضبط طريقة العناية باحراج الفلين البرتغاليه والمحافظه عليها وقلف الفلين عمليه دقيقه تتطلب مهارة غالباً ما يتوارثها الابن عن ابيه اذ ان ضربة خرقاء واحدة بالفاس قد تفسد مواسم مستقبليه عدة واى جرح في اصل الجذع يؤدى الى بروز دمل في القشرة النميه تتدنى بسببها جودة اللحاء .

قال لى فرناندو بريتو وهو يعمل بجد في غابة النتيخو : لا يوجد كثيرون يا سيدى ممن يمكنهم القيام بعملنا وبالتآكيد يتعذر على الالات ان تفعل ذلك .

ابوة وجدة من قبله كانا من قلافى الفلين وفرناندو نفسه الذى تشبه تقاطيع وجهه المسفوع  الواح الفلين المتراكمه حوله يقلف كل يوم 360كيلوغرام من اللحاء اراني يديه وقد تخشب جلدهما مؤكدا انهما غالبا ما تنزفان بعد عمل بضع ساعات وقال :أنه عمل خشن وشاق .  .. ,


عند انتصاف النهار جلست أتناول طعام الغداء مع قلافي اللحاء وكان الطعام مؤلفا من حساء وخبز وبطاطا وسمك وزيتون . وفيما نحن نأكل شرح لي أحدهم لماذا يتم القلف في أشهر الصيف الحاره  قال :النمو يكون في اوجه بعد ارتفاع  النسغ ويتقلص الجذع بسبب الاجتفاف حينئذ يصبح القلف اسهل ما يكون . لون الدم الاحمر الشاحب الذي لاحظته على جذوع الاشجار العاريه بعد قلفها هو علامة صحة بالنسبة الى مزراعي الفلين فعندما ينزع اللحاء تاخذ الانسجه المكشوفه في التاكسد وتتحول الى لون الصدأ ثم يتغير هذا تدريجياً الى لون رمادى قاتم حين تستعيد الخلايا نموها الى الخارج قال لى احد العمال : هذا هو المختبر الصامت في شجرة الفلين

بعد القلف تكدس رقائق اللحاء اكواماً في الغابه او في المزارع في انتظار قدوم المشترين لمعاينتها بعد ذلك ينقل اللحاء الى المصنع تكاليف نقله بهضه بسبب ضخامة حجمه وفي مصنع التحضير يسلق اللحاء في البداية مدة 45 دقيقه حتى يصبح رخصاً وبذلك ينتفخ ويتخلص من حمض التنيك والملاح المعدنية عندئذ يغدو شبيهاً بالمطاط ثم يرقق ويسطح بالتكديس والتبريد فى هذة المرحلة فقط يصنف الفلين وفقاً للنوعيات المتعارف عليها دولياً على اساس سمكته وجودة عروقه ومسامه  ... ,

على رغم ان صناعة الفلين في البرتغال ترقى الى قرون عدة فان مصنع التحضير الاولى انشات قبل 200 سنه فقط واليوم تستخدم هذى المصنع 20الف عامل وكثير منها ذو حجم صغير ولا يزال يعتمد العمل اليدوى لكن ازدياد الطلب اخيرا على منتجات الفلين يجعل التشغيل الالى امراً محتماً .

هناك شركة برتغاليه هى توريس بنتو المحدودة تنتج 1,25 مليون سدادة مقطعه الياً كل يوم وفي مصنع شركة كورتيسيلفس المحدوده  في بلدة سيلفس جنوب البرتغال وقفت اراقب الة تقطع سدادات الزجاجات من رقائق اللحاء المصنع وتطلقها بسرعه مدفع رشاش . صناعة السدادات تستهلك 65% من الانتاج العالمى للفلين وهى تستخدم النوعيتين العليا والمتوسطه .

قال جان كلود بارانجيه صاحب الشركه الذي ما زالت عائلته تزاول صناعة سدادات زجاجات الشراب منذ اربعة اجيال :ان صناعة هذه السدادت هي العمود الفقري في تجارتنا فهي تتطلب نوعا من الفلين المنتظم العروق والقليل المسام والمانع تماماً للسوائل لذلك نشتري أجود انواع اللحاء واقدر اننا نصنع واحده من كل سبع سدادات تقذفها فوهات زجاجات الشراب في العالم .

ان التشديد اخيرا على المنتجات الطبيعيه جعل الفلين مرغوباً فيه كماده للزخرفه المنزليه . وهكذا فان استعماله كألواح عازله وأرضيات للغرف ونماذج للمهندسين المعماريين يأتي ثانياً بعد صناعة السدادات كمورد ربح للمنتجين ويبدو ان مستقبل الفلين سيمتد الى القرن الحادى والعشرون بسبب توسع استعماله في مجالات العلم والتقنيه وبفضل قبليته المنخفضه للاحتراق يستعمل الفلين لتبطين مجارى التهويه ومكيفات الهواء في الغوصات النوويه والفلين مادة ضروريه في عملية نقل النظائر المشعه فا الكبسولات المغلفه بالفليل التى تحفظ ضمن اوعيه اوسع منها يمكنها احتمال صدمت السقوط عن ارتفاع عشرة امتار على الاقل كذالك احتمال حرارة تصل الى 800 درجه مئوية من غير ان تطلق محتوياتها من النظائر المشعة كما ان الفلين هو في اساس صناعة دروع الفيـــنول  الحرارية التى تراوح سمكتها بين 7و10سنتمترات وثبت على الاقماع الاماميه والسطوح الاخرى في السفن الفضائية الامريكية والسوفيتية كما في كبسولات رود الفضاء وصوريخ الاقمار الاصطناعية

ويخشى منتجو الفلين ان يقصر انتجهم عن مجارت الطلب المتزايد لسبب ضيق مجال زراعته جغرافياً قال رودريك رينولدز المدير الادارى لحد اكبر مصنع الفلين في البرتغال : لقد بات الفلين مادة ثمينه ويكاد انتاجه لا يكفى سد الحاجه اليه .

وبدات البلدان المنتجة تدرك خطورة هذة المشكلة فا اسبانيا وايطاليا تشجعان الان غرس اشجار جديدة وينتظر ان تحدو بلدان الاخرى حدوهما

لكن شبح نقص الفلين بدالى بعيداً فيما الغسق يلف غابة النتيخو لقد انقطع العمال عن الثرثرة وتلاشت اصداء ضربات فؤوسهم وساد الهدوء واسندت ظهري الى جذع شجرة ونزعت سدادة الفلين من فوهت زجاجة شراب الفاكهة المحلى  وتجرعت قليلاً منه كبادرة تقدير لهذة الشجرة الكريمة التى غدا عطاؤها الفريد ضرورة لا بديل منها في حياتنا  . . ,

شكرا

36
السلام عليكم

اود  اولا ان اعتذر عن غيابي عن وضع مشاركات جديدة بسبب وضعي العملي خلال هذة الفترة من السنه  . ..  والان عدت بأذن الله  . . ,

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

في لحظات العياء النفسي غالبا ما تغدو ذكريات الطفوله مصادر قوة و كأنها عدسه غامضه تجمع في بؤرتها مشاعرنا نحو الحيـــاة  ...  . ,,  

وكما كتب الروائي الاسكوتلندي السير جيمس باري  " اعطانا الله الذاكرة لكي نرى من خلالها الورود في الشتاء "    
ليس لاي  أب ان يعرف ايا من الذكريات المزروعه في طفوله ولدة ستزدهر وتغدو وردة  .. ,

احد الاصدقاء الذين تحدثت اليهم كان ابن رجل اعمال تقتضي اشغاله ان يتغيب كثيرا عن بيته فقال لي :
 
" اتعرف ماذا اتذكر اكثر من اي شيء اخر  ؟  اتذكر يوم النزهه المدرسيه السنويه حين جاء والدي مرتديا قميصا قصير الكمين وهو الذي اعتدنا رؤيته في منتهى المهابه و الجدية و جلس معي على العشب و شاركني طعامي ثم لعبنا معا بالكرة  ..  و اكتشفت في ما بعد انه أرجأ  رحله عمل الى اوروبا من اجل مرافقتي في تلك النزهه   "

صديقي هذا رجل ينظر الى الحياة الدنيا بأعتبارها مكانا جديا مليئا بالحركه لكنه يرتاح اليها و الى مكانه فيها و ربما كانت هذة الذكرى من طفولته مفتاحا لسلامه وضعه في الحياة  .. ,


من الواضح ان تأثير الاباء في تكييف ذكريات اولادهم مسؤوليه رهيبه في هذا المجال لا يمكن اعتبار  اي امر تافها وما يبدو للبالغ كلمه عفوية او عملا عرضيا غالبا ما يكون بالنسبه الى الطفل نـــواة ذكرى يبني عليها شخصيته  .. ,
ونحن البالغين نستمد من هذة الذكريات مصادر قوتنا و ضعفنا  وقد ادركت الروائية الامريكيه ويلا كارثر هذة الحقيقة بوضوح حين كتبت  " في حوزتنا تلك الذكريات الاولى و ليس للمرء ان يبدلها اذ لا يملك سواها  "

اذا كانت لذكريات الطفوله هذة الاهمية فكيف يمكن الاباء ان يوفروا لاولادهم مجموعه مفيدة منها :
 
  *  على الاباء ان يعوا  اهميه عملية بناء الذكرى ففي انشغالنا بأعمالنا نحن البالغين نظن ان التجارب  " المهمه " التي سيكتسبها اولادنا  ما زالت في غيب المستقبل و ننسى ان الطفوله بالنسبه الى الاطفال هي الواقع عينه و ليست التحضير لذلك الواقع  وقد كتب عالم النفس  سيجموند فرويد  " ان ما نسميه طباعـــا يقوم على آثــار الذكريات التي نحملها من حداثتنا  "

  
  *  ليحاول الاباء ان يتدبروا  مقدارا اضافيا من الجهد و الوقت و الحماسه لتنفيذ الخطه البسيطة " التافهه " التي لها تلك الاهمية الكبرى بالنسبه الى الطفل  ان مجرد خبز تلك الحلوى الخاصه او المساعدة في بناء ذلك النموذج لسيارة  وان يكن المرء مجهدا  او مرهقا ربما تصبح ذكرى مهمة بالنسبة الى الطفل   .


  *  ليحاذر الاباء ان يخيبوا  آمال اولادهم واكاد اجزم و ايقن ان كل واحد منا يحتفظ بذكرى نزهه الغيت او وعد اخلف به من دون سبب او تفسير قال لي احدهم  " كان والدي يقول دائما {سنرى}
و ادركت بعد وقت قصير ان هذة الكلمه تعني  {لا} من دون سبب محدد  "  


  *  في وسع الاباء ان يحافظوا  على التقاليد و العادات العائلية فالملاحظات البسيطة التي تبدو عادية للكبار قد تحمل مغزى هائل بالنسبه الى طفل  فعادة التنزة في المزارع  ووو  هي غالبا ذات مغزى بعيد لولد يافع وقد تلازمه ذكراها وقتا طويلا بعدما نكون حسبناة لم يعد يأبه لها    .


  *  ليعد الاباء الى ايام طفولتهم و يستشفوا فيها ذكرياتهم فبعد نبش خفايا الماضي التي تركت انطباعا عميقا في نفوسهم يمكن الاباء ان يسترشدوا  بها لايجاد السبل الى تكييف الذكريات المستقبلية لاولادهم  .

  
  *  يتسنى للاباء بأعمالهم و اقوالهم ان ينقلوا احاسيسهم و تجاربهم الى اولادهم فيمنحونهم ذكرى شجاعــه بدلا من خوف و قوة  بدلا من وهم و توقا الى المجازفه بدلا من التخاذل امام الغرباء و في الاماكن الغير مألوفه كذلك ذكريات  محبه وعواطف حميمه بدلا من تصلب وبرود ففي مثل هذة الذكريات تنمــــو جذور المواقف و المشاعر التي تطبع شخــصية المرء و نظرته الى الحياة   .


 '<img'>

شكرا

37
منتدى الاحياء العام / "معايشة الميكروبـــات "
« في: يوليو 23, 2004, 09:37:17 مساءاً »
السلام عليكم

كلنا نعلم ان الانسان روض الحيوانات و النباتات ايضا  . .. ,,   ,

اذن  .. ,

هل يمكن ترويض الميكروبات  ؟

بمعنى اخر  . ,

هل يمكن ان نعيش مع الميكروبات بسلام ؟

قرأت هذا  الموضوع في مجلة   .. ,
انتظر رأيكم  '<img'>

شكرا

38
السلام عليكم

كتب " توماس تراهيرن "  في القرن السابع عشر ان في الامكان استخدام اليدين لعمل اي شيء يملية عليك عقــــلك  او يوحية تصورك  . ..  ,  ,

ان اليد البشرية تتفوق على روائع  التكنولوجيا الحديثة  وكونها متطورة  من ناحية النشوء و التقدم من الزعنفة  و الجناح  فهي المقابل متعددة الوظائف و دقيقة الاداء الى ابعد الحــــدود فالانسان الاول  كان لكل من يدية ابهامان متقابلتان تمكنانه من صنع اسلحة الصيد ومن ثم محارث الفلاحة ...,

وعندما احسن الانسان بذكائه استخدام تلك الايدي الماهرة  انطلق في معارج الرقي و التقدم وصولا  الى ارتياد القــمر  ..  . . , ,  

كتب المفكر الفرنسي  " مونتني " قبل  400 عام  { انظروا الى الايدي كيف تعد و تستوحي و تلتمس و تهدد و تصلي و تتضرع و ترفض و تومىء و تستجوب و تعجب و تعترف و تخنع و تعلم و تأمر و تهزأ و الى ما هنالك من  تغيرات على تعددها و اختلاف في اشكالها مما يثير اللسان حسدا "   '<img'>

والناس لا يلجأون الى اليدين لتأكيد كلامهم و تجميله فحسب بل هم قد يستعيضون بهما عن الكلام في جبة ازمة ما  .. ,
ان اليدين تتكلمان لغة عالمية  فقبائل الهنود الحمر في امريكا الشمالية كانوا  يتخاطبون بالاشارات المعقدة متخطين حواجز اللغـــة  و يستخدم السياح العصريون ايديهم كذلك في البلدان التي يجهلون لغتها للاستعلام و الاسترشاد . .,

تشتمل الايدي على اربعة سطوح : ظهري " القفا "   اخمصي " الراحــة "  
                            
                             اشعــــاعي " جهه الابهام "     زندي  " جهه البنصر


ان قفا  اليد ليست بذات اهمية انما  راحتها فمدهشة  ولا تجد يدين متطابقتين حتى لدى شخص ذاتــه فخطوط الكف و ثنيات بصمات الاصابع متميزة  الى حد الاستعانه بها لاثبات الهوية منذ الاف السنين .. ,
ان الاضلع في البصمة شبيهه بخطوط المطاط النافرة التي تساعد على الامساك المتين وكان ارســطو  يعتقد ان خطوط اليد تنبىء بطول العمــر و قراءة الكف كانت معروفة قبلة وكان الصوفيون الصينيون  " يقرأون "  الكف منذ 3 الاف سنه كما  تقرأ خرائط الطرق  ومن حينه و المتحمسون لهذة الفكرة يقرأون " خط القدر " الذي يشير في اتجاة الوسط و " خط الحياة " او تجعد العضل الذي يطوق قاعدة الابهام و تتفاوت درجات الدقة في هذة القراءات  .. , ,   , ,

و نظرا  الى كون " راحة " اليد حيوية من اجل البقاء فهي مجهزة شأنها شأن باطن القدم بمدد وافر  من الاعصاب التي ترسل انذارات مثيرة الى الدماغ حين تتهدد سلامة سطحها النار او اشياء حادة  ... ,
و راحة اليد و باطن القدم يملكان كلاهما عددا كبيرا من غدد العرق التي تنكمش في الطقس البارد و تتمدد في حالتي الحمى  او الذعر  ومع ذلك فأن جلد " الراحة " وباطن القدم  هما اكثر جفافا من نواح اخرى من الجســم  ... ,
و تغطي باطن القدمين و راحة اليــــدين طبقات اضافية من الجلد لوقايتهما من الاحتكاك الزائد الذي قد تتعرضان  له ففيما تبلغ ثخـــانة الجلد في غير مكان من الجسم نصف مليميتر تقريبا  .. . ,
  فأن ثخانه جلد باطن القدمين و راحة اليدين قد تصل على التوالي الى مليمترين و خمسة مليمترات ....  ,

ان الحالات الشاذة في اليدين عند الولادة نادرة لحسن الحظ و قد يولد بين وقت و اخر طفل اضطرب نموة و هو جنين فجاء بعدد مختلف من الاصابع او بأصابع و اباهم ذات احجام غير طبيعية ويميل الجراحون  الى اعادة تركيب اليد خصوصا في هذا الوقت الذي ادى تفجر المعرفة الى طرق تقنية تؤول  الى اعادة زرع الاصابع و تركيبها من جديد  .. . . . ,, ,   ,,  ,       ,

ان الاصابع الاربع لها اسماء صريحة " السبابة , الوسطى , الخنصر , البنصر , ..  
فالابهام  التي تؤدي 40 في المائة من اعمال اليدين  .. ,
تستحق تقديرا اكبر مما تنالة فبغياب الابهام تعجز اليد عن الامساك و القدرة على الامساك بأشياء صغيرة  و دقيقة هي التي تعطي العالم الجراحين و المجهريين و الفنانين  ... ,

جرت  مئات المحاولات لتصنيف اليدين وفقا للشكل و لكنها باءت بالفشل الذريع  فقارئو الكف وهم جماعه رومانسية  يؤكدون غالبا  ان اليدين تعكســـان الشخصية  .. ,
فهناك شكل يوصف بأنه  " بدائي " يدل على اناس خشنين و رياضيين  . ,
 والشكل الموصوف بــ " المحرك " يدل على الذكاء  .. ,
و الشكل  " الحساس " يدل على ان الشخص حالم يعيش في دنيا الخيال .. ,
و الشكل " النــفسي " يدل  على ان الشخص ذو ادراك حي  يستجيب للمؤثرات الروحية او الخارقة للطبيعه  .. . ,
ومن المفارقات  انه كانت لعازف البيانـــو الروسي الشهير " انطوان روبنشتاين "  يدا  حفار خنادق  ':laugh:'

و تمثل الايدي دورا  مهما جدا في الطقوس الدينية عموما   ..,

وهي مهمة كذلك في الشفاء من الامراض فهي تواسي المرضى و تخفف الامهم . . ,
و الايدي يصيبها التلف  فتلك التي يفرط في استخدامها يربو لديها كنب يحميها  فلاعبو  الجولف و العمال مثلا  يربو  لهم كنب على راحة اكفهم و الصاغة و حفاروا  الكليشيهات و الخشب  يظهر كنب على اباهمهم و البناؤون على سباباتهم و الاطباء على الوسطى و الخياطون على ابهام اليد التي تقبض على المقص  وعازفوا  الكمان على رؤوس اصابعهم  وبراجم الاصابع قد تتأذى بفعل العمل الشاق المتكرر شأن الضاربين على الالة الكاتبة و فيما تهرم اليدان  تتضاءل براعتهما و دقتهما و يذوب الدهــــــــــن  فتنكشف العروق  . . .,

ومهما يكن من امر  فأن الايدي تظل فائقة الاهمية في شتى نواحـــي الحياة  . .. ,  ,, '<img'>



شكرا

39
السلام عليكم

نحن نعلم أطفالنا القراءة بهدف تنمية مهارات معينة لديهم، فبالقراءة تتسع خبرات الأطفال وتنمـو، ويتكون لديهم حب الاستطلاع للمعرفة بألوانها المختلفة، ويستطيعون معرفة الكون وما يحدث فيه من ظواهر ومن غرائب وعجائب، وبالقراءة يتخطون حاجز الزمان فيقرأون عن خبرات الماضي، وتنبؤات المستقبل.

          والقـراءة تـزود الأطفـال بـالمقـدرة على التـوافق الشخصي والاجتماعـي حيـث تزودهم باتجاهات إيجابية وخبرات تفيدهم في التغلب على مشكلاتهم الشخصيـة، وتنمي لديهم الشعور بـالـذات وفهمهـا الفهم الأمثل. والقراءة ضرورة أساسية لإعداد الطفل الإعداد العلمي السليم فمن خلالها يكتسب ويتعلم صنـوف المعرفة التي نرغب في تعليمها له، أو التي ينبغي عليه أن يتعلمها. ومن خلال القراءة تتوافر للطفل أسباب التسرية والترفيـه والاستمتاع من خلال قصص أو كتب جيـدة الفكرة، سهلة الأسلـوب، جميلة السرد، تصور شخصيـاتها بدقـة وأمانة شديدة.

كيف نعلم الطفل القراءة؟

          حينما نقدم للطفل ما نريد له أن يقرأه، ينبغي أن نعني بزيادة الثروة  اللفظيـة لديـه، فنثري جـوانب حصيلته اللغـوية بكلمات جديدة ومعان متعددة، مع ابتعـادنا عن الغـريب من الألفـاظ أو الإكثـار المبـالغ فيـه من المترادفـات من الكلمات. وينبغي أن نهتم بتـدريب الطفل على استنبـاط الأفكـار والمعلومات فنسأله بعد أن يقرأ موضوعا ما، ماذا قرأت وماذا فهمت، وهل تستطيع أن تقسمه إلى أفكار أو إلى أحـداث مـرحلية، فنغرس فيه الدقة والعمق في فهم المادة المقروءة. وعلينا أيضا أن نعوّد الطفل القراءة الصامتة بعد أن كان يقرأ قراءة جهرية فنوفر عليه الجهد والوقت ونساعده على زيادة فهم ما قـرأه. وحين نعلم الطفل القـراءة ينبغي أن نعوده على سرعة القراءة، فنساعده على قراءة الإعلانات في وسائل الإعلام المختلفة أو سرعة تصفح الجرائد والمجـلات اليومية ولا ننسى أن نسأله ما الذي استرعى انتباهك أو استوقف نظرك وأنت تقـرأ الصحيفة أو المجلـة. وحين نشرع في تعليمه القراءة- أيضا- علينا أن نعطي من أنفسنـا القدوة والمثل في حب القـراءة والمعرفة، فيتعين أن نهتم بالزاد القرائي للطفل اهتماما موازيا بمأكله وملبسه فنوفر لـه القصـة والكتـاب والمجلة، ونشجعـه على القراءة في أوقـات معلومة فينشأ الطفل ومعـه نفس تواقة إلى المعرفـة والقراءة ويجتهد دائما في البحث عن المعـرفـة أينما كانت. وتوفير الكتاب للطفل يحتاج إلى التدقيق في نوعه فنختاره متفقا مع ميـول الطفل، وفي مضمونه  فنـراعي فيـه بسـاطـة الفكـرة ووضوحها وقرب المأخذ وسهولته، وأن يكون جيـد الطبع واضح الحروف جميل الصور من ورق مصقـول بحيث يشـوق الطفل ويستثير اهتمامه، هذا بالإضافة إلى توفير مكان جيد الإضاءة كي يقرأ الطفل بسهـولة ويسر. وحيث إن الطفل يـرغب في تملك الأشيـاء والاستحـواذ عليهـا، فينبغي أن نخصص لـه كتبه، ونخصص لـه مكتبته كلما كان ذلك ممكنا، ونعلمه المحافظة على الكتاب، فنشبع في ذاته غريزة التملك.

النضج والخبرة

          وإذا كـانت القراءة للطفل مهمة لهذه الدرجة، وما ينبغي اتباعه عند تعليم الطفل القراءة ألا يجدر بنا أن نتساءل: متى يكون الطفل مستعدا للقراءة ولتعلم أسسها ومبادئها؟ من المعروف من دراسات علم نفس الطفولة أن الاستعداد للقراءة لدى الطفل يستلزم ثلاثة أنواع من النمو:

          1- النمو العقلي.

          2- النمو الجسمي.

          3- النمو الذاتي الاجتماعي.

          أمـا النمـو العقلي فيعتمـد على عاملين أساسيين هما:

          1- النضج الذاتي.

          2- التدريب والخبرة.

          ونعني بـالنضج الـذاتي تلك العوامل الأساسية التي تـدخل ضمن مظـاهر النمـو العقلي، ولها تأثيرها على الاستعداد للقـراءة، وهي الوصول إلى عمر عقلي معين يسمح بالقراءة وغالبا لا يكون قبل سن السادسة إلا في حالات بعينها، وكـذلك القدرة على تذكر أشكـال الكلمات ومـدى تـذكـر المقـروء والقـدرة على التفكـير المجـرد ثم القدرة على الربط بين المعاني وكلها عمليات عقلية معـرفية تتضمن نضجا ذهنيا معينا.

          أما التدريب والخبرة فهما حصيلة عملية التنشئة الاجتماعية والتربية الهادفة داخل الأسرة أولا، حيث تري الطفل في ضـوء الخبرات المختلفة التي يمكنه الحصول عليها، وثـانيـا المدرسـة حيث التربيـة المقصودة والموجهة، ويبدو أثـر المدرسـة واضحا على الاستعـداد القرائي للطفل في زيـادة الحصيلة اللغوية، وصحـة النطق، والقدرة على تركيب الجمل واستنباط المعاني المختلفة بالإضافة إلى اتساع مدارك الطفل والقدرة على التفكـير في حل المشكلات، ثم القدرة على الاحتفاظ بسلسلة من الحوادث في العقل. أما النمو الجسمى فيقصد بـه الصحة العامة للجسم وسلامة الحواس الضروريـة لتعلم القـراءة كـالسمع والبصر وسلامة أعضاء النطق ونمو العضـلات المتحكمـة في أطـراف الأنـامل في اليـد اليمنى أو اليـد اليسرى في حـالـة الطفل الأعسر " الذي يكتب بيده اليسرى". ويقصد بـالنمـو الـذاتي الاجتماعي نمـو المهـارات الشخصية والاجتماعيـة لدى الطفل، وذلك من خلال مدى مقدرته على التـوافق الاجتماعي والشخصي مع ذاته أولا ثم المحيطين بـه ثانيـا، مع وجود الاستعـداد العـاطفي الذي يـلائم بين الطفل والموقف المدرسي ويسـاعـد على الاستجـابـة للعمل، فـالطفل لا يستطيع تعلم القراءة بصورة أفضل  ما لم يكن متزنا عاطفيا ومتوافقا  توافقا نفسيا سليما.

الاسم. والصورة

          وتأخذ القراءة مراحل تطورية متعددة ففي مرحلة ما قبل المدرسة ينبغي أن يتعلم الطفل علاقة اللغة المكتوبة باللغة المنطوقة، وأن يفهم أن الكلمة المكتوبة تقابل الكلمة المنطوقة، فإذا قلنا له "أسد" مثلا فينبغي أن يرى صورته ثم ندلـه على كتابـة اسمه والحروف التي يتكون منها الاسم، ومن الضروري أن تكـون الكلمات التي نعلم الطفل القراءة من خلالها من الألفاظ الشائعة على لسانه المألوفة بالنسبة له. وفي هذه المرحلة تنمو لدى الطفل- بشكل تدريجي- حصيلة لغوية من المفردات المتداولة، وبمـرور الـوقت  يستطيع أن يفهـم الجمـل ويستخدمها الاستخدام الصحيح، ومن ثم تنمو لديه المقدرة على الاستماع والاستيعـاب للقصص ويستطيع كذلك أن يستخدم اللغة ويفهمها بدرجة تتناسب ونضجه العقلي. ومن المعـروف أن هنـاك  فروقا واضحـة بين الأطفال في الاستعداد للقراءة، فهو الأساس في نمو القدرة على القراءة في مختلف مراحلها، كـما توجـد فروق فردية واضحـة بين الأطفـال في سن السادسة من العمر في عملية  القراءة، ففي نهايـة العام يكـون الطفل العادي قد اكتسب حصيلة لغوية معينـة يستطيع أن يتعرف عليها بالنظر، ويكون قد وصل إلى درجة من الاستقلال في استخدام أسـاليب التعرف على الكلمات، ووصل إلى درجـة من المهـارة في القراءة الصامتة أو الجهرية للكلمات وقـد يستطيع أن يستقل بـذاته في عملية القـراءة. وفي نهاية العـام الثامـن من العمر يكون الطفل قد مشى في طـريق القـراءة من أجل  الدرس والتحصيل واكتسـاب المعرفة خطوات واسعـة، ويتكون لديـه عنصر السرعة في القـراءة الصامتة بدرجـة أكبر من القراءة الجهرية، ويتكون لديه اتجاه إيجابي نحو الكتب والقراءة بوجه عام، ويستطيع كـذلك أن يقوم بعملية القراءة بمفرده، وفي الأعوام التالية من عمر الطفل التـاسع والعاشر  والحادي عشر تصبح القراءة لديه  أداة لتحقيق الاستمتـاع وتحصيل المعلومات بأنواعها المختلفة، ثم يصبح قارئا مستقلا، وبعـد ذلك يسير نموه بخطى مطردة في طريق القـراءة حتى يصل إلى مـرحلـة النضج القرائي في سن الشباب.

ماذا يقرأ الأطفال؟

          في البدء كانت الحكاية أو "الحدوتة" التي ترويها الأم أو المربية على مسمع من الطفل حتى يتعلم القيم الفاضلة، أو حتى يكف عن  بكائه ويهدأ ويستريـح، أو لتشجعه على تقديم الحكايات التي أعجبته  وأسعدته في ثوب من لغته البسيطة ومعانيه القليلة، ثم يتعلم القراءة وليس ثمة شيء يستحوذ على اهتمام الطفل سـوى قـراءة القصـة والاستمتـاع بها والاسترشـاد بمعانيها وآدابها. وتوجد أنواع كثيرة من قصص الأطفال أهمها:

          1- القـصص الخيالي: ويـدور حول الحيوانات أو الطيـور أو المخلوقات الغريبة أو عالم الجن أو السحر وتبرز من خيـال القصص الخيالي خصائص الشعوب والأمم والأجناس، ويقوم البطل بخـوارق العادات ويهدف لتكـوين القيم الرفيعة. وهي تقوم على مخاطبة عقل الطفل وخياله وعواطفه، وتتنوع فيها المشاعر بين الفرح والحزن والرضا والغضب والحيل البارعة والشجاعة والمغامرة التي يكون أبطالها من الحيوانات والطيور أو الأطفال الصغار، وهـي تغمر دنيا الطفل بالبهجة والسرور بما فيها من مغامرات مضحكـة طريفة فيها العبرة، وأسلوبها قصصي، ومفرداتها مألوفة، وجملها قصيرة.

حكايات وفضائل

          2- القصص الـديني: ويتناول موضوعات دينية هي: العبادات  والعقائد والمعاملات وسير الأنبياء والرسل، وقصص القرآن الكريم والكتب السماويـة، والبطـولات والأخلاق الدينية، وما أعده الله تعالى لعباده من ثـواب أو عقاب، وأحوال الأمم السابقة وعلاقتها بقضية الإيمان بالله تعالى، وموقفها  من الخير والشر. وشـاع في القصص الـدينى قـراءة قصص الأنبيـاء والصـالحين، وقصص الحيوان في القرآن الكريم، وغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته وأصحابه، وأمهات  المؤمنين، ونساء خالدات، والسيرة، وكلها حكايات تدعو إلى الفضائل وتنفـر من الرذائل،  وتجمع بين المتعـة والتشـويق والمغزى الخلقي، وفيهـا حقائق دينية مفيدة، وفيها مـواقف للعظة والاعتبار، ودلائل على أن حيـاة الأنبياء والرسل حياة مثـاليـة كريمة، تصـور مواقف البـذل والعطاء والتضحية في سبيل المبدأ والعقيدة.

          3 - قصص المغامرات: نـوع يعرف بالقصص البوليسي يدور حول جريمة ارتكبها شخص أو أكثر، وأبطال القصة عادة من الأطفال يسـاعـدون رجـال الشرطة، ويسعون إلى الكشف  عن الجناة عن طريق سلسلة من الأحداث. وهي تدور حـول انتصار الخير على الشر وأن المنحرفين مصيرهم السجـن والجريمة لا تفيـد، وتبين كيف يمكن أن يكـون الأطفال عنصرا مفيـدا في المجتمـع بـذكـائهم وشجـاعتهم، ولا تخلـو هـذه الألغاز من معلومات خـاصـة بالأمـاكن المختلفة بأسلوب جـذاب ممتع يتناسب مع القصة البوليسية مما تستوجبه من الإيقاع السريع لـلأحـداث والتسلسل المنطقي والحبكـة الفنيـة للحوادث، وهي تـؤكـد القيم التربوية المنشـودة في المجتمع العربي والإسلامي.

بناء التفكير العلمي

          4- القصص العلمي: ويدور حول حدث علمي أو اكتشاف أو اختراع حدث في عصر من العصور، ويتناول البيئة التي نشأ فيها المخترع وصفاته الشخصية وقدرته على  اجتياز العقبات التي تقف في طريقه وكيف يتغلب عليهـا وصـولا إلى اختراعه أو كشفه العلمي، وبعض هذه القصص تعنى بالخيال العلمي عناية واضحة، وهذا يعني أن الهدف الأساسي من القصـة واستخدامها أسلوبا للتعليم هو تنمية الخيال والسلوك والقيم المرغوبة وتزويد الأطفال بالثقافة العلمية وأسلوب التفكير العلمي.

          5- القصص التاريخي: ويعتمد على الأحـداث التاريخية والمواقع الحربيـة والغزوات، ويأتي هـذا القصص ممزوجا بقصـة حب تقع بين أبطاله وقد يتضمن هذا النوع قصص الـرحـالـة بما فيـه من معلومات عن البلدان والقارات والمحيطـات وهو يتضمن عـادة طرائف من الشرق والغرب ترمي إلى تنميـة الخيال والإلمام بثقـافة الناس وطبـائعهم وعـاداتهم وحضاراتهم، وبها قصص طريفة حوادثها أخاذة وأسلـوبها مشوّق تبهج الطفل القارئ وتطلعه على ألوان مشوقة من الحياة وتدفع عنه السأم وتعوده حسن التفكير. وهي قصص تعرف الطفل مزايا العرب وصفاتهم من بطولة وشجاعة وكرم وتـزود الأطفال بثقافة  إسلامية وعالمية وحضارية تصور مواقف العطاء والبذل والوطنية والفداء في سبيل الوطن والكفاح من أجل المبدأ والعقيدة والوطن، والأطفال عادة ما يتوحدون مع البطل ويعيشون الأحداث على أنها واقع يشاركون فيه.

          6- القـصص الاجتماعي: ويتناول الأسرة والروابط الأسرية  والعلاقة بين الأب والأم والأبناء والإخوة والجيران، والمنـاسبات الأسرية المختلفة مثل أعياد الميلاد والزواج واحتفـالاته، وصـور  ومواقف النجاح والإنجـاز ومواجهة الحياة بشرف وجـد وأمانة.

          7- قصص الرسـوم: وهي القصص القصيرة التي تستخـدم الرسـوم والصور للتعبير عن حكاية بسيطة، تهدف إلى تنمية الخيال والسلوك السليم والقيم المرغوبة والاستعداد للقراءة لدى الأطفال الصغار الذين لم يلتحقوا بـالمدرسـة أو الذين في الصفوف الأولى منها.


شكرا

40
السلام عليكم

الحقيقة الواقعة التي يجب أن يقبلها العالم كله سواء أكان متطورا أم ناميا هو أن حليب ثدي الأم أفضل غذاء للطفل بكميته ونوعيته، فهو يوفر الوقاية من الأمراض المختلفة وخاصة الإسهالات، ويوطد العلاقة بين الأم وطفلها، ويوفر للأم منظما للفواصل بين مرات الحمل.

          إن التشجيع على الإرضاع الطبيعي بدأ منذ السبعينيات عندما اكتشف أن الإرضاع عن طريق الزجاجة هو السبب الرئيسي لأمراض الإسهالات والجفاف، وحتى الوفيات عند الأطفال بالإضافة لعدد كبير من مشاكل الصحة لديهم كالإنتانات المعوية المتكررة، حيث تبين أن اللبن من الأم يعطي المناعة، وحليب الأم لا يحتاج إلى تحضير ولا يخشى من احتوائه على جراثيم، وتكون كثافة وتركيز الحليب وحرارته مضمونة إضافة إلى سهولة هضمه وذلك خلال ساعة ونصف إلى ساعتين، حيث تنفرغ المعدة بشكل كامل عكس حليب البقر الذي يحوي ذرة صعبة الهضم؟ وحليب الأم يعطي التعقيم والطهارة والمباعدة الطبيعية بين الوجبات والمجانية، ويعتبر حافزا للرابطة الوثيقة بين الأم ووليدها وكل هذه الصفات التي تميز حليب الأم جعلته يحتل المركز المرموق لإرضاع الطفل، وهو الاختيار الطبيعي والبيولوجي لتغذيته.

          في عصرنا الحالي، ومع تطور الحضارة ظهرت بدائل الحليب بأشكال مختلفة، وبدأت الدعايات المتواصلة هنا وهناك تشجع الحليب الاصطناعي والزجاجة السحرية، إضافة إلى الدعايات في واجهات الصيدليات والعروض التجارية في وسائل الإعلام التي تدعو للترغيب بمختلف أنواع الحليب الاصطناعي تبعا لشركات متعددة وحجتهم أن هذا الحليب يزيد وزن الطفل بشكل طبيعي مع صور مرفقة بذلك، وهذا ينعكس على المرأة في مجتمعنا وخاصة أن نسبة الأمهات بينهن قد تجاوزت حدا كبيرا وهذا ما دعا إلى تقبل دعايات الحليب الاصطناعي واللجوء إليه والامتناع عن إرضاع الطفل من أثدائهن، إضافة إلى أن المرأة العصرية اعتقدت أن الإرضاع من الثدي عادة قديمة متخلفة تؤدي إلي تشوه الأثداء وتؤثر على الأناقة والجمال، وتنسى هذه النعمة الكبيرة التي يحتاج إليها الطفل، وعن طريق أفكارها الخاطئة تحرم طفلها من الحنان والفوائد الكثيرة المترتبة عن حليبها وتعرضه إلى مشاكل بالتغذية تؤثر على صحته مستقبلا.

منعكس الدرة

          يتم جريان الحليب من خلاله الأقنية اللبنية بالثدي تحت تأثير آلية عصبية غدية، فحلمة الثدي، والهالة المحيطة بها مليئة بالأعصاب وعندما يأخذ الرضيع الحلمة ينبه هذه الأعصاب وتنتقل بالتالي المنبهات إلى ما تحت السرير وهذا بدوره ينبه الفص الأمامي والفص الخلفي للنخامي، حيث إن الفص الأمامي يقوم بإفراز البرولاكتين وهو الهرمون الأساسي لإدرار الحليب الذي يعمل على تحريض الحليب واستمراره، وفي نفس الوقت فإن الفص الخلفي يفرز هرمون الأوكسيتوسين الذي يؤدي إلى تقلص الخلايا العضلية لغدة الثدي وبالتالي دفع الحليب نحو الأقنية اللبنية. وعندما ينتظم منعكس الدرة تشعر الأم بنمل في الثديين عندما يقترب وقت الإرضاع أو عندما تسمع بكاء طفلها وقد تسيل عدة نقاط من الحليب من الثدي الثاني عند وضع الطفل على أحد الثديين.

الأثر النفسي للإرضاع المبكر

          أثبتت دراسة عالمية - من خلال تجارب أجريت على مجموعة من الأطفال أعطي نصفهم بعد الولادة الماء والسكر لمدة 24 ساعة وبعدها أعطوا الثدي، والنصف الآخر من الأطفال أعطي لهم الثدي بعد الولادة بساعات قليلة - أن للساعات الأولى بعد الولادة أهمية كبيرة وفوائد مهمة من الناحية النفسية، وقد تبين من خلال الإحصاءات العديدة أن فصل الوليد عن أمه خلال الساعات الأولى بعد الولادة يؤدي إلى صعوبات لدى الأم من ناحية تعلقها بطفلها حيث يتأثر تصرف الأم تجاه وليدها في الأشهر القادمة وفي السنوات القادمة، وقد يكون امتناع الكثير من النساء عن الإرضاع في العمر الحالي وتمسكهن بالمعنى الحضاري المزيف والسخيف سببا من أسباب بداية تفكك الأسرة، وفقد العاطفة تجاه الآباء، هذا ما أثار التحريات عن أهمية العلاقة بين الأم ووليدها بعد الولادة مباشرة والبدء بالإرضاع من ثدييها مباشرة والاستمرار بذلك، وتعتبر رغبة الأم في الإرضاع المتكرر أمرا مهماً لزيادة إنتاج الحليب عكس الأم التي تنظر للإرضاع الطبيعي بشكل يثير عندها القلق والانزعاج، فهنا لا يتشكل منعكسا الدرة.

          لقد أصبح من المسلم به أن صحة الطفل تتوقف بشكل كبير على وجود رابطة قوية وتعلق كاف بينه وبين أمه، ويعتبر منعكسا مص الحلمة في الساعات الأولى بعد الولادة مهماً لخلق مستويات حسية عن طريق لمس اليد والصوت وبكاء الطفل ورائحة الأم، وكل هذا يعتبر شيئا أساسيا لبناء الأسرة في المستقبل في ظل جو عائلي مترابط ومتفاهم.

          إن العلاقة الوطيدة الناجمة بين الأم وابنها تنعكس بعدة أمور، فلو نظرنا إلى بكاء الرضيع لـوجدنا تدفق الحليب من ثدي أمه، كما أن مص الحلمة أثناء الإرضاع يؤدي إلى سعادة الطفل وإعطاء الراحة للام، بالإضافة إلى أنه يريد من إفراز الحليب فيحصل الطفل على الحليب المغذي الممتاز الذي يحتوي على المواد المناعية الضرورية التي تعطيه لقب الحليب المثالي، ولهذا فإن الاحتكاك المباشر بين الأم ووليدها أثناء الساعات الأولى أو حتى الدقائق الأولى بعد الولادة يزيد العلاقة بينهما وبالتالي يؤدي لنجاح الإرضاع الطبيعي. ومع الأسف هناك بعض المشافي الحديثة التي تفصل الأمهات عن أطفالهن بعد الولادة، مما يؤدي إلى عدم تماس الأم مع ولدها في تلك الفترة الحرجة ذات الأهمية الكبيرة للأم التي ستقدم العناية للطفل.

الخواص المناعية لحليب الأم

          يحتوي حليـب الأم على جملة مناعية مهمة، وكذلك اللب، وهو سائل أصفر كثيف ولزج وغني بالمواد الأحينية والأملاح والفيتامينات، وغنى بالأجسام الضدية الممنعة، ويعمل على دفع العقى من أمعاء الوليد. ولا بد من أخذ فكرة عن المناعة وآلية حدوثها:

          - تحصل المناعة في الجسم بوسائل عديدة عنها البلعمة، والغلوبولينات المناعية، والمناعة الخلوية والمتممة، ووسائل أخرى:

          - تقوم بالبلعمة كثيرات النوى المعتدلة ووحيدات النوى التي تقترب من الجراثيم وتلتصق بها وتغلف غشاءها حول الجراثيم وتقتلها، وأي خلل في أي مرحلة من مراحل البلعمة يكون سببا لأمراض عديدة تعرض المريض لإنتانات متكررة، ويحتوي حليب الأم على عدد كبير من هذه الخلايا، وهي من نوع البالعات وتشكل وحيدت النوى 80 - 90 % من الخلايا والباقي من اللمفاويات وهي نوعان B و T

          - يمكن للبالعات الموجودة في حليب الأم أن تلعب دورا في الوقاية من مرض التهاب الأمعاء والقولون النخري، وهذا المرض يلاحظ في الولدان ذوي الوزن المنخفض وعند الخدج، ويكثر حدوثه عند الأطفال الذين يرضعون زجاجة الحليب الاصطناعي.

          - إن وجود اللمفاويات في حليب الأم والدفاع يفسر نقص نسبة الإصابة بالتهاب السحايا بالقولونيات عند الولدان الذين يرضعون من حليب الأم.

          - إن الإجراءات على الحليب مثل التجميد والالتصاق بالزجاجة يجعل الحليب خاليا من العناصر الخلوية وخاصة البالعات، كما أن التعقيم والبسترة يغيران من تركيب الغلوبولينات المناعية وهذا التغير في الخواص المناعية يؤهب الفرص لحدوث التلوث والأمراض.

          - إن اللمفاويات الموجودة في حليب الأم تنتج الأنترفيرون وهو مجموعة من البروتينات الذوابة التي تنتجها الخلايا التي هوجمت من قبل الفيروسات والتي تقوم بتنبيه خلايا أخرى لإنتاج البروتينات التي تمنع تكاثر الفيروسات، كما أن اللمفاويات تقوم بتصنيع المتممة  3C والغلوبولين المناعي IgA، وهذه الأجسام الضدية الأخيرة متوافرة بشكل كبير في اللب والحليب.

          - يحوي الحليب أيضا الليزوزيم وهي خميرة لها صفات مضادة للجراثيم، كما أن اللاكتوفيرين هو بروتين مضاد للجراثيم أيضا وبضبط الحديد.

          - وهناك الأجسام الضدية التي توجد في اللب والمصل - حيث إن IgA يوجد في اللب - تحوي أجساما ضدية لحمات شلل الأطفال الثلاثة الموجودة في اللقاح، على حين أن الأجسام الضدية في مصل الأم هي من نوع    IgA و IgM .

شكرا

41
السلام عليكم

سلوكيات الطفل ، تجابه كثيرا من الكبار بعدم إدراك خصوصيتها ، ومرحليتها ، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة . لذا وجب إلقاء مزيد من الضوء على منابع وتطور هذه السلوكيات .

          للأطفال سلوكيات وتصرفات وعادات خاصة بهم ، أي مرتبطة بفترة الطفولة . وعلى مر السنين يتخلص الطفل من هذه التصرفات ، ويقال إنه يكبر ويدرك ويتصرف مثل الكبار . والشخص البالغ الذي يتصرف تصرفات غير ملائمة لسنه ولا تليق بكونه بالغا مدركا ، وكأنها صادرة من طفل ينعته البعض بأن تصرفاته صبيانية ، أي أنه يسلك مسلك الأطفال ، فالتصرفات إذن التي تصدر من الطفل ، والعادات التي يكتسبها في فترة الطفولة لها طابع خاص ، وإن كانت قد تبدو  غير مهذبة وملائمة أو مثيرة للإزعاج ، إلا أنها مجرد سلوك  مرحلي يفرضه عليه تطوره العقلي والذهني وتفاعله مع الأشخاص والأشياء تأثرا بها وتأثيرا فيها .

          ونستطيع أن نقول إن المشاكل المتعلقة بسلوك الطفل وتصرفاته تعتبر نتاجا طبيعيا لتشابك عدة  عناصر في مقدمتها تطور شخصية الطفل من ناحية والشخصيات المحيطة به مثل الأهل والمدرسين والإخوة والأطفال المخالطين من  ناحية أخرى.

          فضلا عن أن السلوكيات تحدد في المقام الأول وفقا لعوامل مؤثرة شتى تلعب دورا فيما قبل الحمل والولادة أو بعدهما .

معاناة الأبوين في الصغر

          فالمشاكل السلوكية لدى الأطفال ترجع في الأصل إلى عوامل تأخذ مسارها في فترة ما  قبل الولادة ، بل غالبا قبل الحمل ذاته ، فيعود تاريخها إلى طفولة الأهل أنفسهم ونوعية شخصياتهم ، ولأسلوب الحياة العائلية الذي نشأوا عليه ثم إلى ذلك القدر من الحب والحنان الذي نموا في ظلاله . ذلك أن الطفل الذي ينشأ منذ ولادته محروما من  العطف والمحبة يصبح حين يكبر عاجزا عن أخذ أو إعطاء أدنى شعور وجداني رفيع . ومن هنا فإن  الطفل الذي يعاني الحرمان والإهمال من والديه يكون سبب ذلك غالبا هو معاناة أحد الأبوين من طفولة تعسة مترعة بالحرمان . وإذا كان الأهل قد لاقوا صنوف العقاب والضرب في مراحل طفولتهم فقد يمارسون  الأسلوب نفسه مع أطفالهم .

          وجدير بالذكر أن الأهل يتأثرون تأثرا بالغا بالوضع الاجتماعي وانطباعات ذويهم أيضا . كما يعتبر مقدار ما يتلقاه الأهل من مشاعر الحب والإحساس بالأمان في مراحل طفولتهم المبكرة من أهم العوامل المؤثرة بعد ذلك في تنشئة أطفالهم . المؤثرة بعد ذلك في تنشئة أطفالهم . ومن العوامل السلوكية المؤثرة العمر التي رزق فيها الأهل بطفلهم ومدى تعلقهم بتحقيق هذه الأمنية ، ورغبتهم الملحة في تفضيل جنس معين ( ولد مثلا ) على الجنس الآخر .

مرض الوهم

          وقد ذكر الدكتور إيلنجورث - صاحب الأبحاث العديدة عن تطور سلوكيات الأطفال - أنه تعرض ذات مرة لفحص طفل يشكو من أعراض لا حصر لها ، وعند توقيع الكشف الطبي وإجراء الفحوص اللازمة ، وجد أن الطفل سليم معافي وفي أتم درجات الصحة .

          ولكن نظرا لأنه وحيد أبويه ، وقد رزقا به بعد سبعة عشر عاما كاملة من الزواج فقد سيطر عليهم وهم شديد وخوف مبالغ فيه من  جميع الأمراض ، ورويدا رويدا  تسلل هذا الإحساس بالهلع والتوق إلى الحماية المفرطة إلى نفسية الطفل ، فأصبح هو الآخر مريضا بالوهم . ( وهو ما يعرف في الطب  بالهيبوكوندريا أو الخوف الشديد من حدوث المرض ) .

          ومما لا شك فيه أن سلوك الأطفال يتأثر بالفترات الزمنية بين  ولادة وأخرى لدى الأم وبعدد الإخوة أيضا ، فكلما قلت الفترة الزمنية بين مرات الولادة زادت بالتالي عوامل الغيرة بين الأطفال .

          ومن المؤكد أن أصغر الأطفال في أسرة كثيرة الإنجاب يحظى بطفولة أقل سعادة من ذلك الطفل الوحيد في أسرة أخرى .

          كما يلاحظ أن الطفل الذي تأتي ولادته بصورة عفوية غير مرغوب فيها وبالأخص عندما يسبقه إخوة كثيرون ، يكون معرضا للإهمال والاستهانة ليس فقط من أبويه ، ولكن من إخوته الأكبر أيضا . والجدير بالذكر هنا أن الأطفال الأول في الأسرة كثيرة الإنجاب يكون أكثر ذكاء ونبوغا ممن  يتلونهم .

تأثير جنس الطفل

          وليس عسيرا أن نتصور مدى تأثير جنس الطفل على سلوك  أهله . فالطفلة التي تولد بعد أربع إناث مثلا تكون أقل حظا من الرعاية وأكثر تعرضا للإهمال من قبل أهلها . ذلك أن أبويها اللذين طال انتظارهما لمولد طفل ذكر قد فتر حماسهما لمولد الإناث وأصيبا بنوع من خيبة الأمل ينعكس بالقطع على معاملتهم للصغيرة. بينما تكون الصورة مغايرة لذلك تماما عندما يكون المولد الخامس ذكرا على أربع إناث قد سبقنه من قبل . فنلاحظ هنا إفراطا في  التدليل وتفضيلا مبالغا فيه واهتماما زائدا وحرصا منقطع النظير مما يؤدي إلى تأثيرات غير مرغوب فيها على شخصية الطفل .

          ومن المعروف أن التوتر النفسي في فترة الحمل قد يؤدي إلى تفاعلات غير مرغوب فيها في طريقة تعامل الطفل مع مجتمعه وعناصر بيئته . وقد يؤدي إلى اضطرابات سلوكية تتجلى على وجه الخصوص في مرحلة الشباب في صورة الجموح أو التطرف .

          وقد لوحظ أن الأطفال الرضع الذين يتميزون بالنشاط والحركة والحيوية تتكون لدى أمهاتهم مشاعر أكثر ارتباطا وحماية وسيادة في السنوات التالية . بينما نجد أن الأطفال الرضع الذين يتميزون بالصراخ الدائم والمشقة البالغة في رعايتهم ورفض الرضاعة يسببون توترا كبيرا لأمهاتهم ليس فقط في الأشهر الأولى ولكنه يتحولون في السنوات التالية إلى مادة خصبة للامتعاض والكدر .

          وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأطفال المبتسرين يتعرضون أكثر من غيرهم إلى نوع من  الاضطرابات السلوكية خلال حياتهم المدرسية ، وربما كان أحد المبررات القوية لذلك هو انفصالهم عن أمهاتهم في الأيام والأسابيع الأولى من أعمارهم في فترة رعايتهم بالمحاضن الخاصة  بهم .

الارتباط الشرطي

          كما أن الارتباط الشرطي هو أحد العناصر المهمة في دراسة التطور السلوكي في الأطفال . فالطفل الذي يلجأ أهله إلى  أساليب القهر والتهديد والإرهاب غالبا ما يصاب فيما بعد بنوع من عدم الارتياح للطعام يتطور بعد ذلك إلى فقدان للشهية حيث يصبح الطعام لديه مرتبطا بشروط التهديد والعقاب مما ينفره من عملية الطعام كلها .

          والطفل الذي اعتاد أهله على إجلاسه على ( القصرية ) باستخدام أساليب القهر والإجبار والتهديد يحاول جاهدا التخلص من هذه العادة ، وينمو لديه شعور بالرفض والتحدي فيصارع من أجل الابتعاد عن ( القصرية ) ، وعلى هذا يتكون لديه الارتباط الشرطي بالرفض مصحوبا بالغضب والبكاء ورفض كل ما يتعلق بالعملية كلها .

          ومما لا شك فيه أن جزءا من  شخصية الطفل موروث أو فطري ، والجزء الآخر يكتسب كنتاج طبيعي لتفاعله مع البيئة المحيطة به ومدى تأثره بها . وهذا الجزء المكتسب يعتمد أساسا على تأثيرات مختلفة مثل الأهل والمدرسين وشخصياتهم وانطباعاتهم جنبا إلى جنب مع مؤثرات أخرى مثل الإخوة والأصدقاء وطبيعة تصرفاتهم .

          ولعله من قبيل الحظ العاثر أن الأهل الذين يتصفون بالتعنت والهلع والتوتر يورثون أطفالهم دائما هذه الصفات ، فلا يمكن أن يتحلى أطفالهم بالهدوء والوداعة . وعادة ما يحتدم الصراع بعد ذلك بين الطرفين ، وذلك لميل كل طرف إلى تصعيد حدة أي نزاع وتفاقم أي مشكلة .

          بينما نجد الأهل الذين يتحلون بالبساطة والصبر والمثابرة والوداعة يورثون بالتبعية هذه الصفات إلى أطفالهم . ونادرا ما يعاني هؤلاء من اضطرابات سلوكية لدى أبنائهم .

طفل غير منتظم

          وفي رأي من أخصائيي تربية الطفل أن لفظ " طفل غير منتظم " هو لفظ خاطئ ، فالطفل يتفاعل مع الأحداث بالطريقة التي اعتادها من قبل أهله وأورثوها له . ومن هنا كان الاعتراض على عيادات ترشيد سلوك الأطفال لأن  الذين يحتاجون لترشيد والعلاج  بالفعل هم الأهالي أنفسهم وليس أطفالهم . ومن المؤكد أن الطفل يتأثر تأثرا بالغا بسلوك أهله وانطباعاتهم وأساليب تكيفهم مع أحداث الحياة من حولهم . بل إن سعادتهم أو شقاءهم وتطاحناتهم  المنزلية تنعكس بصورة مباشرة على نفسية وسلوك الطفل وتلازمه مدى حياته بعد ذلك.

          إن حياة الطفل بوجه عام تشكل تعبا للظروف المحيطة به في سنوات حياته الأولى ، وبالأخص أول ثلاث أو أربع سنوات .

          فإذا ما لقي الطفل احتياجاته الأساسية من المأكل والراحة والحب والحنان منذ الأسابيع والشهور الأولى في عمره ، فغالبا ما يتجرع السعادة والهناء عندما يكبر ، لأن دعاماتها راسخة في أعماقه . وهناك اليوم اعتقاد سائد بين علماء النفس مفاده أن المشاكل النفسية في الكبار تستمد جذورها من مراحل الطفولة .

          فحالات القلق والتوتر والعدوانية والزواج غير الموفق ترجع في الأصل إلى اسباب تتعلق بمرحلة الطفولة المبكرة .

          كما أن الاضطرابات النفسية وتمزق الشخصية والأمراض الاجتماعية والمختلفة مثل التطرف والأنانية والانعزال والطلاق وعدم الأمانة والإرهاب ، كلها  بالقطع دلائل واضحة على خلل سلوكي واضح منذ الطفولة وبالأخص في الثلاثة أو الأربعة أعوام الأولى من عمر الإنسان .

تطور السلوكيات

          يرجح العلماء أن السلوكيات التي تتحدد صورتها بدءا من العام الثاني نتيجة التطورات التي تطرأ في شخصية الطفل إنما تتكون خلال العام الأول في أثناء التطور العقلي للطفل وتفاعله مع الأشخاص المحيطين به . بالإضافة إلى ان كثيرا من تصرفات الأهل في إطار تربية أطفالهم تعتبر من العوامل المهمة التي تحدد مظاهر السلوكيات .

          وليس عسيرا أن نلاحظ أن الرضيع الذي لم يتجاوز يومه الأول يكف عن الصراخ لا لإطعامه أو لتغير أرديته ، ولكن لمجرد حمله واحتضانه . ومن ذلك اليوم فصاعدا يزداد إلحاح الطفل في طلب الحب والأمان . وبدءا من الأسبوع الثالث أو الرابع تبدو للجميع بوضوح مظاهر الابتهاج على الطفل حينما يحادثه أحد أو يحمله ويلاعبه . فتهدأ حركة أنفاسه ، ويفتح فمه ويغلقه ويميل  برأسه أماما وخلفا ويتأمل وجه أمه يإمعان ، وبعد ذلك بأسبوعين أو  ثلاثة يبدأ في التعبير عن فرحه بالابتسام والمناغاة ، وتزداد حاجة الطفل إلى أن يحلم ويحتضن ، ومع الوقت يأبى أن يغيب عن ناظريه وجه أمه . وحتى يتعلم  الجلوس واستعماله يديه في اللهو بالعلب تقل مؤقتا حاجته السابقة ويصبح أكثر تحملا لمشهد رحيل  أمه دون صراخ . وعند الشهر التاسع يثير جلبة وصياحا إذا رأي أمه تحمل طفلا آخر حتى وإن كان أخاه الأكبر سنا .  


شكرا

42
السلام عليكم

لا يتساوى ذكاء أبناء الأسرة الواحدة. في أحيان يرزق الأبوان بطفل خارق الذكاء. في أحيان يرزقان بطفل معوق عقليا. وفي أغلب الأحيان يكون الأبناء والبنات على درجات ذكاء متقاربة، وهي حالة لا تحتاج من الأسرة إلى مواجهة ظرف خاص لأن تعاملها مع الأبناء والبنات يصبح متقاربا بلا تمييز أو خصوصية. ولكن في حالة وجود ابن أو ابنة على درجة عالية من الذكاء أو في حالة إعاقة عقلية تواجه الأسرة بظرف خاص لابد من توجيه عناية خاصة به ومعاملة خاصة له. كيف يكون تصرف الأسرة، ثم كيف يكون تصرف المدرسة؟ هذا ما يناقشه المقالان التاليان. يناقش المقال الأول حالة وجود طفل خارق الذكاء. ويناقش المقال الثاني حالة وجود طفل معوق عقليا.

          يشكل أحيانا الطفل خارق الذكاء الذي يتمتع بذكاء غير عادي مشكلة لدى الآباء في إطار الأسرة ولدى المعلم في إطار الفصل الدراسي، ذلك لأن ذكاءه يفرض علينا مسئولية تجاهه، ويفرض علينا مسئولية أكبر تجاه الأطفال الآخرين حوله الذين هم أقل ذكاء. فكيف  نكتشف هذا الطفل خارق الذكاء؟ وما هي ملامح ذكائه غير العادي؟ كيف نعامله ونعامل الأطفال الآخرين حوله؟ ماذا يحدث إذا أهملنا ذكاءه؟

           تساؤلات نطرحها على أهل العلم والخبرة والتربويين والذين لهم باع في  مجال تربية الأطفال.

الطفل خارق الذكاء.. شاذ

          يحدثنا دكتور عادل صادق أستاذ الأمراض النفسية والعصبية حول هذا  الموضوع قائلا:

          الطفل خارق الذكاء طفل غير عادي، وقد يعتبر طفلا شاذًا، لأن الشذوذ بمعناه العلمي هو الخروج على المألوف والطبيعي، ولهذا فإن احتياجاته مختلفة وسرعة نموه مختلفة، وإدراكه يتسع أكثر من الطفل العادي، وهو يحتاج إلى اهتمام مكثف للتجاوب مع احتياجاته العقلية، وبالتالي فإن هذا الطفل يحتاج من الناحية السيكلوجية إلى من يصادقه ويعطيه الإحساس بذاته وكيانه.

          ونرى أن هذا الطفل يتميز بسرعة فهمه للأمور والأشياء، وسرعة التقاطه للمعلومات، ويتمتع بالسلوك الذكي في المواقف الصعبة والجديدة، وإمكان الربط بين الأشياء، والتجاوب أكثر مع من هم أكبر منه سنا، فهو لا ينسجم مع من هم في سنه، والمسألة في النهاية تعتمد على المقارنة بينه وبين زملائه أو أشقائه ومن هم في سنه نفسها.

           ونسأل د. عادل صادق عن الأسلوب الخطأ في التعامل وهل يسبب مشكلات مؤثرة؟

          - يجيب: إن الذكاء يولد مع الإنسان وينمو مع نموه العمري، ولكل مرحلة من العمر مظاهر للذكاء. وقد يؤدي الأسلوب الخطأ في التعامل مع الطفل خارق الذكاء إلى القسوة والعناد وإلى عدم استخدام لغة العقل في التفاهم، ويتمثل الأسلوب الخطأ في تعاملنا معه في عدم الإجابة عن أسئلته الكثيرة التي تستعصي على الكبار، أو في فرض صداقات أو هوايات عليه لا يرغب فيها أو حرمانه من هوايات يحبها.

           ويمكننا تنمية ذكاء الطفل بإتاحة كل الفرص العلمية والثقافية وتوفير الكتب وإتاحة الفرصة له لممارسة هواياته والاختلاط بمن هم في مثل ذكائه والإجابة عن كل أسئلته. وتكمن صعوبة جمة في تعاملنا مع الأطفال الآخرين الذين هم أقل ذكاء، إذ يشعر الطفل من هؤلاء بعجزه ويشعر بتفوق الآخرين عليه مما يزعجه ويؤثر عليه نفسيا، وقد تظهر عليه بعض الأعراض، لذا يجب أن نكون حذرين في التعامل معه وعدم إشعاره بتواضع إمكاناته، إذ يمكننا الارتفاع بمستوى ذكاء هذا الطفل، ولكن في حدود عشر درجات من 120 درجة أي أقل من العشر، ذلك لأن الجزء الأساسي من الذكاء وراثي، والجزء الثانوي منه مكتسب.

المقارنة تصيب الآخرين بالإحباط

          أما د. طلعت منصور أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس، ومدير العيادة النفسية للأطفال، فيتحدث عن الذكاء الإنساني قائلا:
          - إن الذكاء الإنساني من طبيعة الإنسان، لأن الجهاز العصبي ومركزه الدماغ يتميز في تنظيمه وبنائيته على الحيوان من حيث إن الدماغ الإنساني ينتظم بنائيا من مواضع أو مراكز تتفاعل مع بعضها البعض في نشاط كلي، وهو نشاط الدماغ، كما يتمايز هذا النشاط في نشاط نوعي، أي في نشاط كل مركز من مراكز الدماغ مثل مراكز الإحساس والتفكير والذاكرة واللغة وغيرها.

           وما دام من طبيعة الطفل الاستعداد الفطري للذكاء والإبداع الذي يكمن في صميم بناء الدماغ الإنساني، فعلينا إذن البحث في كشف هذه الطاقات الكامنة في الطفل، وحسن استثمارها سعيا إلى الوصول إلى المستوى الأمثل في تنمية طاقات الذكاء والإبداع لدى الأطفال. فالطفولة مرحلة حساسة ومواتية لتنمية الذكاء لدى الطفل، وهي الفترة المثلى لتنشيط نمو الذكاء الإنساني، ومن ناحية أخرى فإن النقص في توفير المثيرات والخبرات الملائمة لتنمية الذكاء لدى الأطفال قد يترتب عليه الفقد في الذكاء والفقد في نمو الإبداع، لأن هذه الطاقات في الطفولة تعطى مرة لا تتكرر.

           ونسأل: وماذا عن العلاقة بين الأطفال خارقي الذكاء والأطفال العاديين في محيط الأسرة . ألا يخلق ذلك مشكلة بينهم؟

          - يجيب د. طلعت: من أبرز سمات الطفل خارق الذكاء أنه يتميز بأنه طفل سريع التعلم، أي أن إيقاع التعلم عند هذا الطفل أسرع من غيره من الأطفال العاديين سواء في الأسرة بين إخوته أو بين زملائه في الفصل الدراسي، وتلك مشكلة ينبغي أن توضع في الاعتبار من ناحيتين، أولا: من ناحية مراعاة الوالدين والمعلمين، فلا ينبغي أن نطفئ جذوة هذا المصدر الفعال لنمو الطفل، فلابد أن نوفر له فرص التعلم والتثقف الذاتيين مما يثري حياة الطفل العقلية والانفعالية والاجتماعية. وثانيا: من ناحية مراعاة ألا يكون هذا الطفل الذكي السريع التعلم، مصدر إحباط لغيره من أقرانه العاديي الذكاء في الفصل، أو لأخوته في المنزل، بل يراعى التوازن في توزيع الخبرات المدرسية كخبرة عامة تتناسب إلى حد كبير مع مجموع الأطفال في الفصل، مع تقديم الرعاية الفردية التعليمية لهذا الطفل السريع التعلم.

           أيضا من السمات التي تحدد ملامح الطفل الذكي قدرته على إدراك العلاقة بين الأشياء، وقدرته على تشكيل علاقات جديدة، تحليل الموضوعات والقضايا إلى عناصرها، ثم إعادة التشكيل لهذه العناصر في أبنية جديدة، وقدرته على التفكير التجريدي والتعامل مع المجردات والمفاهيم المجردة.

           والطفل الذكي أيضا لديه القدرة على حل المشكلات. والقضية ليست في مستوى الذكاء، وليست في قضية البحث في تصنيف أو فرز الأطفال العاديين إلى مستويات متباينة للذكاء، لأن المعايير والأدوات التي نحكم بها على الذكاء من خلال الاختبارات والمقاييس النفسية رغم أهميتها، ينطوي سوء استخدامها على مشكلات خطيرة، فالذكاء مصدر من مصادر فطرة الطفل وطبيعته، وعلينا أن نكشف عن هذه المصادر، وأن نوفر الظروف والمثيرات والخبرات الثقافية والتعليمية والتربوية الملائمة لحسن استثمار وتوظيف هذه الطاقات الكامنة في الطفل، كل طفل.

تفكيره أكبر من سنه...

           ويتحدث د. إلهامي عبد العزيز بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، عن الأطفال الأذكياء، فيقول إن الأطفال الأذكياء والمبتكرين والمبدعين ما زالوا في المجتمعات النامية مفتقرين إلى الرعاية والعناية اللازمتين، فمعظم هؤلاء الأطفال في المدارس أو الفصول من الأطفال المشكلين (يسببون مشاكل للمدرس) لأن الطفل خارق الذكاء يلتقط المعلومة أسرع من زملائه، وفي هذه الحالة لا يحتاج إلى تكرارها، فإذا ما تكررت يكون عازفا عن الدرس منشغلا عنه، والنتيجة فكرة سيئة من المدرس عن الطفل.

           ولابد لنا من أن نهتم كل الاهتمام بالطفل الذكي، فنحن في حاجة إلى آباء ومدرسين على وعي بالتقاط الجوانب الإبداعية والابتكارية، والتعرف على هذه النوعية من الأطفال شديدي الذكاء في وقت مبكر حتى تتم رعايتهم والعناية بهم.

           ولاشك أن تدعيم وتنمية مثل هذه المهارات في الطفولة يخلق لنا عالما مخترعا، أما إهمالها فقد يؤدي إلى طفل متمرد على المجتمع.

           وعلى المنوال نفسه في محيط الأسرة، نحن في حاجة إلى أب وأم يستطيعان تنمية خبرات ومهارات أبنائهما من خلال اختيار الأداة أو اللعبة التي تتناسب وميول وقدرات الطفل، والتعامل مع هذا الطفل في إطار هذه القدرات مثلا: إذا وجدت لدى طفلي ميولا موسيقية، فلماذا لا أنميها من خلال توفير فرصة العزف. ولا شك أن الدول المتقدمة تدعم هذه الجوانب الابتكارية بعيدا عن التلقين والحفظ اللذين يدمران بقية الملكات لدى الطفل.

           * ونسأل: ولكن.. هل تنمية  قدرات الذكاء تحتاج إلى تدريب مستمر؟

          - تنمية القدرات تتم من خلال عمليات التعليم والتدريب، من خلال الاستثمار الأمثل في ضوء التعرف على خصائص النمو، وهذا مع الأسف ما ينقص غالبية أفراد المجتمعات النامية سواء على نطاق الأسرة أو المدرسة.

           ونستكمل حديثنا عن الطفل الذكي، ونرى أن ذكاء الشخص يستمر في النمو وفقا لغالبية الآراء حتى سن 21 سنة، ويستقر بعد ذلك في سن 25 سنة، ثم يبدأ في التدهور بعد هذه السن، وتنمية قدرات الطفل ينبغي أن نركز عليها في السن الصغيرة لأن سرعتها تكون كبيرة. ولا يفوتنا أن نشير إلى أن المعاملة الخاطئة للطفل الذكي قد تجعل منه طفلا جامحا فيستثمر هذا الذكاء فيما يضر المجتمع.

           وتتلخص ملامح الطفل غير عادي الذكاء ببساطة شديدة في قدرته على حل المشكلات بصورة تتشابه مع من هم أكبر منه سنا، فهو وفقا للمثل الشائع من يشاهده يقول: "تفكيره أكبر من سنه".

لا يوجد طفل غبي

          وللدكتورة ليلى عبد الستار، المدرسة في كلية التربية جامعة قناة السويس، رأي في هذا الموضوع، حيث ترى أن الذكاء بالنسبة للطفل فطري، فكل طفل يولد ولديه نسبة ذكاء، وهناك عوامل مثل البيئة والظروف الأسرية والمناخ المدرسي قد ترتفع بمستوى ذكاء الطفل، وقد تنخفض به.

           ونسأل: هل هناك علاقة بين العناد والقصور عند الطفل؟

          - تردد. ليلى: لا يوجد طفل غبي بطبيعته، بل قد يوجد قصور لديه. ففي فترة السنوات الخمس الأولى ينمو ذكاء الطفل بشكل سريع، وهنا نطلب من الأسرة أن توفر الوسائل والإمكانات لاستثمار ذكاء الطفل في هذه الفترة التي تعتبر أخطر مرحلة في تربية وتكوين الطفل، وهى مرحلة ما قبل المدرسة.

           وتظهر ملامح الطفل الخارق الذكاء في أكثر من ناحية:

          1 - من الناحية الاجتماعية في تعامله مع الأطفال حوله.

          2 - من الناحية العقلية، فهو طفل سريع البديهة، سريع الاستجابة، كثير الأسئلة، قوي الملاحظة.

           هذا الطفل من الناحية الشخصية يعتز بشخصيته، لديه نوع من الاستقرار الانفعالي، ذكاؤه يعطيه ثقة بالنفس.

          ولكن لا تستطيع كل أسرة أن تدرك أن طفلها خارق الذكاء، وهذا يعود إلى وعي الأسرة، وحين ندرك أن هذا الطفل ذكي لا يصح أن نحل له جميع مشكلاته، بل نسير معه بطريقة متسلسلة بحيث يصل لحلها بنفسه من أجل استثمار قدراته، ولكن في أثناء اهتمامنا بهذا الطفل الذكي لا ينبغي أن نغفل مراعاة الطفل الأقل ذكاء، فلابد أن نشعر هذا الطفل بأنه عادي جدا، وأنه ليس أقل من أقرانه ونحاول أن نعلمه كيفية الاعتماد على نفسه مما يزيد من ثقته بنفسه، ولا نحاول دائما أن نشعره بالنقص لديه، بل نحاول الاستفادة من قدراته في جانب معين. وأحدث النظريات في تربية المعاقين تنصح بأن تكون تربية الطفل المعاق داخل المجتمع أو مع الأسوياء حتى لا يشعر بأي نقص، فحين يميز الطفل خارق الذكاء قد يشعر الطفل الأقل ذكاء بالإحباط فيتقهقر بدلا من التقدم، فمن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض المدرسين تركيزهم على الطفل الذكي، حيث ينبغي أن يوجه اهتمامه للطفل المتفرد والطفل الذكي والطفل متوسط الذكاء والطفل ضعيف الذكاء بنسب متساوية.

يبرز نفسه بنفسه.

          ونسأل المدرسة نادية خضر، عن تجربتها من خلال الممارسة في مجال التعليم.

          - تجيب: إن الطفل خارق الذكاء نشيط جدا ومتحرك، بل سريع التنويع في تحركاته، كثير الأسئلة، يستفسر دائما عن السبب (لماذا؟ من أين هذا؟.. من هذا؟)، فهو يبدو واضحا جدا بين زملائه أو إخوته فهو ليس غامضا أو مختفيا ليكتشف بل إنه يهز نفسه بنفسه.

          ويقال إن قمة ذكاء الإنسان عموما تكون في السنوات الثلاث الأولى من حياته، حيث إنها مصحوبة بصفاء ذهني كامل. ولكن لا ينبغي أن نهمل ذكاء الطفل لأن ذلك قد يجره إلى استغلال ذكائه في أمور سيئة، فيستبدل بكل ما هو طيب شرا ويصبح شخصا هجوميا يؤذي الآخرين، بل ويؤذي نفسه.

          وهذا الطفل خارق الذكاء واجبنا نحوه يقتضي أن نميزه، ولكن بطرق مستترة غير واضحة لأخوته، فنوكل إليه مسئوليات ونستغل طاقة الذكاء لديه كأن يساعد أخاه أو أخته الأصغر أو يساعد أمه في المنزل وما إلى ذلك.

          كذلك في المدرسة فحاول تقييمه وتشجيعه بشكل مستتر، ونعهد إليه بمساعدة الضعفاء في فصله ومساعدة المدرس في تصحيح أخطاء الآخرين.. وبإمكاننا تنمية ذكاء الطفل من خلال الألعاب الخاصة، ولكن في حدود، فالطفل ضعيف الذكاء لا يصل أبدا في مستوى الطفل خارق الذكاء.

           وفي النهاية نود أن نوجه كلمتنا إلى كل مدرس عربي في مدرسته، وإلى كل الآباء في منازلهم: نرجوكم ألا تغفلوا حق الطفل خارق الذكاء في استغلال ذكائه، ولا تغفلوا أيضا حق الأطفال من حوله في المنزل أو المدرسة ممن هم دون مستواه العقلي في مراعاتهم، فقد يؤدي عدم مراعاتهم  إلى إصابتهم بالعجز أو الإحباط أو إلى إزعاجهم نفسيا أو إلى التقهقر، كما رأينا من خلال آراء أهل العلم والخبرة في مجال علم النفس والتربية.

شكرا

43
السلام عليكم

لان المواضيع كثيرة نوعا ما  و متنوعه عن اطفالنا  و لكي تسهل المعلومه لكل قأرى  .. ,

هنا  جميع المواضيع المتعلقه باطفالنا   :




http://olom.f2web.net/ib3....t=13502 الكذب الأبيض.. والكذب الأسود عند الأطفال





http://olom.f2web.net/ib3....t=13865  اللمس اغلى الحواس  { به فقرة عن اللـــمس و اطفالنا }




http://olom.f2web.net/ib3....4252كيف تتعامل مع طفلك؟



http://olom.f2web.net/ib3....أطفالنا والذكاء

44
السلام عليكم

احدث دراسه لمنظمه الصحه العالميه  تقول ان الكــــــآبة  هي عبارة  عن ازمه صحيه عالميه تتعمق  :  

 انها تصيب 150  مليون شخص     .. . ,
تقع في المنزله الرابــعه  من حيث التكاليف الاقتصاديه و الاجتماعيه التي تفرضها . . . ,
الولايات المتحدة الامريكيه  10 في المائه من سكانها  مكتئبــــــــــون     .. ,
روسيـــــــــــــــــــــــــا  كذلك  10 في المائه من سكانها  مكتئبــــــــــون     .. ,
المانيـــا  و الهـــنــد     ايضا  هما    10 في المائه من سكانهما  مكتئبون       , ,  ,
تركيا  4%      ,    هولندا  8%    ,   تشيلي 9 %      ..,  
50 في المائه ممن يعانون  الكـــــــــــــــــــــــــآبة  حول العـــالم لا يعالجون    . ,
40 في المائه  من البلدان لا تملك ســــياسة للصحه النفسية     ,, ,
اذا لم يتم كبح انتشار الكآبة  تتوقع  منظمه الصحه العالميه انها  ستتفوق على امراض الاسهال  وظروف ما قبل الولادة  من ناحية  " العبء المرضي  "  التكاليف الاقتصادية و الاجتماعية  لمرض ما  _ و تنتقل  لتحتل المركز الثاني بعد امراض القلب بحلول
عام 2020  م  . .  . ,
طبقا للدكتـــــــــــــــــور " ثي وي هو  " الاقتصادي في جامعه كاليفورنيا  فان الكـــآبه  عبر العالم  تكلف الدول  ما بين  ثلاثة و اربعه اضعاف  تكاليف  معالجة المشكلة   . . ,


يقول الطبيب النفسي  " رونالد كيسلر "  من كليه الطب في جامعه هارفارد    الذي  نشر نتائج  دراسه  منظمه الصحه العالميه  في دوريه  " ذا جورنال  اوف  امريكان ميدكال  اسوسييشين   "    هذا  الشهر    { يمكن للتاثير في حياة البشر ان يكون مدمرا  ان  مابين 15 و 20 في المائه   ممن يعانون يقدمون على الانتحار  كما ان الكـــآبة ترتبط بالسلوك شديد الخطورة و المجازفه   }     ..  ,

يقول خبير الصحة العامه " بول بولتون "  من كليه الصحه العامه في جامعه بوسطن  { ان المرض العقلي له تأثير عالمي في مقدرة الشخص على القيام بوظائفه فأنت  تصبح اقل قدرة على القيام بعمل الاشياء بدنيا او التفكير او التركيز  او اقامه العلاقات ومن هذة الناحيه فانه يؤدي الى العجز اكثر من خسارة طرف من اطرافك }     . . ,


يقول الكثير من خبراء الصــــــــحه النفــسيه ان العلاج الافضل  هو  :  
                    
                            " العلاج بالكــــــــــــــــــلام "  

العلاج بالكلام يأتي بنكهات متعددة لكن معظمها يركز على العلاقه ما بين المعالج و المريض حيث يمكن للاحاسيس المدفونه عميقا  او المحرمه تقليديا ان تظهر على السطح عبر الاحاديث  .. .   .  ,  


ان الكشف عن المشاعر المخبأة  هو الالية المركزيه للمعالجة   انه يشتت القنابل الموقوته للنفس الانسانية التي  يمكن لها ان تركت وحدها   انتوقد الالم و تثير الهواجس    . .. ,


ان المعالجه السلوكيه الادراكيه  بشكل خاص تركز على تحويل انماط تخريبيه محددة من التفكير  و تميزها نابع من اسلوبها  نحو الاهداف    .. . ,

بالمقارنه  مع المعالجة ذات التوجه النفسي التحليلي ذات الاسلوب الفرويدي  تتطلب عادة سنوات من التحليلات  .  . . , ,     ,


تكمن فائـــــــــدة  العلاج بالكلام انه يمكن ان يغير من استجابه الناس للاحداث الخارجية التي تحفز الكــــــــــآبة   ويمكن ان تكون هذة الاحداث  اغتصاب او موت فرد من العائله او حدوث  اي كــرب  اخر   .. ,,

تقول البروفيسورة  " هيلين مايبيرغ "  من كليه الطب في جامعه ايموري في اتلانتا  بعد مسح  ادمغه  مرضى يتناولون ادوية مضادة  و اولئك الذين يعالجون
بالكلام    " ان الطرف الثاني يخضع لتغيرات شديدة التخصص في مناطق العقل التي لا تمسها العقاقير  "       ..  ,

اذن اعزائي احذروا  القنابل  التي بكم  . .  ,
وفضفضوها  بالكلام قبل ان تنفجر بداخلكم   .. ,


شكرا

45
السلام عليكم

معرفه الله خشيته .. .  ,  
خشيته طاعته  ومن لم يطع ربه فما عرفه  و لو كتب المجلدات و المقالات والف النظريات في المعرفه الالهيه   ..  ,  

ولقد كان ابليس فيلسوفا  وعالما و مجادلا وكان يبهر الملائــكه بعلمه و فلسفته حتى لقد اسموة   طاووس العابدين  لفرط زهوة  بعلمه وعبادته  وقد ظل سبعين الف سنه يعبد و يتفلسف و يجادل  و الملائكه يتحلقون حوله يستمعون و يعجبون  . .  ,  ,       ,

لكن الله كان يعلم ان هذا المخلوق المختال المزهو   المتكبر  الذي يحاضر في المعرفه الالهيه هو اقل مخلوقاته معرفه به وان  كلامه لا يدل  على قلبه  . . ,
وانما سيد الادله  على المعرفه و عدمها هو السلوك عند الامر و النهي  { ساعه يتصادم الامر مع الطبع و الهوى ويجد المخلوق نفسه امام الاختيار الصعب }
وهذا هو ما حدث حينما جاء امر الله لابليس  بالسجود لآدم  فشق ذلك  على كبريائه و استعلائه وزهوة  وحينها  نسى  ماكان  يحاضر فيه منذ لحظات  . .  , ,  

نسي مقام ربــه  العظيم و جلاله و عظمته  ولم يذكر  الاانه مأمور بالسجود .. . ولمن  ؟  ؟
لبشر  من طين وهو المخلوق من نــــار  . . ,  
فرد الامر  على الآمــر  وجادل ربه  كأنه  رب مثله  ؟   . . ,

{ قال  انا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين }
{قال أأسجد  لمن خلقت طينا }    

وسقط ابليس مع اجهل الجاهلين فما عرف ابليس ربه حين جادله و حين رد الامر علية  . ..  ,

ولم تغني  النظريات التي كان يدبجها  ولا الحذلقات التي كان يبهر بها الملائكه و التي كان
يصور بها لنفسه  انه  سيد العارفين      ..  ,  

وابليس اليوم هو العقلانيه المزهوة المتكبرة في سلوك وفكر الانسان العصري الا ما رحم ربي    .. , ,    ,

انه الجهل والكبر وان تسمى  بأسماء جذابه  كالعلم و الفلسفة و الفكر  . . .  ,  ,  

الفلاح البسيط  الذي يطوف الكعبه باكيا مبتهلا عنده علم بالله  اكبر واعمق من علم دكتور السوربون  المتخصص في الالهيات    .. ,
وانا  ولا شك قد حشوت  رأسي  بكميه من المعارف الالهيه اكثر بكثير مما كان في رأس ابي    . .  ,
ولكني لا ارتاب لحظه  في انه عرف الله اكثر مما عرفته وانه بلغ سماء المعرفه  بينما انا ما زلت على ارضها  . . ,  

وانما سبقني ابي بالطاعه والتقوى و التزام الامر  ..  ,


وكما قلت  معرفه الله خشيته .. .  ,  
خشيته طاعته  ومن لم يطع ربه فما عرفه  و لو كتب المجلدات و المقالات والف النظريات في المعرفه الالهيه    ,,,   ,
وماكان الانبياء انبياء  بمعجزاتهم و خوارقهم   وانما   باستقامتهم و اخلاقهم    .. ,
ولم يقل الله  لمحمد  "  انك لعالم عظيم "   بل قال { وانك لعلى خلق عظيم }

ولقد كان " راسبوتين  "  يشفي المرضى و يتنبأ  بالمغيبات و يأتي بالخوارق و هو اكبر فساق عصرة   . ,  
و سوف ياتي المسيخ الدجال  فيحي الموتى و ينزل المطر و يشفى المرضى  ويأتي   الاعاجيب و الخوارق  فلا تزيد معجزاته الا دجــلا    . .     , ,,   ,

وما اكثر العلماء  اليوم ممن هم مع الابالسه   .,  
وما اكثر الجهال  " في الظاهر "  وهم سادة العارفين   ..  . . ,  

وما عرف ربه  من لم يبك على نفسه و على جهله وعلى تقصيرة  .. ,  
ولهذات يقول ربنا عن الاخرة   { خافضة رافعة }     لانها  سوف ترفع كثيرين ممن عهدناهم في الحضيض   وسوف تخفض كثيرين  ممن عددناهم من العليه   ..  ,
فلن يكون مع الله  الا الذين عرفوة   .. ,  
الذين عرفوة  هم اهل السلوك و الخشوع و التقوى   .. ,  
وسلوكك  هو شاهد علمك   و ليس الدبلوم او البكالوريوس  او  الجائزة التقديريه او  نيشان الكمال   من طبقه فارس الذي يلمع  على صدرك  . ..  ,  

شكرا

صفحات: 1 2 [3] 4 5 6 ... 17