السلام عليكم
قال تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) سورة الذاريات
الحبك في اللغة العربية
لفظة( الحبك) مستمدة من الفعل( حبك), بمعني شد وأحكم يقال ( حبك) الأمر( يحبكه)( حبكا), كما يقال ( أحبك) الأمر( يحبكه)( حبكا) و(إحباكا) أي شده وأحكمه.
ويقال ( حبك) النساج الثوب, أي أجاد نسجه, و(حبك) الحائك الثوب أي أجاد صنعه, وضبط أبعاده, فالأمر( المحبوك) المحكم الصنعة, وكذلك( الحبيك) و(الحبيكة) أي( المحبوك) و(المحبوكة), قال ابن الأعرابي: كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد( أحبكته).
وقد جاءت لفظة( الحبك) في القرآن الكريم مرة واحدة فقط, وذلك في قول الحق( تبارك وتعالي):
والسماء ذات الحبك*
السماء ذات الحبك في المفهوم العلمي
تفيد المعلومات المتوفرة عن الجزء المدرك من السماء الدنيا, أن لتلك السماء من الصفات مايلي:
(أ) أنها شاسعة الاتساع, عظيمة البناء, متقنة الخلق والصنعة.
(ب) أنها ذات ترابط محكم شديد في كل جزئية من جزئياتها.
(ج) أنها ذات كثافات متباينة في مختلف أجزائها.
(د) أنها ذات مدارات محددة لكل جرم من أجرامها, علي الرغم من تعاظم أعدادها واستمرارية سبحها.
والسماء ذات الحبك, بمعني ذات الإحكام في الخلق
السماء ذات الحبك بمعني ذات الترابط المحكم الشديد
والسماء ذات الحبك بمعني ذات الكثافات المتباينة في مختلف أجزائها
والسماء ذات الحبك بمعني ذات المدارات( الطرق) المحددة لكل جرم من أجرامها.
وقد يري القادمون بعدنا باجيال في هذا الوصف القرآني ما لا نراه الآن, لتظل اللفظة القرآنية مهيمنة علي المعرفة الانسانية مهما اتسعت دوائرها وتظل دلالاتها تتسع مع الزمن ومع اتساع معرفة الإنسان في تكامل لا يعرف التضاد, وليس هذا لغير كلام الله...!!!
وتبقي هذه اللمحات الكونية في كتاب الله ـ في اتساع دلالاتها مع الزمن في تكامل لا يعرف التضاد ـ مصدقة لقول الحق( تبارك وتعالي) ولتعلمن نبأه بعد حين*( ص:88)
ولقوله عز من قائل : لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون*( الأنعام:67)
ولقوله سبحانه سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه علي كل شيء شهيد*( فصلت:53)
وتبقي أيضا تصديقا لنبوءة المصطفي( صلي الله عليه وسلم) في وصفه للقرآن الكريم بأنه لا يخلق علي كثرة الترداد, ولا تنقضي عجائبه.
يقول تعالى ( والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم )
تحياتي