Advanced Search

المحرر موضوع: حتى النبات يصاب بالسرطان  (زيارة 450 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 15, 2004, 11:20:22 مساءاً
زيارة 450 مرات

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
حتى النبات يصاب بالسرطان
« في: يناير 15, 2004, 11:20:22 مساءاً »
عادة ما يلجأ الإنسان لعالم النباتات والأعشاب للعلاج خاصة إذا كان المرض عضالا كالأورام السرطانية.. لكن ماذا لو أصيب النبات نفسه بالسرطان؟ هل يمكن علاجه؟! لا شك أن هناك تشابهًا كبيرًا بين ميكانيكية حدوث الورم في النباتات والإنسان. فتحول الخلية سواء الحيوانية أو النباتية إلى خلية سرطانية يكون بسبب بكتريا أو فيروس أو عوامل أخرى كثيرة ينتج عنها اضطرابات في عملية تكاثر الخلايا، حيث تتحول الخلايا الطبيعيةإلى نوع شاذ يتناسخ ويتكاثر بطريقة غير منضبطة؛ وهو ما يؤدي إلى حدوث خلل في العمليات الفسيولوجية للكائن الحي.
وينتهي الحال بالإنسان في الأغلب بعد الإصابة بالورم السرطاني وعدم استئصاله إلى الوفاة، أما في النبات فينتج عنه خنق لمسار المياه والعناصر الغذائية الصاعدة للنبات؛ وبالتالي يزداد النبات ضعفًا ويقل إنتاجه وهو ما يدفع المزارعين إلى التخلص منه وهذا ما يحدث في أشجار الفاكهة، مثل الخوخ والمشمش والبرقوق وغيرها من الأشجار وهو ما يمثل خطورة شديدة على الاقتصاد الزراعي.
 لم يكن العلماء القائمون على دراسة سرطان النبات يتوقعون أن أبحاثهم ستستغرق سبعين عاما كاملة عندما بدءوا الأبحاث في عام 1904. وعلى الرغم من إنفاق مليارات الدولارات على هذه الأبحاث، فإنها لم تحقق المرجوّ منها إلا في عام 1974 عندما توصل الباحثون إلى ميكانيكية عمل البكتريا المسببة لسرطان النبات والمسماة ببكتريا "أجرو باكتيريم تيوميفشينس"  (Agrobacterium tumefaciens). الاكتشاف الذي ساهم بشكل فعَّال في معرفة كيفية حدوث الأورام في النبات، وبالتالي التعرف على كيفية حدوثها في الإنسان.

يوضح لنا الدكتور محمد الوكيل أستاذ ورئيس قسم أمراض النبات بكلية الزراعة بجامعة المنصورة أن الأورام بصفة عامة يطلق عليها تدرنات (Tumors). وهي عبارة عن نمو غير طبيعي في أنسجة النباتات والأشجار بأحجام مختلفة على الأوراق أو السيقان أو الأفرع أو الجذور أو البذور. ويصل حجم الورم من تدرنات قد لا ترى بالعين المجردة إلى أورام قد تصل لحجم البرتقالة. ويشير د. الوكيل إلى أن الأورام التي تصيب النباتات تصنف إلى ثلاثة أنواع، منها ما يسمى بالورم الحميد والورم الحشري والنوع الثالث هو الورم السرطاني.
والورم في النبات بشكل عام لا يخرج عن كونه رد فعل للمؤثرات الخارجية التي تسفر عن أنواع مختلفة من الأورام باختلاف ذلك المؤثر، كتدرن بسيط أعلى جرح عمل النبات على التئامه، أو نشاط زائد من الخلايا البارنشيمية كرد فعل للإفرازات الكيماوية من الحشرات التي تحدث تهيجا في الأنسجة، أو الإصابة ببكتريا مثل الأجروباكتيرم تيوميفشينس المسببة للتدرن.
ونظرًا لأن البكتريا تستطيع أن تعيش في الأرض لمدة قد تصل إلى حوالي 25 عامًا، فإن فرصة إصابة الأشجار المثمرة التي تزرع في الأرض الملوثة بهذه البكتريا تصبح كبيرة.
الأورام السرطانية
وأخطر التدرنات هي التي تسببها بكتريا الأجروباكتيرم تيوميفشينس (Agrobacterium tumefaciens) ، وتُعرف بالتدرنات التاجية أو سرطان النبات فالتاج هو المنطقة الفاصلة بين الجذر والساق، وتحتوي على خلايا نشطة، وتصيب هذه التدرنات معظم النباتات ذات الفلقتين، مثل العدس والفول وكافة أشجار الفاكهة عدا النخيل.
وحول كيفية حدوث الورم السرطاني في النبات يشير الدكتور محمد الوكيل إلى أن بداية حل اللغز جاء بعد عشرات السنين من الأبحاث المختلفة، حيث اتضح أن البكتريا المعروفة باسم أجروباكتيرم تيوميفشينس بها كرموسوم حلقي زائد سمي بلازميد (Plasmid) يحمل جزءًا كبيرًا من الجينات المسئولة عن حدوث الورم، وأن جزءًا منه يدخل إلى الخلية النباتية ويلتحم مع المادة النووية بها؛ وبالتالي فإن الـ DNA (الشريط الوراثي) الخاص بالخلية يصبح به جزء من الـDNA الخاص بالبكتريا.
وينتج عن ذلك خلايا سرطانية تتكاثر في جميع الاتجاهات بطريقة عشوائية ودون أية ضوابط، كما أنها تفرز مركبات كيميائية ضارة تؤثر على الجهاز الوعائي للنبات المسئول عن نقل المواد الغذائية من التربة إلى الأوراق التي تعتبر المصنع الذي تتحول فيه المواد الغذائية إلى بروتينات ونشويات ودهون لإنتاج الثمار.
وللتأكد من أن البلازميد هو السبب في إحداث الورم تم زراعة البكتريا وتنميتها في درجة حرارة أعلى من درجة نموها المثلى -33ْ- حيث تفقد هذا الكرموسوم. وعند استخدامها فيما بعد لإحداث العدوى وجد أنها لا تحدث أية أورام.

جدير بالذكر أن الأورام تنتشر من مكان ظهورها في البداية إلى أماكن أخرى في النبات، تماما مثلما هو الحال في الإنسان وبنفس الميكانيكية.
من ناحية أخرى فقد فتحت البكتريا المسببة للأورام في النبات الباب للدخول إلى مجال الهندسة الوراثية نظرًا لقدرتها على نقل الجينات إلى داخل الخلية النباتية. وهذا ما لم يمكن تنفيذه بطرق أخرى من قبل، وقد أدت دراسة طبيعة عمل هذه البكتريا من قبل العلماء لأكثر من خمسين عامًا دورا كبيرا في مجال الهندسة الوراثية.
الكشف المبكر والوقاية
هناك طرق للكشف المبكر عن سرطان النبات عن طريق تقدير نسبة البكتريا المسببة للورم في النبات قبل حدوث الأعراض، وهناك مركبات كيميائية ومجموعة من المضادات الحيوية التي تُستخدم في قتل هذه البكتريا. وفيما يتعلق بطرق الوقاية فيجب تجنب حدوث الجروح التي تحدث في الشعيرات الجذرية والتي تعتبر البوابة الطبيعية لدخول البكتريا المسببة للمرض.
كما يجب التعامل مع الجروح التي تحدث نتيجة التقليم عن طريق سدها بعجينة معينة تمنع دخول البكتريا إلى النبات، بالإضافة إلى منع عملية التطعيم بأفرع مصابة بورم سرطاني. وفي حالة ظهور ورم سرطاني يجب إزالته من على الأشجار مع دهان الجرح بعجينة مطهرة ومضاد حيوي للحفاظ على النسيج المكشوف.
وينصح الدكتور محمد الوكيل بضرورة توخي الحذر عند القيام بالإجراءات المعملية المتبعة في المعامل البكتريولوجية؛ نظرًا لأنه من الممكن أن تتسبب الخلايا السرطانية النباتية في حدوث أورام موضعية على جلد الإنسان، خاصة إذا ما كان هناك جرح على سطح الجلد.

تدرنات على ساق نبات


ورم سرطاني على الساق


أورام سرطانية على الجذور
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير