Advanced Search

المحرر موضوع: أندي والعلاج الجيني  (زيارة 835 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 06, 2005, 07:10:56 صباحاً
زيارة 835 مرات

أبو سلطان

  • عضو خبير

  • *****

  • 2287
    مشاركة

  • مشرف الأحياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
أندي والعلاج الجيني
« في: يناير 06, 2005, 07:10:56 صباحاً »
أندي والعلاج الجيني
 
  
في باكورة القرن الجديد فاجأ العلماء العالم بالإعلان عن ولادة "أندي"، أول قرد محور وراثيًّا؛ ليعلنوا للعالم أن القرن الجديد هو قرن الجينوم والعلاج الجيني، وأن أمراض البشر الوراثية قد تكون مجرد ذكرى في القرن الحادي والعشرين.. هذا ما يؤكده علماء وأطباء الغرب الآن من خلال رؤيتهم المستقبلية للطب والعلاج في الألفية الثالثة، إذا استمرت الأبحاث بمثل هذا التسارع غير المسبوق.

إن المسألة لم تعد ضربًا من الخيال العلمي أو التمني‏؛ فبعد عشرات الأبحاث،‏ استطاع العلماء الوصول إلى نتائج هامة وإلى حلول وتقنيات جديدة تعتبر ثورة في العلاج الجيني كان آخرها أن أعلن العلماء الأمريكيون بمركز "أوريجون" لأبحاث المخلوقات الرئيسة ـ وهي رتبة الثدييات التي تشمل الإنسان والقردة – أنهم أنتجوا أول قرد معدل وراثيًّا من نوع ريساس الذي يعتبر أقرب الكائنات الحية إلى الإنسان من الناحية الجينية‏، وذلك في إنجاز علمي يبشر بتطوير علاجات جينية للعديد من الأمراض البشرية المزمنة، وعرض هذا الإنجاز الباهر في تقرير نشر بمجلة "ساينس" العلمية في عددها الصادر الجمعة 12/1/2001.

حكاية أندي!!

جرت عملية التعديل الوراثي لبويضة القرد "أندي"، في أولى مراحل تكوينه عن طريق نقل جين التوهج المنقول من قنديل البحر "إيكوري فيكتوريا" الذي ينتج بروتينًا مشعًا يسمى بـ"جي إف بي" اختصارا لاسم بروتين الفلورسنت الأخضر– الذي يحدث وهجًا حال تعرضه للضغوط كما في حالات الإصابة بالأمراض مثلا- ويمكن تتبع هذا الوهج الفلورسينتي في خلايا القرد عن طريق متابعة الوهج الصادر من هذا البروتين تحت أنواع معينة من المجاهر في المختبر. وبالرغم من أنه قد تم إنتاج عدة كائنات تتوهج في الظلام نتيجة لنقل هذا الجين نفسه؛ كالفأر والأرنب "ألبا" (راجع مقال "ألبا المتوهجة تثير الجدل حول التلاعب بالجينات–“ إسلام أون لاين) ونبات البطاطس، وبعض الطحالب والأزهار ( راجع مقال " بطاطس تطلب النجدة!!"-إسلام أون لاين) فإن القرد "أندي" هي الكائن الأكثر رقيًّا من الناحية البيولوجية، الذي نقل إليه هذا الجين، ويعد من رتبة الرئيسيات التي تضم الثدييات ومنها الإنسان.

ولقد سبق للعلماء أن حوروا العديد من المخلوقات وراثيًّا مثل البكتيريا والخمائر المعدلة وراثيًّا لتنتج بروتينات بشرية منها الأنسولين، والأغنام التي تنتج بعد تعديلها وراثيًّا بروتينات بشرية تستخدم في صناعة الدواء، لكن لم يسبق لأحد من قبل أن وضع جينًا غريبًا لدى حيوان من المخلوقات الرئيسة التي تضم القردة والبشر، ولقد أفلح الفريق البحثي نفسه الذي شارك في إنتاج "أندي" في استنساخ قردة أطلق عليها اسم "تيترا" في العام الماضي، وذلك من خلال تقسيم الجنين إلى شطرين؛ تماما كما يحصل بشكل طبيعي في حالة التوائم المتطابقة، ولقد حاول العلماء نقل هذا الجين بعد تحميله على المادة الوراثية لأحد الفيروسات إلى حوالي 244 بويضة قرد، ثم تم تخصيب البويضات بحقن السائل المنوي في البويضات مجهريا لتخصيبها، وكانت النتيجة تكوين 40 جنينا وحدوث خمس حالات حمل وولادة ثلاثة قرود فقط أحياء. ولم يبق من المواليد الثلاثة الذين حملوا الجين جميعا سوى القرد "أندي" (راج الخبر المنشور-إسلام أون لاين). وأطلق على القرد اسمANDI الذي يعد اختصارا عكسيا (من اليمين إلى الشمال) لعملية التحوير الوراثي عن طريق إضافة الدنا (.(Inserted DNA

أهمية "أندى"

يؤكد الباحثون أن القردة كحيوانات تجارب تعد أفضل من ذباب الفاكهة والفئران المستخدمة حاليا في المختبرات؛ حيث تعتبر القردة أقرب الأنواع إلى البشر جينيا، وهي أقرب إلى الإنسان من الفئران والذباب. ويقول العلماء في تقريرهم: إنه بالإمكان من خلال التقنية ذاتها إدخال تعديلات هامة بحيث تجعل القرود تحاكي الأمراض البشرية كسرطان الثدي والزهايمر والإيدز وأنواع عدة من الأمراض الوراثية، ويقولون: إن تعديل القردة بحيث يمكنها أن تحمل جينات تسبب أمراضا للإنسان من الممكن أن يساهم في فهم أسرع لكيفية نمو الأمراض؛ وأيضا إحداث علاجات جديدة جينية بوتيرة أسرع. وفي حالة استنساخ هذه القردة من الممكن أن تستخدم نسخها المطابقة في دراسة العقاقير وأنواع مختلفة من العلاج الجيني دون الحاجة إلى التشتت الناجم عن الاختلافات الجينية، ويمكن أن تؤدي هذه التقنية إلى إنتاج حيوانات متطابقة قصد استخدامها في دراسات أمراض يصاب بها البشر كالسكري ومرض الرعاش.

ويؤكد البروفيسور "شاتن" قائد الفريق البحثي الذي أنتج "أندي": إن هذه القردة ستستخدم في ظروف واضحة المعالم وأوضح أن المشروع لا يرمي إلى ولادة مئات من القردة لإجراء أبحاث عليها، وقال: "إن غايتنا ليست هي إصابة القرود بالمرض، وإنما اجتثاث الأمراض".

ولقد آثار نبأ انتشار استخدام تكنولوجيا تحويل القردة إلى نماذج محاكية للبشر من أجل تجارب العلاج الجيني -عن طريق إصابتها بالأمراض أولا ثم محاولة علاجها بعد ذلك- غضب جماعات الرفق بالحيوان، وقالت إحدى الجمعيات البريطانية العاملة في هذا المجال: إن التجربة الأمريكية تعني إنزال المزيد من الآلام والموت بالحيوانات الرئيسة، وقالت متحدثة باسم الجمعية: "إن هذه مجرد بداية، لكن النتيجة في النهاية ستكون آلاما رهيبة، يكفي ما يحصل للقوارض كالفئران، أما أن يقوم العلماء مقام الله مع جينات المخلوقات الرئيسة، فذلك مرفوض أخلاقيا"

ماهية العلاج الجيني

ولكن ما هو العلاج الجيني؟.. وهل العقاقير الجينية هي حقًّا أدوية المستقبل التي ستحل يومًا محل الدواء العادي؟ .. يقوم العلاج الجيني أساسا على فكرة استبدال الجين المعطوب بجين طبيعي، على أساس أن الإصابة بمرض معين مرتبطة بوجود جين بعينه، ومن الممكن التدخل العلاجي في عدة مراحل بعد التشخيص المبكر، حيث يمكن على سبيل المثال اكتشاف أن سيدة ما سوف تصاب بسرطان الثدي وبالتالي يمكن التحكم في العوامل التي تلعب دورا كبيرا في حدوث الإصابة كالتدخين، وحبوب منع الحمل، أو منع الجينات التي تسبب حدوث السرطان بالتدخل السريع بالأدوية المثبطة لعمل الجينات المنتجة للورم أو عن طريق إجراء تبديل جيني للعلاج قبل الإصابة.‏ إلا أن فشل العديد من التجارب العملية في نقل الجين الصحيح للخلية المستهدفة أدى إلى تأجيل هذه المحاولات لبعض الوقت،‏ ولقد أشعل إعلان زعيمي الولايات المتحدة وبريطانيا توصل العلماء إلى فك شفرة الجينوم البشري السباق المحموم بين الشركات العالمية المنتجة للدواء، وليكون بحق هو الحدث الأكبر لعام 2000. فالمشروع الذي أعلن عن نتائجه أخيرا وكان العمل فيه منذ عام‏1990 واشتركت فيه‏18 دولة‏، وشارك فيه ما يقرب من ألف ومائة باحث وتقني وأنفق عليه حوالي‏350‏ مليون دولار قد نجح وكما هو مخطط له في رسم خريطة مفصلة للجينوم البشري، ولو شبهنا هذا الجينوم بالكتاب فإن هذا الكتاب هو عبارة عن‏23‏ فصلا هي الكروموزومات البشرية، وكل فصل مكون من فقرات ثم كلمات تتكون جميعها من أبجدية محددة من أربعة أحرف تتكرر وتتوالى في تتابع لتكون في النهاية ما يقرب من ألف مليون كلمة تحمل صفات الإنسان الوراثية كلها، وما حدث هو بمثابة وضع قاموس ضخم لتفسير وتحليل هذه الكلمات وبالتالي اكتشاف أي خلل في هذا التتابع يعني أن هناك مرضًا ما سيصاب به هذا الإنسان في وقت ما‏..‏ وبناء عليه يتم التعامل مع الشخص بشكل مسبق ومنفرد وهو ما يطلق عليه العلاج الجيني.

وقد كان لفشل التجارب الأولية للعلاج الجيني تأثيره السيئ على الرأي العام الذي شعر بأن كل هذه الضجة التي أثيرت حول عملية فك الشفرة الجينية الخاصة بالإنسان ليست سوى ضجة وهمية طالما أن النتائج المستخلصة منها لم تسفر عن أي حل لمشاكل الإنسان الصحية‏.‏ ولا يعد فشل بعض التجارب العلمية نهاية المطاف، حيث لا حياة مع اليأس في عالم البحث الرحيب، وقام العلماء بإيجاد الحل البديل سريعا. وظهر هذا الحل عن طريق تحليل وظائف الجين من خلال ما يفرزه من بروتين وعلاقته بالجينات الأخرى وبالبيئة المحيطة بحامله، وهو ما يسمح للعلماء بتحديد الدواء الجيني الخاص بكل فرد بحيث يتناسب مع تركيبته الجينية والنفسية بل والبيئية أيضا. فهذا الدواء من الممكن أن يكون ذا تأثير وفاعلية على جين أو بروتين معين أو عدة منها من أجل تنشيط تأثيرها الإيجابي أو إعاقة تأثيرها السلبي الضار بصحة الإنسان، ومن المتوقع أن تحقق تقنية العلاج الجيني نجاحا كبيرا في الوصول للعلاج الناجع للعديد من الأمراض المستعصية ولتقدم للبشر أدوية جديدة تسمى بأدوية المستقبل، الذي‏ سيكون لكل إنسان فيه دواؤه المنفرد والذي يعالجه حتى قبل أن يمرض‏!!‏.

منقول ....الاسلام اون لاين
http://www.islamonline.net/arabic/science/2001/01/Article14.shtml
]

يناير 06, 2005, 08:09:59 صباحاً
رد #1

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
أندي والعلاج الجيني
« رد #1 في: يناير 06, 2005, 08:09:59 صباحاً »
السلام عليكم

اخي الكريم أبو سلطان

جزاك الله كل خير

شكرا لك

'<img'>

يناير 06, 2005, 09:16:45 صباحاً
رد #2

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
أندي والعلاج الجيني
« رد #2 في: يناير 06, 2005, 09:16:45 صباحاً »
الله يعطيك ألف ألف عافية أخي العزيز "" أبو سلطان ""

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب


 '<img'>
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير

يناير 07, 2005, 03:49:01 صباحاً
رد #3

الإحيائيه

  • عضو متقدم

  • ****

  • 696
    مشاركة

  • مشرفة الأحياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
أندي والعلاج الجيني
« رد #3 في: يناير 07, 2005, 03:49:01 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل أبو سلطان..جزاك الله الف خير على هذا الطرح المفيد..

وهذه صورة للقرد أندي


'<img'>

ماخوذه عن موقع الـBBC
مع شكري لكم..
إننا نحيا لأنفسنا حياة مضاعفة عندما نحيا للآخرين ،، وبقدر مانضاعف إحساسنا بالآخرين ،، نضاعف إحساسنا بالحياة

يناير 08, 2005, 02:15:21 صباحاً
رد #4

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أندي والعلاج الجيني
« رد #4 في: يناير 08, 2005, 02:15:21 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أستاذي أبو سلطان على الموضوع
بارك الله فيك
وشكرا جزيلا أختي الكريمة الاحيائية على الصورة ':laugh:'



يناير 10, 2005, 12:49:48 صباحاً
رد #5

عبدالله علي

  • عضو خبير

  • *****

  • 1005
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أندي والعلاج الجيني
« رد #5 في: يناير 10, 2005, 12:49:48 صباحاً »
مشكور جداً استاذي أبو سلطان على هذا الموضوع الرائع ...

ومشكورة اختي الاحيائية على هذه الاضافة الرائعة..

بارك الله فيكما..

'<img'> '<img'>
وقل رب زدني علما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ