لقد أكـد البروفيـسور(عاصف دراكوفيتش) مدير المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم في برنامج بلا حدود الذي بث من محطة الجزيرة يوم الأربعاء في/12/5/2003/ أن أمراض حرب الخليج قد أصابت /80/ألف جندي أمريكي خلال /12/ سنة مات منهم /26/ ألف . كما أن مجموعة من الجنرالات الأمريكيين والذي يقدر عددهم بألف جنرال قد أرسلوا مذكرة إلى جورج بوش في مطلع شهر آذار عام 2003 أي قبيل الحرب بقليل يطلبون اللقاء مع جورج بوش ويذكرونه بأن/164/ ألف محارب أمريكي قديم من حرب الخليج عام 1991أصبحوا معاقين بموجب تقارير إدارة شؤون المحاربين الأمريكيين القدامى ، وإن هذا العدد في تزايد يومي.
تزداد الخطورة /100/ ألف مثل إذا احتوت القذائف على البلوتونيوم (Pu-239) وربما نشهد في المستقبل أحداثاً أكثر جسامة من قبل الدول التي تمتلك هذه الأسلحة وقد تزداد الأمور تعقيداً إذا ما انتقلت مثل هذه الأسلحة إلى أيدي عصابات متطرفة.
نتائج اختبارات البروفيسور الدكتور العقيد ( عاصف دراكوفيتش) :
أجرت محطة الجزيرة معه لقاءً في برنامج بلا حدود يوم الأربعاء في /12/5/2003 حول الأمراض الجديدة التي سببتها الأسلحة المستخدمة في أفغانستان . عرض في هذا البرنامج نتائج أبحاثه واختباراته في أفغانستان . حيث قال : عندما اكتشفنا آثار مرض حرب الخليج عام /1991/ من خلال الدراسة لحالات عشرات المرضى من الجنود الأميركيين الذين عادوا من الخليج إلى الولايات المتحدة . فقد وجدت الكثير من الصعوبات في كشف أسرار المرض والأسباب التي تقف وراءه منها فقدان بعض العينات التحليلية واختفائها من المخابر أو فصل الأطباء الذين كانوا يتعاونون معي . برغم ذلك توصلت إلى أن هذه الأمراض كانت بسبب الأسلحة التي استخدمت في العراق . وأنها كانت كارثية بكل معنى الكلمة . وأضاف أنه بعد حرب أفغانستان أرسلت عام/2001و2002/ فريقين من معهد مركز الأبحاث اليورانيوم الطبية.حيث قام الفريقان بأخذ الكثير من العينات وتحليلها من عدة مناطق مثل:كابول-جلال آباد-تورا بورا- مزار الشريف-بيبي مهرز(ماهرو).أثبتت الدراسات والتحاليل الأولية المبدئية بأنه لا يوجد يورانيوم مستنفد في أفغانستان. ولكن تم بعد ذلك إجراء تحاليل جديدة أخرى فتبين أن التلوث في أفغانستان شاملاً كلٍ من الناس والتربة والماء والهواء بفعل يورانيوم من نوع آخر يشبه تركيب اليورانيوم الطبيعي مضافاً عليه يورانيوم مصنع وبالتالي يمكن تسميته باليورانيوم غير المستنفد وهو أشد خطورة بكثير من اليورانيوم المستنفد. ومن خلال فحص المرضى تبين أنهم ملوثون بنسب عالية من هذا اليورانيوم. التحاليل شملت أربعة أنواع من اليورانيوم هي :
اليورانيوم (U-238,U-235,U-238,U-236) علماً بأن اليورانيوم (U-236)غير موجود في الطبيعة ولكن يمكن أن يصنع بالمفاعلات .إن استخدام مثل هذا اليورانيوم خطير جداً إذ عندما يصيب الهدف ترتفع حرارة الهدف كثيراً فيتبخر اليورانيوم ومعادن الهدف التي يمكن أن تصبح مشعة وتنتشر عبر الغبار في الهواء وعندما يتنفسه الإنسان يدخل إلى الرئتين ومنها إلى الدم حيث يتفاعل مع كل خلايا الجسم البشري، لأن الدم يصل لكل الخلايا.كما تبين وجود تركيز كبير مكثف في البول البشري نتيجة استهلاك الماء الذي يحوي على كميات كبيرة من هذا النوع من اليورانيوم غير المستنفد. برغم إن الآثار السامة معروفة منذ /200/ سنة لكن تأثيره بدأ يتضح اليوم أكثر. إن الأماكن التي تعرضت للقصف أصبحت غير صالحة للحياة ، وستتأثر بها الأجيال القادمة أكثر. قام الفريقان بجمع عينات من خمسة مناطق متفرقة كما تم ذكره. وتم فصل المرضى إلى نوعين. المرضى بدون أية أعراض على حدة والمرضى بأعراض على حدة أيضاً وأغلب الظن انهم جميعاً سيصابون بالسرطان قريباً لأن المياه ملوثة كثيراً. كما تم أخذ عينات من المناطق التي تعرضت للقصف وأخرى من المناطق التي لم تتعرض للقصف فتبين هناك فرق كبير بين عدد المصابين . أظهرت التحاليل النتائج التالية :
- تلوث البول البشري باليورانيوم :
أظهرت نتائج الأبحاث أن مستوى اليورانيوم المسموح به في أمريكا 11.8 نانوغرام/ ليتر وفي إنكلترا 8 نانو غرام وفي أفغانستان/9.4/ نانو غرام وهي نسبة عادية مثل بقية الدول. ولكن في الواقع وجد فعلياً لدى المصابين كميات مكثفة تصل إلى/315.5/ نانو غرام/ليتر. هناك قرية باسم(لال ماه) تعرضت لقصف بقنابل كبيرة مما أدى إلى ظهور أمراض كثيرة لدى السكان. وفي قرية (بيبي ماهرو) حيث سقطت قنبلة كبيرة فقتلت عائلة بأكملها ( الأم-ولدين – ثمان نساء – وابنتين), ونجا من هذه القنبلة طفل عمره/12/ سنة أسمه(حسين) ، ومن خلال فحصه تبين أن كمية اليورانيوم لديه/2031/نانوغرام/ليتر. أي /200/ ضعف مما مسموح به. بينما عندما تم فحص والده الذي لم يكن موجوداً أثناء الحادث وجدت الكمية/40-50/ نانوغرام/ليتر. إن هذا الطفل سوف يعاني كثيراً من خطر الأثر الكيميائي الذي يفتك خاصة بالكليتين وكذلك من التأثير الإشعاعي وبخاصة جهاز المناعة لديه .
تلوث المياه باليورانيوم غير المستنفد:
تجدر الإشارة إلى أن الجرعة المسموح بها في الماء في حدها الأقصى/2000/نانوغرام/ليتر والمعدل المتبنى في وكالة الصحة العالمية/40/نانو/ليتر. بينما وجد في كابول وجلال آباد أن التركيز قد وصل إلى/40ألف-60ألف/نانوغرام/ليتر. أي بمعنى آخر إن تلوث المياه بهذه النسبة الكبيرة سوف يسبب الكثير من الأمراض للناس حاضراً ومستقبلاً.
تلوث التربة باليورانيوم غير المستنفد:
تم أخذ عينات من الأماكن التي تم قصفها بهذه القنابل، حيث وجدت الكمية تتراوح بين4.1-6.3نانوغرام/كيلو غرام. بينما الكمية المسموح بها/1.2/نانوغرام/كيلو غرام. أي أكبر من المسموح بـ/6/ أضعاف. وكان المفروض أخذ عينات من بقايا الشظايا والقطع المعدنية المتبقية من الأهداف المصابة يمكن أن تكون دليلاً قاطعاً على استخدام هذا اليورانيوم، لكن تم انتشالها بأمر عسكري.الخطورة تكمن في أن المواد المشعة والأشعة في أنها تصيب الجميع( الإنسان – الحيوان- النبات- الحشرات) وتعلق في الهواء وتدخل إلى المياه وإلى باطن التربة ويصعب أن ينجو منها أحد.من الصعب المقارنة بين ما تم في أفغانستان وبين ما تم في هيروشيما وناغازاكي. لأن هناك استخدمت القنابل النووية الإنشطارية التي سببت في إطلاق/440/ ايزوتوب في المتوسط في الهواء ونشرها المطر في أماكن متعددة وهي لا تبقي طويلاً. بينما اليورانيوم يبقى من/4/ إلى /5/ مليار سنة.تجدر الإشارة أيضاً إلى أن النتائج التي تم التوصل إليها سابقاً بعد حرب الخليج الثانية قد قبلت واعتمدت من جهات عديدة منها معاهد علمية كبيرة في أمريكا وإنكلترا والدانمارك.
أشار البرفسور عاصف دراكوفيتش في آخر اللقاء إلى احتمال أن تكون أمريكا قد استخدمت مثل هذه الأنواع من الأسلحة أو غيرها في احتلال العراق عام /2003/،( وقد فعلت ) وأنه يسعى لإرسال فريق جديد إلى العراق لإجراء بحوث ودراسات وإن كان يتوقع عدم موافقة أمريكا على ذلك . وسوف ينشر نتائج الأبحاث للعالم.
طرق الوقاية من تأثير المواد المشعة والإشعاعات الضارة:
إن أفضل طريقة للوقاية من المواد المشعة والإشعاعات الضارة هو الابتعاد عنها وعدم التعرض لها. كما أن الحجاب الواقي يمنع تأثير الأشعة إلى حد كبير. بالإضافة لذلك فإن استعمال بعض الأدوية التي تخفض الحرارة في الجسم والفعالية الهضمية مثل دواء التخدير وغيرها يعتبر مفيداً .أضف لذلك توجد مركبات دوائية واقية تعرف باسم (CYSLEINE) التي تحتوي على الحموض الأمينية والتي هي أساسية لتشكيل بروتين الجسم الطبيعي.تكون عادة المواد المشعة أقل ضرر إذا كانت غير قابلة للانحلال في جسم الإنسان ،حيث يتم التخلص منها عبر طرحها عن طريق البراز والبول. كما الأدوية التي تمثل مضادات حيوية لهل تأثير إيجابي جيد عندما تتعرض خلايا الدم البيضاء لأضرار كبيرة من الأشعة .
طرق المعالجة:
أولها التزام المريض الفراش والعناية الجيدة بالغذاء والدواء . وإذا وجدت إسهالات فيمكن التغلب عليها بأدوية مضادة للإسهالات ، كما أن البنسلين ثبت أن له فوائد جمة .إن نقل دم صحيح إلى المريض لا يفيد في إصلاح ما تلف في مراكز توالد الدم، إلا إذا كان المتبرع( هو أو هي) توأم للإنسان المتضرر، لأن مناعة الإنسان المتضرر ترفض قبول الدم عدا التوأم .
أخيراً يمكن القول أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.إن الإشعاعات ومنها النووية قد تكون ضارة وقد تكون مفيدة وهذا يعود إلى عوامل عديدة . فكم من الأرواح زهقت بسبب الأشعة وكم من الأرواح أنقذت بفضلها أيضاً .على الدول أن تحمي نفسها وشعوبها من جميع مخاطر الحروب ولاسيما إذا استخدمت فيها المواد المشعة . الخوف من أن الدول التي استخدمت الأسلحة النووية في الماضي أن تعود وتستخدمها مرة ثانية وثالثة في المستقبل. والخوف أيضاً من استخدامها في أعمال إرهابية من قبل أفراد أو جماعات أو حتى دول تمتلكها.
أمريكا تعترف بأجراء تجارب بيولوجية وكيمائية خطيرة
كشفت وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي أجرى خمسين تجربة سرية للغاية على عناصر بيولوجية وكيميائية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي لاختبار مدى تفاعلها مع الظروف البيئية والجوية المختلفة.ونقلت أ ف ب عن (دي دودسون موريس) قوله إن التجارب كانت سرية للغاية لدرجة أن المسؤولين الكبار في البنتاجون لم يكونوا على علم بها وبحجمها. جاء الإعلان عنها بعد تحقيقات أجراها البنتاجون استغرقت ثلاث سنوات فيما يسمى بمشروع /112/ ومشروع "بروجكت شادا" التي أجريت على البر والبحر في أنحاء مختلفة من العالم ، منها على سبيل المثال: جزر مارشال ، بنما ، كندا ، بريطانيا ، وشارك فيها نحو/5842/ جندياً أمريكياً وتهدف إلى تحديد عدد الأشخاص الذين ربما تأثروا بهذه التجارب بهدف التعامل مع أية شكوى محتملة تتعلق بالصحة قد تقدم .ويعود المشـروع إلى عـام /1961/ عندما أمـر وزيـر الدفـاع حينـها (روبت ماكنمارا) بإجراء سلسة من التجارب لاختبار فعالية الأسلحة الكيمائية والبيولوجية وفي كانون الثاني من عـام /1963/ أجرت البحرية الأمريكية سلسلة من التجارب قبالة ساحل جزيرة أوهو /هاواي/ لاختبار ما إذا كان الدخان المحتوي على عناصر بيولوجية يمكن أن يخترق السفن الحربية الأمريكية واستخدمت في التجربة بكتيريا غير قاتلة . كم أجرى البنتاغون تجربة في الفترة من كانون الأول عام /1962/ وشباط عام /1963/ في الآلاسكا لاختبار مدى فاعلية عناصر غاز سارين وغاز الأعصاب(vx) في مناطق تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وأطلقت في تلك التجربة قذائف مدفعية وصواريخ محشوة بغاز الأعصاب(vx) بالقرب من نهر (غيرستل)، كما أجرى البنتاغون تجارب في أوائل عام /1963/ في منطقة قناة بنما لاختبار فعالية أسلحة الدمار الشامل في الغابات.وأجريت تجارب في بريطانيا وكندا لتحديد مدى احتفاظ عناصر تابون-سارين –سومان –وفي إكس المتلفة للأعصاب بقدراتها على الفتك في مناطق الغابات والسهول أيضا بسرية تامة خلال العامين /1967و1968/ من طائرات أو بواسطة قذائف على مناطق عسكرية في ( بورتون داون) في بريطانيا و(رالستون) في كندا .كما أجريت عشرون تجربة برش نوع من البكتيريا تدعى ( أي كولي) التي تكون قاتلة أحياناً للبشر على جزر (هاواي) في الفترة من كانون الثاني إلى آذار عام /1968/ إضافة إلى تجارب أجراها البنتاغون عبر نشر البكتيريا في المحيط لمعرفة فعالية الأسلحة البيولوجية التي تطلقها الغواصات .
ذكر تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية أن خلال/30/ عاماً قد تم القيام بتجارب سرية على الأشخاص، منها جرعات نووية أمريكية على الحوامل وعينات على الأطفال . كذلك تم الكشف عن إجراء/48/ تجربة نووية جديدة على مئات الأشخاص في الخمسينات حتى الثمانينات من القرن الماضي بدون علم الناس. وكانت أمريكا قد كشفت النقاب من جهة ثانية عن إجراء/95/ تجربة لقنابل نووية في صحراء نيفادا كانت طي الكتمان قبل إعداد هذا التقرير. لقد أعطيت جرعات أشعة مزودة باليود 131 إلى 131 امرأة حامل . حيث كان الهدف من هذه التجارب تحديد أثر هذا العنصر على الجنين.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إنتاج فيلم أمريكي شبه وثائقي بعنوان ( التقدم نحو نقطة الصفر-Advance to ground zero) . حيث أكد هذا الفيلم على التجارب النووية التي أجريت على الجيش الأمريكي بين عامي/1945-1962/ وشملت التجارب /235/ ألف جندي وجرت في صحراء نيفادا.
من محاضرة ألقاها المهندس عبد اللطيف زرنه جي في المركز الثقافي العربي بدمشق