قال تعالى
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) آل عمران
الاخوان والاخوات رواد هذا المنتدى (الفلك):
انكم على خير عظيم متى تم توظيف طاقتكم وعلمكم هذا في سبيل الله ، وارجو ان تبحروا معي
على ضفاف الشواطيء الايمانية ، لكي نعيد ترتيب ولفت نظر من قد غفل منا ، فوالله ان هناك الكثير
من الخير والأجر بانتظاركم متى ادركتم ذلك واستبيحكم عذرا سلفا للاطالة . وما دفعني للكتابه هنا
هو لانني سأخاطب عقولا مستنيره ولها افق وبعد نظر ، اليس هذا منتدى علمي يختص بالفلك إذن
هنالك تربه خصبه للإستزاده باذن الله .
*اليقين وما ادراك ما اليقين
من المؤكد ان الجميع يعرف اليقين وكلنا نعلم عن فضل اليقين والموقنين بالقرآن والسنة المطهرة.
وما نود ذكره هنا وطرحه هو كيفية انني اصبح من الموقنين او ذا يقين وللمعلومية ياأخواني واخواتي ان كثير من المشاكل الروحية والآلام النفسية هو بسبب البعد عن اليقين
قد يقول قائل انا موقن ولكن عندما تنظر الى افعاله وبعده عن آيات الله وعدم تدبره توقن انه غير موقن
إن اليقين مدخل وسبب عظيم في هداية الكثير من الناس وتحديدا اولئك الذين يتتبعون أسباب العلم
فوالذي نفسي بيده ان الايمان المكتسب من اليقين والتدبر بآيات الله لهو أحب الى الله وذلك
أن المتدبر والمتتبع لخلق الله وقدرته فهو في خير عظيم
الاترون ان العقل الغربي قد وصل إلى ماوصل اليه من علم ومعرفة وذلك بإن الله الحكيم الخبير
سلم واقتضت حكمته بإن يكون علمهم شاهدا عليهم وتكون الكواكب والنجوم شاهدة عليهم يوم تقوم الاشهاد بيوم مقداره خمسين الف سنة
لذلك تجد منهم من يهتدي ويرجع لربه وهناك الكثير ممن رجعوا لله وتركوا ملة قوم لايؤمنون
ولكن لم يصلنا من اخبارهم الا قليل لاسباب كثيره ومعروفه ولسنا هنا بصدد ذلك
انما الله العليم احاط نفسه علما بانه لايؤمن الا قليل
اخواني واخواتي :
انك عندما تنظر وتتدبر الى هذا الفلك الواسع والنجوم المتناثره التي تزين هذه السماء الدنيا
عندما تتأمل ذلك وتقول من صميم فؤادك سبـــــــــــــــــــــحــــــــــــان اللـــــــــــــــه
والله انك في عبادة من اعظم العبادات حتى لوكنت مقصرا بواجباتك وارتباطك بالعبادات المحسوسة
انك هنا تعبد الله بقلبك بحيث لايشعر الاخرون بانك تتعبد في هذه اللحظة ويكون فؤادك معلق تجاه عظم خلق الرحمن وبالتالي هذا تعظيم للذات الآلهية وهذا ما يحبه الله ويريد أن يكون عليه المؤمن .
الاترى يا أخي ويا أختي كيف كان سيدنا ذي النون ، قال تعالى :
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)
والله يا اخوان انه موقف ترتعش منه الجلود، موقف ايماني عظيم سيدنا يونس ابتلاه الله وامتحنه في ثلاث ظلمات : بطن الحوت ، ظلمة الليل ، ظلمة قعر المحيط
فماذا سمع هناك في قاع البحر ذلك المكان الموحش انه سمع المخلوقات تسبح بعد أن فقهه الله بتسبيحها
فنادى هناك من ذاك المكان البعيد بدعوة قال الرسول عنها صلى الله عليه وسلم انها اول دعوة
وعبادة أستجاب الله لها من انبياءه أستجاب الله له لانه عظم الله في ذلك المكان بعد أن سمع ما سمع
حتى ان الملائكة قالت صوت عبد صالح نعرفه ياالله ، والله الذي خلقه وخلق الملائكة يعرف عباده
وما خلق ولذلك جاءت هذه القصة ليست فقط تسلية لمحمد خير البرية صلى الله عليه وسلم ولكن
هي رسالة للبشر والمؤمنين بعظم هذه العبادة سراَ وعلناَ نهاراَ وليلاَ واقفا اوجالسا او على الجنب
يا أحبتي ان القرآن كلام الرب وكل مافيه غالبا هوموجه الى كل إنسان
فلا تترك هذه الآيات خلف ظهرك .
إن مجرد نظرك الى الفضاء والتدبر والاستزاده بعلوم الفلك وانت تعقد النية الصادقة لكي
تنظر الى عظم خلق الله إن ذلك والله هو روح العلم اذا كان للعلم روح
إن خلق السموات والارض والنجوم وتلك المجرات وما يحوي الكون انه والله لاعظم وأكبر من خلق الانسان كما قال تعالى ذلك باحد آياته .
فماذا هو الانسان مقارنة بذلك الخلق العظيم الذي لايدركه ولا يعيه الا قليل ممن رحم الله
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا
اذن عمر الكون اقدم بمراحل كبيرة فماالانسان الا حديث جدا فلقد اثبت العلم
ذلك كما تعلمون
عذرا على الاطالة ولكن ارجو ان تستشعروا عظم التدبر والتفكر بخلق الله حتى على جنوبكم قبل النوم فان لله جندا يذكرون ذلك ولن تظلمون فتيلا فتزودوا .........