محارق جيرية إسرائيلية
ساد الاعتقاد وبعد نهاية القرن الماضي أن الإنسانية في طريقها إلى طي الكثير من صفحات
أحزانها ودمارها الأخلاقي, لكن الصهاينة فتحوها مرة أخرى بدموية بشعة تقشعر لها المشاعر الإنسانية.أبرزها في الأشهر السابقة هي مجزرة جنين الشهيرة التي ارتكبتها إسرائيل في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.
والأغرب هو قيام سكان جنين بنبش التراب بحثا عن جثث قتلاهم فلا يعثرون سوى على أشلاء متحللة تبرز منها عظام مهشمة.فما هو السر في اختفاء أو تحلل جثث ضحايا جنين بهذه السرعة ؟هذا ما سنلقي الضوء عليه في هذا المقال.
الجير الحي ..معجل لتحليل جثث الموتى وحارق لأجساد الأحياء.
مادة الجير الحي ما هي إلا أكسيد الكالسيوم الذي ينتج عن احتراق حجر الجير((تمثل كربونات الكالسيوم المادة الأساسية له))في عملية كيميائية تسمى التكلس.ومادة الجير الحي عبارة عن بودرة بيضاء كاوية وقلوية تتفاعل بشدة مع الماء لتكون هيدروكسيد الكالسيوم
المعروف أيضا باسم ماء الكلس التي يمتص خلالها الجير الحي الماء ليصدر طاقة تصل درجة حرارتها إلى 300 درجة مئوية.
وتلعب معالجة الجثث بالجير الحي دورا كبيرا في تعجيل تحللها نظرا لإمداده بالحرارة العالية والرطوبة اللذان يزيدان من سرعة التحلل الذاتي للجثث, حيث تعمل الإنزيمات بشكل جيد كلما ارتفعت درجة الحرارة, كما إن إن وجود الماء ((الرطوبة))يساعد أيضا على إتمام المرحلة؛ لأن المركبات المكونة للرائحة تذوب في الماء.وكلما انخفض الأوكسجين تكونت البكتيريا اللاهوائية المختصة بتحليل الجسم.
بعد أسرى 67المصريين....محارق جيرية إسرائيلية لضحايا مذبحة جنين
تاريخ إسرائيل مملوء بسجل إجرامي لا حدود له فقد قامت القوات الإسرائيلية بتجميع نحو 50 أسيرا مصريا في مطار العريش في 8 يونيو 1967م وأمروهم بالنوم داخل حظائر الطائرات, بعضهم فوق بعض, فتوفي كثيرا منهم اختناقا وتم دفنهم في حفر داخل المطار بعد ردم الجير الحي عليهم.
كما تردد أن شاحنات إسرائيلية كبيرة كانت تقوم أثناء الليل-في الفترة التي حظرت فيها قوات الاحتلال دخول مخيم جنين –بجمع جثث ضحايا المجازر من بين المنازل المهدمة ونقلها إلى مناطق نائية, حيث بتم وضعها بعد ذلك في مادة الجير حتى تحلل, لإخفاء معالم المجزرة.
ويشير ردريك باوندر أخصائي الطب الشرعي في جامعة دوندي الاسكتلندية بعد زيارته لمخيم جنين إلى انعدم وصول مصليين بجروح خطيرة إلى أن عدم وصول مصابين بجروح خطيرة إلى المستشفيات يدعم القول بأن الأطباء الفلسطينيين ورجال الإسعاف منعوا من الوصول للجرحى.كما يكشف باوندر أنه ((لم يكن هناك جرحى إصاباتهم خطيرة في المستشفى, والجثث قليلة جدا))موضحا أن المعركة كالتي حصلت في جنين كان يمكن أن تؤدي إلى ثلاث إصابات خطيرة مقابل كل قتيل واحد.
منقول من مجلة الجسور
د.وجدي عبد الفتاح سواحل
