حـديـث الذبـابـة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا وَقَع الذُبابُ في إناءِ أحَدِكم فَليغمسُه كلَهُ ، ثم ليطَرحهُ ، فإنَ في أحَدِ جنَاحيهِ الداء ، وفي الآخَرِ شفاء ".
رواه البخاري ، وأبو داود، والنسائي ، وابن ماجه، وأحمد ، وعبد ابن حميد ، والدارمي ، وأبو عبيد ، وأبو يعلي ، وابن الجارود ، وابن خزيمه ، وابن حبان ، والحاكم ، وابن السكن ، والبزار ، وابن قتيبة ، والطبراني ، والبيهقي، والطحاوي ، وأبو داود الطيالسي ، وابن النجار ، والبغوي ، وابن أبي خيثمة، وابن عبد البر.
عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وعلي بن أبي طالب. رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
هذا هو الحديث الشريف الذي حير تفسيره على مدى عصور مضت ، عدداً كبيراً من الباحثين والعلماء الأفاضل ، وتطرق لمحاولات تفسيره ، عشرات إن لم نقل المئات ، من هؤلاء العلماء الجهابذة البررة ، الغيورين على دينهم ، كل بجهده وإخلاصه وعلمه.
المعجزة في غمس الذبابة قبل طرحها :
-في حالة غمس الذبابة بعد سقوطها على سطح السائل ، قبل طرحها أو التخلص منها ، فإن جسم الذبابة وما يعلق عليها ، من ميكروبات وجراثيم وفيروسات وفطريات ، والتي تمثل طبقة وسطى بين جسم الذبابة وسطح السائل، فإن الذبابة وما عليها ، تتغلف بطبقة شبه كاملة من السائل ( وكأنها غلاف ) ، يحول دون تلوث السائل بقدر كبير من الميكروبات والجراثيم والفيروسات والفطريات ، وعلى الرغم من نزول أو تلوث السائل بقدر ضئيل نسبياً من هذه الكائنات الدقيقة إلا أن هذه الجرعة البسيطة تعرف طبياً بالجرعة دون المرضية (Sub clinical infective dose).. وهي التي تحث الجهاز المناعي بالجسم ، لتكوين أجسام دفاعية أو مناعية أو مضادات لسموم تلك الميكروبات ، أو الفيروسات أو الفطريات ، ولكن دون ظهور أعراض مرضية ، وعادة ما تبقى مثل هذه الأجسام المناعية المضادة ، في جسم الإنسان تسبح في دمه لشهور ، أو لسنوات أو مدى حياته ، لترد عنه نفس الداء ، إذا ما تعرض للعدوى به مرة ثانية.! (( أليست هذه فكرة التطعيم الحديثة ضد الأمراض المعدية ، والتي عرفها الطب الحديث ، بعد جهد جهيد وأبحاث وتجارب مضنية ، قام بها آلاف من العلماء والأطباء المتخصصين ، من شتى بقاع الأرض وأعدوا لها الأبحاث ، وأقاموا لها المؤتمرات و تبادلوها عبر المحافل الدولية ، وسجلها لهم التاريخ بأحرف من نور ، في أمهات الكتب والمراجع ، وبكل اللغات بعد أن استعانوا بوسائل التكبير ، البصرية والمجهرية والإليكترونية ، والمزارع الميكروبية وأجهزة التعقيم وغيرها من أدوات ، وأجهزة علمية حديثة ومعقدة ؟ وأنبأنا بها النبي الأمي الذي لا ينطق عن الهوى؟ ))