النظرية البنائية في الكيمياء العضوية
فيما بيني عامي 1858 و 1861 وضع كيكوله وبتليروف ، كل على انفراد ن اسس واحدة من أهم نظريات الكيمياء العضوية وهي النظرية البنائية التي تشتمل على فكرتين أساسيتين :
1- في المركبات العضوية تمتلك الذرات المكونة القدرة على إنشاء عدد محدد من الروابط . وتقاس هذه المقدرة بالتكافؤ valence فالكربون رباعي التكافؤ ، اي أن ذرة الكربون تكون أربع روابط مع ذرات أخرى ، والأوكسجين ثنائي تكون ذرته رابطتين ، أما الهيدروجين والهالوجينات فهي جميعها أحادية ، تكون كل ذراتها رابطة واحدة .
2- تستخدم ذرة الكربون واحدة أـو أكثر من تكافؤاتها للارتباط مع ذرات كربون أخرى
وقد مثل كوبر هذه الروابط في نشرته الأصلية بخطوط ، أما كيكوله فأنه أعطى علم الكيمياء
العضوية مفهومه الحديث ، أي دراسة مركبات الكربون وذلك في كتابه المنشور عام 1861م .
وندرك أهمية النظرية البنائية إذا أخذنا حالة بسيطة ، فقد عرف مركبان صيغة كل منهما С2H6O ، لكن خواصهما مختلفة كلياً ، فأحد هذه المركبات ويسمى ثنائي ميثيل إيثر ، غاز في درجة الحرارة العادية ، بينما الآخر ، وأسمه الكحول الإيثيلي ، سائل .
وتكون درجة غيان الكحول الإيثيلي 78.5 درجة مئوية ودرجة إنصهاره -17303 درجة مئوية ويتفاعل مع الصوديوم لينطلق الهيدروجين أما ثنائي الميثيل إيثر فهو لا يتفاعل مع الصوديوم وتكون درجة غليانه -24.9 درجة مئوية بينما تكون درجة أنصهاره -138 درجة مئوية .
وتكفي نظرة واحدة على الصيغ البنائية لهذين المركبين لتأكيد الفرق بينهما ، فالذرات في الكحول الإيثيلي مرتبطة بطريقة تختلف عما في الإيثر . ففي الكحول توجد السلسلة C-C-O بينما توجد سلسلة C-O-C في الإيثر . وفي المحول نجد ذرة هيدروجين متصلة بذرة الأوكسجين ، بينما جميع ذرات الهيدروجين في الإيثر متصلة بالكربون . وذرة الهيدروجين المتصلة تساهمياً بالأوكسجين في ايثانول هي التي يجري تبديلها عند تفالعل أيثانول مع صوديوم .
واما ذرات الهيدروجين المرتبطة بالكربون فأنها في العادة لا تتفاعل مع الصوديوم ، ولذلك فلا تتأثر به اي من ذرات الهيدروجين في الإيثر .
كذلك فأن ذرة الهيدروجين المرتبطة بالأوكسجين في الكحول تعلل كونه سائلاً في درجة الحرارة العادية .