Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - عبدالله علي

صفحات: [1] 2 3 4 ... 7
1
العبادة في الأساس تمثل علاقة الإنسان بربه، وتمد هذه العلاقة بعناصر البقاء والرسوخ غير أنها صيغت في الشريعة الإسلامية بطريقة جعلت منها ـ في أكثر الأحيان أيضاً ـ أداة لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وهذا ما نقصده بالجانب الاجتماعي في العبادة.

ففي العبادات ما يفرض بنفسه التجمع وإنشاء العلاقات الاجتماعية بين ممارسي تلك العبادة، كالجهاد، فانه يتطلب من المقاتلين الذين يعبدون الله بقتالهم ان يقيموا فيما بينهم العلاقات التي تنشأ بين وحدات الجيش المقاتل.

وفي العبادات ما لا يفرض التجمع بنفسه ولكن مع هذا ربط بشكل وآخر بلون من ألوان التجمع، تحقيقاً للمزج بين علاقة الإنسان بربه وعلاقته بأخيه الانسان في ممارسة واحدة.

فالفرائض من الصلاة شرعت فيها صلاة الجماعة التي تتحول فيها العبادة الفردية إلى عبادة جماعية، تتوثق فيها عرى الجماعة، وتترسخ صلاتها الروحية من خلال الممارسة إلى عملية اجتماعية كبيرة.

وحتى فريضة الصيام، التي هي بطبيعتها عمل فردي بحت ربطت بعيد الفطر، باعتباره الوجه الاجتماعي لهذه الفريضة، أو المشروع الخيري الذي يموّله من الزكاة مباشرة.

وهكذا نلاحظ ان العلاقة الاجتماعية تتواجد غالباً بصورة واُخرى، إلى جانب العلاقة العبادية بين الإنسان العابد وربه في ممارسة عبادية واحدة. وليس ذلك إلاّ من أجل التأكيد على ان العلاقة العبادية ذات دور إجتماعي في حياة الإنسان ، ولا تعتبر ناجحة إلاّ حين تكون قوة فاعلة في توجيه ما يواكبها من علاقات اجتماعية توجيهاً صالحاً.

ويبلغ الجانب الاجتماعي من العبادة القمة فيما تطرحه العبادة من شعارات تشكل على المسرح الاجتماعي رمزاً روحياً لوحدة الاُمة وشعورها بأصالتها وتميزها. فالقبلة أو بيت الله الحرام شعار طرحته الشريعة من خلال ما شرعت من عبادة وصلاة، ولم يأخذ هذا الشعار بعداً دينياً فحسب، بل كان له أيضاً بعده الاجتماعي بوصفه رمزاً لوحدة هذه الاُمة وأصالتها، ولهذا واجه المسلمون ـ عندما شرعت لهم قبلتهم الجديدة هذه ـ شغباً شديداً من السفهاء على حد تعبير القرآن، لأن هؤلاء السفهاء أدركوا المدلول الاجتماعي لهذا التشريع، وانه مظهر من مظاهر إعطاء هذه الاُمة شخصيتها وجعلها اُمة وسطاً.

----------------

'<img'> '<img'>

2
منتدى علوم الأرض / بدايات النفط مع الإنسان.
« في: فبراير 21, 2005, 01:06:48 مساءاً »
تعرف الإنسان على النفط من خلال ما تسرب منه على سطح الأرض. ووجد الإنسان أن هذه المادة السوداء تحترق إذا ما لامست النار. واستطاع الإنسان أن يستخدم النفط كوقود للطبخ والتدفئة لأول مرة في التاريخ في مناطق سواحل بحر قزوين وذلك لانعدام الفحم والأخشاب في تلك المناطق. كما تم استخدامه في البناء كما هو ملاحظ في جدران مدينة بابل المبنية بالإسفلت. واستخدمه أيضا في الحروب بوضعه في مقدمة الأسهم وإشعاله ثم رميه على الأعداء. وقد ذكرته الحضارة الفارسية واليونانية في القرن الخامس قبل الميلاد بأنه موجود في بلاد الرافدين والهند وإيران قرب بحر قزوين وكانت له أسماء كثيرة تختلف من منطقة لأخرى، فأحيانا يسمى زيت الصخور وأحيانا يسمى زيت الأرض. وقد تم العثور على رسومات للمصريين القدامى ترجع إلى 4000 سنة قبل الميلاد تبين استخدام المصريين للنفط كوقود لإعداد الطعام. كما استخدم الفراعنة النفط لحفظ موتاهم. واستخدم السومريون قبل 3000 سنة قبل الميلاد النفط كغراء لتثبيت الفسيفساء على الجدران. وقد تم العثور على كثير من بحيرات الإسفلت في أنحاء متفرقة في العالم كبحيرة بيتش في جزيرة ترينيداد والتي تعتبر اكبر بحيرة للإسفلت في العالم حيث تقدر مساحتها بنصف مليون متر مربع. وهذا الإسفلت تكون بعد أن تعرض النفط المتسرب من باطن الأرض للهواء والشمس وأصبح إسفلتا. كما توجد العديد من بحيرات الإسفلت في منطقة البحر الأحمر وتركمانيا وسخالين. ويعتقد أن الصينيين هم أول من استخدم الغاز الطبيعي وذلك قبل 900 سنة قبل الميلاد عندما استخدموا أنابيب شجر البامبو لنقل الغاز إلى بيوتهم. وقد دونت الكتب القديمة أن الاسكندر المقدوني رأى نارا مشتعلة تخرج من الأرض في عام 331 قبل الميلاد عندما كان في كركوك شمال العراق.

ولم يهتم الإنسان بالنفط إلا عندما استطاع إخراجه من باطن الأرض بكميات كبيرة. وقد ذكر الفيلسوف أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي والذي سافر إلى مدينة باكو في عام 957م لغرض معرفة كم من النفط تصدر مدينة باكو للمدن الأخرى؟. فجلس على جانب الطريق خارج مدينة باكو يعد القرب التي تحمل النفط على ظهور الجمال. وأوضح المسعودي بأن نفط باكو يعبأ في قرب من الجلد. ولما زادت الحاجة لهذا النفط المتدفق إلى السطح من باطن الأرض، زاد اهتمام الإنسان به وبدأ يطور التعامل معه فكان أول ما فعله الإنسان تجاه هذا النفط هو حفر أحواض في الأرض ليتجمع هذا السائل الأسود الخارج من الأرض بدلا من انسيابه حرا. ولاحظ الإنسان انه كلما جعل الحوض أعمق كلما تجمع نفطا أكثر. فعمد إلى توسعة الأحواض وحفرها أعمق، كمرحلة ثانية من التطوير حتى أصبحت الأحواض بعمق يتراوح من عشرة إلى عشرين مترا، وبهذا بدأ الإنسان أول عمليات إنتاج النفط. واستمر الحال هكذا حتى عام 1859 م عندما أقدم المهندس دريك من أمريكا بحفر أول بئر للنفط بعمق 69 قدما مستخدما التقنية المتوفرة آنذاك وفي نفس العام بدأ المهندس سيمونوف من روسيا بحفر بئر للنفط بنفس العمق تقريبا. إلا انه يعتقد أن الصينيين هم أول من حفر بئر للنفط في القرن الثالث قبل الميلاد حيث استطاعوا حفر ثقبا في الأرض وإدخال أنابيب شجر البامبو داخله لحمايته من الخسف.

ولقد ساهمت معظم الحضارات في تطوير الاستفادة من النفط عبر التاريخ، فالعرب هم أول من استطاع تقطير النفط واستخراج منتجات قابلة للاشتعال بسرعة، أمكن استخدامها في البيوت والشوارع. وان المغول أول من استخدم الأقداح التي تحتوي على النفط المشتعل كسلاح ضد الأعداء. وفي العصر الحديث يعتبر الألماني اكريكولا أول من درس خواص النفط ودون كيفية تكريره وقد تم ذلك في عام 1556 ميلادية. وفي عام1837 م تم إنشاء أول معمل تكرير في مدينة باكو على يد المهندس فوسكوبوتيلوف بينما أقيم أول معمل تكرير في أمريكا عام 1861م في مدينة تيتسفل في بنسلفانيا بأمريكا على بعد ميل واحد من البئر الذي حفره المهندس دريك والذي أنتج 2000برميل في السنة الأولى.

وقد واجهت هذه الصناعة الحديثة تحديات كثيرة في بدايتها كان من أبرزها كيفية تخزين النفط وكيفية نقله من الآبار إلى معامل التكرير. وفي معامل التكرير وبطبيعة الحال كان أول ما ينتج هو البنزين وكان يعتبر سائلا لا فائدة منه ويجب التخلص منه، وقد كان يرمى في البحر، مما أدى إلى كوارث إذ انه يشتعل بسهولة وسبب في اشتعال النار في البحر وحرق الكثير من القوارب. فلجأ الإنسان إلى حرقه للتخلص منه، وفي عام 1902م، تم حرق 70,000 طن من البنزين في مدينة جروزني وحدها للتخلص منه. واستمر الحال هكذا حتى تم تطوير محرك آلة الاحتراق الداخلي وبدأ استخدام البنزين كوقود لتشغيل هذا المحرك على يد الألمان. وبات الحقير بالأمس عزيز هذا اليوم إلى درجة أن البنزين أصبح أهم منتج للنفط على الإطلاق، وخاصة بعد أن بدأ التصنيع التجاري للسيارات.

فكان لزاما على الإنسان تطوير تقنية حفر وإنتاج النفط، واللجوء للدراسة والبحث العلمي، ولذا تقرر إدخال مناهج تقنية النفط لأول مرة في الجامعة وذلك في عام 1910م في جامعة بتسبرج بأمريكا. وقد منحت أول شهادة في هندسة البترول من جامعة بتسبرج في عام 1915م. وبدأت الجامعات في أنحاء العالم بتقصي مشاكل الحفر والإنتاج وبدأ التفكير لإيجاد وسائل لتحسين تطبيقات الحفر وتحسين تصميم البئر باستخدام المقاييس المناسبة للأنابيب ومنع التسرب. ومع اكتشاف المزيد من النفط بدأ التركيز على دراسة حقل النفط بدل التركيز على البئر الواحد. وأدت دراسة مواقع الحفر وتعيين المسافة بين البئر والآخر إلى ظهور مفهوم هندسة المكامن. واستطاع الإنسان أن يدرك أن حقول النفط تمتد تحت البحار كما هي تحت اليابسة، فظهرت إلى الوجود الصناعة البحرية للنفط، وبدأ الاستفادة من العلوم الأخرى لتطوير الصناعات البحرية للنفط فساهم علماء البحار في تطوير كثير من التقنيات، كدراسة ارتفاع الأمواج وقوتها، ليضعوا مع مهندسي النفط مستويات قياسية لتصميم زوارق ومنصات الحفر وسط البحار.

لقد كان الإنسان يستهلك من النفط ما يتسرب من باطن الأرض إلى سطحها، لكنه الآن وبفضل تطويره لتقنية الحفر استطاع الإنسان أن يخرج من باطن الأرض كميات من النفط لا تصدق. فبدلا من تصدير النفط من خلال قربة على ظهر جمل، أصبح النفط يصدر عبر سفن عملاقة تحمل مئات الآلاف من البراميل. وخلال المئة سنة الماضية استهلك الإنسان ما يقارب من 800 بليون برميل من النفط. ففي عام 1850م لم يكن إنتاج العالم من النفط شيئا يستحق الذكر. ولكنه في عام 1900 م بلغ 900,000 برميل في اليوم، وخلال 64 عاما فقط أي في عام 1964م قفز الإنتاج العالمي إلى 29 مليون برميل في اليوم. والآن يصل إنتاج العالم من النفط إلى حوالي 80 مليون برميل يوميا وأكثر من تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وكما كان النفط في السابق يستخدم في دهان القوارب وعلاج الحيوانات وكاسمنت للبناء، فانه اليوم ليس مصدرا للطاقة فحسب بل أيضا مصدرا لصناعة المطاط وكثير من أنواع النسيج، بالإضافة إلى صناعة الكثير من مستلزمات الحياة كالأدوية والأواني وغيرها. لذا يلعب النفط دور أساسي ومهم في حياة الإنسان الحديثة، وأصبحت منتجات النفط لا غنى عنها في هذا العصر، فالإنسان يتعايش معها في تنقلاته وطعامه وملبسه ومأواه وكذالك في أوقات المرح والفراغ. وأصبح إنتاج النفط واستهلاكه له تأثير كبير على الاقتصاد الوطني للمجتمعات ويتحكم في السياسة الدولية. وقد تبوأت الصناعة النفطية هذه الأهمية في وقت قصير، وأثرت كثيرا على نمط حياة الإنسان وتحكمت في طريقة المعيشة والكسب.

فالحضارة المعاصرة باتت تتوقف على النفط الذي لا يمكن تعويض ما يستهلك منه، وأصبح الإنسان وخاصة في الغرب أسير المنتجات النفطية إذ بدونها يتوقف كل شيء، فلا كهرباء ولا طائرات ولا سيارات ولا معامل ولا مختبرات ولا أجهزة كمبيوتر – ألا يستحق هذا التفكير في الترشيد في الاستهلاك لهذا الشريان الحيوي لحياة الإنسان على هذا الكوكب؟! كم هو رائع هذا الإنسان فهو الذي تمكن من خيرات هذه الأرض وتعلم وطور واستطاع عبر الزمن أن يجعل من هذا السائل الأسود طاقة هائلة قربت له المسافات واخترق بها جدر الفضاء وقهر بها الكثير من تحديات الطبيعة، وكم سيكون هذا الإنسان متألقا لو انه استخدم هذا النفط للأغراض السلمية ولم يستخدمه لقتل أخيه الإنسان وأمه الطبيعة.





 '<img'>  '<img'>

3
يولد الإنسان وتولد معه الكثير من القدرات والمواهب التي منحها الله عز وجل إليه، وبهذه القدرات يستطيع الإنسان أن يتحمل المسؤوليات الكبيرة، وينجز الأعمال الصعبة، ويساهم في إعمار الأرض، وتقدم البشرية، وبناء الحضارة.

وهناك جانبين مهمين فيما يتعلق بالقدرات وهما:
1- أنواع القدرات.
2- وسائل بناء القدرات.

أولاً: أنواع القدرات:
يمتلك كل واحد منا الكثير من القدرات والمواهب ويمكن الإشارة إلى أهمها ضمن الأنواع التالية:

1ـ القدرات العقلية:
تعتبر القدرات العقلية من أهم القدرات التي يمتاز بها الإنسان عن سائر المخلوقات، ومن أكثرها فائدة وإفادة، فبها يستطيع الإنسان أن يحلق في مدارج الكمال، ويرتفع إلى قمم العلى، ويتطور نحو المزيد من الرقي والتقدم.
وتتفاوت القدرات العقلية قوة وضعفاً من شخص إلى آخر، أو عند الشخص الواحد خلال مراحل حياته ـ تماماً كالقدرات الجسدية ـ فقد تقوى حتى تخترق بيئة الكون الكبير فتتعرف على مكوناته وتقف على أسرار قوانينه، وتسخر هذه المكونات والقوانين حسب الأهداف والحاجات التي يتوجه إليها صاحب هذه القدرات. وقد تضعف هذه العقلية حتى يعجز الإنسان عن فهم ما يجري في بيئته البيتية والإقليمية المحدودة فيسخره الكون وتتقاذفه الأحداث والأهواء. وقد تنطفئ هذه القدرات حتى لا يعود الإنسان يعرف من أمره شيئاً.

وقد أشار القرآن الكريم إلى مجموعة من القدرات العقلية مثل: قدرة العقل، وقدرة التدبر، وقدرة الفقه، وقدرة التفكر، وقدرة التذكر، وقدرة النظر، وقدرة الشهود، وقدرة الإبصار، وقدرة الحكمة.

قدرة العقل: تشير قراءتها إلى أنها القدرة على خزن المعلومات واسترجاعها وتوظيفها عند الحاجة إليها، وهي شاملة لجميع القدرات.

قدرة التدبر: فقد اقترنت الإشارة إليها بالقدرة على الربط بين المقدمات والنتائج، واكتشاف الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج. ومن امثلة ذلك قوله تعالى (افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها)
وقال تعالى ( افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).

التفكر: فهو قدرة تشير إلى استعمال المهارات العقلية كلها للوصول إلى الحقيقة. ولقد تكررت الإشارة إلى التفكر في تسعة عشر (19) موضعاً من القرآن الكريم.

التذكر: فهو قدرة عقلية تشير إلى القدرة على استرجاع الخبرة ورؤية جانب الصواب فيها.

النظر:  فهو قدرة عقلية تشترك معها قدرات السمع والبصر للكشف عن المجهول. ولقد تكرر ذكر قدرة النظر في القرآن عن الدعوة إلى النظر في مظاهر الكون عامة ومفصلة، وفي تكوين الإنسان ونشأته ومصيره.

الشهود: فهو قدرة عقلية تشترك معها القوة الجسدية كذلك ولكنها تختلف عن قدرة النظر في أن ثمراتها صائبة صحيحة.

الإبصار: فهو قدرة عقلية نافذة تساعد على دقة الفهم والتعمق في تحليل الظاهرة وكوامنها.

الحكمة: فهي قدرة عقلية على فهم العلاقات النظرية ومهارة عقلية ـ حسية قادرة على تحويل العلاقات المذكورة إلى تطبيقات عملية وتصويبها ورعايتها وهي تقابل الخبرة المتخصصة، والحكيم يقابل الخبير المتمكن في مصطلحاتنا المعاصرة.

وكل إنسان يولد مزوداً بهذه القدرات العقلية؛ ولكن يجب تنميتها ورعايتها والتدرب على استعمالها كي يمكن الاستفادة منها على أحسن وجه؛ و إلا فإنها قد تضعف إلى درجة قد تتحول إلى معوق للإنسان وسبب من أسباب تخلفه وشقائه وتعاسته. في حين يفترض أنها سبب من أسباب تقدمه، وعامل من عوامل الإبداع والابتكار والتطور لديه.

2ـ القدرات الثقافية:
يمتلك الإنسان الكثير من القدرات الثقافية، ونقصد بها القدرات التي ترتبط بعالم الثقافة ودنيا الفكر. ونشير إلى أبرزها وهي:

أ ـ الخطابة:
كل إنسان يمتلك لساناً ينطق به فهو قادر على أن يصبح خطيباً مفوهاًَ، وهذه القدرة مزروعة في الإنسان، فالقدرة على الكلام هي من صفات كل إنسان، ومن ثم فهو يملك القدرة على الخطابة.ولكن لكي يكون خطيباً يستلزم منه استثمار هذه القدرة وتنميتها مع توافر الشرائط الأخرى الرئيسة التي لا غنى عنها لأي شخص يروم للخطابة.

ب ـ الكتابة:
إن كل واحد منا يمكنه أن يكون كاتباً لأن الله عز وجل أعطاه القدرة على الكتابة؛ يقول الله تعالى:
(الذي علم بالقلم * علم الانسان مالم يعلم) ولكن هناك من ينمي لديه هذه القدرة، وهناك من لا يستفيد منها شيئاً. ولكي يكون الإنسان كاتباً ناجحاً لا بد من تنمية قدرة الكتابة والعمل على إتقانها جيداً، والتعرف على أبجديات الكتابة الصحيحة، وممارسة الكتابة بصورة عملية.

ولأن الكتابة وسيلة فعالة للتواصل مع الآخرين، وأداة متعددة الأهداف، لذلك يجب إتقانها بصورة محكمة تماماً من خلال الممارسة والتدريب، حتى تصبح من الوضوح والدقة والجاذبية ما يجعل القراء يبحثون عن كتابتك، ويتلهثون لقراءة كل جديد يخطه يراعك.

3ـ القدرات الاجتماعية:
ونقصد بها القدرات المرتبطة بالاتصال بالآخرين؛ كالقدرة على الاتصال الفعال بالناس، والتفاعل معهم، والقدرة على إقناع الآخرين بوجهة نظرنا، والقدرة على تكوين صداقات ناجحة، والقدرة على العمل الاجتماعي.

وامتلاك هذه القدرات وإتقانها عامل مهم من عوامل النجاح في حياتنا الخاصة والعامة، إذ تشير الدراسات إلى أن النجاح الذي يحققه الإنسان في حياته جزء يسير منه فقط (15% ) يعتمد على المهارات العملية أو المهنية المتخصصة، والجزء الأكبر (85%) يعتمد على البراعة الاتصالية.

وهناك سمات شخصية معينة تعتبر القاعدة المتينة التي تبنى عليها (البراعة الاتصالية ). ومن أمثلة هذه السمات: الثقة بالنفس، والحلم، والأناة، والصبر، والقدرة على استيعاب المخالفين، والشجاعة، وقوة الشخصية، ونفوذها على الآخرين؛ وهذه السمات بعضها فطري والبعض الآخر مكتسب، يكتسبها الإنسان من بيئته الاجتماعية عبر السنين عن طريق التعلم والخبرة والمراس. وتزيد من هذه السمات الشخصية تأثيراً وأهمية في حياة الإنسان شيئان رئيسان. الأول: قوة العلم والمعرفة. والثاني: قوة الدور أو الوظيفة. أما العلم والمعرفة فتعطي الإنسان مجالاً رحباً من التأثير الإيجابي على الآخرين، وتجعله أقدر على امتلاك قلوبهم وإقناعهم بوجهة نظره. وكذلك فإن الدور أو الوظيفة التي يمارسها الإنسان تعطيه قوة على التأثير والفعل والإرادة.

إن على كل من يروم النجاح أن ينمي القدرات الاجتماعية لديه،وأن يكون شخصية منفتحة ومرنة، ويحب الحديث مع الناس، ويتقن فن اكتساب الأصدقاء والمعارف، ويعرف بدقة استعمال مهارات الاتصال بالآخرين مما يجعله يؤثر إيجابياً عليهم، ويستفيد منهم في إنجاز عملية النجاح.

ثانياً: وسائل بناء القدرات:
توجد لكل نوع من أنواع القدرات وسائل وأساليب يجب اتباعها لتنميتها وبنائها. ولكن توجد أيضاً وسائل عامة تشترك فيها كل أنواع القدرات... من أبرزها ما يلي:

1ـ اكتشاف القدرات:
من أجل بناء القدرات يجب في البداية أن يكتشف كل واحد منا قدراته ومواهبه وميوله كي يستطيع بعد ذلك الاستفادة منها.

وبالرغم من أن الإنسان يولد وهو مزود بمختلف القدرات والمواهب إلا أن القليل من الناس من يكتشف هذه القدرات التي يملكها، ذلك أن معرفة الإنسان بمواهبه وقدراته وإمكانياته لا تواتي جميع الناس. بَيْدَ أن الذين استطاعوا أن يعرفوا ما يختبئ بداخلهم من كنوز وقدرات، وأن يسبروا أغوار شخصياتهم هم أقل القليل؛ إذ أن اكتشاف القدرات والمواهب يتطلب تدريبات شاقة ومستمرة، كما تحتاج إلى المزيد من التأمل والنظر في أعماق الذات.

فإذا ما أردت بناء قدراتك فإن الخطوة الأولى تتمثل في اكتشاف ما لديك من قدرات ومواهب وكنوز. ولتكن نصب عينيك دائماً هذه القاعدة: ( اعرف نفسك أولاً).

2ـ تنمية القدرات:
بعد مرحلة اكتشاف القدرات يجب العمل على تنمية هذه القدرات، ويتطلب ذلك وضع برنامج نظري وآخر عملي بهدف تنمية القدرات والمواهب عند الإنسان.

ففي كل إنسان قدرات ومواهب كامنة، وهي بحاجة إلى تنميتها من خلال تحويلها إلى واقع خارجي ملموس؛و إلا فإنها ستذبل وتضمر ولا يستفاد منها شيئاً.

ونستطع تشبيه الموهبة بقطعة ألماس لدى اكتشافها بين الصخور. إنها لا تختلف كثيراً عما حولها، ولابد من معالجتها بمهارة حتى يبدو بريقها واضحاً ناصعاً قوياً، وحتى يتسنى للناس الاعتراف بها بأنها معدن نفيس. فلا يكفي إذن أن تكتشف ما لديك من مواهب، بل إن ذلك الاكتشاف سوف يكلفك كثيراً حتى يتسنى لك إحالته من حال الكمون إلى حالة الواقع الفعلي البادي للعيان .

فمن يريد أن يكون خطيباً لابد أن ينمي لديه ( قدرة الخطابة ) عبر التدريب والممارسة، وتعلم أصول الخطابة، وكيفية إعداد محاضرة، وإتقان المهارات النفسية واللغوية التي يحتاجها الخطيب.

ومن يريد أن يصبح كاتباً بارعاً عليه أن ينمي لديه ( قدرة الكتابة) من خلال دراسة أصول الكتابة، وأنواعها، وعلومها. وأيضاً لابد من التدرب على الكتابة، وممارستها عملياً حتى يتحول إلى كاتب مرموق... وعلى ذلك قس بقية الأمثلة.

3ـ استثمار القدرات:
ونقصد بذلك أن يوظف ويستثمر كل إنسان قدراته ومواهبه بما ينفع نفسه، ويطور مجتمعه.

ومن أجل أن يبدع الإنسان في حياته عليه أن يركز على القدرات البارزة في شخصيته ويستثمرها بصورة علمية وعملية كي يستطيع تحقيق أهدافه وتطلعاته في الحياة.

وتكمن مشكلة الكثير من الناس في أنهم لا يستثمرون القدرات التي تقبع في داخلهم، ولا يوظفون المواهب التي يملكونها في صالح تقدمهم، ومنفعة أنفسهم، وتطور مجتمعهم. والنتيجة: ضمور تلك المواهب والقدرات، وضياع فرص النجاح، ومن ثم الانغماس في الشقاء والتعاسة!

وإذا ما أراد أي واحد منا أن يحقق النجاح تلو النجاح، والارتقاء إلى سلالم المجد، والارتفاع نحو قمم الإبداع والابتكار، فما عليه إلا أن يستثمر كل قدرة، ويوظف كل موهبة، ويغتنم كل فرصة... فهذا هو الطريق الأقصر نحو ( بناء الشخصية ) و(معرفةالذات).

'<img'> '<img'>

4
ابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين, ظهر اتجاه يرى أن التصورات العلمية ليست سوى (أدوات) جيدة للتعامل مع العلم وأنها لا تتسم بأي واقعية أكثر من غيرها من التصورات أو الأساطير. وهذا الرأي يمثل اتجاها أساسيا في فلسفة العلم المعاصرة يسمى (الأداتية) يتبناه علماء وفلاسفة مرموقون. ربما لا تجد في هذا التصور شيئا معقولا, ولكن إن شئت معرفة سبب نشأة ذلك الاتجاه الغريب, دعنا نتفحص معا أحد الأساطير العلمية المعاصرة, عالم العوالم المتعددة والاتصال عبر الكون والطاقة السالبة وعدم اليقين, عالم (ميكانيكا الكم).


إرفين شرودنجر

يعتبر (الإلكترون) أشهر جسيم يعمل طبقا لقوانين ميكانيكا الكم, فهو يمثل لفظا مألوفا بالنسبة لكل إنسان, حتى الأطفال الصغار - فالأجهزة (الإلكترونية) هي جزء أساسي من الحياة المعاصرة, ونحن نتعامل معها في كل مكان تقريبا. ولكن ما هو الإلكترون على وجه التحديد? فهذا أمر لا نعرفه, و(نحن) هنا لا نعني الإنسان العادي فقط, وإنما أيضا العلماء. فالإلكترون هو أحد الجسيمات التي تتكون منها الذرة, وهو يدور حول الذرة في مدار محدد على مستوى محدد, وقد استطاع العلماء أن يحددوا بدقة كتلة الإلكترون بالنسبة لكتلة الذرة. والإلكترون يمكن أيضا أن يوجد حرا في الفضاء على هيئة إلكترونات حرة أو أشعة. والتصور الطبيعي لمثل هذا الجسيم هو أنه جسيم مادي محدد الشكل, على هيئة كرة مثلا, وأنه يتحرك طبقا للقوانين الطبيعية مثل أي جسم طبيعي آخر. فيمكننا - مثلا - أن نتنبأ أين يوجد وفي أي اتجاه يتحرك وبأي سرعة, إذا عرفنا موقعه الحالي وسرعته واتجاهه, وذلك مثل أي جسم طبيعي آخر.


جهاز لتجارب الكم يولد ويقيس ومضات ضوئية مستقطبة ويمكن استخدامه في نقل المعلومات

ولكن الإلكترون يسلك في الواقع سلوكا مختلفا عن ذلك تماما, فإذا أطلقنا سيلا من الإلكترونات نحو حاجز به ثقب واحد وخلفه لوح حسّاس فسنجد أن هذا اللوح يضيء عند نقطة محددة تماما, كما هو متوقع, أما إذا استبدلنا ذلك الحاجز بحاجز آخر ذي ثقبين متجاورين فسنجد شيئا غريبا, وهو أن اللوح الحساس سوف يعطينا درجات من الإضاءة القوية والضعيفة فيما يعرف بظاهرة التداخل. فالإلكترونات في هذه الحال تسلك سلوك الموجات وليس سلوك الجسيمات. بل إنه إذا أسقطت الإلكترونات واحدا واحدا نجد أن نمط التداخل يظل موجودا, مما يعني أن الإلكترون الواحد قد مر خلال الثقبين في الوقت نفسه. والإلكترون يدور حول الذرة في مدارات محددة بمستويات طاقة معينة, فإذا انتقل إلى مستوى أعلى امتصّ وحدة من الطاقة (تسمى فوتونا), وهو ينتقل ما بين تلك المستويات دون أن يمر بالمسافة القائمة بينهما. والإلكترون لا يمكن معرفة مكانه وسرعته واتجاهه في الوقت نفسه. وذلك ليس بسبب عدم وجود أجهزة للقياس, وإنما بسبب أنه إذا عرفنا مكانه بدقة أصبحت سرعته غير محددة إلا بواسطة الاحتمالات, أما إذا عرفنا سرعته أصبح مكانه غير محدد, فهو يمكن أن يوجد في أكثر من مكان في الوقت نفسه.


أزواج الجسيمات دون الذرية تكون حرة في حالة عدم التشابك ومرتبطة ببعضها بصورة ثابتة في حالة التشابك

والإلكترون في النهاية ليس جسيما وليس موجة, وإنما له الصفات المشتركة للموجة وللجسيم, ولذلك يمكنك تخيّل الإلكترون في أي هيئة تحتمل الصفتين, سحابة - مثلا - تهتز موجيا أو مجموعة من الخيوط المتراكبة التي تهتز موجيا أو غلالة تتشكل موجيا, ولن تكون تصوراتك تلك بعيدة عن تصورات العلماء. المهم هو أن يفي تصورك هذا بمتطلبات المعادلة الرياضية الموجية التي تحكم الإلكترون, والتي اكتشفها العلماء من خلال التجارب العلمية. وهذه المعادلة العلمية, والتي تسمى بمعادلة شرودنجر, هي المعادلة الأساسية في علم (ميكانيكا الكم) والتي أضيفت إليها صياغات أخرى على يد ماكس بورن وفيرنر هايزنبرج ثم بول ديراك. وتتضمن المبدأ الشهير الذي صاغه هايزنبرج والمسمى بمبدأ عدم اليقين. وهو المبدأ القائل إن موضع وكمية حركة أي شيء (سواء كان إلكترونا أو بروتونا أو نيوترونا...إلخ) لا يمكن أن يتحددا بدقة في وقت واحد, فإذا تمكنا من قياس أحدهما أصبح الثاني غير محدد إلا بصورة احتمالية.

لا أحد يفهم ميكانيكا الكم.

 ربما أصابتك تلك المعلومات ببعض الحيرة والارتباك, لا بأس, فهذا يعني أنك قد بدأت تفهم ماذا تعني (ميكانيكا الكم). وهذه ليست دعابة, وإنما هذا هو رأي العالم الشهير جون أرشيبالد ويلر من جامعة برنستون وأحد أكبر منظري ميكانيكا الكم وتلميذ نيلز بور. ويؤكد ذلك العالم الشهير ريتشارد فاينمان المعروف بمشاركته في صياغة نظرية المجالات (الكمية) عام 1947 وبنظريته في (حاصل جمع التواريخ) لتفسير نظرية (الكم) حيث يقول: (أظن أنني يمكنني القول بأمان إنه لا أحد يفهم (ميكانيكا الكم). وقد سبق للعالم الشهير ألبرت أينشتين المعروف بنظريته (النسبية العامة) أن اعترض بشدة على (ميكانيكا الكم), أما دانييل جرينبرج, وهو عالم مرموق من سيتي كولج في نيويورك, فيذكر أن أينشتين سبق أن قال (إنه إذا كانت ميكانيكا الكم حقيقة, فإن العالم يكون قد جن), ثم يضيف, (حسنا, أينشتين كان محقا, فالعالم هو حقا مجنون). أما أنتوني زيلينجر من جامعة إينزبروك فيقول: (بالنسبة لي الهدف الأساسي من عمل التجارب هو بيان مدى غرابة الفيزياء الكمية. ويضيف: إن معظم الفيزيائيين غاية  في السذاجة لأنهم مازالوا يعتقدون في الوجود الحقيقي للموجات والجسيمات.


تمكننا نظرية المجال الكمية من تحليل التفاعلات دون الذرية وفي الصورة تقذف النواة ببروتون مكونة تفاعلا دون ذري  

ولم تصدر تلك الآراء عن علماء مرموقين لأسباب خاصة برؤاهم الشخصية أو وجهات نظرهم الذاتية, وإنما صدرت بناء على ظواهر علمية حقيقية عاينوها في المعامل وأنتجوها في حساباتهم النظرية, وبالرغم من تعقيد تجارب العلماء فإن الأمر يحتاج إلى فهم مبسط لبعض تلك التجارب حتى نستطيع أن ندرك سبب اتخاذ هؤلاء العلماء هذه المواقف. ولسوف نحاول في السطور التالية تبسيط إحدى التجارب المشهورة في ميكانيكا الكم وتسمى تجربة (E.P.R) حتى يتبين لنا بصورة مباشرة مدى غرابة حركة الأجسام حسب ميكانيكا الكم.

وتجربة (E.P.R.) ليست سوى امتداد لتجربة (الثقبين) المعروفة والتي يتم فيها تمرير الضوء (أو الإلكترونات) من خلال ثقبين في حاجز وسقوطه على لوح حساس, وهي التجربة التي كان أول مَن قام بها هو توماس يونج في أوائل القرن التاسع عشر, وأثبت من خلالها أن الضوء يتكون من موجات. وقد سميت تجربة (E.P.R.) بهذا الاسم حسب الحرف الأول لأسماء ثلاثة علماء اعترافا بفضلهم, وهم: ألبرت أينشتين   وبوريس بودولسكي وناثان روزن. ولكن بدلا من استخدام ثقبين لتقسيم أشعة الضوء, يتم استخدام جهاز لتقسيم الأشعة عبارة عن مرآة من الزجاج المصقول بالفضة, بحيث يعكس 50% من الأشعة بالضبط, ويمرر النصف الباقي. بالإضافة إلى ذلك, فإن أجهزة الاستقبال الحديثة يمكنها إظهار الفوتونات الفردية (وهي التي يتكون منها الضوء) حينما تسقط على الجهاز, حيث تضيء في نقطة معينة في وقت محدد مثل الجسيمات.

ولهذه التجربة مراحل عدة مصممة لبيان الظواهر الغريبة لميكانيكا الكم, ففي المرحلة الأولى مع إرسال ومضة ضوئية تنقسم الأشعة إلى قسمين وتسير بواسطة مرايا خاصة في مسارين مختلفين, ثم تلتقي عند جهاز الاستقبال مكونة درجات من الإضاءة القوية والضعيفة فيما يعرف بـ(نمط التداخل). وظهور نمط التداخل هو دليل على أن الفوتون الضوئي يتصرف على هيئة موجة, وأنه ينقسم في المسارين في الوقت نفسه, إذا تحدد مساره (وهي الحال الطبيعية) يتصرف كجسيم. أما إذا أتيحت له الفرصة لأكثر من مسار يتصرف باعتباره موجة.

 وفي مرحلة ثانية, اقترح جون ويلر إضافة ما أسماه بالاختيار المتأخر, وذلك بإضافة جهاز كهربائي لأحد المسارين يمكن تشغيله متأخرا بعد مرور الفوتون الأصلي على جهاز الأشعة, بحيث يحول مسار الفوتون الجزئي إلى جهاز استقبال جانبي آخر. أي أن تشغيل الجهاز يتم في الفترة الزمنية ما بين سقوط الفوتون الأصلي على جهاز تقسيم الأشعة, ووصوله إلى جهاز الاستقبال الأول (وهي فترة زمنية ضئيلة جدا). ففي تلك الفترة يكون الفوتون قد مر على جهاز تقسيم الأشعة وتصرف على أنه موجة كما هي الحال في التجربة الأصلية, ولذلك يفترض أنه لا يمكن تغيير حالته بعد ذلك. ولكن عند إجراء التجربة وتشغيل جهاز تحويل المسار لأحد جزأي الفوتون بحيث يسقط على جهاز استقبال آخر, يتصرف الفوتون على أنه جسيم فلا ينقسم, ويذهب إما إلى المسار الأول الأصلي أو إلى المسار الثاني الجانبي, وإذا تم إيقاف جهاز التحول, متأخرًا, يعود الفوتون إلى وضع الموجة وينقسم إلى جزأين, بحيث يلتقي الجزآن مرة ثانية على جهاز الاستقبال الأصلي.

والمشكلة هي أننا نقوم بتشغيل جهاز تحويل المسار بعد أن يكون الفوتون قد مرّ على جهاز تقسيم الأشعة وتحددت طبيعته, ومع ذلك فإن الفوتون يأخذ القرار بالتصرف على هيئة الموجة أو على هيئة الجسيم متأخرا بعد تشغيل الجهاز أو إيقافه. فكيف يعرف الفوتون أننا (سوف) نقوم بتشغيل جهاز التحويل بحيث يختار الاختيار الصحيح بين التصرف كجسيم أو كموجة قبل قيامنا بتشغيل الجهاز فعلا. في هذه التجربة, يبدو أن الفوتون يتصرف كما لو كان مجرد التهديد بأننا يمكننا أن نحدد مسار كل من جزأي الفوتون, من خلال تشغيل جهاز التحويل, يؤدي إلى اتخاذ الفوتون لحالة الجسيم.

وفي مرحلة ثالثة بين فريق بقيادة ماندل من جامعة روشستر أنه يمكن إجبار فوتون ليتحول من الحال الموجية إلى الحال الجسيمية, وذلك من خلال جهاز مخفض للطاقة يمكنه أن يقسم الفوتون الواحد الذي له طاقة محددة إلى فوتونين ولكل منهما نصف الطاقة. وعند مرور الفوتون بهذا الجهاز ينقسم إلى نوعين, واحد يسمى الفوتون الإشاري والآخر يسمى الفوتون الخامل, وعندما تمر ومضة الضوء على مقسم الأشعة تنقسم إلى مسارين ثم يمر كل منهما على مخفض الطاقة, فينقسم مرة أخرى إلى إشاري وخامل, وفي النهاية يوجه كل مسارين معا بحيث يضم الإشاريين معا والخاملين معا, فينتج الفوتونان الإشاريان فقط نمط التداخل. ولكن على الرغم من الانفصال التام بين هذين المسارين في النهاية, فإنه إذا عطل العلماء مسار الفوتونات الخاملة يختفي نمط التداخل الخاص بالموجات الإشارية ويستبدل بنمط الجسيمات.

والمشكلة في هذه الحال هي أن الفوتون يجب أن يقرر اتخاذه للصورة الجسيمية أو الصورة الموجية فور سقوطه على مقسم الأشعة, فكيف يعلم بعد ذلك أننا قد عطلنا المسار الآخر والمنفضل عنه تماما حتى يقرر اتخاذ حال الجسيم. بل وأكثر من ذلك, فالمعروف أن محاولة قياس حركة الجسيم تؤثر على حالته, ولكن أثبت بعض العلماء في مرحلة تالية من هذه التجربة أنه يمكن محو آثار القياس على الجسيم فيتصرف كأنها لم تحدث بعد أن حدثت. وعلق على ذلك ادوين جاينس من جامعة واشنطن, وهو من العلماء المرموقين, في بحث له أن هذه العملية تشبه نوعا من تحضير الأرواح في القرون الوسطى.


يمكن تصور أي جسيم في الذرة على أنه خيط أو غشاء أو غمامة بحيث تفي بمتطلبات معادلة شرودنجر

التشابك والاتصال الآني عن بعد.

ولكن عجائب ميكانيكا الكم لاتنتهي, فهناك لغز رئيسي لم يستطع أحد أن يفسّره حتى الآن, وهو ظاهرة الترابط. فهذه الظاهرة تكشف عن إمكان وجود اتصال ضمني بين أجزاء الكون عبر مسافات شاسعة من الزمان والمكان. فمن حيث المبدأ يمتلك كل فوتون زاوية استقطاب باعتباره موجة, ويمكن التأثير على الفوتون بحيث تتغير تلك الزاوية.

وفي تجربة تمت في هيئة الإشارات والرادار بإنجلترا تم إرسال زوج من الفوتونات في اتجاهين معاكسين من جهاز خاص يجعل الفوتونين مرتبطين من حيث زاوية الاستقطاب والعزم. وتم توجيه كل منهما إلى جهاز استقبال مختلف حيث يظهر على كل منهما نمط التداخل, وبإجراء القياس على أحد الفوتونين تبين أن الفوتونين يظلان مرتبطين كل منهما بالآخر بطريقة ما محيّرة تماما. وبمقتضاها فإن التأثير على زاوية الاستقطاب في أحد الفوتونين يؤثر لحظيا في قيمة تلك الزاوية عندما يجري القياس على الفوتون الآخر. والنقطة الحاسمة هي أن النتيجة الموجودة لأحد الفوتونات تحدد في الحال النتيجة التي يجب أن توجد في الفوتون الآخر, لأن نتائج القياسات على كل من الفوتونين مترابطة بصورة رياضية دقيقة. ولا يتأثر ذلك الارتباط بالمسافة بين الفوتونين. فمن الناحية النظرية سيظل ذلك التأثير قائما حتى لو أصبح أحد الفوتونين في أحد جانبي المجرة والآخر في الجانب الآخر منها. وتنطبق هذه الظاهرة هي الأخرى على أي منظومة (كمية) تخضع لقوانين ميكانيكا الكم, مثل مكونات الذرة المختلفة.

ولأن هذه التجربة تبين, من الناحية النظرية, أن التأثير على أحد الأجسام (الكمية) يؤدي إلى التأثير على الجسم الآخر (آنيا), فإن هذه الظاهرة تعد نوعا من الاتصال عبر المكان والزمان. ولأن الإشارات التلغرافية (صفر وواحد) يمكن تحويلها إلى رسائل ذات معنى, فإن هذه الظاهرة يسميها بعض العلماء بظاهرة (تليفون E.P.R).

وأكثر من ذلك فتخبرنا نظرية الكم أن ما نتصوره على أنه فضاء (خاو) في الواقع لا يمكن أن يكون خاويا بالكامل, لأن هذا سيعني أن كل المجالات, مثل مجالات الجاذبية والكهرومغناطيسية يجب أن تكون صفرا بالضبط, والمجال يحدد في ميكانيكا الكم من خلال قيمته (طاقته) ومعدل تغير تلك القيمة. وطبقا لمعادلة شرودنجر ومبدأ عدم اليقين إذا زادت دقة ما نعرفه عن أحد تلك المقادير قلت دقة ما نعرفه عن المقدار الآخر. وهكذا فإنه في الفضاء الخاوي لا يمكن للمجال أن يكون ثابتا عند الصفر بالضبط. وذلك لأنه يجب أن يكون ثمة قدر أدنى من عدم اليقين, أو تذبذبات للكم بالنسبة لقيمة المجال. ويمكن للمرء أن يتصور هذه التذبذبات كأزواج (سالبة وموجبة) من جسيمات الضوء والجاذبية تظهر معا في وقت ما وتتحرك منفصلة ثم تلتقي معا ثانية ويفني أحدهما الآخر. وهذه الجسيمات هي جسيمات تقديرية (أي حسابية فقط), ولا يمكن رصدها مباشرة بواسطة كشاف الجسيمات. ولما كان من غير الممكن استحداث الطاقة من لا شيء, فإن أحد الشريكين من أزواج الجسيمات سيكون له طاقة موجبة وللآخر طاقة سالبة.

وفي واقع الأمر, لا أحد يفهم معنى أن تكون الطاقة سالبة, ويرى بعض العلماء أنه إذا أمكن اقتناص طاقة سالبة, فإنه سيمكن من حيث المبدأ تصميم آلات تعمل للأبد دون الحاجة لطاقة خارجية. وقد تم إثبات وجود الطاقة السالبة من خلال تفسير الظاهرة المشهورة المسمّاة ظاهرة كاسيمير. فقد بيّن العالم الهولندي عام 1948 كيف أن وجود صفيحتين معدنيتين متوازيتين غير مشحونتين بمقربة شديدة من بعضهما يعدل تأرجحات الفراغ مما يجعلهما تتجاذبان. وتبين من الحسابات أن تقاربهما الشديد يؤدي إلى نشوء طاقة سالبة تزداد شدة كلما ضاق الحيز بينهما.

التراكب وانهيار الدالة الموجية.

وزيادة في الغموض, ربما, تعتبر ميكانيكا الكم هذه, التي لا يفهمها أحد, أنجح نظرية علمية في تاريخ العلم. فميكانيكا الكم, من خلال مفاهيم عدم اليقين والدالة الموجية نجحت في التنبؤ بوجود المادة المضادة, وفي فهم النشاط الإشعاعي (الذي قاد إلى الطاقة النووية), وفي شرح سلوك المواد كأشباه الموصلات (المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر), وفي تفسير الموصلية الفائقة, وفي توصيف التفاعلات التي تحدث بين الضوء والمادة (الذي قادنا إلى اختراع الليزر), والتفاعلات بين الموجات الراديوية ونويات الذرات (والتي أدت إلى التصوير بالرنين المغناطيسي), وغير ذلك الكثير من الإنجازات العلمية.

واللفظ ميكانيكا يعني دراسة حركة الأجسام, ونظرا لأن الأجسام دون الذرية تكتسب طاقة وتطلقها على هيئة وحدات محددة من الطاقة أو (كمات), سميت دراسة حركة الأجسام دون الذرية باسم (ميكانيكا الكم). وليس الفوتون فقط هو الذي يتصرف بصورة جسيمية - موجية, وإنما كل مكونات الذرة. والمشكلة في الصورة الموجية هي أن حركة الجسيم لا تتحدد في هذه الحال إلا بشكل احتمالي. والصورة الاحتمالية, بحسب معادلة شرودنجر, تتضمن أن الجسيم يمكن أن يوجد في أكثر من موضع في آن واحد نتيجة تركيب الحالات المتعددة المحتملة للجسيم.

وقد بيّن شرودنجر أنه إذا كانت الأشياء الميكروسكوبية, كالذرات, تتراكب بهذا الشكل الغريب, فلابد إذن أن تنهج الأشياء الميكروسكوبية (الكبيرة) النهج ذاته. ونظرا لأنه من الواضح أن الأشياء الكبيرة الحجم كالمجلة التي تقرؤها مثلا, أو منزلك, أو سيارتك...إلخ, لاتوجد في أكثر من موضع في آن واحد أصبح من الضروري تفسير المشاهدات التجريبية التي أنتجت معادلة شرودنجر تفسيرا مرضيا. وقد حاول شرودنجر أن يقدم مثلا واقعيا على تلك المشكلة, فطرح فكرة (تجربة القطة) المشهورة. وفي تلك التجربة يقتل جهاز ما قطة موضوعة في صندوق مغلق عندما تتحلل ذرة ما إشعاعيا. ولأنه عند زمن نصف العمر تكون الذرة من وجهة نظر ميكانيكا الكم متحللة وغير متحللة في الوقت نفسه, فإنه بعد هذا الزمن تكون القطة حية وميتة في الوقت نفسه.

ولتفسير التناقض بين ما تطرحه النظرية من تعدد الحالات للجسيم الواحد في الوقت نفسه, وتسمى التركيب (أو التراكب), وبين تحدد الجسيم بحال واحدة عند الملاحظة أو القياس طرحت عدة تصورات, وكل تلك التصورات هي بصورة أو بأخرى تصورات غير معقولة. والتفسير الأول هو تفسير كوبنهاجن, وهو الاتجاه الذي كوّنته مناقشات نيلز بور وفيرنر هايزنبرج في عشرينيات القرن الماضي. وهذا التفسير مبني على أساس أن الملاحظة تؤدي تلقائيا إلى انهيار الدالة الموجية, فيرى المراقب الجسيم في حال محددة. وهذا التفسير يعني أن الواقع في ذاته متراكب, وأن القطة في الحقيقة حية وميتة في الوقت نفسه, وأن ملاحظة القطة عند فتح الصندوق هي السبب في تحديد حالتها سواء حية أو ميتة. وأن السبب في أننا لا نرى حالات التراكب تلك في الواقع المعيش هو أننا نلاحظ الأشياء من حولنا فتتحدد حالتها. وفي الحال العادية تحكم الدالة الموجية (معادلة شرودنجر) حركة الجسيم وتسمى حال التراكب (أي تعدد الحالات في الوقت نفسه), وفي حال الملاحظة تصبح حال الجسيم محددة, وتسمى بانهيار الدالة الموجية.

..............................................................

التطور التاريخي لميكانيكا الكم.

- يبدأ تاريخ ميكانيكا الكم في 14/12/1900 حينما نشر ماكس بلاك بحثا عن الطيف الضوئي الصادر عن جسم أسود ساخن حتى التوهج, وتضمنت حساباته فرضية غريبة هي أن الطاقة الناتجة تصدر على هيئة وحدات أو كميات محددة, سميت (كمات).

- في عام 1905 نشر أينشتين بحثا عن الظاهرة الكهرومغناطيسية, مبينا أن الضوء وكل الأشعة الكهرومغناطيسية تنتقل من خلال (كتل) متميزة تسمى فوتونات.

- في عام 1913 فسر نيلز بور تكوين الذرة على أساس أن الإلكترونات تدور حول النواة على مستويات معينة ولا تفقد طاقة إلا حينما تنتقل من مدار أخفض مطلقا فوتونا.

- في عام 1923 اقترح لويس دي بروي أن الإلكترونات وغيرها من الجسيمات تسلك سلوك الموجات المستقرة.

- في عام 1925 طرح باولي مبدأ الاستبعاد والذي يبين أنه لا يمكن لأي جسيمين لهما نفس الحالة الكمية أن يوجدا في المستوى الطاقي الكمي نفسه.

- في عام 1926 قدم ارفين شرودنجر الوصف الرياضي للمعادلة الرياضية لميكانيكا الكم.

- في عام 1927 قدم هيزنبرج مبدأ عدم اليقين وطور مع ماكس بورن وباسكال جوردان صياغة مكافئة لمعادلة شرودنجر.

- في عام 1928 قدم بول ديراك المعادلة العامة لميكانيكا الكم, التي تأخذ النسبية وقيمة اللف في الاعتبار وسميت معادلة الإلكترون.

- في عام 1932 اكتشاف الإلكترون المضاد.

- في عام 1947 اكتشاف (نظرية المجال الكمية المعاد تسويتها), على يد فاينمان وشفينجر وتوموناجا ودايسون, والتي مكنت العلماء من حساب التفاعلات بين الفوتونات والإلكترونات بصورة دقيقة.

- في عام 1964 طرح موراي جيلمان نظرية (الكوارك) لتفسير البناء الداخلي للذرة.

- في عام 1969 قدم عبدالسلام وفينبرج نظرية للتوحيد بين القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة.

- وفي 22 أبريل عام 1994 تم الإعلان عن اكتشاف آخر الكواركات المفترض وجودها في بناء المادة, وهو كوارك القمة, وهو يعد آخر وحدة من الوحدات الداخلة في بناء المادة حسب النموذج المعياري للذرة, وتعدت الجسيمات المكتشفة السبعمائة جسيم.

تصورات مستقبلية وخيال علمي.

- علم المعلوماتية الكمي: وهو معتمد على ظاهرة التشابك, ويتيح صناعة أجهزة كمبيوتر أسرع بكثير من الأجهزة الحالية, وتوليد مفاتيح شفرات مطلقة المناعة ضد التنصت, ونقل الحالات الكمية عن بعد (نقل المعلومات).

- تطبيقات الطاقة السالبة: يرى بعض العلماء أن الطاقة السالبة يمكن أن تؤدي إلى تكوين أنفاق في الكون تمكننا من السفر عبر المجرات, وإلى صنع آلات دائمة الحركة, وتكوين ثقوب سوداء في حجم الذرة.

- تكنولوجيا النانو والآلات الجزيئية: لأن التحكم في الذرة أصبح ممكنا, فإن العلماء يعتقدون أنه سيصبح ممكنا تركيب آلات وتروس من عدة ذرات فقط. وربما يمكن برمجة تلك الآلات لالتقاط الجزيئات من البيئة وإعادة نسخ نفسها بحيث تتكاثر مثل الكائنات الحية, ولذلك ستكون بلا تكلفة تقريبا وتنجز أشياء هي في عداد المعجزات حاليا.

- الموصلات الفائقة عند درجة الحرارة العادية: يعتبر الفيزيائيون أن التوصل إلى هذه المواد هو بمنزلة التوصل إلى حجر الفلاسفة. فالمواد الفائقة التوصيل تؤدي إلى توصيل التيار الكهربي من دون مقاومة ولا تحتاج إلى تبريد. ويؤدي هذا النوع من المواد إلى توفير الطاقة بشكل كبير جدا حيث يستهلك معظمها في مقاومة التوصيل. ولذلك سيمكن إنتاج أجهزة كمبيوتر أصغر وأسرع وتطوير قطارات تسير بالقوة المغناطيسية رخيصة التكلفة.. إلخ.

- توليد الطاقة بواسطة الاندماج النووي: يعتقد العلماء أنه سيمكن في المستقبل المنظور إنتاج طاقة الاندماج النووي بسعر رخيص, وبالتالي سيمكن استخدام ماء البحر لإنتاج الطاقة. ويقدر الفيزيائيون أن لدينا ما يزيد على مليون سنة من طاقة الاندماج النووي.

- تطور تكنولوجيا الليزر: سيؤدي تطور تكنولوجيا الميكروليزر إلى إمكان صناعة وتطوير الكمبيوتر البصري, وصنع تلفزيون ثلاثي الأبعاد على شكل كرة بللورية أو شاشة حائطية ذات ثلاثة أبعاد.

- تطوير الطاقة من الأشعة الشمسية: وهي العملية التي تعتمد على الخلايا الشمسية, ويقدر العلماء استمرار النجاح في تطوير تلك الخلايا بحيث تغطي تلك الطاقة 60% من كهرباء العالم بحلول عام 2025.

5
منتدى علم الفيزياء العام / حقيقة السفر في الزمان.(*)
« في: يناير 17, 2005, 10:39:04 مساءاً »
هل يمكننا أن نسافر إلى الماضي, أو نرحل إلى المستقبل? سؤالان أجابت عنهما أساطير الشعوب وقصص الخيال العلمي. لكنهما لم يكونا أبدًا بعيدين عن اهتمام البحث العلمي المتقدم.


الثقب الدودي

 في عام 1971 قام العلماء بتجربة حول نسبية الزمان, فتم وضع أربع ساعات ذرية من السيزيوم على طائرات نفاثة تقوم برحلات منتظمة حول العالم, في اتجاهات شرقية وغربية. وبمقارنة الأزمنة التي سجلتها الساعات على الطائرات مع الزمن الذي سجل بمرصد البحرية الأمريكية, وجد أن الزمن المسجل على الطائرات أبطأ منه على الأرض بفارق ضئيل يتفق مع قوانين النسبية الخاصة. وفي عام 1976 وضعت ساعة هيدروجينية في صاروخ وصل إلى ارتفاع 10000 كيلومتر عن سطح الأرض, حيث أصبحت الساعة على الصاروخ في مجال جاذبي أضعف منه على سطح الأرض. وقورنت إشارات الساعة على الصاروخ بالساعات على الأرض, فوجد أن الساعة على الأرض أبطأ منها على الصاروخ بحوالي 4.5 جزء من عشرة آلاف مليون من الثانية, بما يتفق مع تنبؤات النسبية العامة بدقة عالية. والساعة الهيدروجينية الحديثة تعمل بدقة يعادل فيها الخطأ ثانية واحدة في كل ثلاثة ملايين سنة. وهذه القياسات تثبت - بلاشك - الظاهرة المعروفة (بتمدد) الزمن, والتي تعد أهم تنبؤات النظرية النسبية. فالتجربة الأولى تثبت أن الزمن (يتمدد)  كلما ازدادت سرعة الجسم, أما التجربة الثانية فتثبت أن الزمن (يتمدد) إذا تعرض الجسم لمجال جاذبي قوي.


ماكس بلانك (1858- 1947)

و(تمدد) الزمن في هذا السياق ليس مفهومًا فيزيائيًا نظريًا خاصًا بالأجسام الدقيقة دون الذرية, وإنما هو (تمدد) حقيقي في الزمن الذي يحيا فيه الإنسان. فلو زادت سرعة إنسان ما (في سفينة فضاء مثلا) إلى حوالي 87% من سرعة الضوء, فإن الزمن يبطؤ لديه بمعدل50%. فلو سافر على السفينة لمدة عشرة أعوام - مثلا - فسيجد ابنه المولود حديثًا قد أصبح عمره عشرين عامًا, أو أن أخيه التوأم يكبره بعشرة أعوام. إن (تمدد الزمن) والسفر في الزمن, بهذا المعنى, هو حقيقة مثلما أن الأرض كروية وأن المادة تتكون من ذرات وأن تحطيم الذرة يطلق طاقة هائلة. كما أن السفر بسرعة تقترب من سرعة الضوء هو أمر ممكن فيزيائيا وتكنولوجيا, فقد اقترح أحد العلماء تصميم سفينة فضائية تعتمد على محرك دمج نووي يستخدم المادة المنتشرة في الفضاء كوقود, وأن يتم التسارع بمعدل 1ج (وهو معدل التسارع على الكرة الأرضية). وفي تصميم كهذا يمكن أن تصل سرعة السفينة إلى سرعة قريبة من سرعة الضوء خلال عام واحد, وبالتالي يبطؤ الزمن إلى حد كبير, وبالنظر إلى التطور المستمر للتكنولوجيا حاليًا يصبح من المعقول تمامًا افتراض وصول تكنولوجيتنا في المستقبل إلى بناء مثل هذه السفينة النجمية. ويرى عالم الفلك كارل ساجان أن هذا يمكن أن يحدث خلال عدة مئات من السنين. وبناء على ذلك كون مجموعة من العلماء يرأسها الأمريكي كيب ثورن والروسي إيجور نوفيكوف ما أسموه بـ(كونسورتيوم) روسي - أمريكي لتحقيق تقنية تسمح بتكوين آلة للسفر في الزمان.


آلبرت آينشتاين (1879- 1955)

فماذا تعني هذه الحقائق بالنسبة لغير المتخصص في الفيزياء? هل تعني أن مفهومنا (الطبيعي) عن الزمن قد تغير? وكيف يمكن أن يكون العالم في ظل إمكان السفر عبر الزمان? وهل هذا مجرد خيال علمي? أم أنه يمكن أن يحدث فعلاً في المستقبل? هذه ليست سوى بعض التساؤلات التي تفرضها تلك الحقائق العلمية المحيرة.

ما الزمن؟

لا يمثل الزمن بالنسبة للإنسان العادي سوى تتابع المواقيت الناتج عن شروق الشمس وغروبها وعن دوران الأرض حول الشمس, والقمر حول الأرض. أما الزمن عند العلماء فهو مفهوم أساسي لابد منه لضبط التجربة العلمية. ففي عصر العلم الحديث أصبح من الضروري طرح تصوّر للأسلوب العلمي يكفل إجراء التجربة العلمية بواسطة علماء مختلفين وتحقيق النتائج نفسها, وذلك يستلزم وجود مقياس دقيق للزمن ومرجعية ثابتة له بالنسبة لجميع العلماء. وكان هذا التصوّر هو التصوّر النيوتوني للزمن المطلق, فحسب اسحق نيوتن (الزمان المطلق الحقيقي, الرياضي, ينساب من تلقاء نفسه وبطبيعته الخاصة, باطراد دون علاقة بأي شيء خارجي, ويطلق عليه اسم الديمومة). وفي واقع الأمر كانت النظرة النيوتونية للكون ذي الزمان والمكان المطلقين ناجحة في تفسير 99% من حقائق الكون, وتمكنت من تحقيق تقدم كبير في العلم الحديث. ولكن مع تقدم العلم وزيادة دقة الملاحظات تكشفت العديد من الظواهر التي أدت إلى الشك في الصحة المطلقة للنظرة النيوتونية. فحسب قوانين نيوتن يجب أن تتغير سرعة الضوء بحسب سرعة واتجاه حركة مصدره, ولكن العلماء اكتشفوا في تجربة مشهورة, هي تجربة (ميكلسون - مورلي) عام 1887, أن سرعة الضوء ثابتة بغض النظر عن سرعة مصدره وعن اتجاه حركته. كما تبين من قياس حركة كواكب المجموعة الشمسية أنها تتفق مع نظرة نيوتن فيما عدا كوكب عطارد, حيث وجد فرق ضئيل جدا بين حسابات ميكانيكا نيوتن وحركته في الواقع, بالإضافة إلى هذا وذاك تعارضت ميكانيكا نيوتن مع نظرية جيمس كلارك ماكسويل عن الموجات الكهرومغناطيسية والتي تتعامل مع الضوء على أنه موجات وعلى أن سرعته ثابتة. ولم يكن هناك مفر من ظهور نظرية النسبية, فقدم ألبرت أينشتين نظرية النسبية الخاصة عام  1905 والنسبية العامة عام 1915.

انحناء الفضاء والنسبية العامة.

 تعرف الهندسة المستوية بالهندسة الإقليدية, نسبة إلى إقليدس الذي عاش حوالي عام 300ق.م وبواسطة هذه الهندسة يمكن توصيف أي شكل هندسي بواسطة نظام الإحداثيات الكارتيزية, أي استخدام الأسطح المستوية في توصيف الخطوط المنحنية والمجسمات الفراغية. والفضاء طبقا لهذه الهندسة هو فضاء مستو. ولم تكن تلك هي الهندسة الوحيدة الممكنة, فقد طرح لوباتشفسكي عام 1828 هندسة لاإقليدية ذات أسطح منحنية مفتوحة معتمدة على منحنى القطع الزائد. ثم طرح برنارد ريمان عام 1850 هندسة لاإقليدية معتمدة على السطح الكروي المنغلق, وطورها ويليام كليفورد عام 1870 وافترض احتمال أن يكون الفضاء الكوني رباعي الأبعاد ينطوي على تشوّهات وتضاريس تشابه تضاريس سطح الأرض. ولم يكن ينقص تصور كليفورد سوى التفسير الفيزيائي الصحيح حتى يتطابق مع نظرية النسبية العامة, التي طرحت بعد 45 عاما. فالبعد الرابع في الفضاء لم يكن سوى الزمن وتشوّهات الفضاء لم تكن سوى التأثيرات الجذبوية للأجسام.

وبتقديم آينشتين لنظرية النسبية الخاصة عام 1905 والتي وضع فيها معادلات حركة الأجسام في فضاء مستو رباعي الأبعاد, وبوجود الهندسة اللاإقليدية منذ زمن ثم طرحه لفكرة التواء الزمان والمكان بتأثير الجاذبية, تكونت لدى آينشتين المادة الخام لنظرية متكاملة للجاذبية يمكن أن تكون بديلاً لنظرية نيوتن. ولما لم يكن آينشتين بارعًا في الرياضيات فقد لجأ إلى صديقه في الدراسة مارسيل جروسمان, وكان قد أصبح آنذاك عميدًا لمعهد البوليتكنيك بزيوريخ, وكان بارعًا في الهندسة اللاإقليدية, ووجد الحل في هندسة ريمان للأسطح المنحنية المغلقة. وقدمت الصورة النهائية للنظرية في ثلاث جلسات في أكاديمية العلوم في برلين عام 1915, وطبعت عام 1916.


نيلز بور (1885-1962)

وكان من أهم نتائج النسبية العامة تغير نظرتنا إلى الكون, فالمكان والزمان ليسا خلفية ثابتة للأحداث, وإنما هما مساهمان نشيطان في ديناميات الكون. والفكرة الأساسية هي أنها تضم (بعد) الزمان إلى أبعاد المكان الثلاثة لتشكّل ما يسمى بمتصل (الزمكان). وتدمج النظرية تأثير الجاذبية بأن تطرح أن توزيع المادة والطاقة في الكون (يحني) و(يشوه) الزمكان بحيث أنه لا يكون مسطحا, ولما كان (الزمكان) منحنيا فإن مسارات الأجسام تظهر منحنية, وتتحرك كما لو كانت متأثرة بمجال جذبوي. وانحناء (الزمكان) لا يؤدي فقط إلى انحناء مسار الأجسام ولكنه أيضًا يؤدي إلى انحناء الضوء نفسه. وقد وجد أول برهان تجريبي لذلك عام 1919 حينما تم إثبات انحناء الضوء الصادر من أحد النجوم عند مروره بجوار الشمس بتأثير مجاله الجذبوي. وتم ذلك بمراقبة الموقع الظاهري للنجم خلال كسوف الشمس ومقارنته بموقعه الحقيقي. فالزمكان ينحني بشدة في حضور الأجسام ذات الكتلة الضخمة, ويعني ذلك أن الأجسام تنحرف في المكان أثناء الحركة وكذلك تنحني في الزمان بأن تبطئ زمنها الخاص نتيجة للتأثير الجذبوي لتلك الكتلة. فإذا تصوّرنا فضاء رباعي الأبعاد له ثلاثة أبعاد تمثل المكان وبعدا رابعا للزمان ورسمنا خط الحركة المنحنية للجسم مع تباطؤ الزمن على المحور الرابع, ظهر لنا (الزمكان) منحنيا بتأثير الكتلة الجاذبة.


لوي دوبروي (1892-1987)

الثقوب السوداء.

في العام نفسه الذي ظهرت فيه النسبية العامة 1916 وطرح فكرة انحناء (الزمكان), أثبت الفلكي الألماني كارل سفارتسشيلد أنه إذا ضغطت كتلة (ك) في حدود نصف قطر صغير بما فيه الكفاية, فإن انحراف (الزمكان) سيكون كبيرا بحيث لن تتمكن أي إشارة من أي نوع من الإفلات, بما فيها الضوء نفسه, مكونا حيّزا لا يمكن رؤيته, سمي فيما بعد (الثقب الأسود). ويحدث ذلك عند انهيار نجم تتجاوز كتلته كتلتين شمسيتين, حيث ينضغط ويتداخل بفعل قوته الجاذبة حتى تكون كل مادة النجم قد انضغطت في نقطة ذات كثافة لامتناهية, تسمى نقطة التفرد الزمكاني. وأي شعاع ضوء (أو أي جسم) يرسل داخل حدود الثقب الأسود, ويسمى أفق الحدث, يسحب دون هوادة إلى مركز الثقب الأسود. ومن الناحية النظرية يبدو أنه عند الاقتراب من الثقب الأسود تتزايد انحناءة (الزمكان) حتى تبلغ أفق الحدث, الذي لا نستطيع أن نرى ما وراءه. ورغم أن فكرة وجود نجم بهذه المواصفات ترجع إلى العالم جون ميتشيل الذي قدمها في ورقة بحث عام 1783, إلا أن مساهمة سفارتسشيلد تكمن في أنه قدم حلولا للمعادلات التي تصف انهيار النجم إلى ثقب أسود على أساس نظرية النسبية. واتضح لاحقًا أن سفارتسشيلد لم يصل إلى حل واحد للثقب الأسود, وإنما إلى حلين, وهو شيء يشابه الحل الموجب والحل السالب للجذر التربيعي. فالمعادلات التي تصف الانهيار النهائي لجسم يقتحم الثقب الأسود تصف أيضا, كحل بديل, ما يحدث لجسم يخرج من الثقب الأسود (يطلق عليه في هذه الحال أحيانا (الثقب الأبيض)). وبذلك يبدو أننا إذا ما تابعنا انحناء الزمكان داخل الثقب الأسود يبدو لنا وكأنه ينفتح مرة أخرى على زمكان آخر, فكأنما الثقب الأسود يربط (زمكان) كوننا (بزمكان) مختلف تمام الاختلاف, ربما (زمكان) لكون آخر.


الزمكان ينحني بجوار الاجرام ذات الكتلة الكبيرة

ولكن المشكلة كانت في أن أي مادة تدخل مثل هذا الثقب الأسود ستسقط حتمًا في التفردية المركزية لتنسحق بشكل يخرج عن فهمنا. ولكن مع تقدم الأبحاث وجدت هذه المشكلة حلا, فقد ثبت أن كل الأجسام المادية في الكون تدور سواء كانت مجرات أو نجوما أو كواكب, ومن ثم فإننا نتوقع أن تدور الثقوب السوداء بالمثل. وفي تلك الحال يمكن أن يدخل جسم ما إلى الثقب الأسود ويخرج من الناحية الأخرى دون أن يمر بالمفردة ويتحطم, وذلك بتأثير دوران الثقب الأسود. وفي عام 1963 نشر روي كير حلول آينشتين لمعادلات المجال المتعلقة بالثقوب السوداء الدوّارة, وبينت أنه ينبغي أن يكون من الممكن من حيث المبدأ الدخول إلى ثقب أسود دوار من خلال ممر يتجنب التفردية المركزية (نقطة الانسحاق) ليظهر على ما يبدو في كون آخر, أو ربما في منطقة (زمكان) أخرى في كوننا ذاته, ويتحول بذلك الثقب الأسود إلى ما يسمى بالثقب (الدودي). وبذلك تثير هذه النتيجة بشكل قوي إمكان استخدام الثقوب السوداء بوصفها وسيلة للسفر إلى الماضي بين أجزاء مختلفة من الكون والزمان.


انحناء الزمكان بجوار أحد النجوم يماثل انحناء البساط بتأثير كرة ثقيلة

وسائل السفر في الزمان.

إن فكرة استخدام الثقوب السوداء في السفر عبر الزمان تعتمد على أنه من الممكن عندما يحدث انحناء شديد (للزمكان) أن يحدث اتصال بين نقطتين متباعدتين في (الزمكان). وبالتالي إذا تحقق مسار مغلق (للزمكان) يمكن العودة إلى نقطة البدء في الزمان والمكان, أي السفر إلى الماضي. ويرى بعض العلماء أن السفر إلى الماضي يحدث حقا ولكن على المستوى الميكروسكوبي, حيث تتكون ثقوب سوداء ميكروسكوبية نتيجة نشوء مجالات تلقائية من الطاقة السلبية كأحد تأثيرات نظرية الكم. وفي هذه الثقوب تتردد الجسيمات/الموجات دون الذرية بين الماضي والحاضر, ولكن هذه الثقوب لا تدوم إلا لأجزاء ضئيلة جدًا من الثانية.


انحراف الضوء الآتي من أحد النجوم نتيجة انحناء الزمكان بالقرب من الشمس

وطرحت فيما بعد عدة أفكار للسفر عبر الزمان تعتمد بشكل أو بآخر على فكرة المسار المغلق للزمكان. فطرح البعض الاعتماد على ما يسمى (بالأوتار الكونية), وهي أجسام يفترض أنها تخلفت عن (الانفجار العظيم) لها طول يقدر بالسنين الضوئية, ولكنها دقيقة جدا إلى حد انحناء (الزمكان) بشدة حولها. فإذا تقابل وتران كونيان يسير أحدهما عبر الآخر بسرعة الضوء تقريبًا تكون منحنى مغلق للزمكان يستطيع المرء اتباعه للسفر في الماضي. وقدم فرانك تبلر عام 1974 فكرة للسفر عبر الزمان تعتمد على أن اسطوانة كثيفة الكتلة سريعة الدوران سوف تجر (الزمكان) حولها مكونة مسارات زمنية مغلقة. وفي عام 1949 أثبت الرياضي الشهير كورت جودل أن الكون يمكن أن يكون دوارًا, بمعدل بطيء جدا, وأنه يمكن أن يترتب على ذلك مسار مغلق في الزمكان.

 أما كيب ثورن وزملاؤه فقد وضعوا تصميمًا لآلة للسفر في الزمن تعتمد على تخليق ثقب دودي ميكروسكوبي في المعمل, وذلك من خلال تحطيم الذرة في معجل للجسيمات. ثم يلي ذلك التأثير على الثقب الدودي الناتج بواسطة نبضات من الطاقة حتى يستمر فترة مناسبة في الزمان, ويلي ذلك خطوة تشكيله بواسطة شحنات كهربية تؤدي إلى تحديد مدخل ومخرج للثقب الدودي, وأخيرًا تكبيره بحيث يناسب حجم رائد فضاء بواسطة إضافة طاقة سلبية ناتجة عن نبضات الليزر.

 وقد أدت تلك التصوّرات النظرية لإمكان السفر إلى الماضي إلى مناقشة التناقضات الناتجة عن ذلك, كمثل أن يسافر المرء إلى الماضي ليقتل جدته قبل أن تحمل بأمه, أو أن يؤثر على مسار التاريخ فيمنع الحروب مثلا... إلخ. ورأى بعض العلماء أنه يمكن حل تلك المفارقات من خلال مفهوم المسارات المتوازية للتاريخ بحيث يكون لكل إمكان مسار مستقل للأحداث. فيكون العالم بعد تغيير أحداثه في الماضي عالمًا مستقلاً موازيًا. وفي الوقت الحالي لا تمثل تلك المناقشات سوى أفكار تأملية فلسفية وليست علمية, فلم يسافر أحد إلى الماضي حتى الآن. ويؤيد ستيفن هوكنج العالم المشهور بأبحاثه عن الثقوب السوداء ونشأة الكون فكرة حدوث السفر في الماضي على المستوى الميكروسكوبي, ولكنه يرى أن احتمال أن يكون هناك انحناء في الزمكان يكفي لوجود آلة للزمان تسمح بالسفر في الماضي هو صفر. ويرى أن هذا يدعم ما يسميه (حدس حماية التتابع الزمني) الذي يقول إن قوانين الفيزياء تتآمر لمنع الأشياء الميكروسكوبية من السفر في الزمان. ويرى بول ديفيز أن وجود جسر للزمان ما هو إلا مفهوم مثالي لا يضع في حسبانه الموقف الفيزيائي اللاواقعي للثقب الأسود في الكون, وأنه من الأرجح أن هذا الجسر المثالي, لابد أن يتحطم داخل الثقب الأسود. ومع ذلك فإن ما يجري داخل الثقب الأسود سيظل مثيرًا للبحث العلمي والتأمل العقلي, وأنه يستطيع أن يكشف لنا عن مزيد من جوانب الطبيعة التي يتسم بها الزمان.


ماكس بورن (1882-1970)

فالعلماء في واقع الأمر يختلفون في تقدير إمكان السفر في الماضي, وإن كانت الغالبية ترى أن هذا غير ممكن. ويذكر ستيفن هوكنج أن كيب ثورن يعتبر أول عالم جاد يناقش السفر في الزمان كاحتمال عملي. وهو يرى أن ذلك له فائدة في كل حال, فعلى الأقل سيمكننا من أن نعرف لم لا يمكن السفر في الماضي وأن فهم ذلك لن يتأتى إلا بعد الوصول إلى نظرية موحدة للكم والجاذبية (النظرية الموحدة للقوى), وسيظل تفسير ما يحدث للمادة داخل الثقب الأسود أو في مسار زمكاني مغلق مبهمًا بالنسبة إلينا.

عودة إلى انحناء الزمكان.

كما هو واضح فإن فكرة (السفر في الماضي) طبقا لنظرية النسبية تعتمد بصفة أساسية على تكوين منحنى مغلق (للزمكان) يسمح بالعودة إلى نقطة البدء في الزمان والمكان. ولذلك فمفهوم (الزمكان) هو القضية الأساسية عند بحث نسبية الزمن والسفر في الماضي. فما هو المعنى الواقعي (للزمكان), وهل له وجود مستقل أم لا ؟

تخبرنا فلسفة العلم المعاصرة أن هناك نظرتين أساسيتين للمفاهيم والتصورات العلمية, الأولى أن هذه المفاهيم تعبر عن حقائق عن العالم الخارجي, فالنموذج المعياري للذرة والكوارك والثقب الأسود ومنحنى الزمكان هي حقائق عن العالم. أما النظرة الثانية فتخبرنا أن هذه المفاهيم ليست سوى أدوات جيدة للتعامل مع العالم, ولا تعبر عن حقائق واقعية عنه. أو على الأقل هي حقائق تقريبية عن العالم لا نضمن صحتها المطلقة ولكن نستخدمها لأنها تفيدنا في التعامل مع العالم. ومفهوم (الزمكان) ينطبق عليه هذا الوصف نفسه, فهو ليس حقيقة من حقائق العالم ولكنه أداة جيدة للتعامل معه. فالموجود على الحقيقة هو الأجسام التي تتحرك في الفضاء, وقيمة مفهوم (الزمكان) هي في أنه يمكننا بفاعلية من توصيف هذه الحركة بشكل دقيق.

فإذا أخذنا ذلك في الاعتبار سنجد أن استحالة السفر في الماضي ليست بسبب تواطؤ الطبيعة, كما ذهب هوكنج, ولا بسبب ما يترتب عليها من تناقضات في التاريخ, كما رأى آخرون, وإنما بسبب التجاوز في استخدام مفهوم (الزمكان) كأداة للنظر إلى العالم. ويتمثل هذا التجاوز في تحويل هذا المفهوم من مجرد تصور ملائم لوصف حركة الأجسام إلى موضوع للبحث يتغير لينتج وقائع جديدة. وتحويل الأداة إلى موضوع هو أمر غير صحيح, وإنما الصحيح هو أن يكون موضوع تصوراتنا هو الأجسام نفسها حتى لو كان ذلك غير مباشر من خلال المفاهيم والأدوات العلمية. فالقول بانحناء الزمكان هو قول مجازي يقصد به أن الأجسام تسلك في حركتها مسارا منحنيا بتأثير جاذبية الأجسام حسب نظرية النسبية. ولكن ليس هناك في الحقيقة زمكان حتى ينحني. ولذلك فالقول إن الزمكان ينحني حتى ينغلق على نفسه, إذا أخذ حرفيا, هو قول في الواقع لا يعني شيئا, إذ مفهوم الزمكان ليس موضوعا. فإن شئنا اعتباره تعبيرا مجازيا وجب تحويله إلى معنى مباشر مرتبط بحركة الأجسام. وفي هذه الحالة تكون أقصى درجات انحناء الزمكان هي بمعنى الوصول إلى البطء في التغير في حركة الجسم حتى التوقف النهائي عن الحركة, وهي حالة تتوقف عندها القوانين الطبيعية. فالحديث عما يمكن أن يحدث عند هذه الحالة, والتي توصف مجازيا بانغلاق منحنى الزمكان, هو كمثل الحديث عن الحالة عند بدء الكون. أما الحديث عما قد يحدث بعد دخول الجسم في حالة انغلاق منحنى الزمكان فهو كمثل الحديث عما قد يكون قد حدث قبل بدء الكون, وهو حديث لا يمكن أن يكون علميا بالمعنى التجريبي المعروف.

إن الزمن هو (التغير), والسبب في شعورنا بانسياب الزمن هو الانتظام الكامن في الطبيعة الذي يظهر في صورة انتظام للحركة. ويكون مقياس الزمن لجسم ما هو معدل (تغيره) منسوبا لتغير جسم آخر منتظم (كدقات الساعة مثلا). وتخبرنا نظرية النسبية العامة بأن الزمن الخاص بالجسم (أي معدل تغيره) يكون أبطأ إذا تحرك بسرعة أكبر أو إذا تعرض لمجال جاذبي قوي, أي إذا تأثرت طاقته الكلية. وذلك في حين تخبرنا النظرية المعيارية للذرة بأن مكونات الذرة, (وبالتالي كل الأجسام) تتراوح ما بين الحالة الجسيمية والحالة الموجية. فإذا كان الزمن الخاص بالجسم هو معدل تغيره, فإن الارتباط بين طاقة الجسم ومعدل تغيره, كما تخبرنا نظرية النسبية العامة, يكون أمرا مقبولا. كما أن تأثر المسافات داخل الذرة (وبالتالي طول الجسم) بتغير طاقة الجسم يكون أمرا مقبولا أيضا.

فإذا اقتصر تصورنا على أن الزمن ليس إلا تعبيرا عن قياس معدل التغير لجسم ما أصبح واضحا أن هذا التغير لا يمكن الحديث عنه بعد حدوثه كأنه موجود يمكن الذهاب إليه (في الماضي). ولا يمكن أيضا الحديث عنه باعتباره موجودا في المستقبل وأننا يمكننا الذهاب إليه. والسبيل الوحيد للحديث عنه هو باعتباره معلومات محفوظة في الذاكرة لا تتمتع بأي وجود, مستقل لا في الماضي ولا في المستقبل. فواقع ان (التغير) في ظروف معينة يمكن أن يكون أسرع منه في ظروف أخرى لا يعني أن الانتقال من هذه إلى تلك ثم العودة يعني السفر إلى المستقبل إلا بمعنى مجازي. فالسفر على متن سفينة فضاء تسير بسرعة تقترب من سرعة الضوء ثم العودة إلى الأرض بعد أن يكون قد مر عليها عشرة آلاف عام مثلا لا يعني سوى أن التغير على متن السفينة أبطأ منه على ظهر الأرض بهذه الفترة. والسبب في وجود هذا النوع من التصورات (مثل السفر إلى الماضي والمستقبل) والمرتبطة بالنسبية العامة, هو أن النسبية العامة نظرية مرتبطة بظواهر الأجسام فقط, وليست مرتبطة ببنية وجودها المادي, كما هي الحال في نظرية الكم. فنسبية الزمن هي (ظاهرة) ولكن سببها المباشر المرتبط ببنية الوجود دون الذري لا يزال مجهولا, وذلك بسبب غياب النظرية الموحدة للكم والجاذبية. وبسبب غياب هذه النظرية تسود نظريات الخيال العلمي والتي لا ترقى لأن تكون نظريات علمية تجريبية, وبسبب غياب هذه النظرية أيضا تختلف الآراء بين العلماء.

فباعتبار أن الزمن هو (التغير) وأنه ليس له وجود مستقل ولا لمنحنى الزمكان المغلق, فإنه لا يكون من معنى للسفر إلى المستقبل إلا بمعنى مجازي. فنحن نسافر في المستقبل بمعدل يوم واحد كل يوم, ونستطيع أن نسافر بمعدل أبطأ من ذلك إذا تحركنا بسرعة أكبر. أما بالمعنى الحرفي الواقعي فنحن لا يمكننا السفر في الزمان لا في الماضي ولا حتى في المستقبل.

.........................................

د. سمير أبو زيد
مجلة العربي الثقافي .

==================
مقاييس الزمن.

أصغر وحدة زمنية علمية هي (الأتو ثانية) وهي تعادل واحدا على بليون بليون من الثانية, أي يشيش ثانية.  

الفمتو ثانية تعادل واحدا على مليون بليون من الثانية, أي 0 , وهو الزمن الذي يجب أن تصل إليه تقنيات التصوير بالليزر حتى يمكن رؤية الحالات الانتقالية للتفاعل الكيميائي بين الذرات.

البيكو ثانية تعادل واحدا على مليون مليون من الثانية, أي    ثانية, وهي أطول زمن يمكن أن يستغرقه التفاعل الكيميائي.

الميكرو ثانية تعادل واحدا على مليون من الثانية, اي    ويستغرق الانفجار الناتج عن المفرقعات عدة ميكرو ثانية.

الثانية, وتستغرق دقة القلب في المتوسط ما يقرب من ثانية واحدة (تتراوح عدد دقات قلب الإنسان من بين 50 ومائة دقة في الدقيقة).

الساعة, وهي تساوي واحدا على أربعة وعشرين من الزمن اللازم لدورة الأرض حول نفسها دورة واحدة. وفي الحضارات القديمة كان يتم تقسيم النهار إلى اثنتي عشرة ساعة متساوية, وكان ذلك يؤدي إلى أن يتغير طول الساعة تبعا لفصول السنة.

أساس نظامنا الحالي للوقت يعتمد على تعريف الثانية على أساس تردد ذبذبة ذرات السيزيوم والذي تم التوصل إليه في المختبر القومي في تدينجتون بالقرب من لندن عام 1955.

أقدم نظام للتقويم هو من وضع المصريين القدماء, وقد أقاموا سنتهم على أساس رصد النجوم, وبخاصة طلوع نجم (الشعري اليمانية) ونجم الكلب مع الشمس, وكان هذا عندهم علامة على حلول السنة الجديدة. وحددوا المدة بين هذين الطلوعين الشمسيين بأنها 365 يوما قسموها إلى اثني عشر شهرا كل منها ثلاثون يوما, وإضافة خمسة أيام زائدة هي أيام النسيء في آخر السنة.

جاء اشتقاق كلمة (ثانية) من التقسيم (الثاني) للساعة بستين قسما. ويكون التقسيم الأول إلى دقائق (أي أجزاء دقيقة), والتقسيم الثاني دقائق (ثانية).

الفترة الزمنية (اليوم) والتي تعادل دورة واحدة للأرض حول نفسها ليست ثابتة, فقوى الجذب بين الأرض والقمر تؤدي إلى ظاهرة (التقاصر القرني), وهو ما يؤدي إلى إبطاء معدل دوران الأرض بشكل متناه في الدقة حتى أن الأرض يمكن أن (تخسر) يوما تقريبا كل 7500 سنة. وتمكننا الساعات الهيدروجينية الحديثة بسهولة من تصحيح هذا الخطأ.

'<img'>  '<img'>

6
منتدى الاحياء العام / كيف تطير الحشرات؟
« في: يناير 07, 2005, 08:29:51 مساءاً »
تتحرك الأجنحة فى الحشرات بواسطة :
أ- العضلات المباشرة :
هى التى تتصل بقاعدة صفائح الجناح مباشرة وتتحكم فى حركاتها تحكما مباشراً .
ب - العضلات غير المباشرة :
تقوم بتحريك الصدر وبالتالي تحرك الأجنحة بطريق غير مباشر , وتوجد منها :
1- عضلات طولية :
تمتد من مقدمة الصدر الأمامى حتى مؤخرة الصدر الخلفى .
وعندما تنقبض هذه العضلات تتقوس صفيحة جدار الجسم الظهرية . وبذلك ينخفض الجناح إلى أسفل .
2- عضلات عمودية :
تسبب بانقباضها انخفاض الصفيحة الظهرية للصدر وبهذا تسبب ارتفاع الجناح إلى أعلى .
وتتلاحق حركات الجناح فيعمل كمحرك الطائرة فيساعد الحشرة على الطيران .

أجنحة الحشرات :
للحشرة النموذجية المجنحة زوجان من الأجنحة يحمل الزوج الأول الأمامى منهما على الجهة الظهرية للصدر الأوسط ويحمل الزوج الثانى على الصدر الخلفى وبينما لا يحمل الصدر الأمامى أجنحة .
وهناك عدة نظريات تبحث فى كيفية منشأ الأجنحة فى الحشرات ومن هذه النظريات : ـ
1- نظرية الزوائد المفصلية :
وتعتبر الأجنحة تحور لزوائد مفصلية وتفترض هذه النظرية بأن الصدر فى الحشرات كان يحمل فى بادئ الأمر 6 أو 7 أزواج من الزوائد . زحف بعضها لأعلى مكونا الأجنحة وبقى ثلاث منها لأسفل مكونة الأرجل ولكن ليس هناك ما يدعم هذه النظرية وقيمتها تاريخية فقط .
2- نظرية الخياشيم والقصيبات:
وتعتبر الحشرات ذات أصول مائية وتحورت فيها بعض الخياشيم والقصيبات الهوائية إلى أجنحة . ولكن ليس هناك ما يدعم هذه النظرية أيضاَ .
3- نظرية الصفائح الظهرية :
وهذه هى أكثر النظريات الباحثة فى منشأ الأجنحة قبولا من الوجهة العلمية وتعتبر الأجنحة ثنيات مزدوجة لجدار الجسم ويؤيد ذلك نمو الحشرات الجنينى حيث يشاهد نمو الأجنحة على هذا النحو وكذلك فإن القصيبات التى تدخل بهذه الثنيات هى التى تتحور الى عروق الجناح فيما بعد .

شكل الأجنحة فى الحشرات :
الجناح النموذجى فى الحشرات عبارة عن رقعة غشائية رقيقة مثلثة الشكل . ويتصل الجناح بالجسم بواسطة غشاء إبطي تدعمه صفائح إبطية وتتسع رقعة الغشاء الإبطى فى بعض الحشرات فتكون زوائد إبطية للجناح وتسمى مناطق الجناح بأسماء مختلفة فى مختلف الحشرات .
وتعطى للزوايا وحوافها أسماء حسب موقعها . فالزاوية التـى تقع بين مقدمه الجناح والجسم تسمى الزاوية الكتفية وحافة الجناح الأمامية تسمى بالحافة الضلعية والحافة المقابلة هى الحافة الخلفية والحافة الطريفية للجناح تعرف بالحافة الخارجية.

وهناك أنواع متعددة من أجنحة الحشرات تمثل بأجنحة فئاتها المختلفة وأهمها :
1- الأجنحة الحرشفية:
أ- الفــراشات :تتألف رتبة حرشفيات الأجنحة من مجموعتين من أشهر مجموعات الحشرات وأكثرها انتشارا هما الفراشات النهارية والفراشات الليلية وتضم الرتبة أكثر من مائة وخمسة وعشرين ألف نوع .
والحشرات التى تنتمى إلى هذه الرتبة مبعث إعجاب ليس لجمالها فقط وبينما لفائدتها الكبيرة بالنسبة للإنسان والفراشات تمتص رحيق الأزهار بواسطة أنبوب طويل مؤلف من التحام فكين ويدعى الأنبوب الماص الذى على طريقة المصاص المستعمل فى تناول المرطبات وأجنحة الفراشة كبيرة وهى غشائية وشبه مثلثية الشكل والجناحان الأماميان أكبر عادة من الجناحين الخلفيين .

ب - أبو دقيق الكرنب:
الحشرة لونها أبيض مصفر والجزء المجاور للزاوية الأمامية فى الجناح الأمامي أسود اللون وعلى نفس الجناح الأمامي فى الذكر بقعة بينما فى الأنثى بقعتان .
اليرقة لونها أخضر مصفر وعلى الظهر خط طولى أصفر ويعيش على الكرنب والقرنبيط حيث تتغذى اليرقات على الأوراق وتحدث بها ثقوبا كبيرة .

ج- أبو دقيق الخبازى:
الأجنحة الأمامية والخلفية ذات ألوان مختلفة منها الأحمر أو البرتقالى ـ بنى والأسود واليرقة لونها أسود وعلى جانبيها خط أصفر باهت وعلى سطحها مجموعات من الأشواك وتصيب الخبازى والخرشوف وتتغذى اليرقات على الأوراق كى تلتصق الأوراق بخيوطها الحريرية وتتحول داخلها الى عذراء .

2- الأجنحة الجلدية:
أ- الصرصور :
هناك أنواع شائعة أشهرها الصرصور الأمريكانى ويوجد بكثرة فى مواسير المجارى والمخابز وأينما توافر الدفئ وعمت القذارة وهو حيوان ليلى ( أى ينشط ليلاً ) ويجرى بسرعة ويتغذى عل المواد العضوية الحيوانية أو النباتية وتقل الصراصير أثناء الشتاء وتضع الصراصير حافظة تحتوى كل منها على 20 بيضة منتظمة فى صفين ويفقس البيض عن حوريات تنسلخ من 6-7 مرات وتصبح حشرات بالغة.
وتنتمى الصراصير من الناحية التصنيفية إلى رتبة مستقيمات الأجنحة التى لها جناحان أماميان جامدان وجناحان خلفيان غشائيان وأجزاء الفم فى الصرصور من أنواع القارض والجسم معقل ويتكون من الرأس وصدر وبطن أما الصدر يحمل الأجنحة بالإضافة إلى ثلاثة أزواج من الأرجل وهكذا تعرف الحشرات جميعها بسداسية الأرجل . الجهاز العصبى بطنى عبارة عن حبل عصبى بطول الجسم وهناك قرون استشعار للإحساس وكذلك قرنان شرجيان وقلمان تناسليان فى الذكر والقلب فى الصرصور 13 حجرة .

ب -الجـــراد :
تشمل رتبه مستقيمة الأجنحة على أنواع الجراد الصحراوى والجراد المصرى وأنواع النطاطات والحفار التى تتغذى جميعها على النباتات وتتلف المحاصيل فى الحقول وقد تأتى عليها جميعها وتسبب خسائر اقتصادية فادحة وأجزاء الفم فى تلك الحشرات من النوع القارض ولها زوجان من الأجنحة الأمامية الجلدية أما الأجنحة الخلفية فكبيرة شفافة تنطوى تحت الجناح الأمامي عند عدم الاستعمال وأرجل هذه الحشرات بعضها معد للجرى والأخرى للقفز والحشرة الكاملة للجراد قوية جداً للطيران وتهاجر مسافات بعيدة لا تتغذى أثناء الهجرة ولكن إذا ما وصلت الى الأرض المزروعة تكون شرهه .
وللجراد فى الطبيعة ( 3 ) أجيال فى السنة وتختلف مدة الجيل تبعاً لفصول السنة ففى الربيع حوالى ثلاثة أشهر ونصف والخريف والصيف حوالى أربعة شهور ونصف .

3- الأجنحة الغمدية:
الخنافــس :
تتبع الخنافس رتبة غمدية الأجنحة وهى حشرات ذات أجزاء فم قارضة والحشرة ذات الأجنحة منها لها زوجان : أمامى سميك صلب وخلفى غشائى يطوى تحت الأول فى حالة عدم الاستعمال .
تتغذى على النباتات أو المواد العضوية وهناك أمثلة عديدة للخنافس منها خنفساء البقول التى تصيب العائلة البقولية فى الحقول قبل الحصاد وتضع بيضها على الأزهار والثمار قبل النضج وبعد الفقس تدخل اليرقات فى الثمرة وتتغذى الخنفساء على الحبوب المكونة أثناء النضج حتى الحصاد وبعد التخزين ثم تتحول الى عذراء داخل الحبة وأخيراً تخرج الحشرة الكاملة أثناء وجود الحبوب فى المخازن وقد يستمر توالد بعض الأنواع فى الحبوببعد التخزين ومن الخنافس أيضاً خنفساء البقول الكبيرة والصغيرة وخنفساء للوبيا وخنفساء بذور البرسيم وأيضاً خنفساء الدقيق .

4- الأجنحة نصف الغمدية:
السكادا أو " دبابير الحصاد" :
من الحشرات ذات الأجنحة الخارجية ، وتتضمن الحشرات المعروفة بدبابير الحصاد المشهورة بالأصوات المصرصعة المنبعثة عنها وللسكادا قرون استشعار شوكية قصيرة أو خيطيه طويلة وأجزاء الفم من النوع الثاقب الماص .

5- أجنحة كثيرة التعرق:
أســد النمــل :
يتبع رتبه شبكية الأجنحة وفيه الأجنحة كثيرة العروق على هيئة سقف عند الراحة وهى أطول من الحشرة وأجزاء الفم فى الحشرة النافعة من النوع القارض أما اليرقات اليافعة متحورة للافتراس وفكوكها العلوية قوية بها ميزاب يغطيه الفك السفلى وتمر فيه العصارة الغذائية واليرقات قليل منها مائى وتحفر يرقات بعض أنواع أسد النمل حفر فى التربة الناعمة وتسكن أسفلها فى انتظار أى فريسة تقع فى الحفرة وتتحول إلى عذارى داخل شرانق طينية أو حريرية تفرزها من قنوات ملبيجى وتخرج من الشرج و العذراء طليقة وهناك حشرات تعرف بأسد المن وهى حشرات نافعة تفترس بيض و يرقات دودة القطن .

6- الأجنحة الشعرية:
التـــربس :
يتبع التربس رتبة الحشرات هدبية الأجنحة وتشمل الحشرات صغيرة الحجم جداً وتوجد على النباتات وخصوصاً الأوراق
والأزهار وتتغذى على العصارة النباتية وتتلف الحشرة خلايا البشرة الخارجية فتخرج منها العصارة وتمتصها فتجف فى النهاية . والتربس حشرة سريعة الحركة صغيرة الحجم لها زوجان من الأجنحة المستطيلة الشكل ويوجد على حافة كل جناح أهداب طويلة وأجزاء الفم الثاقبة ماصة .
من أمثلة التربس : تربس القطن أو البصل تتطفل على القطن والبصل والبرسيم وهناك أيضاً تربس العنب .

7- الأجنحة الغشائية الرقيقة
وتوجد فى حشرات كثيرة كالنحل ومتساوية الأجنحة ….. الخ . وهذه التحورات جميعا فى الأجنحة الأمامية أما الأجنحة الخلفية فقد تتحور على هيئة دبابيس توازن . كما فى الذباب المنزلى وباقى أنواع ذات الجناحين .

طرق اتصال أجنحة الحشرات :
لكى تقوم الأجنحة بوظيفتها على خير وجه الجناحين على كل جانب يعملان معا أثناء الطيران ويكونان متصلان بوسائل مختلفة فى الفئات المختلفة من الحشرات .
وأهم طرق اتصال الأجنحة فى الحشرات هى كما يأتى :
1- اتصال بالخطاطيف Hamuli:
حيث يوجد صف من الخطاطيف على الحافة الأمامية للجناح الخلفى تثبت بدخولها ثنية الحافة الخلفية للجناح الأمامى .
2- اتصال مشبكى Frenulum:
كما فى بعض الفراشات وأبو دقيق ويوجد بروز على الحافة الأمامية للجناح الخلفى عند الزاوية الكتفية ويثبت هذا البروز فى مجموعة من الأشواك على الحافة الخلفية للجناح الأمامى بالقرب من الزاوية الإبطية للجناح وقد يكون المشبك على الجناح الأمامى مكان الأشواك والعكس بالعكس بالنسبة للأشواك .
فتكون مكان المشبك فى النوع السابق كما هو الحال فى بعض أنواع الفراشات وأبو دقيق (حرشفية الأجنحة) .
وفى قلة من الحشرات كالرعاشات لا تتصل الأجنحة ببعضها البعض أثناء الطيران ولذا فهذه الحشرات ضعيفة الطيران.


'<img'> '<img'>

7
منتدى علم الكيمياء / بعض معاني اسماء العناصر .
« في: ديسمبر 29, 2004, 04:47:58 مساءاً »
الهيدروجين: كلمة اصلها لاتيني وتعني منتج للماء.

هيليوم: من الكلمة اليونانية الاصل هليوس وتعني شمس.

ليثيوم: من الكلمة اليونانية ليثوس وتعني حجر

بريليوم: اصلها بريل وهي اسم المادة التي انتج منها العنصر اول مرة

بور: اصلها بوراكس وهي اسم للمادة التي انتج منها العنصر اول مرة

كربون: كلمة يونانية تعني الفحم

نيتروجين: كلمة لاتينية تعني خانق

اكسجين: كلمة انجليزية تعني ينتج الحامض

فلور: كلمة انجليزية تعني الانسياب

نيون: من الكلمة اليونانية نيوس وتعني جديد

مغنسيوم: على اسم ماغنيسيا - مدينة اسيوية قديمة

الومنيوم: اصلها الوم وهي كلمة لاتينية تعني حجر الملح

فوسفور: كلمة يونانية الاصل وتعني حامل للضوء

كلور: كلمة يونانية تعني الاصفر المائل الى الخضرة

سكانديوم: على اسم اسكندنافيا

تيتانيوم: على اسم تيتان - عملاق من الاساطير اليونانية

فانديوم: على اسم فانديوس الهة الحب لدى الاسكندنافيين

كروم: كلمة يونانية تعني اللون

منغان: كلمة يونانية تعني مغناطيس

كوبالت: كلمة المانية تعني الجني الشرير

نيكل: مشتقة من كوبر نيكل الالمانية وتعني نحاس الجن

غاليوم: اسم فرنسا القديم - غاليا

غرمانيوم: على اسم المانيا

سلنيوم: كلمة يونانية تعني القمر

بروم: كلمة يونانية تعني منفر

كربتون: كلمة بونانية تعني مختبئ

روبيديوم: اصلها من الكلمة اللاتينية روبيدوس وتعني احمر

سترونسيوم: مدينة اسكتلندية اكتشف فيها هذا العنصر

ايثريوم: على اسم مدينة ايثربي السويدية التي اكتشف فيها العنصر

زركونيوم: زركون كلمة يونانية تعني نوعا من الاحجار الكريمة

روثانيوم: مدينة تقع على جبال الاورال الروسية

بلديوم: اسم نجم

كادميوم: كلمة لاتينية تعني الارض

منقول.

8
يعتبر تلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون بمجال التلوث ، وليس من الغريب إذن أن يكون حجم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث .

ولعل السر في ذلك مرده إلى سببين :
1- أهمية الماء وضروريته ، فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية والصناعية ، ولا يمكن لأي كائن حي – مهما كان شكله أو نوعه أو حجمه – أن يعيش بدونه ، فالكائنات الحية تحتاج إليه لكي تعيش ، والنباتات هي الأخرى تحتاج إليه لكي تنمو ، وقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية ، وهو وحدة البناء في كل كائن حي نباتً كان أم حيواناً ، وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات والتحولات التي تتم داخل أجسام الأحياء فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو ناتج عنه ، وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها  .
إن ذلك كله يتساوى مع الاية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل وعلا في جعل الماء ضرورياً لكل كائن حي ، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء /30 .

2- أن الماء يشغل أكبر حيز في الغلاف الحيوي ، وهو أكثر مادة منفردة موجودة به ، إذ تبلغ مسحة المسطح المائي حوالي 70.8% من مساحة الكرة الارضية ، مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) على الارض بدلا من من الكرة الأرضية . كما أن الماء يكون حوالي( 60-70%) من أجسام الأحياء الراقية بما فيها الانسان ، كما يكون حوالي (90%) من أجسام الاحياء الدنيا وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو أخطار جسيمة بالكائنات الحية ، ويخل بالتوازن البيئي الذي لن يكون له معنى ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواص المكون الرئيسي له وهو الماء .

مصادر تلوث الماء:
يتلوث الماء بكل مايفسد خواصه أو يغير من طبيعته ، والمقصود بتلوث الماء هو تدنس مجاري الماء والأبار والانهار والبحار والامطار والمياه الجوفية مما يجعل ماءها غير صالح للإنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات التي تعيش في البحار والمحيطات ، ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الإنسانية والنباتية والحيوانية والصناعية التي تلقي فيه أو تصب في فروعه ، كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري إليها بما فيها من بكتريا وصبغات كيميائية ملوثة ، ومن أهم ملوثات الماء ما يلي :

1-  مياه المطر الملوثة: تتلوث مياه الأمطار خاصة في المناطق الصناعية لأنها تجمع أثناء سقوطها من السماء كل الملوثات الموجودة بالهواء ، والتي من أشهرها أكاسيد النتروجين وأكاسيد الكبريت وذرات التراب ، ومن الجدير بالذكر أن تلوث مياه الامطار ظاهرة جديدة استحدثت مع انتشار التصنيع ، وإلقاء كميات كبيرة من المخلفات والغازات والاتربة في الهواء أو الماء ، وفي الماضي لم تعرف البشرية هذا النوع من التلوث ، وأنى لها هذا ؟

ولقد كان من فضل الله على عباده ورحمه ولطفه بهم أن يكون ماء المطر الذي يتساقط من السماء ، ينزل خالياً من الشوائب ، وأن يكون في غاية النقاء والصفاء والطهارة عند بدء تكوينه ، ويظل الماء طاهراً إلى أن يصل إلى سطح الارض ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز مؤكداً ذلك قبل أن يتأكد منه العلم الحديث ( وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) الفرقان 48.

وقال أيضا ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ) الانفال 11

وإذا كان ماء المطر نقيا عند بدء تكوينه فإن دوام الحال من المحال ، هكذا قال الإنسان وهكذا هو يصنع ، لقد امتلئ الهواء بالكثير من الملوثات الصلبة والغازية التي نفثتها مداخن المصانع ومحركات الآلات والسيارات ، وهذه الملوثات تذوب مع مياه الأمطار وتتساقط مع الثلوج فتمتصها التربة لتضيف بذلك كماً جديداً من الملوثات إلى ذلك الموجود بالتربة ، ويمتص النبات هذه السموم في جميع أجزائه ، فإذا تناول الإنسان أو الحيوان هذه النباتات ادى ذلك الى التسمم ( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) الروم 41

كما أن سقوط ماء المطر الملوث فوق المسطحات المائية كالمحيطات والبحار والانهار والبحيرات يؤدي إلى تلوث هذه المسطحات وإلى تسمم الكائنات البحرية والأسماك الموجودة بها ، وينتقل السم إلى الانسان إذا تناول هذه الأسماك الملوثة ، كما تموت الطيور البحرية التي تعتمد في غذائها على الاسماك .

إنه انتحار شامل وبطيء يصنعه البعض من بني البشر ، والباقي في غفلة عما يحدث حوله ، حتى إذا وصل إليه تيار التلوث أفاق وانتبه ولكن بعد أن يكون قد فاته الأوان .

2- مياه المجاري: وهي تتلوث بالصأبون والمنظفات الصناعية وبعض أنواع البكتريا والميكروبات الضارة ، وعندما تنتقل مياه المجاري إلى الأنهار والبحيرات فإنها تؤدي إلى تلوث هي الأخرى .

3- المخلفات الصناعية: وهي تشمل مخلفات المصانع الغذائية والكيمائية والألياف الصناعية والتي تؤدي إلى تلوث الماء بالدهون والبكتريا والدماء والاحماض والقلويات والأصباغ والنفط ومركبات البترول والكيماويات والأملاح السامة كأملاح الزئبق والزرنيخ ، وأملاح المعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم .

4- المفاعلات النووية: وهي تسبب تلوثً حرارياً للماء مما يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى حياتها ، مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية حياتها مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية الكائنات .

5-  المبيدات الحشرية: وهي التي ترش على المحاصيل الزراعية أو التي تستخدم في إزالة الأعشاب الضارة ، فينساب بعضها مع مياه الصرف المصارف ، كذلك تتلوث مياه الترع والقنوات التي تغسل فيها معدات الرش وآلاته ، ويؤدي ذلك إلى قتل الأسماك والكائنات البحرية كما يؤدي إلى نفوق الماشية والحيوانات التي تشرب من مياه الترع والقنوات الملوثة بهذه المبيدات ، ولعل المأساة التي حدثت في العراق عامي 1971 –1972م أو ضح دليل على ذلك حين تم استخدام نوع من المبيدات الحشرية المحتوية على الزئبق مما أدي إلى دخول حوالي 6000 شخص إلى المستشفيات  ومات منهم 500.

6- التلوث الناتج عن تسرب البترول إلى البحار المحيطات: وهو إما نتيجة لحوادث غرق الناقلات التي تتكرر سنوياً ، وإما نتيجة لقيام هذه الناقلات بعمليات التنظيف وغسل خزاناتها وإلقاء مياه الغسل الملوثة في عرض البحر .
ومن أسباب تلوث مياه البحار أيضاً بزيت البترول تدفقه أثناء عمليات البحث والتنقيب عنه ، كما حدث في شواطئ كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية في نهاية الستينيات ، وتكون نتيجة لذلك بقعة زيت كبيرة الحجم قدر طولها بـ 800 ميل على مياه المحيط الهادي ، وأدى ذلك إلى موت أعداد لا تحصى من طيور البحر ومن الدلافين والأسماك والكائنات البحرية نتيجة للتلوث .

بعض أساليب مكافحة تلوث الماء :
1- التحول من استعمال الفحم إلى استعمال النفط : لأن احتراق الفحم يسبب تلوثا يفوق ما ينجم عن احتراق النفط إلا أن اتخاذ مثل هذا الإجراء يهدد بإغلاق بعض المناجم وما يترتب علية من ارتفاع نسبة الأيدي العاطلة ومن ناحية أخرى فإنه يهدف إلى حماية البيئة من التلوث إلى حد كبير .

2- معالجة مياه المجاري بالمدن والقرى ومياه الصرف الصحي : حيث إنه من الضروري معالجة مياه المجاري بالمدن وكذلك مياه الصرف الصحي قبل وصولها إلى المسطحات المائية وقد اتخذت خطوات متقدمة في هذا المجال في كثير من الدول المعنية ،إذ اتجه الاهتمام نحو معالجة مياه المصارف وإعادة استخدامها في ري الأراضي الزراعية وكذلك معالجة مياه المجاري بالمدن الكبرى واستخدامها في مشروعات الري .

3- التخلص من النفط العائم : يجب التخلص من النفط العائم بعد حوادث الناقلات بالحرق أو الشفط وتخزينه في السفن أعدت لهذا الغرض مع الحد من استخدام المواد الكيماوية تجنبا لإصابة الأحياء المائية والنباتية .

4- محاولة دفن النفايات المشعة في بعض أراضي الصحراوية : إذا تحاول بعض الدول الصناعية دفن النفايات المشعة في بعض الصحاري ومثل هذه المحاولات إذا تمت فإنها تهدد خزانات المياه الجوفية بالتلوث وإلى تعريض السكان لمخاطر الإشعاع النووي .

5- إدخال الأجهزة المضادة للتلوث في المصانع الجديدة : وذلك بالنسبة للتلوث النووي الناجم عن خلل مفاجئ في المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية ففي بعض الدول طالبت الهيئات المسؤولة عن سلامة البيئة والشركات صاحبة المفاعلات بوضع خطة لإجلاء السكان في دائرة قطرها 10 أميال عند الضرورة وتنفيذ مثل هذا الإجراء يبدو صعبا لارتفاع التكاليف ،وتكتفي الدول بفرض غرامة كبيرة على الشركات المسؤولة في حالة عجزها عن تنفيذ الإجراء المطلوب .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

'<img'> '<img'>

9
منتدى الاحياء العام / الاسماك تفوق الكلاب ذكاءاً.
« في: ديسمبر 08, 2004, 12:48:29 مساءاً »


أكد العلماء في جامعة "أوكسفورد" ان الاسماك ربما يفوق ذكائها ذكاء بعض الكلاب. أوضحت تجربة تعتمد على وضع الاسماك فى ممر مائى به عائق يعترض طريقها،فى محاولة لمعرفة كيفية تصرفها ، فوجد أن أسماك الكهوف المكسيكية قد نجحت فى تذكر هذا العائق الذي اعترضها بعد ساعات قليلة، كما ظلت تلك الأسماك تتذكر ما تعلمته بعد مرور عدة أشهر، وقد أكد العلماء فى هذه الدراسة أن الاسماك تملك مهارات عقلية مدهشة، فهى قادرة على التعرف على أصحابها، بل إن بعضها قد يظهر عليه العبوس إذا حاول شخص آخر إطعامه.  

 '<img'>  '<img'>

10
منتدى علم الطب / البيض يحمي من أمراض العيون .
« في: ديسمبر 08, 2004, 12:42:49 مساءاً »


أثبتت دراسة جديدة نشرتها مجلة "التغذية" مؤخرا, أن تناول بيضة يوميا قد يساعد في الوقاية من أمراض العيون المصاحبة للشيخوخة والتقدم في السن.

ووجد الباحثون أن البيض غني بمركبات طبيعية تفيد العيون وتحمي من مرض تحلل طبقة الماكيولا العينية, وهو مرض مزمن ينتج عن تلف نسيج الماكيولا الشبكية المسؤولة عن الرؤية المركزية, فيؤدي إلى تشوش هذا النوع من الرؤية أو ظهور بقعة داكنة في مركز الرؤية البصرية, فيحتاج المريض إلى ضوء قوي عند القيام بعمل قريب كقراءة كتاب أو صحيفة,، ويصبح من الصعب قراءة لافتات الشوارع أو تمييز الإشارات, وتتشوش الرؤية، وقد تتطور هذه الحالة إلى فقدان البصر المركزي في إحدى العينين أو كليهما.

وأظهرت الدراسات أن مادة "لوتين" الموجودة في البيض أكثر امتصاصا في الجسم من تلك الموجودة في مصادر غذائية أخرى, بسبب احتواء مح البيض على مكونات حيوية مثل مادة "ليسيثين".

ويعتبر انخفاض مستويات اللوتين في الجسم عامل خطر مهم للإصابة بتحلل الماكيولا العينية الذي يعتبر السبب الرئيس لفقدان البصر عند المسنين.

وأوضح العلماء أن اللوتين ومركبات الكاروتينويد الأخرى مثل "زيكسانثين" تتراكم في الماكيولا وتفرز صبغات صفراء تحمي العين, مشيرين إلى أن بيضة واحدة يوميا تزود بالكمية المناسبة من اللوتين دون الخوف من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

ووجد الباحثون بعد مراقبة 10 متطوعين استهلكوا السبانخ أو البيض أو نوع واحد أو اثنين من مكملات اللوتين, بحيث زود كل مصدر بستة ملليغرامات من المادة يوميا, أن مستويات اللوتين كانت أعلى بثلاث مرات عند المتطوعين الذين أكلوا البيض كمصدر لهذه المادة.

11
الدراسات والتعليم الجامعي / الضرب والقسمة.
« في: ديسمبر 04, 2004, 08:26:15 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قابلية القسمة على بعض الأعداد :

1) قابلية القسمة على 2
يقبل عدد ما القسمة على 2 إذا كان آحاده صفر أو عدداً زوجياً .

2) قابلية القسمة على 3
يقبل عدد ما القسمة على 3 إذا كان مجموع أرقامه يقبل القسمة على 3

3) قابلية القسمة على 4
يقبل عدد ما القسمة على 4 إذا كان العدد المكون من الآحاد والعشرات يقبل القسمة على 4 و 00

4) قابلية القسمة على 5
يقبل عدد ما القسمة على 5 إذا كان آحاده ( 0 أو 5 )

5) قابلية القسمة على 6
يقبل عدد ما القسمة على 6 إذا كان يقبل القسمة على ( 2 و 3 معا )

6) قابلية القسمة على 9
يقبل عدد ما القسمة على 9 إذا كان مجموع أرقامه يقبل القسمة على 9

7) قابلية القسمة على 10
يقبل عدد ما القسمة على 10 إذا كان آحاده صفر

8) قابلية القسمة على 11
يقبل عدد ما القسمة على 11 إذا كان
الفرق بين مجموع المنازل الفردية ومجموع المنازل الزوجية ( 0 أو يقبل القسمة على 11 )

9) قابلية القسمة على جداء ( ضرب ) عددين أوليين فيما بينهما
يقبل عدد ما القسمة على ب × حـ إذا كان يقبل القسمة على كل منهما وكان ب ، حـ أوليين فيما بينهما
24 يقبل القسمة على 2 , 3 ـ 24 يقبل القسمة على 6
45 يقبل القسمة على 5 , 3 ـ 45 يقبل القسمة على 15
وهكذا نستطيع إيجاد قابلية القسمة على أعداد أخرى باتباع القاعدة السابقة

ملاحظة 36 يقبل القسمة على 2 , 4
وهذا لايعني ولا يمكن أن نستنتج أن 36 يقبل القسمة على 8 لأن 2 ،4 غير أوليين فيما بينهما

10) قابلية القسمة على 25
يقبل عدد ما القسمة على 25 إذا كان العدد المكون من الآحاد والعشرات يقبل القسمة على 25 أو 00

11) قابلية القسمة على 1001 وأيضا 7 ، 11 ، 13
أي عدد مكون من ستة منازل (مراتب آحاد عشرات . . . ) إذا تكررت الأرقام الثلاث على التوالي
كان يقبل القسمة على 1001
وهو أيضا يقبل القسم على كل من الأعداد الأولية 7 ، 11 ، 13 لأن 1001 = 7 × 11 × 13
مثاله ( 123123 ) و ( 469469 ) و ( 775775 ) تقبل القسمة على (7 ، 11 ، 13 )وعلى جداء أي أثنين منها فهي تقبل القسمة على 77 ، 143 ، 91 . . .

الحساب الذهني بعض قواعده :

المبدأ رد العملية إلى عملية أبسط منها باستخدام بعض الخواص .

1) تقسيم عدد على 5
س ÷ 5 = س ÷ ( 10 / 2 ) = ( س × 2 ) / 10
أي لتقسيم عدد ما على 5 نضرب العدد بـ 2 ونقسم الناتج على 10
423 / 5 = 2 ×423 / 10 = 84.6

2) تقسيم عدد على 25
س / 25 = س / ( 100 / 4 ) = ( 4 × س ) / 100
لتقسيم عدد على 25 نضرب العدد بـ 4 ونقسم الناتج على 100
1265 / 25 = 4 × 1265 / 100 = 50.6

ملاحظه لتقسيم عدد على 2.5 اضرب العدد بـ 4 وقسم الناتج على 10
54 / 2.5 = 4 × 54 / 10 = 21.6 وهكذا

3) تقسيم عدد على 125
س / 125 = س / ( 1000 / 8 ) = ( 8 × س ) / 1000
لتقسيم عدد على 125 نضرب العدد بـ 8 ونقسم على 1000
4235 / 125 = 8 × 4235 / 1000 = 33.88
465 / 125 = 8 × 465 / 1000 = 3.72

ملاحظه لتقسيم عدد على 12.5 نضرب العدد بـ 8 ونقسم على 100
142 / 12.5 = 8 × 142 / 100 = 11.36

ملاحظه لتقسيم عدد على 1.25 نضرب العدد بـ 8 ونقسم الناتج على 10
45 / 1.25 = 8 × 45 / 10 = 36
عملية الضرب هي العملية المعاكسة للقسمة


4) ضرب عدد بـ 25
س × 25 = س × ( 100 / 4 ) = ( س / 4 ) × 100
لضرب عدد بـ 25 نقسم العدد على 4 ونضرب الناتج بـ 100
182 × 25 = (182 / 4 ) × 100 = 4550

ملاحظه : لضرب عدد بـ 2.5 نقسم العدد على 4 ونضرب الناتج بـ 10
65 × 2.5 = (65 / 4 ) × 10 = 162.5
ملاحضه : لضرب عدد 0.25 اقسم العدد على 4 فقط
456 × 0.25 = 456 / 4 = 114

5) ضرب عدد مؤلف من رقمين بـ 11
نجمع الأحاد والعشرات للعدد ونضعه بين الأحاد والعشرات اذاكان مجموعهما أصغر أو يساوي تسعه
مثال: 11× 15=165 حيث 6=5+1 ، 11×34=374 حيث 7=4+3
واذا كان حاصل جمع الآحاد والعشرات أكبر تماما من تسعه فإننا نضع الأحاد
الجديد بين الأحاد والعشرات ونجمع العشرات الجديد للعشرات القديم
مثال: 11× 37=407 حيث 7+3=10 تم وضع الصفر بينهما وجمع 1 إلى رقم العشرات 3 فأصبح 4
مثال: 11×86=946 وهكذا
ملاحظة : إذا كان العدد مؤلف من أكثر من رقمين ويراد ضربه بـ 11 نتبع
نضع رقم الآحاد كما هو ثم نجمع رقم الآحاد إلى العشرات ونضع آحاد الناتج ونضيف الباقي للمنزلة
التالية ونكرر كما فعلنا عندما كان مجموع رقمي العدد أكبرمن 9
567 × 11 = 6237
حيث تم وضع الآحاد 7 ثم تم (7+6)=13 ووضع آحاد الناتج عشرات وأضيف 1 إلى التالي ونكرر ما فعلناه

6) جداء عددين مؤلفين من رقمين يحققان
أ) مجموع رقمي الآحاد =10
ب) رقمي العشرات في العددين متساوي
القاعدة نضرب الأحاد بالآحاد ونضع بجانبه حاصل ضرب العشرات بالعددالتالي له
مثال: 23 × 27 = 621 ، حيث 3 × 7 = 21 و 2 × 3 = 6
مثال: 72 × 78 = 5616 حيث 2 × 8 = 16 و 7 × 8 = 56
وحالة خاصة منه تربيع عدد مؤلف من رقمين وآحاده = 5
75 × 75 = 5625 وكذلك 45 × 45 = 2025

7) توظيف بعض المطابقات في الحساب الذهني
أ) ب2 - حـ2 = ( ب - حـ ) ( ب + حـ )
جداء عددين الفرق بينهما عدد صحيح صغير في البدايه ثم نعمم
39 × 41 = ( 40 - 1 ) ( 40 + 1 ) = 1600 - 1 = 1599
73 × 67 = ( 70 + 3 ) ( 70 - 3 ) = 4900 - 9 = 4891

ب) ( ب ± حـ )2 = ب2 ± 2 ب حـ + حـ2
وتستخدم لإيجاد مربع عدد بحيث يكون العدد القريب منه يمكن حساب مربعه بسهولة
41^2 = ( 40 + 1 ) 2 = 1600 + 80 + 1 = 1681
48^2 = ( 50 - 2 ) 2 = 2500 - 200 + 1 = 2301

8) لضرب عدد بـآخر ربما تكون أقدم الطرق وهي توزيع أحدهما على الأخر
وهي تحليل احدهما إلى عشرة أو مضاعفاتها
32×15 =32×(10+5)=320+160=480
153×17=153×(20 - 3) = 3060 - 459 = 2501

هذا ويمكن لك أن تستنتج وتستنبط قواعد أخرى على نفس المنوال ..والتحية للجميع.

منقول للاستفادة .

12
الرياضيات العامة اللامنهجية / دور العرب في الرياضيات.
« في: ديسمبر 04, 2004, 12:34:16 مساءاً »
كدنا في أيامنا هذه أن ننسى ، أو نتجاهل دور العرب المسلمين في صناعة العلم والمعرفة ، وذلك عندما نتحدث عن أي موضوع علمي ؛ فإننا ننسب اكتشافه للغرب ، الغرب الذي سرق الكثير من المعرفة العربية ونسبها لنفسه ، منكراً شمس العرب التي سطعت عليه و أنارت له درب الحقيقة والمعرفة ، ومهدت له القيام باكتشافات العصر ؛ فضاع فضل العرب والمسلمين له وللعالم أجمع .

إن العلماء لا يستطيعوا اكتشاف كل ما يتعلق بعلم معين دفعة واحدة ؛ إنما يكون ذلك بالتدريج ؛ فالعلم في نمو مستمر لا ينتهي ، ولكل عالم يبحث فيه دوره ؛ الذي يرتكز عليه من يأتي بعده ؛ ليكمل بناء صرح العلم الإنساني ، والعرب كغيرهم من البشر لم يكونوا ليتوصلوا إلى ما وجدوه ، و ما صنعوه لولا إطلاعهم على معرفة وإنجازات الأمم الخالية عن طريق ترجمتهم لآثارها ، وكذلك علماء الغرب ما كانوا ليضعوا النظريات لولا إطلاعهم على معرفة الأمم ؛ وخاصة العرب و نتاجهم العلمي الغزير ، فنيوتن وغيره ما كانوا ليكونوا لو كانوا في عصر الخوارزمي و بن الهيثم .

إن القرآن الكريم كتاب هداية في الأصل ، ولكنه تضمن إشارات كلية عن الكون والإنسان والحياة ، وعندما استجاب علماء المسلمين إلى هذا النداء الرباني ؛ صاروا أساتذة العلم في عصرهم ، وأقاموا حضارة راقية لم تعدلها واحدة في زمنها ، والرياضيات كأحد مرتكزات هذه الحضارة ، فقد برع فيها العرب ، فكان منهم الخوارزمي و الكاشي و ثابت بن قره و ابن حمزة وابن الهيثم و الحراني و بن الياسمين و غيرهم كثيرون ، فقدموا للإنسانية روائع النظريات التي كانت الأساس المتين الذي يرتكز عليه ، فقد ارتقوا بالجبر إلى درجة العلم ، وصاغوا فيه النظريات المبرهنة ، ومنهم من كتب فيه شعراً ، و العرب هم الذين خلصوا إلى الأرقام المستخدمة في شرقي العالم وغربه ، ولم يتركوا الهندسة ؛ و إنما عالجوا العديد من المواضيع فيها ، وخاصة الهندسة العملية ، فهم لم يكونوا مجرد ناقلين كما يدعي البعض خطئاً ، فهم كانوا أصاحب فكر ، حيث زادوا ونقحوا واخترعوا ، فهم لم يكونوا بعالة في وجودهم على وجه البسيطة ، بل أنهم استحقوا الحياة لجدهم واجتهادهم ، ومن منطلق دينهم ودنياهم. لقد استفاد من العرب الغرب خاصة ، وأقام على أطلال حضارتهم المزدهرة بالعلم والمعرفة صرحه الحضاري ، وبنى عليها نظرياته وطور فكره العلمي ، فصار منارة للعلم بعدما كان في ظلام دامس من الجهل والتخلف ، فكان النقيض فالعرب الذين كانوا ما بقوا منارة له ، ولذلك يجب علينا الفخر بماضينا المتمثل بأجدادنا العرب و منجزاتهم ، فالذي لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل ، ولكن أيضاً علينا ألا ننسى أنفسنا ، ونظل نحلم بماضينا المجيد ، بل يجب أن نسعى لتعويض ما فاتنا ، والتطلع إلى ما هو أحسن ، فلا نفقد ثقتنا بأنفسنا ، و لا نشك بقدرتنا على الاختراع و لإبداع.

المرجع: بحث "العرب والرياضيات" لـــ عبدالله سيد أحمد.

 '<img'>  '<img'>

13
دراسة تظهر ان فصي المخ للنابغين في الرياضيات يتمتعان بدقة غير تقليدية بالمقارنة مع ذوي القدرات المتوسطة.

يبدو أن هناك شيئا مختلفا بالفعل في تركيبة مخ أولئك النابهين في الرياضيات. فقد أظهرت تجارب جديدة أن الموهوبين في الرياضيات يتمتعون بقدرات أكبر في جعل فصي المخ يعملان معا بقدر أكبر من التعاون. وهذا يساعد في فهم الرياضيات لانه يدعم مهارات التخيل و ادراك الفراغ وذلك حسبما ذكر مايكل أبولي من جامعة ملبورن.

وقام أبولي ومعه فريق من زملائه في الولايات المتحدة بإجراء تجارب على 60 صبيا وشابا تتراوح أعمارهم بين 13 وأكثر من عشرين سنة بقليل وكان 18 من هؤلاء من الموهوبين في الرياضيات والذين تم اختيارهم من برنامج بجامعة ايوا يعمل على اكتشاف النابغين من بين الطلاب صغار السن.

وشاهد المختبرون حروفا كبيرة لامعة على شاشة. وكانت الحروف مؤلفة من حروف صغيرة وضعت في مجموعة لتشكل حرف واحد كبير، عدد كبير من حرف « تي » على سبيل المثال تجمعت لتشكل حرف «تي واحد كبير».

وسلط الضوء على هذه النماذج من الحروف بحيث نرى بالعين اليمنى مرة وبالعين اليسرى مرة أخرى ثم بالعينين معا. وطلب من الاولاد أن يتعرفوا بأسرع ما يمكن على الحروف الصغيرة والحروف الكبيرة.

بالنسبة للاولاد أصحاب القدرات المتوسطة في الرياضيات فإن الجزء الايسر من المخ (المتصل بالعين اليمنى) كان الاسرع في التعرف على الحروف الصغيرة والجزء الايمن من المخ كان الاسرع في التعرف على الحروف الاكبر.

وكان هذا متوقعا حيث تظهر البحوث أن الجزء الايسر يتمتع بالدقة في تبين ا لتفاصيل وهي في هذه الحالة الحروف الصغيرة وأن الجزء الايمن يتمتع بالدقة في استيعاب الصورة ككل أي الحروف الكبيرة هنا. وأن الجزء الايسر يستوعب "الاجزاء" فيما يستوعب الجزء الايمن "الكليات".

لكن الاولاد الموهوبين في الرياضيات لم يظهروا مثل هذه الاختلافات. فقد أجاد فصا المخ وبصورة متساوية كما أن الموهوبين في الرياضيات كانوا أسرع بكثير في الاختبارات التي طلب فيها من فصي المخ أن يتعاونا. وهذه النتائج تدعم النظرية القائلة أن الموهوبين في الرياضيات يمكنهم نقل المعلومات بين فصي المخ بشكل أفضل.

 '<img'>  '<img'>

14


المجتمع مجموعة من الأفراد والاُسر الّذين تربطهم روابط مختلفة ، كالعقيدة أو القرابة ، أو المصالح المشتركة ، والعلاقات التأريخية ... وغيرها .

فكلّ فرد يشعر بانتمائه إلى اُسرته وإلى مجتمعه ، وبأ نّه جزء من اُسرته ومجتمعه ..

إنّ الفرد يتبادل المنافع مع الاُسرة والمجتمع الذي يعيش فيه . كما يكتسب من اُسرته الأخلاق والسّلوك وطريقة العيش ، بل ويكتسب جزءاً من أفكاره وطريقة تفكيره ..

وللفرد مصالح وشخصيّة مستقلّة ، كما إنّ للمجتمع شخصيّة ومصالح مستقلّة. وكثيراً ما يحصل التناقض بين مصالح الفرد والمجتمع لذا اهتمّت القوانين والأنظمة الوضعيّة والإلهيّة بتنظيم العلاقة ، وحلّ التناقض بين مصالح الفرد والجماعة في المجالات التي تتعارض فيها المصلحتان الفرديّة والإجتماعية ..

وقد اهتمّت التعاليم الدينية بتنظيم الحياة المدنيّة للفرد والجماعة لحفظ الحقوق والواجبات الانسانية ، كذلك اهتمّت دراسات الأخلاق والآداب الاجتماعية بتنظيم حياة الفرد والمجتمع والموازنة بينهما على اُسس أخلاقيّة وإحساس وجدانيّ سليم..

فالبعض من الناس لا يفكِّر إلاّ بتحقيق مصالحه الشخصيّة ، ولا تعنيه مصلحة الآخرين ..

فالتاجر المحتكِر والبائع والمنتِج المتلاعِب بالأسعار ، لا يفكِّرون إلاّ بتحقيق الرِّبح الفرديّ ، ولا يعنيهم ما يقع على المستهلكين الفقراء من غلاء وأزمات ومشاكل معاشيّة ..

وصاحب الحاجة يفكِّر في سدِّ حوائجه ، ولا يعنيه أن تبقى حوائج الآخرين وأزماتهم قائمة تفتك بهم ، وتسبِّب القلق والمشاكل والمعاناة لهم ..

والّذي له هدف سياسي خاص يسعى لتحقيق هدفه الشخصيّ ، والحصول على موقع أو منصب يطمح إليه . فإذا حقّق ذلك ، لا يعنيه ما يصيب الآخرين من مشاكل ومعاناة أمنيّة ومعاشيّة وسياسيّة ..

والفلّاح الّذي يملك أرضاً زراعيّة ، لا يتضامن مع الآخرين لتوفير الماء أو العلاج إذا توفّر ذلك لزرعه .

فهذا الصِّنف من الناس لا ينظر إلى القضايا والمشاكل إلاّ من خلال مصالحه .

وقد شخص الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة ، وهذه الأنانيّة الضّارّة بمصالح الجماعة ، فحذّر منها بقوله :
((( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسة ))) .

وبذا يربط الرّسول الكريم محمّد صلى الله عليه واله وسلم بين التفكير بمصالح الجماعة، والخروج من الأنانيّة الفرديّة . فالأناني الذي لا يفكِّر بمصلحة الجماعة ليس بمؤمن صادق الإيمان .

ومَن لا يفكِّر بمصلحة الآخرين ، لا يفكِّر أحد بمصالحه .. وبذا تنهار وحدة المجتمع وبناؤه .

فما لم يتحقّق الشعور النفسي والتربوي السّليم لدى الفرد والجماعة ، وما لم تكن هناك قوانين تحفظ مصلحة الفرد والجماعة .. يتحوّل المجتمع إلى فوضى وأنانية ، وحرمان الأكثرية من أبناء المجتمع .. ومن ثمّ يفسح المجال أمام الأقوياء لقهر الضعفاء واستضعافهم ..

إنّ الإحساس الوجداني والأخلاقي في نفوسنا، والمبادئ الإلهيّة السّامية ، تدعونا إلى أن نحرص على مصلحة الجماعة ، كما نحرص على مصالحنا الفردية الخاصّة.. إذ إنّ كثيراً من المصالح الفرديّة تلحق الضّرر بمصلحة المجتمع ، لذا يجب الابتعاد عنها .

والجدير بالذكر أنّ الإضرار بالمجتمع ، لا يبقى الفرد ، أيّاً كانت مصالحه الفرديّة متحقِّقة ، بمنأى عن الأذى ، إذ إنّ الانسان إجتماعي بالطّبع وبحاجة إلى أن يعيش في المجتمع السّليم والآمن .




 '<img'>  '<img'>

15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




يمكن تلخيص الدوافع الباعثة على القراءة، لدى الأفراد الأكثر قراءة بما يلي:

1- حبّ الاطلاع، الذي هو دافع غريزي يمكن تنميته بواسطة البرامج التعليمية والخطط التربوية الهادفة.

2- الرغبة في التفوق والتميز، علمياً واجتماعياً واقتصادياً، بدافع البحث عن عوامل النجاح في اقتصاد حر يبحث عن الأكفأ.

3- الرغبة في التسلية والمتعة.

4- الاستجابة للدعوة الدينية التي تحث على طلب العلم (من المهد إلى اللحد).

وهكذا تتنوع طرائق القراءة وأساليبها بحسب دوافعها وأهدافها.

فمن ذلك قراءة الدرس، التي يقوم بها الإنسان لزيادة نصيبه من العلم.

فهو يقوم بها في المدرسة ليتمكن من النجاح في المذاكرات والامتحانات والحصول على الشهادات العلمية التي تؤهله لخوض غمار الحياة العملية.

ويراجع في القواميس والمعاجم ودوائر المعارف والموسوعات العلمية، بحثاً عن كلمة أو مصطلح أو مسألة يهتم بها لإلقاء محاضرة، أو كتابة مقال، أو المشاركة في ندوة.

ويقرأ مواد متخصصة مثل الحساب، والخرائط الجغرافية، والمصورات، والرسوم البيانية.

ويقرأ كتب الاجتماع والسياسة والأخلاق والدين، للوصول إلى قرار في مبدأ من مبادئ السلوك، أو قيمة خلقية، أو موقف سياسي.

وينبغي أن تكون له في كل ذلك قدرة على تنظيم المقروء بتلخيصه، واستيعابه لإعطاء فكرة عنه.

وهنالك القراءة للاستمتاع: وهي مرتبطة بأوقات الفراغ، ويندرج تحتها نوعان:

الاول: ينبع من تطلع الإنسان لمعرفة النفس البشرية، وما يحيط بها من ظروف الحياة، فهو يريد أن يعرف شيئاً عن الحيوان وطرق معيشته، وعن الأقطار الأخرى، وعن الفضاء والكون، وعن الحياة في التاريخ وفي الواقع.

الثاني: ينبع من رغبة الإنسان في الابتعاد عن الواقع، ويبدو في رغبة الطفل بقراءة القصص الوهمية والخيالية، ورغبة الكبار في القراءة عن التغيرات المفاجئة، وأحداث الساعة، والمواقف التي يعاني منها الآخرون، وأسرار النفس البشرية، وإدخال السرور والبهجة، وإشباع هواية من الهوايات، كل ذلك من أجل الابتعاد عن الحياة الواقعية، وصرف الذهن عن معاناته الحاضرة.

ومن الواضح أن قراءة الدرس سواءً أكانت في المدرسة، أم في مناشط الحياة المختلفة فإنها قراءة إلزامية أو شبه إلزامية، كتبها مقررة، وموادها مفروضة، وخياراتها محددة.

أما قراءة المتعة الذهنية، فهي نشاط تلقائي، متروك لاختيار الإنسان، فليحسن الاختيار، وليرتفع في مقروءاته عن المستويات الهابطة، ولينوع في هذه المقروءات، حتى لا يمل، فإن الجائع إذا أرغمته على طعام واحد عافه.

وربما تقرأ للنقد وتقديم الكتاب لغيرك فلا تتعجلو ينبغي وأنت تقدم الكتاب للناس، أن تكون قد استوعبته.

اقرأ الكتاب، ودوِّن ملاحظاتك أولاً بأول، وتحقق مما يورده المؤلف، من تواريخ أو إحصاءات، فقد يغلط فيما يورده من بيانات، وقارن معلوماته بما كتب غيره في الموضوع نفسه، وارصد إبداعاته، وما أضافه من أفكار جديدة على سابقيه ومعاصريه، واقرأ ما كتبه غيرك عنه، كي تستطيع أن تضع الكتاب في مكانه المناسب، وتضع تقديمك له في مكانه المناسب، وإذا أصدرت حكمك على الكتاب، فليكن ذلك بكثير من الاحتياط والعدل، فلا يحملنك الإعجاب على تجاوز العثرات، ولا الكراهية على تجاوز الحسنات، قال تعالى (( ولا يجرمنَّكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا)) .

وتجنب الجمل العامة المرددة مثل: الكتاب جيد، لا غنى لقارئ عنه، يتميز بالبراعة والإبداع .. إلخ.

إن تقديمك للكتاب، ينم عن اطلاعك، وأحكامك عليه ربما تكشف عن ضيق أفقك.






  '<img'>  '<img'>

صفحات: [1] 2 3 4 ... 7