عرض المشاركات
46
منتدى علم الطب / الحمى الشوكية
« في: مارس 24, 2002, 02:14:46 مساءاً »
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر هذا المرض من أخطر الأمراض، التي قد تؤدي للوفاة إذا تأخر التشخيص أو تأخر العلاج المناسب. يصيب هذا المرض عادة صغار السن وأحياناً الشباب وكبار السن، وخاصة في حالات الأوبئة. تحدث هذه الأوبئة عادة في أماكن التجمعات كالمدارس، والجامعات، ودور حضانة الأطفال، والسجون، والثكنات العسكرية.
يترافق موسم الحج - باعتباره من أكثر الأوقات ازدحاماً- بحالات أوبئة مرض السّحايا المخية الشوكية، حيث ينقل المرض إلى أماكن الحج من المناطق التي يتوطن فيها المرض كبعض الدول الأفريقية المعروفة بحزام التهاب السحايا، والتي تشمل على سبيل المثال: السودان، النيجر، تشاد، أوغندا، وساحل العاج.
يرجع ذلك إلى أن الحجاج القادمين من تلك المناطق فيهم نسبة كبيرة من حاملي جرثومة التهاب السحايا.
وخلال أيام الحج، وبوجود الزحام الشديد، تنتقل تلك الجراثيم إلى الحجاج الآخرين القادمين من مجتمعات لا ينتشر فيها المرض ومناعتهم ضعيفة نسبياً لهذه الجراثيم.
تبدأ الحالات في الظهور عادة مع نهاية موسم الحج، وحتى بعد عودة الحجاج إلى أوطانهم، وينقلونها بدورهم إلى أهلهم وذويهم.
يُعَدُّ حاملو المرض الأكثر خطراً لانتقال العدوى، لكثرة عددهم، ولعدم ظهور أعراض المرض عليهم.
يسبب هذا المرض جرثومة تموت بسرعة خارج جسم الإنسان وتتأثر بالحرارة ويوجد منها عدة مجموعات. فترة حضانة هذا المرض عادة من ثلاثة إلى سبعة أيام، ويستمر الإنسان معدياً حتى تختفي هذه الجراثيم من مفرزات أنفه وحلقه(بلعومه)، لأن الجرثومة عادة ما تكون موجودة في الغشاء الأنفي والفّمويّ عند حاملي المرض.
تكثر الإصابة بهذا المرض خاصة في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع.
أعراض المرض تبدأ عادة بشكل حمى وقشعريرة مع صداع شديد وتقيؤ وخمول وحساسية زائدة للضوء في العيْنيْن. في الأطفال، قد تكون التشنجات والحرارة أولى الأعراض. هناك علامات سريرية يستفيد منها الطبيب في تشخيص الحالة، كتصلب الرقبة وظهور طفح ونزيف على الجلد.
تشخيص الحالة يتم بفحص السائل النخاعي وزرعه بالإضافة لزرع الدم.
يبدأ العلاج مباشرة بعد تشخيص المرض، ويتكون من المضادات الحيوية خافضات الحرارة ومسكنات الألم، بالإضافة للراحة الكاملة والاهتمام بتغذية المريض.
أما عن مضاعفات المرض الممكنة فهي كثيرة ومن أهمها: الصمم والذي قد يحدث في 20% من الحالات. المضاعفات الأخرى هي: الصداع المتكرر، والصرع، الشلل (الفالج)، التشنجات، ضعف أو فقدان البصر، التخلف العقلي، صعوبة التعلم، استسقاء الدماغ. وفي الحالات الشديدة قد يحصل تموت (غانغرينا) في الأطراف.
الوقاية هي أسهل من علاج المرض عند حدوثه. تكون الوقاية بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة، قدر الإمكان، وعدم الكلام بصوت مرتفع (صراخ) أو السعال أو العطاس في وجوه الآخرين. كذلك من الضروري جداً التبليغ الفوري عند العلم بوجود إصابة بالحمى الشوكية، ومراجعة الطبيب لمعالجة المخالطين للحالة بالأدوية الواقية المناسبة (مضاد حيوي).
اللقاح الخاص بالحمى الشوكية يعتبر من طرق الوقاية الفعّالة، وخاصة قبل التوجه إلى المناطق التي قد يحدث فيها الوباء كموسم الحج، واللقاح متوفر وفعال جداً وقليل المضاعفات، لكن المناعة من المرض لا تدوم أكثر من سنتين، لذا يجب إعادة الجرعات كل سنتين لمن هم بحاجة للوقاية.
د. علي عبده نصر*
* استشاري طب الأطفال – مستشفى الملك خالد الجامعي وكلية الطب.
منقول
يعتبر هذا المرض من أخطر الأمراض، التي قد تؤدي للوفاة إذا تأخر التشخيص أو تأخر العلاج المناسب. يصيب هذا المرض عادة صغار السن وأحياناً الشباب وكبار السن، وخاصة في حالات الأوبئة. تحدث هذه الأوبئة عادة في أماكن التجمعات كالمدارس، والجامعات، ودور حضانة الأطفال، والسجون، والثكنات العسكرية.
يترافق موسم الحج - باعتباره من أكثر الأوقات ازدحاماً- بحالات أوبئة مرض السّحايا المخية الشوكية، حيث ينقل المرض إلى أماكن الحج من المناطق التي يتوطن فيها المرض كبعض الدول الأفريقية المعروفة بحزام التهاب السحايا، والتي تشمل على سبيل المثال: السودان، النيجر، تشاد، أوغندا، وساحل العاج.
يرجع ذلك إلى أن الحجاج القادمين من تلك المناطق فيهم نسبة كبيرة من حاملي جرثومة التهاب السحايا.
وخلال أيام الحج، وبوجود الزحام الشديد، تنتقل تلك الجراثيم إلى الحجاج الآخرين القادمين من مجتمعات لا ينتشر فيها المرض ومناعتهم ضعيفة نسبياً لهذه الجراثيم.
تبدأ الحالات في الظهور عادة مع نهاية موسم الحج، وحتى بعد عودة الحجاج إلى أوطانهم، وينقلونها بدورهم إلى أهلهم وذويهم.
يُعَدُّ حاملو المرض الأكثر خطراً لانتقال العدوى، لكثرة عددهم، ولعدم ظهور أعراض المرض عليهم.
يسبب هذا المرض جرثومة تموت بسرعة خارج جسم الإنسان وتتأثر بالحرارة ويوجد منها عدة مجموعات. فترة حضانة هذا المرض عادة من ثلاثة إلى سبعة أيام، ويستمر الإنسان معدياً حتى تختفي هذه الجراثيم من مفرزات أنفه وحلقه(بلعومه)، لأن الجرثومة عادة ما تكون موجودة في الغشاء الأنفي والفّمويّ عند حاملي المرض.
تكثر الإصابة بهذا المرض خاصة في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع.
أعراض المرض تبدأ عادة بشكل حمى وقشعريرة مع صداع شديد وتقيؤ وخمول وحساسية زائدة للضوء في العيْنيْن. في الأطفال، قد تكون التشنجات والحرارة أولى الأعراض. هناك علامات سريرية يستفيد منها الطبيب في تشخيص الحالة، كتصلب الرقبة وظهور طفح ونزيف على الجلد.
تشخيص الحالة يتم بفحص السائل النخاعي وزرعه بالإضافة لزرع الدم.
يبدأ العلاج مباشرة بعد تشخيص المرض، ويتكون من المضادات الحيوية خافضات الحرارة ومسكنات الألم، بالإضافة للراحة الكاملة والاهتمام بتغذية المريض.
أما عن مضاعفات المرض الممكنة فهي كثيرة ومن أهمها: الصمم والذي قد يحدث في 20% من الحالات. المضاعفات الأخرى هي: الصداع المتكرر، والصرع، الشلل (الفالج)، التشنجات، ضعف أو فقدان البصر، التخلف العقلي، صعوبة التعلم، استسقاء الدماغ. وفي الحالات الشديدة قد يحصل تموت (غانغرينا) في الأطراف.
الوقاية هي أسهل من علاج المرض عند حدوثه. تكون الوقاية بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة، قدر الإمكان، وعدم الكلام بصوت مرتفع (صراخ) أو السعال أو العطاس في وجوه الآخرين. كذلك من الضروري جداً التبليغ الفوري عند العلم بوجود إصابة بالحمى الشوكية، ومراجعة الطبيب لمعالجة المخالطين للحالة بالأدوية الواقية المناسبة (مضاد حيوي).
اللقاح الخاص بالحمى الشوكية يعتبر من طرق الوقاية الفعّالة، وخاصة قبل التوجه إلى المناطق التي قد يحدث فيها الوباء كموسم الحج، واللقاح متوفر وفعال جداً وقليل المضاعفات، لكن المناعة من المرض لا تدوم أكثر من سنتين، لذا يجب إعادة الجرعات كل سنتين لمن هم بحاجة للوقاية.
د. علي عبده نصر*
* استشاري طب الأطفال – مستشفى الملك خالد الجامعي وكلية الطب.
منقول
