السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً جزيلاً اختنا 212 فيز على هذا الطرح الجميل مع كوني لا اميل كثيراً بالاهتمام بمعرفة تفاصيل ما يكتبه العلماء النفسيون حول تلك المسميات والتصنيفات لتلك السلوكيات الخاطئة التي يمارسها البعض نتيجة قناعات فكرية ليس بالضرورة انها نتجت من تلقي من الغير او بتأثير الاخرين وانما هي نتيجة خلل في طريقة التفكير التي ينتهجها الشخص او كما يسميه البعض بـ"المريض"
مع كوني لا اعتني به كثيراً الا أن الفضول - وارجو ان لا يصنف ذلك مرضاً - قادني للاطلاع على ما يكتبه شركائي الفيزيائيين
'>
دعيني اخالفك الرأي اختي الكريمة في ضرورة الزام ابناءنا على دراسة علم النفس في مراحله الثانوية بحجة أن ذلك يساعدهم على فهم الاخرين... فهذا امر اعتبره جد خطير وخطوه نحو الدمار الاجتماعي ... لا تستغربي ذلك فنحن يا اخيتي نعاني كثيراً من المهتمين واعيد من المهتمين عندما يبدأ في النظر لتصرفات الاخرين وحركاتهم والتي غالباً ما تكون بحسن نية وسلامة قصد فيبدأ هذا الاخ الفاضل في داخل نفسه باستنفار كامل طاقاته المعرفية والمعلوماتية التي قرأها محاولاً ايجاد اقرب وصف أو مصطلح نفسي لتلك الشخصية البريئة وليت الامر يتوقف عند هذا الحد من الحديث الداخلي لنفسه بل يتطور الامر لاتخاذ سلوكيات ومواقف عملية ضد تلك الشخصية "المريضة" في نظرة
أذكر أنني استمتعت في يوم ما بحديث شيق مع احد الاخوة ممن احبهم واجلهم ..وفي معرض حديثه اخبرني بقصة له استنكرت تصرفه فيها إذ انه تعامل مع شخص آخر بسلوك شديد فيه شيء من التعالي والتكبر وعندما أخذت اعبر له عن استهجاني لتصرفه ذاك وانني لا اصدق صدوره من اخ يتمتع بقدر كبير من الادب واحترام الاخرين ..أخبرني بأن هذا التصرف لابد منه مع امثال هؤلاء واستشهد بمقولة الدكتور الذي أخذ منه هذه "الحكمة " بأن علاج المتكبر هو أن تتكبر عليه
... فقلت له .. لا بأس .. أقبل هذا العلاج منك .. ولكن .. أثبت لي أن خصمك متكبر ... فأخذ يذكر لي بعض من التصرفات التي قام بها خصمه وتقع ضمن دائرة مرض الكبرياء والغرور كما يعتقد ... وأنا اجزم أننا لو تحققنا في كثير من تلك الصفات التي اطلقها لوجدنا أن معضمها مبني على سوء الظن والاوهام الشيطانية .
علم النفس علم جليل له قدره وكيانه واعتبره من اصعب العلوم من حيث التشخيص والعلاج وأنا اعتب على هؤلاء الفضلاء الذين يتصدرون المجالس والمنابر الاعلامية لتشخيص الامراض النفسية من خلال كلمات معدودة يسمعها من متصل وانا واثق أن تشخيص تلك المشاكل ينبغي أن تكون بعد جلسات طويلة قد تمتد لايام طوال يتخللها الكثير من الحديث ومتابعة ردود الافعال .
لعلي استطردت كثيراً لكن اوجز مقصدي أن هذا العلم لا يكفي أن يكون صاحبه ذو اطلاع بنظرياته وتفاصيله بقدر أن يكون انسان ذو شخصية متزنة سليمة من كافة الافات الشرعية والفكرية ومحسن الظن بالاخرين وهذا ما يفقده كثير من ابناءنا وأنا ازعم أننا لو طبقنا ما تفضلت به من تلك الضرورة حول تدريس علم النفس لحصدنا المزيد من الشقاق والفراق في المجتمع ولكن هذه المرة ستكون تحت مظلة عصرية تسمى بمظلة "علم النفس"
'>
أعتذر على هذه المداخلة .. ولكن هذا من أثر الفضول
'>
اخوكم / أبو سلمان