التصور الفلكي لبنية الذرة والجديد في ميدان الفيزياء المجهرية
( اكتشاف سرعة أكبر من سرعة الضوء )
هل تعتبر الإكتشافات الحديثة عن الكون بداية لفحص نظريات اينشتاين حول سرعة الضوء والسرعة الضوئية والنسبية في شمولها ؟ ماهي العلاقة الموجودة بين العالم الأكبر الماكروفيزيك ( عالم الكواكب والأفلاك والفضاء الشاسع ) والعالم الأصغر الميكروفيزك ( عالم الذرة والإلكترونات والجسيمات الدقيقة التي تدخل في تركيب المادة ؟ ) هل حقاً يعتبر العالم المتصوف الإسلامي جلال الدين الرومي هو أول من وضع تصوراً فلكياً لبنية الذرة ؟
هل هناك جسيمات تفوق سرعتها سرعة الضوء ؟ وهل نحن بالفعل نشهد انهيار نظرية النسبية المبنية على مبدأ ثبات سرعة الضوء ؟ سنحاول أن نجيب على كل هذه التساؤلات . قدر الإمكان بإضافة معلومات علمية جديدة ومبسطة وذلك من خلال التطرق إلى العنصرين التاليين :
التصور الفلكي لبنية الذرة .
وجود سرعة أكبر من سرعة الضوء .
أولاً : التصور الفلكي لبنية الذرة :
إن أول من وضع تصوراً فلكياً لبنية الذرة هو العالم العربي الإسلامي المتصوف جلال الدين الرومي الذي قال بـ (( أنك إذا اطلعت على الذرة فستجدها مثل شمس وتدور حولها الكواكب والنجوم )) قالها منذ قرون خلت وقد توصل إلى مثل هذا التصور علماء الفيزياء في العصر الحالي أمثال : ( روذرفورد Rutherford ) الذي قال بأن الذرة أشبه ما تكون بالنظام الفلكي . فكما تدور الكواكب حول الشمس كذلك تدور الإلكترونات حول نواة الذرة . وكذلك كان تصور ( سومرفيلد SOMERFELD ) للذرة ، مدارات بيضوية تدور فيها الإلكترونات . والسؤال المطروح هو : هل كانت لجلال الدين الرومي رؤية استطلاعية استبصارية استشفافية وهي ما يسمى بسبق العلم
Prescience - - ربما والخوض في هذا الموضوع سيجرنا إلى مجالات أخرى. لكن ينبغي أن نذكر أن أجدادنا العرب قد ساهموا بدورهم في تطور العلم عبر التاريخ ولا يجوز إنكار ذلك .
المهم أن التصور الفلكي لبنية الذرة يشير إلى ذلك التشابه العظيم والعجيب بين العالم الأكبر ( عالم الأفلاك والنجوم ) وبين العالم الأصغر الذي هو عالم الشحنات الكهربائية السالبة والشحنات الكهربائية الموجبة التي تدور داخل ذلك البناء المعقد والدقيق الذي يدعى الذرة .
مع تطور العلم توصل العلماء إلى اكتشافات عظيمة ( الفوتون ، النوترون ، البروتون ، الميزون ، الكهرمغناطيسية ) واقترح سومرفيلد تصوراً جديداً ومتميزاً لبنية الذرة : (( إذا كانت الذرة تشبه فعلاً المنظومة الشمسية فيجب أن تكون مدارات الإلكترون مدارات إهليليجية
( بيضوية ) لا مدارات دائرية .
وبالتالي فإن نواة الذرة يجب أن توجد في أحد مركزي الإهليج وفقاً لنظرية ( كبلر Kepler ) الفلكية والتي تقول : ترسم الكواكب في حركتها أشكالاً إهليليجية ( بيضوية ) تحتل الشمس أحد مركزيها ( تشتمل الدائرة على مركز واحد والشكل البيضوي على مركزين ) )) .
ومن دون الدخول في التفاصيل نستخلص نتيجة أساسية وهي أن العالم الأكبر ( عالم الأفلاك والفضاء والكون الفسيح .. ) والعالم الأصغر
( عالم الذرة ) هما عالمان تجمعهما أكثر من علاقة ومن ترابطات دقيقة ومتناسقة ومتماسكة مثيرة للتساؤل والتفكر .
أول تلك الروابط هو هذا التشابه في سرعة الموجات الكهرمغناطيسية المنبعثة من داخل الذرة والموجات الكهرمغناطيسية المنبعثة من الشمس : إنها نفس السرعة وهي 300 ألف كيلومتر في الثانية وهي سرعة عظيمة بلا شك .
فهل هي سرعة ثابتة في كل الأحوال ؟ سرعة لا تتغير ؟ هذا ما تقول به نسبية ( اينشتاين Einsteine ) وإن مبدأ ثبات سرعة الضوء هو من المباديء الأساسية التي تقوم عليها النظرية النسبية ، لكن متى عرف العلم الثبات والتوقف ؟ إن العلم الحالي هو علم احتمالي نسبي متغير ، لا يعرف الثبات والجمود ، فقد يثبت اليوم أو غداً ما كان قد نفاه بالأمس وهنا نفتح مزدوجتين لنترك د. محمد عابد الجابري يقول معنا : (( سرعة الضوء ثابتة لا تتغير )) فهي تساوي في جميع الأحوال 300 ألف كيلومتر في الثانية ، لا تزيد ولا تنقص ، وهي أقصى سرعة ممكنة .
(( نشير هنا إلى أن هذا المبدأ مجرد فرضية ، فمنذ العام ( 1976 ) يقوم العلماء في بعض جهات العالم بتجارب على الإلكترونات للحصول على سرعة أكبر من سرعة الضوء ، وإذا نجحوا في ذلك فستنهار كلياً نظرية اينشتاين )) .
إننا في عام 2004 وقد مرت حوالي 28 سنه . فهل توصل العلماء إلى الحصول عبر التجارب على سرعة تفوق سرعة الضوء ؟
هذا التساؤل سيجرنا مباشرةً إلى النقطة الثانية في هذا المقال وهي :
ثانياً : وجود سرعة أكبر من سرعة الضوء :
سنحاول أن نستعرض بإيجاز أبحاث ودراسات أستاذ حول الفيزياء والبيوفيزياء Biophysique ، وذلك اعتماداً على ما اكتشفه جاستيوارت J. steyeart حول وجود جسيمات تسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء : منذ اينشتاين تأكد عدم وجود أي جسيم يمكنه أن يتجاوز سرعة الضوء التي تعتبر أقصى سرعة ممكنة وثابتة . وهي 300 ألف كيلومتر في الثانية ، إن ( ر. ديتاي ) تشغل باله ثلاثة هواجس وهي : ما هي السرعة ؟ ثم ما هو الضوء ؟ ثم ما هي سرعة الضوء ؟ فمنذ 17 عاما وهو يهتم بدراسة عالم يوجد في ما وراء الجدران وحدود سرعة الضوء وقد افترض وجود ثلاثة عوالم :
نظرية العوالم الثلاثة :
العالم الذي نعيش فيه وله زمكانه ( زمانه ومكانه ) الخاص به ، ويطلق عليه ما تحت المضي sous Iumineux A وهو البراديون BRADYONS .
العالم الذي تسير فيه الجسيمات والموجات الضوئية بسرعة الضوء ، وله زمكانه الخاص به ويطلق عليه ليكسيون èxj .
عالم السرعة الفائقة لسرعة الضوء وله زمكانه ، ويطلق عليه تاشيون 4zTACHYONS .
توجد إذاً ثلاثة أزمنة وثلاثة أمكنة متداخلة في هذه العوالم الثلاثة . ويمكن الانتقال من زمكان إلى زمكان أي إلى عالم آخر حسب السرعة التي نسير بها ، ( إن هذا الافتراض مصاغ صياغة اكسيوميتا رياضية ) .
ولكن أين التجربة التي تؤكد وجود عالم الجسيمات TACHYONS والتي تفوق سرعتها سرعة الضوء ؟
إنها توجد مختبرات في الفيزياء النووية التي اكتشف فيها أحد العلماء ( جاستيوارت J. steyeort ) اكتشافاً جديداً .
فمنذ سنوات وهو يشتغل في إنتاج أشعة ( جاما ) ذات الطاقة العالية عندما رأى جسيمات ذرية تسير بما مقداره : 1.2 من سرعة الضوء أي تفوق سرعة الضوء .
ما يمكن استخلاصه هو أن العلم الحالي هو علم متغير نسبي لا يعرف الجمود أو التوقف وأن القطيعة الابستيمولوجية ستحدث لا محالة ، مع النظرية النسبية وذلك من أجل فتح المجال أمام نظريات علمية جديدة بمفاهيم جديدة ، لكن القطيعة المعرفية لا تعني الاستغناء عن كل النظريات السابقة . إنها تعني احتواءها وتجاوزها .
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
تم نقل هذا الموضوع من مجلة العلوم العربية منذ عام 1998 م
بواسطة Electronic Boy
