Advanced Search

المحرر موضوع: ابن الهيثم.. صاحب "المناظر"‏  (زيارة 751 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يونيو 28, 2004, 06:52:50 مساءاً
زيارة 751 مرات

عبدالله علي

  • عضو خبير

  • *****

  • 1005
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
ابن الهيثم.. صاحب "المناظر"‏
« في: يونيو 28, 2004, 06:52:50 مساءاً »
هو الحسن أبو علي بن الحسن بن الهيثم، وُلد في البصرة عام 354هـ/ 965م، وهو من أصل عربي، كان في طفولته عازفًا عن اللهو مع أقرانه، مقبلاً على القراءة والاطلاع، كثير التساؤل، وكان حَسَن الخط (وقد اشتغل بنسخ الكتب فيما بعد)، سار على طريق العلماء، فسافر في طلب العلم، فذهب إلى بغداد، والشام ومصر، وتنقّل بين أرجاء الدولة الإسلامية.

وكان في كل أحواله زاهدًا عن الدنيا؛ درس في بغداد الطب، واجتاز امتحانًا مقررًا لكل من يريد العمل بالمهنة، وتخصص في طب الكحالة (طب العيون)، كان أهل بغداد يقصدونه للسؤال في عدة علوم، برغم أن المدينة كانت زاخرة بصفوة من كبار علماء العصر.

وقد سمع الحاكم بأمر الله بمقولته عن قدرته على تنظيم أمور النيل، بحيث يصلح للري في كافة أوقات السنة، فاستدعاه إلى بلاطه، وأمده بما يريد للقيام بهذا المشروع، ولكن ابن الهيثم بعد أن حدد مكان إقامة المشروع (وهو نفس مكان السد العالي المقام حاليًا)، أدرك صعوبة أو استحالة إقامة المشروع بإمكانات عصره، فاعتذر للحاكم بأمر الله.

بعد ذلك اتخذ من غرفة بجوار الجامع الأزهر سكنًا، ومن مهنة نسخ بعض الكتب العالمية موردًا لرزقه، هذا بخلاف التأليف والترجمة؛ حيث كان متمكنًا من عدة لغات، وتفرغ في سائر وقته للتأليف والتجربة، وذلك حتى وفاته في عام 1039م، وقد وصل ما كتبه إلى 237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه المؤلفات، وإن كان ما بقي منها أعطى لنا صورة واضحة عن عبقرية الرجل، وإنجازاته العلمية.

اعتمد ابن الهيثم في بحوثه على أحد منهجين، هما: منهج الاستقراء، ومنهج الاستنباط. وفي الحالين كان يعتمد على التجربة والملاحظة، وكان همه من وراء البحث هو الوصول إلى الحقيقة التي تثلج صدره، وقد حدد الرجل هدفه من بحوثه، وهو إفادة من يطلب الحق ويؤثره، في حياته وبعد مماته.

وكان ابن الهيثم يرى أن تضارب الآراء هو الطريق الوحيد لظهور الحقيقة. وقد جعل من التجربة العملية منهاجًا ثابتًا في إثبات صحة أو خطأ النتائج العقلية أو الفرضيات العلمية، وبعد ذلك يحاول التعبير عن النتيجة الصحيحة بصياغة رياضية دقيقة.

وقد كان لابن الهيثم مساهماته الجليلة في العديد من العلوم بخلاف علم البصريات؛ ففي علم الرياضيات وضع العديد من المؤلفات، وقد وصل إلينا منها 37 مخطوطًا، بعضها كان شرحًا وتعليقًا على مؤلفات الأولين في هذا المجال، والبعض الآخر تأسيسًا لنظريات رياضية حول خصائص المثلث والكرة، وكيفية استخراج ارتفاعات الأجسام، وغير ذلك...

ومن مؤلفاته....
1- شرح مصادرات إقليدس .

2- كتاب في بركار (فرجار) القطوع.

3- مقال في أصول المساحة .

4- مقالة في مساحة المجسم المكافئ.

5- قول في استخراج ضلع المكعب .

6- مقالة في خواص المثلث من جهة العمود.

7- كتاب الجامع في أصول الحساب .

8- مقالة في استخراج ما بين بلدين في البعد بجهة (باستخدام) الأمور الهندسية.



وقد وضع ابن الهيثم مؤلفًا تحت عنوان: "قول في حل مسألة عددية"، والمسألة التي يتعرض لها في هذا الكتاب هي "إيجاد عدد يقبل القسمة على (7) بحيث إذا قسم على (2) أو (3) أو (4) أو (5) أو (6) كان باقي القسمة واحدًا"، وقد وجد للمسألة أكثر من مدخل، فوضع قانونًا للحل يصلح لرقم (7) ولغيره من الأرقام.

أما في علم الميكانيكا كانت دراسته للظواهر الميكانيكية في إطار تجاربه في علم الضوء، ولكنه توصّل إلى رصد ما يلي:

***أن للحركة نوعين:
1-الحركة الطبيعية: وهي حركة الجسم بتأثير من وزنه، وهو ما يعرف الآن باسم "السقوط الحر".

- الحركة العرضية: وهي الحركة التي تنتج من تأثير عامل خارجي (القوة)، وهو يرى في الجسم الساقط سقوطًا حرًا أن سرعته تكون أقوى وأسرع إذا كانت مسافته أطول، وتعتمد بالتالي سرعته على ثقله والمسافة التي يقطعها.

***تحليل حركة الجسم:
ينظر ابن الهيثم إلى حركة الجسم أنها مركبة من قسطين (مركبتين)، واحدة باتجاه الأفق، والأخرى باتجاه العمود على الأفق، وأن الزاوية بين المركبتين قائمة، وأن السرعة التي يتحرك بها الجسم هو محصلة هذين القسطين.

درس تغير سرعة الأجسام عند تصادمها بحسب خصائص هذه الأجسام وميز بين الاصطدام المرن، وغير المرن، وكان ذلك عند تجربته بإلقاء كرة من الصلب (في دراسته لانعكاس الضوء) على سطح من الحديد، وسقوطها على سطح من الخشب أو التراب.

أما في علم الفلك فلابن الهيثم حوالي 20 مخطوطة في هذا المجال، وقد استخدم عبقريته الرياضية في مناقشة كثير من الأمور الفلكية، كما ناقش في رسائله بعض الأمور الفلكية مناقشة منطقية، عكست عبقرية الرجل من جانب، ومن جانب آخر مدى عمق خبرته وعلمه بالفلك...

ومن مؤلفاته...
1- ارتفاع القطب: وفيه استخرج ارتفاع القطب، وتحديد خط عرض أي مكان.

2- أضواء الكواكب .

3- اختلاف منظر القمر.

4-  ضوء القمر: وأثبت أن القمر يعكس ضوء الشمس وليس له ضوء ذاتي.

5- الأثر الذي في وجه القمر: وفيها ناقش الخطوط التي تُرى في وجه القمر، وتوصل إلى أن القمر يتكون من عدة عناصر، يختلف كل منها في امتصاص وعكس الضوء الساقط عليه من الشمس، ومن ثم يظهر هذا الأثر.

6- مقالة في التنبيه على مواضع الغلط في كيفية الرصد.

7- تصحيح الأعمال النجومية .

8- ارتفاعات الكواكب.

وغير ذلك كثير.....

*** ابن الهيثم مؤسس علم الضوء.

لا بد أن نقرر أن الحضارة الإسلامية أضافت إلى كافة العلوم، ولكن الذي أعلى قدرها بحق هو إبداعها لعلوم غير مسبوقة، ومن هذه العلوم علم الضوء، وصاحب السبق والفضل فيه هو ابن الهيثم بلا منازع، وقد وضع أسس هذا العلم في كتابه الفريد "المناظر".

وقد قسّم الكتاب إلى سبع مقالات، كل مقالة احتوت على عدة فصول، وكانت عناوين المقالات كالتالي:

المقالة الأولى: كيفية الإبصار بالجملة.

المقالة الثانية: تفصيل المعاني التي يدركها البصر وعللها وكيفية إدراكها، وتشمل الفصول التالية:

المقالة الثالثة: أغلاط البصر فيما يدركه على استقامة وعللها.

المقالة الرابعة: كيفية إدراك البصر بالانعكاس عن الأجسام الثقيلة.

المقالة الخامسة: مواضيع الخيالات، وهي الصور التي ترى في الأجسام الثقيلة.

المقالة السادسة: أغلاط البصر فيما يدركه بالانعكاس وعللها.

المقالة السابعة: كيفية إدراك البصر بالانعطاف من وراء الأجسام المشفة المخالفة لشفيف الهواء.

وقد ألف هذا الكتاب عام 411هـ/ 1021م، وفيه استثمر عبقريته الرياضية، وخبرته الطبية، وتجاربه العلمية، فتوصل فيه إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي، وصار بها أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال، والكتاب سبقه عدة مؤلفات في المجال نفسه، مثل: المرايا المحرقة بالقطوع، والمرايا المحرقة بالدائرة، ولكن في كتاب المناظر ذي السبع مقالات، وضع الأسس الواضحة لعلم الضوء، وأبرز النتائج التي توصل إليها، ولم يسبقه إليها أحد:

1- حسم الخلاف حول كيفية إبصار الأجسام، وقطع أنها ناتجة من انعكاس الضوء من على الأجسام، ووصول الأشعة إلى العين منها، وليس خروج الأشعة من العين إلى الأجسام، ذلك مع وصف للعين قريب من الصحة.
وبالرغم من أن عددًا من التفاصيل التي ذكرها ابن الهيثم مخالفة للعلم الحديث فإن مجمل وصف العين يبدو مقبولاً كخطوة جريئة نحو الحقيقة، وبالتالي يكون ابن الهيثم هو أول من رتّب أقسام العين ورسمها بوضوح، كما يقول عنه "ماكس مايرهوف".

2- قام بتعريف الضوء بصورة قريبة مما نعرفه اليوم، وذلك بأنه جسم مادي لطيف يتألف من أشعة لها أطوال وعروض، وناقش خصائصه، وقام بتعريف الانعكاس، وحدد بصورة قاطعة أن زاوية السقوط تساوي زاوية انعكاس الضوء في المرايا.

3- كان أول من قال بأن للضوء سرعة محددة يمكن قياسها.

4- حدد اتجاه انكسار الضوء عند انتقاله من وسط إلى وسط أقل أو أكثر كثافة من الأول، فيكون الانكسار (الانعطاف في لفظه) مبتعدًا أو مقتربًا من العمود المقام على المستوى الفاصل بين الوسطين.

5- وكان أحد أبرز إنجازاته في هذا الكتاب تجربة الصندوق الأسود، وهي تعتبر الخطوة الأولى في اختراع الكاميرا. وكما تقول الموسوعة العلمية "سارتون": فابن الهيثم يعتبر أول مخترع للكاميرات، وهي ما يُسمى عمليًا (Camera obscura).

6- عرض لصور الانعكاس من على السطوح المختلفة، وهو ما عُرف باسم مسألة ابن الهيثم، وفيها تعامل ابن الهيثم مع معادلة من الدرجة الرابعة، وذلك لتحديد مكان نقطة الانعكاس لكافة أشكال الأسطح.

هذا قليل من كثير من عطاء هذا العالِم الموسوعي الفذّ؛ فهل عقمت بطون الأمهات المسلمات أن يأتين بمثل هذا الرجل، أم أن تربيتنا هي العقيمة؟!. صدق "قدري طوقان"؛ إذ يقول: "يؤلمني أن أقول إنه لو كان ابن الهيثم من أبناء أمة أوروبية لرأيت كيف يكون التقدير، وكيف يُذاع اسمه وتنتشر سيرته؛ لتأخذ منه الأجيال حافزًا يدفعهم إلى الاقتداء به".
وقل رب زدني علما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يونيو 28, 2004, 11:52:55 مساءاً
رد #1

e.m.f

  • عضو خبير

  • *****

  • 3054
    مشاركة

  • عضو مجلس الفيزياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
ابن الهيثم.. صاحب "المناظر"‏
« رد #1 في: يونيو 28, 2004, 11:52:55 مساءاً »
السلام عليكم:

شكرا لك على هذا الموضوع و الذ يذكرنا بفضل العلماء علينا  '<img'>

تحياتي,


فما كل من تهواه يهواك قلبــه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةٌ ... فلا خير في ودٍ يجيــــئ تكلفـا

يونيو 29, 2004, 05:54:08 صباحاً
رد #2

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
ابن الهيثم.. صاحب "المناظر"‏
« رد #2 في: يونيو 29, 2004, 05:54:08 صباحاً »
السلام عليكم,,

الله يعطيك العافية , أخوي عبدالله....

أما بالنسبة لعقمت بطون الأمهات لتأتينا بمثله ( بالنسبة لي يوم قلت إن خطة حلوووو فقدت الأمل )
<<<<<<<<<<<< أمزح  '<img'>

لا جد والله نتمنا إننا نسوي شي لأمتنا ونعزها بعلمنا وعقولنا...

بس هذا يحتاج جهود جماعية وحماس وتوجيه,, لأن العلوم الآن تطورت ,, وصعب تخترع
شيء يفوقها وأنت ما إطلعت على تركيبها وخطوات تطويرها السابقة بشكل عملي..

والله هذا هاجس يجيني دايم يقولي وبعدين له  تحشين راسك معلومات ,, وين الإنتاجية؟؟؟؟؟!!!!
 وش تتوقعين تصيرين شي غير مدرسة أو دكتورة ,, ماتحتاجين إستيعاب المعلومات بهذالشكل...
 
 بس لا تخافون أتعوذ من إبليس وأقول لنفسي::: أنتي إبذلي الأسباب ويجعل الله لك مخرجاااا....

 ( عاد ما أدري إلى متى أصمد  '<img'> )

                         والسلاااااااااااام.......
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.

يونيو 29, 2004, 04:48:42 مساءاً
رد #3

عبدالله علي

  • عضو خبير

  • *****

  • 1005
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
ابن الهيثم.. صاحب "المناظر"‏
« رد #3 في: يونيو 29, 2004, 04:48:42 مساءاً »
مشكورين اخواني على متابعتكم لسيرة العالم الفاضل..

اختي جنين حفظك الرحمن..جعل ربي يحقق امانيك..

قال تعالى( ان الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى...) نعم لكل مجتهد نصيب, كل شخص منا يأخذ بقدر اجتهاده

لو راجعتي سيرة العلماء الغربيين لرأيتي العجب كيف كانوا علماء وهم من بسطاء الناس!!!

ولكن كما ذكرتي إبذلي الأسباب ويجعل الله لك مخرجا...




'<img'> '<img'>
وقل رب زدني علما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ