السلام عليكم
قرات موضوع جميل جدااا
واحب تقراوة معي :
"الحيوانات لا تذهب للأطباء ولا تملك مستشفيات، ومع ذلك تعيش بصحة جيدة لسن متقدمة. ومقارنة بالإنسان، نادراً ما تمرض وقليلاً ما تموت في "ريعان الشباب"!!.
والسر هنا يكمن في ثلاثة أسباب رئيسية:
- الأول أن الحيوانات تتصرف بفطرتها فتأكل ما ينفعها وتبتعد عما يضرها.. وفي المقابل يعلم الإنسان مضار السكريات والخمور والمواد الاصطناعية ومع ذلك لا يتوانى عن ازدرادها!!.
- والثاني أن الحيوانات تنشأ في بيئة بدائية قاسية فيموت الضعيف بعد الولادة وتقوى مناعة من كتبت له السلامة.. وفي المقابل يحاط المولود البشري بأنواع الرعاية والمساعدة الصحية فيُصبر الضعيف، ويضعف القوي!!.
- أما السبب الثالث (وهو موضوع اليوم) فهو قدرة الحيوانات العجيبة على علاج نفسها بنفسها.. فهناك حيوانات كثيرة (كالأبقار والقردة والفئران) تعمد إلى أكل الطين حين تصاب بتسمم حاد.. بل إن الطين يخفف من تأثير السموم ويؤدي إلى تقيئها في معظم الأحيان!!.
كما لوحظ أن الحيوانات تملك موهبة التعرف على الأعشاب والمواد النافعة ضد أمراض معينة. فالخيول والنسانيس مثلاً تعمد إلى أكل الشعر حين تصاب بطفيليات الأمعاء. وهذه التقنية - التي لم يعرفها الإنسان إلا مؤخراً - مفيدة في خنق الطفيليات وإنزالها من البطن. وحين تصاب السعادين بالحمى تهرش لحاء الكينا وتلعقه من الداخل (وهو المستخدم حالياً لصنع طائفة واسعة من الأدوية)..
هذه المواهب الغريبة اتخذت كأساس لعلم جديد يدعى Zoopharmacognosy أو "الصيدلة الحيوانية". وقد بدأ بالتبلور عام 1994حين اجتمع بعض العلماء لتبادل الخبرات حول طرق العلاج الذاتي في المخلوقات. وقد اتفقوا على أهمية مراقبة السلوك الصحي للحيوانات والاستفادة من كيفية علاجها لنفسها. كما نصحوا بمراقبة التغيرات الطارئة في عاداتها الغذائية حين تصاب بالأمراض.. فقد أشاروا مثلاً إلى أن الكلاب والقطط (التي تعتمد على اللحوم كغذاء أساسي) تتحول إلى أنواع معينة من الأعشاب حين تصاب بالمرض أو الحمى. كما تعمد الخراف في جرينلاند (التي تتناول الأعشاب أساساً) إلى أكل رؤوس العصافير فقط لتعويض نقص المعادن في فصل الشتاء البارد!!!.
.. وما يبدو لي أن الموهبة الأخيرة موجودة في الإنسان ولكنها تخف مع تقدمه في السن. فقد لوحظ مثلاً أن الأطفال الذين يعانون من نقص في الأملاح والمعادن يعوضون هذا النقص من خلال التهام التراب وأملاح الحصى. وهذا دليل على أن جسم الإنسان يتمتع بميزة الربط بين نوعية الطعام والعناصر التي يحتاجها. فنحن بلا وعي منا نربط بين أكل السمك ونقص فيتامين A، وبين الكبد وعنصرالحديد، وبين الحليب ووفرة الكالسيوم. وفي حين تجبر الأمهات أبناءهن على التهام ما يعتقدنه مناسباً يميل الأطفال (بالفطرة) إلى تناول الطعام الذي يحتاجونه.. ولكننا - للأسف - كلما تقدمنا بالسن كلما ضعفت لدينا هذه الموهبة وقل إحساسنا بالقيمة النوعية للطعام، فحين نكبر تتحكم فينا رغباتنا وشهواتنا (لا احتياجاتنا الفعلية للغذاء)، وفي حين يكتفي الأطفال بالكمية والنوعية التي يحتاجونها، يأكل الكبار ما يعشقونه حتى الإفراط!!.
فيما مضى كنا قوماٍ لا نأكل حتى نجوع، وإن أكلنا لا نشبع.. أما اليوم فنأكل متى نرغب، وإن أكلنا لا نتوقف "
شكرا